دولة سلاجقة الروم: الفرق بين النسختين

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
(تغيير الخريطة (دقة أعلى))
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 182: سطر 182:
كان أوَّل ما فعله قلج أرسلان أن توجَّه لِقتال الدانشمنديين الذين ساندوا أخاه شاهنشاه، لكن حال دون ذلك سعي الملك العادل نور الدين محمود زنكي في مُصالحة الطرفين، فجمع أُمراء المُسلمين وتدخَّل الجميع بين السُلطان السَلْجُوقي والأمير الدانشمندي «ياغي أرسلان»، وأقنعوهما أنَّ هذا الخلاف سيُضعف الجبهة الإسلاميَّة ويُقوِّي الصليبيين والبيزنطيين على حساب المُسلمين ويدفعهم إلى مُهاجمة المعاقل الإسلاميَّة. وبالغ نور الدين في توسُّطه وبذل التحف والمُلاطفات حتَّى أصلح الأحوال، وارتدَّ كُلُّ طرفٍ إلى دولته.<ref name="القلانسي">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن القلانسي|ابن القلانسي، أبو يعلى حمزة بن أسد بن علي بن مُحمَّد التميمي]]|عنوان= تاريخ دمشق|طبعة= الأولى|صفحة= 510 - 511|سنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م |ناشر= دار حسَّان للطباعة والنشر |مكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]|مسار=https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1535836264-222.pdf&hl=ar| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201225230924/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1535836264-222.pdf&hl=ar | تاريخ أرشيف = 25 ديسمبر 2020}}</ref> ويبدو أنَّ ياغي أرسلان لم يرغب بِالصُلح إلَّا شكليًّا إذ سُرعان ماهاجم مُمتلكات السلاجقة مرَّة أُخرى، وبِنيَّته مُضايقة قلج أرسلان وإزاحته عن الحُكم وإحلال أخيه شاهنشاه مكانه -الذي هو صهر ياغي أرسلان- فكان من نتيجة ذلك أن توجَّه قلج أرسلان لِقتال الدانشمنديين، لكنَّ هذه الخُصُومة بين البيتين التُركيين لم يُقدَّر لها أن تتمادى بِسبب الظُرُوف السياسيَّة المُتمثلة بِغزو الأرمن لِلأراضي السَلْجُوقيَّة، فتدخَّل العُلماء وكبار ساسة الدولتين وتمكنوا من عقد الصُلح بين العاهلين المُسلمين.<ref name="القلانسي"/><ref name="صراعات">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى 470 - 704هـ / 1077 - 1304م|طبعة= الأولى|صفحة= 163 - 165|سنة= [[1423 هـ|1423هـ]] - [[2002]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|isbn = 9953180474|مسار=https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220314110714/https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf | تاريخ أرشيف = 14 مارس 2022 }}</ref> بعد عقد الصُلح تفرَّغ السُلطان إلى الدفاع عن بلاده ضدَّ الأرمن والروم، فصالح الأولين بعد أن انكفؤوا نظرًا لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق انتصارٍ بارزٍ على السلاجقة، ثُمَّ هاجم المُمتلكات البيزنطيَّة، ففتح [[سليقية]] و[[قرمان|لارندة]] الواقعتين في الجزء الجنوبي الشرقي من آسيا الصُغرى في حين توسَّع الدانشمنديون شمالًا في بلاد [[بنطس|البنطس]]، ففتحوا مدينتَيْ يونة و[[بافرة]]. ويبدو أنَّ سياسة الإمبراطور عمانوئيل في هذه المرحلة كانت تقضي بِمُحاربة الأرمن بِدليل أنَّهُ صالح السلاجقة والدانشمنديين مُضحيًا بِبعض الأموال والهدايا لِإرضائهم، ومُتخذهم حاجزًا بينه وبين مملكة قيليقية.<ref name="صراعات"/>
كان أوَّل ما فعله قلج أرسلان أن توجَّه لِقتال الدانشمنديين الذين ساندوا أخاه شاهنشاه، لكن حال دون ذلك سعي الملك العادل نور الدين محمود زنكي في مُصالحة الطرفين، فجمع أُمراء المُسلمين وتدخَّل الجميع بين السُلطان السَلْجُوقي والأمير الدانشمندي «ياغي أرسلان»، وأقنعوهما أنَّ هذا الخلاف سيُضعف الجبهة الإسلاميَّة ويُقوِّي الصليبيين والبيزنطيين على حساب المُسلمين ويدفعهم إلى مُهاجمة المعاقل الإسلاميَّة. وبالغ نور الدين في توسُّطه وبذل التحف والمُلاطفات حتَّى أصلح الأحوال، وارتدَّ كُلُّ طرفٍ إلى دولته.<ref name="القلانسي">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن القلانسي|ابن القلانسي، أبو يعلى حمزة بن أسد بن علي بن مُحمَّد التميمي]]|عنوان= تاريخ دمشق|طبعة= الأولى|صفحة= 510 - 511|سنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م |ناشر= دار حسَّان للطباعة والنشر |مكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]|مسار=https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1535836264-222.pdf&hl=ar| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201225230924/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1535836264-222.pdf&hl=ar | تاريخ أرشيف = 25 ديسمبر 2020}}</ref> ويبدو أنَّ ياغي أرسلان لم يرغب بِالصُلح إلَّا شكليًّا إذ سُرعان ماهاجم مُمتلكات السلاجقة مرَّة أُخرى، وبِنيَّته مُضايقة قلج أرسلان وإزاحته عن الحُكم وإحلال أخيه شاهنشاه مكانه -الذي هو صهر ياغي أرسلان- فكان من نتيجة ذلك أن توجَّه قلج أرسلان لِقتال الدانشمنديين، لكنَّ هذه الخُصُومة بين البيتين التُركيين لم يُقدَّر لها أن تتمادى بِسبب الظُرُوف السياسيَّة المُتمثلة بِغزو الأرمن لِلأراضي السَلْجُوقيَّة، فتدخَّل العُلماء وكبار ساسة الدولتين وتمكنوا من عقد الصُلح بين العاهلين المُسلمين.<ref name="القلانسي"/><ref name="صراعات">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى 470 - 704هـ / 1077 - 1304م|طبعة= الأولى|صفحة= 163 - 165|سنة= [[1423 هـ|1423هـ]] - [[2002]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|isbn = 9953180474|مسار=https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220314110714/https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf | تاريخ أرشيف = 14 مارس 2022 }}</ref> بعد عقد الصُلح تفرَّغ السُلطان إلى الدفاع عن بلاده ضدَّ الأرمن والروم، فصالح الأولين بعد أن انكفؤوا نظرًا لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق انتصارٍ بارزٍ على السلاجقة، ثُمَّ هاجم المُمتلكات البيزنطيَّة، ففتح [[سليقية]] و[[قرمان|لارندة]] الواقعتين في الجزء الجنوبي الشرقي من آسيا الصُغرى في حين توسَّع الدانشمنديون شمالًا في بلاد [[بنطس|البنطس]]، ففتحوا مدينتَيْ يونة و[[بافرة]]. ويبدو أنَّ سياسة الإمبراطور عمانوئيل في هذه المرحلة كانت تقضي بِمُحاربة الأرمن بِدليل أنَّهُ صالح السلاجقة والدانشمنديين مُضحيًا بِبعض الأموال والهدايا لِإرضائهم، ومُتخذهم حاجزًا بينه وبين مملكة قيليقية.<ref name="صراعات"/>
[[ملف:Crusades surprised by turks.jpg|تصغير|السلاجقة يُمطرون وابلًا من الصُخُور والسهام على البيزنطيين في معبر ميريوكيفالون.]]
[[ملف:Crusades surprised by turks.jpg|تصغير|السلاجقة يُمطرون وابلًا من الصُخُور والسهام على البيزنطيين في معبر ميريوكيفالون.]]
دام الصُلح بين البيزنطيين والسلاجقة نحوًا من سنة، ولم يلبث عمانوئيل أن عاد لِحرب قلج أرسلان في أواخر سنة [[554 هـ|554هـ]] المُوافقة لِسنة [[1159]]م مُغترًّا بالنصر الذي حقَّقه على الأرمن في قيليقية وتمكُّنه من استعادة تلك البلاد للإمبراطوريَّة. وخلال الفترة المُمتدَّة بين سنتَيْ [[554 هـ|554]] و[[557 هـ|557هـ]] المُوافقة لِما بين سنتَيْ [[1159]] و[[1161]]م حمل عمانوئيل عدَّة حملاتٍ على الأناضول تُوِّجت بِانتصاره على السلاجقة، وفرضه مُعاهدة سلامٍ تضمَّنت شُرُوطًا قاسيةً لِلصُلح، وأوقفت التوسُّع السَلْجُوقي في آسيا الصُغرى على حساب البيزنطيين، وأظهرت السُلطان قلج أرسلان بِمظهر التابع لِلإمبراطور.<ref group="la">{{استشهاد بكتاب | الأخير=Rogers | الأول=Clifford J. | عنوان=The Oxford Encyclopedia of Medieval Warfare and Military Technology: Vol. 1 | ناشر = Oxford University Press | مكان = Oxford | سنة = 2010 | isbn = 978-0195334036|صفحة=290|مسار=https://books.google.com.lb/books?redir_esc=y&id=mzwpq6bLHhMC&q=Kilij+Arslan#v=onepage&q=Kilij%20Arslan&f=false| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210121011537/https://books.google.com.lb/books?redir_esc=y&id=mzwpq6bLHhMC&q=Kilij+Arslan | تاريخ أرشيف = 21 يناير 2021}}</ref><ref group="la">{{استشهاد بكتاب | الأخير=Heath | الأول=Ian| عنوان=Byzantine Armies 1118–1461 AD (Illustrated by Angus McBride) | ناشر=Osprey Publishing| سنة=1995 | isbn=1-85532-347-8|صفحة=4}}</ref><ref group="la">{{استشهاد بموسوعة |الأخير= Cahen |الأول= Cl |موسوعة = Encyclopaedia of Islam|عنوان=  Ḳi̊li̊d̲j̲ Arslan II|مسار= http://dx.doi.org/10.1163/1573-3912_islam_SIM_4364|تاريخ= [[2012]]|ناشر= BRILL |سلسلة= Handbook of Oriental Studies |طبعة=الثانية|isbn=9789004161214 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210122005714/https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopaedia-of-islam-2/*-SIM_4364 | تاريخ أرشيف = 22 يناير 2021}}</ref> استغلَّ قلج أرسلان فترة الصُلح القائمة بينه وبين الإمبراطور البيزنطي لِيُوطِّد دعائم مُلكه بِانتظار انحلال الحلف الذي كان عمانوئيل قد أحاطه به. وخِلال الفترة المُمتدَّة بين سنتَيْ [[560 هـ|560]] و[[570 هـ|570هـ]] المُوافقة لِما بين سنتَيْ [[1164]] و[[1174]]م تمكَّن قلج أرسلان من القضاء على إمارة سيواس الدانشمنديَّة وضمَّ مُعظهما إلى سلطنته، وأجبر أميرها «ذا النون» على الالتجاء إلى القُسطنطينيَّة، وبِهذا لم يبقَ في يد الدانشمنديين سوى إمارة ملطية. وأحسَّ عمانوئيل بِقصر نظره وتقصيره في حقل سياسة الأناضول إذ إنَّه أتاح لِلسُلطان أن يُوحِّد المُسلمين في تلك البلاد بعد أن تفرَّقوا وتخاصموا، فقرَّر إعادة الوضع إلى ما كان عليه بِالقُوَّة، وأرسل في أواخر سنة [[571 هـ|571هـ]] المُوافقة لِربيع سنة [[1176]]م جيشًا كبيرًا بلغ تعداد أفراده نحو ثلاثين ألفًا إلى شرقيّ الأناضول لإعادة ذي النون إلى مُلكه، وقام هو بِمُعظم الجيش إلى قونية لِيدُكَّها دكًّا مُستصغرًا شأن السلاجقة الذين سبق له أن هزمهم وفرض عليهم صُلحًا مُذلًّا. وما إن عبر البيزنطيُّون ممرًا جبليًّا ضيِّقًا بعد حصنٍ خربٍ يُعرف بِـ«حصن ميريوكيفالون» {{لغة-يونانية|Μυριοκέφαλου}} حتَّى انقضَّ عليهم السلاجقة من أعالي التلال، فأبادوا مُؤخرة الجيش، ولم يتمكَّن الروم من التراجع أو التقدُّم بِحُريَّة نظرًا لِضيق الممر، فوقعت بهم [[معركة ميريوكيفالون|كارثة حقيقيَّة]]، وأجهز المُسلمون على رُبع الجيش الباقي، وفرَّ الإمبراطور ناجيًا بِحياته، واضطرَّ أن يُصالح السلاجقة ويتنازل لهم عن حصنَيْ ضورليم وسوبليون.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[أسد رستم|رُستم، أسد]]|عنوان= الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب|صفحة= 444|سنة= [[2018]]|ناشر= [[مؤسسة هنداوي|مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة]]|مكان= [[وندسور]] - [[المملكة المتحدة]]|isbn =9781527315785|مسار= https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://ebooksstream.com/d_pdfs/kutub-pdf.net_ReK77pM.pdf|مسار أرشيف=https://archive.today/20210122033300/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://ebooksstream.com/d_pdfs/kutub-pdf.net_ReK77pM.pdf|تاريخ أرشيف=2021-01-21}}</ref><ref group="la">{{استشهاد |الأخير=Hendy |الأول=Michael|سنة=1985 |عنوان=Studies in the Byzantine Monetary Economy c. 300–1450 |ناشر=Cambridge University Press |مكان=Cambridge |isbn=0-521-24715-2|صفحة=128}}</ref> استثمر السُلطان السَلْجُوقي انتصاره لِلتدليل على إيمانه، بعد أن اتُّهم بِاعتناق [[فلسفة إسلامية|مذهب الفلاسفة]] والتقاعد عن الجهاد في سبيل الله ونُصرة الإسلام، فأرسل قسمًا من الغنائم إلى الخليفة العبَّاسي [[حسن المستضيء بأمر الله|الحسن المُستضيء بِأمر الله]]، ومدحهُ الشُعراء على أنَّهُ بطل الإسلام والمُسلمين.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى 470 - 704هـ / 1077 - 1304م|طبعة= الأولى|صفحة= 191|سنة= [[1423 هـ|1423هـ]] - [[2002]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|isbn = 9953180474|مسار=https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220314110714/https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf | تاريخ أرشيف = 14 مارس 2022 }}</ref> والحقيقة أنَّهُ أضحى بِانتظاره هذا أقوى شخصيَّة في آسيا الصُغرى دون مُنازع، ولمَّا أمن الجبهة البيزنطيَّة، التفت نحو الشرق لِلقضاء على آخر إمارة دانشمنديَّة في ملطية وتوحيد المُسلمين في الأناضول تحت قيادته.
دام الصُلح بين البيزنطيين والسلاجقة نحوًا من سنة، ولم يلبث عمانوئيل أن عاد لِحرب قلج أرسلان في أواخر سنة [[554 هـ|554هـ]] المُوافقة لِسنة [[1159]]م مُغترًّا بالنصر الذي حقَّقه على الأرمن في قيليقية وتمكُّنه من استعادة تلك البلاد للإمبراطوريَّة. وخلال الفترة المُمتدَّة بين سنتَيْ [[554 هـ|554]] و[[557 هـ|557هـ]] المُوافقة لِما بين سنتَيْ [[1159]] و[[1161]]م حمل عمانوئيل عدَّة حملاتٍ على الأناضول تُوِّجت بِانتصاره على السلاجقة، وفرضه مُعاهدة سلامٍ تضمَّنت شُرُوطًا قاسيةً لِلصُلح، وأوقفت التوسُّع السَلْجُوقي في آسيا الصُغرى على حساب البيزنطيين، وأظهرت السُلطان قلج أرسلان بِمظهر التابع لِلإمبراطور.<ref group="la">{{استشهاد بكتاب | الأخير=Rogers | الأول=Clifford J. | عنوان=The Oxford Encyclopedia of Medieval Warfare and Military Technology: Vol. 1 | ناشر = Oxford University Press | مكان = Oxford | سنة = 2010 | isbn = 978-0195334036|صفحة=290|مسار=https://books.google.com.lb/books?redir_esc=y&id=mzwpq6bLHhMC&q=Kilij+Arslan#v=onepage&q=Kilij%20Arslan&f=false| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210121011537/https://books.google.com.lb/books?redir_esc=y&id=mzwpq6bLHhMC&q=Kilij+Arslan | تاريخ أرشيف = 21 يناير 2021}}</ref><ref group="la">{{استشهاد بكتاب | الأخير=Heath | الأول=Ian| عنوان=Byzantine Armies 1118–1461 AD (Illustrated by Angus McBride) | وصلة=https://archive.org/details/byzantinearmies10000heat | ناشر=Osprey Publishing| سنة=1995 | isbn=1-85532-347-8|صفحة=[https://archive.org/details/byzantinearmies10000heat/page/4 4]}}</ref><ref group="la">{{استشهاد بموسوعة |الأخير= Cahen |الأول= Cl |موسوعة = Encyclopaedia of Islam|عنوان=  Ḳi̊li̊d̲j̲ Arslan II|مسار= http://dx.doi.org/10.1163/1573-3912_islam_SIM_4364|تاريخ= [[2012]]|ناشر= BRILL |سلسلة= Handbook of Oriental Studies |طبعة=الثانية|isbn=9789004161214 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210122005714/https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopaedia-of-islam-2/*-SIM_4364 | تاريخ أرشيف = 22 يناير 2021}}</ref> استغلَّ قلج أرسلان فترة الصُلح القائمة بينه وبين الإمبراطور البيزنطي لِيُوطِّد دعائم مُلكه بِانتظار انحلال الحلف الذي كان عمانوئيل قد أحاطه به. وخِلال الفترة المُمتدَّة بين سنتَيْ [[560 هـ|560]] و[[570 هـ|570هـ]] المُوافقة لِما بين سنتَيْ [[1164]] و[[1174]]م تمكَّن قلج أرسلان من القضاء على إمارة سيواس الدانشمنديَّة وضمَّ مُعظهما إلى سلطنته، وأجبر أميرها «ذا النون» على الالتجاء إلى القُسطنطينيَّة، وبِهذا لم يبقَ في يد الدانشمنديين سوى إمارة ملطية. وأحسَّ عمانوئيل بِقصر نظره وتقصيره في حقل سياسة الأناضول إذ إنَّه أتاح لِلسُلطان أن يُوحِّد المُسلمين في تلك البلاد بعد أن تفرَّقوا وتخاصموا، فقرَّر إعادة الوضع إلى ما كان عليه بِالقُوَّة، وأرسل في أواخر سنة [[571 هـ|571هـ]] المُوافقة لِربيع سنة [[1176]]م جيشًا كبيرًا بلغ تعداد أفراده نحو ثلاثين ألفًا إلى شرقيّ الأناضول لإعادة ذي النون إلى مُلكه، وقام هو بِمُعظم الجيش إلى قونية لِيدُكَّها دكًّا مُستصغرًا شأن السلاجقة الذين سبق له أن هزمهم وفرض عليهم صُلحًا مُذلًّا. وما إن عبر البيزنطيُّون ممرًا جبليًّا ضيِّقًا بعد حصنٍ خربٍ يُعرف بِـ«حصن ميريوكيفالون» {{لغة-يونانية|Μυριοκέφαλου}} حتَّى انقضَّ عليهم السلاجقة من أعالي التلال، فأبادوا مُؤخرة الجيش، ولم يتمكَّن الروم من التراجع أو التقدُّم بِحُريَّة نظرًا لِضيق الممر، فوقعت بهم [[معركة ميريوكيفالون|كارثة حقيقيَّة]]، وأجهز المُسلمون على رُبع الجيش الباقي، وفرَّ الإمبراطور ناجيًا بِحياته، واضطرَّ أن يُصالح السلاجقة ويتنازل لهم عن حصنَيْ ضورليم وسوبليون.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[أسد رستم|رُستم، أسد]]|عنوان= الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب|صفحة= 444|سنة= [[2018]]|ناشر= [[مؤسسة هنداوي|مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة]]|مكان= [[وندسور]] - [[المملكة المتحدة]]|isbn =9781527315785|مسار= https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://ebooksstream.com/d_pdfs/kutub-pdf.net_ReK77pM.pdf|مسار أرشيف=https://archive.today/20210122033300/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://ebooksstream.com/d_pdfs/kutub-pdf.net_ReK77pM.pdf|تاريخ أرشيف=2021-01-21}}</ref><ref group="la">{{استشهاد |الأخير=Hendy |الأول=Michael|سنة=1985 |عنوان=Studies in the Byzantine Monetary Economy c. 300–1450 |ناشر=Cambridge University Press |مكان=Cambridge |isbn=0-521-24715-2|صفحة=128}}</ref> استثمر السُلطان السَلْجُوقي انتصاره لِلتدليل على إيمانه، بعد أن اتُّهم بِاعتناق [[فلسفة إسلامية|مذهب الفلاسفة]] والتقاعد عن الجهاد في سبيل الله ونُصرة الإسلام، فأرسل قسمًا من الغنائم إلى الخليفة العبَّاسي [[حسن المستضيء بأمر الله|الحسن المُستضيء بِأمر الله]]، ومدحهُ الشُعراء على أنَّهُ بطل الإسلام والمُسلمين.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى 470 - 704هـ / 1077 - 1304م|طبعة= الأولى|صفحة= 191|سنة= [[1423 هـ|1423هـ]] - [[2002]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|isbn = 9953180474|مسار=https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220314110714/https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf | تاريخ أرشيف = 14 مارس 2022 }}</ref> والحقيقة أنَّهُ أضحى بِانتظاره هذا أقوى شخصيَّة في آسيا الصُغرى دون مُنازع، ولمَّا أمن الجبهة البيزنطيَّة، التفت نحو الشرق لِلقضاء على آخر إمارة دانشمنديَّة في ملطية وتوحيد المُسلمين في الأناضول تحت قيادته.
[[ملف:Seljuk Sultanate of Rum 1190 Locator Map.svg|تصغير|يمين|دولة سلاجقة الروم عند هيمنتها على الأناضول بُعيد زوال الإمارة الدانشمنديَّة (1177).]]
[[ملف:Seljuk Sultanate of Rum 1190 Locator Map.svg|تصغير|يمين|دولة سلاجقة الروم عند هيمنتها على الأناضول بُعيد زوال الإمارة الدانشمنديَّة (1177).]]
شنَّ قلج أرسلان هُجُومًا عنيفًا على ملطية في سنة [[573 هـ|573هـ]] المُوافقة لِسنة [[1177]]م، وضرب عليها حصارًا مُركَّزًا مُستغلًّا الخضَّات السياسيَّة الداخليَّة التي كانت قد نشبت داخل الإمارة، ودام الحصار السَلْجُوقي لِلمدينة مُدَّة أربعة أشهر تعرَّض السُكَّان خلالها لِلضيق بِفعل تناقص الأقوات وحُلُول فصل الشتاء، وعجز الأمير الدانشمندي ناصر الدين مُحمَّد عن التخفيف من هذه الضائقة، كما أخفق في صد القُوَّات السَلْجُوقيَّة، وخشي من ثورة الأُمراء عليه، لِذلك أرسل إلى قلج أرسلان يعرض عليه تسليم المدينة مُقابل السماح لهُ بِالنجاة بِنفسه. وافق السُلطان على ذلك، فخرج ناصر الدين مُحمَّد إلى حصن زياد القريب من ملطية، ودخل قلج أرسلان إلى المدينة يوم [[29 ربيع الآخر]] [[573 هـ|573هـ]] المُوافق فيه [[25 أكتوبر|25 تشرين الأوَّل (أكتوبر)]] [[1177]]م. وبِذلك سقطت آخر إمارة دانشمنديَّة، ولم يعد في بلاد الأناضول من دولةٍ إسلاميَّةٍ سوى دولة سلاجقة الروم.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى 470 - 704هـ / 1077 - 1304م|طبعة= الأولى|صفحة= 197|سنة= [[1423 هـ|1423هـ]] - [[2002]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|isbn = 9953180474|مسار=https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220314110714/https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf | تاريخ أرشيف = 14 مارس 2022 }}</ref> التفت قلج أرسلان -بعد قضائه على الإمارة الدانشمنديَّة- إلى التوسُّع بِاتجاه الجنوب لِضم رعبان وكيسوم. وفي تلك الفترة كان نور الدين محمود زنكي قد توفي، وخلفه ابنه [[الصالح إسماعيل]] في حلب ودمشق، وتابعه وربيبه [[صلاح الدين الأيوبي|يُوسُف بن نجم الدين الأيُّوبي (صلاح الدين)]] في [[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]]، ويبدو أنَّ قلج أرسلان كان ينوي التدخُّل في أُمُور الشَّام، ويُؤمِّن له طريقًا نحو الفُرات، وهذه سياسة سَلْجُوقيَّة عامَّة ابتدأت مع مُؤسس السلطنة سُليمان بن قُتلُمُش مُستغلًّا بُرُود العلاقات بين السُلطان صلاح الدين والصالح إسماعيل. وحتَّى لا يبدو بِمظهر المُعتدي أمام المُسلمين أرسل رسولًا إلى دمشق اجتمع بِصلاح الدين وطلب منه الحصنين بِحُجَّة أنَّهُما كانا سابقًا من أملاك سلاجقة الروم، ضمَّهما والده مسعود، ثُمَّ اضطرَّ أن يتنازل عنهما لِنُور الدين محمود. أبى صلاح الدين هذا الطلب، فما كان من قلج أرسلان إلَّا أن هاجم حصن رعبان في سنة [[575 هـ|575هـ]] المُوافقة لِسنة [[1179]]م، فأرسل صلاح الدين أمير [[حماة]] تقي الدين عُمر بن شاهنشاه الأيوبي لِحرب السلاجقة، فهزمهم هزيمةً نكراء وأسر كثيرًا منهم، لكنَّهُ عاد وأطلق سراحهم، وعاد قلج أرسلان إلى ملطية يجر أذيال الهزيمة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[المنصور محمد بن عمر|الأيُّوبي، مُحمَّد بن تقي الدين عُمر بن شاهنشاه]]|عنوان= مضمار الحقائق وسر الخلائق|طبعة= الأولى|صفحة= 18 - 19|سنة= [[1968]]|ناشر= عالم الكُتُب|مكان= [[القاهرة]] - [[الجمهورية العربية المتحدة|مصر]]|مسار=https://archive.org/details/MidhmarAlhahaqeq/page/n39/mode/2up}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن واصل|ابن واصل، أبو عبد الله مُحمَّد بن سالم بن نصر الله المازني التميمي الحموي الشافعي]]|عنوان= مُفرِّج الكُروب في أخبار بني أيُّوب |صفحة= 79|المجلد=المُجلَّد الثاني|سنة= [[1377 هـ|1377هـ]] - [[1957]]م|ناشر= [[دار الكتب والوثائق القومية (مصر)|دار الكُتُب والوثائق القوميَّة]] |مكان= [[القاهرة]] [[مصر]]|مسار= https://ia801308.us.archive.org/26/items/FP42193/02_42194.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210830225129/https://ia801308.us.archive.org/26/items/FP42193/02_42194.pdf | تاريخ أرشيف = 30 أغسطس 2021 }}</ref> ظلَّت العلاقات مُتوترة بين السلاجقة والأيُّوبيين بعد هذه الوقعة، لكنَّهما لم يشتبكا، ومالا إلى التفاهم، وانصرف صلاح الدين إلى توحيد الجبهة الإسلاميَّة في سبيل القضاء على الصليبيين.
شنَّ قلج أرسلان هُجُومًا عنيفًا على ملطية في سنة [[573 هـ|573هـ]] المُوافقة لِسنة [[1177]]م، وضرب عليها حصارًا مُركَّزًا مُستغلًّا الخضَّات السياسيَّة الداخليَّة التي كانت قد نشبت داخل الإمارة، ودام الحصار السَلْجُوقي لِلمدينة مُدَّة أربعة أشهر تعرَّض السُكَّان خلالها لِلضيق بِفعل تناقص الأقوات وحُلُول فصل الشتاء، وعجز الأمير الدانشمندي ناصر الدين مُحمَّد عن التخفيف من هذه الضائقة، كما أخفق في صد القُوَّات السَلْجُوقيَّة، وخشي من ثورة الأُمراء عليه، لِذلك أرسل إلى قلج أرسلان يعرض عليه تسليم المدينة مُقابل السماح لهُ بِالنجاة بِنفسه. وافق السُلطان على ذلك، فخرج ناصر الدين مُحمَّد إلى حصن زياد القريب من ملطية، ودخل قلج أرسلان إلى المدينة يوم [[29 ربيع الآخر]] [[573 هـ|573هـ]] المُوافق فيه [[25 أكتوبر|25 تشرين الأوَّل (أكتوبر)]] [[1177]]م. وبِذلك سقطت آخر إمارة دانشمنديَّة، ولم يعد في بلاد الأناضول من دولةٍ إسلاميَّةٍ سوى دولة سلاجقة الروم.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى 470 - 704هـ / 1077 - 1304م|طبعة= الأولى|صفحة= 197|سنة= [[1423 هـ|1423هـ]] - [[2002]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|isbn = 9953180474|مسار=https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220314110714/https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf | تاريخ أرشيف = 14 مارس 2022 }}</ref> التفت قلج أرسلان -بعد قضائه على الإمارة الدانشمنديَّة- إلى التوسُّع بِاتجاه الجنوب لِضم رعبان وكيسوم. وفي تلك الفترة كان نور الدين محمود زنكي قد توفي، وخلفه ابنه [[الصالح إسماعيل]] في حلب ودمشق، وتابعه وربيبه [[صلاح الدين الأيوبي|يُوسُف بن نجم الدين الأيُّوبي (صلاح الدين)]] في [[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]]، ويبدو أنَّ قلج أرسلان كان ينوي التدخُّل في أُمُور الشَّام، ويُؤمِّن له طريقًا نحو الفُرات، وهذه سياسة سَلْجُوقيَّة عامَّة ابتدأت مع مُؤسس السلطنة سُليمان بن قُتلُمُش مُستغلًّا بُرُود العلاقات بين السُلطان صلاح الدين والصالح إسماعيل. وحتَّى لا يبدو بِمظهر المُعتدي أمام المُسلمين أرسل رسولًا إلى دمشق اجتمع بِصلاح الدين وطلب منه الحصنين بِحُجَّة أنَّهُما كانا سابقًا من أملاك سلاجقة الروم، ضمَّهما والده مسعود، ثُمَّ اضطرَّ أن يتنازل عنهما لِنُور الدين محمود. أبى صلاح الدين هذا الطلب، فما كان من قلج أرسلان إلَّا أن هاجم حصن رعبان في سنة [[575 هـ|575هـ]] المُوافقة لِسنة [[1179]]م، فأرسل صلاح الدين أمير [[حماة]] تقي الدين عُمر بن شاهنشاه الأيوبي لِحرب السلاجقة، فهزمهم هزيمةً نكراء وأسر كثيرًا منهم، لكنَّهُ عاد وأطلق سراحهم، وعاد قلج أرسلان إلى ملطية يجر أذيال الهزيمة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[المنصور محمد بن عمر|الأيُّوبي، مُحمَّد بن تقي الدين عُمر بن شاهنشاه]]|عنوان= مضمار الحقائق وسر الخلائق|طبعة= الأولى|صفحة= 18 - 19|سنة= [[1968]]|ناشر= عالم الكُتُب|مكان= [[القاهرة]] - [[الجمهورية العربية المتحدة|مصر]]|مسار=https://archive.org/details/MidhmarAlhahaqeq/page/n39/mode/2up}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن واصل|ابن واصل، أبو عبد الله مُحمَّد بن سالم بن نصر الله المازني التميمي الحموي الشافعي]]|عنوان= مُفرِّج الكُروب في أخبار بني أيُّوب |صفحة= 79|المجلد=المُجلَّد الثاني|سنة= [[1377 هـ|1377هـ]] - [[1957]]م|ناشر= [[دار الكتب والوثائق القومية (مصر)|دار الكُتُب والوثائق القوميَّة]] |مكان= [[القاهرة]] [[مصر]]|مسار= https://ia801308.us.archive.org/26/items/FP42193/02_42194.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210830225129/https://ia801308.us.archive.org/26/items/FP42193/02_42194.pdf | تاريخ أرشيف = 30 أغسطس 2021 }}</ref> ظلَّت العلاقات مُتوترة بين السلاجقة والأيُّوبيين بعد هذه الوقعة، لكنَّهما لم يشتبكا، ومالا إلى التفاهم، وانصرف صلاح الدين إلى توحيد الجبهة الإسلاميَّة في سبيل القضاء على الصليبيين.

قائمة التصفح