عرض مصدر الروك (مساحة)

'''الروك'''{{للهامش|1}} كلمة قبطية<ref name="Ibn">[[الأسعد بن مماتي|ابن مماتي]]: قوانين الدواوين. تحقيق د. [[عزيز سوريال عطية]]. مكتبة مدبولي. ص 455</ref>، من '''روش'''<ref name="Emara">د. [[محمد عمارة]]: قاموس المصطلحات في الحضارة الإسلامية.دار الشروق.1993. ص 261</ref> {{لغة-قبطية|ⲣⲱϣ}}<ref name="Crum">[[والتر إوينج كرم|W. E. Crum]], A Coptic Dictionary, Oxford, 1939, p. 308</ref>
<ref name="Dawoud">معوض داود عبد النور: قاموس اللغة القبطية للهجتين البحيرية والصعيدية – قبطي عربي. ص 332</ref>، معناها قياس الأرض ب[[فدان|الفدان]] وتثمينها أي تقدير درجة خصوبتها لتقدير [[خراج (توضيح)|الخراج]] عليها. ويقابل الروك في وقتنا الحاضر عملية المساحة العامة ([[المسح العقاري]]) وعملية تقدير الضرائب.<ref name="Ramzy">[[محمد رمزي]]: القاموس الجغرافي للبلاد المصرية. القسم الأول البلاد المندرسة. الهيئة المصرية العامة للكتاب.1994. ص 9</ref><ref name="Takmelat">[[رينهارت دوزي]]: تكملة المعاجم العربية، ترجمة د. محمد سليم النعيمي الجزء الخامس ذ. ر. ز، منشورات وزارة الثقافة والإعلام 1982 الجمهورية العراقية سلسلة المعاجم والفهارس 48. ص 255</ref> وفي مصطلحات الإدارة المعاصرة يسمى '''فك الزمام وتعديله'''.<ref name="Emara" />

و[[تقي الدين المقريزي|المقريزي]] يذكر عمل الروك في باب «ذكر قبالات أراضي مصر» وفيه يذكر عمل [[خراج (توضيح)|الخراج]] وكيفية تحصيله، فيذكر التالي: {{اقتباس مضمن|فإذا مضى من الزمان ثلاثون سنة حوّلوا السنة، وراكوا البلاد كلها، وعدّلوها تعديلاً جديداً، فزيد فيما يحتمل الزيادة من غير ضمان البلاد، ونقص فيما يحتاج إلى التنقيص منها.<ref name="Maqrizi">تقي الدين المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار.</ref>}}، وفي نفس الباب: {{اقتباس مضمن|فخاطب الأفضل ابن أمير الجيوش: في أن يحل الإقطاعات جميعها ويروكها وعرفه أن المصلحة في ذلك تعود على المقطعين والديوان لأنّ الديوان يتحصل له من هذه الفواضل جملة يحصل بها بلاد مقورة، فأجاب إلى ذلك، وحل جميع الإقطاعيات وراكها.<ref name="Maqrizi" />}}.

وكانت عملية مسح الأراضي تتم في مصر بشكل دوري بسبب فيضان نهر النيل سنويا، ففي جغرافية [[سترابو|استرابون]] يذكر: {{اقتباس مضمن|أن النيل يغمر الأرض ويزيل الحدود ويغير المظاهر، كما أنه لا يصل إلى الأرض فتبور أو يظل الماء في الأرض المنخفضة فلا تزرع، كما أنه في بعض الحالات يرتفع إلى أن يغمر أرضاً جديدة فتدخل في نطاق الأرض الزراعية.<ref>وهيب كامل: استرابون في مصر، القاهرة، 1953، ص 46</ref>}}، ونتيجة لهذا تصبح عملية المسح ضرورية لمعاينة التغيرات الحادثة على الزمامات الزراعية وتسجيلها بالدواوين، وبذا تمثل نتائج الروك وثائق مهمة لمعرفة النواحي العمرانية والوحدات الزمامية وكذا تصنيف الأرض المزروعة طبقا لدرجة خصوبتها ومقدار الخراج والعبرة المقررتين على كل وحدة.<ref>د. إبراهيم دسوقي محمد: الحيازة الزراعية للعربان في الروك الناصري (715 هـ/1315) وأثرها في استقرار القبائل العربية بمصر. ص 4، 5</ref>

وعمل الروك لم يكن يقتصر على الديار المصرية فحسب، بل تم عمله في الديار الشامية كما ورد في «السلوك لمعرفة دول الملوك»: {{اقتباس مضمن|وفيه كان روك المملكة الطرابلسية على يد شرف الدين يعقوب ناظر حلب، فاستقر أمرها لاستقبال رمضان سنة عشر وسبعمائة الهلالي، ومن الخراجى لاستقبال مغل سنة سبع عشرة. و تو بهذا الروك إقطاعات ستة أمراء طبلخاناه، وثلاثة إقطاعات أمراء عشروات، وأبطل منها رسوم الأفراح، ورسوم السجون، وغير ذلك من المكوس التي كان مبلغها في كل سنة مائة ألف درهم وعشرة آلاف درهم، وقدم شرف الدين بأوراق الروك إلى القاهرة.<ref name="Maqrizi1">تقي الدين المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك.</ref>}}

== أعمال الروك في مصر ==
# على يد ابن رفاعة عامل الخراج في خلافة [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]] وأخيه [[سليمان بن عبد الملك]]، حوالي سنة [[97 هـ|97 هجرية]].<ref name="Toson">عمر طوسون: مالية مصر من عهد الفراعنة إلى الآن. طبعة 1931. ص 195</ref>
# على يد [[عبيد الله بن الحبحاب|ابن الحبحاب]] في خلافة [[هشام بن عبد الملك]]، حوالي سنة [[110 هـ|110 هجرية]].<ref name="Toson" />
# على يد [[ابن المدبر|ابن مدبر]] في خلافة [[محمد المعتز بالله|المعتز بالله]]، حوالي سنة [[253 هـ|253 هجرية]].<ref name="Toson" />
# الروك الأفضلي على يد [[الأفضل شاهنشاه|الأفضل ابن أمير الجيوش]] في عهد [[الآمر بأحكام الله]]، حوالي سنة [[501 هـ|501 هجرية]].<ref name="AlShayyal">د. جمال الدين الشيال: دراسات في التاريخ الإسلامي. طبعة 2000. ص 99</ref>
# [[الروك الصلاحي]] في عهد الناصر [[صلاح الدين الأيوبي]]، حوالي سنة [[572 هـ|572 هجرية]].<ref name="AlShayyal" /> ذكره المقريزي في الجزء الأول في باب «ذكر قبالات أرض مصر».
# الروك الحسامي في عهد المنصور [[المنصور حسام الدين لاجين|حسام الدين لاجين]]، حوالي سنة [[697 هـ|697 هجرية]].
# الروك الناصري في عهد الناصر [[الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون|محمد بن قلاوون]]، حوالي سنة [[716 هـ|716 هجرية]]. وبالرغم من أن ابن الجيعان ينسب في مقدمة كتابه «التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية» هذا الروك إلى [[الأشرف زين الدين شعبان|الأشرف شعبان]]، إلا أن الرأي الغالب أنه الروك الناصري.<ref name="AlShayyal" />

== الروك الحسامي == 
وينسب للملك [[المنصور حسام الدين لاجين]]، ويذكر [[أبو العباس القلقشندي|القلقشندي]] تاريخ عمله في رجب الفرد سنة سبع وتسعين وستمائة.<ref name="Qalqashandi">أبو العباس القلقشندي: [[صبح الأعشى|صبح الأعشى في صناعة الإنشا]]. الجزء الثالث.المطبعة الأميرية بالقاهرة. 1914. ص 436</ref> وابن إياس يذكر بدء عمله يوم الإثنين سادس جمادى الأولى في نفس السنة، وكان القائم عليه شخص من المباشرين الأقباط يقال له «التاج الطويل»: {{اقتباس خاص|فشرع في كتب قوائم بمساحة البلاد وأسمائها، فأظهر النتيجة في ذلك. وجار على الناس ، وضج منه الأمراء وسائر الجند، وصار لا يراعي في الأنام خليلا. حتى قال فيه بعض الشعراء مداعبة:
{{أبيات|
تبا لكوم الريش من بلدة\\ليس بها رفد لمحتاج
والسبعة الأوجه لاتنسها\\ولعنة الله على التاج}}
وكانت ضواحي مصر يومئذ مقسمة على أربعة وعشرين قيراطا، منها أربعة قررايط للسلطان، وعشرة قررايط للأمراء والإطلاقات، وعشرة قررايط للجند كلهم، فرسم السلطان للتاج المذكور ، أن يكفي الأمراء والجند بعشرة قررايط، وأن يزاد الذي يشكي من الأجناد قيراطا، وبقي للسلطان ثلاثة عشر قيراطا، فشكوا الجند من ذلك وضجوا.<ref name="ُIbnEyas">محمد بن أحمد بن إياس الحنفي: بدائع الزهور في وقائع الدهور. تحقيق: محمد مصطفى. الجزء الأول من القسم الأول.ص 396</ref>}}

== الروك الناصري ==
{{مفصلة|الروك الناصري}}	
وينسب للملك [[الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون|الناصر محمد بن قلاوون]]، ويذكر القلقشندي تاريخ عمله في سنة ست عشرة وسبعمائة.<ref name="Qalqashandi" /> ويذكر المقريزي في خططه أن الروك الناصري بدأ سنة خمس عشرة وسبعمائة واستمر خمسة وسبعون يوما: {{اقتباس خاص|وفي سنة خمس عشرة وسبعمائة اختار السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون أن يروك الديار المصرية، وأن يبطل منها مكوساً كثيرة، ويفضل لخاص مملكته شيئاً كثيراً من أراضي مصر ،...، وكتب مرسوماً للأمير بحر الدين جيكل بن البابا أن يخرج لناحية الغربية ومعه أعزل الحاجب ومن الكتاب المكين بن فرويته، وأن يخرج الأمير عز الدين إيدمر الخطيريّ إلى ناحية الشرقية، ومعه الأمير ايتمش المجدي، ومن الكتاب أمين الدولة ابن قرموط، وأن يخرج الأمير بلبان الصرخدي والقليجي وابن طرنطاي، وبيبرس الجمدار إلى ناحية المنوفية والبحيرة، وأن يخرج البليلي والمرتيني إلى الوجه القبلي، وندب معهم كتاباً ومستوفين وقياسين، فساروا إلى حيث ذكر، فكان كل منهم إذا نزل بأوّل عمله طلب مشايخ كل بلد ودُلَلائِها وعدولها وقضاتها وسجلاتها التي بأيدي مقطعيها، وفحص عن متحصلها من عين وغلة وأصناف، ومقدار ما تحتوي عليه من الفدن ومزروعها وبورها، وما فيها من ترايب وبواق وغرس ومستبحر، وعبرة الناحية وما عليها لمقطعيها من غلة ودجاج وخراف وبرسيم وكشك وكعك، وغير ذلك من الضيافة فإذا حرّر ذلك كله ابتدأ بقياس تلك الناحية وضبط بالعدول والقياسين وقاضي العمل ما يظهر بالقياس الصحيح، وطلب مكلفات تلك القرية وغنداقها وفضل ما فيها من الخاص السلطاني وبلاد الأمراء وإقطاعات الأجناد والرزق حتى ينتهي إلى آخر عمله ،...،  ثم حضروا بعد خمسة وسبعين يوماً وقد تحرّر في الأوراق المحضرة حال جميع ضياع أرض مصر، ومساحتها وعبرة أراضيها وما يتحصل عن كل قرية من عين وغلة وصنف،..، وأبطل السلطان عدة مكوس: منها مكس ساحل الغلة،...<ref name="Maqrizi" />}}.

== انظر أيضاً ==
* [[الروك الصلاحي]]
* [[التربيع العثماني]]

== ملاحظات ==
{{هامش|1}} في معجم تيمور للألفاظ العامية: {{اقتباس مضمن|والرُّوك عندهم - أي العامة : الأرض المشاعة بين الشركاء لم تقسم.<ref name="Taymor">أحمد تيمور: معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية. تحقيق: د. حسين نصار. الجزء الثالث.مطبعة دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة. 2002. ص  346</ref>}}

== مصادر ==
{{مراجع}}

{{شريط بوابات|مصر}}

[[تصنيف:مصطلحات إدارية]]
[[تصنيف:مصطلحات عربية]]
[[تصنيف:تقسيمات إدارية سابقة في مصر]]