خانية القبيلة الذهبية: الفرق بين النسختين

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 88: سطر 88:
[[ملف:Genghis Khan empire-ar.png|تصغير|يمين|مسير الحملات المغوليَّة من [[منغوليا|مغولستان]] إلى [[خوارزم]] وعبر مازندران وُصولًا إلى أذربيجان والكرج ثُمَّ جنوب الروسيا.]]
[[ملف:Genghis Khan empire-ar.png|تصغير|يمين|مسير الحملات المغوليَّة من [[منغوليا|مغولستان]] إلى [[خوارزم]] وعبر مازندران وُصولًا إلى أذربيجان والكرج ثُمَّ جنوب الروسيا.]]
[[ملف:Rejection Tatars Peace.jpeg|تصغير|رسمٌ يُصوِّرُ رفض الروس لِلصُلح المغولي الذي حمله الرُّسُل. قُتل هؤلاء الرُّسُل لاحقًا ممَّا كان سببًا بِتسريع الحملة العسكريَّة على البلاد الروسيَّة تمامًا كما حصل مع الخوارزميين.]]
[[ملف:Rejection Tatars Peace.jpeg|تصغير|رسمٌ يُصوِّرُ رفض الروس لِلصُلح المغولي الذي حمله الرُّسُل. قُتل هؤلاء الرُّسُل لاحقًا ممَّا كان سببًا بِتسريع الحملة العسكريَّة على البلاد الروسيَّة تمامًا كما حصل مع الخوارزميين.]]
قامت [[إمبراطورية المغول|إمبراطوريَّة المغول]] على يد القائد الكبير [[جنكيز خان]]، الذي نجح في توحيد جميع القبائل المغوليَّة تحت رئاسته سنة [[1206]]م، وجمع شتات [[منغوليا|بلاد المغول]] في دولةٍ مُوحدةٍ قويَّة، ثُمَّ تطلَّع لِلتوسُّع على حساب جيرانه، فبدأ [[الصين (منطقة)|بِالصين]] أولًا ثُمَّ تطلَّع إلى الغرب حيثُ امتدَّت أراضي [[خوارزميون|الدولة الخوارزميَّة]]، فاجتاحها و[[الغزو المغولي لخوارزم|استولى على أقاليمها]] دون عناء، فهرب سُلطانها [[محمد خوارزم شاه الثاني|علاءُ الدين مُحمَّد بن تُكُش خوارزمشاه]] ناجيًا بِحياته، وأرسل جنكيز خان جيشًا في إثره لِلقبض عليه يتكوَّن من عشرين ألف جُندي بِقيادة اثنين من أبرز قادته، هُما [[جبه نويان]] و[[سوبوتاي]]، فلاحقاه غربًا غير أنَّهُ تمكَّن من اللُجوء إلى جزيرة آبسكون بِبحر الخزر (قزوين) حيثُ تُوفي بعد أن اشتدَّ عليه المرض.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المغول العظام والإيلخانيين|طبعة= الأولى|صفحة= 64 - 65|سنة= [[1428 هـ|1428هـ]] - [[2007]]م|ناشر= دار النفائس|ردمك= 9953184348|تاريخ الوصول= [[3 فبراير|3 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n65/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200407020409/https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n65/mode/2up | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2020 }}</ref> وعلى الرُغم من أنَّ السُلطان الخوارزمي أفلت من قبضة القائدين سالِفيّ الذِكر، إلَّا أنَّ مُلاحقتهما إيَّاه فتحت أعينهما على الغرب وإمكان التوغُّل فيه، فاستمرَّا في السير غربًا في حملةٍ استكشافيَّة ذات فائدة مُستقبليَّة، واجتاحا [[مملكة جورجيا|مملكة الكرج]] و[[أتابكة أذربيجان|أتابكيَّة أذربيجان]]، ثُمَّ وضعا خطَّةً في مُنتهى الجُرأة، فقد قرَّرا الاندفاع إلى أراضي مجهولة بِالنسبة إليهما هي [[أوروبا|الأراضي الأوروپيَّة]]، فشقَّا طريقهما وسط ممرَّات [[القوقاز|القفقاس]] ، فعبرا [[دربند (روسيا)|باب الأبواب]] الواقع بين سلاسل جبال [[داغستان]] التي تُؤلِّف آخر الحاجز القفقاسي، واصطدما بِشُعُوب تلك البلاد من [[شركس|الشركس]] و[[ألان|الألان]] و[[أوسيتيون|الآص]] و[[لزجين|اللَّكز]] والقفجاق، التي تصدَّت لهما، وتغلَّبا عليهم.<ref name="ابن الأثير1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير الجزري، عزُّ الدين أبي الحسن عليّ بن مُحمَّد بن عبد الكريم الموصلي الشيباني]]|عنوان= الكامل في التاريخ|المجلد=المُجلَّد العاشر|طبعة= الرابعة |صفحة = 415 - 617|سنة= [[1424 هـ|1424هـ]] - [[2003]]م|ناشر= دار الكُتُب العلميَّة|تاريخ الوصول= [[7 أبريل|7 نيسان (أبريل)]] [[2020]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt10.pdf|isbn = 2745100467| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216200407/https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt10.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> عند هذه النُقطة من الزحف المغولي بِاتجاه الشمال الغربي بدت أراضي الروسيا أمام الجيش المغولي، وكانت هذه البلاد مُقسَّمة إلى [[كييف روس|إماراتٍ عدَّة]] فيما وراء ڤاركوڤ و[[كييف|كييڤ]] حتَّى كانيف، ولم يكن الروس يعلمون شيئًا عن المغول قبل ذلك، وإنَّ الانطباع الأوَّل لديهم أنَّ [[الله في المسيحية|الله]] أرسلهم لِتخليصهم من قبائل القفجاق في شماليّ القفقاس الذين كانوا يُغيرون عليهم، وأطلقوا عليهم اسم: «تارتار» و«تورمان» - تُركُمان - و«بُشناق».<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= Michell, Robert|مؤلف2= Farbes, N.|عنوان= The Chronicle of Novgorod 1016–1471|صفحة= 64|سنة= [[1914]]|ناشر= Offices of the Society|تاريخ الوصول= [[7 أبريل|7 نيسان (أبريل)]] [[2020]]م|مكان= London|مسار= http://faculty.washington.edu/dwaugh/rus/texts/MF1914.pdf|المجلد= Vol. XXV| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200407170429/http://faculty.washington.edu/dwaugh/rus/texts/MF1914.pdf | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2020 }}</ref> والواقع أنَّ الخطر المغولي وحَّد شُعُوب المنطقة، فتعاون الروس مع القفجاق لِتصدي لِزحف المغول. وبِفضل مُصاهرة الأمير الروسي [[مستيسلاف رومانوفيتش|مستيسلاڤ]]، أمير كييڤ، لِكوتان خان، الزعيم القفجاقي، حصل القفجاق على مُساعدة ثلاثة من الأُمراء الروس هُم أمير كييڤ وأمير چرنيهيڤ وأمير [[غاليسيا (أوروبا الشرقية)|غاليسيا]]، وحاول القائدان المغوليَّان فُكاك هذا التحالف إلَّا أنَّ الأُمراء الروس لم يقتنعوا بما حمله رسُلهما العشرة من اقتراحاتٍ بِالمُصالحة والسلم والتحالف مع المغول وانتهاز الفُرصة لِلانتقام من القفجاق لِما تسبَّبوا به من السلب والنهب في السابق. وأثار الرُسُل المغول حتَّى النعرة الدينيَّة بِأن أوضحوا أنَّ المغول لهم الأفضليَّة في المُحالفة لِأنَّهم يعبدون ربًّا واحدًا وليسوا وثنيين كالقفجاق؛ فأعدموهم جميعًا.<ref name="غروسيه1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= غروسيه، رينيه|مؤلف2= تعريب خالد أسعد عيسى|عنوان=جنكيز خان قاهر العالم|طبعة= الأولى|صفحة= 346 - 348|سنة= [[1982]]|ناشر= دار حسَّان|مكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref> وهكذا تكرَّر الخطأ نفسه الذي اقترفه السُلطان الخوارزمي قبل أربعة سنوات والذي أدَّى إلى نُزُول الكوارث بِالدولة الخوارزميَّة.
قامت [[إمبراطورية المغول|إمبراطوريَّة المغول]] على يد القائد الكبير [[جنكيز خان]]، الذي نجح في توحيد جميع القبائل المغوليَّة تحت رئاسته سنة [[1206]]م، وجمع شتات [[منغوليا|بلاد المغول]] في دولةٍ مُوحدةٍ قويَّة، ثُمَّ تطلَّع لِلتوسُّع على حساب جيرانه، فبدأ [[الصين (منطقة)|بِالصين]] أولًا ثُمَّ تطلَّع إلى الغرب حيثُ امتدَّت أراضي [[خوارزميون|الدولة الخوارزميَّة]]، فاجتاحها و[[الغزو المغولي لخوارزم|استولى على أقاليمها]] دون عناء، فهرب سُلطانها [[محمد خوارزم شاه الثاني|علاءُ الدين مُحمَّد بن تُكُش خوارزمشاه]] ناجيًا بِحياته، وأرسل جنكيز خان جيشًا في إثره لِلقبض عليه يتكوَّن من عشرين ألف جُندي بِقيادة اثنين من أبرز قادته، هُما [[جبه نويان]] و[[سوبوتاي]]، فلاحقاه غربًا غير أنَّهُ تمكَّن من اللُجوء إلى جزيرة [[آبسكون]] بِبحر الخزر (قزوين) حيثُ تُوفي بعد أن اشتدَّ عليه المرض.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المغول العظام والإيلخانيين|طبعة= الأولى|صفحة= 64 - 65|سنة= [[1428 هـ|1428هـ]] - [[2007]]م|ناشر= دار النفائس|ردمك= 9953184348|تاريخ الوصول= [[3 فبراير|3 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n65/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200407020409/https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n65/mode/2up | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2020 }}</ref> وعلى الرُغم من أنَّ السُلطان الخوارزمي أفلت من قبضة القائدين سالِفيّ الذِكر، إلَّا أنَّ مُلاحقتهما إيَّاه فتحت أعينهما على الغرب وإمكان التوغُّل فيه، فاستمرَّا في السير غربًا في حملةٍ استكشافيَّة ذات فائدة مُستقبليَّة، واجتاحا [[مملكة جورجيا|مملكة الكرج]] و[[أتابكة أذربيجان|أتابكيَّة أذربيجان]]، ثُمَّ وضعا خطَّةً في مُنتهى الجُرأة، فقد قرَّرا الاندفاع إلى أراضي مجهولة بِالنسبة إليهما هي [[أوروبا|الأراضي الأوروپيَّة]]، فشقَّا طريقهما وسط ممرَّات [[القوقاز|القفقاس]] ، فعبرا [[دربند (روسيا)|باب الأبواب]] الواقع بين سلاسل جبال [[داغستان]] التي تُؤلِّف آخر الحاجز القفقاسي، واصطدما بِشُعُوب تلك البلاد من [[شركس|الشركس]] و[[ألان|الألان]] و[[أوسيتيون|الآص]] و[[لزجين|اللَّكز]] والقفجاق، التي تصدَّت لهما، وتغلَّبا عليهم.<ref name="ابن الأثير1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير الجزري، عزُّ الدين أبي الحسن عليّ بن مُحمَّد بن عبد الكريم الموصلي الشيباني]]|عنوان= الكامل في التاريخ|المجلد=المُجلَّد العاشر|طبعة= الرابعة |صفحة = 415 - 617|سنة= [[1424 هـ|1424هـ]] - [[2003]]م|ناشر= دار الكُتُب العلميَّة|تاريخ الوصول= [[7 أبريل|7 نيسان (أبريل)]] [[2020]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt10.pdf|isbn = 2745100467| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216200407/https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt10.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> عند هذه النُقطة من الزحف المغولي بِاتجاه الشمال الغربي بدت أراضي الروسيا أمام الجيش المغولي، وكانت هذه البلاد مُقسَّمة إلى [[كييف روس|إماراتٍ عدَّة]] فيما وراء ڤاركوڤ و[[كييف|كييڤ]] حتَّى كانيف، ولم يكن الروس يعلمون شيئًا عن المغول قبل ذلك، وإنَّ الانطباع الأوَّل لديهم أنَّ [[الله في المسيحية|الله]] أرسلهم لِتخليصهم من قبائل القفجاق في شماليّ القفقاس الذين كانوا يُغيرون عليهم، وأطلقوا عليهم اسم: «تارتار» و«تورمان» - تُركُمان - و«بُشناق».<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= Michell, Robert|مؤلف2= Farbes, N.|عنوان= The Chronicle of Novgorod 1016–1471|صفحة= 64|سنة= [[1914]]|ناشر= Offices of the Society|تاريخ الوصول= [[7 أبريل|7 نيسان (أبريل)]] [[2020]]م|مكان= London|مسار= http://faculty.washington.edu/dwaugh/rus/texts/MF1914.pdf|المجلد= Vol. XXV| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200407170429/http://faculty.washington.edu/dwaugh/rus/texts/MF1914.pdf | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2020 }}</ref> والواقع أنَّ الخطر المغولي وحَّد شُعُوب المنطقة، فتعاون الروس مع القفجاق لِتصدي لِزحف المغول. وبِفضل مُصاهرة الأمير الروسي [[مستيسلاف رومانوفيتش|مستيسلاڤ]]، أمير كييڤ، لِكوتان خان، الزعيم القفجاقي، حصل القفجاق على مُساعدة ثلاثة من الأُمراء الروس هُم أمير كييڤ وأمير چرنيهيڤ وأمير [[غاليسيا (أوروبا الشرقية)|غاليسيا]]، وحاول القائدان المغوليَّان فُكاك هذا التحالف إلَّا أنَّ الأُمراء الروس لم يقتنعوا بما حمله رسُلهما العشرة من اقتراحاتٍ بِالمُصالحة والسلم والتحالف مع المغول وانتهاز الفُرصة لِلانتقام من القفجاق لِما تسبَّبوا به من السلب والنهب في السابق. وأثار الرُسُل المغول حتَّى النعرة الدينيَّة بِأن أوضحوا أنَّ المغول لهم الأفضليَّة في المُحالفة لِأنَّهم يعبدون ربًّا واحدًا وليسوا وثنيين كالقفجاق؛ فأعدموهم جميعًا.<ref name="غروسيه1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= غروسيه، رينيه|مؤلف2= تعريب خالد أسعد عيسى|عنوان=جنكيز خان قاهر العالم|طبعة= الأولى|صفحة= 346 - 348|سنة= [[1982]]|ناشر= دار حسَّان|مكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref> وهكذا تكرَّر الخطأ نفسه الذي اقترفه السُلطان الخوارزمي قبل أربعة سنوات والذي أدَّى إلى نُزُول الكوارث بِالدولة الخوارزميَّة.
[[ملف:Bataille de la Kalka, en 1224.jpg|تصغير|يمين|اشتباك المغول والروس في معركة نهر كالكا.]]
[[ملف:Bataille de la Kalka, en 1224.jpg|تصغير|يمين|اشتباك المغول والروس في معركة نهر كالكا.]]
وتشكَّل جيشٌ روسيّ قفجاقيّ مُشترك، بلغ تعداده اثنين وثمانين ألف جُنديّ، وعسكر في جنوب [[دنيبر|وادي الدنيپر]]. تقدَّم مستيسلاڤ على رأس عشرة آلاف مُقاتل مُتعجلًا الاصطدام بِالمغول، وتغلَّب على فرقةٍ عسكريَّةٍ مغوليَّةٍ وقتل قائدها «حما بك»، وكانت هذه الجولة الأولى لِصالح الروس. والحقيقة أنَّ جبه نويان وسوبوتاي كانا يُخططان لِانسحابٍ تدريجيٍّ تكتيكيٍّ لِاستدراج الفُرسان الروس إلى فخ. واستمرَّ المغول في هذا الانسحاب الوهمي مُدَّة تسعة أيَّام، والجيش الروسي يُطاردهم بعد أن عبر أفراده نهر الدنيپر، وفجأة توقَّف المغول عند نهر كالكا، وهو نهرٌ ساحليٌّ صغير يصبُّ في [[بحر آزوف|بحر آزاق]]، حيثُ اختار القائدان المغوليَّان هذا المكان لِخوض المعركة، وكرَّا على أعدائهما. فُوجئ الروس بِهذا الهُجُوم المُعاكس، فلم يستطيعوا أن يُنسِّقوا العمل العسكري، فقد هجم أمير غاليسيا ومعهُ جُنُود چرنيهيڤ والقفجاق من دون أن يُعطي علمًا لِأمير كييڤ لِكي يُوكبه بِالهُجُوم، الأمر الذي سبَّب الفوضى والارتباك في صُفُوفهم. وإذ تعرَّض لِلهزيمة انسحب من أرض المعركة كما انسحب مستيسلاڤ أمير كييڤ قبل أن يشترك في القتال، وتوجَّه نحو معاقله المُحصَّنة. وطارد المغول أعدائهم من دون رحمة، فقتلوا ستة أُمراء وسبعين نبيلًا، وقبضوا على أمير كييڤ وقتلوه بعد أن أمَّنوه على حياته، وجرت المعركة المذكورة في [[27 ربيع الآخر]] [[620 هـ|620هـ]] المُوافق فيه [[30 مايو|30 أيَّار (مايو)]] [[1223]]م.<ref name="ابن الأثير1"/><ref name="غروسيه1"/> كان من المُتوقَّع أن يُتابع جبه نويان وسوبوتاي زحفهما بعد هذا الانتصار الكبير بِاتجاه كييڤ وچرنيهيڤ، ولكنَّهما لم يفعلا ذلك واكتفيا بِتلقين الروس درسًا، وهدما بضع مُدُنٍ روسيَّةٍ على الحُدُود الروسيَّة القفجاقيَّة، وتوجَّهت [[مفرزة (عسكرية)|مفرزة]] مغوليَّة إلى بلاد القرم، فنهبت سوداق، المركز التجاري المُهم، حيثُ كان يأتي التُجَّار الجنويُّون لِشحن فراء الشمال وجُلُود [[سنجاب|السناجب]] و[[ثعلب|الثعالب]] و[[عبودية|العبيد]]، وقد عُدَّ هذا العمل تحديًا صريحًا وعملًا عدائيًّا مُوجهًا [[أوروبا الغربية|لِلعالم الكاثوليكي]] الذي كان يُسيطر تجاريًّا على المنطقة.<ref name="ابن الأثير1"/><ref name="غروسيه1"/> توجَّه جبه نويان وسوبوتاي، بعد ذلك، بِاتجاه الشمال الشرقي، فهاجما البُلقار على [[نهر كاما|نهر كامة]] ووسط الڤولغا حيثُ اغتنت المنطقة بِسبب الأعمال التجاريَّة، وقتلا زعيمهم هوتوسا خان.<ref name="ابن الأثير1"/> الواقع أنَّ المغول لم يمكثوا مُدَّة طويلة في الأراضي الروسيَّة، وعادوا إلى مُعسكر زعيمهم جنكيز خان في [[بخارى|بُخارى]]، وقد صبَّ ذلك في مصلحة الروس. ويُمكن وصف هذه الحملة بِمثابة حملة استكشافيَّة تمهيدًا لِاجتياح الواسع المُقبل لِهذه البلاد، والذي نتج عنه استقرارٌ مغوليّ وقيام دولة القبيلة الذهبيَّة، لِأنَّ القائدين المغوليين حملا معهما معلومات قيِّمة عن أوضاع البُلدان التي مرَّا بها وما تُعانيه هذه المناطق من ضعف، وكانت هذه المعلومات ضروريَّة حيثُ استفاد منها المغول بعد عشرين سنة عندما [[الغزو المغولي لأوروبا|غزا باطو خان أوروپَّا]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المغول العظام والإيلخانيين|طبعة= الأولى|صفحة= 73 - 75|سنة= [[1428 هـ|1428هـ]] - [[2007]]م|ناشر= دار النفائس|ردمك= 9953184348|تاريخ الوصول= [[3 فبراير|3 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n75/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200407193649/https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n75/mode/2up | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2020 }}</ref>
وتشكَّل جيشٌ روسيّ قفجاقيّ مُشترك، بلغ تعداده اثنين وثمانين ألف جُنديّ، وعسكر في جنوب [[دنيبر|وادي الدنيپر]]. تقدَّم مستيسلاڤ على رأس عشرة آلاف مُقاتل مُتعجلًا الاصطدام بِالمغول، وتغلَّب على فرقةٍ عسكريَّةٍ مغوليَّةٍ وقتل قائدها «حما بك»، وكانت هذه الجولة الأولى لِصالح الروس. والحقيقة أنَّ جبه نويان وسوبوتاي كانا يُخططان لِانسحابٍ تدريجيٍّ تكتيكيٍّ لِاستدراج الفُرسان الروس إلى فخ. واستمرَّ المغول في هذا الانسحاب الوهمي مُدَّة تسعة أيَّام، والجيش الروسي يُطاردهم بعد أن عبر أفراده نهر الدنيپر، وفجأة توقَّف المغول عند نهر كالكا، وهو نهرٌ ساحليٌّ صغير يصبُّ في [[بحر آزوف|بحر آزاق]]، حيثُ اختار القائدان المغوليَّان هذا المكان لِخوض المعركة، وكرَّا على أعدائهما. فُوجئ الروس بِهذا الهُجُوم المُعاكس، فلم يستطيعوا أن يُنسِّقوا العمل العسكري، فقد هجم أمير غاليسيا ومعهُ جُنُود چرنيهيڤ والقفجاق من دون أن يُعطي علمًا لِأمير كييڤ لِكي يُوكبه بِالهُجُوم، الأمر الذي سبَّب الفوضى والارتباك في صُفُوفهم. وإذ تعرَّض لِلهزيمة انسحب من أرض المعركة كما انسحب مستيسلاڤ أمير كييڤ قبل أن يشترك في القتال، وتوجَّه نحو معاقله المُحصَّنة. وطارد المغول أعدائهم من دون رحمة، فقتلوا ستة أُمراء وسبعين نبيلًا، وقبضوا على أمير كييڤ وقتلوه بعد أن أمَّنوه على حياته، وجرت المعركة المذكورة في [[27 ربيع الآخر]] [[620 هـ|620هـ]] المُوافق فيه [[30 مايو|30 أيَّار (مايو)]] [[1223]]م.<ref name="ابن الأثير1"/><ref name="غروسيه1"/> كان من المُتوقَّع أن يُتابع جبه نويان وسوبوتاي زحفهما بعد هذا الانتصار الكبير بِاتجاه كييڤ وچرنيهيڤ، ولكنَّهما لم يفعلا ذلك واكتفيا بِتلقين الروس درسًا، وهدما بضع مُدُنٍ روسيَّةٍ على الحُدُود الروسيَّة القفجاقيَّة، وتوجَّهت [[مفرزة (عسكرية)|مفرزة]] مغوليَّة إلى بلاد القرم، فنهبت سوداق، المركز التجاري المُهم، حيثُ كان يأتي التُجَّار الجنويُّون لِشحن فراء الشمال وجُلُود [[سنجاب|السناجب]] و[[ثعلب|الثعالب]] و[[عبودية|العبيد]]، وقد عُدَّ هذا العمل تحديًا صريحًا وعملًا عدائيًّا مُوجهًا [[أوروبا الغربية|لِلعالم الكاثوليكي]] الذي كان يُسيطر تجاريًّا على المنطقة.<ref name="ابن الأثير1"/><ref name="غروسيه1"/> توجَّه جبه نويان وسوبوتاي، بعد ذلك، بِاتجاه الشمال الشرقي، فهاجما البُلقار على [[نهر كاما|نهر كامة]] ووسط الڤولغا حيثُ اغتنت المنطقة بِسبب الأعمال التجاريَّة، وقتلا زعيمهم هوتوسا خان.<ref name="ابن الأثير1"/> الواقع أنَّ المغول لم يمكثوا مُدَّة طويلة في الأراضي الروسيَّة، وعادوا إلى مُعسكر زعيمهم جنكيز خان في [[بخارى|بُخارى]]، وقد صبَّ ذلك في مصلحة الروس. ويُمكن وصف هذه الحملة بِمثابة حملة استكشافيَّة تمهيدًا لِاجتياح الواسع المُقبل لِهذه البلاد، والذي نتج عنه استقرارٌ مغوليّ وقيام دولة القبيلة الذهبيَّة، لِأنَّ القائدين المغوليين حملا معهما معلومات قيِّمة عن أوضاع البُلدان التي مرَّا بها وما تُعانيه هذه المناطق من ضعف، وكانت هذه المعلومات ضروريَّة حيثُ استفاد منها المغول بعد عشرين سنة عندما [[الغزو المغولي لأوروبا|غزا باطو خان أوروپَّا]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المغول العظام والإيلخانيين|طبعة= الأولى|صفحة= 73 - 75|سنة= [[1428 هـ|1428هـ]] - [[2007]]م|ناشر= دار النفائس|ردمك= 9953184348|تاريخ الوصول= [[3 فبراير|3 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n75/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200407193649/https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n75/mode/2up | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2020 }}</ref>

قائمة التصفح