خط عربي: الفرق بين النسختين

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 20 بايت ، ‏ 26 فبراير
لا يوجد ملخص تحرير
(الرجوع عن تعديل معلق واحد من 105.202.165.234 إلى نسخة 65114626 من باسم.)
 
لا ملخص تعديل
سطر 136: سطر 136:
ما كاد الخطاطون يتربعون على عرش الخط في [[دمشق]] حتى أخذ [[الدولة العباسية|العباسيون]] عرش الخلافة، فاتجهت أنظار الخطاطين والفنانين إلى [[بغداد]] عاصمة الدولة العباسية، وكان من الطبيعي أن يرحل إليها الخطاطون كما رحل إليها الأدباء والعلماء، ليكونوا أقرب إلى الخليفة والدولة وينالوا أجر إبداعهم من الخلفاء والأمراء والموسرين وغيرهم.
ما كاد الخطاطون يتربعون على عرش الخط في [[دمشق]] حتى أخذ [[الدولة العباسية|العباسيون]] عرش الخلافة، فاتجهت أنظار الخطاطين والفنانين إلى [[بغداد]] عاصمة الدولة العباسية، وكان من الطبيعي أن يرحل إليها الخطاطون كما رحل إليها الأدباء والعلماء، ليكونوا أقرب إلى الخليفة والدولة وينالوا أجر إبداعهم من الخلفاء والأمراء والموسرين وغيرهم.


وإذا كان العصر الأموي عصر تأسيس وبناء، فإن العصر العباسي عصر ازدهار ورخاء وبذخ، وفي مثل هذا العصر لابد أن يزدهر كل فن، وينبغ كل من يمتلك أدنى ملكة فنيّة أو علمية. في العصر العباسي ذاعت شهرة الخطاط الضحاك بن عجلان في خلافة [[أبو العباس عبد الله السفاح|أبي العباس السفاح]]، والخطاط إسحاق بن حماد في خلافتي [[أبو جعفر المنصور]] و[[أبو عبد الله محمد المهدي]]، حتى بلغ الخط في عهدهما أحد عشر نوعًا. وتعددت أقلام الخطاطين وخطوطهم في عهد هذين الخطاطين حتى كانت مضرب المثل في إظهار ملكتهم في الحرف العربي. فلما جاء عصرا [[هارون الرشيد]] و[[عبد الله المأمون|المأمون]] نضجت العلوم والفنون والمعارف، وراح الخطاطون يجوّدون خطوطهم، وينافسون في ذلك، حتى زادت الخطوط على عشرين خطًا، منها المستحدث ومنها المطوَّر، فقد طوَّر الخطاط [[إبراهيم الشجري]] خط الثلث وخط الثلثين أكثر مما ابتدعه الخطاط قطبة المحرر، وقبيل نهاية [[قرن 3 هـ|القرن الثالث الهجري]] اخترع الخطاط [[يوسف الشجري]] أخو إبراهيم الشجري خطًا جديدًا سماه [[خط الإجازة|الخط المدور الكبير]]، حيث أعجب [[فضل بن سهل السرخسي|الفضل بن سهل]] وزير المأمون، فراح يعمِّمُه على جميع الكتب السلطانية الصادرة عن دار الخلافة، فأطلقوا عليه لقب [[خط الإجازة|الخط الرياسي]]، بينما انتشر عند سائر طبقات المجتمع باسم خط التوقيع، وقد استطاع الخطاط الأحول المحرر البرمكي أن يأخذ عن إبراهيم الشجري، وأن ينجح في اختراع خط جديد اسمه خط النصف الذي تفرعت منه خطوط جديدة فيما بعد.
وإذا كان العصر الأموي عصر تأسيس وبناء، فإن العصر العباسي عصر ازدهار ورخاء وبذخ، وفي مثل هذا العصر لابد أن يزدهر كل فن، وينبغ كل من يمتلك أدنى ملكة فنيّة أو علمية. في العصر العباسي ذاعت شهرة الخطاط الضحاك بن عجلان في خلافة [[أبو العباس السفاح|أبي العباس السفاح]]، والخطاط إسحاق بن حماد في خلافتي [[أبو جعفر المنصور]] [[أبو عبد الله المهدي|وأبو عبد الله محمد المهدي]]، حتى بلغ الخط في عهدهما أحد عشر نوعًا. وتعددت أقلام الخطاطين وخطوطهم في عهد هذين الخطاطين حتى كانت مضرب المثل في إظهار ملكتهم في الحرف العربي. فلما جاء عصرا [[هارون الرشيد]] و[[عبد الله المأمون|المأمون]] نضجت العلوم والفنون والمعارف، وراح الخطاطون يجوّدون خطوطهم، وينافسون في ذلك، حتى زادت الخطوط على عشرين خطًا، منها المستحدث ومنها المطوَّر، فقد طوَّر الخطاط [[إبراهيم الشجري]] خط الثلث وخط الثلثين أكثر مما ابتدعه الخطاط قطبة المحرر، وقبيل نهاية [[قرن 3 هـ|القرن الثالث الهجري]] اخترع الخطاط [[يوسف الشجري]] أخو إبراهيم الشجري خطًا جديدًا سماه [[خط الإجازة|الخط المدور الكبير]]، حيث أعجب [[فضل بن سهل السرخسي|الفضل بن سهل]] وزير المأمون، فراح يعمِّمُه على جميع الكتب السلطانية الصادرة عن دار الخلافة، فأطلقوا عليه لقب [[خط الإجازة|الخط الرياسي]]، بينما انتشر عند سائر طبقات المجتمع باسم خط التوقيع، وقد استطاع الخطاط الأحول المحرر البرمكي أن يأخذ عن إبراهيم الشجري، وأن ينجح في اختراع خط جديد اسمه خط النصف الذي تفرعت منه خطوط جديدة فيما بعد.


[[ملف:Tawqi' script - Qur'anic verses.jpg|تصغير|250 بك|نَمُوذج لخط المُدَور الكَبير أو الخَطِّ التَوقِيع أو [[خط الإجازة]] الذي اخْتَرَعَه الخَطَّاط يُوسف الشَّجَري في العَصْر العَبَاسِي.]]
[[ملف:Tawqi' script - Qur'anic verses.jpg|تصغير|250 بك|نَمُوذج لخط المُدَور الكَبير أو الخَطِّ التَوقِيع أو [[خط الإجازة]] الذي اخْتَرَعَه الخَطَّاط يُوسف الشَّجَري في العَصْر العَبَاسِي.]]

قائمة التصفح