سميفع أشوع

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سميفع أشوع
أشوع
فترة الحكم (530م - 535م)
ذو نواس
أبرهة الأشرم
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد 460م تقريباً
تاريخ الوفاة 535م

سميفع أشوع اليزني (نحو 460م - 535م): ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة، وصل إلى الحكم في فبراير سنة 530م. أقدم نقش تم العثور عليه لشخصية سميفع أشوع في شهر ذي القيظ سنة 596 حـ في التقويم الحميري الموافق يونيو 486م (النقش: MAFRAY-Abū Ṯawr 4).[1]لدينا أيضاً نقشان مؤرخة للسميفع، الأول في شهر ذو خريف سنة 598 حـ في التقويم الحميري الموافق أغسطس 488م (النقش: RES 4069)،[2]والثاني في شهر ذو الثابة سنة 625 حـ في التقويم الحميري الموافق أبريل 515م (النقش: BR-Yanbuq 47).[3]وتدل هذه النقوش أن سميفع لم يكن من العامة، بل كان من أقيال كلاع وذي يزن وذي جدن.

شارك سميفع أشوع مع الملك ذو نواس من سنة 523م إلى سنة 530م في حروبه ضد الأحباش والقبائل الثائرة (النقشان المؤرخة: Ry 508 وJa 1028)،[4][5]ويشير نقش حصن غراب (CIH 621) المؤرخ في شهر ذو الحلة سنة 640 حـ في التقويم الحميري الموافق فبراير 530م أن الأحباش فتحوا أرض حمير، وقتلوا ملكها - ذي نواس - وأقياله الحميريين والأرحبيين. ويرى العالم هوغو وينكلر مستندًا إلى هذ النقش أن ذا نواس كان هو البادئ بالحرب، وأن سميفع أشوع وأولاده وأحفاده أصحاب النص كانوا في معية الملك ذي نواس في حملته على الحبشة، غير أنه لم يكتب له التوفيق، وأصيب بهزيمة إذ سقط فهزم جمعه. وعندئذ غزا الحبش أرض اليمن واستولوا عليها. فأسرع السميفع أشوع وبنوه في الذهاب إلى حصن " حصن غراب" للتحصن فيه ولتقوية وسائل دفاعه، ولم تكن قلوب هؤلاء مع ذي نواس، وإنما أكرهوا على الذهاب معه. وبقوا في حصنهم هذا إلى أن دخل الحبش أرض اليمن، فتفاهم السميفع معهم، وفاوضهم.[6]

وورد في النقش (RES 3904) في مطلعه جملة: "بروح القدس سميفع أشوع ملك سبأ [... خرب باقي السطر (يرجح اللقب الطويل)]"، وفي آخره عبارة: "بسم الرحمن وابنه كرايست"، ومعناها "بسم الرحمن وابنه المسيح".[7] وفي هاتين الجملتين دلالة صريحة على أن سميفع أشوع كان ملكًا على سبأ وأنه كان على دين النصارى. وقد استعمل النص كلمة "كرايست" بمعنى المسيح، وقد أخذوها، ولا شك من الروم. ويؤيد كون "السميفع أشوع" نصرانيًا، ما ذكره المؤرخ بروكوبيوس القيسراني من أن الحبشة بعد مقتل ملك حمير - ويقصد ذو نواس - عينت رجلًا نصرانيًّا من حمير اسمه سميفع أشوع ملكًا على حمير.[8] ولم يكن سميفع أشوع ملكًا مستقلًّا كل الاستقلال يتصرف بملكه كيف يشاء، بل كان في الواقع تابعًا لحكومة أكسوم. يُفهم ذلك صراحة من النقش (RES 3904)، وجاء في السطر الثالث منه: "في أيام أميرهم نجاشي أكسوم بنوا وأسسوا". وجاء في السطر السادس: "الملك الأصبخة ملك الحبشة"، ويقصد بـ"الأصبخه" (ʾlʾṣbḥh) نجاشي الحبشة الملك (كلب الأصبحة) الذي كان ملك الحبشة في ذلك العهد وفق المصادر الحبشية، وعاصمته مدينة أكسوم. وذكر بروكوبيوس القيسراني أن ملك حمير سميفع أشوع الذي أقره النجاشي ليكون ملكًا على أن يدفع إلى الأحباش جزية سنوية فرضي بذلك وحكم.[9]

وذكر بروكوبيوس القيسراني أيضًا أن القيصر جستينيان الأول (يوستيانوس) أرسل رسولًا اسمه "جوليانوس" إلى النجاشي وإلى سميفع أشوع ليرجو منها إعلان الحرب على الفرس وقطع العلاقات التجارية معهم؛ لأنهما والقيصر على دين واحد، فعليهما مساعدة أبناء دينهم الروم والاشتراك معهم في قضيتهم، وهي قضية عامة مشتركة، على النصارى جميعًا الدفاع عنها، وطلب من سميفع ملك حمير خاصة أن يوافق على تعيين "قيس" (قد يكون أمرؤ القيس) سيدًا على قبيلة معد، وأن يجهز جيشًا كبيرًا يشترك مع قبيلة معد في غزو أرض الفرس، وكان قيس كما يقول بروكوبيوس القيسراني من أبناء سادات القبائل، وكان شجاعًا قديرًا وكفؤا جدا وحازما، قتل بعض ذوي قرابة سميفع أشوع، فانهزم إلى البادية هائمًا. وقد وعد الملك خيرًا، غير أنه لم ينجز وعده، وإذ كان من الصعب عليه اجتياز أرض واسعة بعيدة وطرق طويلة تمر بصحاري وقفار لمحاربة أناس أقدر من قومه في الحرب.[10]

بعد قرابة خمس سنوات من تولي سميفع أشوع ثار عليه أبرهة بجيوش الحبشة، وأعلن نفسه نائبا للملك الأكسومي في اليمن مع تلقبه بلقب التبابعة الطويل، وكان ذلك بعد تخلصه من القائد الحبشي إرياط، ويشير بروكوبيوس القيسراني أن من تبقى من جنود الحبشة في أرض حمير ثاروا على سميفع أشوع وحصروه في قلعة، وعينوا مكانه عبدًا نصرانيًا اسمه أبرهة كان مملوكًا في مدينة عدوليس لتاجر يوناني. فغضب النجاشي وأرسل قوة قوامها ثلاثة آلاف رجل لتأديبه وتأديب من انضم إليه. فلما وصلت قواته إلى اليمن، التحقت بالثوار، وقتلت قائدها وهو من ذوي قرابة النجاشي، فغضب إل أصبحة عندئذ غضبًا شديدًا، وسير إليه قوة جديدة لم تتمكن من الوقوف أمام أتباع أبرهة، فانهزمت ولم يفكر النجاشي بعد هذه الهزيمة في إرسال قوة أخرى. فلما مات، صالح أبرهة خليفته على دفع جزية سنوية، على أن يعترف به نائبًا عن الملك على اليمن، فعين نائبًا عنه.[11]

انظر أيضاً

مراجع

  1. ^ DASI: Digital Archive for the Study of pre-islamic arabian -MAFRAY-Abū Ṯawr 4. نسخة محفوظة 2023-08-05 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ DASI: Digital Archive for the Study of pre-islamic arabian -MAFYS-Ḍuraʾ 3 RES 4069; Ry 63. نسخة محفوظة 2023-08-05 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ DASI: Digital Archive for the Study of pre-islamic arabian -BR-Yanbuq 47. نسخة محفوظة 2023-08-05 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ DASI: Digital Archive for the Study of pre-islamic arabian -Ry 508. نسخة محفوظة 2023-08-05 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ DASI: Digital Archive for the Study of pre-islamic arabian -Ja 1028. نسخة محفوظة 2022-01-16 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ DASI: Digital Archive for the Study of pre-islamic arabian -CIH 621 Ry 342; RES 2633; RES 5091. نسخة محفوظة 2023-08-03 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ DASI: Digital Archive for the Study of pre-islamic arabian -Ist 7608 bis RES 3904.
  8. ^ History of the Wars -Procopius - Page 55 نسخة محفوظة 2023-08-05 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Delphi Complete Works of Procopius - Procopius of Caesarea - Page 2180 نسخة محفوظة 2023-08-05 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ History of the Wars - Procopius - Page 46 نسخة محفوظة 2023-08-05 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Procopius of Caesarea -Geoffrey Greatrex - Page 94 نسخة محفوظة 2023-08-05 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية