سيف عربي
السَّيْفُ الْعَرَبِيُّ هو سيف تعود أصوله إلى شبه الجزيرة العربية قبل القرن السابع. تميزت النسخ الاصلية منه بانها قصيرة ومستقيمة.[2] لا يُعرف الكثير عن هذا السلاح بالذات، بخلاف ما كتبه الكندي في أطروحته عن السيوف في القرن التاسع.
سيف عربي | |
---|---|
سيف الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه[1]
| |
تعديل مصدري - تعديل |
الوصف
تميز السيف العربي الاصلي بانه مستقيم، وقصير، ومشابه لسيوف الروم. وكان العرب يلبسونها على أكتافهم و ظهورهم وليس على الخصر كما يفعل الساسانيون في إيران.[2]
في مقالة «مقدمة لدراسة الأسلحة والدروع الإسلامية» للدكتور عبد الرحمن زكي، كتب عن السيف أنه «السيف العربي، له نصل عريض إلى حد ما وأحيانًا بحلقة معقوفة غريبة. يتفاوت الحجم تفاوتًا كبيرًا، فهو موجود في معظم البلدان التي عاش فيها العرب، ولكل منها تنوعه الخاص، وكان المؤرخون العرب الأوائل يذكرون نوعين من السيوف: سيف أنيث، وهو مصنوع من الحديد، وسيف فولاذ مصنوع من الفولاذ وإذا صنع من مزيج من الحديد والفولاذ قيل عنه سيف مُذكر».[3]
التاريخ
هناك أربع فترات متميزة مرت بها عملية إنتاج السيف العربي: ما قبل الإسلام -السيوف القديمة قبل القرن السابع الميلادي- وصدر الإسلام -السيوف القديمة من القرن السابع إلى القرن الثامن ميلادي- والعصر الذهبي الإسلامي -السيوف من القرن التاسع إلى أوائل القرن الثالث عشر ميلادي- وفترة الترك أو التخلي عن السيف -السيوف المتأخرة من أواخر القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر ميلادي. تأتي معظم المعلومات عن السيوف العربية من الأدب.
العصر الذهبي الإسلامي
بحلول سنوات العصر الذهبي الإسلامي، وجدت السيوف المنحنية والسيوف ذات الحدين جنبًا إلى جنب في الشرق الأوسط.
الترك (التخلي)
في السنوات الأخيرة للسيف العربي، من بين الأماكن السبعة التي أدرجها الكندي حيث صُنع، بقيت أربعة في النصف الأخير من القرن الثالث عشر. مع تدمير المغول لخراسان ودمشق، وغزو الصليبيين لبيزنطة في الحملة الصليبية الرابعة، تراجع السيف العربي بشدة. وانتهى تمامًا في القرن السادس عشر، عندما استولى العثمانيون على مصر عام 1517 واليمن عام 1552-1560، ما يمثل نهاية السيف العربي. لم يظهر المغول ولا الصليبيون ولا العثمانيون أي اهتمام بالسيف العربي. كان لهذه الجماعات تقاليدها الخاصة، من ثم حلت محلها. في المكانان الأخيران، سريلانكا وكيدا، نمت السيوف العربية ببطء متأثرة بالتقاليد المجاورة ثم توقفت صناعتها تمامًا.[4]
في 1350، كتب ابن القيم الجوزية أطروحة عن الأسلحة العربية بعنوان «الفروسية».[5] وكتب أنه إضافةً إلى الفروسية والرماح والرماية، كانت مهارة المبارزة هي مجال رابع من فروع الفروسية.[4]
التصنيع
يذكر الكندي سبعة أماكن صنعت فيها السيوف العربية. وهي بالترتيب اليمن وخراسان ودمشق ومصر والروم -بيزنطة- وسريلانكا والقلعة -ربما مدينة قدح.
الاستخدام
خلال السنوات الإسلامية المبكرة، غمد العرب أسلحتهم في الحمالات-وهي أحزمة للكتف يُعلق بها السيف. تم التخلي عن استخدام الحمالة من قبل الخليفة العباسي المتوكل (847-861) واستخدم الحزام للسيف المنحني عوضًا عنها. لكن يبدو أن استخدام السيف وحمالته احتفظ بأهمية احتفالية ودينية. مثلًا، كان الحاكم نور الدين زنكي (1146-1174) متدينًا وحريصًا على التمسك بكل ما هو تراثي، بحثًا عن الاساليب القديمة من أثر النبي صلى الله عليه وسلم. من ثم، من بين إصلاحاته، أعاد اعتماد عادة ارتداء السيف المعلق بواسطة حمالة. خليفته صلاح الدين (1138-1193)، فعل الشيء نفسه، وقيل إنه دفن مع سيفه.[6]
وفقًا لديفيد نيكول، كان السيف العربي يستخدم أساسًا للجرح والقطع.[7] ويستشهد بمذكرات أسامة بن منقذ دليلًا على أنه عندما تعرض أسامة لهجوم الحشاشين، فإنه ضرب القاتل بسيفه.[8] تضيف قصص أخرى لأسامة مصداقية لنظرية نيكول.
خلال فترة الدولة المملوكية، كان السيف المنحني السلاح المفضل لدى النخبة المحاربة، لكن أفضل الأسلحة ذات الحواف المزخرفة كانت السيوف العربية. استُخدمت السيوف في المناسبات الاحتفالية في العصر المملوكي، أي في تنصيب سلاطين المماليك وخلفاء السلالة العباسية المستعادة، إذ يتقلد الحاكم السيف البدوي. لا توجد أوصاف باقية لمثل هذه السيوف لكن يمكن اقتراح فرضية أن نصل السيف المملوكي المزخرف بشكل رائع والمحفوظ الآن في إسطنبول هو في الواقع سيف بدوي.[6]
المراجع
- ^ "Sword of Umar". World History Encyclopedia (بEnglish). Archived from the original on 2022-06-09. Retrieved 2022-06-09.
- ^ أ ب DAVID NICOLLE PHD; ANGUS MCBRIDE. OSPREY MILITARY. MEN-AT-ARMS SERIES. 255.ARMIES OF THE MUSLIM CONQUEST (بالإنجليزية). p. 11.24.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ Zaky 1961, pp. 21
- ^ أ ب "Arab epic heroes and horses". Halle an der Saale: 29. Deutscher Orientalistentag. مؤرشف من الأصل في 2011-07-18.
Furusiyya covers four disciplines: the tactics of attack and withdrawal (al-karr wa-l-farr); archery; jousts with spears; duels with swords. [...] Only the Muslim conquerors and the knights of the faith have fully mastered these four arts.
- ^ ed. Nizam al-Din al-Fatih, Madinah al Munawara: Maktaba Dar al-Turath, 1990.
- ^ أ ب Alexander 2001, pp. 204-205
- ^ Nicolle 1994, pp. 13-14
- ^ Cobb 2008, pp. 129
روابط خارجية
سيف عربي في المشاريع الشقيقة: | |