شهربانو

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من شاه زنان)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شاه وزناه , شهربانو , شهربانويه بنت يزدجرد الثالث
صورة القبر المنتسب لها بـطهران
ام علي زين العابدين
الكنية ام علي
الولادة غير معروف
 الإمبراطوريَّة الساسانيَّة
الوفاة يقال 10 جمادى الأولى 36 هـ
المدينة المنورة , الحجاز ,  دولة الخِلافة الرَّاشدة
سبب الوفاة توفيه في نفاسها
مبجل(ة) في الإسلامالشيعة الاثنا عشرية
المقام الرئيسي ضريح بيبي شهربانو , طهران إيران
الزوج(ة) الحسين بن علي
النسب * ابوها يزدجرد الثالث
* إخوتها  : بيروز الثالث، وبهرام السابع

شهربانو او شاه زناه او شهربانويه بنت يزدجرد الثالث الساسانيه ، اسم لشخصية وردت في روايات لبعض الشيعة المتأخرين، قيل إنها أميرة فارسية، وابنة آخر أكاسرة الفرس يزدجرد بن أنوشروان.[1][2] زعم في تلك الروايات أن الحسين بن علي تزوجها وأنجبت له علي زين العابدين، وبناء على ذلك نسب إليه أنه قال «أنا ابن الخيرتين» حيث نسب للرسول محمد أنه قال: «للّه تعالى من عباده خيرتان فخيرته من العرب هاشم ومن العجم فارس». وفقًا لدهخدا، فقد أظهرت الأبحاث أن يزدجرد لم يكن لديه بنت تدعى شهربانو، وأشار أمير معزي في الموسوعة الإيرانية، إلى أن جميع المؤرخين القدماء الذي تطرقوا إلى الفتح الإسلامي لفارس ومصير عائلة الساسانيين لم يذكروا أي شي عن بنات يزدجرد أو زواج الحسين بن علي من إحدى بناته. في القرن الثالث للهجرة، عرف محمد بن سعد البغدادي وأبو محمد بن قتيبة الدينوري (مؤرخ فارسي) أم علي زين العابدين بأنها امرأة من السند.[3] وقصة شهربانو مأخوذة من ربيع الأبرار للزمخشري وقابوس نامه، وهما من مؤلفات القرن الخامس للهجرة.[4] رد كل من علي شريعتي ومرتضي المطهري وجعفر شهيدي روايات زواج الحسين من إحدى بنات يزدجرد واعتبروها من الأحاديث الموضوعة وغير الصحيحة، ومن المندسات في كتب الشيعة.[5][6]

اسمها ونسبها

فيما يتعلق بهوية أبيها واسمه اختلف المؤرخون،[7] ويعتقد بعض الشيعة أنها ابنة يزدجرد آخر ملوك الفرس في العهد الساساني.[8][9] وتبنى هذا الرأي كل من النوبختي، الأشعري القمي، حسن بن محمد القمي، ابن أبي الثلج البغدادي، ابن حيون وخليفة بن الخياط في القرن الثالث، والكليني والمفيد والصدوق في القرن الرابع والطوسي في الخامس. وقيل إنها ابنة السنجان ملك فارس.[10] وقيل: هي بَـرَّة بنت النوشجان.[11]

وردت لها عدة أسماء بالفارسية، منها: شهربانويه، شهرناز، شاه زنان، جهانشاه، جهان بانو.[12]

روايات أسرها

في مصادر الشيعة الاثنا عشرية، يروى أنه في عهد عمر بن الخطاب وأثناء معارك فتح بلاد الفرس (إيران حاليا)، أُسرت وسُبيت الأميرة شهربانو بنت يزدجرد ابنة كسرى الفرس، وأُرسلت مع من أرسل إلى عمر بن الخطاب، وتطلع الناس إليها وظنوا أنها تعطى وتنفل إلى ابن أمير المؤمنين الذي قاتل تحت لواء رسول الله في غزوات عديدة، لأنه هو الذي كان لها كفوا، ولكن عمر لم يخصها لنفسه ولا لابنه ولا لأحد من أهل بيته، بل رجح أهل بيت النبوة فأعطاها للإمام الحسين.

(لما قدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة، وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته، فلما نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت: أف بيروج باداهرمز، فقال عمر: أتشتمنى هذه وهمّ بها، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ليس ذلك لك، خيرها رجلًا من المسلمين وأحسبها بفيئه \، فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلام، فقال لها أمير المؤمنين: ما اسمك؟ فقالت: جهان شاه، فقال لها أمير المؤمنين: بل شهربانويه، ثم قال للحسين: يا أبا عبد الله ! لتلدن لك منها خير أهل الأرض، فولدت على بن الحسين عليه السلام، وكان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام: ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم ومن العجم فارس.[14]

المجلسي ذكر تلك القصة أعلاه في كتابه «جلاء العيون» ولكنه صحح الروايات التي جاء بها المفيد وابن بابويه بأن شهربانو لم تكن سُبيت في عهد علي كما ذكره المفيد ولا في عهد عثمان كما ذكره ابن بابويه القمي، بل كانت من سبايا عمر كما رواه القطب الراوندي ثم يقر بعد ذلك بأن قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وزين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم هما ابنا خالة. [«جلاء العيون» ص673، 674].

روايات زواجها

لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطّاب بيع النساء، وأن يجعل الرجال عبيدًا، فقال علي بن أبي طالب: إنّ رسول الله قال: أكرموا كريم كلّ قوم. فقال عمر: قد سمعته يقول: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم. فقال له علي بن أبي طالب: هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ورغبوا في الإسلام، ولا بدّ أن يكون لي فيهم ذرّية، وأنا أُشهد الله وأُشهدكم أنّي قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله... فقال عمر: قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصّني وسائر ما لم يوهب لك. فقال أمير المؤمنين: اللّهمّ اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إيّأهم.فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء، فقال علي بن أبي طالب: هنّ لا يُكرهنَ على ذلك، ولكن يخيّرنَ ما اخترنه عُمل به.

فأشار جماعة إلى شهربانو بنت كسرى فخُيّرت وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور، فقيل لها: مَنْ تختارين من خطّابك، وهل أنت ممّن تريدين بعلًا؟ فسكتت. فقال أمير المؤمنين: قد أرادت وبقي الاختيار. وبعدها أومأت بيدها واختارت الحسين بن علي، فأُعيد القول عليها في التخيير، فأشارت بيدها وقالت: هذا إن كنت مخيّرة. وجعلت علي بن أبي طالب وليّها، وتكلّم حذيفة بالخطبة...[15]

فتزوّجها الحسين، وأنجبت له زين العابدين، وقد أنشأ أبو الأسود الدؤلي في وصف زين العابدين قوله: وإنّ غلامًا بَيْنَ كِسرى وهاشمٍ ****لأَكْرَمُ من نِيطَتْ عَلَيْهِ التَّمَائِمُ.[16]

يروى في كتاب بحار الأنوار للمجلسي أن شهربانو قالت إن قصة اختيارها للحسين بن علي زوجًا لها، بأنّها رأت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم دخل دارها مع الحسين وخطبه له وزوجه منه، تقول: لمّا أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي وماكان لي خاطر غير هذا، فلمّا كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم قد أتتني وعرضت علي الإسلام فأسلمت ثم قالت إن الغلبة تكون للمسلمين وإنّك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لايصيبك بسوء أحد، قالت: وكان من الحال أني خرجت إلى المدينة مامس يدي إنسان.[17]

وفاتها

توفّيت شهربانو في الخامس من شعبان من سنة 38 هـ في المدينة المنوّرة، وذلك في نفاسها، أي حين ولادتها لزين العابدين.[18]

المراجع

  1. ^ الإرشاد,ج1,ص137.
  2. ^ الكافي,ج1,ص446.
  3. ^ shahrbanu, Iranica, by Mohammad Ali Amir-Moezzi نسخة محفوظة 6 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ قابوس نامه باب 27 ص 144
  5. ^ خدمات متقابل إسلام وإيران، ص 131 إلى 133
  6. ^ كتاب زندگی حسين بن علي اثر دكتور سيد جعفر شهيدي طبعة مركز نشر فرهنگ إسلامي صفحه 12 إلى 27
  7. ^ اليوسفي الغروي، ص15.
  8. ^ تاريخ قم، ص196.
  9. ^ تاريخ اليعقوبي، ج2، ص247.
  10. ^ مجمل التواريخ والقصص، النص، ص456.
  11. ^ مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج4، ص176؛ كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج2، ص105.
  12. ^ موسوعة الإمام الحسين، ج1 ،ص198-199.
  13. ^ ["عمدة الطالب في أنساب أبي طالب" الفصل الثاني تحت عنوان عقب الحسين ص192].
  14. ^ "الأصول من الكافي" ج1 ص467، ناسخ التواريخ ج10 ص3، 4]
  15. ^ الطبري،محمد بن جرير بن رستم، دلائل الإمامة، ص194
  16. ^ الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي(الأصول)، ج1،ص297
  17. ^ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج46،ص10
  18. ^ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار)،ج46،ص10