عرض مصدر الحسن الأعصم

{{معلومات شخصية عسكرية
| لاحقة تشريفية    = قائد جيوش القرامطة
| تاريخ الولادة    = [[278 هـ]] / [[891]]م
| مكان الولادة     = [[محافظة الأحساء|الأحساء]]
| الاسم عند الولادة = الحسن بن بهرام
| تاريخ الوفاة    = [[366 هـ]] / [[977]]م
| مكان الوفاة     = [[الرملة]]
| اللقب           = الأعصم
| الولاء           = ال[[قرامطة]]
}}
'''الحسن الأعصم''' ([[محافظة الأحساء|الأحساء]]، {{عام هـ|278}} / {{عام م|891}} - [[الرملة]]، {{عام هـ|366}} / {{عام م|977}})<ref group="ْ" ;ref name=":0">{{استشهاد ويب
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3590&bk_no=60&flag=1
| عنوان = سير أعلام النبلاء - الطبقة العشرون - القرمطي- الجزء رقم16
| تاريخ = 
| سنة = 2001
| موقع = islamweb.net
| ناشر = مكتبة الرسالة
| صفحة = 275، 276
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2020-03-20
| الأخير = شمس الدين الذهبي
| الأول = 
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200320173318/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3590&bk_no=60&flag=1 | تاريخ أرشيف = 20 مارس 2020 }}</ref> قائدٌ عسكريٌ [[قرامطة|قِرْمِطي]]، يُعرف بشكل رئيسٍ كقائد للغزوات القرمطية إلى [[بلاد الشام (ولاية إسلامية)|بلاد الشام]] خلال الفترة بين عامي {{عام م|968|977}} كما قاد حرباٌ على [[الدولة الإخشيدية]]، واستوْلى على دِمَشْق [[الرملة|والرّمْلة]] وأجبرهم على التّعَهُدِ بِدفعِ الجِزيةِ.

بعد سيطرة الفاطميّين على مصر والإطاحة [[الدولة الإخشيدية|بالدّولة الإخْشِيديّة]]، قاد الأعصمُ هَجمَاتٍ ضد [[الدولة الفاطمية|الدولة الفاطميّة]] التي بدأت تَتَوَسّعُ في بلاد الشام خلال الفترة الممتدة بين عامي {{عام م|971|974}} فطرد القرامِطةُ [[الدولة الفاطمية|الفاطميين]] مراراً وتكراراً من الشام، ففي سنة {{عام هـ|360}} ذهب غازيًا إلى [[دمشق]]، وكسر جيش جعفر بن فلاح، أول نائب فاطمي بالشام، وقتله. ثم غزا [[مصر]] للمرة الأولى، فحاصرها سنة {{عام هـ|361}} / {{عام م|971}}. عاد بعدئذٍ إلى الأحساء، ثم كرّر غزوه [[مصر|لمِصْرَ]] مرة أخرى {{عام هـ|364}} / {{عام م|971}}. لكنه هُزم على أبوابِ [[القاهرة]]ِ وأُجبَر على الانسحاب، فعاد إلى الشام، وواصل الأعصم القتال ضد الفاطميين، إلى جانب القائد [[ترك|التركي]] [[الفتكين|الفتكين المُعِزِّي]]، وكان يُظِهَر الطاعة [[عبد الكريم الطائع لله|للطائع لله العباسي]] [[بغداد|ببغداد]]، حتى وفاته في مارس عام {{عام هـ|366}} / {{عام م|977}}<ref group="ْ" ;ref name=":1" /> وفي العام التالي، تمكن الفَاطِمِيّون من التغلب عليهم، وأبرموا مُعاهدة مع [[قرامطة|القرامِطة]] وتلك كانت إشارةٌ إلى نِهايةِ غَزواتِهم لبلاد الشام.

كان الأعصم [[شاعر]]ًا، محبًا [[أديب|للأدباء]] والشعراء، وكان يقيم في داره [[الرملة|بالرملة]] مجالس أدبية، وكان الشعراء يجيزون ما يقول، وكان أبو نصر ابن [[كشاجم]] قد التحق به، فقربه وأدناه، وجعله كاتبه منذ عاد إلى بلاد الشام. ففي سنة {{عام هـ|365}} حسب رواية [[القاضي المحسن بن علي التنوخي|أبي علي التنوخي]]، كان أبو نصر بالرملة، يلازم الأعصم، كاتبه ونديمه أيضًا. وكان للأعصم مجالس [[أدب]] يحضرها الأدباء [[فقيه|والفقهاء]] والشعراء.<ref group="ْ" ;ref name=":1">{{استشهاد ويب
| مسار = http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/3635_%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AC-%D9%A2/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_314
| عنوان = مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج 2 - الصفحة 316
| تاريخ = 
| موقع = shiaonlinelibrary.com
| ناشر = 
| تاريخ الوصول = 2020-03-20
| الأخير = 
| الأول = 
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20130603200703/http://shiaonlinelibrary.com:80/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/3635_%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AC-%D9%A2/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_314
| تاريخ أرشيف = 2013-06-03
}}</ref>

== نَسَبُه ==
هو أبُو عَلي، الحَسَنُ بنُ أحْمَد بنُ أبي سَعِيْد حَسَن بنُ بَهْرَام مِنْ أبْنَاءِ الفُرس الجَنَابي القِرْمِطِي المُلَقَّبِ بالأعْصَمْ،<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|عنوان=أصول الإسماعيلية|تاريخ=2001|ناشر=دار الفضيلة|مؤلف1=سليمان عبد الله|مؤلف2=السلومي|محرر1=|لغة=العربية|مكان=الرياض|الأول=|بواسطة=|عمل=|المجلد=1|مسار= https://books.google.ae/books?id=_dcPCwAAQBAJ|تاريخ الوصول=11-04-2020|صفحة=380|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200411060716/https://books.google.ae/books?id=_dcPCwAAQBAJ|تاريخ أرشيف=2020-04-11}}</ref> كانَت وِلادةُ الحَسن الأَعْصَم في [[واحة الأحساء]]، وتحديداً في عاصمة [[قرامطة|القرامطة]] في [[إقليم البحرين]] عام {{عام م|891}}، والدُه أحمد بن [[أبو سعيد الجنابي|أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي]] مُؤَسّسُ [[قرامطة|دولة القرامطة]].{{sfn|كانارد|1971|p=426}} تَركّزَتِ السُّلْطة بين أبناءِ أَبي سعيدٍ في حينِ كان أصغَرَهم [[أبو طاهر الجنابي|سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري]] الشّخْصِيَّة الأَبرَز حتى وفاته عام {{عام م|944}}.{{sfn|مادلونغ|1996|pp=37, 39}} وبَعدَ وفاتِهِ حافظ إخْوَانُه على الإمساك بِزمَامِ السُّلطَة بِشكل جَماعِّي فيما بَينَهم حتى عام {{عام م|971}} حتى وفاة البعضِ منهم. وفي هذِه المَرْحَلَةِ، دخل الأَعصم وأبناءُ عُمُومَتِه في المَجلسِ الحاكمِ.{{sfn|مادلونغ|1996|p=39}}{{sfn|دفتري|2007|p=161}} ورَغمَ أنّ الأعصَم كان القائِدَ العَسْكريَّ الرئيس لَغًزواتِ القرامطةِ، إلا أنَّ السُّلطَة في الوَاقِعِ كانت لا تَزالُ بَين يَدي أَعْمَامِه، وكانَ آخرُهم أبو يعقوب يوسف، المُتَوَفَّى عام {{عام م|977}}.{{sfn|مادلونغ|1996|p=39}}{{sfn|دفتري|2007|p=161}}

== الحرب على الإخشيديين في الشام ==
[[ملف:Dinar_of_Abu'l-Fawaris_Ahmad,_AH_358.jpg|بديل=Photo of the reverse and obverse sides of a gold coin with Arabic writing around the rim and in the centre|تصغير|250x250بك|الدينار الإخشيديّ الذّهبي ضُرب عام 968/9 في [[الرملة]]]]
كانت بَدايةُ ظهور الأعصم الأولى كَقائدٍ للقواتِ القِرْمِطيةِ التّي وُكِّلَتْ مَهَمَّة الاسْتِيلاءِ على دٍمَشْق وهَزمت الوَالي [[الدولة الإخشيدية|الإخْشِيدي]] [[الحسن بن عبيد الله بن طغج|أبو مُحمّد الحَسن بنُ عبيدِ اللهِ بنُ طغج بن جَف التُّرْكي]]، بِالقُربِ من عَاصِمته [[الرملة|الرّمْلة]] آنَذاكْ. ونُهِبَت مدينةِ [[الرملة]] لِيَومَيْنِ مُتَتَالِيَيْنِ وَقام سكان [[الرملة|الرّمْلة]] حينئذ بجمعِ فٍديةٍ بَلغَت قِيمَتُها 125,000 ألف [[دينار إسلامي|دِيْنَارٍ ذَهبيٍّ]] أُعْطِيَتْ للقَرامِطة.{{sfn|كانارد|1971|p=426}}{{sfn|مادلونغ|1996|p=35}}{{sfn|دفتري|2007|pp=161–162}} واضطُّرَ الوالي الإخشيدي الحَسن إلى الموافقةِ على عَطِيّةٍ سَنويةٍ للقرامِطة قدرها 300 ألف دينار لِقَاءَ الحِفاظِ على سَيطَرته في الشام.{{sfn|بيانكيس|1972|p=64}}{{sfn|دفتري|2007|p=162}}

يَعتبِرُ المؤرّخونَ العَربُ في [[العصور الوسطى|العَصورِ الوُسطى]] والمؤرخ [[دي خويه]] أنّ تِلكَ الأَحْداث كانت استراتيجيةً منسقةً وموحدةً كَجُزء مِنَ الغَزْوِ الوَشيكِ للدولة الفَاطميّة في مَصر. ومع ذلك، كَشفت دراساتٌ حديثةٌ أن القرامِطةَ لمْ يكونوا البَتّة أنْصاراً مُخلصينَ للفاطميّين، ولمْ يَكونُوا، كما اتضحَ من سُلوكِهم أنهم سيكونوا مُنتصرينَ ذاتَ يومٍ، مُتسائِلين إنْ كانَ القرامِطةُ مُهتمّينَ بغَزْو أراضي الشام وتحويل سُكّانها إلى مَذهبِهم وعَقيدَتِهم أمْ لا، وعوضاً عَن ذلك كان القَرامِطة مُهتمّينَ بِشكل رئيسٍ بجمعِ أموالِ الجِّزية حِفاظاً على استمرارية دَولتِهم الفَقيرة. ولهذا السَّببِ، كان القرامِطةُ يُغيرُونَ منذ عُقودٍ على المناطقِ الأكثر ثَراءً في الأقطار الإسلاميّة.{{sfn|مادلونغ|1996|p=36}} وفي الواقع، يَبدو أنّ الاتهامات قَد أُُلحِقَت بالأعْصَمِ بَعدَ اتّهامِه باخْتِلاس بَعضِ أموالِ الغنائمِ التي جٌمِعَت خلال هذه الحملة.{{sfn|كانارد|1971|p=426}}{{sfn|مادلونغ|1996|p=40}} حَيث استُبِدلَ على إثْرِهَا باثنين من أبْنَاء عُمومَتِه في الغَارة القِرمِطيّة التّي تَلتْهَا إلى الشام عَقِبَ شَهْرَينْ.{{sfn|مادلونغ|1996|p=40}}

== الحملات ضد الفاطميين ==
[[ملف:Syria in the 9th century-ar2.png|تصغير|306x306بك|خارطة تُظهرُ [[بلاد الشام (ولاية إسلامية)|ولاية الشَّام]] وأجنادها، وهي: [[جند فلسطين|جُند فلسطين]]، و[[جند الأردن|جُند الأُردُن]]، و[[جند دمشق|جُند دمشق]]، و[[جند حمص|جُند حِمص]]، وجُند قنسرين، وجُند العواصم، خِلال [[الدولة العباسية|العصر العبَّاسي]]، في القرن التاسع الميلادي.]]
لم يَدُم الخُزْيُ طويلًا، حيثُ فَتح القائدُ [[الدولة الفاطمية|الفاطمي]] [[جوهر الصقلي|أبى الحسين جوهر بن عبد الله]] - المعروف باسم جوهر الصقلي - مصر عام {{عام م|969}} وما تلا ذلك من تَقدُّمٍ إلى بلادِ الشَّام، ما أدى إلى هَزيمة وَأسْر الوالي [[الدولة الإخشيدية|الإخشيدي]] [[الحسن بن عبيد الله بن طغج|أبو محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج]] على يَد القائد الفَاطِمِي [[جعفر بن فلاح]] عام {{عام م|970}}{{sfn|مادلونغ|1996|p=35}} وَتَبدلتِ الحَالُ عِندئِذ.{{sfn|كانارد|1971|p=426}} حيث أدى الاستيلاءُ الفاطِميُ إلى نِهاية عَهد العَطِيّة السّنويّة التي وُعِدَ بها الحَسَن بنُ عبيد الله بن طَغْج، وهُدِّدَتْ نِيّة [[الدولة الفاطمية|الفاطميّين]] المُعلنة بوضْعِ حدّ لابتزاز القَرامِطة لقَوافِل الحُجَّاج واسْتعادة أمْنِ طُرقِ الحّج.{{sfn|مادلونغ|1996|p=36}}{{sfn|دفتري|2007|p=162}}

وكان ذلك تَحولًا جذريًا بالنسبةِ [[قرامطة|للقَرامِطة]] حيث اعتبرت بَعضُ المَصَادر أن الأعْصَم هو المُحرّضُ الرئيس ضد [[الدولة الفاطمية|الفاطِميِّين]] كما دعا للتّقارُب مع [[الدولة العباسية|العبَّاسيين]].{{sfn|كانراد|1971|p=426}}{{sfn|مادلونغ|1996|p=35}}{{sfn|جل|1997|pp=338–339}} ومن خلالِ وَسَاطةٍ قامَ بِها الخَليفةُ [[الدولة العباسية|العبّاسيُّ]] [[فضل المطيع لله|أبو القاسم الفَضلُ بن المُقتدِر بنُ المُعتضد]]، شَكّل القَرامِطَةُ نُواةَ تَحَالف أوْسَع ضدّ [[الدولة الفاطمية|الفاطِميين]]، لا يِضُّم [[قرامطة|القَرامِطة]] وَحسْب، بل ضَمّ القائد [[الدولة الحمدانية|الحمدانيّ]] [[أبو تغلب الحمداني]] آخرِ أُمراء [[الدولة الحمدانية]]، وَالحاكم [[بختيار بن معز الدولة|عِزُّ الدّولة بَختيار]] بن [[معز الدولة البويهي|مُعِزّ الدّولة البُويهي]]، وقبائِلَ من [[بنو عقيل|بني عَقيل]] و[[بنو كلاب|بني كلاب]] وفلولِ قُوّاتِ [[الدولة الإخشيدية|الإخشيديين]].{{sfn|كانراد|1971|p=426}}{{sfn|دفتري|2007|p=162}}{{sfn|جل|1997|p=339}}{{sfn|بريت|2001|pp=313–314}} وانتقلَ الجيشُ القِرمِطي إلى [[الكوفة]] و[[قلعة الرحبة|الرحبة]] و[[تدمر]]، حَيث جَمعوا الأسلحةَ والأمْوال وكذلك ضَمّوا إليهمُ المَزيدَ من الحُلفاءِ في كل محطةٍ لهم على طولِ الطّريق. ومعَ اقترابهم من [[دمشق|دِمَشْق]]، اختار القائد الفاطِمي [[جعفر بن فلاح|جَعفر بنُ فَلاح]] مُواجهة الحُلفاء في معركٍة مَفتوحةٍ، لكِنّه هُزمَ وقُتِل.{{sfn|بريت|2001|pp=313–314}}

== السيطرة على الشام والغزو الأول لمصر ==
في {{تاريخ|25|أغسطس|971|م}}، استولى الحلفاءُ على [[دمشق|دِمشق]]، وأُعْلِنَ الأعْصَم واليًا عباسياً على الشام. ولُعِنَ الخليفة الفاطمي [[المعز لدين الله]] على منابر المساجد،{{sfn|دفتري|2007|p=162}}{{sfn|جل|1997|p=339}} وَذَمَّ الأعْصَم الفَاطميين مِنْ فَوق مَنَابر [[دمشق|دِمشق]]، وقدح في نسبهم إلى [[فاطمة الزهراء]]، وصرَّح أنهم من أبناء ميمون القداح،<ref group="ْ" ;>{{استشهاد بكتاب
|عنوان=عبيدالله المهدي إمام الشيعة الإسماعيلية ومؤسس الدولة الفاطمية في بلاد المغرب
|مسار= https://books.google.com.eg/books?id=glZICwAAQBAJ&pg=PT87&lpg=PT87&dq=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D9%85&source=bl&ots=-54qwPY6ze&sig=ACfU3U0RjLP0wrc-kPfUCjBzodS7lW6IuQ&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwiSmrKZ9KnoAhWAA2MBHU0oBLc4ChDoATADegQIChAB#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D9%85&f=false|ناشر=مكتبة النهضة المصرية|
لغة=ar|
|مؤلف1=حسن إبراهيم حسن
|مؤلف2=طه أحمد شرف
|سنة=1974
|صفحة=86
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200320205724/https://books.google.com.eg/books?id=glZICwAAQBAJ&pg=PT87&lpg=PT87&dq=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D9%85&source=bl&ots=-54qwPY6ze&sig=ACfU3U0RjLP0wrc-kPfUCjBzodS7lW6IuQ&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwiSmrKZ9KnoAhWAA2MBHU0oBLc4ChDoATADegQIChAB#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D9%85&f=false
|تاريخ أرشيف=2020-03-20
}}</ref> واتجه القرامطة بعدئذٍ نحو [[الرملة]]. وكان القائدُ الفاطمي [[جوهر الصقلي|أبى الحسين جوهر بن عبد الله]] قد أرسل تعزيزات كانت قد وصلت لتوها من [[إفريقية]]، لكن قائدها «سعدات بن حيان» انسحب إلى [[يافا]] وتبنى موقفاً سلبياً. وهكذا تُرِك الطريقُ مفتوحًا أمام القرامطة للاستيلاءِ على [[الرملة]] في {{تاريخ|5|سبتمبر|971|م}}. وشرع الأعصم في حصار [[يافا]] مستعيناً بجزء من قواته تحت قيادة [[عبد الله بن عبيد الله الحسيني|أبو محمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني]] - المعروف باسم أخي مسلم - وقاد ما تبقى من جيشهِ واتجه لغزو لمصر.{{sfn|دفتري|2007|p=162}}{{sfn|جل|1997|p=339}}{{sfn|بريت|2001|p=315}}{{sfn|بيانكيس|1972|p=84}} تُركت مِصْرُ بلا حَولٍ ولا قَوةٍ تقريباً، في حين نما الجيش القِرمِطي الذّي انضَمَّ إليهِ [[طيء|بنو طيء]] أيضاً.{{sfn|بريت|2001|p=315}}

دخل الأعصم مَصر من [[السويس|القلزم]]، بَعد شهرٍ من استيلائِه على دمشق،{{sfn|بيانكيس|1972|p=84}} واستعمل على إمرة دمشق ظالم بن مرهوب العقيلي،<ref group="ْ" ;ref name=":0" /> وعوضًا عن التحرك مُباشرة إلى العاصمة المصرية، توجه شمالاً إلى الفُسطاط شرقيّ [[دلتا النيل]]. وثارت مدينة [[تنيس|تِنيس]] الساحلية، التي تمرّدت قبل عام ضد الضرائب [[الدولة الفاطمية|الفاطميّة]]، مرة أخرى ضدهم، واستولى [[قرامطة|القرامِطة]] على بلدة [[الفرما]].{{sfn|بريت|2001|p=315}}{{sfn|بيانكيس|1972|p=85}} وبعد شهر، استعاد الجيش الفاطِميُّ تحت قيادة ياروق بلدة [[الفرما]]، ولكن وعلى مدى الأسابيع التالية امتدت الثورة في جميع أنحاء الدلتا، واضطر ياروق ورجاله إلى التّراجع نحو الفسطاط.{{sfn|يانكيس|1972|p=85}} ومع ذلك، منح التفاف القرامطة القائدَ الفاطميّ [[جوهر الصقلي|أبى الحسين جوهر جوهر الصقلي]] وقتًا كافيًا لحفر خندقٍ وبناء سورٍ حول [[حي عين شمس|عين شمس]]، شماليّ [[الفسطاط]]، امتد مسافة 10 {{كم}} من النيل إلى [[هضبة المقطم|تلال المقطم]].{{sfn|بيانكيس|1972|p=84}}{{sfn|بريت|2001|pp=314–315}} ودعا القائد الفاطِمي جميع سكان الفسطاط تقريبًا إلى حمل السِّلاح، وفي معركتين ضاريتين في 22 و24 ديسمبر من عام {{عام م|971}}، وعلى الرغم من تكبُّدِه خسائر فادحة، إلّا أنّه تمكّن من هزيمة خُصومه. وانكسر [[قرامطة|القرامِطة]] وتراجعوا إلى [[يافا]]. ولم يلاحقهم القائدَ الفاطميّ [[جوهر الصقلي|أبى الحسين جوهر بن عبد الله]]، بل أعلن عن مكافأة مقابل كل واحد منهم، وقُتل العديد من القَرامِطِيّن إثر ذلك.{{sfn|بريت|2001|pp=314–315}}{{sfn|بيانكيس|1972|pp=85–86}} عَادَ الأعْصَمُ إلى الأحْسَاء، وَظَلّ القَرامِطة مُسَيطرين على [[سوريا|سُوريا]].{{sfn|كانراد|1971|p=426}}

== الغزو الثاني لمصر ==
{{خريطة مواقع+|Egypt|width=250|caption=مواقع الغزوات القرمطية [[مصر]]|relief=1|places={{خريطة مواقع~ | Egypt
 | marksize = 6
 | label = القلزم
 | position = right
 | lat_deg = 29 | lat_min = 58 | lat_dir = N
 | lon_deg = 32| lon_min = 33 | lon_dir = E
  }}
 {{خريطة مواقع~ | Egypt
 | marksize = 6
 | label = محلة
 | position = left
 | lat_deg = 30 | lat_min = 58 | lat_dir = N
 | lon_deg = 31 | lon_min = 10 | lon_dir = E
  }}
  {{خريطة مواقع~ | Egypt
 | marksize = 6
 | label = بلبيس
 | position = left
 | lat_deg = 30 | lat_min = 25 | lat_dir = N
 | lon_deg = 31 | lon_min = 34 | lon_dir = E
  }}
  {{خريطة مواقع~ | Egypt
 | marksize = 6
 | label = القاهرة/<br />الفسطاط
 | position = bottom
 | lat_deg = 30 | lat_min = 00 | lat_dir = N
 | lon_deg = 31 | lon_min = 14 | lon_dir = E
  }}  
  {{خريطة مواقع~ | Egypt
 | marksize = 6
 | label = أسيوط
 | position = left
 | lat_deg = 27 | lat_min = 11 | lat_dir = N
 | lon_deg = 31 | lon_min = 10 | lon_dir = E
  }} 
  {{خريطة مواقع~ | Egypt
 | marksize = 6
 | label = أخميم
 | position = left
 | lat_deg = 26 | lat_min = 34 | lat_dir = N
 | lon_deg = 31 | lon_min = 45 | lon_dir = E
  }}
  {{خريطة مواقع~ | Egypt
 | marksize = 6
 | label = الفرما
 | position = right
 | lat_deg = 31 | lat_min = 02 | lat_dir = N
 | lon_deg = 32 | lon_min = 32 | lon_dir = E
  }}
  {{خريطة مواقع~ | Egypt
 | marksize = 6
 | label = تينيس
 | position = top
 | lat_deg = 31 | lat_min = 12 | lat_dir = N
 | lon_deg = 32 | lon_min = 14 | lon_dir = E
  }}|float=left}}

بادَر الفاطِميُّون بهجومٍ مضادٍ عام {{عام م|972}}، وتمكّنوا من كسر حصار يافا. وفي عام {{عام م|973}}، تَفكّكَ التّحالُف القِرمِطي البدوي بِسبب الاقْتِتَال الداخليّ، مما هيأ للفاطِميّين السَّيطرة مَرّة أُخرى على القسم السفلي من بلاد الشام.{{sfn|جل|1997|pp=339–340}}{{sfn|بيانكيس|1972|pp=86–87}} وفي العام نفسه، نَقل الخَليفة الفاطِمي المُعِزُّ بَلاطه إلى العاصِمة الجديدة [[القاهرة]]. ومن هناك أرْسَل الخليفة رسالةً إلى الأعْصَم، اتَّهَمه فِيها بالتَّخلّي عَن القَضية الفاطِميّة التي كرَّس لهَا والده وجدُّهُ جلّ اهتِمامِهم، كما ادَّعى المُعزّ،{{sfn|مادلونغ|1996|pp=40, 42–43, 52–54}} ولقد قام المعز بوصف الأعصم في الرسالة بـ {{اقتباس مضمن|الغادر الخائن، الناكث البائن عن هدى آبائه وأجداده، المنسلخ من دين أسلافه وأنداده، المُوقِد لنار الفتنة.}}.<ref group="ْ" ;ref name=":2">{{استشهاد بكتاب
|عنوان=قلاع العقل، دراسات إسماعيلية إسلامية تكريمًا لفرهاد دفتري
|مسار= https://books.google.com.eg/books?id=BlloDgAAQBAJ&pg=PT201&lpg=PT201&dq=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D9%85&source=bl&ots=gOFgJKHK1N&sig=ACfU3U1u6qPoMzWLrmAFzeSmttfZI6j5-Q&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjc2KHk06noAhWTAGMBHeUcDjY4ChDoATACegQIBhAB#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D9%85&f=false
|ناشر=دار الساقي
|تاريخ=2017-03-21
|ISBN=978-614-425-704-3
|مؤلف1=عمر علي دي أونثاغا
|مكان=بيروت
|سنة=2014
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200320195829/https://books.google.com.eg/books?id=BlloDgAAQBAJ&pg=PT201&lpg=PT201&dq=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D9%85&source=bl&ots=gOFgJKHK1N&sig=ACfU3U1u6qPoMzWLrmAFzeSmttfZI6j5-Q&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjc2KHk06noAhWTAGMBHeUcDjY4ChDoATACegQIBhAB#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D9%85&f=false
|تاريخ أرشيف=2020-03-20
}}</ref> لم يَرفض الأعْصَم مَزاعِم المُعِزِّ فَحسب، بل قَام بنشر الرِسالة إلى العَلن وأعَاد التأكيد على معارضَته للفاطِميين ومَطَالِبِهم، وأرسل رسالة شديدة الاختصار للخليفة الفاطمي المُعز قال فيها: {{اقتباس مضمن|تلقينا رسالتكم المليئة بما كُثِر تفصيله وقلَّ تحصيله. ونحن قادمون بعده مباشرةً. والسلام عليكم.}}،<ref group="ْ" ;ref name=":2" /> وشنَّ غزواً آخرَ إلى أراضي [[الدولة الفاطمية|الفاطميين]].{{sfn|دفتري|2007|p=162}} لا توجد تفاصيلُ معروفةٌ، ولكن في غُضون فترةٍ وجيزةٍ أواخرِ عامِ {{عام م|973}}، طُرِّد الفاطِميّون مرَّة أخرى من الشام، وفي الرَّبيعِ التالي، غزا [[قرامطة|القرامِطة]] مِصر للمرَّة الثانية.{{sfn|جل|1997|pp=342–343}}

ومرة أخرى، وجدوا الدَّعم بين السكان المحليِّين، الذي استنفدوه بسبب الضرائب الثقيلة التي فرضها الفاطِميّون.{{sfn|بيانكيس|1972|p=98}} احتل الأعْصَم بجيشهِ الرئيس شرقيَّ دلتا النيل، وقامت قوة أصغر بقيادة [[عبد الله بن عبيد الله الحسيني|أبو محمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني]] بِتجاوُز القاهرة وخيَّمَت بين [[أسيوط]] و[[أخميم]]، وَطردت الولاة الفاطِميّين وجَمعت عائدات الضّرائب في مِصر الوُسطى لأجل القضية القرمِطية. وكانت مُناورة [[عبد الله بن عبيد الله الحسيني|أبو محمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني]] أكثر خطورةً لأن العَدِيدَ من عائلاتِ [[شريف|الأشراف]] الرَّائدة كانت قد تَوافَدت للانضمام إليه.{{sfn|بيانكيس|1972|pp=98–99}} وفي أبريل، أرسل المُعزّ أحد أفضل قادته ويُدعى «ريان» إلى الدلتا. وانتصر «ريان» على القوة القرمِطية في [[المحلة الكبرى|المحلة]]، لكن الأعْصَم كان قد نقل الجيش القِرمطي الرئيس إلى [[بلبيس]]، حيث هدد القاهرةَ من هناك.{{sfn|بيانكيس|1972|p=99}} ومرّة أخرى أُجبِر الفاطميّون على دَعوة عامة إلى حملِ السلاح من قبل جميع الذكور في العاصمةِ لمُواجهة التّقدُّم القِرمطي. وفي 4 أبريل، هاجم حرس القرامِطة المَواقع الفاطِميَّة في [[حي عين شمس|عين شمس]]. وصد جنود [[أمازيغ|البربر]] الفاطِميُّون الهُجوم، لكنَّهم فُوجئوا بهُجومٍ مضادٍ وتكبدوا خسائر فادحة.{{sfn|بيانكيس|1972|p=99}} وأدى ذلك إلى انشقاق أحد القادة الفاطِميين، علي بن محمد الخازن، واندلعت أعْمالُ شغب في [[الفسطاط]]. وفي الوقت نفسه، وصلت أخبار إلى العاصمة تفيد بأن [[عبد الله بن عبيد الله الحسيني|أبو محمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني]] هزم الجيش الفاطميّ في [[أخميم]]. وخوفاً من خِيانة القادة [[الدولة الإخشيدية|الإخشيديين]] المنضمين إلى جيشه، اعتقل المُعزُّ في 12 أبريل أبناءهم كرهائن.{{sfn|بيانكيس|1972|pp=99–100}}

وفي 27 أبريل، قاد عبد الله، نَجل المُعزّ، الجيش الفاطِميّ لمواجهة القرامِطة عند قاع بحيرة جافة معروفة باسم ''جب عميرا'' أو ''بركة الحاج''، شماليّ [[حي عين شمس|عين شمس]]. قسم الأعْصَم جيشه، وأرسل شقيقه النعمان لمواجهة التقدم الفاطِميّ، بينما ظلَّ هو بنفسه على مرتفع يهيمن على قاع البحيرة. استغلّ عبد الله هذا الخطأ، وأرسل فيلقاً لإبقاء الأعْصَم تحت السيطرة، بينما دمر قوّة النعمان. ثم انقلب على الأعْصَم، الذي هُزم وبالكاد نجا من الأسر.{{sfn|بيانكيس|1972|p=100}}{{ملا|تعزو عدة مصادر عربية النصر الفاطمي إلى انشقاق الزعيم البدوي حسان بن الجراح زعيم الأعراب من بني طيء، حيث وعده المعز بإعطائه 100 ألف دينار إذا انهزم أمام جند الفاطميين وخذل حليفه القرمطي.<ref group="ْ"">{{استشهاد بكتاب
|عنوان=النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، جـ 4
|مسار= https://books.google.com.eg/books?id=ivt7DwAAQBAJ|ناشر=دار الكتب العلمية
|لغة=ar
|مؤلف1=[[ابن تغري]]
|مكان=بيروت
|صفحة=79
|سنة=1992
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200412064639/https://books.google.com.eg/books?id=ivt7DwAAQBAJ|تاريخ أرشيف=2020-04-12}}</ref> وهذا بالتأكيد يتماشى مع العادات البدوية، يعتقد بعض المستشرفين أن تأثير الانشقاق البدوي إن حدث، فإنه مبالغ فيه من قبل المصادر التي تعادي الفاطميين بشكل عام.{{sfn|بيانكيس|1972|p=100}}{{sfn|جل|1997|p=343}}}} انتصر الفاطِميُّون في نهاية الغزو. ولاحق 10,000 من البربر القرامِطة، وقطعوا طرق إمدادهم، واستعادوا إقليم [[فلسطين|فِلسطين]] وجُنوب إقليم [[سوريا الكبرى|سُوريا الكبرى]] قبل نهاية العام.{{sfn|جل|1997|p=343}} وأثناء وجوده في الجنوب، فرق [[عبد الله بن عبيد الله الحسيني|أبو محمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني]] جيشه الصغير وتمكن بالكاد من الفرار قبل أن يُقبض عليه. وبعد أن طارده جنودٌ فاطِميُّون، لجأ إلى الأحساء، وانتهى به الأمر مَسْمُوماً من قبل القرامِطة أنفسهم، والذين كانوا منخرطين في مفاوضاتٍ مع الفاطِميّين.{{sfn|بيانكيس|1972|pp=100–102}}

=== السنوات الأخيرة ===
[[ملف:1698 de Bruijin View of Rama, Israel (Palestine, Holy Land) - Geographicus - Rama-bruijn-1698.jpg|تصغير|يسار|رسم لمدينة [[الرملة]] يعود لعام 1698م.]]
بعد أن أُجبروا على الانسحاب من الشام، تحالف القرامطة مع [[الفتكين|الفتكين المُعِزِّي]]، وهو غُلامٌ تركيٌ سابق لدى [[الدولة البويهية]]. غزا [[الفتكين]]، إقليم فِلسطين، وهزم الفاطِميّين واستولى على عدة مدن، قبل أن ينقلب على دِمَشق، التي استقبله سكانها بحماس عندما دخل المدينة في أبريل {{عام م|975}}.{{sfn|كانارد|1971|p=426}}{{sfn|جل|1997|pp=343–344}} وفي يوليو {{عام م|976}}، ظهر جيشٌ فاطميّ بقيادة [[جوهر الصقلي]] أمام دِمَشق، ووضع [[الفتكين]]، تحت الحصار. ردّ القرامِطة بإرسال جيش لمساعدة الفتكين،– وفقاً لبعض المصادر، وناشد الدّمشقِيّون القرامِطة تقديم المساعدة لهم – ما أجبر [[جوهر الصقلي]] على رفع الحصار في يناير {{عام م|977}}.{{sfn|كانارد|1971|p=426}}{{sfn|جل|1997|pp=348–349}} ولاحق الحلفاء [[جوهر الصقلي]] إلى [[الرملة]]، حيث انضم إليهم [[طيء|بنو طيء]] وهزموا جوهر في معركة ضارية قرب [[نهر العوجا]]، واضطر إلى التخلي عن [[الرملة]] والتراجع إلى [[عسقلان]]. ودخل الحلفاء [[الرملة]] في 12 مارس.{{sfn|جل|1997|p=349}}

وتفيد معظم المصادر أن الأعصم، الذي كان مريضاً بالفعل، توفي بعد أيام قليلة من دخول الحلفاء المدينة. وخَلفهُ أخُوهُ - ويقال ابن عمه - جعفر.{{sfn|كانارد|1971|p=426}} ووفقاً لرواية [[ابن القلانسي]] التي نقلها عنه [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]، فقد كان الأعْصَم لا يزال نشطاً عندما تولى الخليفة الفاطِميّ الجديد، [[العزيز بالله الفاطمي]]، الذي استلم زمام الميدان شخصياً وهزم الحلفاء صيف {{عام م|978}}.{{sfn|كانارد|1971|p=426}}{{sfn|جل|1997|p=350}} بينما وصل الحسن الأعصم إلى ضفاف [[بحيرة طبريا|بحيرة طبرية]] بقواته، واستقبل بعثة مُرسلة من الخليفة [[العزيز بالله الفاطمي]]، وطلب الأعصم من الفاطميين الحصول على نفس الجزية التي كانوا يحصلون عليها من الإخشيديين،<ref group="ْ" ;ref name=":2" /> ونتيجة لذلك وافق [[العزيز بالله الفاطمي]] لتحييد التهديد القِرمِطي بتقديم عَطيّةٍ سَنويّة قدرت بـ 30 ألف دينار دفعت سلفاً عن ذلك العام.{{sfn|كانارد|1971|p=426}}{{sfn|جل|1997|p=350}} وبناءً على ذلك عاد جيش القرامطة إلى [[إقليم البحرين|البحرين]] ولم يذهبوا إلى الشام مرة أخرى، ووواصل الفاطميون دفع الجزية السنوية حتى وفاة العزيز بالله سنة {{عام هـ|386}} / {{عام م|996}}.<ref group="ْ" ;ref name=":2" /> وعلى الرغم من نشاط الأعْصَم وانتصاراته، إلا أن علاقته مع الحاكم القرمطي في البحرين كانت مرتبكة.{{sfn|كانارد|1971|p=426}}{{sfn|جل|1997|p=350}} وعلى أية حال، فإن الاتفاق مع [[العزيز بالله الفاطمي]] مثَّل نهاية الوجود القِرمِطي في المنطقة.{{sfn|جل|1997|p=350}} ووفقًا لهذه الرواية فقد توفى الأعصم في الرملة قبل أن يتمكن من العودة إلى الأحساء.<ref group="ْ" ;ref name=":2" />

== اهتمامه بالشعر والأدب ==
كان الأعصم [[شاعر]]ًا، محبًا [[أديب|للأدباء]] والشعراء، فقال عنه [[ابن تغري|ابن تغري بردي]]: «كان فصيحًا»،<ref group="ْ" ;ref name=":1" /> وقال [[ابن كثير الدمشقي]]: «كان شعره من أفحل الشعراء»،<ref group="ْ" ;ref name=":3">{{استشهاد ويب
| مسار = http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/3603_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%AC-%D9%A1%D9%A1/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_323
| عنوان = البداية والنهاية - ابن كثير - جـ 11 - الصفحة 325
| تاريخ = 
| موقع = shiaonlinelibrary.com
| ناشر = 
| تاريخ الوصول = 2020-03-20
| الأخير = 
| الأول = 
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190819130310/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3603_البداية-والنهاية-ابن-كثير-ج-١١/الصفحة_323 | تاريخ أرشيف = 19 أغسطس 2019 }}</ref> قال عنه [[شمس الدين الذهبي]]: «له نظم يروق».<ref group="ْ" ;ref name=":0" /> وقد أورد له [[ابن عساكر]] أشعارًا، من ذلك ما كتب به إلى جعفر بن فلاح قبل وقوع الحرب بينهما:<ref group="ْ" ;ref name=":3" />
{{بداية قصيدة|}}
{{بيت|الكتب معذرة والرسل مخبرة|والجود متبع والخير موجود}}
{{بيت|والحرب ساكنة والخيل صافنة|والسلم مبتذل والظل ممدود}}
{{بيت|فإن أنبتم فمقبول إنابتكم|وإن أبيتم فهذا الكور مشدود}}
{{بيت|على ظهور المطايا أو تردن بنا|[[دمشق]] والباب مهدوم ومردود}}
{{بيت|إني امرؤ ليس من شأني ولا أربي|طبل يرن ولا ناي ولا عود}}
{{بيت|ولا أبيت بطين البطن من شبع|ولي رفيق خميص البطن مجهود}}
{{بيت|ولا تسامت بي الدنيا إلى طمع|يومًا ولا غرني فيها المواعيد}}
{{نهاية قصيدة|}}
وهو القائل:<ref group="ْ" ;ref name=":0" />
{{بداية قصيدة|}}
{{بيت|لها مقلة صحت ولكن جفونها|بها مرض يسبي القلوب ويتلف}}
{{بيت|وخد كورد الروض يجنى بأعين|وقد عز حتى إنه ليس يقطف}}
{{بيت|وعطفة صدغ لو تعلم عطفها|لكانت على عشاقها تتعطف}}
{{نهاية قصيدة|}}
وكان الأعصم يقيم في داره [[الرملة|بالرملة]] مجالس أدبية، وكان الشعراء يجيزون ما يقول، وكان أبو نصر ابن [[كشاجم]] قد التحق به، فقربه وأدناه، وجعله كاتبه منذ عاد إلى بلاد الشام. ففي سنة {{عام هـ|365}} حسب رواية [[القاضي المحسن بن علي التنوخي|أبي علي التنوخي]]، كان أبو نصر بالرملة، يلازم الأعصم، كاتبه ونديمه أيضًا. وكان للأعصم مجالس [[أدب]] يحضرها الأدباء [[فقيه|والفقهاء]] والشعراء.<ref group="ْ" ;ref name=":1" /> ويُروى أنه في مجلسه ذات ليلة أُحضِرَت الشموع، فقال لكاتبه أبي نصر كشاجم: ما يحضرك في صفة هذا الشمع؟ فقال: إنما نحضر مجلس سيدنا نسمع من كلامه، فقال الأعصم:<ref group="ْ" ;ref name=":0" />
{{بداية قصيدة|}}
{{بيت|وَمَجْدُولةٍ مِثْلِ صَدْرِ القَنَاةِ|تَعَرَّتْ وَبَاطِنُهَا مُكْتَسِي}}
{{بيت|لهَا مُقْلةٌ هيَ روحٌ لهَا|وَتَاج عَلى هَيْئَةِ البُرْنُسِ}}
{{بيت|إذا غَازَلَتْهَا الصَّبَا حَرَّكَتْ|لِسَانًا مِنَ الذَّهَبِ الأَمْلَسِ}}
{{بيت|فَنَحْنُ مِنَ النُّورِ فِيْ أّسْعُدٍ|وَتِلْكِ مِنَ النَّارِ فِي أَنْحُسِ}}
{{نهاية قصيدة|}}
فأجاز أبو نصر، فقال بعد أن قبل الأرض:
{{بداية قصيدة|}}
{{بيت|وَلَيْلَتُنَا هَذِهِ لَيْلَةٌ|تُشَاكِلُ أوْضَاعَ [[إقليدس|إقْلِيْدِسِ]]}}
{{بيت|فَيَا رَبَّةَ العُوْدِ حُثِّي الغِنَا|وَيَا حَامِل الكَأْسِ لا تَنْعُسِ}}
{{نهاية قصيدة|}}
== ملاحظات ==
{{ملاحظات}}

== المراجع ==
;باللغة العربية
{{مراجع|مجموعة=ْ|2}}
;بِلُغاتٍ أجنبيَّة
{{مراجع|3}}
; معلومات المراجع المُستشهد بها أكثر من مرة
* {{استشهاد بدورية محكمة
|الأخير = بيانكيس
|الأول = تييري
|عنوان = استيلاء الفاطميين على السلطة في مصر (357–363/968–974)
|صفحات = 49–108
|دورية  = Annales islamologiques
|لغة = fr
|المجلد = XI
|سنة = 1972
|مسار = http://ismaili.net/heritage/node/28181
|مسار أرشيف  = https://web.archive.org/web/20200313193452/http://ismaili.net/heritage/node/28181
|تاريخ أرشيف = 2020-03-13
|issn=0570-1716
}}
* {{استشهاد بكتاب
|الأخير = بريت
|الأول = مايكل
|مسار = https://books.google.ae/books?id=BqCdfhW3nVwC&redir_esc=y|isbn=90-04-11741-5
|سنة = 2001
|مكان = ليدن، بوسطن، كولونيا
|ناشر = بريل
|المجلد = 30
|سلسلة =البحر الأبيض المتوسط في العصور الوسطى
|عنوان = صعود الفاطميين: عالم البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في القرن الرابع للهجرة، القرن العاشر الميلادي
|مسار أرشيف  = https://web.archive.org/web/20200313212628/https://books.google.ae/books?id=BqCdfhW3nVwC&redir_esc=y
|تاريخ أرشيف = 2020-03-13}}
* {{استشهاد بدورية محكمة
|الأخير = كانراد
|الأول = ماريوس
|سنة = 1971
|مسار = https://brill.com/view/العنوان/1482
|المجلد = الثالث
|ناشر = بريل
|لغة = fr
|عنوان = موسوعة الإسلام
|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200313190752/https://brill.com/view/العنوان/1482
|تاريخ أرشيف = 2020-03-13
|ISBN=978-90-04-08118-5}}
* {{استشهاد بدورية محكمة
|الأخير = جل
|الأول = موشي
|عنوان = تاريخ فلسطين
|لغة = fr
|ناشر  = مطبعة جامعة كامبريدج
|سنة = 1997
|مسار = https://archive.org/details/AHistoryOfPalestine
|ISBN=0-521-59984-9}}
* {{استشهاد بدورية محكمة
|الأخير = دفتري
|الأول = فرهاد
|عنوان = الإسماعيليون تاريخهم ومذاهبهم
|لغة = en
|دورية = مطبعة جامعة كامبريدج
|المجلد =
|سنة = 2007
|مسار = https://archive.org/details/TheIsmailisTheirHistoryAndDoctrines/mode/2up
|ISBN=978-0-521-61636-2}}
* {{استشهاد بكتاب
|الأخير = مادلونغ
|الأول = ويلفرد
|مؤلف-وصلة = ويلفرد مادلونغ
|مسار = https://books.google.com/books?id=8eebGQXgPcQC&lpg=PP1&pg=PA21|بواسطة=
|isbn=0-521-45140-X
|سنة = 1996
|ناشر = مطبعة جامعة كامبريدج
|مكان = كامبردج
|عنوان = تاريخ وفكر الإسماعيلية
|الفصل =الفاطميون وقرامطة البحرين|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20171222200419/https://books.google.com/books?id=8eebGQXgPcQC|تاريخ أرشيف=2017-12-22}}
<references group="lower-alpha" />
{{مواضيع الدولة الفاطمية}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أعلام|التاريخ|التاريخ الإسلامي}}
{{شريط محتوى متميز|جيدة|تاريخ=14 يونيو 2020|النسخة=48163506}}

[[تصنيف:إيرانيون في القرن 10]]
[[تصنيف:الشرق الأوسط في القرن 10]]
[[تصنيف:فرس قروسطيون]]
[[تصنيف:قادة مسلمون في العصور الوسطى]]
[[تصنيف:قرامطة]]
[[تصنيف:مواليد 278 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 891]]
[[تصنيف:مواليد في الأحساء]]
[[تصنيف:وفيات 366 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 977]]
[[تصنيف:وفيات في الرملة]]
[[تصنيف:صفحات بها قالب بداية قصيدة يتعذر استبداله آليا]]