هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
يرجى مراجعة هذه المقالة وإزالة وسم المقالات غير المراجعة، ووسمها بوسوم الصيانة المناسبة.

نظرية دينج شياو بينج

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دينج شياو بينج قاد الصين بين عامي 1978 و 1992

نظرية دينج شياو بينج (والمعروفة أيضًا باسم الدينجية) ، [1][2] هي سلسلة من الفكر والأيديولوجيات السياسية والاقتصادية التي طورها لأول مرة الرئيس الصيني دينج شياو بينج.[3] :1500لا ترفض النظرية الماركسية اللينينية أو الماوية، ولكنها تدَعي بدلاً من ذلك أنها تتكيف مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية المُعاصرة في الصين.[4][5]

لعبت النظرية دورًا مهمًا في اقتصاد الصين الحديث، حيث أكد (دينج) على أهمية انفتاح الصين على العالم الخارجي، [6] وتطبيق مبدأ الدولة الواحدة ونظامان مُختلفان، [3] :1500 والدعوة إلى البراجماتية أو الواقعية السياسية والاقتصادية.[7][8]

ملخص

إستيحاءًا من سياسة لينين الاقتصادية الجديدة، [9] شجعت نظرية (دينج) على بناء الاشتراكية داخل الصين من خلال جعلها تستوعب بعض (الخصائص الصينية)، [10] والتي استرشدت بالأصل بسياسة الإصلاح الاقتصادي في الصين بهدف التحسين الذاتي والتنمية للنظام الاشتراكي. ولم تقترح نظريته تحسين أو تطوير النظام الاقتصادي المغلق في الصين، بل تقترح الإطاحة بالنظام الاقتصادي القائم وإستبداله بنظام أكثر انفتاحًا.[11]

وقد رأى (دينج) أن الاستقرار الداخلي عامل مهم في التنمية الاقتصادية، حيث قال: « الصين في الحاجة الماسة إلى الاستقرار. وبدون بيئة مُستقرة، لا يمكننا تحقيق أي شيء، بل ربما نخسر ما اكتسبناه ». وأضاف أن « الاستقرار هو المنطلق الأساسي للإصلاح والتنمية. وبدون الاستقرار لا يمكن تحقيق أي شيء. » [12]

وتدين جمهورية الصين الشعبية بنموها الاقتصادي إلى حد كبير لإهتمام دينج شياو بينج بالإنتاج الاقتصادي، في ظل نظرية القوى المنتجة (وهي مجموعة فرعية من النظرية الماركسية في القرن العشرين). من وجهة نظر دينج، كانت المهمة التي تواجهها القيادة الصينية ذات شقين: (أ) تعزيز تحديث الاقتصاد الصيني، و (ب) الحفاظ على الوحدة الأيديولوجية للحزب الشيوعي الصيني وسيطرته خلال الإصلاحات الصعبة التي يتطلبها التحديث.[13] ويعتقد دينج أنه « فقط من خلال التطوير المستمر للقوى الإنتاجية يمكن لأي بلد أن يصبح قويًا ومزدهرا تدريجيًا، مع ارتفاع مستوى المعيشة ».[14]

جادل دينج بأن بسبب عُزلة الصين في النظام الدولي واقتصادها غير المتطور للغاية، فإن من أجل تحقيق الاشتراكية في الصين وسد الفجوة بين الصين والرأسمالية الغربية، فإنه سيتعين على الصين استيعاب بعض عناصر السوق وأبعاد الرأسمالية في اقتصادها.[15] ولكن، اقترح أن تطبيق ذلك يجب أن يكون من خلال الدولة. هذه المبادئ - في رأي دينج - سَمحت بتفسير أكثر ليبرالية لتحديث الصين إلى دولة اشتراكية، وهذه الابعاد تشمل خصائص السوق مثل التخطيط والإنتاج والتوزيع والتي يمكن تفسيرها على أنها اشتراكية بالأساس.[16] تم تحديد أهداف التحديث بمصطلح التحديثات الأربع (أو الأهداف الأربعة). كانت التحديثات الأربع، التي وضعها (تشوان لاي) في عام 1963، واستمر بها بعده (هوا جيو فينج) بعد عام 1976، هي لتحسين الزراعة والصناعة والدفاع القومي والعلوم والتكنولوجيا في الصين.[17] لا يزال الدينجيون (من يتبعون نظرية دينج) يعتقدون أن الصين تحتاج إلى ملكية عامة للأراضي والبنوك والمواد الخام والصناعات المركزية الاستراتيجية حتى تتمكن الحكومة المُنتخبة ديمقراطياً من اتخاذ القرارات حول كيفية استخدامها لصالح البلاد ككل بدلاً من أصحاب الأراضي، ولكن في الوقت نفسه ، يُسمح بالملكية الخاصة وتشجيعها في صناعات السلع النهائية والخدمات.[18][19][20] وفقا لنظرية دينج، الماَلكون الخاصين في هذه الصناعات ليسوا بورجوازيين. لأن وفقاً لنظرية الماركسية، البرجوازية تمتلك الأرض والمواد الخام، أما في النظرية الدينجية، يُسمى أصحاب الشركات الخاصة بمؤسسات مَدنية.[21]

وللحفاظ على الوحدة الأيديولوجية، صاغ دينج شياو بينج في نظريته (المبادئ الأساسية الأربعة) [22] التي يجب على الحزب الشيوعي الصيني التمسك بها:[23]

في عام 1992، وبعد أربعة عشر عامًا من تولي دينج منصب رئاسة الصين، شرع في جولة في جنوب الصين.[24] وخلال هذه الجولة ألقي بعبارته الشهيرة: (الإنفتاح). وبالتالي أصبح (الانفتاح) هو المصطلح الأساسي للتنمية الاقتصادية في الصين حتى يومنا هذا.

يتخذ الدينجيون أيضًا موقفًا رافضًا للغاية ضد أي شكل من أشكال عبادة الشخصية التي تجلت في الصين خلال حُكم ماو تسي تونج والاتحاد السوفيتي تحت حُكم ستالين وكوريا الشمالية الحالية خلال حُكم آل كيم.[25][26]

تُقلل نظرية دينج شياو بينج من شأن تركيز الماويين على الصراع الطبقي على أساس أن هذا الصراع من شأنه أن يصبح عائقاً أمام التنمية الاقتصادية للصين.[27] وتؤكد أنها تدعم الشيوعية، وديكتاتورية البروليتاريا، وقيادات الحزب الشيوعي، والماركسية اللينينية، وفكر ماو تسي تونج.[27] بموجب هذا الرأي، فإن التمسك بفكر ماو تسي تونج لا يعني التقليد الأعمى لأفعال ماو.[28]

وفقًا للأكاديمي ريتشارد باوم، فلم يبق سوى القليل من الافكار لنهج ماو في فِكر دينج.[29] 

إرثه

لعبت نظرية دينج شياو بينج دورًا حاسمًا في تحويل الصين من إقتصاد التخطيط المركزي الذي كانت تُسيطر عليه الدولة بالكامل سابقًا إلى اقتصاد السوق الاشتراكي، مما أدى إلى زيادة سريعة في النمو الاقتصادي داخل البلاد، والمعروفة باسم (المعجزة الاقتصادية الصينية).[30]

وقد أدت إلى زيادة معدل نمو الناتج المحلي الصيني الإجمالي (GDP) إلى نمو أكثر من 8% سنويًا لمدة ثلاثين عامًا. فأصبحت الصين تمتلك الآن ثاني أكبر اقتصاد من حيث الناتج المحلي الإجمالي (الإسمي) في العالم. وبسبب نجاح الدينجية، تبنت دول مثل فيتنام ولاوس أيضًا أفكار وسياسات مُماثلة، مما سمح للاوس مثلًا بزيادة معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 8.3%.[31] وبدأت كوبا أيضاً في تبني مثل هذه الأفكار.

وقد ورث (جيانج تسه مين) نظرية دينج، جنباً إلى جنب مع أفكار من فكر ماو تسي تونج والماركسية اللينينية، ليكونوا نظرية اجتماعية سياسية تعرف بإسم (التمثيلات الثلاثة).[32] وقد أُضيفت هذه النظرية إلى دستور الحزب الشيوعي الصيني عام 2002.[33]

بعد أن أصبحت بمثابة الدليل السياسي الرئيسي للحزب الشيوعي الصيني منذ المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 1978، تم ترسيخ النظرية في دستور الحزب الشيوعي الصيني كأيديولوجية مُرشدة للعمل بها في عام 1997. كما تم كتابتها لاحقًا في دستور جمهورية الصين الشعبية.

أنظر أيضا

مراجع

  1. ^ Nathan, Andrew J. (1999). Dilemmas of Reform in Jiang Zemin's China (بEnglish). Lynne Rienner Publishers. pp. 34–36, 39, 46. ISBN:978-1-55587-851-1. Archived from the original on 2021-11-24. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |بواسطة= تم تجاهله يقترح استخدام |via= (help)
  2. ^ Tang, Wenfang (2005). Public Opinion and Political Change in China (بEnglish). Stanford University Press. pp. 73, 75, 213. ISBN:978-0-8047-5220-6. Archived from the original on 2023-04-07. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |بواسطة= تم تجاهله يقترح استخدام |via= (help)
  3. ^ أ ب Leonardo Morlino (المحرر). ص. 1495–1501. {{استشهاد بموسوعة}}: الوسيط |editor1= مفقود (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  4. ^ "The Years of Hardship and Danger". Peoples Daily China. 14 سبتمبر 2010. مؤرشف من الأصل في 2017-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2017-10-24.
  5. ^ Zhang، Wei-Wei (1996). Ideology and economic reform under Deng Xiaoping, 1978–1993. روتليدج (دار نشر).
  6. ^ Xiaoping، Deng (10 أكتوبر 1978). "Carry out the policy of opening to the outside world and learn advanced science and technology from other countries". مؤرشف من الأصل في 2009-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-04.
  7. ^ "Ideological Foundation". مؤرشف من الأصل في 2009-01-21. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-04.
  8. ^ Bader، Jeffrey A. (فبراير 2016). "How Xi Jinping Sees the World… and Why" (PDF). Order from Chaos: Foreign Policy in a Troubled World. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2021-06-21.
  9. ^ Changqiu, Zeng (2005). "Lièníng de xīn jīngjì zhèngcè yǔ dèngxiǎopíng de gǎigé kāifàng zhī bǐjiào" 列宁的新经济政策与邓小平的改革开放之比较 [Comparison of Lenin's New Economic Policy and Deng Xiaoping's Reform and Opening]. Qinghai Social Sciences (ب中文) (2): 9–13. Archived from the original on 2020-12-11.
  10. ^ Peters، Michael A. The Chinese Dream: Xi Jinping Thought on Socialism with Chinese Characteristics for a New Era. DOI:10.4324/9780429329135-3. ISBN:9780429329135. مؤرشف من الأصل في 2022-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-04. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  11. ^ Wang, Guidong (2016). "Joint Integration of Deng Xiaoping' Reform Theory and Chinese Reform". Proceedings of the 2016 2nd International Conference on Social Science and Technology Education (ICSSTE 2016) (بEnglish). Guangzhou, China: Atlantis Press. pp. 433–436. DOI:10.2991/icsste-16.2016.80. ISBN:978-94-6252-177-3.
  12. ^ Wong، Kam C. (2011). Police Reform in China. تايلور وفرانسيس. ص. 242.
  13. ^ Kang، Liu (1996). "Is there an alternative to (capitalist) globalization? The debate about modernity in China". Boundary 2. ج. 23 ع. 3: 193–218. DOI:10.2307/303642. JSTOR:303642. مؤرشف من الأصل في 2021-12-24.
  14. ^ Lu، Yang (2016). China-India Relations in the Contemporary World Dynamics of National Identity and Interest. تايلور وفرانسيس. ص. 53.
  15. ^ لو موند (21 Jan 2004). "La construction de l'économie socialiste de marché" [The construction of the socialist market economy]. لو موند (بfrançais). Archived from the original on 2023-06-04.
  16. ^ Moak, Ken; Lee, Miles W. N. (2015). Deng Xiaoping Theory. pp. 91–115. DOI:10.1057/9781137535580_6. ISBN:978-1-349-55604-5. Archived from the original on 2022-12-04. Retrieved 2022-12-04. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (help)
  17. ^ Uhalley Jr.، Stephen (1988). A History of the Chinese Communist Party. Stanford: Hoover Institution Press. ص. 180.
  18. ^ "Selected Works of Deng Xiaopeng Volume 1 (1938–1965)". مؤرشف من الأصل في 2008-05-10.
  19. ^ "Selected Works of Deng Xiaopeng Volume 2 (1975–1982)". مؤرشف من الأصل في 2008-04-03.
  20. ^ "Selected Works of Deng Xiaopeng Volume 3 (1982–1992)". مؤرشف من الأصل في 2008-03-16.
  21. ^ "Lìyǐníng: Mínyíng qǐyè jiā bùshì jiù zhōngguó zīběnjiā de yánxù shāngyè píndào" 厉以宁:民营企业家不是旧中国资本家的延续 商业频道 [Li Yining: Private entrepreneurs are not a continuation of the old Chinese capitalists]. biz.163.com (ب中文). 1 Mar 2005. Archived from the original on 2005-05-05. Retrieved 2020-10-03.
  22. ^ Shambaugh، David (2000). The Modern Chinese State. مطبعة جامعة كامبريدج. ص. 184. ISBN:9780521776035.
  23. ^ "'Four Cardinal Principles'". China Internet Information Center. 22 يونيو 2011. مؤرشف من الأصل في 2022-03-31. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-10.
  24. ^ Zhao، Suisheng (1993). "Deng Xiaoping's southern tour: elite politics in post-Tiananmen China". Asian Survey. ج. 33 ع. 8: 739–756. DOI:10.2307/2645086. JSTOR:2645086.
  25. ^ "(Wǔ) dèngxiǎopíng duì gèrén chóngbài de pīpàn" (五) 邓小平对个人崇拜的批判 [(5) Deng Xiaoping's Criticism of Personality Cult]. book.people.com.cn (ب中文). Archived from the original on 2019-05-28.
  26. ^ "Dèngxiǎopíng bādà fāyán: Jiānchí mínzhǔ jízhōng zhì fǎnduì gèrén chóngbài" 邓小平八大发言:坚持民主集中制 反对个人崇拜 [Deng Xiaoping's speech at the Eighth National Congress of the Communist Party of China: Adhere to Democratic Centralism and Oppose the Cult of Personality]. m.sohu.com (ب中文). Archived from the original on 2021-03-08.
  27. ^ أ ب Marquis، Christopher؛ Qiao، Kunyuan (2022). Mao and Markets: The Communist Roots of Chinese Enterprise. New Haven: مطبعة جامعة ييل. ص. 50. DOI:10.2307/j.ctv3006z6k. ISBN:978-0-300-26883-6. JSTOR:j.ctv3006z6k. OCLC:1348572572.
  28. ^ Xiaoping، Deng (16 سبتمبر 1978). "Hold high the banner of Mao Zedong Thought and adhere to the principle of seeking truth from facts". مؤرشف من الأصل في 2015-01-05. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-04.
  29. ^ Baum، Richard (1996). Burying Mao: Chinese politics in the age of Deng Xiaoping. دار نشر جامعة برنستون. ISBN:9780691036373.
  30. ^ Harrison، Virginia؛ Palumbo، Daniele (1 أكتوبر 2019). "China anniversary: How the country became the world's 'economic miracle'". بي بي سي نيوز. مؤرشف من الأصل في 2021-10-06. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-28.
  31. ^ "The World Factbook — Central Intelligence Agency". www.cia.gov. مؤرشف من الأصل في 2007-06-13.
  32. ^ Backer, Larry Catá (7 Nov 2021). "The Communist Party as Polity and the Chinese Party-State Constitutional Order". Handbook of Constitutional Law in Greater China (بEnglish). Rochester, NY. SSRN:3958293. Archived from the original on 2022-12-04.
  33. ^ Huang، Yibing (2020). An ideological history of the Communist Party of China. Qian Zheng, Guoyou Wu, Xuemei Ding, Li Sun, Shelly Bryant (ط. First English). Montreal, Quebec. ISBN:978-1-4878-0425-1. OCLC:1165409653. مؤرشف من الأصل في 2023-03-26.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)


قراءة متعمقة