يفتقر محتوى هذه المقالة إلى مصادر موثوقة.
يرجى إضافة قالب معلومات متعلّقة بموضوع المقالة.

ملبس (يافا)

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


ملبس قرية فلسطينية في قضاء يافا تبعد 11 كم شمالي شرق مدينة يافا على مفترق الطرق الرابطة شمال فلسطين بجنوبها، على تلٍ يرتفع 37 متراً فوق سطح البحر، وتُقدّر مساحة المنطقة المبنية منها بـ 30 دونماً. وهي على الحافة الجنوبية من نهر العوجا على بعد 1.25 كم عنه، ما جعلها من أكثر المناطق خصوبة وأهمية استراتيجية في الساحل الفلسطيني.

في الثاني عشر من يناير عام 1870، زار الباحث الفرنسي «فيكتور جورين» القرية ووصفها بأنّها قرية صغيرة يسكنها 140 شخصاً وتحيط بها حقول البطيخ والتبغ. ووصف الباحثون الذين قاموا بـ «الدراسة الاستقصائية لغرب فلسطين» عام 1874 القرية بأنّها «قرية طينية، وفيها بئر»، وتشير هذه التسجيلات لفترات السكن الأخيرة للقرية. وهي أوّل قرية فلسطينية استولى عليها المستوطنون الصهاينة عام 1878 إبان العهد العثماني، وأقاموا عليها مستعمرة بتاح تكفا أي (مفتاح الأمل) أول مستعمرة إسرائيلية في فلسطين، ويدلّ اسمها على أنها بداية لتأسيس مستوطنات إسرائيلية مشابهة.

التاريخ

عندما جاء إبراهيم باشا من مصر عام 1831م إلى قرية ملبس جاء معه حامد المصري وأربعين من عبيده معه، فأعجبته أراضي القرية الخصبة المليئة بموارد المياه، فدفع تعويضات لسكانها، واستقر فيها مع من أتوا معه إلى القرية، إلا أن مصيره لم يختلف عن سابقيه، فقد مات معظم رجاله وعبيده، وانتقل البقية إلى قرية باجا القريبة. وعندما رأى المصري أنه لا مستقبل للقرية التي تقلصت أراضيها إلى 41000 دونم توجه إلى تاجر من يافا يدعى تيان وعرض عليه المنطقة. إلا أن التاجر خدعه واستخلص منه وثيقة بيع لنصف المنطقة، فقرر مقاضاته وباع 2000 دونم لتاجر آخر يدعى سليم كسار ليدفع بها نفقات القضية، إلا أن قضاة يافا حكموا لصالح تيان وتبقى لحامد المصري 2600 دونم. وعندما مات استولى الجيران على هذه الأراضي.

في عام 1878، علم شبان يهود من المتدنيين المتزمتين النمساويين من القدس بتوفر الأراضي شمال شرق يافا بالقرب من قرية ملبس. وكانت الأرض مملوكة لرجلي أعمال مسيحيين من يافا هما أنطوان بشارة تيان وسليم كسار، وكان يعمل فيها نحو ثلاثين مزارعاً مستأجراً. كانت ممتلكات تيان هي الأكبر، حيث بلغت حوالي 8500 دونم، لكن معظمها كان يقع في مستنقع الملاريا في وادي ياركون. وتقع ممتلكات كسار، التي تبلغ مساحتها حوالي 3500 دونم، على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من نهر اليركون، بعيدًا عن المستنقعات. تم شراء ممتلكات كسار في 30 يوليو 1878 وتم توقيع عقد الشراء في القنصلية النمساوية في مدينة القدس الشريف وتسجيلها باسم شخص يحمل الجنسية النمساوية ويدعى سلومون، وكان ذلك بهدف تأسيس مستعمرة زراعية صهيونية. وتم شراء ممتلكات تيان عندما وصلت مجموعة ثانية من المستوطنين، المعروفة باسم اليركونيم، إلى بتاح تكفا في العام التالي.

يرجع تاريخ أول استيطان جماعي لعام 1881 الذي يعتبره المؤرخ الأمريكي ذو الأصل اليهودي الألماني والتر لاكوير بداية التاريخ الرسمي للاستيطان اليهودي في فلسطين. بوصول حوالي 3000 مستوطن من أوروبا الشرقية، حملت المجموعة اليهودية على عاتقها زراعة الأرض لاعتبارها من أكثر الاراض الزراعية في فلسطين خصوبة وتتمتع بمناخ ممتاز وأجواء تساعد على الزراعة وخصوصا الحمضيات منها. لكن الفكرة تعرضت لنكسة بسبب عدم قبول السكان الفلسطينيين لهم وانتشار حشرة في تلك المنطقة تسبب حمى الملاريا في عام 1881م بسبب المستنقعات التي كانت تحيط في المكان، الأمر الذي حال دون إتمام عمليات الزراعة في تلك الأرض وانتقالهم إلى مكان آخر، ليقوم البارون اليهودي الفرنسي إدموند دي روتشيلد، أحد زعماء الفرع الفرنسي للعائلة المالية اليهودية، ويعتبر الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني لإنشاء دولتهم في سنواتها الأولى. وفي عام 1883 وبعد تخصيص الأموال التي حصلوا عليها من البارون اليهودي لتجفيف المستنقعات التي تسبب حمى الملاريا، عادت المجموعة اليهودية وباشرت بزراعة العنب والحمضيات حولها، وبدأت بالزحف العمراني في قرية ملبس.

بعد احتلال بريطانيا لفلسطين في عام 1917م، كانت المستعمرة مقرا للعصابات الصهيونية التي كانت تهاجم القرى الفلسطينية المجاورة حيث قتلوا عددا كبيرا من الفلسطينيين العزل وشكلوا عصابات كانت تختطف الفلسطينيين العزل وتستولي على ممتلكاتهم، في حين كانت قوات الاحتلال الإنجليزية تغض الطرف عن هذه الأعمال الإجرامية وتحاكم المجرمين بأحكام مخففة وفي محاكم صورية.

كانت المستعمرة تتعرض لهجمات الثوار الفلسطينيين والذين تمكنوا من قتل أربعة مستعمرين في عام 1921م، مشيرا إلى أنه في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م هاجمها الثوار عدة مرات وتمكنوا من قتل عدد كبير من الصهاينة، وعلى إثر هذا عززت قوات الاحتلال الإنجليزي المستعمرة بمئة جندي من أجل حمايتها من هجمات الثوار.

في عام 1937 أصبحت مدينة، وبدأت بالتوسع والازدهار، وبعد قيام إسرائيل وسعت بتاح تكفا حدودها فضمت اليها أحياء سكنية قريبة هي: كفر جنيم، وكفار بفتسيتم، وكريات ارييه، وكريات مطلون، وحبش ريمون، وعميشاف، وشعرياه، ومحنيه يهودا، وكفار إبراهام، وكفار فجة. . وبسبب حمى الملاريا والمواجهات مع العرب اضطر أهلها إلى مغادرة المكان والانتقال إلى مستعمرة “يهودا” القريبة، وبعد تجفيف المستنقعات استؤنف الاستيطان*فيها، ومنذ بدايتها كانت مستوطنة بتاح تكفا مركزا لتجمع العمال اليهود، وبفضل ذلك كانت محطة هامة ليهود الهجرة الثانية، ويهود حركة العمل، وفيها وضع الأساس لتشكيل حزبي (هابوعيل هاتساعبر) (العامل الفني) و(احدوت هاعبوداه) (اتحاد العمال). . أخذت الأوضاع الاقتصادية في المستعمرة تتحسن تدريجياً، باستثمار أموال جديدة في زراعة العنب والحمضيات حولها. وقد ساعدت الظروف الطبيعية على نجاح الزراعة، فالمناخ معتدل، والأمطار كافية، ومياه الآبار متوافرة، والتربة خصبة تصلح للزراعة، وبخاصة زراعة الحمضيات. وقد تحسنت أوضاع المستعمرة منذ أوائل الانتداب، فزاد عدد سكانها تدريجياً وامتد العمران فيها. ولما تحولت إلى مدينة أخذت تنمو بمعدلات سريعة، وهي الآن مركز قضاء في المقاطعة الوسطى.

أصبحت المستعمرة محطة مرور للمهاجرين الصهاينة القادمين من أوروبا وروسيا ووصل عدد سكانها إلى 22 ألفا عام 1948م، حيث وفرت لهم الحماية وأسست فيها بلدية وقدمت لها 3000 جنيه فلسطيني في عام 1939م كقرض غير مسترد من أجل دعم مشاريعها المختلفة. وشهدت المستعمرة توترا كبيرا مع الإنجليز قبيل عام 1947م حيث قاموا بالهجوم على قوات الاحتلال الإنجليزي قرب المستعمرة وخطفوا عددا منهم وساومهم على إطلاق سراح بعض الصهاينة الذين سجنوا بسبب جرائم قتل، وقامت قوات الاحتلال الإنجليزي بمحاصرة المستعمرة ومنع التجول فيها بعد تنامي الهجمات على القوات الإنجليزية والمواطنين الفلسطينيين العزل الذين استشهد منهم العشرات.

أمام هذا الواقع الذي فرضه الوجود الإسرائيلي في القرية اضطر سكان القرية الفلسطينيون إلى مغادرتها في بداية فترة الاحتلال الإنجليزي لفلسطين بعد أن أصبحوا أقلية صغيرة يعيشون وسط الصهاينة الذين كانوا يعتدون عليهم صباح مساء، وهذا الأمر جعل القرية مهملة من الناحية التاريخية لأن أهلها لم يهجروا في نكبة عام 1948م وكان تهجيرهم في وقت مبكر من زمن الاحتلال الإنجليزي الذي منح الإسرائيليين الحماية والأسلحة التي مهدت لتهجيرهم إلى المدن والقرى الفلسطينية المجاورة

ارتفع عدد سكان بتاح تكفا الذين يمثلون خليطاً من المهاجرين الصهيونيين من قرابة 22.000 نسمة عام 1948 إلى 46.000 نسمة عام 1956 وإلى 54.000 نسمة عام 1961 وإلى 80.000 نسمة عام 1969. ووصل عددهم إلى 100.000 عام 1973، وقد بلغ عددهم في نهاية القرن الماضي نحو 180.000 نسمة.

اليوم، تعد مستوطنة بتاح تكفا منطقة نفوذ قوية للكيان الصهيوني، باعتبارها أهم منطقة صناعية وزراعية لدى الكيان لتتسع الأراض التابعة لها من 3375 دونم في العام 1878 إلى حوالي 26 ألف دونم في الوقت الحالي.

المراجع

1- وثائق عادل الزواتي.

2- حمزة دعنا/ صحيفة الغد.

3- نهاد الشيخ خليل.. أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية بغزة.

4- مروان قبلان، مدير مركز سيلون للدراسات والأبحاث، والباحث في تاريخ القدس وفلسطين.