يرجى تنسيق المقالة حسب أسلوب التنسيق المُتبع في أرابيكا.

دوما (سوريا)

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دوما
الاسم الرسمي دوما
خريطة
الإحداثيات
33°34′24″N 36°23′21″E / 33.57333°N 36.38917°E / 33.57333; 36.38917
تقسيم إداري
 البلد  سورية
 محافظة محافظة ريف دمشق
 منطقة منطقة دوما
عدد السكان (حسب إحصاء عام 2004)
 المجموع 110,893[1]
معلومات أخرى
منطقة زمنية 2+

مدينة دوما هي أهم مدن محافظة ريف دمشق في سورية ومركزها الإداري، يَبلغ تعداد سكانها حوالي ٤٠٠ ألف نسمة وهي أكبر مدن غوطة دمشق. وتبعد عن دمشق حوالي 9 كيلو مترات وتتبع لها الكثير من المناطق إداريًا، وفي التاريخ تذكر المصادر أنها تعود للحقبة الآرامية، وبها العديد من الآثار والمواقع الأثرية. ترتبط دوما بالتاريخ العريق لمدينة دمشق، كما تنتشر فيها دور العبادة والمساجد، ويَصل عدد المساجد فيها إلى أكثر من 80 مسجدًا وجامعًا، منها مساجد تاريخية معروفة، إضافة إلى العديد من المباني والمدارس والخانات الأثرية. وأهم مساجدها 'المسجد الكبير'

يُطلق أهل دوما على أبناء دوما اسم: «الدوامنة»، والمفرد: «الدوماني» (إلا أنّ الصحيح لغةً هو أن يُقال [الدومِيُّ]، نسبةً إلى دوما في اللغة العربية).

دخلها خالد بن الوليد أثناء الفتح الإسلامي لبلاد الشام

التاريخ الثوري لمدينة دوما

كان لدوما دور كبير على مر التاريخ في الدفاع عن دمشق ضد الغزاة وفي نصرة الأقاليم المجاورة حيث كانت مركزاً للمقاومة الشعبية أيام الحصار الصليبي لدمشق كما أنها كانت دربا لتسيير السلاح إلى فلسطين أيام الثورة الكبرى في الثلاثينيات ومعقلا لمقاومي الاستعمار الفرنسي كذلك. كما تميزت دوما منذ القدم بتاريخها النضالي ضد الطغيان والظلم وتجلى ذلك واضحا في نضالها ضد المستعمر الفرنسي فقد كانت دوما نقطة ساخنه لسنوات متعددة قبل جلاء المستعمر الفرنسي حيث لم تكن دوما فقط تقاوم العدو الفرنسي في دوما وفي الغوطة بل تعدى دورها إلى إمداد ثوار حارات الشام بالسلاح والعتاد وفي كثير من الأوقات إمدادهم بالثوار لمساندتهم في دمشق. وكثيرا ما كان يستعمل المستعمر الفرنسي سلاح الطيران لضرب الثوار في بساتين ومزارع الغوطة وضربهم حتى في المدن. تأجج الكفاح المسلح في الغوطة بشكل عام وفي دوما بشكل خاص بعد حادثة تعرض مدينة سقبا لإعتداءات المحتل الفرنسي حيث قام بعض الجنود بأسر فتاتين من مدينة سقبا فآثروا الموت على تدنيس شرفهم فقاموا بالإنتحار فعلم الناس بذلك مما أدى إلى ثورة غضب عارمة مسلحة في كل الغوطة وتنادى الناس لحمل السلاح والكفاح ضد المستعمر الفرنسي. بدأ الثوار بمدينة دوما بمجموعة مكونة من 450 مسلح حيث كانوا يقومون بعمليات كر وفر وهجمات على معسكرات العدو الفرنسي ثم ازدادت الأعداد بقدوم الثوار من كل قرى ومدن الغوطة للقيام بعمليات مسلحة ضد المحتل الفرنسي. في 14 تشرين الأول 1925 هاجم الثوار بقيادة رمضان شلاش القوات الفرنسية المتمركزة في دوما، وأحرقو دار الحكومة القديمة وأثاثها وسجلاتها، كما أحرقوا قسم الشرطة في البلدة وفي 21 تشرين الأول 1925 أسر الثوار الدوامنة رئيس قسم الشرطة في دوما كما أسروا جميع من كان معه من عناصر الشرطة، الأمر الذي دفع الفرنسيين للدخول إلى دوما بقوة كبيرة ولتتمركز في دار الجوبراني في منطقة النقطة، الواقعة شرقي دوما. وفي 28 من نفس الشهر شن الثوار هجوماً على هذه القوة الفرنسية واشتبكوا معها في قتال عنيف، استمر من الصباح الباكر حتى الظهر، سقط على أثره عدد من الفرنسيين. ولما شعرت القيادة الفرنسية بالضعف استجدت بالطائرات لتقصف مواقع الثوار والمناطق الحساسة في دوما. وبالفعل قامت المدفعية والطائرات بهذه المهمة فجرح أو سقط من جراء ذلك عدد من الثوار وهو الأمر الذي اضطرهم أخيراً للانسحاب إلى الغوطة وكانت مدينة دوما من أوائل المدن التي خرجت ضد النظام السوري في ثورة ١٥ آذار ٢٠١١ وقد ذاقت مع باقي مدن الغوطة الشرقية أنواع الحصار والقصف حتى عام ٢٠١٨ حين هجر النظام السوري أهلها بعد حملة شرسة شنها على الغوطة الشرقية استمرت لأكثر من شهرين.

مساجد مدينة دوما

الجامع الكبير وقد مر بناؤه بثلاث مراحل:

  • المرحلة الأولى: بناؤه في عام 531هـ/1136م كان في بنائه القديم في الجدار الشمالي لصحن الجامع، وعلى علو بضعة أمتار، حجر عليه كتابة تاريخية جاء فيها ما يلي: «بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن با لله واليوم الآخر». هذا ما أوقفه وحبسه وتصدق به ملك الأمراء إلب طغرادكين بهلوان جهان محمود بن بوري بن أتابك حسام أمير المؤمنين. لعنة الله على من بدل أو غير القطعتين الأرض المتلاصقتين شرقي الجسر في شهور سنة أحد وثلاثين وخمس مئة على مسجد دوما.
  • المرحلة الثانية: توسيعه وتجديده في عام 1900م. كان هذا الجامع صغيراً بسيطاً بقدر حاجة دوما إليه في ذلك الوقت، ولما اتسع عمرانها وازداد عدد سكانها، أراد الدومانيون توسيعه فتشكلت لجنة خاصة لتوسيع الجامع وتجديده، وكانت الجنة برئاسة (صالح طه)رئيس مجلس المدينة، وقد جمعت هذه اللجنة بعض التبرعات من الناس. وبدأ العمل بالهدم والتوسيع، وخلال ذلك عثر العمال على جرة صغيرة ملئت نقوداً ذهبية أثرية تعود للعهد الروماني، فأنفق القائمون عليه وقتئذ ثمن هذه النقود في سبيله فبرز بشكله المحمود
  • المرحلة الثالثة: هدمه وتوسيعه وبناؤه بتخطيط جديد. هدمت وزارة الأوقاف البناء القديم عام 1983م، ووسعت رقعته كثيراً، وأعادت بناءه بمخطط جديد فجاء آية في الروعة والجمال.

جامع الريس

بني هذا الجامع عام 1188 هـ/1774م وهو منسوب للشيخ محمد بن يحي بن بكر الريس المغربي الأصل.


جامع زين

وهو بجانب الحمام الصغير، كتب على لوحة حجرية فوق مدخله ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن با لله واليوم الآخـر.

أوقف هذا المسجد الفقير زين السليك البتواني 1300هجرية. وهذا العام يوافق 1882 ميلادي.


جامع الآغا

بني هذا الجامع عام 1311هـ/1893م نسبة للآغا مصطفى الشيشكلي جد وديع الشيشكلي.


جامع الشيخ علي

أوقف هذا الجامع الشيخ علي الطيار المغربي سنة 1898

جامع حسيبة

أوقفته امرأة متدينة وهي حسيبة بنت أحمد عدنان من عائلة عدس وذلك سنة 1925 ميلادي.

أحياء مدينة دوما

- حي الشمس:

وهو حي قديم يقع في الجهة الشمالية من البلدة، وهو أكبر الأحياء من حيث عدد السكان لكنه أخفضها من حيث مستوى المعيشة

سبب التسمية: منذ حوالي ثلاثة مئة سنة جاء من حلب إلى دمشق رجل متدين فاضل هو أبو الخير شمس، واسمه الشيخ محمد شمس الدين، كان يأتي دوما بين فترة وأخرى بقصد التنزه والتوجيه الديني، فأعجبته دوما وسكن فيها.

وكان زملاؤه من علماء دمشق يأتون لزيارته في دوما، ويسألون عن بيت الشمس فسمي الحي باسمه

- حي القصارنة:

.يقع هذا الحي في الجهة الشمالية الغربية من دوما، وهو أصغر الأحياء سكاناً ومساحة

أصل القصارنة من قرية كانت موجودة في منطقة القصير، وكانوا قد نزحوا إلى دوما نتيجة نهبهم وظلمهم من البدو، فسكنوا الحي الذي سمي باسمهم (القصارنة نسبة للقصير).

حي الشرقية:

يقع هذا الحي في شرقي البلدة وبجانبه حارة العرب، وهو من أكبر الأحياء بعد حي الشمس من حيث عدد السكان

ويتألف سكانه الأساسيون من قسمين رئيسيين:

1- الإيرانيون جاؤوا دوما عام 1000هـ/1561م.


2- أهالي الدوير، تعرض أهلها لاعتداءات الأعراب البدو عام 1805م، فهرب أهلها إلى دوما وسكنوا حي الشرقية.


حي الساحة:

وهو حي حديث نسبياً، يقع في القسم الجنوبي والقسم الجنوبي الغربي من البلدة، ويتصف بأن شوارعه منتظمة ومستقيمة

معالم مدينة دوما الأثرية

تضم دوما مجموعة من المعالم الأثرية من أبرزها الجامع الكبير وجامع الريس وجامع زين والحمام الصغير والحمام الكبير والنصب التذكاري الذي يحمل اسم قبة العصافير والذي شُيد لتبريك ذكرى تاريخية وهي هزيمة جيش المغول في ضواحي دوما إضافة إلى الخانات ومنها خان عياش والدور القديمة منها دار الحاج حسين الذي بني على الطراز الدمشقي القديم وفيها قاعات ذات نقوش وزخارف عربية أثري.

في عام 1950 م حضر إلى دومة سائحون يحملون أدلة مكتوبة ومخطوطات وزاروا الجامع الكبير، وسألوا عن مقام النبي إلياس. وقد دلت أبحاثهم على أنه كان يوجد نفق كبير تحت الجامع وله مدخل من الحارة الشمالية الشرقية من الجامع الذي كان بالاصل هذا المعبد.

النبي إلياس (إيليا) 853 ق م من أنبياء إسرائيل، حارب العبادات الوثنية، فنفي إلى صيدا في لبنان، ثم نزح إلى سورية وسكن جوبر، وكانت قرية جوبر مركزاً لليهودية، وكان كنيسها مقراً للنبي إلياس وتلميذه النبي اليشاع –اليسع-. ثم أخذ النبي إلياس يتردد إلى دومة للتوجيه الديني، حيث كان له معبد في دومة في منطقة الجامع الكبير، دخل بعض الدوميون في الديانة اليهودية، وبقي بعضهم يعبد الشمس، وعندما توفي أقيم له مقام في المعبد شمالي المنبر، المعزبة الثالثة إلى جهة الشرق في قبو الجامع.

في عام 64م اكتسح الرومان بلاد الشام، وأصبحت سورية إقليماً رومانياً. ومما ساعد على انتشار المسيحية في بلاد الشام أن الرومان كانو يضطهدون اليهود كثيراً. وكان بنو تغلب الذين يسكنون دومة آنئذ مسيحين وهم أرثوذكس. كان الجامع الكبير في عهد الآراميين معبداً لعبادة الشمس، وعندما جاء الرومان أصبحت الديانة اليهودية تمارس سراً إلى جانب هذا المعبد، ثم جاء بنو تغلب المسيحيون فبنوا في مكان هذا المعبد كنيسة مسيحية، وديراً وفندقاً للغرباء.

المرافق والخدمات

تشتهر مدينة دوما بكونها منطقة سياحية ومحافظة لريف دمشق، ولاحظتِ المدينة في السنوات الأخيرة تضخّمًا سكانيًا؛ نظرًا لازدهار التجارة فيها. تتميز مدينة دوما بتاريخها العريق، فهي تُعتبر من أقدم المدن في المنطقة، بالإضافة إلى الآثار التاريخية التي تحتويها. تُعتبر مدينة دوما مرتعًا للاجئين، كالفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين؛ وذلك لموقعها المُتميِّز الذي يتمحور بالقرب من العاصمة دمشق، ويضمُّ أكبر محافظة سورية.

دوما مدينة صناعية زراعية وبها العديد من المصانع والمعامل في مختلف الصناعات الحديثة، إضافة إلى الصناعات التقليدية، ويشتهر ريفها بزراعة أشجار الفواكه المختلفة، مثل العنب المعروف بـ«العنب الدوماني» وغيرها من الثمار، وتنتشر في المدينة كافة المرافق العامة، مثل المراكز الاجتماعية والصحية والمستشفيات ومراكز الخدمات بكل أنواعها، وإضافة إلى عراقة مدينة دوما فهي اليوم مدينة حديثة تمتد في جنباتها المناطق السكنية الحديثة. وفي دوما كافة الاحتياجات الأساسية والكمالية للناس، ولا يضطر المقيم في دوما أن يذهب إلى أي مكان آخر لاقتناء حاجياته.

أصبحت مدينة دوما مزدحمة جدًا في الفترة الأخيرة نتيجة للتزايد السكاني بشكل غير مسبوق، بحيث يتضح للزائر كثرة الإنجاب، وتحوي مدينة دوما بعض الجاليات بها من فلسطين والعراق وبعض أهالي دمشق الهاربين من غلاء أسعار العقارات في العاصمة، لكن الغرباء يبقون أقلية في مقابل أهل المدينة الأصليين، ويرجعه المختصون أيضًا إلى طبيعة أهالي المدينة وتمسكهم ببعض العادات كغطاء الوجه للنساء مثلًا.

مراجع

  1. ^ "population of Douma, syria 2004 census". CBSSYR. مؤرشف من الأصل في 2019-12-09. اطلع عليه بتاريخ 2013-11-17.