عرض مصدر الأشجار والبساتين المقدسة في الوثنية والأساطير الجرمانية

[[ملف:The_Tree_of_Yggdrasil.jpg|تصغير|صورة لشجرة [[إغدراسيل]] الكونيّة في ترجمة أوليف براي الإنجليزيّة [[أشعار الإيدا|لأشعار الإيدا]]]]
تلعب [[شجرة|الأشجار]] دورًا خاصًا في [[وثنية جرمانية|الوثنية الجرمانية]] والأساطير الجرمانية، سواء كانت فردية (أشجار مقدسة) أم في مجموعات ([[بستان مقدس|بساتين مقدسة]]). يُلاحظ الدور المركزي للأشجار في الديانة الجرمانية في الرويات المكتوبة المبكرة حول [[جرمان|الشعوب الجرمانية]]، إذ ذكر المؤرخ الروماني [[تاسيتس]] أن ممارسات العبادة الجرمانية انحصرت في البساتين بدلًا من المعابد. يرى العلماء أن تبجيل الأشجار الفردية والطقوس التي تؤدى عندها تستمد من الدور الأسطوري لشجرة العالم، [[إغدراسيل]]؛ ويربط [[أصل الكلمة]] وبعض الأدلة التاريخية [[قائمة الآلهة في الميثولوجيا الاسكندنافية|الآلهة]] الفردية بكل من البساتين والأشجار الفردية. بعد دخول [[المسيحية]]، استمرت الأشجار بتأدية دور مهم في المعتقدات الشعبية للشعوب الجرمانية.

== الشهادات والسجلات الأثرية ==
تُوثق الأشجار والبساتين المقدسة على نطاق واسع في سجلات الشعوب الجرمانية القديمة. يفترض بعض العلماء أنها سبقت تطور المعابد (وفقًا لرودولف سيميك، «وجدت الغابات المقدسة قبل وجود المعابد والمذابح بفترة طويلة»).<ref name="SIMEK-310">Simek (2007:310).</ref>

يقول تاسيتس في كتابه ''الجرمانية'' أن الشعوب الجرمانية «قدسوا الغابات والبساتين وسمّوا ذلك الوجود الغامض الذي رأوه فقط بعين التعبد بأسماء الآلهة»،<ref name="RIVES-42">Birley (1999:42).</ref> يصف [[تاسيتس]] بستان [[سمنونيون|السمنونيون]] ويشير إلى كاستوم نيموس («بستان طاهر») تُقدس فيه صورة الإلهة نيرثوس، وتشير رويات أخرى من الفترة الرومانية أيضًا إلى الطقوس التي أقامتها الشعوب الجرمانية القارية في البساتين، بما في ذلك تضحيات [[شيروسكيون|الشيراسكيون]] بتصفية الناجين في الغابة بعد فوزهم في [[معركة غابة تويتوبورغ]]، رواها تاسيتوس في حولياته استنادًا إلى روايات جرمانيكوس.<ref name="DE-VRIES-1970">De Vries (1970:351–52).</ref> خُصصت هذه البساتين أحيانًا لإله معين: بالإضافة نيرثوس، كان هناك سيلفا هيركولي ساكرا («خشب هرقل المقدس»، وهو تفسير روماني) بالقرب من [[فيزر (نهر)|نهر فيزر]]، ويقال أن [[سمنونيون|السمنونيون]] أقاموا طقوسهم تكريمًا للإله حاكم الجميع («رينياتور أومنيوم ديوز»). أشار العالم الباحث في الدين الجرماني [[جان دي فريس (لغوي)|جان دي فريس]] إلى أن أسماء الأماكن مثل فرولوند ([[الدنمارك]])، وأولوندا، وفروسفي وميادافي ([[السويد]])، التي يضاف فيها كلمات تعني «بستان» أو «خشب» إلى اسم الإله، تُشير استمرار هذه الممارسة، ولكنها وجدت في الدول الاسكندنافية الشرقية بشكل حصري تقريبًا؛ ومع ذلك، تُسجل ''كويل'' ''تومير'' (غابة خشبية) بالقرب من [[دبلن]]، وهي غابة بلوط مقدسة للإله [[ثور (ميثولوجيا)|ثور]].<ref name="DE-VRIES-1970-352-353">De Vries (1970:352–353).</ref>

يُعد تبجيل الأشجار الفردية بين الشعوب الجرمانية موضوعًا شائعًا في إدانة المسيحية الارتداد إلى الوثنية في العصور الوسطى.<ref name="SIMEK-335">Simek (2007:335).</ref><ref name="DeVriestree">De Vries (1970:350–51).</ref> ارتبطت هه الأشجار في بعض الحالات، مثل شجرة بلوط دونار (وفقًا للأسطورة، قطعها المبشر المسيحي [[سان بونيفاس|القديس بونيفاس]])، بآلهة معينة، ويمكن النظر إلى ارتباط الأشجار الفردية بالقديسين على أنها استمرار للتقليد في العصر الحديث.<ref name="DeVriestree" />

يذكر كتاب لاندنيمابوك، الذي يصف استيطان [[آيسلندا]]، والعائد للقرن الثالث عشر، شاعرًا اسكتلنديًا (سكولد) اسمه ثورير سنبيل كيتلسون، وصل إلى أيسلندا بعد مواجهة طاقمه فايكنج غزاة وصدوهم، وأسس بستانًا مقدسًا هناك:<blockquote>استولى ثورير على كامل فنيوسكادالر، حتى أوديلا. بنى منزله في لوند [بستان باللغة الإسكندناوية القديمة]، وأقام بستانًا مقدسًا.<ref name="HERMANN-2006-103">Hermann Pálsson (2006 [1972]: 103).</ref></blockquote>يوجد أيضًا تقليد شعبي اسكندنافي لمزارعين يقدمون قرابين صغيرة لـ «الشجرة الحارسة»، يعتبر ممارسةً لحماية الأسرة والأرض.<ref name="DeVriestree" /> ولكن، لا توجد مؤشرات على أن الأشجار كانت تعتبر في الفترة الوثنية مسكنًا للآلهة والأرواح. تكهن العلماء أن الأشجار المبجلة علنيًا مثل الموجودة في معبد [[جملا أوبسالا|أوبسالا]] اعتُبرت نظيرات لشجرة العالم الأسطورية [[إغدراسيل]].<ref name="DeVriestree" />

تركت الأشجار والبساتين المقدسة آثارًا قليلة، ولكن أمكن تحديد موقعين من هذه المواقع في [[السويد]]. اكتُشف جذع [[قضبان (نبات)|تامول]] متحلل محاط بعظام حيوانات، خاصةً عظام من الدب البني والخنزير، تحت الكنيسة في فرسون في [[يمتلاند]] في عام 1984. وجد باستخدام تأريخ الكربون أن هذه الاكتشافات تعود إلى أواخر [[عصر الفايكنج|عصر الفايكنغ]].<ref>Magnell & Iregren (2010:223-250).</ref> عُثر على قرابين محترقة محتملة على تلة لوندا بالقرب من [[سترينغنس]] في [[مقاطعة سودرمانلاند|سودرمانلاند]]؛ زعم عالم الآثار غونار أندرسون بأن الجمع بين الاكتشافات واسم المكان -الذي يمكن أن يعني «البستان»-يشير إلى أنه بقايا بستان قرباني.<ref name="ANDERSON-195-199">Andersson (2006:195-199).</ref>

== انظر أيضًا ==

* [[آسك وإمبلا]]

== مراجع ==
{{مراجع|2}}

{{ميثولوجيا إسكندنافية}}
{{شعوب جرمانية}}
{{شريط بوابات|علم الأساطير}}
[[تصنيف:الأشجار في الوثنية الجرمانية]]