عرض مصدر جهاز مناعي

[[ملف:Neutrophil with anthrax copy.jpg|تصغير|يسار|250px|صورة [[مجهر إلكتروني ماسح|بالمجهر الإلكتروني الماسح]] ل[[خلية متعادلة]] (باللون الأصفر) تبتلع بكتيريا [[جمرة خبيثة|الجمرة الخبيثة]] باللون البرتقالي.]]
'''الجهاز المناعي'''<ref group="ar">{{استشهاد بويكي بيانات|Q12193380|صفحة=723}}</ref> هو شبكة من [[عملية حيوية|العمليات الحيوية]] التي تحمي [[كائن حي|الكائن الحي]] من [[مرض|الأمراض]]. يكتشف ويستجيب لمجموعة واسعة من [[ممراض|مُسببات الأمراض]]، من [[فيروس|الفيروسات]] إلى [[دودة طفيلية|الديدان الطفيلية]]، وكذلك [[علم المناعة السرطاني|الخلايا السرطانية]]، ويميزها عن [[نسيج حيوي|الأنسجة]] السليمة للكائن الحي. العديد من الكائنات الحية لديها نظامين فرعيين رئيسيين من الجهاز المناعي. يوفر [[مناعة فطرية|الجهاز المناعي الفطري]] استجابة مسبقة التكوين لمجموعات واسعة من الحالات والمحفزات. ويوفر [[جهاز مناعي تكيفي|جهاز المناعة التكيفي]] استجابة مصممة لكل منبه من خلال تعلم التعرف على الجزيئات التي صادفها من قبل. كلاهما يستخدم [[مناعة خلطية|الجُزيئات]] و[[مناعة خلوية|الخلايا]] لأداء وظائفها.

تمتلك جميع الكائنات الحية تقريبًا نوعًا من جهاز المناعة. [[بكتيريا|البكتيريا]] لديها جهاز مناعة أولي على شكل [[إنزيم]]ات تحمي من عدوى [[عاثية|الفيروسات]]. تطورت آليات المناعة الأساسية الأخرى في [[حقيقيات النوى|النباتات والحيوانات]] القديمة ولا تزال في أحفادها الحديثة. وتشمل هذه الآليات [[بلعمة (أحياء)|البلعمة]]، [[ببتيدات مضادة للميكروبات]] تُسمى [[ديفنسين]]، و[[جملة المتممة|النظام المتمم]]. تمتلك [[فكيات|الفقاريات ذوات الفك]]، بما في ذلك البشر، آليات دفاعية أكثر تطورًا، بما في ذلك القدرة على التكيف للتعرف على مسببات الأمراض تعرفًا أكثر كفاءة. تخلق المناعة التكيفية (أو المكتسبة) ذاكرة مناعية تؤدي إلى استجابة معززة لمواجهة لاحقة مع الممراض نفسه. عملية اكتساب المناعة هذه هي أساس [[تلقيح طبي|التطعيم]].

يُمكن أن يتسبب خلل في الجهاز المناعي في [[مرض مناعي ذاتي|أمراض المناعة الذاتية]] و[[التهاب|الأمراض الالتهابية]] و[[تسرطن|السرطان]]. يحدث [[نقص المناعة]] عندما يكون الجهاز المناعي أقل نشاطًا من المعتاد، مما يؤدي إلى عدوى متكررة ومهددة للحياة. في البشر، يُمكن أن يكون نقص المناعة نتيجة [[اضطراب جيني|لمرض وراثي]] مثل [[عوز المناعة المشترك الشديد|نقص المناعة المشترك الحاد]]، أو حالات مكتسبة مثل [[فيروس العوز المناعي البشري]]/[[إيدز|الإيدز]]، أو استخدام [[دواء كبت مناعة|الأدوية المثبطة للمناعة]]. تنتج [[مناعة ذاتية|المناعة الذاتية]] من جهاز مناعي مفرط النشاط يهاجم الأنسجة الطبيعية كما لو كانت كائنات حية غريبة. تشمل أمراض المناعة الذاتية الشائعة [[التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو]] و[[التهاب المفاصل الروماتويدي]] و[[سكري النوع الأول|مرض السكري النوع الأول]]، و[[ذئبة حمامية شاملة|الذئبة الحمامية الشاملة]]. يغطي [[علم المناعة]] دراسة جميع جوانب الجهاز المناعي.

== دفاع متعدد الطبقات ==
يحمي نظام المناعة مضيفه من [[عدوى|الإصابة]] بالأمراض بواسطة عدد من خطوط الدفاع التي يزداد تخصصها بعد كل خط. تمنع الحواجز البدنية مثل ال[[جلد]] الكائنات [[ممراض|الممرضة]] مثل البكتيريا والفيروسات من الدخول إلى الكائن الحي.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=1|لغة=en}}</ref> وإذا تمكن الممراض من اختراق هذه الحواجز فيستجيب [[مناعة فطرية|جهاز المناعة الفطري]] استجابة فورية لكنها غير متخصصة. توجد أنظمة المناعة الفطرية لدى جميع [[حيوان|الحيوانات]]،<ref name=Litman>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Litman GW, Cannon JP, Dishaw LJ | عنوان = Reconstructing immune phylogeny: new perspectives | صحيفة = Nature Reviews. Immunology | المجلد = 5 | العدد = 11 | صفحات = 866–79|تاريخ = Nov 2005 | pmid = 16261174 | pmc = 3683834 | doi = 10.1038/nri1712 |لغة=en}}</ref> وإذا تمكن الممراض من تجنب الاستجابة المناعية الفطرية بنجاح فإن [[فقاريات|الفقاريات]] تملك خطا ثانيا من الحماية هو [[جهاز مناعي تكيفي|جهاز المناعة التكيفي]] الذي يُنشّط بواسطة استجابة المناعة الفطرية.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=4|لغة=en}}</ref> وعندها يُكيِّف جهاز المناعة استجابته في أثناء الإصابة لتحسين التعرف على الممراض، وبعد القضاء على هذا الأخير يحتفظ بهذه الاستجابة المحسنة على هيئة [[ذاكرة مناعية]] تسمح لجهاز المناعة التكيفي بالاستجابة على نحو أسرع وأقوى في المرات القادمة التي يواجه فيها الممراض نفسه.<ref>{{ترقيم استشهادات
|م1={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Restifo NP, Gattinoni L | عنوان = Lineage relationship of effector and memory T cells | صحيفة = Current Opinion in Immunology | المجلد = 25 |لغة=en| العدد = 5 | صفحات = 556–63 | تاريخ = October 2013 | pmid = 24148236 | doi = 10.1016/j.coi.2013.09.003 | pmc=3858177|لغة=en}}
|م2={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Kurosaki T, Kometani K, Ise W | عنوان = Memory B cells | صحيفة = Nature Reviews. Immunology | المجلد = 15 | العدد = 3 | صفحات = 149–59 | تاريخ = March 2015 | pmid = 25677494 | doi = 10.1038/nri3802 | s2cid = 20825732|لغة=en}}}}</ref>

{| class="wikitable center" style="margin: 1em auto;"
|+ ''' مكونات جهاز المناعة '''
! style="background:#ccccff;" |[[مناعة فطرية|جهاز المناعة الفطري]]||style="background:#ccccff;" |[[جهاز مناعي تكيفي|جهاز المناعة التكيفي]]
|-
| استجابة غير متخصصة || استجابة متخصصة [[مولد الضد|للمستضدات]] وال[[ممراض]]ات
|-
| التعرض للإصابة يؤدي إلى استجابة فورية وقصوى || الاستجابة القصوى تستغرق وقتا بعد التعرض للإصابة 
|-
| [[مناعة خلوية]] ومكونات [[مناعة خلطية|المناعة الخلطية]]|| [[مناعة خلوية]] ومكونات المناعة الخلطية
|-
| لا توجد [[ذاكرة مناعية]] || التعرض للإصابة يؤدي إلى ذاكرة مناعية
|-
| توجد لدى جميع أشكال الحياة تقريبا || توجد لدى [[فكيات|الفقاريات الفكية]] فقط
|}
تعتمد كلتا المناعتين الفطرية والتكيفية على قدرة جهاز المناعة على التمييز بين الجزيئات الذاتية وغير الذاتية. في [[علم المناعة]]، الجزيئات الذاتية هي جزيئات من مكونات جسم الكائن ويمكن تمييزها عن المواد الغريبة بواسطة جهاز المناعة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=11|لغة=en}}</ref> وبالعكس الجزيئات غير الذاتية هي جزيئات ليست من مكونات الجسم ويُتعرَّف عليها بأنها جزيئات غريبة. أحد أقسام الجزيئات غير الذاتية هو ال[[مولد الضد|مستضدات]] (سميت كذلك لأنها تتسبب في توليد [[جسم مضاد|الأجسام المضادة]]) وتُعرف على أنها مواد ترتبط بمستقبلات مناعية خاصة وتثير استجابة مناعية.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=146|لغة=en}}</ref>

== أعضاء المناعة في الإنسان ==
'''أعضاء مناعية أولية''' وتمثل المكان الذي نشأت أو نضجت فيه الخلايا المناعية وتشمل:<ref name="ncbi.nlm.nih.gov">{{استشهاد بكتاب
| عنوان = What are the organs of the immune system?
| ناشر = Institute for Quality and Efficiency in Health Care (IQWiG)
| لغة = en
| مسار = https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK279395/
| تاريخ = 2020-07-30
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230108222131/https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK279395/|تاريخ أرشيف=2023-01-08}}</ref>
* [[نخاع العظام|نخاع العظم]]
* [[غدة زعترية|الغدة الثيموسية]]
'''أعضاء مناعية ثانوية''' هي المكان الذي توجد فيه الخلايا المناعية بعد أن انتقلت من الأعضاء المناعية الأولية وتمثل المكان الذي ستواجه فيها الخلايا المناعية الأنتجين لاحداث استجابة مناعية وتشمل:<ref name="ncbi.nlm.nih.gov"/>
* الأغشية المخاطية التي تبطن الممرات الداخلية في الفم، [[مريء|المريء]]، [[معدة|المعدة]]، [[أمعاء|الأمعاء]]، [[مثانة|المثانة]]، [[حالب|الحالب]].
* [[عقدة لمفاوية|العقد اللمفاوية]]
* [[طحال|الطحال]]
* [[لوزة|اللوزتين]]

== الحواجز السطحية ==
[[ملف:Diagram of the functioning of a physical barrier ar.png|250px|تصغير|يسار|رسم تخطيطي مبسط للوظيفة المناعية لحاجز فيزيائي ([[أمعاء]] بشرية)، المدعمة بوظيفة [[خلية متغصنة|خلايا متغصنة]].]]
تحمي حواجز عديدة الكائنات من الإصابة بالممراضات ومنها: الحواجز الميكانيكية والكيميائية والبيولوجية. [[إهاب النبات|الإهاب]] الشمعي لمعظم الأوراق، [[هيكل خارجي (أحياء)|الهيكل الخارجي]] الخاص بالحشرات، [[غشاء قشر البيض|أغشية]] {{وإو|لغ=en|تر=Eggshell|عر=قشرة البيض|نص=وقشور}} البيوض المودعة خارجيا، وال[[جلد]] هي أمثلة عن الحواجز الميكانيكية التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد الإصابة.<ref>{{استشهاد ويب|مؤلف =   Alberts B, Johnson A, Lewis J, Raff M, Roberts K, Walters P |عنوان =  Cell Biology of Infection |مسار =  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK26833/ |مسار أرشيف  = https://web.archive.org/web/20230524170906/https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK26833/|تاريخ أرشيف  =24-05-2023 |لغة=  en |تاريخ الوصول =  24-05-2023}}</ref> لا يمكن للكائنات الانغلاق كليا عن بيئاتها الخارجية، لذلك توجد آليات تعمل على حماية فتحات الجسم مثل الرئتين والأمعاء و[[جهاز بولي تناسلي|الجهاز البولي التناسلي]]. يُخرج السعال والعطاس الممراضات ميكانيكيا من الرئتين وكذلك تفعل حالات [[تهييج|التهييج]] الأخرى التي تحدث في [[سبيل تنفسي|السبيل التنفسي]]. تطرح وظيفة الصرف الخاصة ب[[دموع|الدموع]] وال[[بول]] الممراضات خارجا، ويعمل ال[[مخاط]] الذي يفرزه السبيل التنفسي و[[جهاز هضمي|القناة الهضمية]] كمصيدة لحجز الكائنات الدقيقة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Boyton RJ, Openshaw PJ | عنوان = Pulmonary defences to acute respiratory infection | صحيفة = British Medical Bulletin | المجلد = 61 | العدد = 1|لغة=en | صفحات = 1–12 | سنة = 2002 | pmid = 11997295 | doi = 10.1093/bmb/61.1.1 | doi-access = free }}</ref>

تحمي الحواجز الكيميائية ضد الإصابة بالممراضات كذلك، إذ يفرز الجلد والسبيل التنفسي [[ببتيدات مضادة للميكروبات]] مثل: β-[[ديفنسين]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Agerberth B, Gudmundsson GH | عنوان = Host antimicrobial defence peptides in human disease | المجلد = 306 | صفحات = 67–90 |لغة=en| سنة = 2006 | pmid = 16909918 | doi = 10.1007/3-540-29916-5_3 | isbn = 978-3-540-29915-8 | صحيفة = Current Topics in Microbiology and Immunology }}</ref> الإنزيمات مثل ال[[ليزوزيم]] وال[[فسفوليباز A2|فسفو ليباز A2]] في اللعاب والدموع و[[حليب ثدي|حليب الأم]] هي [[معقم|مضادات للجراثيم]] كذلك.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عدة مؤلفين=Moreau JM, Girgis DO, Hume EB, Dajcs JJ, Austin MS, O'Callaghan RJ |عنوان=Phospholipase A(2) in rabbit tears: a host defense against Staphylococcus aureus |صحيفة=Investigative Ophthalmology & Visual Science |المجلد=42|لغة=en |العدد=10 |صفحات=2347–54 |تاريخ=Sep 2001 |pmid=11527949 |مسار= http://iovs.arvojournals.org/article.aspx?articleid=2200058|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230107135806/http://iovs.arvojournals.org/article.aspx?articleid=2200058|تاريخ أرشيف=2023-01-07}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Hankiewicz J, Swierczek E | عنوان = Lysozyme in human body fluids | صحيفة = Clinica Chimica Acta; International Journal of Clinical Chemistry | المجلد = 57 | العدد = 3| لغة=en| صفحات = 205–09 | تاريخ = Dec 1974 | pmid = 4434640 | doi = 10.1016/0009-8981(74)90398-2 }}</ref> تعمل الإفرازات المهبلية كحاجز كيميائي بعد [[بدء الإحاضة]] حين تصبح حمضية قليلا، ويحتوي ال[[مني]] على [[ديفنسين|الديفنسينات]] وال[[زنك]] للقضاء على الممراضات.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Fair WR, Couch J, Wehner N | عنوان = Prostatic antibacterial factor. Identity and significance | مسار = https://archive.org/details/sim_urology_1976-02_7_2/page/169 | صحيفة = Urology | المجلد = 7 | العدد = 2 |لغة=en| صفحات = 169–77 | تاريخ = Feb 1976 | pmid = 54972 | doi = 10.1016/0090-4295(76)90305-8 }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Yenugu S, Hamil KG, Birse CE, Ruben SM, French FS, Hall SH | عنوان = Antibacterial properties of the sperm-binding proteins and peptides of human epididymis 2 (HE2) family; salt sensitivity, structural dependence and their interaction with outer and cytoplasmic membranes of Escherichia coli | صحيفة = The Biochemical Journal | المجلد = 372 | العدد = Pt 2 |لغة=en| صفحات = 473–83 | تاريخ = Jun 2003 | pmid = 12628001 | pmc = 1223422 | doi = 10.1042/BJ20030225 }}</ref> يعمل [[حمض معدي|الحمض المعدي]] في المعدة كدفاع كيميائي ضد الممراضات المبتلَعة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عدة مؤلفين=Smith JL|سنة=2003|عنوان=The role of gastric acid in preventing foodborne disease and how bacteria overcome acid conditions|مسار=https://archive.org/details/sim_journal-of-food-protection_2003-07_66_7/page/1292|صحيفة=J Food Prot|المجلد=66|العدد=7|لغة=en|صفحات=1292–1303|pmid=12870767|doi=10.4315/0362-028X-66.7.1292}}</ref>

يعمل [[نبيت جرثومي معوي|النبيت]] [[معايشة|المُطاعم]] داخل الجهاز البولي والتناسلي والقناة الهضمية بصفته حاجزاً حيوياً من خلال التنافس مع البكتيريا الممرضة على الطعام والمكان، ويُغيِر في بعضٍ من الأحيان الظروف في بيئته مثل الأس الهيدروجيني والحديد المتوفر ونتيجة لذلك تنقص احتمالية بلوغ الممراضات أعدادا كافية قادرة على التسبب في المرض.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| عدة مؤلفين = Gorbach SL | عنوان = Lactic acid bacteria and human health | مسار = https://archive.org/details/sim_annals-of-medicine_1990-02_22_1/page/37 | صحيفة = Annals of Medicine | المجلد = 22 | العدد = 1 |لغة=en| صفحات = 37–41 | تاريخ = Feb 1990 | pmid = 2109988 | doi = 10.3109/07853899009147239 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220409060419/https://archive.org/details/sim_annals-of-medicine_1990-02_22_1/page/37|تاريخ أرشيف=2022-04-09}}</ref>

== الجهاز المناعي الفطري ==
{{مفصلة|مناعة فطرية}}
تواجه الكائنات الدقيقة أو الذيفانات التي تنجح في الدخول إلى [[كائن حي|الكائن الحي]] خلايا وآليات الجهاز المناعي الفطري. وتبدأ الاستجابة الفطرية عادةً عندما تُحدد الأحياء الدقيقة بواسطة [[مستقبلات التعرف على الأنماط]]، التي تتعرف على المكونات المحفوظة بين مجموعات واسعة من الكائنات الدقيقة، <ref name="pmid17943118">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Medzhitov R | عنوان = Recognition of microorganisms and activation of the immune response | صحيفة = Nature | المجلد = 449 | العدد = 7164 |لغة=en| صفحات = 819–26 | تاريخ = Oct 2007 | pmid = 17943118 | doi = 10.1038/nature06246 | bibcode = 2007Natur.449..819M | s2cid = 4392839 }}</ref> أو عندما ترسل الخلايا التالفة أو المصابة أو المجهدة إشارات إنذار، تتعرف على الكثير منها نفس المستقبلات التي تتعرف على مسببات الأمراض.<ref name="pmid11951032">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Matzinger P | s2cid = 13615808 | عنوان = The danger model: a renewed sense of self | صحيفة = Science | المجلد = 296 | العدد = 5566 |لغة=en| صفحات = 301–05 | تاريخ = Apr 2002 | pmid = 11951032 | doi = 10.1126/science.1071059 | bibcode = 2002Sci...296..301M | مسار = http://www.scs.carleton.ca/~soma/biosec/readings/matzinger-science.pdf |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230326070044/http://www.scs.carleton.ca/~soma/biosec/readings/matzinger-science.pdf|تاريخ أرشيف=2023-03-26}}</ref> الدفاعات المناعية الفطرية غير متخصصة، ما يعني أن هذه الأنظمة تستجيب لمسببات الأمراض بطريقة عامة.{{sfn|Alberts|Johnson|Lewis|Raff|2002|loc= Chapter: [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK26846/ "Innate Immunity"] |لغة=en}} هذا النظام لا يمنح [[مناعة (طب)|مناعة]] طويلة الأمد ضد مسببات الأمراض. الجهاز المناعي الفطري هو النظام المهيمن للدفاع عن المضيف في معظم الكائنات الحية،<ref name="Litman" /> وهو الجهاز الوحيد في النباتات.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Iriti|2=2019|ص=XI|لغة=en}}</ref>

=== الاستشعار المناعي ===
[[ملف:PAMPs and PRRs in the Innate Immune System ar.png|280px|تصغير|يسار|مبدأ التعرف على أنماط الـPAMPs (مثال [[عديد السكاريد الشحمي|عديد السكاريد الليبيدي]]) بواسطة [[مستقبلات التعرف على الأنماط]] وإحداث استجابة مناعية.]]
تستخدم الخلايا في الجهاز المناعي الفطري [[مستقبل التعرف على الأنماط|مستقبلات التعرف على الأنماط]] للتعرف على التراكيب الجزيئية التي تنتجها مسببات الأمراض.<ref name="Kumar_2011">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Kumar H, Kawai T, Akira S | عنوان = Pathogen recognition by the innate immune system | صحيفة = International Reviews of Immunology | المجلد = 30 | العدد = 1 |لغة=en| صفحات = 16–34 | تاريخ = February 2011 | pmid = 21235323 | doi = 10.3109/08830185.2010.529976 | s2cid = 42000671 }}</ref> وهي [[بروتين]]ات يُعبّر عنها أساسًا، بواسطة خلايا [[مناعة فطرية|الجهاز المناعي الفطري]]، مثل الخلايا المتغصِّنة والخلايا البلعمية والخلايا الوحيدة والكريات العدلة الطبيعية والخلايا الظهارية،{{sfn|Alberts|Johnson|Lewis|Raff|2002|loc= Chapter: [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK26846/ "Innate Immunity"] |لغة=en}}<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Schroder K, Tschopp J | s2cid = 16916572 | عنوان = The inflammasomes | صحيفة = Cell | المجلد = 140 | العدد = 6 | صفحات = 821–32 |لغة=en| تاريخ = March 2010 | pmid = 20303873 | doi = 10.1016/j.cell.2010.01.040 | doi-access = free }}</ref> لتحديد فئتين من الجزيئات: [[نمط جزيئي مرتبط بالممراض|الأنماط الجزيئية المرتبطة بمسببات الأمراض]] (PAMPs)، التي ترتبط [[ممراض|بمسببات الأمراض]] الميكروبية، [[نمط جزيئي مرتبط بالضرر|والأنماط الجزيئية المرتبطة بالضرر]] (DAMPs)، التي ترتبط بمكونات خلايا المُضيف التي تُطلَق في أثناء تلف الخلايا أو موتها.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=20|لغة=en}}</ref>

تُعرف الأنماط الجزيئية المرتبطة بمسببات الأمراض خارج الخلوية أو الداخلية عن طريق [[بروتين عبر غشائي|بروتينات عبر غشائية]] تعرف باسم [[مستقبل شبيه بالتول|المستقبلات الشبيهة بالتول]] (TLRs).<ref name="pmid16551253">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Beutler B, Jiang Z, Georgel P, Crozat K, Croker B, Rutschmann S, Du X, Hoebe K | s2cid = 20991617 | عنوان = Genetic analysis of host resistance: Toll-like receptor signaling and immunity at large | صحيفة = Annual Review of Immunology | المجلد = 24 | صفحات = 353–89 | سنة = 2006|لغة=en | pmid = 16551253 | doi = 10.1146/annurev.immunol.24.021605.090552 | مسار = https://semanticscholar.org/paper/c8b16a237b5f46b8ad6de013d140ddba41fff614 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230119205502/https://www.semanticscholar.org/paper/c8b16a237b5f46b8ad6de013d140ddba41fff614|تاريخ أرشيف=2023-01-19}}</ref> تتشارك المستقبلات الشبيهة بالتول في [[طابع بنائي|نمط هيكلي]] نموذجي، وهو [[تكرار غني باللوسين|التكرار الغني باللوسين]] (LRRs)، الذي يعطيها شكلاً منحنيًا.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Botos I, Segal DM, Davies DR | عنوان = The structural biology of Toll-like receptors | صحيفة = Structure | المجلد = 19 | العدد = 4| لغة=en| صفحات = 447–59 | تاريخ = April 2011 | pmid = 21481769 | pmc = 3075535 | doi = 10.1016/j.str.2011.02.004 }}</ref> اكتُشفت المستقبلات الشبيهة بالتول لأول مرة في [[ذبابة فاكهة شائعة|ذبابة الفاكهة الشائعة]]
وتحفز تركيب وإفراز [[سيتوكين|السيتوكينات]] وتنشيط برامج دفاع المضيف الأخرى الضرورية لكل من الاستجابات المناعية الفطرية أو التكيفية. وقد وُصفت عشر مستقبلات شبيهة بالتول في البشر.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Vijay K |عنوان=Toll-like receptors in immunity and inflammatory diseases: Past, present, and future |صحيفة=Int Immunopharmacol |المجلد=59 |لغة=en|صفحات=391–412 |تاريخ=June 2018 |pmid=29730580 |pmc=7106078 |doi=10.1016/j.intimp.2018.03.002 }}</ref>

تحتوي خلايا الجهاز المناعي الفطري على مستقبلات التعرف على الأنماط، والتي تكتشف العدوى أو تلف الخلايا الداخِلِيّة. وهناك ثلاث فئات رئيسية من هذه المستقبلات «العصارية الخلوية» هي: [[مستقبل شبيه بنود|المستقبلات الشبيهة بنود]]، و[[مستقبل شبيه بريغ-1|المستقبلات الشبيهة بريغ]]، ومستشعرات الدنا العصارية الخلوية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Thompson MR, Kaminski JJ, Kurt-Jones EA, Fitzgerald KA | عنوان = Pattern recognition receptors and the innate immune response to viral infection | صحيفة = Viruses | المجلد = 3 | العدد = 6| لغة=en| صفحات = 920–40 | تاريخ = June 2011 | pmid = 21994762 | pmc = 3186011 | doi = 10.3390/v3060920 | doi-access = free }}</ref>

=== الخلايا الفطرية المناعية ===
[[ملف:SEM blood cells.jpg|تصغير|يمين|alt=See caption | صورة [[مجهر إلكتروني ماسح|بالمجهر الإلكتروني الماسح]] ل[[دم]] الإنسان. يمكن للمرء أن يرى [[خلية دم حمراء|خلايا الدم الحمراء]] والعديد من [[خلية دم بيضاء|خلايا الدم البيضاء]] بما في ذلك [[خلية لمفاوية|الخلايا الليمفاوية]] و[[خلية وحيدة|وحيدات النوى]] و[[خلية متعادلة|الخلية المتعادلة]] والعديد من [[صفيحة دموية|الصفائح الدموية]] الصغيرة ذات الشكل القرصي.]]
تعمل بعض [[خلية دم بيضاء|الكريات البيضاء]] (خلايا الدم البيضاء) مثل كائنات مستقلة وحيدة الخلية وهي الذراع الثاني للجهاز المناعي الفطري. تشمل الكريات البيضاء الفطرية الخلايا البلعمية «المحترفة» ([[خلية بلعمية كبيرة|البلعميات الكبيرة]]، و[[خلية متعادلة|العدلات]]، و[[خلية متغصنة|الخلايا التغصنية]]). تحدد هذه الخلايا مسببات الأمراض وتعمل على القضاء عليها، إما عن طريق مهاجمة مسببات الأمراض كبيرة الحجم من خلال الاتصال أو عن طريق ابتلاع الكائنات الحية الدقيقة ثم قتلها. تشمل الخلايا الأخرى التي تشارك في الاستجابة الفطرية [[خلية لمفاوية فطرية|الخلايا الليمفاوية الفطرية]] و[[خلية بدينة|الخلايا البدينة]] و[[خلية حمضية|الخلايا الحمضية]]، و[[كرية بيضاء قعدة|الخلايا القاعدية]] و[[خلية فاتكة طبيعية|الخلايا القاتلة الطبيعية]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=1-4|لغة=en}}</ref>

[[بلعمة (أحياء)|البلعمة]] هي إحدى السمات المهمة في المناعة الفطرية الخلوية التي تؤديها الخلايا البلعمية عندما تبتلع مسببات الأمراض أو الجسيمات. تتحرك الخلايا البلعمية عمومًا في ما يُشبه الدوريات في الجسم بحثًا عن مسببات الأمراض، ولكن يمكن للسيتوكينات استدعاؤها إلى مواقع محددة.{{sfn|Alberts|Johnson|Lewis|Raff|2002|loc=sec. [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK26846/#A4686 "Phagocytic Cells Seek, Engulf, and Destroy Pathogens"]|لغة=en}} بمجرد أن تبتلع الخلية البلعمية مسبب المرض، فإنه يصبح محاصرًا في [[حويصلة (أحياء)|حويصلة]] داخل خلوية تُسمى [[جسم بلعمي|الجسيم البلعمي]] والتي تندمج فيما بعد مع حويصلة أخرى تُسمى [[جسيم حال|اليَحلُول]] لتكوين [[جسيم حال بلعمي|الجسيم الحال البعلمي]]. يُقتل مسبب المرض بسبب نشاط إنزيمات الهضم أو بعد {{وإو|الهبة التنفسية|Respiratory burst}} التي تطلق [[جذر كيميائي|الجذور الحرة]] في الجسيم الحال البعلمي.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Ryter A | عنوان = Relationship between ultrastructure and specific functions of macrophages | صحيفة = Comparative Immunology, Microbiology and Infectious Diseases | المجلد = 8 | العدد = 2 |لغة=en| صفحات = 119–33 | سنة = 1985 | pmid = 3910340 | doi = 10.1016/0147-9571(85)90039-6 }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Langermans JA, Hazenbos WL, van Furth R | عنوان = Antimicrobial functions of mononuclear phagocytes | صحيفة = Journal of Immunological Methods | المجلد = 174 | العدد = 1–2 | صفحات = 185–94|لغة=en | تاريخ = Sep 1994 | pmid = 8083520 | doi = 10.1016/0022-1759(94)90021-3 }}</ref> تطورت البلعمة كوسيلة للحصول على [[مغذي|العناصر الغذائية]]، ولكن هذا الدور توسع في الخلايا البلعمية ليشمل ابتلاع مسببات الأمراض كآلية دفاعية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = May RC, Machesky LM | عنوان = Phagocytosis and the actin cytoskeleton | صحيفة = Journal of Cell Science | المجلد = 114| لغة=en| العدد = Pt 6 | صفحات = 1061–77 | تاريخ = Mar 2001 | doi = 10.1242/jcs.114.6.1061 | pmid = 11228151 | مسار = http://jcs.biologists.org/cgi/pmidlookup?view=long&pmid=11228151 | تاريخ الوصول = 6 November 2009 | تاريخ أرشيف = 31 March 2020 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200331165444/https://jcs.biologists.org/content/114/6/1061.long | حالة المسار = dead }}</ref> وربما تمثل البلعمة أقدم شكل من أشكال دفاع المُضِيف وذلك لتواجد البلعميات في كل من الحيوانات الفقارية واللافقارية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Salzet M, Tasiemski A, Cooper E | s2cid = 28520695 | عنوان = Innate immunity in lophotrochozoans: the annelids | صحيفة = Current Pharmaceutical Design | المجلد = 12 | العدد = 24 | لغة=en|صفحات = 3043–50 | سنة = 2006 | pmid = 16918433 | doi = 10.2174/138161206777947551 | مسار = https://pdfs.semanticscholar.org/da11/601b7ba0121f210136e0317729e3f367dd8c.pdf | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200331165454/https://pdfs.semanticscholar.org/da11/601b7ba0121f210136e0317729e3f367dd8c.pdf | حالة المسار = dead | تاريخ أرشيف = 2020-03-31 }}</ref>

الكريات العدلة الطبيعية والبَلعميات الكبيرة هي خلايا بلعمية تنتقل في جميع أنحاء الجسم بحثًا عن مسببات الأمراض الغازية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Zen K, Parkos CA | عنوان = Leukocyte-epithelial interactions | صحيفة = Current Opinion in Cell Biology | المجلد = 15 | العدد = 5 |لغة=en| صفحات = 557–64 | تاريخ = Oct 2003 | pmid = 14519390 | doi = 10.1016/S0955-0674(03)00103-0 }}</ref> توجد الكريات العدلة الطبيعية عادةً في [[جهاز الدوران|مجرى الدم]] وهي أكثر أنواع الخلايا البلعمية وفرة، فهي تُمثِّل 50% إلى 60% من إجمالي الكريات البيضاء المنتشرة.{{sfn|Stvrtinová | Jakubovský | Hulín |1995 |loc= Chapter: [https://web.archive.org/web/20010711220523/http://nic.savba.sk/logos/books/scientific/Inffever.html Inflammation and Fever]|لغة=en}} خلال المرحلة الحادة من [[التهاب|الالتهاب]] تهاجر الكريات العدلة الطبيعية نحو موقع الالتهاب في عملية تسمى [[انجذاب كيميائي|الانجذاب الكيميائي]]، وعادةً ما تكون الخلايا الأولى التي تصل إلى مكان الإصابة. الخلايا البلعمية الكبيرة هي خلايا متعددة الاستعمالات توجد داخل الأنسجة وتنتج مجموعة من المواد الكيميائية بما في ذلك الإنزيمات و[[جملة المتممة|البروتينات المكملة]] والسيتوكينات، في حين يمكنها أيضًا أن تعمل ك[[قمام]]ات (منظفات) تخلص الجسم من الخلايا الميتة وغيرها من الأنسجة الخلوية، وتعمل كذلك [[خلية مقدمة للمستضد|كخلايا مقدمة للمستضد]] (APCs) تنشط الجهاز المناعي التكيفي.<ref name="Rua_2015">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Rua R, McGavern DB | عنوان = Elucidation of monocyte/macrophage dynamics and function by intravital imaging | صحيفة = Journal of Leukocyte Biology | المجلد = 98 | العدد = 3 | صفحات = 319–32| لغة=en| تاريخ = September 2015 | pmid = 26162402 | doi = 10.1189/jlb.4RI0115-006RR | pmc=4763596}}</ref>

الخلايا التغصنية هي خلايا بلعمية تكون في الأنسجة التي تتلامس مع البيئة الخارجية؛ ولذلك فإنها توجد أساسًا في [[جلد الإنسان|الجلد]] و[[أنف بشري|الأنف]] والرئتين والمعدة والأمعاء.<ref name=Guermonprez>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Guermonprez P, Valladeau J, Zitvogel L, Théry C, Amigorena S | عنوان = Antigen presentation and T cell stimulation by dendritic cells | صحيفة = Annual Review of Immunology | المجلد = 20 |لغة=en| العدد = 1 | صفحات = 621–67 | سنة = 2002 | pmid = 11861614 | doi = 10.1146/annurev.immunol.20.100301.064828 }}</ref> سُميت بهذا الاسم بسبب تشابهها مع [[زائدة شجرية|التغصنات]] [[عصبون|العصبية]]، فكلاهما لديه العديد من النتوءات الشبيهة بالعمود الفقري. الخلايا التغصنية هي حلقة الوصل بين أنسجة الجسم والجهاز المناعي الفطري والتكيفي، لأنها [[تجلية المستضد|تقدم مولدات ضد]] [[خلية تائية|للخلايا التائية]]، وهي أحد أنواع الخلايا الرئيسية في جهاز المناعة التكيفي.<ref name=Guermonprez />

[[خلية محببة|الخلايا المُحببة]] هي كريات الدم البيضاء التي تحتوي على حبيبات في السيتوبلازم. توجد في هذه المجموعة الكريات العدلة الطبيعية والخلايا البدينة وخلايا الدم البيضاء القاعدية والخلايا الحمضية. توجد الخلايا البدينة في [[نسيج ضام|الأنسجة الضامة]] و[[غشاء مخاطي|الأغشية المخاطية]]، وتنظِّم الاستجابة الالتهابية.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Krishnaswamy|2=2006 |ص= 13–34|لغة=en}}</ref> وهي ترتبط في أغلب الأحيان [[حساسية|بالحساسية]] و[[صدمة الحساسية]].{{sfn|Stvrtinová | Jakubovský | Hulín |1995 |loc= Chapter: [https://web.archive.org/web/20010711220523/http://nic.savba.sk/logos/books/scientific/Inffever.html   Inflammation and Fever]|لغة=en}} ترتبط الكريات البيضاء القاعدية و[[خلية حمضية|الخلايا الحمضية]] بالكريات العدلة الطبيعية، وتفرز وسائط كيميائية تساهم في الدفاع ضد [[تطفل|الطفيليات]] وتؤدي دورًا في ردود الفعل التحسسية، مثل [[ربو|الربو]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Kariyawasam HH, Robinson DS | عنوان = The eosinophil: the cell and its weapons, the cytokines, its locations | صحيفة = Seminars in Respiratory and Critical Care Medicine | المجلد = 27 | العدد = 2 |لغة=en| صفحات = 117–27 | تاريخ = Apr 2006 | pmid = 16612762 | doi = 10.1055/s-2006-939514 }}</ref>

الخلايا اللمفاوية الفطرية (ILCs) هي مجموعة من الخلايا [[مناعة فطرية|المناعية الفطرية]] المشتقة من [[تكون الليمفاويات (الطب)|السلف اللمفاوي المشترك]] وتنتمي إلى [[تكون الليمفاويات (الطب)|السلالة اللمفاوية]]. تُعرف هذه الخلايا من خلال عدم وجود مستقبلات الخلايا [[مستقبلات الخلايا البائية|البائية]] أو [[مستقبل خلية تي|التائية]] الخاصة بالمستضد (TCR) بسبب عدم وجود [[جين منشط للتأشيب]]. لا تُعبِّر الخلايا اللمفاوية الفطرية عن علامات الخلايا النخاعية أو التغصنية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Spits H, Cupedo T | عنوان = Innate lymphoid cells: emerging insights in development, lineage relationships, and function | صحيفة = Annual Review of Immunology | المجلد = 30 |لغة=en| صفحات = 647–75 | سنة = 2012 | pmid = 22224763 | doi = 10.1146/annurev-immunol-020711-075053 }}</ref>

[[خلية فاتكة طبيعية|الخلايا القاتلة الطبيعية]] (خلايا NK) هي خلايا ليمفاوية وأحد مكونات جهاز المناعة الفطري التي لا تهاجم الميكروبات الغازية مباشرةً.<ref name="pmid28078307">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Gabrielli S, Ortolani C, Del Zotto G, Luchetti F, Canonico B, Buccella F, Artico M, Papa S, Zamai L |عنوان=The Memories of NK Cells: Innate-Adaptive Immune Intrinsic Crosstalk |صحيفة=Journal of Immunology Research |المجلد=2016 |صفحات=1376595 |سنة=2016|لغة=en |pmid=28078307 |pmc=5204097 |doi=10.1155/2016/1376595 |doi-access=free }}</ref> وبدلاً من ذلك تدمر الخلايا القاتلة الطبيعية خلايا المضيف مختلة الوظيفة مثل الخلايا السرطانية أو الخلايا المصابة بالفيروس، وتتعرف على هذه الخلايا من خلال حالةٍ تعرف باسم «الذات المفقودة». يصف هذا المصطلح خلايا ذات مستويات منخفضة من علامة على سطح الخلية تدعى MHC I ([[معقد التوافق النسيجي الكبير]]) -وهي حالة يمكن أن تنشأ في حالات العدوى الفيروسية لخلايا المضيف.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Bertok|2=2005|ص=17|لغة=en}}</ref> خلايا الجسم العادية لا يُتعرَّف عليها ومهاجمتها من قبل الخلايا القاتلة الطبيعية لأنها تعبر عن مستضدات ذاتية سليمة على معقد التوافق النسيجي الكبير. تُعرف مستضدات معقد التوافق النسيجي الكبير هذه بواسطة مستقبلات الغلوبولين المناعي الخاصة بالخلايا القاتلة والتي تكبح وظيفة الخلايا القاتلة الطبيعية عند التعرف على هذه المستضدات الذاتية.{{sfn| Rajalingam |2012|loc= Chapter: Overview of the killer cell immunoglobulin-like receptor system|لغة=en}}

=== الالتهاب ===
{{مفصلة|التهاب}}
الالتهاب هو أحد استجابات الجهاز المناعي الأولى للعدوى.<ref name=autogenerated2>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Kawai T, Akira S | عنوان = Innate immune recognition of viral infection | صحيفة = Nature Immunology | المجلد = 7 | العدد = 2| لغة=en| صفحات = 131–37 | تاريخ = Feb 2006 | pmid = 16424890 | doi = 10.1038/ni1303 | s2cid = 9567407 }}</ref> أعراض الالتهاب هي الاحمرار والتورم و[[حمى|الحرارة]] والألم، التي تنجم عن [[توسيع وعائي|زيادة]] تدفق الدم إلى [[وعاء دموي|الأنسجة]]. ينتج الالتهاب عن طريق [[إيكوزانويد|الإيكوزانويدات]] و[[سيتوكين|السيتوكينات]] التي تفرزها الخلايا المصابة أو المُعدَاة. تشمل الإيكوزانويدات [[بروستاغلاندين|البروستاغلاندينات]] التي تسبب الحمى وتوسع الأوعية الدموية المرتبطة بالالتهاب، و[[لوكوترايين|اللوكوترايينات]] التي تجذب بعض [[خلية دم بيضاء|خلايا الدم البيضاء]] (الكريات البيضاء).<ref name=autogenerated4>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Miller SB | عنوان = Prostaglandins in health and disease: an overview | صحيفة = Seminars in Arthritis and Rheumatism | المجلد = 36 | العدد = 1 | صفحات = 37–49| لغة=en| تاريخ = Aug 2006 | pmid = 16887467 | doi = 10.1016/j.semarthrit.2006.03.005 }}</ref><ref name=autogenerated1>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Ogawa Y, Calhoun WJ | عنوان = The role of leukotrienes in airway inflammation | مسار = https://archive.org/details/sim_journal-of-allergy-and-clinical-immunology_2006-10_118_4/page/789 | صحيفة = The Journal of Allergy and Clinical Immunology | المجلد = 118 |لغة=en| العدد = 4 | صفحات = 789–98; quiz 799–800 | تاريخ = Oct 2006 | pmid = 17030228 | doi = 10.1016/j.jaci.2006.08.009 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220610152110/https://archive.org/details/sim_journal-of-allergy-and-clinical-immunology_2006-10_118_4/page/789|تاريخ أرشيف=2022-06-10}}</ref> وتشمل السيتوكينات الشائعة [[إنترلوكين|الإنترلوكينات]] المسؤولة عن الاتصال بين خلايا الدم البيضاء؛ [[كيموكين|الكيموكينات]] التي تعزز الانجذاب الكيميائي، و[[إنترفيرون|الإنترفيرونات]] التي لها تأثيرات [[مضاد فيروسات (دواء)|مضادة للفيروسات]]، مثل وقف [[اصطناع حيوي للبروتين|تصنيع البروتين]] في الخلية المضيفة.<ref name=autogenerated3>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Le Y, Zhou Y, Iribarren P, Wang J | عنوان = Chemokines and chemokine receptors: their manifold roles in homeostasis and disease | صحيفة = Cellular & Molecular Immunology | المجلد = 1 | العدد = 2 | صفحات = 95–104 |لغة=en| تاريخ = Apr 2004 | pmid = 16212895 | مسار = http://www.cmi.ustc.edu.cn/1/2/95.pdf |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230120085256/http://www.cmi.ustc.edu.cn/1/2/95.pdf|تاريخ أرشيف=2023-01-20}}</ref> كما يُمكن إطلاق [[عامل نمو|عوامل النمو]] والعوامل السامة للخلايا. تجند هذه السيتوكينات وغيرها من المواد الكيميائية خلايا مناعية إلى موقع الإصابة وتعزز شفاء أي أنسجة تالفة بعد إزالة مُسببات الأمراض.<ref name=autogenerated5>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Martin P, Leibovich SJ | عنوان = Inflammatory cells during wound repair: the good, the bad and the ugly | صحيفة = Trends in Cell Biology | المجلد = 15 | العدد = 11| لغة=en| صفحات = 599–607 | تاريخ = Nov 2005 | pmid = 16202600 | doi = 10.1016/j.tcb.2005.09.002 }}</ref> مستقبلات التعرف على النمط التي تسمى [[جسيم التهابي|الجسيم الالتهابي]] هي مركبات متعددة البروتين (تتكون من [[مستقبل شبيه بنود]] والبروتين الموائم [[PYCARD|ASC]] والجزيء المؤثر سلف [[كاسباز 1]]) تتشكل استجابةً للأنماط الجزيئية المرتبطة بمسببات الأمراض والأنماط الجزيئية المرتبطة بالضرر العُصارية الخلوية، وتتمثل وظيفتها في توليد أشكال نشطة من السيتوكينات الالتهابية IL-1β و IL-18.<ref name="Platnich JM 2019">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Platnich JM, Muruve DA | عنوان = NOD-like receptors and inflammasomes: A review of their canonical and non-canonical signaling pathways | صحيفة = Archives of Biochemistry and Biophysics | المجلد = 670 | صفحات = 4–14 |لغة=en| تاريخ = February 2019 | pmid = 30772258 | doi = 10.1016/j.abb.2019.02.008 | s2cid = 73464235 }}</ref>

=== الدفاعات الخلطية ===
[[جملة المتممة|النظام المتمم]] هو جزء من جهاز المناعة الفطري ويحتوي على أكثر من 20 بروتينًا مختلفًا، وقد سمي كذلك لقدرته على «إتمام» قتل مسببات الأمراض بعد تجنيد [[جسم مضاد|الأجسام المضادة]] لبروتيناته. النظام المتمم هو مكون خلطي رئيسي في الاستجابة المناعية الفطرية.<ref name=Rus>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Rus H, Cudrici C, Niculescu F | عنوان = The role of the complement system in innate immunity | صحيفة = Immunologic Research | المجلد = 33 | العدد = 2 | صفحات = 103–12 | سنة = 2005 |لغة=en| pmid = 16234578 | doi = 10.1385/IR:33:2:103 | s2cid = 46096567 }}</ref><ref name=Degn_2013>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Degn SE, Thiel S | عنوان = Humoral pattern recognition and the complement system | صحيفة = Scandinavian Journal of Immunology | المجلد = 78 | العدد = 2 | صفحات = 181–93 |لغة=en| تاريخ = August 2013 | pmid = 23672641 | doi = 10.1111/sji.12070 | doi-access = free }}</ref> للعديد من الأنواع أنظمة متممة، بما في ذلك غير [[ثدييات|الثدييات]] مثل النباتات والأسماك وبعض [[لافقاريات|اللافقاريات]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=Bertok|2=2005|ص=112-113|لغة=en}}</ref> في البشر تُنشط استجابة النظام المتمم عن طريق ارتباط أحد بروتيناته بالأجسام المضادة المرتبطة بالميكروبات أو عبر ارتباط أحد بروتيناته [[سكريات|بالكربوهيدرات]] على أسطح [[ميكروب|الميكروبات]]. تثير [[تأشير الخلية|إشارة]] التعرف هذه استجابة سريعة للقتل.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Liszewski MK, Farries TC, Lublin DM, Rooney IA, Atkinson JP | عنوان = Control of the complement system | المجلد = 61 | صفحات = 201–283 | سنة = 1996 |لغة=en| pmid = 8834497 | doi = 10.1016/S0065-2776(08)60868-8 | isbn = 978-0-12-022461-6 | صحيفة = Advances in Immunology | التسجيل = registration | مسار = https://archive.org/details/advancesinimmuno61dixo/page/201 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210817211533/https://archive.org/details/advancesinimmuno61dixo/page/201|تاريخ أرشيف=2021-08-17}}</ref> تعتمد سرعة الاستجابة على تضخيم الإشارة الذي يحدث بعد التنشيط [[تحلل بروتيني|التحللي]] المتسلسل لجزيئات الجهاز المتمم، والتي هي [[ببتيداز|بروتيازات]] بدورها. بعد ارتباط بروتينات الجهاز المتمم في البداية بالكائن الحي الدقيق، وتنشيط وظيفة [[تحلل بروتيني|البروتياز]] الخاص بها، والتي بدورها تنشط بروتيازات أخرى من النظام المتمم، وهكذا. ينتج عن ذلك [[تحفيز]] [[التسلسل الكيميائي الحيوي|متعاقب]] يضخم الإشارة الأولية عن طريق [[ارتجاع إيجابي|التغذية الراجعة الإيجابية]] المتحكَّم بها.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Sim RB, Tsiftsoglou SA | s2cid = 24505041 | عنوان = Proteases of the complement system | صحيفة = Biochemical Society Transactions | المجلد = 32 |لغة=en| العدد = Pt 1 | صفحات = 21–27 | تاريخ = Feb 2004 | pmid = 14748705 | doi = 10.1042/BST0320021 | مسار = http://pdfs.semanticscholar.org/9df4/e40fdcd4e1ba21a7047dca82ddf683c11d61.pdf | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190302045456/http://pdfs.semanticscholar.org/9df4/e40fdcd4e1ba21a7047dca82ddf683c11d61.pdf | حالة المسار = dead | تاريخ أرشيف = 2019-03-02 }}</ref> ينتج عن التحفيز المتعاقب إنتاج ببتيدات تجذب الخلايا المناعية، وتزيد من [[نفاذية وعائية|نفاذية الأوعية الدموية]]، و[[أبسونين|تغليف]] سطح مسببات الأمراض، ووسمها لتدميرها. يمكن لتجنيد النظام المتمم أيضًا أن يقتل الخلايا مباشرةً عن طريق تعطيل عمل غشائها البلازمي.<ref name=Rus />

== الجهاز المناعي التكيفي ==
[[ملف:Primary immune response 1 ar.png|300px|تصغير|يسار|نظرة عامة مبسطة للعمليات التي تحدث خلال الاستجابة المناعية الأولية.]]
{{مفصلة|جهاز مناعي تكيفي}}
يتيح جهاز المناعة التكيفي في الفقاريات البدائية استجابة مناعية أقوى والاحتفاظ [[ذاكرة مناعية|بذاكرة مناعية]] كذلك، حيث «يُتذكر» كل ممرض بواسطة [[مولد الضد|مستضد]] مميز.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Pancer Z, Cooper MD | عنوان = The evolution of adaptive immunity | صحيفة = Annual Review of Immunology | المجلد = 24 | العدد = 1 |لغة=en| صفحات = 497–518 | سنة = 2006 | pmid = 16551257 | doi = 10.1146/annurev.immunol.24.021605.090542 }}</ref> الاستجابة المناعية التكيفية خاصة بالمستضد وتتطلب التعرف على مستضدات «غير ذاتية» محددة خلال عملية تسمى [[تجلية المستضد|عرض المُستضد]]. تسمح خصوصية المستضد بتوليد استجابات مصممة خصيصًا لمسببات أمراض معينة أو لخلايا مُصابة بالأمراض. يُحافَظ على قدرة تكوين هذه الاستجابات المخصصة في الجسم عن طريق «خلايا الذاكرة». إذا أصاب أحدُ مسببات المرض الجسمَ أكثر من مرة، فإن خلايا الذاكرة المخصصة له تتذكره وتعمل على القضاء عليه بسرعة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=38|لغة=en}}</ref>

=== التعرف على المستضدّ ===
خلايا الجهاز المناعي التكيفي هي أنواع خاصة من الكريات البيضاء تُسمى الخلايا الليمفاوية. [[خلية بائية|الخلايا البائية]] والخلايا التائية هما النوعان الرئيسيان من الخلايا الليمفاوية، وهي مُشتَقّة من [[خلية جذعية مكونة للدم|الخلايا الجذعية المكونة للدم]] الموجودة في [[نخاع العظام|النخاع العظمي]].{{sfn| Janeway |2005 |p=}} تشارك الخلايا البائية في [[مناعة خلطية|الاستجابة المناعية الخلطية]]، في حين تشارك الخلايا التائية في [[مناعة خلوية|الاستجابة المناعية الخلوية]]. تتعرف الخلايا التائية القاتلة فقط على المستضدات المقترنة بجزيئات [[معقد التوافق النسيجي الكبير#معقد MHC-I|معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى]]، في حين تتعرف الخلايا التائية المساعدة والخلايا التائية التنظيمية فقط على المستضدات المقترنة بجزيئات [[معقد التوافق النسيجي الكبير#معقد MHC-II|معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الثانية]]. تعكس هاتان الآليتان لعرض المستضد الأدوار المختلفة لنوعي الخلايا التائية. وهناك نوع فرعي ثالث ثانوي هو [[خلية تائية غاما دلتا|الخلايا التائية غاما دلتا]] التي تتعرف على المستضدات السليمة غير المرتبطة بمستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير.<ref name="Holtmeier W, Kabelitz D 2005 151–83">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Holtmeier W, Kabelitz D | عنوان = gammadelta T cells link innate and adaptive immune responses | المجلد = 86 | صفحات = 151–83 | سنة = 2005 |لغة=en| pmid = 15976493 | doi = 10.1159/000086659 | isbn = 3-8055-7862-8 | صحيفة = Chemical Immunology and Allergy }}</ref> تتعرض الخلايا التائية مزدوجة الإيجابية لمجموعة واسعة من [[بروتين ذاتي|المستضدات الذاتية]] في [[غدة زعترية|الغدة الصعترية]]، حيث يكون [[يود|اليود]] ضروريًا لنموها ونشاطها في هذه الغدة.<ref name="pmid19647627">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Venturi S, Venturi M | عنوان = Iodine, thymus, and immunity | صحيفة = Nutrition | المجلد = 25 | العدد = 9 |لغة=en| صفحات = 977–79 | تاريخ = September 2009 | pmid = 19647627 | doi = 10.1016/j.nut.2009.06.002 }}</ref> في المقابل المستقبل النوعي للمستضد في الخلية البائية هو جزيء جسم مضاد على سطح الخلية البائية ويتعرف على المستضد الأصلي (الأوَّلِيّ) دون أي حاجة [[معالجة المستضد|لمعالجة المستضد]]. قد تكون هذه المستضدات جزيئات كبيرة توجد على أسطح مسببات الأمراض، ولكنها يمكن أن تكون أيضًا [[ناشبة|هابتينات]] صغيرة (مثل البنسلين) مُتصلة بجزيء ناقل.{{sfn|Janeway|Travers|Walport|2001|loc= sec. [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK27112/#A1746 12-10]|لغة=en}} تُعبِّر كل سُلاَلَة من الخلايا البائية عن جسم مضاد مختلف، لذلك تمثِّل المجموعة الكاملة من مستقبلات المستضد في الخلايا البائية كل الأجسام المضادة التي يمكن أن يصنعها الجسم.{{sfn| Janeway |2005 |p=}} عندما تواجه الخلايا البائية أو التائية المستضدات المرتبطة بها فإنها تتكاثر وتنتج العديد من «نسخ» الخلايا التي تستهدف نفس المستضد. وهذا ما يسمى [[انتقاء نسيلي|بالانتقاء النسيلي]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=5-6|لغة=en}}</ref>

=== عرض المستضد للخلايا اللمفاوية التائية ===
[[ملف:Antigen presentation ar.svg|250px|تصغير|مخطط لعملية [[عرض المستضد]] للخلايا التائية.]]
{{مفصلة|مناعة خلوية}}

تحمل كل من الخلايا البائية والتائية جزيئات مستقبلات تتعرف على أهداف محددة. تتعرف الخلايا التائية على الهدف «غير الذاتي»، مثل مُسبب المرض، فقط بعد معالجة المستضدات (أجزاء صغيرة من مسبب المرض) وعرضها بواسطة مستقبِل «ذاتي» يُدعى جزيء [[معقد التوافق النسيجي الكبير]] (MHC).<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=51-53|لغة=en}}</ref>

=== المناعة الخلوية ===
{{مفصلة|مناعة خلوية}}
هناك نوعان فرعيان رئيسيان من الخلايا التائية: [[خلية تي قاتلة|الخلية التائية القاتلة]] و[[خلية تي مساعدة|الخلية التائية المساعدة]]. بالإضافة إلى ذلك هناك [[الخلايا التائية المنظمة|الخلايا التائية التنظيمية]] التي لها دور في تنظيم الاستجابة المناعية.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=7-8|لغة=en}}</ref>

==== الخلية التائية القاتلة ====
{{مفصلة|خلية تي قاتلة}}
الخلايا التائية القاتلة هي مجموعة فرعية من الخلايا التائية التي تقتل الخلايا المصابة بالفيروسات (ومسبِّبات الأمراض الأخرى)، أو الخلايا التالفة أو التي اختُلَّت وظيفتها.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Harty JT, Tvinnereim AR, White DW | عنوان = CD8+ T cell effector mechanisms in resistance to infection | صحيفة = Annual Review of Immunology | المجلد = 18 | العدد = 1|لغة=en | صفحات = 275–308 | سنة = 2000 | pmid = 10837060 | doi = 10.1146/annurev.immunol.18.1.275 }}</ref> كما هو الحال مع الخلايا البائية كل نوع من الخلايا التائية يتعرف على مستضد مختلف. تُنشط الخلايا التائية القاتلة عندما ترتبط [[مستقبل خلية تي|مستقبلات الخلايا التائية]] الخاصة بها بهذا المستضد المحدد الذي يكون في معقدٍ مع مستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى في خلية أخرى. يحدث التعرف على معقد معقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد بمساعدة [[مستقبل مساعد|مستقبلات مساعدة]] على الخلية التائية تُسمى [[كتلة التمايز 8]]. تنتقل الخلية التائية بعد ذلك في جميع أنحاء الجسم بحثًا عن خلايا تحمل مستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى الخاصة بهذا المستضد. عندما تتصل الخلية التائية المنشطة بهذه الخلايا فإنها تُطلق [[سمية للخلايا|سموم خلوية]]، مثل [[بيرفورين|البيرفورين]]، ويُشكِّل هذا الأخير مسامَ في [[غشاء خلوي|الغشاء البلازمي]] للخلية المستهدفَة، ما يسمح بدخول [[أيون|الأيونات]] والماء والسموم. يدفع دخول سمّ آخر يدعى [[GNLY|الغرانيوليسين]] (بروتياز) الخلية المستهدفة إلى [[استماتة (بيولوجيا)|الموت]].<ref name=Radoja>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Radoja S, Frey AB, Vukmanovic S | عنوان = T-cell receptor signaling events triggering granule exocytosis | صحيفة = 
[[كريتكل ريفيوز إن إميونولوجي|Critical Reviews in Immunology]] | المجلد = 26 | العدد = 3 |لغة=en| صفحات = 265–90 | سنة = 2006 | pmid = 16928189 | doi = 10.1615/CritRevImmunol.v26.i3.40 }}</ref> قتل الخلايا التائية للخلايا المضيفة مهم خصوصاً في منع تكاثر الفيروسات، وتنشيط الخلايا التائية منظّمٌ بإحكام ويتطلب عمومًا إشارة تنشيط قوية جدًا من معقد التوافق النسيجي الكبير/المستضد، أو إشارات تنشيط إضافية توفرها الخلايا التائية «المساعدة» (انظر أدناه)<ref name=Radoja />

==== الخلايا التائية المساعدة ====
{{مفصلة|خلية تي مساعدة}}
تُنظِّم [[خلية تي مساعدة|الخلايا التائية المساعدة]] كل من الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية وتساعد على تحديد الاستجابات المناعية التي يجب أن يُبديها الجسم لمُمرِض معين.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Abbas AK, Murphy KM, Sher A | عنوان = Functional diversity of helper T lymphocytes | صحيفة = Nature | المجلد = 383 | العدد = 6603| لغة=en| صفحات = 787–93 | تاريخ = Oct 1996 | pmid = 8893001 | doi = 10.1038/383787a0 | bibcode = 1996Natur.383..787A | s2cid = 4319699 }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = McHeyzer-Williams LJ, Malherbe LP, McHeyzer-Williams MG | عنوان = Helper T cell-regulated B cell immunity | المجلد = 311 | صفحات = 59–83 | سنة = 2006| لغة=en| pmid = 17048705 | doi = 10.1007/3-540-32636-7_3 | isbn = 978-3-540-32635-9 | صحيفة = Current Topics in Microbiology and Immunology }}</ref> ليس لهذه الخلايا نشاط مسمِّم للخلايا ولا تقتل الخلايا المصابة بالعدوى أو تزيل مسبِّبات الأمراض مباشرةً، وبدلًا من ذلك فإنها تتحكم في الاستجابة المناعية عن طريق توجيه الخلايا الأخرى لأداء هذه المهام.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=8|لغة=en}}</ref>

تُعبّرالخلايا التائية المساعدة عن مستقبلات الخلايا التائية التي تتعرف على المستضد المرتبط بجزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الثانية. يُتعرف على معقد معقد التوافق النسيجي الكببر:المستضد أيضًا من قبل [[مستقبل مساعد|مستقبلات]] [[كتلة التمايز 4|CD4]] الخاصة بالخلية المساعدة، والتي تجند جزيئات داخل الخلية التائية (مثل {{وإو|Lck|Lck}}) مسؤولة عن تنشيط الخلية التائية. الخلايا التائية المساعدة لها ارتباط أضعف مع معقد معقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد مقارنةً بالخلايا التائية القاتلة، وهذا يعني أن العديد من مستقبلات الخلية التائية المساعدة (قرابة 200-300) يجب أن تكون مرتبطة بمعقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد لتنشيط الخلية المساعدة، في حين يمكن تنشيط الخلايا التائية القاتلة عن طريق الارتباط بجزيء واحد من معقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد. كما يتطلب تنشيط الخلايا التائية المساعدة مدة أطول من الارتباط مع [[خلية مقدمة للمستضد|الخلية المقدمة للمستضد]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Kovacs B, Maus MV, Riley JL, Derimanov GS, Koretzky GA, June CH, Finkel TH | عنوان = Human CD8+ T cells do not require the polarization of lipid rafts for activation and proliferation | صحيفة = Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America | المجلد = 99 | العدد = 23 |لغة=en| صفحات = 15006–11 | تاريخ = Nov 2002 | pmid = 12419850 | pmc = 137535 | doi = 10.1073/pnas.232058599 | bibcode = 2002PNAS...9915006K | doi-access = free }}</ref> يؤدي تنشيط الخلية التائية المساعدة في أثناء الراحة إلى إطلاق السيتوكينات التي تؤثر على نشاط العديد من أنواع الخلايا. تعمل إشارات السيتوكين التي تنتجها الخلايا التائية المساعدة على تعزيز وظيفة البلعميات الكبيرة المبيدة للميكروبات ونشاط الخلايا التائية القاتلة.{{sfn|Alberts|Johnson|Lewis|Raff|2002|loc=Chapter. [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK26827/ "Helper T Cells and Lymphocyte Activation"]|لغة=en}} بالإضافة إلى ذلك يؤدي تنشيط الخلايا التائية المساعدة إلى زيادة تنظيم الجزيئات المعبر عنها على سطح الخلية التائية مثل ربيطة CD40 (وتسمى أيضا [[كتلة التمايز 154|CD154]])، التي توفر إشارات تحفيزية إضافية مطلوبة عادةً لتنشيط الخلايا البائية المنتجة للأجسام المضادة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Grewal IS, Flavell RA | عنوان = CD40 and CD154 in cell-mediated immunity | صحيفة = Annual Review of Immunology | المجلد = 16 | العدد = 1 | صفحات = 111–35 | سنة = 1998| لغة=en| pmid = 9597126 | doi = 10.1146/annurev.immunol.16.1.111 }}</ref>

==== الخلية التائية غاما دلتا ====
تمتلك [[خلية تائية غاما دلتا|الخلايا التائية غاما دلتا]] (خلايا تي γδ) [[مستقبل خلية تي|مستقبلات خلايا تائية]] بديلة مختلفة عن CD4+ وCD8+ الخاصة بـالخلايا التائية (αβ)، وتتشارك خصائص خلايا تي المساعدة وخلايا تي السَّامة والخلايا القاتلة الطبيعية. الظروف التي تنتج استجابات من خلايا تي غاما دلتا غير مفهومة تمامًا. وكغيرها من المجموعات الفرعية للخلايا التائية «غير المألوفة» التي تحمل مستقبلات الخلايا التائية الثابتة مثل [[خلية تائية فاتكة طبيعية|الخلايا التائية القاتلة الطبيعية]] المحدودة {{وإو|CD1D|CD1D}}، تمتد الخلايا التائية غاما دلتا على الحدود بين المناعة الفطرية والتكيفية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Girardi M | عنوان = Immunosurveillance and immunoregulation by gammadelta T cells | صحيفة = The Journal of Investigative Dermatology | المجلد = 126 | العدد = 1 | صفحات = 25–31 |لغة=en| تاريخ = Jan 2006 | pmid = 16417214 | doi = 10.1038/sj.jid.5700003 | doi-access = free }}</ref> من ناحية الخلايا التائية غاما دلتا هي مكون من مكونات المناعة التكيفية لأنها تعيد [[تأشيب جسمي|تأشيب جينات]] مستقبل الخلية التائية لإنتاج تنوعٍ في المستقبلات ويمكن أيضًا أن تطور ذاكرة [[نمط ظاهري]]. ومن ناحية أخرى فإن المجموعات الفرعية المختلفة هي أيضًا جزء من الجهاز المناعي الفطري، حيث يمكن استخدام مستقبلات الخلايا التائية أو مستقبلات الخلية القاتلة الطبيعية [[مستقبل التعرف على الأنماط|كمستقبلات التعرف على الأنماط]]. على سبيل المثال تستجيب أعداد كبيرة من الخلايا التائية البشرية Vγ9 / Vδ2 في غضون ساعات {{وإو|للجزيئات الشائعة|Non-peptidic antigen}} التي تنتجها الميكروبات، وتستجيب الخلايا التائية Vδ1 + المحدودة جدًا في [[نسيج طلائي|النسيج الطلائي]] للخلايا الظهارية المجهدة.<ref name="Holtmeier W, Kabelitz D 2005 151–83" />

=== الاستجابة المناعية الخلطية ===
{{مفصلة|مناعة خلطية}}
[[ملف:2220 Four Chain Structure of a Generic Antibody IgG2 Structures ar.png|تصغير|upright=1.6 |alt=diagram showing the Y-shaped antibody. The variable region, including the antigen-binding site, is the top part of the two upper light chains. The remainder is the constant region. |يتكون الجسم المضاد من سلسلتين ثقيلتين وسلسلتين خفيفتين. تسمح المنطقة المتغيرة الفريدة للجسم المضاد بالتعرف على مستضده المطابق.<ref name=NIAID>{{استشهاد ويب|عنوان=Understanding the Immune System: How it Works |ناشر=[[المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية|National Institute of Allergy and Infectious Diseases]] (NIAID) |مسار=https://www.niaid.nih.gov/publications/immune/the_immune_system.pdf |تاريخ الوصول=1 January 2007 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20070103005411/http://www.niaid.nih.gov/Publications/immune/the_immune_system.pdf |تاريخ أرشيف=3 January 2007| لغة=en}}</ref>]]

تُحدد [[خلية بائية|الخلية البائية]] مسببات الأمراض عندما ترتبط الأجسام المضادة الموجودة على سطحها بمستضد أجنبي معين.<ref name=Sproul>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Sproul TW, Cheng PC, Dykstra ML, Pierce SK | s2cid = 6550357 | عنوان = A role for MHC class II antigen processing in B cell development | صحيفة = International Reviews of Immunology | المجلد = 19 | العدد = 2–3 | صفحات = 139–55 |لغة=en| سنة = 2000 | pmid = 10763706 | doi = 10.3109/08830180009088502 }}</ref> تمتص الخلية البائية مركب المستضد/الأجسام المضادة وتعالجه عن طريق [[تحلل بروتيني|تفكيكه]] إلى [[ببتيد]]ات، ثم تعرض الخلية البائية هذه الببتيدات المستضدية على جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الثانية على سطحها. تجذب هذه التوليفة بين معقد التوافق النسيجي الكبير والمستضد خلية تائية مساعِدة مطابقة تُطلِق {{وإو|لمفوكين|Lymphokine|نص=لمفوكينات}} وتُنشِّط الخلية البائية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Parker DC | عنوان = T cell-dependent B cell activation | صحيفة = Annual Review of Immunology | المجلد = 11 |لغة=en| صفحات = 331–60 | تاريخ = 1993 | pmid = 8476565 | doi = 10.1146/annurev.iy.11.040193.001555 }}</ref> عندما تبدأ الخلية البائية المنشَّطة [[انقسام الخلية|بالانقسام]] [[إفراز|تفرز]] أنسالها ([[خلية بلازمية|خلايا البلازما]]) ملايين النسخ من الجسم المضاد الذي يتعرف على هذا المستضد. تنتشر هذه الأجسام المضادة في [[بلازما الدم]] و[[جهاز لمفي|اللمف]]، وترتبط بمسببات الأمراض التي تعبر عن المستضد وتسممها من أجل تدميرها عن طريق تنشيط [[جملة المتممة|الجهاز المتمم]] أو عبر امتصاصها وتدميرها بواسطة [[خلية بلعمية|الخلايا البلعمية]]. ويمكن للأجسام المضادة أيضًا أن تُبطل مفعول الممراضات مباشرة، وذلك بالارتباط بالتوكسينات البكتيرية أو بالتشويش على عمل المستقبلات التي تستخدمها الفيروسات والبكتيريا لإصابة الخلايا بالعدوى.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Murphy|2=2016|فصل=10: The Humoral Immune Response|لغة=en}}</ref>
[[ملف:Immune response2 ar.svg|تصغير|يسار|upright=1.6 |يبدأ المسار الزمني للاستجابة المناعية بالمواجهة الأولى مع الممراض (أو ال[[لقاح]] الأول) ويؤدي ذلك إلى تكوين وصيانة ذاكرة مناعية نشطة. تشمل الإستجابة الأولية أجساما مضادة وخلايا تائية مستفعلة، وتستمر الحماية المناعية لعدة أسابيع أما الذاكرة المناعية فتستمر لعدة سنوات.]]

لم يتعرض الأطفال حديثو الولادة للميكروبات من قبل لذلك هم معرضون تعرضاً خاصاً للإصابة بالعدوى. تُوفَّر عدة طبقات من [[مناعة سلبية|الحماية السلبية]] من قبل الأم، وأثناء الحمل ينتقل نوع معين من الأجسام المضادة يسمى [[غلوبيولين مناعي ج|الغلوبولين المناعي ج]] (IgG) من الأم إلى الطفل مباشرةً عن طريق [[مشيمة|المشيمة]]، لذلك يكون للأطفال الرضع مستوياتٍ عاليةً من الأجسام المضادة حتى عند الولادة لها نفس النطاق من التخصص ضد المستضدات والموجود لدى الأمهات.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Saji F, Samejima Y, Kamiura S, Koyama M | عنوان = Dynamics of immunoglobulins at the feto-maternal interface | صحيفة = Reviews of Reproduction | المجلد = 4 |لغة=en| العدد = 2 | صفحات = 81–89 | تاريخ = May 1999 | pmid = 10357095 | doi = 10.1530/ror.0.0040081 | s2cid = 31099552 | مسار = http://pdfs.semanticscholar.org/ef69/261377c9d417b646679b850fc88a19128579.pdf | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210130212930/http://pdfs.semanticscholar.org/ef69/261377c9d417b646679b850fc88a19128579.pdf | حالة المسار = dead | تاريخ أرشيف = 2021-01-30 }}</ref> يحتوي حليب الأم أو [[لبأ|اللبأ]] أيضًا على أجسام مضادة تنتقل إلى أمعاء الطفل وتحميه من العدوى البكتيرية إلى أن يتمكن المولود من تصنيع الأجسام المضادة الخاصة به.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Van de Perre P | عنوان = Transfer of antibody via mother's milk | صحيفة = Vaccine | المجلد = 21 |لغة=en| العدد = 24 | صفحات = 3374–76 | تاريخ = Jul 2003 | pmid = 12850343 | doi = 10.1016/S0264-410X(03)00336-0 }}</ref> هذه [[مناعة سلبية]] لأن [[جنين حي|الجنين]] لا يصنع في الواقع أي خلايا ذاكرة أو أجسام مضادة، بل يستعيرها فقط. هذه المناعة السلبية عادةً ما تكون قصيرة الأجل تستمر من بضعة أيام حتى عدة أشهر. في الطب يمكن أيضًا نقل المناعة السلبية الواقية [[معالجة بالغلوبيولين المناعي|اصطناعيًا]] من فرد إلى آخر.<ref name= Keller>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Keller MA, Stiehm ER | عنوان = Passive immunity in prevention and treatment of infectious diseases | صحيفة = Clinical Microbiology Reviews | المجلد = 13 | العدد = 4 | صفحات = 602–14 |لغة=en| تاريخ = Oct 2000 | pmid = 11023960 | pmc = 88952 | doi = 10.1128/CMR.13.4.602-614.2000 }}</ref>

=== الذاكرة المناعية ===
{{مفصلة|مناعة (طب)}}
عندما تُنشّط الخلايا البائية والخلايا التائية وتبدأ في التضاعف، يُصبح بعض نسلها خلايا ذاكرة طويلة العمر. طوال حياة الحيوان يمكن لخلايا الذاكرة تذكر كل ممرض محدد ومواجهته ويمكنها أن تُحدث استجابة قوية إذا دخل هذا الممرض مرة أخرى للجسم. تسمى هذه العملية «بالتكيُّفيّة» أو «المناعة التكيفية» لأنها تنشأ خلال حياة الفرد كتكيف مع العدوى بهذا الممرض وتهيء الجهاز المناعي لمواجهة التحديات المستقبلية. يمكن أن تكون الذاكرة المناعية في شكل ذاكرة سلبية قصيرة المدى أو ذاكرة نشطة طويلة المدى.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=98|لغة=en}}</ref>

== التنظيم الفسيولوجي ==
[[ملف:Immune -neural -endocrine interaction ar.png|280px|تصغير|مخطط للتآثرات بين الجهاز المناعي والجهاز العصبي والجهاز الصماوي.]]
لجهاز المناعة دور في نواحٍ عديدة تخص التنظيم الفسيولوجي في الجسم، ويتأثر تأثرًا وثيقًا مع أجهزة أخرى مثل [[جهاز الغدد الصماء]]<ref>{{ترقيم استشهادات
|م1={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Wick G, Hu Y, Schwarz S, Kroemer G | عنوان = Immunoendocrine communication via the hypothalamo-pituitary-adrenal axis in autoimmune diseases | صحيفة = Endocrine Reviews | المجلد = 14 |لغة=en| العدد = 5 | صفحات = 539–63 | تاريخ = October 1993 | pmid = 8262005 | doi = 10.1210/edrv-14-5-539 }}
|م2={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Kroemer G, Brezinschek HP, Faessler R, Schauenstein K, Wick G | عنوان = Physiology and pathology of an immunoendocrine feedback loop | صحيفة = Immunology Today | المجلد = 9 |لغة=en| العدد = 6 | صفحات = 163–5 | تاريخ = June 1988 | pmid = 3256322 | doi = 10.1016/0167-5699(88)91289-3 }}}}</ref> و[[جهاز عصبي|الجهاز العصبي]].<ref>{{ترقيم استشهادات
|م1={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Trakhtenberg EF, Goldberg JL | عنوان = Immunology. Neuroimmune communication | صحيفة = Science | المجلد = 334 | العدد = 6052 |لغة=en| صفحات = 47–8 | تاريخ = October 2011 | pmid = 21980100 | doi = 10.1126/science.1213099 | bibcode = 2011Sci...334...47T | s2cid = 36504684 }}|م2={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Veiga-Fernandes H, Mucida D | عنوان = Neuro-Immune Interactions at Barrier Surfaces | صحيفة = Cell | المجلد = 165 | العدد = 4 |لغة=en| صفحات = 801–11 | تاريخ = May 2016 | pmid = 27153494 | pmc = 4871617 | doi = 10.1016/j.cell.2016.04.041 }}
|م3={{استشهاد بدورية محكمة | عنوان = Neuroimmune communication | صحيفة = Nature Neuroscience | المجلد = 20 | العدد = 2 | صفحات = 127 |لغة=en| تاريخ = February 2017 | pmid = 28092662 | doi = 10.1038/nn.4496 | doi-access = free}}}}</ref> ويلعب دورا حاسما في [[تطور الجنين]] وفي إصلاح الأنسجة وإعادة تجديدها.<ref name="pmid28542262">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Wilcox SM, Arora H, Munro L, Xin J, Fenninger F, Johnson LA, Pfeifer CG, Choi KB, Hou J, Hoodless PA, Jefferies WA |عنوان=The role of the innate immune response regulatory gene ABCF1 in mammalian embryogenesis and development |صحيفة=PLOS ONE |المجلد=12 |العدد=5 |لغة=en|صفحات=e0175918 |تاريخ=2017 |pmid=28542262 |pmc=5438103 |doi=10.1371/journal.pone.0175918 |bibcode=2017PLoSO..1275918W |doi-access=free }}</ref>
=== الهرمونات ===
تعمل ال[[هرمون]]ات كمعدِّلات مناعية، وتغير حساسية جهاز المناعة. على سبيل المثال يُعرف بأن [[هرمون تناسلي|الهرمونات التناسلية]] الأنثوية هي [[منشط مناعي|منشطات مناعية]] لكل من الاستجابة المناعية الفطرية والاستجابة المناعية التكيفية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Lang TJ | عنوان = Estrogen as an immunomodulator | صحيفة = Clinical Immunology | المجلد = 113 |لغة=en| العدد = 3 | صفحات = 224–30 | تاريخ = Dec 2004 | pmid = 15507385 | doi = 10.1016/j.clim.2004.05.011 }}<br />{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Moriyama A, Shimoya K, Ogata I, Kimura T, Nakamura T, Wada H, Ohashi K, Azuma C, Saji F, Murata Y | عنوان = Secretory leukocyte protease inhibitor (SLPI) concentrations in cervical mucus of women with normal menstrual cycle | صحيفة = Molecular Human Reproduction | المجلد = 5 | العدد = 7 |لغة=en| صفحات = 656–61 | تاريخ = Jul 1999 | pmid = 10381821 | doi = 10.1093/molehr/5.7.656 | doi-access = free }}<br />{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Cutolo M, Sulli A, Capellino S, Villaggio B, Montagna P, Seriolo B, Straub RH | عنوان = Sex hormones influence on the immune system: basic and clinical aspects in autoimmunity | صحيفة = Lupus | المجلد = 13 | العدد = 9 | صفحات = 635–38 | سنة = 2004 | pmid = 15485092 | doi = 10.1191/0961203304lu1094oa | s2cid = 23941507 }}<br />{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = King AE, Critchley HO, Kelly RW | عنوان = Presence of secretory leukocyte protease inhibitor in human endometrium and first trimester decidua suggests an antibacterial protective role | صحيفة = Molecular Human Reproduction | المجلد = 6 |لغة=en| العدد = 2 | صفحات = 191–96 | تاريخ = Feb 2000 | pmid = 10655462 | doi = 10.1093/molehr/6.2.191 | doi-access = free }}</ref> تصيب بعض [[مرض مناعي ذاتي|أمراض المناعة الذاتية]] مثل [[ذئبة حمامية|الذئبة الحمامية]] النساء تحديدًا، وفي الغالب يصادف بدء الإصابة بها [[بلوغ (إنسان)|سن البلوغ]]. وفي المقابل تبدو الهرمونات التناسلية الذكرية مثل ال[[تستوستيرون]] بأنها [[تثبيط مناعي|مثبطات للمناعة]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Fimmel S, Zouboulis CC | عنوان = Influence of physiological androgen levels on wound healing and immune status in men | صحيفة = The Aging Male | المجلد = 8 |لغة=en| العدد = 3–4 | صفحات = 166–74 | سنة = 2005 | pmid = 16390741 | doi = 10.1080/13685530500233847 | s2cid = 1021367 }}</ref> تنظم هرمونات أخرى النظام المناعي كذلك، ومن أبرزها: ال[[برولاكتين]] و[[هرمون النمو]] و[[فيتامين دي|فيتامين د]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Dorshkind K, Horseman ND | عنوان = The roles of prolactin, growth hormone, insulin-like growth factor-I, and thyroid hormones in lymphocyte development and function: insights from genetic models of hormone and hormone receptor deficiency | صحيفة = Endocrine Reviews | المجلد = 21 |لغة=en| العدد = 3 | صفحات = 292–312 | تاريخ = Jun 2000 | doi = 10.1210/edrv.21.3.0397 | pmid = 10857555 }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Nagpal S, Na S, Rathnachalam R | عنوان = Noncalcemic actions of vitamin D receptor ligands | صحيفة = Endocrine Reviews | المجلد = 26 | العدد = 5 | صفحات = 662–87 |لغة=en| تاريخ = Aug 2005 | pmid = 15798098 | doi = 10.1210/er.2004-0002 | doi-access = free }}</ref>

=== فيتامين د ===
رغم أن الدراسات الخلوية تشير إلى أن فيتامين د يملك [[مستقبل كالسيتريول|مستقبلات]] وأن له وظائف محتملة في جهاز المناعة، إلا أنه لا يوجد [[طب مسند بالدليل|دليل سريري]] يثبت أن نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة أو أن [[مكمل غذائي|مكملات]] فيتامين د تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض المناعة.<ref name="ods">{{استشهاد ويب |ناشر=Office of Dietary Supplements, US National Institutes of Health |تاريخ=17 August 2021|مسار =https://ods.od.nih.gov/factsheets/VitaminD-HealthProfessional/|عنوان=Vitamin D - Fact Sheet for Health Professionals|تاريخ الوصول=31 March 2022|تاريخ أرشيف=19 فبراير 2023|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230219081406/https://ods.od.nih.gov/factsheets/VitaminD-HealthProfessional/|لغة=en}}</ref> ذكر تقرير صادر عن معهد الولايات المتحدة للطب عام 2011 أن "النتائج المتعلقة بـ ... عمل المناعة واضطرابات المناعة الذاتية والالتهابات ... لا يمكن ربطها بنحو موثوق مع مقدار تناول الكالسيوم أو فيتامين د وأن هذه النتائج كانت غالبا متضاربة.<ref name="Ross_2011">{{استشهاد بكتاب |مؤلف=Institute of Medicine |الفصل=8, Implications and Special Concerns |مسار الفصل= https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK56078/ |عدة محررين=Ross AC, Taylor CL, Yaktine AL, Del Valle HB |عنوان=Dietary Reference Intakes for Calcium and Vitamin D |ناشر=National Academies Press |سنة=2011 |isbn=978-0-309-16394-1 |pmid=21796828 |doi=10.17226/13050 |مسار= https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK56070/ |سلسلة=The National Academies Collection: Reports funded by the National Institutes of Health|s2cid=58721779 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230319114516/https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK56070/|تاريخ أرشيف=2023-03-19|لغة=en}}</ref>{{صفحات مرجع|5}}

=== النوم والراحة ===
يتأثر جهاز المناعة بالنوم والراحة وال[[حرمان من النوم]] يضر بوظيفته.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Bryant PA, Trinder J, Curtis N | عنوان = Sick and tired: Does sleep have a vital role in the immune system? | صحيفة = Nature Reviews. Immunology | المجلد = 4 | العدد = 6 |لغة=en| صفحات = 457–67 | تاريخ = Jun 2004 | pmid = 15173834 | doi = 10.1038/nri1369 | s2cid = 29318345 }}</ref> يبدو أن حلقات تغذية راجعة معقدة تشمل [[سيتوكين]]اتٍ مثل: ال[[إنترلوكين 1]] و[[عامل نخر الورم ألفا]] التي تُنتَج بسبب الإصابة بالممراضات تلعب دورا في تنظيم نوم حركة العين غير السريعة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Krueger JM, Majde JA | عنوان = Humoral links between sleep and the immune system: research issues | صحيفة = Annals of the New York Academy of Sciences | المجلد = 992 | العدد = 1 |لغة=en| صفحات = 9–20 | تاريخ = May 2003 | pmid = 12794042 | doi = 10.1111/j.1749-6632.2003.tb03133.x | bibcode = 2003NYASA.992....9K | s2cid = 24508121 }}</ref> وبالتالي يمكن أن تتسبب الاستجابة المناعية ضد الإصابة في تغييرات في دورة النوم، بما في ذلك زيادة في [[نوم الموجة البطيئة]] مقارنة ب[[نوم حركة العين السريعة]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Majde JA, Krueger JM | عنوان = Links between the innate immune system and sleep | مسار = https://archive.org/details/sim_journal-of-allergy-and-clinical-immunology_2005-12_116_6/page/1188 | صحيفة = The Journal of Allergy and Clinical Immunology | المجلد = 116 |لغة=en| العدد = 6 | صفحات = 1188–98 | تاريخ = Dec 2005 | pmid = 16337444 | doi = 10.1016/j.jaci.2005.08.005 }}</ref>

يمكن أن يكون [[تلقيح فعال|للتمنيع الفاعل]] لدى الأفراد الذين يعانون من الحرمان من النوم تأثيرٌ منخفض وقد يودي إلى انخفاض إنتاج الأجسام المضادة وإلى استجابة مناعية منخفضة مقارنة بالأفراد الذين يأخذون قسطا جيدا من النوم والراحة.<ref name="pmid27077395">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Taylor DJ, Kelly K, Kohut ML, Song KS |عنوان=Is Insomnia a Risk Factor for Decreased Influenza Vaccine Response? |صحيفة=Behavioral Sleep Medicine |المجلد=15 |العدد=4 |صفحات=270–287 |لغة=en|تاريخ=2017 |pmid=27077395 |pmc=5554442 |doi=10.1080/15402002.2015.1126596}}</ref> فضلا عن ذلك، يمكن لبروتينات مثل [[NFIL3]] التي اتضح أن لها علاقة وثيقة بتمايز الخلايا التائية وال[[نظم يوماوي]] أن يتأثر عملها بسبب اضطرابات دورات الضوء والظلام الناتجة عن حالاتٍ من الحرمان من النوم. يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى زيادة في الأمراض المزمنة مثل: مرض القلب والألم المزمن وال[[ربو]].<ref name="pmid19075717">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Krueger JM |عنوان=The role of cytokines in sleep regulation |صحيفة=Current Pharmaceutical Design |المجلد=14 |العدد=32|لغة=en |صفحات=3408–16 |تاريخ=2008 |pmid=19075717 |pmc=2692603 |doi=10.2174/138161208786549281}}</ref>

فضلا عن النتائج السلبية للحرمان من النوم، ثبت أن النوم والنظم اليوماوي -المرتبطان ببعضهما- لهما تأثيرات تنظيمية قوية على الوظائف المناعية التي تؤثر على كلتا المناعتين الفطرية والتكيفية. فخلال المرحلة المبكرة من نوم الموجة البطيئة، يسبب انخفاضٌ مفاجئ لمستويات ال[[كورتيزول]] وال[[أدرينالين]] وال[[نورإبينفرين]] في الدم ارتفاع مستويات هرمونات ال[[لبتين]] و[[هرمون النمو 1]] وال[[برولاكتين]] فيه، وتسبب هذه الهرمونات حالة محفزة لل[[التهاب]] عبر إنتاج [[سيتوكين محرض على الالتهاب|سيتوكينات محفزة للالتهاب]]: الإنترلوكين 1، ال[[إنترلوكين 12]]، عامل نخر الورم ألفا وال[[إنترفيرون غاما]]. بعد ذلك تحفز هذه السيتوكينات وظائف المناعة مثل تنشيط الخلايا المناعية وتكاثرها وتمايزها. في أثناء هذا الوقت من التطور البطيء للاستجابة المناعية التكيفية، توجد ذروة في الخلايا غير المتمايزة أو غير مكتملة التمايز مثل الخلايا التائية [[خلية تائية غير بالغة|غير البالغة]] أو الخلايا التائية [[خلية تي ذاكرة#أنواع تنشأ منها|الذاكرة المركزية]]. علاوة على هذه التأثيرات، تدعم بيئة الهرمونات المنتجَة في هذا الوقت (لبتين، هرمون النمو 1، برولاكتين) التأثرات بين [[خلية مقدمة للمستضد|الخلايا العارضة للمستضد]] والخلايا التائية، كما يحدث ميلان في ميزان السيتوكينات المحفزة لتمايز [[خلية تي مساعدة|الخلايا التائية المساعدة 1 أو 2]] نحو السيتوكينات التي تدعم الخلايا التائية المساعدة 1، كما تحدث زيادة عامة في تكاثر الخلايا التائية المساعدة وهجرة الخلايا التائية غير البالغة إلى [[عقدة لمفاوية|العقد اللمفاوية]]. ويُعتقد أن كل هذا يدعم تكوين ذاكرة مناعية طويلة الأمد عبر بدء استجابات مناعية بواسطة الخلايا التائية المساعدة.<ref name="Sleep and immune function">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Besedovsky L, Lange T, Born J | عنوان = Sleep and immune function | صحيفة = Pflügers Archiv | المجلد = 463| لغة=en| العدد = 1 | صفحات = 121–37 | تاريخ = Jan 2012 | pmid = 22071480 | doi = 10.1007/s00424-011-1044-0 | pmc=3256323}}</ref>

تبلغ الخلايا المستفعَلة المتمايزة مثل: [[خلية فاتكة طبيعية|الخلايا القاتلة الطبيعية]] أو [[خلية تي قاتلة|الخلايا التائية القاتلة]] ذروتها في أثناء فترات اليقظة لتستجيب استجابةً فعالة ضد أي من الممراضات الدخيلة. تبلغ الجزيئات [[مضاد التهاب|المضادة للالتهاب]] مثل الكورتيزول وال[[كاتيكولامين]] ذروتها كذلك خلال فترات اليقظة والنشاط. كان للالتهاب أن يسبب اعتلالات جسمية وإدراكية جدية لو حدث أثناء فترات اليقظة، ويمكن أن يحدث الالتهاب في أثناء فترات النوم بسبب وجود ال[[ميلاتونين]]. تسبب الالتهابات قدرا كبيرا من [[إجهاد تأكسدي|الإجهاد التأكسدي]] ووجود الميلاتونين أثناء النوم يمكن أن يناهض بنشاط إنتاج [[جذر كيميائي|الجذور الحرة]] في ذلك الوقت.<ref name="Sleep and immune function"/><ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.webmd.com/sleep-disorders/excessive-sleepiness-10/immune-system-lack-of-sleep/ |عنوان=Can Better Sleep Mean Catching fewer Colds? |تاريخ الوصول=28 April 2014 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20140509003219/http://www.webmd.com/sleep-disorders/excessive-sleepiness-10/immune-system-lack-of-sleep |تاريخ أرشيف=9 May 2014 |لغة=en}}</ref>

=== التمرين البدني ===
للتمرينات البدنية تأثير إيجابي على جهاز المناعة، وحسب تواترها وشدتها يمكن أن تخفف من التأثيرات الإمراضية التي تسببها البكتيريا والفيروسات.<ref name="pmid32728975">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=da Silveira MP, da Silva Fagundes KK, Bizuti MR, Starck É, Rossi RC, de Resende E, Silva DT |عنوان=Physical exercise as a tool to help the immune system against COVID-19: an integrative review of the current literature |صحيفة=Clinical and Experimental Medicine |المجلد=21 |لغة=en|العدد=1 |صفحات=15–28 |تاريخ=February 2021 |pmid=32728975 |pmc=7387807 |doi=10.1007/s10238-020-00650-3}}</ref> يحدث تخميد مناعي مؤقت مباشرة بعد تمرين بدني شديد تنقص فيه [[خلية لمفاوية|الخلايا اللمفاوية]] المتجولة وتنقص كمية إنتاج الأجسام المضادة. يمكن أن يمنح هذا الأمر فرصة سانحة [[كمون الفيروس|للفيروسات الكامنة]] لكي تعيد نشاطها وتسبب أمراضا،<ref name="pmid27909225">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Peake JM, Neubauer O, Walsh NP, Simpson RJ |عنوان=Recovery of the immune system after exercise |صحيفة=Journal of Applied Physiology (Bethesda, Md. : 1985) |المجلد=122 |العدد=5| لغة=en|صفحات=1077–1087 |تاريخ=May 2017 |pmid=27909225 |doi=10.1152/japplphysiol.00622.2016|s2cid=3521624 |مسار= https://researchonline.ljmu.ac.uk/id/eprint/16304/3/Recovery%20of%20the%20immune%20system%20after%20exercise.pdf |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230315054941/https://researchonline.ljmu.ac.uk/id/eprint/16304/3/Recovery%20of%20the%20immune%20system%20after%20exercise.pdf|تاريخ أرشيف=2023-03-15}}</ref> لكن الأدلة غير حاسمة بهذا الشأن.<ref name="pmid29713319">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Campbell JP, Turner JE |عنوان=Debunking the Myth of Exercise-Induced Immune Suppression: Redefining the Impact of Exercise on Immunological Health Across the Lifespan |صحيفة=Frontiers in Immunology |المجلد=9 |العدد= |لغة=en|صفحات=648 |تاريخ=2018 |pmid=29713319 |pmc=5911985 |doi=10.3389/fimmu.2018.00648|doi-access=free }}</ref><ref name="pmid32139352">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Simpson RJ, Campbell JP, Gleeson M, Krüger K, Nieman DC, Pyne DB, Turner JE, Walsh NP |عنوان=Can exercise affect immune function to increase susceptibility to infection? |صحيفة=Exercise Immunology Review |المجلد=26 |العدد= |صفحات=8–22 |لغة=en|تاريخ=2020 |pmid=32139352 |doi=}}</ref>
[[ملف:Neutrophils.jpg|تصغير|يسار|أربع [[خلية متعادلة|خلايا متعادلة]] ملونة [[تلوين رومانوفسكي|بصبغة جيمزا]] في [[لطاخة دموية|مسحة دم]].]]
==== تغيرات على المستوى الخلوي ====
تحدث في أثناء التمرين زيادة في عدد جميع أنواع [[خلية دم بيضاء|الكريات البيضاء]] المتجولة، ويحدث هذا بسبب قوة احتكاك الدم المتدفق مع سطح [[بطانة|خلايا البطانة]] وكذلك ال[[كاتيكولامين]]ات المؤثرة على [[مستقبل أدريناليني|المستقبلات الأدرينالينية]]-β.<ref name="pmid27909225"/> يرتفع عدد [[خلية متعادلة|الخلايا المتعادلة]] في الدم ويبقى مرتفعا لمدة ست ساعات مع وجود خلايا [[زيحان لليسار|غير ناضجة]] منها. رغم أن زيادة الخلايا المتعادلة ([[كثرة العدلات]]) مماثلة للزيادة التي تحدث في أثناء الإصابة بالكتيريا، إلا أن أعدادها ترجع للمستويات الطبيعية بعد زهاء 24 ساعة.<ref name="pmid27909225"/>

ينخفض عدد الخلايا اللمفاوية المتحولة (بالتحديد الخلايا القاتلة الطبيعية) أثناء التمرين الشديد لكنه يعود لمستواه بعد 4-6 ساعات. مع أن قرابة 2% من الخلايا تموت، إلا أن معظمها ينتقل إلى الأنسجة وخصوصاً الأمعاء والرئتين وهي الأمكنة التي يزيد فيها احتمال تواجد الممراضات.<ref name="pmid27909225"/>

تغادر بعض [[خلية وحيدة|الخلايا الوحيدة]] الدورة الدموية وتنتقل إلى العضلات حيث تتمايز وتصبح [[خلية بلعمية كبيرة|بلعميات كبيرة]].<ref name="pmid27909225"/> تتمايز هذه الخلايا إلى نوعين: البلعميات الكبيرة المتكاثرة وهي المسؤولة عن زيادة عدد [[تكوين العضلات|الخلايا العضلية]]، والبلعميات الكبيرة المرمِّمة والتي لها دور في نضوج الخلايا العضلية المتكونة.<ref name="pmid34786967">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Minari AL, Thomatieli-Santos RV |عنوان=From skeletal muscle damage and regeneration to the hypertrophy induced by exercise: what is the role of different macrophage subsets? |صحيفة=American Journal of Physiology. Regulatory, Integrative and Comparative Physiology |المجلد=322 |العدد=1| لغة=en|صفحات=R41–R54 |تاريخ=January 2022 |pmid=34786967 |doi=10.1152/ajpregu.00038.2021|s2cid=244369441 }}</ref>

=== الترميم والتجديد ===
يلعب جهاز المناعة -المناعة الفطرية تحديدا- دورا حاسما في ترميم الأنسجة بعد [[أذية (طب)|تأذيها]]، ومن العناصر الأساسية في ذلك: البلعميات الكبيرة والخلايا المتعادلة، كما أن [[خلية تائية غاما دلتا|الخلايا التائية غاما دلتا]] و[[خلية لمفاوية فطرية|الخلايا اللمفاوية الفطرية]] و[[الخلايا التائية المنظمة]] لها أدوار مهمة كذلك. تعد مطاوعة الخلايا المناعية والتوازن بين الإشارات المحرضة للالتهاب والإشارات المضادة له جوانب حاسمة في فعالية ترميم الأنسجة. لمكونات جهاز المناعة ومساراته دور في التجديد كذلك، على سبيل المثال تجديد الأطراف لدى [[عفريت الماء]]. تبعا لإحدى الفرضيات يمكن للكائنات التي يمكنها التجديد (مثل عفريت الماء) أن تكون أقل في [[أهلية مناعية|الكفاءة المناعية]] من الكائنات التي لا يمكنها التجديد.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Godwin JW, Pinto AR, Rosenthal NA | عنوان = Chasing the recipe for a pro-regenerative immune system | صحيفة = Seminars in Cell & Developmental Biology | المجلد = 61 | صفحات = 71–79 |لغة=en| تاريخ = January 2017 | pmid = 27521522 | pmc = 5338634 | doi = 10.1016/j.semcdb.2016.08.008 | سلسلة = Innate immune pathways in wound healing/Peromyscus as a model system }}</ref>

== الفروق بين الجنسين ==
للرجال والنساء نفس الجهاز المناعيّ. ومع ذلك فإن طبيعة وقوة الاستجابات المناعية في الجنسين مُختلفة. وهذا يؤدي إلى اختلاف [[انتشار (وبائيات)|انتشار الأمراض الخبيثة]] ومظهرها وعلاجها حسب نوع الجنس، وكذلك أمراض المناعة الذاتية والأمراض المُعدية.<ref name="LOT">Hanna Lotter, Marcus Altfeld: ''Sex differences in immunity''. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S.&nbsp;133–135. [[doi:10.1007/s00281-018-00728-x]]</ref>
=== الالتهابات ===
وُجد أن الجهاز المناعي يعتمد جزئيًا على [[إستروجين|هرمون الإستروجين]]،<ref group="de">{{لغة وصلة|de}} C. J. Thaler, W. Samtleben: ''Einfluss von Sexualsteroiden auf physiologische und pathologische Reaktionen des Immunsystems.'' Der Gynäkologe 33 (2000), S.&nbsp;393–401.</ref> لذلك قد تكون النساء أكثر حماية ضد بعض الأمراض الفيروسية، مثل أمراض [[إنفلونزا#فيروس إنفلونزا أ|فيروس الأنفلونزا A]]<ref>Jackye Peretz, Andrew Pekosz, Andrew P. Lane, and Sabra L. Klein: ''Estrogenic compounds reduce influenza A virus replication in primary human nasal epithelial cells derived from female, but not male, donors.'' American Journal of Physiology-Lung Cellular and Molecular Physiology 310, 5 (1. März 2016) [[doi:10.1152/ajplung.00398.2015]]</ref> (على الرغم من أن العوامل الأخرى تلعب دورًا أيضًا.<ref>Landon G. vom Steeg, Sabra L. Klein: ''Sex and sex steroids impact influenza pathogenesis across the life course.'' Seminars in Immunopathology 41 (2019) S.&nbsp;189–194.</ref>) تنتج خلايا الجهاز المناعي الفطري الخاصة بالنساء أعدادًا أكبر من [[إنترفيرون|الإنترفيرون ألفا]] أثناء التعرض [[فيروس العوز المناعي البشري|لفيروس نقص المناعة البشرية]] مقارنةً بخلايا الرجال. ومرة أخرى يُطرح سؤال ما إذا كان هذا من تأثيرات هرمون الاستروجين.<ref>A. Rechtien, M. Altfeld: ''Sexual dimorphism in HIV-1 infection.'' Seminars in Immunopathology 41 (2019), S.&nbsp;195–202. [[doi:10.1007/s00281-018-0704-y]]</ref> أمراض التهاب الكبد B (مثل [[سرطانة الخلية الكبدية|سرطان الخلايا الكبدية]]) تنتشر انتشاراً أكثر وضوحا في الجنس الذكري، وفيه يعد التأثير المباشر للهرمونات الجنسية مسؤولاً على تكاثر الفيروس.<ref>N. Büttner, R. Thimme: ''Sexual dimorphism in hepatitis B and C and hepatocellular carcinoma.'' Seminars in immunopathology 41 (2019) S.&nbsp;203–211. [[doi:10.1007/s00281-018-0727-4]]</ref>

ليس فقط شدة الأمراض الفيروسية، ولكن أيضًا يكون الجنس الذكري أكثر حساسية لحدوث الأمراض الطفيلية وعلاجها ([[داء الأميبات]]، و[[داء الليشمانيات]]، و[[دودة طفيلية|التهابات الديدان الطفيلية]])، ويُعزى ذلك إلى تأثير ال[[أندروجين]]ات المباشر على جهاز المناعة والتي مستواها في البلازما أعلى لدى الرجال.<ref>J. Sellau, M. Groneberg, H. Lotter: ''Androgen-dependent immune modulation in parasitic infection''. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S.&nbsp;213–224. [[doi:10.1007/s00281-018-0722-9]]</ref> يعد [[سل|السل]] أحد أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا بين البشر، فهو يصيب عددًا كبيرًا من الرجال ونسبة نجاح علاجه قليلة أيضًا. ويجري التحقيق في أسباب ذلك.<ref>D. Hertz, B. Schneider: ''Sex differences in tuberculosis.'' Seminars in Immunopathology 41 (2019), S.&nbsp;225–237. [[doi:10.1007/s00281-018-0725-6]]</ref> في السنوات الأخيرة اجتذب التعديل المعتمد على الجنس [[استجابة مناعة|للاستجابة المناعية]] الناتج عن التطعيم أيضًا اهتمام علماء المناعة.<ref>S. Fischinger et al.: ''Sex differences in vaccine-induced humoral immunity.'' Seminars in Immunopathology 41 (2019), S.&nbsp;239–249. [[doi:10.1007/s00281-018-0726-5]]</ref>
=== أمراض المناعة الذاتية ===
بالإضافة إلى الكيمياء الحيوية هناك أيضًا اختلافات جينية في أجهزة المناعة. بعض الجينات التي لها دور في المناعة توجد على [[كروموسوم إكس|الكروموسوم X]] (عددها مضاعف لدى النساء). عندما لا يحدث [[تعطيل الصبغي X|تعطيل الكروموسوم X]] فإن هذه الجينات -مثل TLR 7 (المستقبل الشبيه بتول 7)- يزيد التعبير عنها لدرجة كبيرة،<ref>M. Souyris et al.: ''Female predisposition to TLR7-driven autoimmunity: gene dosage and the escape from X chromosome inactivation''. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S.&nbsp;153–164. [[doi:10.1007/s00281-018-0712-y]]</ref> تجعل جهاز المناعة مفرط النشاط لدى النساء، ما قد يؤدي إلى أمراض [[مناعة ذاتية|المناعة الذاتية]] مثل [[ذئبة حمامية شاملة|الذئبة الحمامية الشاملة]].<ref name="LOT"/> النساء أيضًا أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل [[التهاب الأقنية الصفراوية الأولي]] و[[التهاب الكبد بالمناعة الذاتية|التهاب الكبد المناعي الذاتي]].<ref>D. Schwinge, C. Schramm: ''Sex-related factors in autoimmune liver diseases''. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S.&nbsp;165–175 [[doi:10.1007/s00281-018-0715-8]]</ref> والأمر نفسه ينطبق على الأمراض الالتهابية في [[جهاز عصبي مركزي|الجهاز العصبي المركزي]]<ref>Stefan M. Gold et al.: ''Sex differences in autoimmune disorders of the central nervous system.'' Seminars in Immunopathology 41 (2019), S.&nbsp;177–188. [[doi:10.1007/s00281-018-0723-8]]</ref> مثل [[تصلب متعدد|التصلب المتعدد]] وأمراض [[التهاب النخاع والعصب البصري]] والتهاب الدماغ المناعي الذاتي بوساطة [[ضد ذاتي (مناعة)|الأجسام المضادة الذاتية العصبية]].

== اضطرابات المناعة البشرية ==
يمكن أن يفشل جهاز المناعة في الدفاع عن المضيف وقد تحدث فيه اضطرابات تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية: نقص المناعة،<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=120-124|لغة=en}}</ref> والمناعة الذاتية،<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=114-118|لغة=en}}</ref> وفرط الحساسية.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=111-114|لغة=en}}</ref>
=== نقص المناعة ===
{{مفصلة|نقص المناعة}}
يحدث نقص المناعة حين يكون مكون أو أكثر من مكونات جهاز المناعة غير نشط. تتقلص قدرة جهاز المناعة في الاستجابة للممراضات لدى كل من الصغار وكبار السن، وتبدأ الاستجابات المناعية في الانخفاض عند بلوغ الخمسينات من العمر وذلك بسبب [[تشيخ مناعي|التشيخ المناعي]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Aw D, Silva AB, Palmer DB | عنوان = Immunosenescence: emerging challenges for an ageing population | صحيفة = Immunology | المجلد = 120 | العدد = 4 |لغة=en| صفحات = 435–46 | تاريخ = Apr 2007 | pmid = 17313487 | pmc = 2265901 | doi = 10.1111/j.1365-2567.2007.02555.x }}</ref><ref name="nutrition">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Chandra RK | عنوان = Nutrition and the immune system: an introduction | صحيفة = The American Journal of Clinical Nutrition | المجلد = 66 | العدد = 2 |لغة=en| صفحات = 460S–63S | تاريخ = Aug 1997 | pmid = 9250133 | doi = 10.1093/ajcn/66.2.460S | doi-access = free }}</ref> في [[دولة متقدمة|الدول المتقدمة]] تُعتبر ال[[سمنة]] و[[معاقرة الكحول]] وتناول المخدرات من الأسباب الشائعة لضعف وظيفة المناعة، في حين [[سوء التغذية]] هو أكثر الأسباب شيوعا لنقص المناعة في [[دولة نامية|البلدان النامية]].<ref name="nutrition" /> للأنظمة الغذائية التي لا تحتوي على كميات كافية من البروتين صلة بالاعتلالات التي تصيب: [[مناعة خلوية|المناعة الخلوية]]، نشاط [[جملة المتممة|الجهاز المتمم]]، وظيفة [[خلية بلعمية|الخلايا البلعمية]]، تراكيزالجسم المضاد [[غلوبيولين مناعي أ|الغلوبولين المناعي أ]]، وإنتاج السيتوكينات. يؤدي فقدان [[غدة زعترية|الغدة الزعترية]] في مرحلة مبكرة من العمر بسبب طفرة جينية أو إزالتها جراحيًا إلى نقص مناعة حاد وقابلية عالية للإصابة بالأمراض.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Miller JF | عنوان = The discovery of thymus function and of thymus-derived lymphocytes | صحيفة = Immunological Reviews | المجلد = 185 | العدد = 1 |لغة=en| صفحات = 7–14 | تاريخ = Jul 2002 | pmid = 12190917 | doi = 10.1034/j.1600-065X.2002.18502.x | s2cid = 12108587 }}</ref> يمكن لنقص المناعة أن يكون وراثيًا أو مكتسبًا.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Reece|2=2011| ص=967|لغة=en}}</ref> [[عوز المناعة المشترك الشديد]] هو [[اضطراب جيني]] نادر يتميز باعتلال نمو وتطور الخلايا التائية والبائية الوظيفية بسبب حدوث عدة طفرات جينية.<ref name="five">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Burg M, Gennery AR |عنوان=Educational paper: The expanding clinical and immunological spectrum of severe combined immunodeficiency |صحيفة=Eur J Pediatr |المجلد= 170 |العدد=5 |لغة=en|صفحات=561–571 |سنة=2011 |doi=10.1007/s00431-011-1452-3 |pmid=21479529 |pmc=3078321 }}</ref> [[داء الورم الحبيبي المزمن]] الذي تنخفض فيه قدرة البلعميات على تدمير الممراضات هو مثال على نقص المناعة الوراثي أو [[نقص المناعة الأولي|الخلقي]]. يسبب ال[[إيدز]] وبعض أنواع السرطان عوز المناعة المكتسب.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Joos L, Tamm M | عنوان = Breakdown of pulmonary host defense in the immunocompromised host: cancer chemotherapy | صحيفة = Proceedings of the American Thoracic Society | المجلد = 2 | العدد = 5 | صفحات = 445–48 |لغة=en| سنة = 2005 | pmid = 16322598 | doi = 10.1513/pats.200508-097JS }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Copeland KF, Heeney JL | عنوان = T helper cell activation and human retroviral pathogenesis | صحيفة = Microbiological Reviews | المجلد = 60 | العدد = 4 |لغة=en| صفحات = 722–42 | تاريخ = Dec 1996 | pmid = 8987361 | pmc = 239461 | doi = 10.1128/MMBR.60.4.722-742.1996 }}</ref>

=== المناعة الذاتية ===
[[ملف:Rheumatoid Arthritis.JPG|تصغير|يسار|تورمت مفاصل اليد وتشوهت بسبب [[التهاب المفاصل الروماتويدي]] وهو مرض مناعة ذاتية.]]
{{مفصلة|مناعة ذاتية}}
الاستجابات المناعية المفرطة وخاصة [[مرض مناعي ذاتي|أمراض المناعة الذاتية]] نوع آخر من اختلال وظيفة المناعة، وفيها يفشل جهاز المناعة في التمييز تمييزًا سليمًا بين أنسجة ومكونات الكائن الذاتية وغير الذاتية ويهاجم جزءًا من الجسم. تحت الظروف الطبيعية يتأثر العديد من الخلايا التائية والأجسام المضادة مع [[بروتين ذاتي|الببتيدات الذاتية]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Miller JF | s2cid = 32476323 | عنوان = Self-nonself discrimination and tolerance in T and B lymphocytes | صحيفة = Immunologic Research | المجلد = 12 | العدد = 2 |لغة=en| صفحات = 115–30 | سنة = 1993 | pmid = 8254222 | doi = 10.1007/BF02918299 }}</ref> إحدى وظائف الخلايا المتخصصة (الموجودة في الغدة الزعترية ونخاع العظم) هي عرض المستضدات الذاتية التي تُنتَج في أنجاء الجسم للخلايا اللمفاوية الناشئة والقضاء على الخلايا التي تتعرف على [[بروتين ذاتي|المستضدات الذاتية]]، الأمر الذي يمنع حدوث المناعة الذاتية.<ref name="Sproul" /> من أمراض المناعة الذاتية الشائعة: [[التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو]]،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| عدة مؤلفين = Kovacs B, Maus MV, Riley JL, Derimanov GS, Koretzky GA, June CH, Finkel TH| عنوان = Human CD8+ T cells do not require the polarization of lipid rafts for activation and proliferation| صحيفة = Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America| المجلد = 99| العدد = 23| صفحات = 15006–11|لغة=en| تاريخ = Nov 2002| pmid = 12419850| pmc = 137535| doi = 10.1073/pnas.232058599| bibcode = 2002PNAS...9915006K| doi-access = free}}</ref> [[التهاب المفاصل الروماتويدي]]،<ref name="Lancet2016">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Smolen JS, Aletaha D, McInnes IB | s2cid = 37973054 | عنوان = Rheumatoid arthritis | صحيفة = Lancet | المجلد = 388 |لغة=en| العدد = 10055 | صفحات = 2023–2038 | تاريخ = October 2016 | pmid = 27156434 | doi = 10.1016/S0140-6736(16)30173-8 | مسار = http://eprints.gla.ac.uk/131249/1/131249.pdf |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221222202002/http://eprints.gla.ac.uk/131249/1/131249.pdf|تاريخ أرشيف=2022-12-22}}</ref> [[سكري النوع الأول]]،<ref name="Farhy_2015">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Farhy LS, McCall AL | عنوان = Glucagon - the new 'insulin' in the pathophysiology of diabetes | صحيفة = Current Opinion in Clinical Nutrition and Metabolic Care | المجلد = 18 | العدد = 4| لغة=en| صفحات = 407–14 | تاريخ = July 2015 | pmid = 26049639 | doi = 10.1097/mco.0000000000000192 | s2cid = 19872862 }}</ref> و[[ذئبة حمامية شاملة|الذئبة الحمامية الشاملة]].<ref name=NIH2015>{{استشهاد ويب|عنوان=Handout on Health: Systemic Lupus Erythematosus|مسار=http://www.niams.nih.gov/health_info/Lupus/default.asp|موقع=www.niams.nih.gov|تاريخ الوصول=12 June 2016|تاريخ=February 2015|حالة المسار=live|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20160617162703/http://www.niams.nih.gov/Health_Info/Lupus/default.asp|تاريخ أرشيف=17 June 2016|لغة=en}}</ref>

=== فرط التحسس ===
{{مفصلة|فرط التحسس}}
[[فرط التحسس]] هو استجابة مناعية تسبب الضرر لأنسجة الجسم الذاتية، ويُقسَّم إلى أربعة أقسام تبعا للآلية المستخدمة والمدة الزمنية لردة الفعل فرط التحسسية. [[فرط التحسس من النمط الأول]] هو ردة فعل مباشرة أو [[صدمة الحساسية|صدمة حساسية]] ترتبط غالبا مع الحساسية، ويمكن أن تترواح أعراضه من الشعور بالضيق إلى الوفاة، ويحدث بواسطة [[غلوبيولين مناعي هـ|الغلوبيولين المناعي هـ]] (IgE) الذي يثير [[زوال الحبيبات|زوال تحبب]] [[خلية بدينة|الخلايا الصارية]] عندما [[تشابك|تُربط تصالبيًا]] مع المستضد.<ref name="USCH">{{استشهاد ويب| عدة مؤلفين = Ghaffar A |سنة=2006|ناشر=University of South Carolina School of Medicine|عمل=Microbiology and Immunology On-line|عنوان=Immunology&nbsp;– Chapter Seventeen: Hypersensitivity States|تاريخ الوصول=29 May 2016|تاريخ أرشيف=20 فبراير 2023|مسار=http://www.microbiologybook.org/book/immunol-sta.htm|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230220061508/https://www.microbiologybook.org/book/immunol-sta.htm|لغة=en}}</ref> يحدث [[فرط التحسس من النمط الثاني|فرط التحسس]] عندما ترتبط الأجسام المضادة بالمستضدات الموجودة على الخلايا الذاتية للفرد وتسِمُها من أجل التدمير، ويسمى هذا النوع كذلك بفرط التحسس المعتمد على الجسم المضاد، ويحدث بواسطة الأجسام المضادة: [[غلوبيولين مناعي ج|الغلوبيولين المناعي ج]] (IgG) و[[غلوبيولين مناعي م|الغلوبيولين المناعي م]] (IgM).<ref name=USCH /> تثير [[معقد مناعي|المعقدات المناعية]] (تراكمات المستضدات، وبروتينات [[جملة المتممة|الجهاز المتمم]]، والأجسام المضادة IgG وIgM) المودَعة في مختلف الأنسجة ردات فعل النوع الثالث من فرط الحساسية.<ref name=USCH /> يستغرق النوع الرابع من فرط التحسس (الذي يعرف كذلك بفرط التحسس المؤجل أو المتوسط بالخلية) قرابة يومين إلى ثلاثة أيام ليتطور، ولردات الفعل اتجاهه دورٌ في المناعة الذاتية والأمراض المعدية، ويمكن أن يكون لها دور في [[التهاب الجلد التماسي]]. تحدث ردات الفعل هذه بواسطة الخلايا التائية، والخلايا الوحيدة والخلايا البلعمية الكبيرة.<ref name=USCH />

=== الالتهاب مجهول السبب ===
{{مفصلة|أمراض التهابية ناتجة عن اضطراب المناعة}}
[[التهاب|الالتهاب]] هو إحدى الاستجابات الأولى للجهاز المناعي عند الإصابة بالعدوى،<ref name=autogenerated2/> لكن يمكن أن يحدث من دون سبب واضح. يحدث الالتهاب بواسطة ال[[إيكوزانويد]]ات وال[[سيتوكين]]ات التي تفرزها الخلايا المصابة أو المجروحة. تشمل الإيكوزانويدات: ال[[بروستاغلاندين]]ات التي تسبب الحمى و[[توسيع وعائي|توسع الأوعية الدموية]] المرتبطين بالالتهاب، وال[[لوكوترايين]]ات التي تهاجم بعض الخلايا البيضاء.<ref name=autogenerated4/><ref name=autogenerated1/> من السيتوكينات الشائعة التي تسبب الالتهاب: ال[[إنترلوكين]]ات المسؤولة عن الاتصالات بين خلايا الدم البيضاء، وال[[كيموكين]]ات التي تحفز [[انجذاب كيميائي|الانجذاب الكيميائي]]، وال[[إنترفيرون]]ات التي لها تأثيرات مضادة للفيروسات مثل إيقاف تخليق البروتين في الخلية المضيفة.<ref name=autogenerated3/> يمكن إفراز [[عامل نمو|عوامل النمو]] والعوامل السامة للخلايا كذلك.<ref name=autogenerated5/> تجنِّد هذه السيتوكينات الخلايا المناعية إلى موقع الإصابة وتحفز شفاء أي نسيج تضرر نتيجة القضاء على الممراضات.<ref name="Platnich JM 2019"/>

== التلاعب بالمناعة في الطب ==
[[ملف:Dexamethasone structure.svg|تصغير|يسار|[[صيغة بنيوية|الصيغة البنيوية]] ل[[دواء كبت مناعة]] [[ديكساميثازون]].]]
يمكن التلاعب بآليات عمل جهاز المناعة لتثبيط الاستجابات المناعية غير المرغوب فيها والتي تنتج عنها مناعة ذاتية أو حساسية أو [[رفض الطعم|رفضٌ للأعضاء المزروعة]]، وتحفيز الاستجابات التي تحمي ضد الممراضات التي تتجنب جهاز المناعة بفعالية وضد السرطان.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Sompayrac|2=2019|ص=83-85|لغة=en}}</ref>
=== تثبيط المناعة ===
تُستخدم [[دواء كبت مناعة|الأدوية المثبطة للمناعة]] للتحكم في اضطرابات المناعة الذاتية أو الالتهابات حين يحدث ضرر كبير للأنسجة الذاتية، ولمنع رفض [[زراعة الأعضاء|الأعضاء بعد زراعتها]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=Ciccone|2=2015|ص=37|لغة=en}}</ref><ref name= Taylor>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Taylor AL, Watson CJ, Bradley JA | عنوان = Immunosuppressive agents in solid organ transplantation: Mechanisms of action and therapeutic efficacy | صحيفة = Critical Reviews in Oncology/Hematology | المجلد = 56 |لغة=en| العدد = 1 | صفحات = 23–46 | تاريخ = Oct 2005 | pmid = 16039869 | doi = 10.1016/j.critrevonc.2005.03.012 }}</ref>

غالبا ما تُستعمل الأدوية [[مضاد التهاب|المضادة للالتهاب]] للتحكم في تأثيراته. تعتبر [[هرمون قشري سكري|الهرمونات القشرية السكرية]] أقوى هذه الأدوية تأثيرا ويمكن أن تسبب عدة [[أثر ضائر|تأثيرات جانبية]] غير مرغوب فيها مثل: [[سمنة بطنية|السمنة البطنية]]، [[فرط سكر الدم]] و[[هشاشة العظام]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Barnes PJ | عنوان = Corticosteroids: the drugs to beat | صحيفة = European Journal of Pharmacology | المجلد = 533|لغة=en | العدد = 1–3 | صفحات = 2–14 | تاريخ = Mar 2006 | pmid = 16436275 | doi = 10.1016/j.ejphar.2005.12.052 }}</ref> واستخدامها يخضع لرقابة محكمة. غالبا ما تُستخدم جرعات منخفضة من الأدوية المضادة للالتهاب بالتزامن مع أدوية سامة للخلايا أو مثبطة للمناعة مثل [[ميثوتركسيت]] و[[آزاثيوبرين]].

تثبط [[علاج كيميائي|الأدوية السامة للخلايا]] جهاز المناعة عبر قتل الخلايا المنقسمة مثل الخلايا التائية المنشطة. يسبب هذا القتل العشوائي تأثر [[خلية غير مستقرة|الخلايا الأخرى دائمة الانقسام]] وأعضاؤها كذلك بتأثيرات جانبية سامة.<ref name= Taylor /> تمنع الأدوية المثبطة للمناعة مثل [[سيكلوسبورين]] الخلايا التائية من الاستجابة للإشارات استحابةً صحيحةً عبر تثبيط مسارات [[توصيل الإشارة|نقل الإشارة]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Masri MA | عنوان = The mosaic of immunosuppressive drugs | صحيفة = Molecular Immunology | المجلد = 39 | العدد = 17–18 | صفحات = 1073–77|لغة=en | تاريخ = Jul 2003 | pmid = 12835079 | doi = 10.1016/S0161-5890(03)00075-0 }}</ref>

=== تنشييط المناعة ===
{{مفصلة|منشط مناعي|علاج مناعي}}
تفتقر الادعاءات التي يصرح بها المسوِّقون لمختلف المنتجات و[[طب بديل|مقدمو العلاجات البديلة]] مثل: [[معالجة يدوية|المعالجة اليدوية]] و[[معالجة مثلية|المعالجة المثلية]] وال[[وخز بالإبر]] بأنها قادرة على تحفيز أو تعزيز ودعم جهاز المناعة إلى شرح مفيد ودليل على الفعالية.<ref>{{cite magazine | عدة مؤلفين = Hall H |مؤلف1-وصلة = Harriet Hall |تاريخ=July–August 2020 |عنوان=How You Can Really Boost Your Immune System |مسار=https://skepticalinquirer.org/2020/06/how-you-can-really-boost-your-immune-system/ |حالة المسار= |مجلة=[[سكيبتيكال إنكوايرر (مجلة)|Skeptical Inquirer]] |مكان=Amherst, New York |ناشر=Center for Inquiry |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20210121161902/https://skepticalinquirer.org/2020/06/how-you-can-really-boost-your-immune-system/ |تاريخ أرشيف=21 January 2021 |تاريخ الوصول=21 January 2021|لغة=en}}</ref>

=== التلقيح ===
[[ملف:Polio Vaccination - Egypt (16868521330).jpg|تصغير|يسار|التلقيح ضد [[شلل الأطفال]] في مصر.]]
{{مفصلة|تلقيح طبي}}
تُكتسب المناعة النشطة طويلة الأمد عقب الإصابة بالعدوى عبر تنشيط الخلايا التائية والبائية. يمكن توليد المناعة النشطة بطريقة غير طبيعية كذلك عبر [[تلقيح طبي|التلقيح]]. مبدأ التلقيح (ويسمى أيضا التطعيم أو ال[[تمنيع]]) هو إدخال مستضدٍ من ممراض ما في الجسم لتحفيز جهاز المناعة لتطوير [[جهاز مناعي تكيفي|مناعة مخصصة]] ضد ذلك الممراض من دون التسبب في المرض الذي يحدثه.<ref name="REF-10">{{استشهاد مختصر|1=Reece|2=2011| ص=965|لغة=en}}</ref> ينجح التحفيز المتعمد لاستجابة مناعية لأنه يستغل التخصصية الطبيعية لجهاز المناعة وكذلك قابليته للتحفيز. مع بقاء الأمراض المعدية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة لدى البشر، تمثل اللقاحات الحل الأكثر فعالية للتلاعب بجهاز المناعة الذي توصل الإنسان إليه.
{{sfn| Janeway |2005 |p=}}<ref>{{استشهاد ويب
| عنوان = Burden of Disease statistics
| موقع = WHO
| مسار = http://www.who.int/healthinfo/bod/en/index.html
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20081021133659/http://www.who.int/healthinfo/bod/en/index.html
| تاريخ أرشيف = 21-08-2008
| لغة = en
}}</ref>

العديد من اللقاحات مبنية على المكونات [[حياة لاخلوية|اللاخلوية]] للكائنات الدقيقة، بما في ذلك ال[[ذيفان]]ات غير المؤذية.<ref name="REF-10"/> بما أن العديد من المستضدات المشتقة من لقاحات لاخلوية لا تثير استجابة مناعية تكيفية قوية، توفر معظم اللقاحات ضد البكتيريا [[مساعدات مناعية|مساعِدات]] إضافية تنشط [[خلية مقدمة للمستضد|الخلايا المقدمة للمستضد]] الخاصة بجهاز المناعة الفطري وتزيد [[توليد المناعة]] للحد الأقصى.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Singh M, O'Hagan D | عنوان = Advances in vaccine adjuvants | صحيفة = Nature Biotechnology | المجلد = 17 | العدد = 11 | صفحات = 1075–81| لغة=en| تاريخ = Nov 1999 | pmid = 10545912 | doi = 10.1038/15058 | s2cid = 21346647 | doi-access = free }}</ref>

=== علم المناعة الورمي ===
{{مفصلة|علم المناعة السرطاني}}
أحد أدوار جهاز المناعة المهمة الأخرى هو التعرف على [[ورم|الأورام]] والقضاء عليها، ويسمى ذلك بالمراقبة المناعية. تعبِّر الخلايا الورمية المتحولة عن مستضدات لا تتواجد لدى الخلايا العادية، ويعتبر جهاز المناعة هذه المستضدات بأنها دخيلة، وتواجدها يجعل الخلايا المناعية تهاجم الخلايا الورمية المتحولة. للمستضدات التي تعبر عنها الأورام مصادر عدة،<ref name = anderson>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Andersen MH, Schrama D, Thor Straten P, Becker JC | عنوان = Cytotoxic T cells | صحيفة = The Journal of Investigative Dermatology | المجلد = 126|لغة=en | العدد = 1 | صفحات = 32–41 | تاريخ = Jan 2006 | pmid = 16417215 | doi = 10.1038/sj.jid.5700001 | doi-access = free }}</ref> فبعضها مشتق من فيروسات [[تسرطن|مسرطنة]] مثل [[فيروس الورم الحليمي البشري]] الذي يسبب سرطانات: [[سرطان عنق الرحم|عنق الرحم]]،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Boon T, van der Bruggen P | عنوان = Human tumor antigens recognized by T lymphocytes | صحيفة = The Journal of Experimental Medicine | المجلد = 183 |لغة=en| العدد = 3 | صفحات = 725–29 | تاريخ = Mar 1996 | pmid = 8642276 | pmc = 2192342 | doi = 10.1084/jem.183.3.725 }}</ref> [[سرطان الفرج|الفرج]]، [[سرطان المهبل|المهبل]]، [[سرطان القضيب|القضيب]]، الفم والحلق.<ref name=Lj2014>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Ljubojevic S, Skerlev M | عنوان = HPV-associated diseases | صحيفة = Clinics in Dermatology | المجلد = 32 |لغة=en| العدد = 2 | صفحات = 227–34 | سنة = 2014 | pmid = 24559558 | doi = 10.1016/j.clindermatol.2013.08.007 }}</ref> بينما مستضدات أخرى هي بروتينات الكائن الذاتية التي تظهر بمستويات منخفظة في الخلايا العادية لكنها تبلغ مستويات عالية في الخلايا الورمية. أحد الأمثلة عليها هو إنزيم يسمى [[تايروسيناز]] والذي يحوِّل بعض خلايا الجلد (مثل [[خلية ميلانينية|الخلايا الميلانينية]]) إلى أورام تسمى [[ورم ميلانيني|الأورام الميلانينية]] إذا [[تعبير جيني|عُبّر عنه]] بمستويات عالية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Castelli C, Rivoltini L, Andreola G, Carrabba M, Renkvist N, Parmiani G | عنوان = T-cell recognition of melanoma-associated antigens | مسار = https://archive.org/details/sim_journal-of-cellular-physiology_2000-03_182_3/page/323 | صحيفة = Journal of Cellular Physiology | المجلد = 182 | العدد = 3 | صفحات = 323–31 |لغة=en| تاريخ = Mar 2000 | pmid = 10653598 | doi = 10.1002/(SICI)1097-4652(200003)182:3<323::AID-JCP2>3.0.CO;2-# | s2cid = 196590144 }}</ref><ref name = romera>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Romero P, Cerottini JC, Speiser DE | عنوان = The human T cell response to melanoma antigens | المجلد = 92 | صفحات = 187–224| لغة=en| سنة = 2006 | pmid = 17145305 | doi = 10.1016/S0065-2776(06)92005-7 | isbn = 978-0-12-373636-9 | صحيفة = Advances in Immunology }}</ref> مصدر ثالث محتمل لمستضدات الأورام هو البروتينات التي تكون في الحالة العادية مهمة لتنظيم [[نمو الخلايا]] وبقائها، لكنها تتطفر تطفراً شائعًا إلى بروتينات مسببة للسرطان ومن الأمثلة عليها الجزيئات الناتجة عن [[جين ورمي|الجينات الورمية]].<ref name = anderson /><ref name = guevara>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Guevara-Patiño JA, Turk MJ, Wolchok JD, Houghton AN | عنوان = Immunity to cancer through immune recognition of altered self: studies with melanoma | المجلد = 90 | صفحات = 157–77 |لغة=en| سنة = 2003 | pmid = 14710950 | doi = 10.1016/S0065-230X(03)90005-4 | isbn = 978-0-12-006690-2 | صحيفة = Advances in Cancer Research }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Renkvist N, Castelli C, Robbins PF, Parmiani G | عنوان = A listing of human tumor antigens recognized by T cells | صحيفة = Cancer Immunology, Immunotherapy | المجلد = 50 | العدد = 1 | صفحات = 3–15 |لغة=en| تاريخ = Mar 2001 | pmid = 11315507 | doi = 10.1007/s002620000169 | s2cid = 42681479 }}</ref>
[[ملف:Macs killing cancer cell.jpg|300px|تصغير|يسار|تعرفت [[خلية بلعمية كبيرة|البلعميات الكبيرة]] على خلية سرطانية (الكتلة الكبيرة الشائكة). عند الاندماج مع خلية سرطانية، تحقن البلعميات الكبيرة (الخلايا البيضاء الأقل حجما) ذيفانات لقتل الخلية الورمية. [[علاج مناعي|العلاج المناعي]] لمعالجة السرطان مجال نشط للبحث الطبي.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة  |عدة مؤلفين=Morgan RA, Dudley ME, Wunderlich JR, etal |عنوان=Cancer Regression in Patients After Transfer of Genetically Engineered Lymphocytes |صحيفة=Science |المجلد=314 |العدد=5796 |صفحات=126–29 |تاريخ=October 2006 |pmid=16946036 |pmc=2267026 |doi=10.1126/science.1129003|bibcode = 2006Sci...314..126M |لغة=en}}</ref>]]
الاستجابة الرئيسية لجهاز المناعة ضد الأورام هي تدمير الخلايا غير الطبيعية باستخدام [[خلية تي قاتلة|الخلايا التائية القاتلة]]، بدعم من الخلايا التائية المساعدة في بعض الأحيان.<ref name = romera /><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Gerloni M, Zanetti M | s2cid = 25182066 | عنوان = CD4 T cells in tumor immunity | صحيفة = Springer Seminars in Immunopathology | المجلد = 27 | العدد = 1|لغة=en | صفحات = 37–48 | تاريخ = Jun 2005 | pmid = 15965712 | doi = 10.1007/s00281-004-0193-z | مسار = https://zenodo.org/record/1066157 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230111134354/https://zenodo.org/record/1066157|تاريخ أرشيف=2023-01-11}}</ref> تُعرض مستضدات الورم على جزيئات [[معقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1]] بطريقة مماثلة للمستضدات الفيروسية. يسمح هذا العرض للخلايا التائية القاتلة بالتعرف على خلايا الورم بأنها غير طبيعية.<ref name = seliger>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Seliger B, Ritz U, Ferrone S | عنوان = Molecular mechanisms of HLA class I antigen abnormalities following viral infection and transformation | صحيفة = International Journal of Cancer | المجلد = 118 | العدد = 1| لغة=en| صفحات = 129–38 | تاريخ = Jan 2006 | pmid = 16003759 | doi = 10.1002/ijc.21312 | s2cid = 5655726 }}</ref> تقتل الخلايا القاتلة الطبيعية الخلايا الورمية بطريقة مماثلة، خاصة إذا كانت الخلايا الورمية تحتوي في أسطحها على جزيئات أقل من العادة من معقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1، وهي ظاهرة شائعة في الأورام.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Hayakawa Y, Smyth MJ | عنوان = Innate immune recognition and suppression of tumors | المجلد = 95 | صفحات = 293–322 | سنة = 2006| لغة=en| pmid = 16860661 | doi = 10.1016/S0065-230X(06)95008-8 | isbn = 978-0-12-006695-7 | صحيفة = Advances in Cancer Research }}</ref> في بعض من الأحيان تُولَّد أجسام مضادة للخلايا الورمية وهو ما يسمح [[جملة المتممة|للجهاز المناعي المتمم]] بتدميرها.<ref name = guevara />

تتجنب بعض الأورام جهاز المناعة وتتطور لتصبح [[سرطان]]ات.<ref name=":1">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Syn NL, Teng MW, Mok TS, Soo RA | عنوان = De-novo and acquired resistance to immune checkpoint targeting | صحيفة = The Lancet. Oncology | المجلد = 18 |لغة=en| العدد = 12 | صفحات = e731–e741 | تاريخ = December 2017 | pmid = 29208439 | doi = 10.1016/s1470-2045(17)30607-1 }}</ref><ref name = selig>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Seliger B | عنوان = Strategies of tumor immune evasion | صحيفة = BioDrugs | المجلد = 19 | العدد = 6| لغة=en| صفحات = 347–54 | سنة = 2005 | pmid = 16392887 | doi = 10.2165/00063030-200519060-00002 | s2cid = 1838144 }}</ref> تملك الخلايا الورمية في الغالب أعدادا منخفضة من جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1 على سطحها، وبالتالي تتجنب رصدها بواسطة الخلايا التائية القاتلة.<ref name = seliger /><ref name=":1" /> تفرز بعض الخلايا الورمية جزيئات تثبط الاستجابة المناعية، على سبيل المثال إفراز السيتوكين [[عامل النمو المحول بيتا]] (TGF-β) الذي يمنع نشاط البلعميات الكبيرة و[[خلية لمفاوية|الخلايا اللمفاوية]].<ref name=":1" /><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Frumento G, Piazza T, Di Carlo E, Ferrini S | عنوان = Targeting tumor-related immunosuppression for cancer immunotherapy | صحيفة = Endocrine, Metabolic & Immune Disorders Drug Targets | المجلد = 6| لغة=en| العدد = 3 | صفحات = 233–7 | تاريخ = September 2006 | pmid = 17017974 | doi = 10.2174/187153006778250019 }}</ref> فضلا عن ذلك، يمكن أن يتطور [[تحمل مناعي]] ضد مستضدات الأورام فيتوقف جهاز المناعة عن مهاجمة الخلايا الورمية.<ref name=":1" /><ref name = selig />

من المفارقات أن البلعميات الكبيرة يمكن أن تحفز نمو الورم<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عدة مؤلفين=Stix G |عنوان=A malignant flame. Understanding chronic inflammation, which contributes to heart disease, Alzheimer's and a variety of other ailments, may be a key to unlocking the mysteries of cancer |صحيفة=Scientific American |المجلد=297 |العدد=1 |لغة=en|صفحات=60–67 |تاريخ=Jul 2007 |pmid=17695843 |doi=10.1038/scientificamerican0707-60 |مسار=http://podcast.sciam.com/daily/pdf/sa_d_podcast_070619.pdf |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110716015048/http://podcast.sciam.com/daily/pdf/sa_d_podcast_070619.pdf |تاريخ أرشيف=16 July 2011 |bibcode=2007SciAm.297a..60S }}</ref> حين ترسل الخلايا الورمية سيتوكينات تجذب البلعميات الكبيرة التي تُفرِز بدورها سيتوكينات وعوامل نمو مثل [[عامل نخر الورم ألفا]] الذي يرعى ويعمل على تطور الورم أو يحفز مطاوعةً مماثلة لنظيرتها لدى الخلايا الجذعية.<ref name=":1" /> تجعل توليفةٌ من [[نقص التأكسج (طب)|نقص التأكسج]] في الورم والسيتوكينات المنتجة بواسطة البلعميات الكبيرة الخلايا الورميةَ تخفض من إنتاج بروتين يمنع [[انبثاث|الانبثاث]] وبالتالي تساهم في انتشار الخلايا السرطانية.<ref name=":1" /> تُجنَّد البلعميات الكبيرة M1 المضادة للورم في المراحل الأولى من تطور الورم لكنها تتمايز مع الوقت إلى النوع M2 الذي له تأثير مؤيد للورم وهي مثبطة للمناعة. يخفض نقص التأكسج من إنتاج السيتوكينات التي تعمل على إحداث استجابة مضادة للورم، وتكتسب البالعات الكبيرة تدريجيا وظائف النوع M2 المؤيدة لنمو الورم التي تُحدثها [[بيئة مكروية للورم|البيئة المكروية للورم]]، بما في ذلك: الإنترلوكين 4 والإنترلوكين 10.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Cervantes-Villagrana RD, Albores-García D, Cervantes-Villagrana AR, García-Acevez SJ | عنوان = Tumor-induced Neurogenesis and Immune Evasion as Targets of Innovative Anti-Cancer Therapies | صحيفة = Signal Transduct Target Ther | المجلد = 5 |لغة=en| العدد = 1 | صفحات = 99 | تاريخ = 18 June 2020 | pmid = 32555170 | pmc = 7303203 | doi = 10.1038/s41392-020-0205-z }}</ref> تشمل [[معالجة مناعية للسرطان|المعالجة المناعية للسرطان]] السبل الطبية لتحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الأورام السرطانية.<ref name="pmid26325031">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Yang Y |عنوان=Cancer immunotherapy: harnessing the immune system to battle cancer |صحيفة=The Journal of Clinical Investigation |المجلد=125 |العدد=9|لغة=en |صفحات=3335–7 |تاريخ=September 2015 |pmid=26325031 |pmc=4588312 |doi=10.1172/JCI83871 }}</ref>

=== التنبؤ بتوليد المناعة ===
يمكن أن تسبب بعض من الأدوية استجابة مناعية محيِّدة، ويُنتج عندها جهاز المناعة [[جسم مضاد معدل|أجسام مضادة محيِّدة]] تناهض تأثير الأدوية، وخاصة الأدوية المتناولة تناولًا متواترًا أو بجرعات كبيرة. يحدّ هذا الأمر من فعالية الأدوية المبنية على ببتيدات كبيرة وبروتينات (التي يزيد حجمها عادة على 6000 [[وحدة كتل ذرية|دالتون]]).<ref name="Baker2010">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Baker MP, Reynolds HM, Lumicisi B, Bryson CJ | عنوان = Immunogenicity of protein therapeutics: The key causes, consequences and challenges | صحيفة = Self/Nonself | المجلد = 1| لغة=en| العدد = 4 | صفحات = 314–322 | تاريخ = October 2010 | pmid = 21487506 | pmc = 3062386 | doi = 10.4161/self.1.4.13904 }}</ref> في بعض الحالات، يكون الدواء في حد ذاته غير [[توليد المناعة|مولد للمناعة]] لكن يُؤخذ جنبًا إلى جنب مع مكونات مولدة للمناعة كما هو الحال بالنسبة [[باكليتاكسيل|لتاكسول]]. طُورت أساليب حاسوبية للتنبؤ [[توليد المناعة|باستمناعية]] (القدرة على توليد المناعة) الببتيدات والبروتينات، وهي مفيدة إفادة خاص في: تصميم الأجسام المضادة العلاجية، تقييم احتمالية الطفرات في زيادة [[حدة الجرثوم|حدة إمراض]] الفيروسات والتحقق من فعالية علاجات الأدوية المُقترَحة المبنية على الببتيد. اعتمدت التقنيات القديمة أساسا على ملاحظة أن [[حمض أميني|الأحماض الأمينية]] المحبة للماء تتواجد تواجداً أكبر بكثير في مناطق [[حاتمة|الحواتم]] من الأحماض الأمينية الكارهة للماء،<ref name="Welling">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Welling GW, Weijer WJ, van der Zee R, Welling-Wester S | عنوان = Prediction of sequential antigenic regions in proteins | صحيفة = FEBS Letters | المجلد = 188 |لغة=en| العدد = 2 | صفحات = 215–18 | تاريخ = Sep 1985 | pmid = 2411595 | doi = 10.1016/0014-5793(85)80374-4 | doi-access = free }}</ref> لكن التطورات الحديثة تعتمد على [[تعلم الآلة]] للتقنيات باستخدام قواعد بيانات الحواتم المعروفة مسبقا التي تخص البروتينات الفيروسية المدروسة جيدا [[بيانات التدريب، التحقق والاختبار|كمجموعة تتدرب]] عليها الآلة.<ref name="Sollner">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Söllner J, Mayer B | عنوان = Machine learning approaches for prediction of linear B-cell epitopes on proteins | صحيفة = Journal of Molecular Recognition | المجلد = 19| لغة=en| العدد = 3 | صفحات = 200–08 | سنة = 2006 | pmid = 16598694 | doi = 10.1002/jmr.771 | s2cid = 18197810 }}</ref> أُنشِئت قاعدة بيانات متاحة للعموم لفهرسة الحواتم التي تخص الممراضات المعروفِ بأن الخلايا البائية قادرة على التعرف عليها.<ref name="Saha">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Saha S, Bhasin M, Raghava GP | عنوان = Bcipep: a database of B-cell epitopes | صحيفة = BMC Genomics | المجلد = 6 | صفحات = 79 | سنة = 2005 |لغة=en| pmid = 15921533 | pmc = 1173103 | doi = 10.1186/1471-2164-6-79 | doi-access = free }}</ref> يسمى المجال الجديد الذي يدرس [[معلوماتية حيوية|المعلوماتية الحيوية]] المرتبطة بتوليد المناعة ب[[علم المناعة الحاسوبي]].<ref name="Flower">{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Flower DR, Doytchinova IA | عنوان = Immunoinformatics and the prediction of immunogenicity | صحيفة = Applied Bioinformatics | المجلد = 1| لغة=en| العدد = 4 | صفحات = 167–76 | سنة = 2002 | pmid = 15130835 }}</ref> [[بروتيوميات مناعية|البروتيوميات المناعية]] هي دراسة مجموعات كبيرة من البروتينات ([[بروتيوميات]]) التي لها دور في الاستجابة المناعية.<ref name="pmid31356379">{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Kanduc D |عنوان=From hepatitis C virus immunoproteomics to rheumatology via cross-reactivity in one table |صحيفة=Current Opinion in Rheumatology |المجلد=31 |لغة=en|العدد=5 |صفحات=488–492 |تاريخ=September 2019 |pmid=31356379 |doi=10.1097/BOR.0000000000000606|s2cid=198982175 }}</ref>

== التطور وآليات أخرى ==
{{تفاصيل|مناعة فطرية#ما دون الفقاريات}}
=== تطور جهاز المناعة ===
من المحتمل أن يكون جهاز المناعة التكيفي متعدد المكونات قد نشأ لدى ال[[فقاريات]] أولا، لأن ال[[لافقاريات]] لا تخلِّق خلايا لمفاوية ولا تولِّد استجابة مناعية خلطية مبنية على الأجسام المضادة.<ref name="pmid19997068" >{{استشهاد بدورية محكمة |عدة مؤلفين=Flajnik MF, Kasahara M |عنوان=Origin and evolution of the adaptive immune system: genetic events and selective pressures |صحيفة=Nature Reviews. Genetics |المجلد=11 |العدد=1 |لغة=en|صفحات=47–59 |تاريخ=January 2010 |pmid=19997068 |pmc=3805090 |doi=10.1038/nrg2703 }}</ref> تستخدم العديد من الكائنات والأنواع آليات يبدو أنها سلفٌ للآليات التي تستخدمها مناعة الفقاريات. يوجد جهاز المناعة لدى جميع أشكال الحياة وحتى البسيطة منها، وتستخدم البكتيريا آلية دفاع فريدة تسمى [[نظم تعديل القيد|نظام تعديل التقييد]] لتحمي نفسها من ممراضات فيروسية تسمى [[عاثية|العاثيات]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Bickle TA, Krüger DH | عنوان = Biology of DNA restriction | صحيفة = Microbiological Reviews | المجلد = 57 | العدد = 2 | صفحات = 434–50| لغة=en| تاريخ = Jun 1993 | pmid = 8336674 | pmc = 372918 | doi = 10.1128/MMBR.57.2.434-450.1993 }}</ref> تملك [[بدائيات النوى]] (ال[[بكتيريا]] و[[عتائق|العتائق]]) مناعة تكيفية كذلك، من خلال نظام يستخدم تسلسلات [[كريسبر]] لإبقاء قطع من جينومات العاثيات التي أصابتها في الماضي في جينومها، ويتيح لها ذلك منع تضاعف الفيروس عبر نوعٍ من [[تدخل الرنا]].<ref>{{ترقيم استشهادات|
|م1={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Barrangou R, Fremaux C, Deveau H, Richards M, Boyaval P, Moineau S, Romero DA, Horvath P | عنوان = CRISPR provides acquired resistance against viruses in prokaryotes | صحيفة = Science | المجلد = 315 | العدد = 5819 |لغة=en| صفحات = 1709–12 | تاريخ = Mar 2007 | pmid = 17379808 | doi = 10.1126/science.1138140 | bibcode = 2007Sci...315.1709B | hdl = 20.500.11794/38902 | s2cid = 3888761 | hdl-access = free }}
|م2={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Brouns SJ, Jore MM, Lundgren M, Westra ER, Slijkhuis RJ, Snijders AP, Dickman MJ, Makarova KS, Koonin EV, van der Oost J | عنوان = Small CRISPR RNAs guide antiviral defense in prokaryotes | صحيفة = Science | المجلد = 321 | العدد = 5891 |لغة=en| صفحات = 960–64 | تاريخ = Aug 2008 | pmid = 18703739 | pmc = 5898235 | doi = 10.1126/science.1159689 | bibcode = 2008Sci...321..960B}}}}</ref> تملك بدائيات النوى آليات دفاع أخرى كذلك،<ref>{{ترقيم استشهادات
|م1={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Hille F, Charpentier E | عنوان = CRISPR-Cas: biology, mechanisms and relevance | صحيفة = Philosophical Transactions of the Royal Society of London. Series B, Biological Sciences | المجلد = 371 |لغة=en| العدد = 1707 | صفحات = 20150496 | تاريخ = November 2016 | pmid = 27672148 | pmc = 5052741 | doi = 10.1098/rstb.2015.0496 }}
|م2={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Koonin EV | عنوان = Evolution of RNA- and DNA-guided antivirus defense systems in prokaryotes and eukaryotes: common ancestry vs convergence | صحيفة = Biology Direct | المجلد = 12 |لغة=en| العدد = 1 | صفحات = 5 | تاريخ = February 2017 | pmid = 28187792 | pmc = 5303251 | doi = 10.1186/s13062-017-0177-2}}}}</ref> وتتواجد العناصر المهاجمة من جهاز المناعة لدى [[طلائعيات|حقيقيات النوى وحيدة الخلية]] لكن الدراسات حول أدوارها في الدفاع قليلة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Bayne CJ | سنة = 2003 | عنوان = Origins and evolutionary relationships between the innate and adaptive arms of immune systems | صحيفة = Integr. Comp. Biol. | المجلد = 43|لغة=en | العدد = 2| صفحات = 293–99 | pmid = 21680436 | doi=10.1093/icb/43.2.293| doi-access = free }}</ref>

[[مستقبل التعرف على الأنماط]] هي بروتينات تُستخدم بواسطة جميع الكائنات تقريبا للتعرف على الجزيئات ذات الصلة بالممراضات. [[ببتيدات مضادة للميكروبات|الببتيدات المضادة للميكروبات]] التي تسمى [[ديفنسين|الديفنسينات]] هي مكون تطوري محفوظ لجهاز المناعة الفطري وتوجد لدى جميع الحيوانات والنباتات، وتمثل الهيئة الرئيسية لجهاز المناعة لدى اللافقاريات.<ref name="pmid19997068" /> [[جملة المتممة|الجهاز المتمم]] والخلايا البلعمية هي أكثر أنواع المناعة المستخدمة بواسطة هيئات الحياة اللافقارية. ال[[ريبونوكلياز]]ات ومسار [[تدخل الرنا]] محفوظان لدى جميع حقيقيات النوى، ويُعتقد أنهما يلعبان دورا في الاستجابة المناعية ضد الفيروسات.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Stram Y, Kuzntzova L | عنوان = Inhibition of viruses by RNA interference | صحيفة = Virus Genes | المجلد = 32 |لغة=en| العدد = 3 | صفحات = 299–306 | تاريخ = Jun 2006 | pmid = 16732482 | doi = 10.1007/s11262-005-6914-0 | pmc = 7088519 }}</ref>

لا تملك النباتات خلايا بلعمية -على خلاف الحيوانات- لكن العديد من الاستجابات المناعية للنباتات تتضمن إشارات كيميائية نظامية تُرسل عبر مختلف أنحاء جسم النبات.<ref name= Plant>{{استشهاد ويب | عدة مؤلفين = Schneider D |عنوان=Innate Immunity&nbsp;– Lecture 4: Plant immune responses| ناشر = Stanford University Department of Microbiology and Immunology |مسار= https://web.stanford.edu/class/mi104/Plant%20immunity.pdf | تاريخ الوصول = 1 January 2007|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230314002612/http://web.stanford.edu/class/mi104/Plant%20immunity.pdf|تاريخ أرشيف=2023-03-14|لغة=en}}</ref> تستجيب الخلايا النباتية الفردية للجزيئات ذات الصلة بالفيروسات عبر التعرف على [[نمط جزيئي مرتبط بالممراض|الأنماط الجزيئية المرتبطة بالممراض]] ({{ام|PAMPs|pathogen-associated molecular pattern}}).<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Jones JD, Dangl JL | عنوان = The plant immune system | صحيفة = Nature | المجلد = 444 |لغة=en| العدد = 7117 | صفحات = 323–29 | تاريخ = Nov 2006 | pmid = 17108957 | doi = 10.1038/nature05286 | bibcode = 2006Natur.444..323J | doi-access = free }}</ref> حين يصاب جزء من النبات بالعدوى، يُحدِث النبات [[استجابة فرط تحسسية]] موضعية، تخضع فيها الخلايا الموجودة في موقع العدوى إلى [[استماتة (بيولوجيا)|استماتة]] سريعة لمنع انتشار المرض إلى أجزاء أخرى من النبات. [[مقاومة مكتسبة نظامية|المقاومة المكتسبة النظامية]] هي نوع من الاستجابة المناعية المستخدمة بواسطة النباتات لجعل كامل جسم النبتة مقاوم ل[[ممراض]] محدد.<ref name= Plant /> آليات [[تدخل الرنا|إسكات الرنا]] مهمة خصوصًا في هذه الاستجابة النظامية لأن بإمكانها منع [[تنسخ الفيروس|تضاعف الفيروس]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Baulcombe D | عنوان = RNA silencing in plants | صحيفة = Nature | المجلد = 431 |لغة=en| العدد = 7006 | صفحات = 356–63 | تاريخ = Sep 2004 | pmid = 15372043 | doi = 10.1038/nature02874 | bibcode = 2004Natur.431..356B | s2cid = 4421274 }}</ref>

=== جهاز مناعة تكيفي بديل ===
حدث [[جهاز مناعي تكيفي#التطور|تطور جهاز المناعة التكيفي]] لدى سلفٍ من [[فكيات|الفقاريات الفكية]]. العديد من الجزيئات الخاصة بجهاز المناعة التكيفي مثل ([[جسم مضاد|الغلوبولينات المناعية]] ({{ام|Ig|immunoglobulin}})، [[مستقبل خلية تي|مستقبلات الخلايا التائية]] ({{ام|TCR|T-cell receptor}}) و[[معقد التوافق النسيجي الكبير]]({{ام|MHC|Major histocompatibility complex}})) تتواجد لدى الفقاريات الفكية فقط. مع ذلك، اكتشفت جزئيات مميزة تفرزها الخلايا اللمفاوية لدى [[لافكيات|الفقاريات اللافكية]] مثل: ال[[جلكيات]] و[[أسماك مخاطية|الأسماك المخاطية]]. تمتلك هذه الحيوانات مجموعة كبيرة من الجزيئات تسمى [[مستقبل الخلية اللمفاوية المتغير|مستقبلات الخلية اللمفاوية المتغيرة]] ({{ام|VLRs|Variable lymphocyte receptors}}) والتي -على غرار مستقبلات المستضد الخاصة بالفقاريات الفكية- تُنتج من عدد قليل (واحد أو إثنين) من الجينات. يُعتقد بأن هذه الجزيئات ترتبط بمستضدات الممراض بطريقة مشابهة للأجسام المضادة، وبنفس الدرجة من التخصصية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Alder MN, Rogozin IB, Iyer LM, Glazko GV, Cooper MD, Pancer Z | عنوان = Diversity and function of adaptive immune receptors in a jawless vertebrate | صحيفة = Science | المجلد = 310 | العدد = 5756 |لغة=en| صفحات = 1970–73 | تاريخ = Dec 2005 | pmid = 16373579 | doi = 10.1126/science.1119420 | bibcode = 2005Sci...310.1970A | doi-access = free }}</ref>

=== التلاعب بواسطة الممراضات ===
يعتمد نجاح أي ممراض على قدرته في تفادي الاستجابات المناعية للمضيف الذي يصيبه، لذلك طورت الممراضات طرقا عديدة تسمح لها بإصابة المضيف بنجاح مع تجنب اكتشاف أو تدمير جهاز المناعة لها.<ref name=Finlay>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Finlay BB, McFadden G | s2cid = 15418509 | عنوان = Anti-immunology: evasion of the host immune system by bacterial and viral pathogens | صحيفة = Cell | المجلد = 124 | العدد = 4 |لغة=en| صفحات = 767–82 | تاريخ = Feb 2006 | pmid = 16497587 | doi = 10.1016/j.cell.2006.01.034 | doi-access = free }}</ref> تتغلب البكتيريا على الحواجز الفيزيائية غالبا عبر إفراز إنزيمات تهضم هذه الحواجز، على سبيل المثال: عبر استخدم [[نظام الإفراز النوع 2]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Cianciotto NP | عنوان = Type II secretion: a protein secretion system for all seasons | مسار = https://archive.org/details/sim_trends-in-microbiology_2005-12_13_12/page/581 | صحيفة = Trends in Microbiology | المجلد = 13 | العدد = 12|لغة=en | صفحات = 581–88 | تاريخ = Dec 2005 | pmid = 16216510 | doi = 10.1016/j.tim.2005.09.005 }}</ref> وفي طريقة أخرى تستخدم [[النظام الإفرازي الثالث في البكتيريا|نظام الإفراز النوع 3]]، وفيها تُدخل أنبوبا أجوفا داخل الخلية المضيفة يتيح طريقا مباشرا للبروتينات كي تنتقل من الممراض إلى المضيف. تُستخدم هذه البروتينات في الغالب لإيقاف دفاعات المضيف.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Winstanley C, Hart CA | عنوان = Type III secretion systems and pathogenicity islands | مسار = https://archive.org/details/sim_journal-of-medical-microbiology_2001-02_50_2/page/116 |لغة=en| صحيفة = Journal of Medical Microbiology | المجلد = 50 | العدد = 2 | صفحات = 116–26 | تاريخ = Feb 2001 | pmid = 11211218 | doi = 10.1099/0022-1317-50-2-116 }}</ref>

إحدى استراتيجيات التجنب المستخدمة بواسطة العديد من الممراضات لتفادي جهاز المناعة الفطري هي الاختباء ضمن الخلايا الخاصة بالمضيف (ويسمى كذلك ال[[إمراض]] بين الخلوي)، وفيه يقضي الممراض معظم [[دورة حياة (أحياء)|دورة حياته]] داخل خلايا المضيف، أين يكون محميا من التآثر المباشر مع الخلايا المناعية والأجسام المضادة والجهاز المتمم. من الأمثلة على الممراضات بين الخلوية: الفيروسات، بكتيريا [[تسمم غذائي|التسمم الغذائي]] ال[[سلمونيلا]] والطفيليات حقيقية النوى التي تسبب المالاريا (ال[[متصورة]]) و[[داء الليشمانيات]] ([[ليشمانيا]]). تعيش بعض البكتيريا الأخرى مثل [[متفطرة سلية|المتفطرة السلية]] داخل كبسولات واقية تحميها من [[انحلال|التحلل]] بواسطة الجهاز المتمم.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Finlay BB, Falkow S | عنوان = Common themes in microbial pathogenicity revisited | صحيفة = Microbiology and Molecular Biology Reviews | المجلد = 61 | العدد = 2 |لغة=en| صفحات = 136–69 | تاريخ = Jun 1997 | doi = 10.1128/mmbr.61.2.136-169.1997 | pmid = 9184008 | pmc = 232605 }}</ref> تفرز العديد من الممراضات مركبات تُضعف الاستجابة المناعية للمضيف أو تعمل على تضليلها.<ref name=Finlay /> تشكل بعض البكتيريا [[غشاء حيوي رقيق|أغشية حيوية رقيقة]] لحماية أنفسها من خلايا وبروتينات الجهاز المناعي. وتتواجد مثل هذه الأغشية الرقيقة في العديد من الإصابات بالعدوى الناجحة، كما هو الحال عند الإصابة ب[[زائفة زنجارية|الزائفة الزنجارية]] و[[بيركهولدرية بصلية جديدة|البيركهولدرية البصلية الجديدة]] التي هي من سمات [[تليف كيسي|التليف الكيسي]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Kobayashi H | s2cid = 31788349 | عنوان = Airway biofilms: implications for pathogenesis and therapy of respiratory tract infections | صحيفة = Treatments in Respiratory Medicine | المجلد = 4| لغة=en| العدد = 4 | صفحات = 241–53 | سنة = 2005 | pmid = 16086598 | doi = 10.2165/00151829-200504040-00003 }}</ref> تخلِّق بعض البكتيريا بروتينات سطحية ترتبط بالأجسام المضادة وتجعلها غير فعالة، ومن الأمثلة عليها: ال[[عقدية]] (ال[[بروتين غ]])، [[مكورة عنقودية ذهبية|المكورة العنقودية الذهبية]] ([[بروتين A|البروتين أ]]) و[[هضمونية عقدية|الهضمونية العقدية]] ماغنوس (ال[[بروتين ل]]).<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Housden NG, Harrison S, Roberts SE, Beckingham JA, Graille M, Stura E, Gore MG | عنوان = Immunoglobulin-binding domains: Protein L from Peptostreptococcus magnus | صحيفة = Biochemical Society Transactions | المجلد = 31 |لغة=en| العدد = Pt 3 | صفحات = 716–18 | تاريخ = Jun 2003 | pmid = 12773190 | doi = 10.1042/BST0310716 | s2cid = 10322322| مسار = http://pdfs.semanticscholar.org/a2a4/223fb0694e0137c5c82d002e7e9e07b7143b.pdf | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190302214414/http://pdfs.semanticscholar.org/a2a4/223fb0694e0137c5c82d002e7e9e07b7143b.pdf | حالة المسار = dead | تاريخ أرشيف = 2019-03-02 }}</ref>

[[هروب مستضدي|الآليات المستخدمة لتفادي]] جهاز المناعة التكيفي أكثر تعقيدا. أبسط الطرق هي التغيير السريع [[حاتمة|للحاتمات]] غير الأساسية (أحماض أمينية و/أو سكريات) على سطح الممراض، مع إبقاء الحاتمات الأساسية مستورة. يسمى هذا ب[[تنوع مولدات الضد في البكتيريا|التغير المستضدي]]. أحد الأمثلة هو [[فيروس العوز المناعي البشري|فيروس الإيدز]] الذي يتطفر بسرعة، لكي تتغير باستمرار البروتينات الموجودة على سطح [[غلاف الفيروس|غلافه الفيروسي]] التي يستخدمها للدخول إلى المضيف. يمكن أن تفسِّر هذه التغيرات المتواترة في المستضدات فشل اللقاحات المطورة ضد هذا الفيروس.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Burton DR, Stanfield RL, Wilson IA | عنوان = Antibody vs. HIV in a clash of evolutionary titans | صحيفة = Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America | المجلد = 102 |لغة=en| العدد = 42 | صفحات = 14943–48 | تاريخ = Oct 2005 | pmid = 16219699 | pmc = 1257708 | doi = 10.1073/pnas.0505126102 | bibcode = 2005PNAS..10214943B | doi-access = free }}</ref> يستخدم طفيلي [[مثقبية بروسية|المثقبية البروسية]] إستراتيجية مماثلة، يغير فيها باستمرار بروتيناته السطحية من نوع لآخر، ويمنحه ذلك السبق ويمكِّنه من تجنب استجابة الأجسام المضادة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Taylor JE, Rudenko G | عنوان = Switching trypanosome coats: what's in the wardrobe? | مسار = https://archive.org/details/sim_trends-in-genetics_2006-11_22_11/page/614 | صحيفة = Trends in Genetics | المجلد = 22 | العدد = 11 |لغة=en| صفحات = 614–20 | تاريخ = Nov 2006 | pmid = 16908087 | doi = 10.1016/j.tig.2006.08.003 }}</ref> إخفاء المستضدات بجزيئات المضيف هي استراتيجية شائعة أخرى لتجنب الانكشاف لجهاز المناعة. في فيروس الإيدز، الغلاف الذي يغطي الفيروس مصنوع من الغشاء الخارجي للخلية المضيفة، وهذا «الستر الذاتي» للفيروسات يصعِّب مهمة الجهاز المناعي في اكتشاف وتحديد الجزيئات والبُنى «غير الذاتية».<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Cantin R, Méthot S, Tremblay MJ | عنوان = Plunder and stowaways: incorporation of cellular proteins by enveloped viruses | صحيفة = Journal of Virology | المجلد = 79 |لغة=en| العدد = 11 | صفحات = 6577–87 | تاريخ = Jun 2005 | pmid = 15890896 | pmc = 1112128 | doi = 10.1128/JVI.79.11.6577-6587.2005 }}</ref>

== تاريخ علم المناعة ==
{{تفاصيل|تاريخ علم المناعة}}
[[ملف:Paul Ehrlich 1915.jpg|تصغير|alt= Portrait of an older, thin man with a beard wearing glasses and dressed in a suit and tie|حصل بول إيرليش (1854-1915) على جائزة نوبل عام 1908 لمساهماته في علم المناعة.<ref name= 1908Nobel/>]]

[[علم المناعة]] هو العلم الذي يدرس بنية ووظيفة الجهاز المناعي، ونشأ من [[طب|الطب]] والدراسات المبكرة حول أسباب المناعة ضد الأمراض. أقدم إشارة معروفة للمناعة كانت خلال [[طاعون أثينا]] في 430 قبل الميلاد. لاحظ [[ثوقيديدس]] أن الأشخاص الذين تعافوا من نوبة سابقة للمرض يمكنهم الاهتمام بالمرضى وخدمتهم دون أن يصابوا بالمرض مرة ثانية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Retief FP, Cilliers L | عنوان = The epidemic of Athens, 430–426 BC | صحيفة = South African Medical Journal = Suid-Afrikaanse Tydskrif vir Geneeskunde | المجلد = 88 | العدد = 1 |لغة=en| صفحات = 50–53 | تاريخ = Jan 1998 | pmid = 9539938 }}</ref> في القرن الثامن عشر، أجرى [[بيير لوي موبرتوي]] تجاربا بسم العقرب ولاحظ أن بعض الكلاب والفئران محصنة ضد هذا السم.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Ostoya P |عنوان=Maupertuis et la biologie |صحيفة=Revue d'histoire des sciences et de leurs applications |سنة=1954 |لغة=en|المجلد=7 |العدد=1 |صفحات=60–78 |doi=10.3406/rhs.1954.3379}}</ref> في القرن العاشر، كتب الطبيب الفارسي [[أبو بكر الرازي]] (المعروف أيضًا باسم الرازي) أول نظرية مسجلة عن المناعة المكتسبة<ref name="early_trends">{{ترقيم استشهادات
|م1={{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Doherty M, Robertson MJ | عنوان = Some early Trends in Immunology | صحيفة = Trends in Immunology | المجلد = 25 |لغة=en| العدد = 12 | صفحات = 623–31 | تاريخ = December 2004 | pmid =  15530829| doi = 10.1016/j.it.2004.10.008 }}
|م2={{استشهاد مختصر|1=Silverstein|2=1989|ص=6|لغة=en}}}}</ref> مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين نجوا من وباء الجدري لديهم حصانة ضد الإصابة [[جدري|بالجدري]] مستقبلًا. على الرغم من أنه شرح المناعة بأنها طردُ «الرطوبة الزائدة» من الدم -ومنه منع حدوث المرض مرة ثانية- فقد فسرت هذه النظرية العديد من الملاحظات حول الجدري المعروفة خلال هذا الوقت.<ref>{{استشهاد مختصر|1=Silverstein|2=1989|ص=7|لغة=en}}</ref>

استغل [[لويس باستور]] هذه الملاحظات وغيرها المتعلقة بالمناعة المكتسبة في تطويره للتطعيم واقترح نظريته القائلة [[نظرية جرثومية المرض|بالأصل الجرثومي للمرض]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين = Plotkin SA | عنوان = Vaccines: past, present and future | صحيفة = Nature Medicine | المجلد = 11| لغة=en| العدد = 4 Suppl | صفحات = S5–11 | تاريخ = Apr 2005 | pmid = 15812490 | doi = 10.1038/nm1209 | pmc = 7095920 }}</ref> كانت نظرية باستور في تعارض تام مع النظريات المعاصرة للمرض، مثل [[نظرية ميازما]]. ولم يثبت أن الكائنات المجهرية هي سبب الأمراض [[عدوى|المعدية]] إلا بعد أن [[فرضيات كوخ|أثبت]] ذلك [[روبرت كوخ]] في عام 1891 وحصل على [[جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء|جائزة نوبل]] في عام 1905 م.<ref>{{استشهاد ويب |مؤلف =   Alberts B, Johnson A, Lewis J, Raff M, Roberts K, Walters P |عنوان =  The Nobel Prize in Physiology or Medicine 1905 |مسار =  https://www.nobelprize.org/prizes/medicine/1905/summary/ |مسار أرشيف  =  https://web.archive.org/web/20061210184150/http://nobelprize.org/nobel_prizes/medicine/laureates/1905/ |تاريخ أرشيف =  10-12-2006 |موقع =  |لغة =  en |تاريخ الوصول =  24-05-2023}}</ref> وتأكدت الفيروسات باعتبارها من مسببات الأمراض البشرية في عام 1901، مع اكتشاف فيروس [[حمى صفراء|الحمى الصفراء]] بواسطة [[ولتر ريد]].<ref>[https://web.archive.org/web/20071023070838/http://www.wramc.amedd.army.mil/welcome/history/ Major Walter Reed, Medical Corps, U.S. Army] Walter Reed Army Medical Center. Retrieved on 8 January 2007.</ref>

حقق علم المناعة تقدمًا كبيرًا في نهاية القرن التاسع عشر، من خلال التطورات السريعة التي حصلت على دراسة [[مناعة خلطية|المناعة الخلطية]] و[[مناعة خلوية|المناعة الخلوية]].<ref name= Metch>{{استشهاد بكتاب| عدة مؤلفين = Metchnikoff E | مؤلف-وصلة = Elie Metchnikoff | مترجم-الأخير = Binnie FG | عنوان =Immunity in Infective Diseases| ناشر =Cambridge University Press| سنة =1905 |مسار= https://archive.org/details/immunityininfec01metcgoog | اقتباس =history of humoral immunity. | صيغة =Full Text Version: Internet Archive| lccn = 68025143|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210308033241/https://archive.org/details/immunityininfec01metcgoog|تاريخ أرشيف=2021-03-08|لغة=en}}</ref> وممَّا يكتسي أهمية خاصة العمل الذي قام به [[باول إرليش|بول إرليش]]، الذي اقترح {{وإو|نظرية السلسلة الجانبية|Side-chain theory}} لتوضيح خصوصية [[تفاعل الجسم المضاد ومولد الضد|تفاعل الجسم المضاد والمستضد]]؛ وقد اعتُرف بمساهماته في فهم المناعة الخلطية بحصوله على جائزة نوبل في عام 1908 بالاشتراك مع [[إيليا ميتشنيكوف]] مؤسس علم المناعة الخلوية.<ref name= 1908Nobel>{{استشهاد ويب|ناشر= The Nobel Prize |لغة=en|عنوان    = The Nobel Prize in Physiology or Medicine 1908|تاريخ الوصول= 8 January 2007|تاريخ أرشيف= 7 مارس 2023|مسار     = http://nobelprize.org/nobel_prizes/medicine/laureates/1908/|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230307110648/https://www.nobelprize.org/prizes/medicine/1908/summary/}}</ref> في عام 1974، طور [[نيلس يرني|نيلس كاي يرني]] {{وإو|نظرية الشبكة المناعية|Immune network theory}} وحصل على جائزة نوبل في عام 1984 مع [[جورج كوهلر]] و[[سيزار ميلشتاين]] عن نظريات تتعلق بجهاز المناعة.<ref>{{ترقيم استشهادات
|م1={{استشهاد ويب |ناشر= The Nobel Prize|عنوان    = Niels K. Jerne|تاريخ الوصول= 27 November 2020|تاريخ أرشيف= 8 مارس 2023|مسار     = https://www.nobelprize.org/prizes/medicine/1984/jerne/facts/|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230308065901/https://www.nobelprize.org/prizes/medicine/1984/jerne/biographical/?_pjax=%23pjax-well|لغة=en}}
|م2={{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=He put the Id in Idiotype|صحيفة=EMBO Reports|تاريخ=4 October 2003|عدة مؤلفين= Yewdell J |المجلد=4|العدد=10|لغة=en|صفحة=931|pmc=1326409|doi=10.1038/sj.embor.embor951|النوع= Book review}}}}</ref>
{{-}}

== انظر أيضًا ==
{{تصنيف كومنز|Immune system}}
{{سكوليا}}
{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=2|الأعمدة=
* [[مستقبل Fc]]
* [[مستقبل مناعي]]
* [[منشط مناعي]]
* [[جهاز مناعي عصبي]]
* [[مقاومة النباتات للأمراض]]
* [[استجابة الخلية البائية متعددة النسائل]]
* [[مولد الضد]]
}}

== المراجع ==
=== بِاللُغة العربيَّة ===
{{مراجع|مجموعة=ar}}
=== بِاللُغة الألمانية ===
{{مراجع|محاذاة=نعم|مجموعة=de}}

=== بِاللُغة الإنجليزيِّة ===
{{مراجع|محاذاة=نعم}}

=== قراءة معمقة ===
<small>المراجع مرتبة حسب تاريخ النشر</small>
{{بداية المراجع|2|محاذاة=نعم}}
* {{استشهاد بكتاب| مؤلف1= Silverstein AM |عنوان=A History of Immunology|مسار=https://archive.org/details/historyofimmunol0000silv |سنة=1989|ناشر=Academic Press|isbn=978-0-08-092583-7|لغة=en|مرجع=Silverstein1989}}
* {{استشهاد بكتاب| مؤلف1= Stvrtinová V, Jakubovský J, Hulín I |عنوان= Pathophysiology: Principles of Disease |ناشر=Academic Electronic Press |سنة=1995 |مكان=Computing Centre, Slovak Academy of Sciences|لغة=en}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Janeway CA, Travers P, Walport M |عنوان=Immunobiology | طبعة = 5th | ناشر = Garland Science |سنة=2001 |مسار= https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK27112/#A1746 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230312060704/https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK27112/|تاريخ أرشيف=2023-03-12|لغة=en}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Alberts B, Johnson A, Lewis J, Raff M, Roberts K, Walters P  |عنوان=Molecular Biology of the Cell | طبعة = Fourth | ناشر = Garland Science| سنة = 2002 | مكان = New York and London |مسار= https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/bv.fcgi?call=bv.View..ShowTOC&rid=mboc4.TOC&depth=2 | isbn = 978-0-8153-3218-3 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230314002609/https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/bv.fcgi?call=bv.View..ShowTOC&rid=mboc4.TOC&depth=2|تاريخ أرشيف=2023-03-14|لغة=en|مرجع=Alberts2002}}
* {{استشهاد بكتاب| مؤلف1= Wira CR, Crane-Godreau M, Grant K  |سنة=2004  |عنوان=Mucosal Immunology | عدة محررين = Ogra PL, Mestecky J, Lamm ME, Strober W, McGhee JR, Bienenstock J | ناشر = Elsevier | مكان = San Francisco | isbn = 0-12-491543-4|لغة=en}}
* {{استشهاد بكتاب |محرر1= Bertok L, Chow D |عنوان= Natural Immunity |المجلد= 5 |طبعة= 1st |سنة= 2005 |isbn= 978-0-44451-755-5| مؤلف1= Bertok L, Chow D|لغة=en|مرجع=Bertok2005}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Janeway CA |عنوان=Immunobiology | طبعة = 6th | ناشر = Garland Science |سنة=2005 | isbn = 0-443-07310-4|لغة=en}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Krishnaswamy G, Ajitawi O, Chi DS | عنوان = Mast Cells | الفصل = The human mast cell: an overview | سلسلة = Methods in Molecular Biology | المجلد = 315 | صفحات = 13–34 | سنة = 2006 | pmid = 16110146 | doi = 10.1385/1-59259-967-2:013 | isbn = 1-59259-967-2|لغة=en|مرجع=Krishnaswamy2006}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Reece J| عنوان=Campbell biology | ناشر=Pearson Australia | مكان النشر=Frenchs Forest, N.S.W | سنة=2011 | isbn=978-1-4425-3176-5 | oclc=712136178|مرجع=Reece2011}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Rajalingam R | عنوان = Immunogenetics | المجلد = 882 | صفحات = 391–414 | سنة = 2012 | pmid = 22665247 | doi = 10.1007/978-1-61779-842-9_23 | isbn = 978-1-61779-841-2 | سلسلة = Methods in Molecular Biology|لغة=en}}
* {{استشهاد بكتاب| مؤلف1= Ciccone CD |عنوان= Pharmacology in Rehabilitation (Contemporary Perspectives in Rehabilitation) |طبعة= 5th |ناشر= F.A. Davis Company |سنة= 2015 |isbn=  978-0-80364-029-0|لغة=en|مرجع=Ciccone2015}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Murphy K, Weaver C | عنوان = Immunobiology | تاريخ = 2016 | ناشر = Garland Science | isbn = 978-0-8153-4505-3 | طبعة=9|لغة=en|مرجع=Murphy2016}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Iriti M | عنوان=Plant Innate Immunity 2.0 | ناشر=MDPI |مكان=Basel| سنة=2019 | isbn=978-3-03897-580-9 | oclc=1105775088 |doi=10.3390/books978-3-03897-581-6 |doi-access=free|لغة=en|مرجع=Iriti2019}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف=L. Sompayrac  | عنوان=How the immune system works | ناشر=Wiley-Blackwell | مكان=Hoboken, NJ | سنة=2019 | isbn=978-1-119-54212-4 | oclc=1083261548|لغة=en|مرجع=Sompayrac2019}}
{{نهاية المراجع}}

== وصلات خارجية ==
* [https://web.archive.org/web/20070102153438/http://pathmicro.med.sc.edu/book/immunol-sta.htm كتاب علم الأحياء الدقيقة والمناعة عبر الإنترنت] - من [[جامعة كارولاينا الجنوبية]] كلية الطب (المستوى الجامعي).
{{جهاز لمفاوي}}
{{أعضاء وأجهزة الجسم}}
{{جهاز مناعي}}
{{ببتيدازات داخلية سيرينية}}
{{ضبط استنادي}}
{{مصادر طبية}}
{{روابط شقيقة|commons=Immune system}}
{{شريط بوابات|طب|علم الأحياء|علم الأحياء الخلوي والجزيئي|علم الفيروسات}}
{{شريط محتوى متميز|1=مختارة|التاريخ=27 يوليو 2023|النسخة=63511931|تاريخ مراجعة الزملاء=27 مايو 2023}}

[[تصنيف:جهاز مناعي| ]]