ضياء الدين المقدسي: الفرق بين النسختين

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
طلا ملخص تعديل
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 31: سطر 31:
| الموقع        = {{مسار|http://shamela.ws/index.php/author/603|موقع تحميل مؤلفاته}}
| الموقع        = {{مسار|http://shamela.ws/index.php/author/603|موقع تحميل مؤلفاته}}
}}
}}
'''محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي'''،{{للهامش|1}} [[القدس|المقدسي]]{{للهامش|2}} الأصل، [[جماعين|الجمَّاعيلي]]،{{للهامش|3}} ثم [[دمشق|الدمشقي]]،{{للهامش|4}} [[الصالحية (دمشق)|الصالحي]]،{{للهامش|5}} [[حنابلة|الحنبلي]].{{للهامش|6}}<ref name="طبقات">{{استشهاد مختصر|1=ابن عبد الهادي|2=1996|ص=188|ج=4}}</ref> ولد بالدير المبارك، ب[[جبل قاسيون]]، في مدينة [[دمشق]]، وكان ذلك في [[6 جمادى الآخرة]]، سنة [[569 هـ]].<ref name="تاريخ">{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=14|ص=472}}</ref>
{{مقالة مسموعة|date=2024-01-27|ضياء الدين المقدسي 1.ogg}}
'''محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور،''' السعدي،{{للهامش|1}} [[القدس|المقدسي]]{{للهامش|2}} الأصل، [[جماعين|الجمَّاعيلي]]،{{للهامش|3}} ثم [[دمشق|الدمشقي]]،{{للهامش|4}} [[الصالحية (دمشق)|الصالحي]]،{{للهامش|5}} [[حنابلة|الحنبلي]].{{للهامش|6}}<ref name="طبقات">{{استشهاد مختصر|1=ابن عبد الهادي|2=1996|ص=188|ج=4}}</ref> ولد بالدير المبارك، ب[[جبل قاسيون]]، في مدينة [[دمشق]]، وكان ذلك في [[6 جمادى الآخرة]]، سنة [[569 هـ]].<ref name="تاريخ">{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=14|ص=472}}</ref>


كُنِّيَ بأبي عبد الله من قبيل تكنية أولي الفضل وقد استحب ذلك أهل العلم،<ref>{{استشهاد مختصر|1=النووي|2=1925|ج=8|ص=438}}</ref> ولم يكن يكنِّي نفسه كما هو ملاحظ في مصنفاته وعلى طباق السماع التي كان يكتبها بخط يده، وإنما اشتهرت كنيته ممن تتلمذ عليه وحدث عنه.
كُنِّيَ بأبي عبد الله من قبيل تكنية أولي الفضل وقد استحب ذلك أهل العلم،<ref>{{استشهاد مختصر|1=النووي|2=1925|ج=8|ص=438}}</ref> ولم يكن يكنِّي نفسه كما هو ملاحظ في مصنفاته وعلى طباق السماع التي كان يكتبها بخط يده، وإنما اشتهرت كنيته ممن تتلمذ عليه وحدث عنه.
سطر 38: سطر 39:


== مولده ونشأته ==
== مولده ونشأته ==
نقله عنه تلميذه وابن أخيه الفخر علي بن البخاري حيث قال:
نقله عنه تلميذه وابن أخيه فخرُ الدينِ عليُّ بنُ البخاريِّ، حيث قال:
{{اقتباس خاص|سُئل عمي رحمه الله عن مولده فقال في جمادى الآخرة، سنة تسع وستين وخمسمائة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الصفدي|2=2000|ج=4|ص=48}}</ref>}}
{{اقتباس خاص|سُئل عمي رحمه الله عن مولده فقال في جمادى الآخرة، سنة تسع وستين وخمسمائة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الصفدي|2=2000|ج=4|ص=48}}</ref>}}
كما كتب ذلك بخطه وقرأه تلميذه [[محب الدين ابن النجار|ابن النجار]]، وبه أيضًا أجاب تلميذَه [[زكي الدين البرزالي]] حين سأله عن تاريخ مولده<ref name="تاريخ"/> ولم يخالف هذا التاريخ أحد ممن ترجموا '''للضياء''' سوى ما ذكره النعيمي<ref>{{استشهاد مختصر|1=النعيمي|2=1990|ج=2|ص=71}}</ref> و[[ابن طولون الصالحي|ابن طولون]]<ref>{{استشهاد مختصر|1=ابن طولون|2=1980|ص=130}}</ref> أنه ولد سنة [[567 هـ]]. وقال المتأخرون إن الصواب هو [[569 هـ]] بسبب وهمٍ عند النعيمي، وقد نقل عنه ذلك [[ابن طولون الصالحي|ابن طولون]].
كما كتب ذلك بخطه وقرأه تلميذه [[محب الدين بن النجار|ابن النجار]]، وبه أيضًا أجاب تلميذَه [[زكي الدين البرزالي]] حين سأله عن تاريخ مولده.<ref name="تاريخ"/> ولم يخالف هذا التاريخ أحد ممن ترجموا '''للضياء''' سوى ما ذكره [[عبد القادر النعيمي|النعيمي]]<ref>{{استشهاد مختصر|1=النعيمي|2=1990|ج=2|ص=71}}</ref> و[[ابن طولون الصالحي|ابن طولون]]<ref>{{استشهاد مختصر|1=ابن طولون|2=1980|ص=130}}</ref> أنه ولد سنة [[567 هـ]]. وقال المتأخرون إن الصواب هو [[569 هـ]] بسبب وهمٍ عند النعيمي، وقد نقل عنه ذلك ابن طولون.


== أسرته ==
== أسرته ==
[[ملف:Damascus-77.jpg|تصغير|285 بك|يمين|منظر لمدينة [[دمشق]] عام [[1870]]، ويظهر [[جبل قاسيون]] في الخلفية.]]
[[ملف:Damascus-77.jpg|تصغير|285 بك|يمين|منظر لمدينة [[دمشق]] عام [[1870]]، ويظهر [[جبل قاسيون]] في الخلفية.]]
هي أسرة علمية [[جهاد|مجاهدة في سبيل الله]]، وصفها [[سبط ابن الجوزي]] بقوله:
هي أسرة علمية [[جهاد|مجاهدة في سبيل الله]]، وصفها [[سبط ابن الجوزي|سِبطُ الإمام أبي الفرجِ ابنِ الجوزيِّ]] بقوله:
{{اقتباس خاص|شاهدت من الشيخ أبي عمر وأخيه الموفق ونسيبه العماد إبراهيم بن عبد الواحد ما نرويه عن الصحابة والأولياء الأفراد، فأنساني حالهم أهلي وأوطاني، ثم عدت إليهم على نيّة الإقامة، عسى أن أكون معهم في دار الإقامة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=ابن رجب|2=2005|ج=3|ص=284}}</ref>}}
{{اقتباس خاص|شاهدت من الشيخ أبي عمر وأخيه المُوَفَّق ونسيبه العمادُ إبراهيمَ بنُ عبد الواحدِ ما نرويه عن الصحابة والأولياء الأفراد، فأنساني حالهم أهلي وأوطاني، ثم عدت إليهم على نيّة الإقامة، عسى أن أكون معهم في دار الإقامة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=ابن رجب|2=2005|ج=3|ص=284}}</ref>}}
وقد ظهر من المقادسة عشرات الحفاظ، ومئات المُسنِدين، ذكر الكثير منهم [[ابن رجب الحنبلي]] في [[ذيل طبقات الحنابلة]]، وكلّ من ترجم [[حنابلة|للحنابلة]] على مرّ العصور، وكان لهم الأثر الواضح في نشر العلم وخاصة [[علم الحديث]]، ومن تتبّّعَ المسموعاتِ على الكثير من [[مخطوط|المخطوطات]] لمس هذا الأثر، حيث إنهم كلهم تقريبًا اشتركوا في السماع والتسميع والرحلة في طلب العلم، ولولا المقادسة لما انتشر الحديث في الشام.
وقد ظهر من المقادسة عشرات الحفاظ، ومئات المُسنِدين، ذَكر الكثير منهم [[ابن رجب الحنبلي]] في [[ذيل طبقات الحنابلة]]، وكلُّ من ترجم [[حنابلة|للحنابلة]] على مرّ العصور، وكان لهم الأثر الواضح في نشر العلم وخاصة [[علم الحديث]]، ومن تتبّّعَ المسموعاتِ على الكثير من [[مخطوط|المخطوطات]] لمسَ هذا الأثر، حيث إنهم كلهم تقريبًا اشتركوا في السماع والتسميع والرحلة في طلب العلم، ولولا المقادسة لما انتشر الحديث في الشام.


=== أجداده ===
=== أجداده ===
جدّه الأكبر لأمه الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة وهو العالم الزاهد التقي المتوفى سنة [[558 هـ]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=12|ص=136}}</ref> وأما جده لأبيه فهو أحمد بن عبد الرحمن المتوفي سنة [[553 هـ]]،<ref>{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=12|ص=61}}</ref> وقد هاجر إلى [[دمشق]] ومات فيها، وكان رجلًا صالحًا عابدًا.
جدّه الأكبر لأمه الشيخ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ قدامةَ وهو العالم الزاهد التقي المتوفى سنة [[558 هـ]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=12|ص=136}}</ref> وأما جده لأبيه فهو أحمدُ بنُ عبد الرحمنِ المتوفي سنة [[553 هـ]]،<ref>{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=12|ص=61}}</ref> وقد هاجر إلى [[دمشق]] ومات فيها، وكان رجلًا صالحًا عابدًا.


=== والداه ===
=== والداه ===
أبو '''الضياء''' هو الشيخ عبد الواحد بن أحمد، نشأ في بيئة دينية فحفظ [[القرآن]]، وكان ملازمًا لخاله الشيخ أحمد، لا يفارقه في حلٍّ أو ترحالٍ، تخرَّج به وتزوج ابنته، ورُزق بابنتين وثلاثة أبناءٍ كلهم أصبحوا من العلماء، رحل إلى [[بغداد]] وتلقى العلم على علمائها، وكان ديِّنًا صيِّنًا حافظًا لكتاب الله لا يكاد يحل بموضع إلا قدَّمه أهل ذلك الموضع ليؤمهم<ref>{{استشهاد مختصر|1=ابن طولون|2=1980|ص=80}}</ref> لما يرون فيه من العلم والفضل والصلاح، مع دماثةٍ في الخلق وطيبٍ في المعشر، في شجاعةٍ وإقدامٍ، حيث كان يرافق المهاجرين من أقربائه من [[جماعين|جمّاعيل]] إلى دمشق يحميهم من [[سرقة|اللصوص]] والصليبيين<ref name="قلائد">{{استشهاد مختصر|1=ابن طولون|2=1980|ص=71-73}}</ref> وكانت وفاته سنة [[590 هـ]].<ref name="قلائد" />
أبو '''الضياء''' هو الشيخ عبد الواحدِ بنُ أحمدَ، نشأ في بيئة دينية فحفظ [[القرآن]]، وكان ملازمًا لخاله الشيخ أحمدَ، لا يفارقه في حلٍّ أو ترحالٍ، تخرَّج به وتزوج ابنته، ورُزق بابنتين وثلاثة أبناءٍ كلهم أصبحوا من العلماء، رحل إلى [[بغداد]] وتلقى العلم على علمائها، وكان ديِّنًا صيِّنًا حافظًا لكتاب الله لا يكاد يحل بموضع إلا قدَّمه أهل ذلك الموضع ليؤمهم<ref>{{استشهاد مختصر|1=ابن طولون|2=1980|ص=80}}</ref> لما يرون فيه من العلم والفضل والصلاح، مع دماثةٍ في الخُلق وطِيبٍ في المعشر، في شجاعةٍ وإقدامٍ، حيث كان يرافق المهاجرين من أقربائه من [[جماعين|جَمّاعيل]] إلى دمشق يحميهم من [[سرقة|اللصوص]] والصليبيين<ref name="قلائد">{{استشهاد مختصر|1=ابن طولون|2=1980|ص=71-73}}</ref> وكانت وفاته سنة [[590 هـ]].<ref name="قلائد" />


أما والدته فهي رُقيّة بنت الشيخ أحمد{{للهامش|7}} بن محمد بن قدامة المقدسي، وأخت العالمين الشهيرين [[ابن قدامة|موفق الدين]] وأبي عمر، وتُكنى بأم أحمد،<ref name="القلائد">{{استشهاد مختصر|1=ابن طولون|2=1980|ص=69}}</ref> ولدت في سنة [[536 هـ]] تقريبًا، ونشأت في بيت علمٍ وفقهٍ، فكانتِ امرأةً صالحةً ذات هيبةٍ ومكانةٍ بين قومها، تفصل بينهم في القضايا، و[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر]]، وُهبت حافظةً قويةً، فكانت تاريخًا للمقادسة في المواليد والوفيات. وقد ترجم لها ابنها '''الضياء''' وأثنى عليها،<ref>{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=13|ص=666}}</ref> وروى عنها كل ما تعرفه عن القوم.<ref name="القلائد" /> حدثت بالإجازة عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بـ«ابن البطي»، وأبي بكر أحمد بن مقرب الكوفي، و[[شهدة الكاتبة]] وغيرهم. ولشهرتها أخذ عنها [[المنذري|الحافظ المنذري]] إجازةً بالرواية، وترجم لها في كتابه التكملة، كما روى عنها ابنها '''الضياء'''، وحفيدها الفخر علي بن البخاري، وابن أخيها شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، وتوفيت في [[شعبان]] [[621 هـ]].<ref name="التكملة" />
أما والدته فهي رُقيّة بنت الشيخ أحمدَ{{للهامش|7}} بنِ محمدِ بنِ قدامةَ المقدسيِّ، وأخت العالِمَين الشهيرَين [[ابن قدامة|موفق الدين]] وأبي عمر، وتُكنَّى بأم أحمدَ،<ref name="القلائد">{{استشهاد مختصر|1=ابن طولون|2=1980|ص=69}}</ref> وُلدت في سنة [[536 هـ]] تقريبًا، ونشأت في بيت علمٍ وفقهٍ، فكانت امرأةً صالحةً ذات هيبةٍ ومكانةٍ بين قومها، تَفصل بينهم في القضايا، و[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر]]، وُهبت حافظةً قويةً، فكانت تاريخًا للمقادسة في المواليد والوفيات. وقد ترجم لها ابنها '''الضياء''' وأثنى عليها،<ref>{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=13|ص=666}}</ref> وروى عنها كل ما تعرفه عن القوم.<ref name="القلائد" /> حدثت بالإجازة عن أبي الفتح محمدَ بنِ عبد الباقي المعروف بـ«ابن البَطِّيِّ»، وأبي بكرٍ أحمدَ بنِ المُقَرَّبِ الكوفي، و[[شهدة الكاتبة]] وغيرهم. ولشهرتها أخذ عنها [[المنذري|الحافظ المنذري]] إجازةً بالرواية، وترجم لها في كتابه التكملة، كما روى عنها ابنها '''الضياء'''، وحفيدها الفخرُ عليُّ بنُ البخاريِّ، وابن أخيها شمس الدين عبدِ الرحمنِ بنِ أبي عمرٍ، وتوفيت في [[شعبان]] [[621 هـ]].<ref name="التكملة" />


=== أخواله ===
=== أخواله ===
خالاه هما الشيخان أبو عمر و[[ابن قدامة|موفق الدين]]، وقد اشتهرا بعلمهم الواسع وهما من أعيان أسرة المقادسة. وخالته هي رابعة بنت أحمد بن محمد بن قدامة، زوجة [[عبد الغني المقدسي|الحافظ عبد الغني المقدسي]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=13|ص=598}}</ref>
خالاه هما الشيخان أبو عمر و[[ابن قدامة|موفق الدين]]، وقد اشتهرا بعلمهم الواسع وهما من أعيان أسرة المقادسة. وخالته هي رابعة بنت أحمدَ بنِ محمدِ بنِ قدامةَ، زوجة [[عبد الغني المقدسي|الحافظ عبد الغني المقدسي]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=الذهبي|2=2003|ج=13|ص=598}}</ref>


=== إخوته ===
=== إخوته ===
سطر 78: سطر 79:
=== في مسقط رأسه ===
=== في مسقط رأسه ===
[[ملف:الأحاديث المختارة للمقدسي.jpg|تصغير|285 بك|صورة لغلاف كتاب [[الأحاديث المختارة للمقدسي]].]]
[[ملف:الأحاديث المختارة للمقدسي.jpg|تصغير|285 بك|صورة لغلاف كتاب [[الأحاديث المختارة للمقدسي]].]]
نشأ '''الضياء''' في أسرة نذرت نفسها للعلم طلبًا وتطبيقًا ونشرًا، وكانت تعيش في بيتٍ واحدٍ يلقب بديرة الصالحين{{للهامش|9}}، وهي أسرة الشيخ أحمد بن محمد المقدسي، فكانت هذه الديرة أشبه بمدرسةٍ علميةٍ يأتي إليها الطلاب والغرباء من كل مكان، حيث يلزمون شيوخه وشيخاته ويأخذون عنهم أنواع العلوم. وبسبب هذه البيئة العلمية نبغ '''الضياء''' في كثير من العلوم. وكان أول تعليم تلقاه على يد والدته المُحدثة رُقيّة ولم يقتصر هذا التعليم على المراحل الأولى من حياته وإنما استمر مع نموه وتقدمه في السن. فقد أخذ عنها حفظ القرآن وحضر مجالس الحديث والرواية عن الرسول {{صلى الله عليه وسلم}}، فروى عنها الكثير من الأحاديث والآثار منها الحديثان (865 و1860) في كتابه «[[الأحاديث المختارة للمقدسي|الأحاديث المختارة]]»،<ref>{{استشهاد مختصر|1=الضياء|2=2000|ج=3 و5|ص=60 و228}}</ref> والكثير من السير والتراجم لأهالي [[بيت المقدس (إسلام)|بيت المقدس]]، وأخبار هجرتهم.
نشأ '''الضياء''' في أسرة نذرت نفسها للعلم طلبًا وتطبيقًا ونشرًا، وكانت تعيش في بيتٍ واحدٍ يلقب بديرة الصالحين{{للهامش|9}}، وهي أسرة الشيخ أحمد بن محمد المقدسي، فكانت هذه الديرة أشبه بمدرسةٍ علميةٍ يأتي إليها الطلاب والغرباء من كل مكان، حيث يلزمون شيوخه وشيخاته ويأخذون عنهم أنواع العلوم. وبسبب هذه البيئة العلمية نبغ '''الضياء''' في كثير من العلوم. وكان أول تعليم تلقاه على يد والدته المُحدثة رُقيّة ولم يقتصر هذا التعليم على المراحل الأولى من حياته وإنما استمر مع نموه وتقدمه في السن. فقد أخذ عنها حفظ القرآن وحضر مجالس الحديث والرواية عن الرسول {{صلى الله عليه وسلم}}، فروى عنها الكثير من الأحاديث والآثار منها الحديثان (865 و1860) في كتابه «[[الأحاديث المختارة للمقدسي|الأحاديث المختارة]]»،<ref>{{استشهاد مختصر|1=الضياء|2=2000|ج=3 و5|ص=60 و228}}</ref> والكثير من [[السير والتراجم]] لأهالي [[بيت المقدس (إسلام)|بيت المقدس]]، وأخبار هجرتهم.


في سنة [[576 هـ]]، أي في السابعة من عمره، تلقّى الحديث عن ابن صابرٍ وغيره، وطلب له أهله الإجازة من كبار العلماء، وذلك خلال رحلاتهم. ومنذ صغره لزم الحافظ عبد الغني المقدسي، وبه تخرّج في الحديث وغيره. كما لازم خاله الإمام الزاهد أبا عمر محمد المقدسي وخاله [[ابن قدامة|موفق الدين]]، وكان لرعاية خاله الأثر الكبير فيما وصل إليه '''الضياء''' من درجة علمية عالية. وله في كتابه «[[الأحاديث المختارة للمقدسي|الأحاديث المختارة]]» أحاديث كثيرة رواها عنه. وأخذ عن والده علومًا شتى، أثرت فيه ومكنته من المشاركة في [[جهاد|الجهاد ضد الصليبيين]] مع رجال أسرته تحت قيادة السلطان [[صلاح الدين الأيوبي]]، وكان ذلك حتى قبل أن يبلغ سن الخامسة عشر، وأعانته عليه أسرته. وهذا ما جعله ينطلق انطلاقة قوية نحو العلم ويساهم في علو [[سند (حديث)|إسناده]] وكثرة حديثه وتبحره فيه.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الضياء|2=1999|ص=13}}</ref>
في سنة [[576 هـ]]، أي في السابعة من عمره، تلقّى الحديث عن ابن صابرٍ وغيره، وطلب له أهله الإجازة من كبار العلماء، وذلك خلال رحلاتهم. ومنذ صغره لزم الحافظ عبد الغني المقدسي، وبه تخرّج في الحديث وغيره. كما لازم خاله الإمام الزاهد أبا عمر محمد المقدسي وخاله [[ابن قدامة|موفق الدين]]، وكان لرعاية خاله الأثر الكبير فيما وصل إليه '''الضياء''' من درجة علمية عالية. وله في كتابه «[[الأحاديث المختارة للمقدسي|الأحاديث المختارة]]» أحاديث كثيرة رواها عنه. وأخذ عن والده علومًا شتى، أثرت فيه ومكنته من المشاركة في [[جهاد|الجهاد ضد الصليبيين]] مع رجال أسرته تحت قيادة السلطان [[صلاح الدين الأيوبي]]، وكان ذلك حتى قبل أن يبلغ سن الخامسة عشر، وأعانته عليه أسرته. وهذا ما جعله ينطلق انطلاقة قوية نحو العلم ويساهم في علو [[سند (حديث)|إسناده]] وكثرة حديثه وتبحره فيه.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الضياء|2=1999|ص=13}}</ref>
سطر 276: سطر 277:
[[تصنيف:حنابلة]]
[[تصنيف:حنابلة]]
[[تصنيف:عرب في القرن 13]]
[[تصنيف:عرب في القرن 13]]
[[تصنيف:علماء حديث]]
[[تصنيف:علماء حديث من الشام]]
[[تصنيف:علماء حديث من الشام]]
[[تصنيف:علماء حديث]]
[[تصنيف:علماء دين سنة]]
[[تصنيف:علماء دين سنة]]
[[تصنيف:علماء مسلمون في القرن 6 هـ]]
[[تصنيف:علماء مسلمون في القرن 6 هـ]]
سطر 285: سطر 286:
[[تصنيف:مواليد 569 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 569 هـ]]
[[تصنيف:مواليد في دمشق]]
[[تصنيف:مواليد في دمشق]]
[[تصنيف:مؤيدو ابن عربي]]
[[تصنيف:وفيات 1245]]
[[تصنيف:وفيات 1245]]
[[تصنيف:وفيات 643 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 643 هـ]]
[[تصنيف:وفيات في دمشق]]
[[تصنيف:وفيات في دمشق]]

قائمة التصفح