منطقة محمية عابرة للحدود

المنطقة المحمية العابرة للحدود (بالإنجليزية: Transboundary protected area، واختصارًا: TBPA) هي منطقة بيئية محمية تمتد عبر حدود أكثر من بلد أو كيان دون وطني. تُعرف هذه المناطق أيضاً باسم مناطق الحفظ العابرة للحدود (TFCAs) أو حدائق السلام.[1][2][3]

علم كندا وعلم الولايات المتحدة في حديقة واتيرتون-غلاشير الوطنية للسلام

توجد المناطق المحمية العابرة للحدود في العديد من الأشكال حول العالم،[4] وتؤسَّس لأسباب مختلفة. يُعد الحفاظ على أنماط هجرة الحيوانات التقليدية، وضمان مصادر كافية من الغذاء والماء للنمو السكاني، إحدى الأسباب المهمة لإنشاء المناطق المحمية العابرة للحدود. ومع ذلك، تُشجع المناطق المحمية العابرة للحدود أيضاً السياحة والتنمية الاقتصادية والتعاطف بين البلدان المجاورة، فضلاً عن تسهيل سفر السكان الأصليين في المنطقة.[5]

أنواع المناطق المحمية العابرة للحدود

تُوجد المناطق المحمية العابرة للحدود على شكل تكوينات جغرافية مُتنوعة، مع مستويات مختلفة من الحماية البيئية، ومع مختلف مستويات التعاون الدولي. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم المنظمات المختلفة تعريفات مختلفة للمناطق المحمية العابرة للحدود. تُعرّف عالمة البيئة جوليا مارتون-ليفيفر على نطاق واسع المناطق المحمية العابرة للحدود على أنها «مجالات تنطوي على درجة من التعاون عبر أحد الحدود أو أكثر بين (أو داخل) البلدان».[6] يُعرّف بروتوكول المجتمع التطويري الجنوب أفريقي المعني بالحفاظ على الحياة البرية وتنفيذ القانون المنطقة المحمية العابرة للحدود على أنها «منطقة أو جزء من منطقة بيئية كبيرة تمتد عبر حدود بلدين أو أكثر، بما في ذلك منطقة محمية واحدة أو أكثر، بالإضافة إلى مناطق متعددة لاستخدام الموارد».[7] تضم الشبكة العالمية للمناطق المحمية العابرة للحدود (GTPAN) أربعة أنواع من «مناطق الحفظ العابرة للحدود»:

  • النوع 1: المنطقة المحمية العابرة للحدود.
  • النوع 2: المناظر الطبيعية الأرضية و/أو البحرية المحفوظة العابرة للحدود.
  • النوع 3: مناطق الهجرة المحفوظة العابرة للحدود.
  • تسمية خاصة: حدائق السلام.[8]

تُعرّف الشبكة العالمية للمناطق المحمية العابرة للحدود (GTPAN) المناطق المحمية العابرة للحدود على أنها «مساحة جغرافية محددة بوضوح تشمل مناطق محمية ترتبط بيئياً عبر حدود دولية واحدة أو أكثر وتتضمن شكلًا من أشكال التعاون».[8]

تُعرّف الشبكة العالمية للمناطق المحمية العابرة للحدود (GTPAN) المناظر الطبيعية الأرضية و/أو البحرية المحفوظة العابرة للحدود على أنها «منطقة متصلة بيئياً تشمل كلًا من المناطق المحمية ومناطق استخدام الموارد المتعددة عبر واحد أو أكثر من الحدود الدولية وتشمل بعض أشكال التعاون».[8]

تُعّرف الشبكة العالمية للمناطق المحمية العابرة للحدود (GTPAN) مناطق الهجرة المحفوظة العابرة للحدود على أنها «مواطن للحياة البرية في بلدين أو أكثر تُعتبر ضرورية للحفاظ على أعداد الأنواع المهاجرة وتتضمن نوعًا من التعاون».

تُعرّف الشبكة العالمية للمناطق المحمية العابرة للحدود (GTPAN) «حدائق السلام» على أنها «أي نوع من الأنواع الثلاثة من مناطق الحفظ العابرة للحدود المُكرسة لتعزيز والاحتفال و/أو إحياء ذكرى السلام والتعاون».

في كثير من الحالات، تُعدّ المناطق الفردية المحمية العابرة للحدود جزءًا من البرامج البيئية أو الثقافية الدولية الأوسع نطاقاً. يمكن أن تكون المناطق المحمية العابرة للحدود من مواقع للتراث العالمي و/أو من المناطق الرطبة المحمية بوجب معاهدة رامسار و/أو من محميات المحيط الحيوي التابعة لليونيسكو.

تاريخ المناطق المحمية العابرة للحدود

في عام 1932، أصدرت حكومتا كندا والولايات المتحدة تشريعاً لإنشاء أول حديقة سلام دولية: منتزه واتون-جلاسير الدولي للسلام. جاء هذا الإجراء بعد قرار مشترك بين أندية الروتاري في مونتانا وألبرتا يدعو إلى إنشاء حديقة للسلام.[9]

في 1 فبراير 1997، أسس أنطون روبرت، مع الأمير برنهارد من هولندا ونيلسون مانديلا، مؤسسة حدائق السلام كمنظمة غير ربحية لتسهيل إنشاء مناطق الحفظ العابرة للحدود.[10]

كشفت دراسة أجراها الاتحاد العالمي للحفظ عام 2001 أنّ «هناك 166 مجمعًا حاليًا للمناطق المحمية العابرة للحدود عبر العالم تضم 666 منطقة حماية فردية».[6]

في عام 2007، نشرت الشبكة العالمية للمناطق المحمية العابرة للحدود قائمة عالمية للمناطق المحمية العابرة للحدود تضم 227 منطقة.[11]

أمثلة على المناطق المحمية العابرة للحدود

أفريقيا

 
شلالات فيكتوريا الواقعة ضمن منطقة محمية على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي.

مواقع التراث العالمي العابرة للحدود

أوروبا

 
يعدّ دلتا الدانوب من المناطق المحمية العابرة للحدود.

مواقع التراث العالمي العابرة للحدود في أوروبا

تأثيرها على الحرب والسلام

تسمى المناطق المحمية العابرة للحدود أيضاً حدائق السلام. ومن المفترض أن تُسهل التعاون والتبادل بين الدول المُتخاصمة، لتحسين سبل عيش السكان المحليين، ولإظهار إمكانية التفاعلات الإيجابية، وبالتالي دعم العلاقات الدولية الأكثر سلمية.[21] هناك العديد من الحالات المُوثقة التي ساهم فيها الحفظ العابر للحدود في حل نزاعٍ بين دولتين (على الرغم من أنه لم يكن الدافع الرئيسي للسلام)، كما حدث في منطقة فيرونغا بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وأوغندا،[22] ومنطقة تريفينيو بين السلفادور وهندوراس،[23] وفي منطقة كورديليرا ديل كوندور بين الإكوادور وبيرو.[24] وفقاً لتحليل إحصائي نُشر في عام 2014، فإنّ الدول التي تشترك بمنطقةٍ محميةٍ عابرة للحدود تكون أقل احتمالاً للانخراط في نزاعاتٍ عسكرية مع بعضها البعض. ولكن يبقى السؤال ما إذا كانت المناطق المحمية العابرة للحدود هي الدافع وراء تحسين العلاقات بين الدول في هذه الحالات.[25] جمع تحليل أكثر حداثة بياناتٍ من مصادر مختلفة لإظهار أنّ التعاون البيئي الدولي (في شكل المناطق المحمية العابرة للحدود ومعاهدات المياه) يزيد من احتمال المصالحة بين الدول المتنازعة. ومع ذلك، فإنّ التأثير متواضع ويعتمد على عددٍ من العوامل ذات العلاقة مثل المستويات العالية من الاهتمام البيئي والاستقرار السياسي الداخلي وعادات التعاون البيئي وعمليات المصالحة الجارية بالفعل.[23]

ومع ذلك، ينتقد عدد من المؤلفين حدائق السلام لتأثيرها المحدود للغاية على العلاقات الرسمية بين الدول، بل ويمكنها تسريع النزاعات على المستوى المحلي، من خلال بسط سيطرة الدولة (الاستبدادية) على سبيل المثال، وعن طريق إعطاء الأولوية للأعمال والسياحة على حساب مصالح السكان المحليين، وباستبعاد السكان المحليين من المناطق المحمية.[26][2][27] يمكن للمناطق المحمية العابرة للحدود أيضاً تحفيز النزاعات الدولية (ذات المستوى المنخفض)، على سبيل المثال حول تقاسم العائدات أو الوجود البشري في المنتزهات.[28]

دورة مكثفة مفتوحة على الإنترنت حول تطوير وإدارة حدائق السلام

تم تطوير دورة تدريبية ضخمة على الإنترنت حول تطوير وإدارة حدائق السلام من قبل مكتب اتفاقية التنوع البيولوجي الإداري (SCBD)، ومبادرة حوار السلام والتنوع البيولوجي الخاصة بالمكتب بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنتدى الإستراتيجيات وخطط العمل الوطنية للتنوع البيولوجي NBSAP. تُقدّم هذه الدورة المجانية التي تستمر لمدة ثلاثة أسابيع بخمس لغات: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والعربية. يتم توفير الدعم المالي من قبل مبادرة حوار السلام والتنوع البيولوجي الخاصة بمكتب اتفاقية التنوع البيولوجي الإداري التابعة لاتفاقية التنوع البيولوجي والتي تمولها وزارة البيئة في جمهورية كوريا.

توفر تلك الدورة ما يلي:

  • دليل شامل حول إنشاء حديقة السلام.
  • تعليم المشاركين تقديم حجج قوية لتطوير حدائق السلام.
  • تطوير المهارات للتّخطيط الفعال لحدائق السلام وإنشائها وإدارتها.
  • معالجة التحديات المرتبطة بإنشاء وإدارة هذه المناطق المحمية العابرة للحدود.

صُممت الدورة التدريبية للمشاركين في تطوير حدائق السلام وللمتحمسين لبناء السلام البيئي ولكنها مفتوحة للجميع.[29] يجب على المشاركين إنشاء حساب على موقع Learning for Nature قبل التسجيل في الدورة

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ "Global Transboundary Protected Areas Network". Tbpa.net. مؤرشف من الأصل في 2019-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2018-08-15.
  2. ^ أ ب Buscher، Bram (2013). Transforming the Frontier: Peace Parks and the Politics of Neoliberal Conservation in Southern Africa. Duke University Press. ص. 1, 53. ISBN:978-0-8223-5404-8.
  3. ^ Peace parks : conservation and conflict resolution. Ali, Saleem H. (Saleem Hassan), 1973-. Cambridge, Mass.: MIT Press. 2007. ISBN:9780262266970. OCLC:173511323.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: آخرون (link)
  4. ^ Lysenko، Daniel (2007). "2007 UNEP-WCMC Global List of Transboundary Protected Areas" (PDF). Southern African Development Community. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2015-06-05. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-19.
  5. ^ http://palace.co، Palace- (28 سبتمبر 2018). "Transboundary Parks Award 2018 - Pasvik-Inari Trilateral Park". EUROPARC Federation. مؤرشف من الأصل في 2019-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-14. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |الأخير= (مساعدة)
  6. ^ أ ب Ali، Saleem (2007). Peace Parks: Conservation and Conflict Resolution. The MIT Press. ص. i., 2, 7, 14. ISBN:978-0-262-51198-8.
  7. ^ "Protocol on Wildlife Conservation and Law Enforcement" (PDF). Sadc.int. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-04-17.
  8. ^ أ ب ت Typology of Transboundary Conservation Areas Retrieved: 31 December 2016 نسخة محفوظة 30 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Canada، Parks Canada Agency, Government of. "Designation information". Pc.gc.ca. مؤرشف من الأصل في 2019-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-13.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  10. ^ Thiel، Erhardt (2009). "Origins of Peace Parks Foundation". Peaceparks.org. Peace Parks Foundation. مؤرشف من الأصل في 2018-08-31. اطلع عليه بتاريخ 2016-12-31.
  11. ^ "UNEP-WCMC Transboundary Protected Areas Inventory-2007". Global Transboundary Protected Areas Network. Global Transboundary Protected Areas Network. مؤرشف من الأصل في 2018-11-30. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-31.
  12. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Maloti-Drakensberg Park". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-10-08. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-26.
  13. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Mosi-oa-Tunya / Victoria Falls". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-10-31. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-26.
  14. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Mount Nimba Strict Nature Reserve". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-10-31. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-27.
  15. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Sangha Trinational". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-10-31. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-26.
  16. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Bialowieza Forest". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-26.
  17. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Caves of Aggtelek Karst and Slovak Karst". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-10-31. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-26.
  18. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Curonian Spit". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-10-31. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-27.
  19. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Monte San Giorgio". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-09-03. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-26.
  20. ^ UNESCO World Heritage Centre. "Muskauer Park / Park Muzakowski". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 2019-09-03. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-27.
  21. ^ Ali، Saleem H. (2007). Peace Parks: Conservation and Conflict Resolution. Cambridge, MA: MIT Press. ISBN:9780262012355.
  22. ^ Martin، Adrian؛ Rutagarama، Eugene؛ Cascão، Ana؛ Gray، Maryke؛ Chhotray، Vasudha (سبتمبر 2011). "Understanding the co-existence of conflict and cooperation: Transboundary ecosystem management in the Virunga Massif" (PDF). Journal of Peace Research. ج. 48 ع. 5: 621–635. DOI:10.1177/0022343311412410. ISSN:0022-3433. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-09-22.
  23. ^ أ ب Ide، Tobias (مايو 2018). "Does environmental peacemaking between states work? Insights on cooperative environmental agreements and reconciliation in international rivalries". Journal of Peace Research. ج. 55 ع. 3: 351–365. DOI:10.1177/0022343317750216. ISSN:0022-3433.
  24. ^ Carius، Alexander (2006). Environmental Peacebuilding: Environmental Cooperation as an Instrument of Crisis Prevention and Peacebuilding: Conditions for Success and Constraints (PDF). Berlin: adelphi. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-12-17.
  25. ^ Barquet، Karina؛ Lujala، Päivi؛ Rød، Jan Ketil (سبتمبر 2014). "Transboundary conservation and militarized interstate disputes". Political Geography. ج. 42: 1–11. DOI:10.1016/j.polgeo.2014.05.003.
  26. ^ Duffy، Rosaleen (سبتمبر 2001). "Peace parks: The paradox of globalisation1". Geopolitics. ج. 6 ع. 2: 1–26. DOI:10.1080/14650040108407715. ISSN:1465-0045.
  27. ^ Büscher، Bram؛ Ramutsindela، Maano (24 ديسمبر 2015). "GREEN VIOLENCE: RHINO POACHING AND THE WAR TO SAVE SOUTHERN AFRICA'S PEACE PARKS". African Affairs: adv058. DOI:10.1093/afraf/adv058. ISSN:0001-9909.
  28. ^ van Amerom، Marloes؛ Büscher، Bram (16 يونيو 2005). "Peace parks in Southern Africa: bringers of an African Renaissance?". The Journal of Modern African Studies. ج. 43 ع. 2: 159–182. DOI:10.1017/S0022278X05000790. hdl:1871/21865. ISSN:0022-278X.
  29. ^ "Peace Park Development and Management – Learning for Nature" (بen-US). Archived from the original on 2019-12-14. Retrieved 2019-03-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)

وصلات خارجية