عيينة بن حصن

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان الفزاري، يُكنى أبا مالك وكان من صناديد العرب وكان فظاً غليظاً جريء اللسان والقول.[1]

نبذة

اسمه الحقيقي حذيفة وليس عيينة وسمي عيينة لانه أصابته لقوة وهو مرض وشلل يصيب الوجه، فجحظت عيناه فسمي عيينة، وكان جده حذيفة بن بدر يقال له: رب معد، أي سيد قبائل عدنان كلها وجد جده زيد بن عمرو، وهو ابن اللقيطة؛ وذاك أن بني فزارة طلبوا الكلأ والخير والماء في موضع آخر وأمه صبية فسقطت، فالتقطها قوم فردوها عليهم فسميت اللقيطة، ونسب ولدها إليها بهذا فقيل بنو اللقيطة.[1]

زعامته في العرب والجاهلية

أَبو حاتم السجستاني في كتاب الوصايا، أنّ حصن بن حذيفة والد عيينة أوصى ولده عند موته، وكانوا عشرة؛ فقال: وكان سبب موته أن كرز بن عامر العقيلي طعنه، فاشتد مرضه، فقال لهم: الموت أَريح مما أنا فيه، فأيكم يطيعني فقالوا: كلنا، فبدأ بالأكبر، فقال: خذ سيفي هذا فضعه على صدري، ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري، فقال: يا أبتاه؛ هل يقتل الرجل أباه! فعرض ذلك عليهم واحدًا واحدًا، فرفضوا إلا عيينة، فقال له: يا أبت، أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى، ولك فيه مني طاعة؟ قال: بلى، قال: فمرني كيف أصنع؟ قال: أَلق السيف يا بني فإني أردت أن أبلوكم فأعرف أطوعكم لي في حياتي، فهو أطوع لي بعد موتي، فاذهب، فأنت سيد ولدي من بعدي، ولك رياستي؛ فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك؛ فقام عيينة بالرياسة بعد أبيه، وقتل كرز بن عامر العقيلي واخذ بثأر أبيه.[2]

إسلامه

أسلم بعد الفتح. وقيل: أسلم قبل الفتح، وشهد الفتح مسلماً، وشهد غزوة حنين وكان من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة، قيل: إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم من غير إذن، فقال له: «أين الإذن؟» فقال: ما استأذنت على أحد من مضر.[3]

ارتداده عن الإسلام

كان ممن ارتد وتبع طليحة الأسدي، وقاتل معه. فأُخذ أسيراً، وحُمل إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فكان صبيان المدينة المنورة يقولون: يا عدو الله أكفرت بعد إيمانك فيقول ما آمنت بالله طرفة عين. فطلب العفو و الصفح من أبي بكر فأسلم بعدها، فأطلقه أبو بكر.

بعض أخباره

  • كان عيينة في الجاهلية من الجرارين، يقود عشرة آلاف. وتزوج عثمان بن عفان من ابنته، فدخل عليه يوماً، فأغلظ له، فقال عثمان: لو كان عمر بن الخطاب ما أقدمت عليه بهذا. فقال: إن عمر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا.
  • قال أبو وائل: سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد الله بن مسعود، أنا ابن الأشياخ الشمّ فقال عبد الله: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
  • عيينة بن حصن هو عم الحر بن قيس الفزاري، وكان الحر رجلاً صالحاً من أهل القرآن له منزلة من عمر بن الخطاب فقال عيينة لابن أخيه: ألا تدخلني على هذا الرجل قال: إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي فقال: لا أفعل. فأدخله على عمر، فقال: يابن الخطاب، والله ما تقسم بالعدل، ولا تعطي الجزل! فغضب عمر غضباً شديداً، حتى هم أن يوقع به، فقال ابن أخيه: يا أمير المؤمنين، إن الله يقول في كتابه العزيز: «خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين»، وإن هذا لمن الجاهلين. فخلى عنه، وكان عمر وقّافاً عند كتاب الله عز وجل.
  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوما خيلاً، وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري، فقال رسول الله أنا أفرس بالخيل منك، فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك.
  • قال عيينة لعمر بن الخطاب: ياأمير المؤمنين، احترس، أَو أخرج العجم من المدينة، فإني لا آمن أن يطعنك رجل منهم في هذا الموضع، ووضع يده في الموضع الذي طعنه أبو لؤلؤة به فيما بعد، فلما طُعن عمر قال: مافعل عيينة؟ قالوا: بموضع الهجم أو بالحاجر فقال عمر: إن هناك لرأيا.

المراجع

  1. ^ أ ب أبي زكريا يحيي النووي، وليد بن أنيس الجابوصي الهاشمي (2018). التعليق الذهبى على مبهمات النووي. دار اللؤلؤة للنشر والتوزيع. ج. الثالث. ص. 234. مؤرشف من الأصل في 12 كانون الأول 2021. اطلع عليه بتاريخ 12 كانون الأول 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  2. ^ المغلوث، سامي بن عبد الله (2015). أطلس حروب الردة: في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق (ط. الثانية). ISBN:9786035038249. مؤرشف من الأصل في 12 كانون الأول 2021. اطلع عليه بتاريخ 12 كانون الأول 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  3. ^ الأبي والسنوسي (2008). صحيح مسلم بشرح الأبي والسنوسي. دار الكتب العلمية. ج. التاسع. ص. 551. مؤرشف من الأصل في 12 كانون الأول 2021. اطلع عليه بتاريخ 12 كانون الأول 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)