تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
محمد جعفر بن محمد ميران
في هذه المقالة ألفاظ تعظيم تمدح موضوع المقالة، وهذا مخالف لأسلوب الكتابة الموسوعية. (أكتوبر 2010) |
محمد جعفر بن محمد ميران | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تعديل مصدري - تعديل |
هو الإمام العلامة المخدوما محمد جعفر بن محمد ميران المعروف بعبد الكريم بن محمد يعقوب بن نورالدين العباسي البوبكانى، والبوبكاني نسبة إلى (بوبكان) إحدى مدن السند وفي تفسير معناها وجوه: منها أن ’بوبك‘ في اللغة السندية اسم حشيش مخصوص ينبت هنا دون غيرها، ومنها أنه مركب من جزأين ’بو‘ بمعنى الرائحة و’’بك‘‘ بمعنى الهفوة في لغتنا السندية، وسميت القرية به لأنها كانت مركزًا لتجارة السمك، والتحقيق ما كتبه العلامة المخدوم محمد جعفر في كتابه حيث قال: بوبكان مدينة من مدن السند على فرسخين من سيوستان من الجانب الغربي منه. والبوبك كان اسم جد العائلة وأصله أبوبكر، قصر تخفيفا. وعرفت به هذه المدينة التي صارت مركزا علميا وقامت فيها مدرسة كبيرة في أوائل القرن العاشر الهجري ينهض بالتدريس فيها عدد كبير من العلماء الأجلاء.[1]
نشأته
ولد الإمام سنة 930هـ وقرأ أولا على والده العلامة الشيخ المخدوم محمد ميران المعروف بعبد الكريم بمدينة ’’بوبك ‘‘ ثم بعد وفاته ارتحل إلى الحرمين الشريفين واستفادا وقرأ على العلماء المشهورين والمحدثين الموجودين آنذاك في الحرمين الشريفين ثم رجع إلى السند سنة 961هـ تقريبا وتولى مسند أبيه في مدرسته بمدينة بوبك، فأفاد منه عامة الناس وجاء إليه طلاب العلم من كل فج عميق. وبجانب التدريس بدأ يؤلف الكتب والرسائل العلمية، وخاصة حول المسائل العارضة حينئذ. وقد تنقل الشيخ - – بين عدة مدن مثل ’’ تته ‘‘و ’’هالا‘‘ في إقليم السند و’’كجرات في إقليم البنجاب. و’’شاهجهان ‘‘ من بلاد الهند، فضلا عن سفره إلى الحرمين الشريفين واستفاد علماء هناك كثير.
توفي الشيخ المخدوم محمد جعفر البوبكاني في سنة 1002هـ عن عمر يناهز الثانية والسبعين بعد جهاد علمي يرحمة واسعة.
عصر الشيخ
كان الإمام من علماء القرن العاشر الهجري، وهذا القرن في تاريخ بلاد السند هو قرن ازدهار العلوم والآداب، ولكن شهد هذا العصر بعض الحوادث السياسية الخطيرة الملئية بالبأس والشدة وسيطرة الأغيار على السند ؛ ظلت تعاني منها من قرنين من الزمان : ترسف وسيطروا في سلاسل السيطرة وأغلال العبودية وقد أضر سوء معاملة الأغيار لأهل السند بأذهان الناس وعقولهم وهممهم وأضعف عزائمهم وانعدم الأمن في السند بمجئ الأجنبيين ؛ حيث شن الأجانب من الأرغون والترخان الحروب على هذه البلاد وسيطروا عليها.
وأما من الناحية العلمية فقد كان الحال جيدا لأهل العلم، ومع أن كثيرا من علماء السند قد ارتحلوا إلى الهند و الحرمين الشريفين لوقوع الفسادات وعموم الاضطرابات، فقد كان من العلماء من أقام في السند وقاوم العدو ووقف في وجهه وجاهدهم في الميدان العلمي ونشروا جواهر علمية وفجروا منابع العلم فعاد العلماء المهاجرون وأفادوا الناس، فتقدمت الحياة العلمية وارتقت النهضة الأدبية واستؤنف التأليف بعد مدة طويلة وترجم القرآن الكريم إلى الفارسية لأول مرة في شبه القارة الهندية على أيدي المخدوم نوح الهالائي.
وفي بداية هذا القرن ظهر محمد مهدي الجونفوري في السند وقد قويت حركته ولكن واجهته الحركة البلالية فمع أن بعض العلماء تأثر بهذه الحركة، ولكن محمد الجونفوري غادر السند وتركها وقويت الطريقة السهروردية والشطارية. قد كان الملوك الأجانب مع ظلمهم وطغيانهم من وراء تقدم الحياة العلمية وازدهارها ؛ لحبهم العلم والأدب، وتشجيع العلماء، وتزويدهم بكل ما يحتاجون إليه.
المكانته العلمية والاتجاه العقائدي للشيخ
كتب مؤرخ السند السيد القانع:[2] المخدوم محمد جعفر بن المخدوم كان جامع الكمالات وكان معاصرا للمخدوم نوح. يقولون :
{{{متن}}} |
كما كان أعجوبة دهره ؛ ولذا فإن فضله وكماله باق إلى الآن في أولاده : المخدوم عبد الغني والمخدوم نورالدين.[3]
كان الشيخ مجتهدا في العلوم والفنون، متمسكا بالأحكام القرآنية، مخالفا التفسير بالرأى، أما منهجه في الحديث فكان يقبل ما يوافق القرآن ويرد ما يخالفه. كان علم الحديث في السِّند آنذاك منحصرا في «مشكوة المصابيح» فلما ذهب الشيخ إلى الحرمين الشريفين أتى بالمزيد من كتب الحديث وعلومه، ثم صنف كتابا باسم ’’عجالة الطالبين‘‘ بين فيه الأحاديث المنتشرة بين أهل السند، وألف ’’منهج العمال‘‘؛ لترويج الحديث الصحيح في السند ونشره بين الناس. وكان للشيخ منزلة عالية ومهارة كبيرة في الفقه والفتاوى على المذهب الحنفي الذي كان من المجتهدين فيه، وما زال كتاب ’’المتانة‘‘ مرجعا لكل فقيه، بل لعامة الناس وخاصتهم. وهو أول من صنف كتبا حول الطلاق الرائج الشائع في السند وما يتفرع عليه من المسائل وله شغف كبير بالأدب العربي والفارسي والسندي، ونظم أشعارا بالعربية.[4] ونفعنا الله بفيوض هذا الحبر الجليل.
أما في مجال العقيدة الإسلامية فقد اعتمد الإمام محمد جعفر ـ ـ على الكتاب والسنة، لو قرأنا كتب خاصة في العقيدة وجدناه اتجاءه. وعندما يتناول موضوع رؤية الله وغير ذلك من الموضوعات التي تتعلق بالعقائد استدل بالأحاديث والأقوال السلف، كما يتحدث عن رؤية في المخطوط كشف الحق حيث ذكر : وعن أبي أمامة t قال: ’’ قال رسول الله r إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ‘‘. وقوله r إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فيما أخرج أحمد في مسنده وأبوداؤد في سننه عن عبادة بن الصامت t عنه r فيما قاله r في خروج الدجال وقوله r ولا ترون ربكم حتى تموتوا فيما أخرج ابن ماجة في سننه.(2) وغير ذلك من الأدلة.
مؤلفات الشيخ
العقائد والكلام
- كشف الحق
- معاقد العقائد المعروف بالمكالمات
- الإشارات لحل المعاقد والمكالمات
- منهيات المكالمات والإشارات
- أقل وأعدل كلمات في فصوص الحكم والغزوات
المنطق والجدل
- معيار النظر
- معونة المبتدي
- نهج المناظرة
الأخلاق والسلوك
- إرشاد الصادقين
- فتح الدارين
الفقه الإسلامي
- المتانة في مرمة عن الخزانة
- البصارة في العمل بالإشارة
- حل العقود في طلاق السنود
- مجموعة رسائل في الطلاق
- القول المبرم في قول السنود
- قرنه في حكم الحلف بالمرنة والبرنة
- التنميق في توقيت المرأة في التطليق
- كمية الواقع
- استفتاء في تعليق الطلاق
- الحجة القوية في جواب الرسالة الحلفية
علم الحديث
- منهج العمال
- عجالة الراغبين في انتقاد الحافظين في بيان الأحاديث الموضوعات
- عجالة الوقت
علم الصرف والنحو والعروض
- شرح ميزان الصرف
- العراضة في علم العروض والقافية
- عرض العراضة
علم البلاغة
- بنية البيان
- بيان البنية
مناهج التعليم
- نهج التعليم
- حاصل النهج
ورد ذكر الكتب التالية دون معلومات عنها
- بداية النحو
- أهم النحو المعروف بالكلماتية
- شرح الفوائد الضيائية
المراجع والمصادر
- ^ ’’ مقدمة المتانة في مرمة عن الخزانة ‘‘للعلامة محمد جعفر البوبكانى بتحقيق أبو سعيد غلام مصطفى القاسمى السندى ط : لجنة إحياء الأدب السندى بكراتشى الطبعة الأولى، 1381هـ 1962 م
- ^ مؤرخ السند السيد القانع (المتوفى 1203هـ) في تحفة الكرام
- ^ ) فقهاء الهند لمحمد إسحاق بهتي 3/144 (باللغة الأردية) ط : اداره الثقافة الإسلامية بلاهور
- ^ المخدوم محمد جعفر البوبكاني وجهوده العلمية. إعداد دكتور عبد الله بلوش