سيف الدين قطز: الفرق بين النسختين

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
لا يوجد ملخص تحرير
ط (سيء -> سيئ)
 
طلا ملخص تعديل
 
سطر 38: سطر 38:
ولد قطز أو الأمير محمود بن ممدود الخوارزمي في أسرة ملكية بمملكة خوارزمشاه ب[[فارس]]، ولم يذكر المؤرخون السنة التي ولد فيها، وكان أقرب تاريخ ذُكر في سيرة قطز هو عام [[628 هـ]] الموافق [[1231]] عندما تمَّ اختطافه عقب انهيار الدولة الخوارزمية على يد التتار، وحُمل هو وغيره من الأطفال إلى دمشق.<ref name="قصة الإسلام2" />
ولد قطز أو الأمير محمود بن ممدود الخوارزمي في أسرة ملكية بمملكة خوارزمشاه ب[[فارس]]، ولم يذكر المؤرخون السنة التي ولد فيها، وكان أقرب تاريخ ذُكر في سيرة قطز هو عام [[628 هـ]] الموافق [[1231]] عندما تمَّ اختطافه عقب انهيار الدولة الخوارزمية على يد التتار، وحُمل هو وغيره من الأطفال إلى دمشق.<ref name="قصة الإسلام2" />


ولد محمود للأمير ممدود ابن عم وزوج أخت السلطان [[جلال الدين منكبرتي|جلال الدين الخوارزمي]]، ونشأ نشأة الأمراء وتدرب فنون القتال على يد خاله جلال الدين نظرًا لاستشهاد أبيه وهو لايزال رضيعًا في حروب المسلمين الأولى ضد [[تتار|التتار]]، وكان اسمه وقتها محمود، ثم دارت الدائرة على مملكة جلال الدين وقضى التتار عليه وعلى ملكه، وأُسر الأمير محمود وبيع عبدًا في السوق لثري من أثرياء [[بلاد الشام|الشام]]،<ref>السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 73</ref> فرباه الثري وأحسن تربيته، فتعلم [[اللغة العربية]] وأصولها، وحفظ [[القرآن|القران الكريم]] ودرس الحديث، وبعد موت الثري أصبح قطز مملوكًا لابن الثري، ولم يجد منه عناية وحسن تعامل، فبيع قطز لثري آخر من أثرياء الشام، وكان هذا الثري مدخلًا لقطز لدخول الحياة السياسية والجهاد ضد [[حملات صليبية|الصليبيين]]، فهذا الثري هو ابن واحد من أكبر معاوني العالم [[العز بن عبد السلام]]، فتربى قطز تربيه جديدة، وجاءت [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] على الشام ومن ضمنها [[دمشق]]، وعندما تخلى [[الصالح إسماعيل]] عن جهاد الصليبيين وهادنهم، نهض الملك الصالح نجم الدين أيوب للدفاع عن المسلمين، فاشترك قطز من ضمن المدافعين من أهل دمشق مع الجيش المصري، وكان له دور مع بقيت أهل الشام في انتصار المسلمين على الصالح إسماعيل وأعوانه من الصليبيين.<ref>السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 57</ref>
ولد محمود للأمير ممدود ابن عم وزوج أخت السلطان [[جلال الدين منكبرتي|جلال الدين الخوارزمي]]، ونشأ نشأة الأمراء وتدرب فنون القتال على يد خاله جلال الدين نظرًا لاستشهاد أبيه وهو لايزال رضيعًا في حروب المسلمين الأولى ضد [[تتار|التتار]]، وكان اسمه وقتها محمود، ثم دارت الدائرة على مملكة جلال الدين وقضى التتار عليه وعلى ملكه، وأُسر الأمير محمود وبيع عبدًا في السوق لثري من أثرياء [[بلاد الشام|الشام]]،<ref>السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل معركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 73</ref> فرباه الثري وأحسن تربيته، فتعلم [[اللغة العربية]] وأصولها، وحفظ [[القرآن|القرآن الكريم]] ودرس الحديث، وبعد موت الثري أصبح قطز مملوكًا لابن الثري، ولم يجد منه عناية وحسن تعامل، فبيع قطز لثري آخر من أثرياء الشام، وكان هذا الثري مدخلًا لقطز لدخول الحياة السياسية والجهاد ضد [[حملات صليبية|الصليبيين]]، فهذا الثري هو ابن واحد من أكبر معاوني العالم [[العز بن عبد السلام]]، فتربى قطز تربية جديدة، وجاءت [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] على الشام ومن ضمنها [[دمشق]]، وعندما تخلى [[الصالح إسماعيل]] عن جهاد الصليبيين وهادنهم، نهض الملك الصالح نجم الدين أيوب للدفاع عن المسلمين، فاشترك قطز من ضمن المدافعين من أهل دمشق مع الجيش المصري، وكان له دور مع بقية أهل الشام في انتصار المسلمين على الصالح إسماعيل وأعوانه من الصليبيين.<ref>السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 57</ref>


ثم طلب قطز من سيده أن يبيعه إلى [[الصالح أيوب|الملك الصالح نجم الدين أيوب]] ليندرج تحت سلك ممالكه، ووافق سيده على بيعه، وبعد أن بيع قطز إلى الملك الصالح عهد به إلى الأمير المملوكي [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]]، فتربى قطز مثل باقي المماليك حيث يتم الحاقهم بمدرسة المماليك، ويتم تعليمهم [[اللغة العربية]] قراءة وكتابة، ثم حفظ [[القرآن|القران الكريم]] ومبادىء [[فقه إسلامي|الفقه الإسلامي]]، ثم فنون القتال من الرمي بالسهام والقتال بالسيوف، وركوب الخيل ووضع الخطط الحربية والتصرف في أمور الدولة، وقد ساعدت التربية الإسلامية والقتالية لقطز في سن الطفولة والشباب في قصر خاله السلطان جلال الدين حيث تولى تربيته بعد وفاة أبيه، في تفوق قطز على أقرانه من المماليك الذين اشتراهم [[الصالح أيوب|الملك الصالح]]، فقد نشأ قطز على كراهية المغول وسمع وشاهد القتال والمعارك التي قادها خاله وأبوه في بلاد الخوارزميين.
ثم طلب قطز من سيده أن يبيعه إلى [[الصالح أيوب|الملك الصالح نجم الدين أيوب]] ليندرج تحت سلك ممالكه، ووافق سيده على بيعه، وبعد أن بيع قطز إلى الملك الصالح عهد به إلى الأمير المملوكي [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]]، فتربى قطز مثل باقي المماليك حيث يتم الحاقهم بمدرسة المماليك، ويتم تعليمهم [[اللغة العربية]] قراءة وكتابة، ثم حفظ [[القرآن|القران الكريم]] ومبادئ [[فقه إسلامي|الفقه الإسلامي]]، ثم فنون القتال من الرمي بالسهام والقتال بالسيوف، وركوب الخيل ووضع الخطط الحربية والتصرف في أمور الدولة، وقد ساعدت التربية الإسلامية والقتالية لقطز في سن الطفولة والشباب في قصر خاله السلطان جلال الدين حيث تولى تربيته بعد وفاة أبيه، في تفوق قطز على أقرانه من المماليك الذين اشتراهم [[الصالح أيوب|الملك الصالح]]، فقد نشأ قطز على كراهية المغول وسمع وشاهد القتال والمعارك التي قادها خاله وأبوه في بلاد الخوارزميين.


وكان التتار هم الذين أطلقوا على محمود ابن الأمير ممدود اسم قطز، وهذه الكلمة بالتترية تعني الكلب الشرس، فقد كان واضحًا على قطز علامات القوة والبأس من صغره، فلذلك أطلق عليه التتار هذه الكلمة،<ref>[https://audio.islamweb.net/audio/Fulltxt.php?audioid=207867&audioid=207867 اسلام ويب] سلسلة التتار قطز وبناء الأمة للشيخ راغب السرجاني {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170622022807/http://audio.islamweb.net:80/audio/Fulltxt.php?audioid=207867 |date=22 يونيو 2017}}</ref><ref>السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 58</ref> أورد المؤرخون وصفًا لقطز بأنه كان شابًّا أشقر، كثَّ اللحية، بطلا شجاعًا عفًّا عن المحارم، مترفعا عن الصغائر، مواظبًا على [[صلاة|الصلاة]] و[[صوم|الصيام]] وتلاوة الأذكار، تزوج من بني قومه، ولم يخلف ولدًا ذكرًا، بل ترك ابنتين لم يسمع عنهما الناس شيئًا بعده.<ref name="قصة الإسلام2" /><ref>[http://www.elshaab.org/news/4135/سيف-الدين-قطز-القائد-وقت-الأزمة سيف الدين قطز.. القائد وقت الأزمة] جريدة الشعب {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191030143657/http://www.elshaab.org/news/4135/سيف-الدين-قطز-القائد-وقت-الأزمة |date=30 أكتوبر 2019}}</ref>
وكان التتار هم الذين أطلقوا على محمود ابن الأمير ممدود اسم قطز، وهذه الكلمة بالتترية تعني الكلب الشرس، فقد كان واضحًا على قطز علامات القوة والبأس من صغره، فلذلك أطلق عليه التتار هذه الكلمة،<ref>[https://audio.islamweb.net/audio/Fulltxt.php?audioid=207867&audioid=207867 اسلام ويب] سلسلة التتار قطز وبناء الأمة للشيخ راغب السرجاني {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170622022807/http://audio.islamweb.net:80/audio/Fulltxt.php?audioid=207867 |date=22 يونيو 2017}}</ref><ref>السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 58</ref> أورد المؤرخون وصفًا لقطز بأنه كان شابًّا أشقر، كثَّ اللحية، بطلا شجاعًا عفًّا عن المحارم، مترفعا عن الصغائر، مواظبًا على [[صلاة|الصلاة]] و[[صوم|الصيام]] وتلاوة الأذكار، تزوج من بني قومه، ولم يخلف ولدًا ذكرًا، بل ترك ابنتين لم يسمع عنهما الناس شيئًا بعده.<ref name="قصة الإسلام2" /><ref>[http://www.elshaab.org/news/4135/سيف-الدين-قطز-القائد-وقت-الأزمة سيف الدين قطز.. القائد وقت الأزمة] جريدة الشعب {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191030143657/http://www.elshaab.org/news/4135/سيف-الدين-قطز-القائد-وقت-الأزمة |date=30 أكتوبر 2019}}</ref>
سطر 55: سطر 55:
=== شجر الدر ===
=== شجر الدر ===


بعد قيام المماليك البحرية بقتل سلطانهم تورانشاه أصبح هناك فراغ في الحكم، حيث لايوجد بديل من أسرة بني أيوب لحكم مصر، وعليه اختار أمراء المماليك ومن بينهم قطز زوجة سيدهم [[شجر الدر]] ملكة على الديار المصرية، وأُخذت البيعة للسلطانة الجديدة في شهر صفر 648 هـ الموافق مايو 1250، وما إن تولت مقاليد الحكم حتى لاقت الرفض من [[الدولة العباسية|الخليفة العباسي]] في [[بغداد]]، وقام العلماء ينددون بتنصيبها في المنابر، وتفجرت الثورات في [[العالم الإسلامي]]، فما كان من شجر الدر إلى التنازل بالحكم لأحد أمراء المماليك البحرية، بعد أن حكمت مصر ثمانين يوماً.<ref>[https://www.yabeyrouth.com/pages/index771.htm يابيروت] شجر الدر {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20151221230508/http://www.yabeyrouth.com:80/pages/index771.htm |date=21 ديسمبر 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://islamstory.com/ar/شجرة-الدر-ملكة-مصر قصة الإسلام] شجر الدر.. ملكة مصر {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161018202146/http://islamstory.com/ar/شجرة-الدر-ملكة-مصر |date=18 أكتوبر 2016}}</ref>
بعد قيام المماليك البحرية بقتل سلطانهم تورانشاه أصبح هناك فراغ في الحكم، حيث لا يوجد بديل من أسرة بني أيوب لحكم مصر، وعليه اختار أمراء المماليك ومن بينهم قطز زوجة سيدهم [[شجر الدر]] ملكة على الديار المصرية، وأُخذت البيعة للسلطانة الجديدة في شهر صفر 648 هـ الموافق مايو 1250، وما إن تولت مقاليد الحكم حتى لاقت الرفض من [[الدولة العباسية|الخليفة العباسي]] في [[بغداد]]، وقام العلماء ينددون بتنصيبها في المنابر، وتفجرت الثورات في [[العالم الإسلامي]]، فما كان من شجر الدر إلى التنازل بالحكم لأحد أمراء المماليك البحرية، بعد أن حكمت مصر ثمانين يوماً.<ref>[https://www.yabeyrouth.com/pages/index771.htm يابيروت] شجر الدر {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20151221230508/http://www.yabeyrouth.com:80/pages/index771.htm |date=21 ديسمبر 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://islamstory.com/ar/شجرة-الدر-ملكة-مصر قصة الإسلام] شجر الدر.. ملكة مصر {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161018202146/http://islamstory.com/ar/شجرة-الدر-ملكة-مصر |date=18 أكتوبر 2016}}</ref>


== حياته في الدولة المملوكية ==
== حياته في الدولة المملوكية ==
سطر 61: سطر 61:
بعد أن قررت [[شجر الدر]] التنازل عن الحكم، اختارت [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك التركماني الصالحي]] خليفةً لها في الحكم بعد زواجها منه، وقد وافق أمراء المماليك وقطز أحدهم على اختيار أيبك كأول سلاطين الدولة المملوكية،<ref>السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 66</ref> وقد شارك قطز السلطان أيبك في هزيمة الأيوبيين بقيادة [[الناصر يوسف|الملك الناصر]] في معركة عند بلدة العباسة بين الصالحية وبلبيس،<ref>تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة، محمد سهيل طقوش صفحة 398</ref> وعندما دَب الخلاف بين [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]] و[[فارس الدين أقطاي الجمدار|فارس الدين أقطاي]]، قرر أيبك إنشاء فرقة من المماليك عرفوا فيما بعد بالمماليك المعزية نسبة إلى لقب عز الدين أيبك الملك المعز، وعين مملوكه قطز المعزي نائبًا للسلطنة في مصر، ولمَّا أحس أيبك بخطر الأمير أقطاي وخطر فرقته المماليك البحرية، خشي أيبك على حياته بعد أن وصلته أخبار عن عزم أقطاي اغتياله، فدبر أيبك خطة لاغتيال أقطاي بمساعدة نائبه قطز وبعض مماليكه المعزية، واستدعى أيبك غريمه أقطاي للمثول أمامه في القلعة لاستشارته في بعض الأمور، وفي الميعاد المحدد حضر أقطاي إلى القلعة ومعه عدد من مماليكه، ودخل باب القلعة المؤدي لقاعة العواميد، وتم اغلاق الباب ومنعت المماليك البحرية من الدخول، وبسرعة انقض عليه الأمير قطز ومن معه من المماليك المعزية وقتلوه بالسيوف.<ref>[http://www.al-eman.com/0ذوي السلطان الأكبر» **/مقتل أقطاي الجامادر وفرار البحرية إلى الناصر ورجوع أيبك إلى كرسيه /i38&d46855&c&p1 نداء الإيمان] كتاب: تاريخ ابن خلدون {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200408013337/http://www.al-eman.com/0%D8%B0%D9%88%D9%8A |date=8 أبريل 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://islamstory.com//ar/عز-الدين-ايبك-الملك-المعز قصة الإسلام] عز الدين أيبك .. الملك المعز {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160917160301/http://islamstory.com/ar/عز-الدين-ايبك-الملك-المعز |date=17 سبتمبر 2016}}</ref><ref>السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 74</ref>
بعد أن قررت [[شجر الدر]] التنازل عن الحكم، اختارت [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك التركماني الصالحي]] خليفةً لها في الحكم بعد زواجها منه، وقد وافق أمراء المماليك وقطز أحدهم على اختيار أيبك كأول سلاطين الدولة المملوكية،<ref>السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 66</ref> وقد شارك قطز السلطان أيبك في هزيمة الأيوبيين بقيادة [[الناصر يوسف|الملك الناصر]] في معركة عند بلدة العباسة بين الصالحية وبلبيس،<ref>تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة، محمد سهيل طقوش صفحة 398</ref> وعندما دَب الخلاف بين [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]] و[[فارس الدين أقطاي الجمدار|فارس الدين أقطاي]]، قرر أيبك إنشاء فرقة من المماليك عرفوا فيما بعد بالمماليك المعزية نسبة إلى لقب عز الدين أيبك الملك المعز، وعين مملوكه قطز المعزي نائبًا للسلطنة في مصر، ولمَّا أحس أيبك بخطر الأمير أقطاي وخطر فرقته المماليك البحرية، خشي أيبك على حياته بعد أن وصلته أخبار عن عزم أقطاي اغتياله، فدبر أيبك خطة لاغتيال أقطاي بمساعدة نائبه قطز وبعض مماليكه المعزية، واستدعى أيبك غريمه أقطاي للمثول أمامه في القلعة لاستشارته في بعض الأمور، وفي الميعاد المحدد حضر أقطاي إلى القلعة ومعه عدد من مماليكه، ودخل باب القلعة المؤدي لقاعة العواميد، وتم اغلاق الباب ومنعت المماليك البحرية من الدخول، وبسرعة انقض عليه الأمير قطز ومن معه من المماليك المعزية وقتلوه بالسيوف.<ref>[http://www.al-eman.com/0ذوي السلطان الأكبر» **/مقتل أقطاي الجامادر وفرار البحرية إلى الناصر ورجوع أيبك إلى كرسيه /i38&d46855&c&p1 نداء الإيمان] كتاب: تاريخ ابن خلدون {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200408013337/http://www.al-eman.com/0%D8%B0%D9%88%D9%8A |date=8 أبريل 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://islamstory.com//ar/عز-الدين-ايبك-الملك-المعز قصة الإسلام] عز الدين أيبك .. الملك المعز {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160917160301/http://islamstory.com/ar/عز-الدين-ايبك-الملك-المعز |date=17 سبتمبر 2016}}</ref><ref>السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 74</ref>


ثم وقع الخلاف بين أيبك وزوجته شجر الدر بسبب تمرده عليها وعدم اشراكها في حكم [[مصر]]، وبسبب تخلصه من [[المماليك البحرية]]، ومما زاد الأمر سوءًا عزم أيبك الزواج من ابنة ملك الموصل [[بدر الدين لؤلؤ]]، فعزمت شجر الدر على قتل أيبك، وكان لها ما أرادت، وقَتل خمسة من غلمانها أيبك وهو في الحمام وكان ذلك في 655 هـ الموافق 1257، وبعد انتشار خبر وفاة الملك المعز، حاولت شجر الدر اخفاء واقعة القتل حيث ادعت أن أيبك وقع من فوق جواده، إلا أن مماليك السلطان المعز بقيادة الأمير قطز كشفوا حقيقة قتلها للسلطان، وقرروا قتلها.<ref>[ المسالك] مقتل شجر الدر فاروق عسكر، دليل مدينة القاهرة الجزء الثالث صفحة 222،224. {{مراجعة مرجع|تاريخ=أغسطس 2020}}</ref><ref>[http://islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2008/04/22/62785.html مفكرة الإسلام] مقتل شجر الدر {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170829121445/http://islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2008/04/22/62785.html |date=29 أغسطس 2017}}</ref>
ثم وقع الخلاف بين أيبك وزوجته شجر الدر بسبب تمرده عليها وعدم اشراكها في حكم [[مصر]]، وبسبب تخلصه من [[المماليك البحرية]]، ومما زاد الأمر سوءًا عزم أيبك الزواج من ابنة ملك الموصل [[بدر الدين لؤلؤ]]، فعزمت شجر الدر على قتل أيبك، وكان لها ما أرادت، وقَتل خمسة من غلمانها أيبك وهو في الحمام وكان ذلك في 655 هـ الموافق 1257، وبعد انتشار خبر وفاة الملك المعز، حاولت شجر الدر إخفاء واقعة القتل حيث ادعت أن أيبك وقع من فوق جواده، إلا أن مماليك السلطان المعز بقيادة الأمير قطز كشفوا حقيقة قتلها للسلطان، وقرروا قتلها.<ref>[ المسالك] مقتل شجر الدر فاروق عسكر، دليل مدينة القاهرة الجزء الثالث صفحة 222،224. {{مراجعة مرجع|تاريخ=أغسطس 2020}}</ref><ref>[http://islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2008/04/22/62785.html مفكرة الإسلام] مقتل شجر الدر {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170829121445/http://islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2008/04/22/62785.html |date=29 أغسطس 2017}}</ref>


=== علي بن المعز ===
=== علي بن المعز ===
سطر 72: سطر 72:
== تنصيبه سلطانًا لمصر ==
== تنصيبه سلطانًا لمصر ==


بعد قرابة ثلاث سنوات من حكم نور الدين علي بن أيبك مصر، بدأ صدى طبول الحروب التتارية يتردد على حدود [[مصر]]، واقتربت رياح الغزو التتري ل[[بلاد الشام]] ومصر، ولم يكن بوسع السلطان الصبي نور الدين علي أن يفعل شيءًا إزاء خطر [[تتار|التتار]] الداهم والقريب، الذي كان يقضي وقته في ركوب الحمير والتنزه في القلعة، واللعب بالحمام مع الخدم،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-35143/page-338 المكتبة الشاملة] كتاب المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305010351/http://shamela.ws/browse.php/book-35143/page-338 |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت صفحة 82</ref> ومع كل خبر جديد يصل عن وحشية التتار كانت الأحوال في مصر تزداد اضطرابًا، ومع اقتراب جحافل التتار من الشام أرسل [[الملك الناصر (توضيح)|الملك الناصر]] رساله حملها المؤرخ والفقيه كمال بن العديم إلى مصر يستنجد بعساكرها،<ref>السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 87</ref> ولما قدم ابن العديم إلى [[القاهرة]] عقد مجلس في القلعة حضره السلطان الصبي المنصور نور الدين علي، وحضره كبار أهل الرأي من العلماء والقضاة مثل قاضي القضاة بدر الدين حسن السنجاري، والشيخ [[العز بن عبد السلام]]، وكان من بين الحاضرين سيف الدين قطز، وكان هذا الاجتماع آخر خطوات قطز نحو وصوله لعرش مصر وقتال التتار، فقد استغل قطز اجتماع القلعة لخلع السلطان الصبي، وأخذ في الاجتماع يتحدث عن مساويء المنصور علي وقال{{اقتباس مضمن|لابد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو، والملك الصبي لايعرف تدبير الملك}}، وساعد قطز في الوصول لهدفه أن مساويء السلطان المنصور علي كانت قد زادت حتى انفض الجميع من حوله، واستهتر في اللعب وتحكمت أمه في أمره فاضطربت الأمور، وانتهز قطز الفرصة المناسبة عندما خرج أمراء المماليك البحرية والمعزية في رحلة صيد في منطقة العباسية في الشرقية وعلى رأسهم الأمير سيف الدين بهادر والأمير علم الدين سنجر الغتمي، وكان ذلك في يوم السبت [[24 ذو القعدة]] [[657 هـ]] الموافق [[1259]]، وقبض قطز على السلطان المنصور علي وعلى أخيه قاقان وعلى أمهما، واعتقلهم في أحد أبراج القلعة، وفي هذا اليوم انتهت مدة حكم السلطان المنصور علي والتي استمرت سنتين وثمانية أشهر وثلاثة أيام، وحين قدم المماليك من رحلة الصيد بقيادة سيف الدين بهادر وعلم الدين سنجر، أنكروا على قطز مافعله، فأخبرهم بخطر التتار القادم على بلاد الشام ومصر، وقال لهم: {{اقتباس مضمن|إني ماقصدت إلا أن نجتمع على قتال التتار، ولا يأتي ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم في السلطنة ماشئتم}}.<ref>السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 139</ref><ref>السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 86</ref>
بعد قرابة ثلاث سنوات من حكم نور الدين علي بن أيبك مصر، بدأ صدى طبول الحروب التتارية يتردد على حدود [[مصر]]، واقتربت رياح الغزو التتري ل[[بلاد الشام]] ومصر، ولم يكن بوسع السلطان الصبي نور الدين علي أن يفعل شيءًا إزاء خطر [[تتار|التتار]] الداهم والقريب، الذي كان يقضي وقته في ركوب الحمير والتنزه في القلعة، واللعب بالحمام مع الخدم،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-35143/page-338 المكتبة الشاملة] كتاب المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305010351/http://shamela.ws/browse.php/book-35143/page-338 |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت صفحة 82</ref> ومع كل خبر جديد يصل عن وحشية التتار كانت الأحوال في مصر تزداد اضطرابًا، ومع اقتراب جحافل التتار من الشام أرسل [[الملك الناصر (توضيح)|الملك الناصر]] رساله حملها المؤرخ والفقيه كمال بن العديم إلى مصر يستنجد بعساكرها،<ref>السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 87</ref> ولما قدم ابن العديم إلى [[القاهرة]] عقد مجلس في القلعة حضره السلطان الصبي المنصور نور الدين علي، وحضره كبار أهل الرأي من العلماء والقضاة مثل قاضي القضاة بدر الدين حسن السنجاري، والشيخ [[العز بن عبد السلام]]، وكان من بين الحاضرين سيف الدين قطز، وكان هذا الاجتماع آخر خطوات قطز نحو وصوله لعرش مصر وقتال التتار، فقد استغل قطز اجتماع القلعة لخلع السلطان الصبي، وأخذ في الاجتماع يتحدث عن مساوئ المنصور علي وقال{{اقتباس مضمن|لابد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو، والملك الصبي لايعرف تدبير الملك}}، وساعد قطز في الوصول لهدفه أن مساوئ السلطان المنصور علي كانت قد زادت حتى انفض الجميع من حوله، واستهتر في اللعب وتحكمت أمه في أمره فاضطربت الأمور، وانتهز قطز الفرصة المناسبة عندما خرج أمراء المماليك البحرية والمعزية في رحلة صيد في منطقة العباسية في الشرقية وعلى رأسهم الأمير سيف الدين بهادر والأمير علم الدين سنجر الغتمي، وكان ذلك في يوم السبت [[24 ذو القعدة]] [[657 هـ]] الموافق [[1259]]، وقبض قطز على السلطان المنصور علي وعلى أخيه قاقان وعلى أمهما، واعتقلهم في أحد أبراج القلعة، وفي هذا اليوم انتهت مدة حكم السلطان المنصور علي والتي استمرت سنتين وثمانية أشهر وثلاثة أيام، وحين قدم المماليك من رحلة الصيد بقيادة سيف الدين بهادر وعلم الدين سنجر، أنكروا على قطز ما فعله، فأخبرهم بخطر التتار القادم على بلاد الشام ومصر، وقال لهم: {{اقتباس مضمن|إني ماقصدت إلا أن نجتمع على قتال التتار، ولا يأتي ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم في السلطنة ماشئتم}}.<ref>السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 139</ref><ref>السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 86</ref>


=== ترتيب الوضع الداخلي ===
=== ترتيب الوضع الداخلي ===
سطر 86: سطر 86:


[[ملف:مخطوطة العز بن عبد السلام.png|230px|تصغير|يسار|تخطيط لاسم [[العز بن عبد السلام]] الذي أفتى بجواز فرض [[ضريبة|الضرائب]].]]
[[ملف:مخطوطة العز بن عبد السلام.png|230px|تصغير|يسار|تخطيط لاسم [[العز بن عبد السلام]] الذي أفتى بجواز فرض [[ضريبة|الضرائب]].]]
ثم واجهت قطز أزمة اقتصادية منعته من تجهيز الجيش المتجه لمواجهة التتار، فلابد من تجهيز الجيش المصري وإعداد التموين اللازم له، وإصلاح الجسور والقلاع والحصون، وإعداد العدة اللازمة للحرب، وليس هناك من الأموال ما تكفي لتأمين كل ذلك، فقام قطز بدعوة مجلسه الاستشاري ودعا إليه سلطان العلماء [[العز بن عبد السلام]]، اقترح قطز أن تفرض ضرائب لدعم الجيش، ولكن هذا القرار يحتاج فتوى شرعية، لأن المسلمين في دولة الإسلام لا يدفعون إلا الزكاة، <ref>[http://www.siraje.net/index.php/ثقافة-وأدب/أعلام-ومشاهير/122-2011-07-30-08-37-52 سيف الدين قُطُز: قهر المغول، وطعنه الرفاق] سراج {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200408013352/http://siraje.net/ |date=8 أبريل 2020}}</ref> عندها أفتى [[العز بن عبد السلام]] وقال: {{اقتباس مضمن|إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على العالم كله قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وتبيعوا مالكم من الحوائص - وهي حزام الرجل وحزام الدابة- المذَهَّبة والآلات النفيسة، ويقتصر كل الجند على مركوبه وسلاحه، ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ الأموال من العامة، مع بقايا في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا}}.<ref>[https://www.islamweb.net/ar/ramadan/index.php عين جالوت 658 هـ] إسلام ويب {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305011801/http://www.islamweb.net/ramadan/index.php?page=article&id=135228 |date=05 مارس 2016}}</ref> وقد بيَّن العز بن عبد السلام بأنه لا يجوز فرض ضرائب إلا بعد أن يتساوى الوزراء والأمراء مع العامة في الممتلكات، ويجهز الجيش بأموال الأمراء والوزراء، فإن لم تكفي هذه الأموال جاز هنا فرض الضرائب على الشعب بالقدر الذي يكفي لتجهيز الجيش، قبِل سيف الدين قطز فتوى [[العز بن عبد السلام]] وبدأ بنفسه وباع كل ما يملك وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك، فانصاع الجميع وامتثلوا أمره، فقد أحضر الأمراء كافة ما يملكون من مال وحلي نسائهم وأقسم كل واحد منهم أنه لا يملك شيئاً في الباطن، ولما جمعت هذه الأموال ضربت سكاً ونقداً وأنفقت في تجهيز الجيش،<ref>قصة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني، صفحة 284</ref> ولكن لم تكفي هذه الأموال في تغطية نفقة الجيش، فقرر قطز إقرار ضربية على كل رأس من أهل [[مصر]] و[[القاهرة]] من كبير وصغير ديناراً واحداً، وأَخذ من أجرة الأملاك شهراً واحداً، وأَخذ من أغنياء الناس والتجار [[زكاة]] أموالهم معجلاً، وأَخذ من الترك الأهلية ثلث المال، وأَخذ من الإيطان والسواقي أجرة شهر واحد، وبلغ جملة ما جمعه من الأموال أكثر من ستمائة ألف دينار.<ref>السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 113</ref>
ثم واجهت قطز أزمة اقتصادية منعته من تجهيز الجيش المتجه لمواجهة التتار، فلابد من تجهيز الجيش المصري وإعداد التموين اللازم له، وإصلاح الجسور والقلاع والحصون، وإعداد العدة اللازمة للحرب، وليس هناك من الأموال ما تكفي لتأمين كل ذلك، فقام قطز بدعوة مجلسه الاستشاري ودعا إليه سلطان العلماء [[العز بن عبد السلام]]، اقترح قطز أن تفرض ضرائب لدعم الجيش، ولكن هذا القرار يحتاج فتوى شرعية، لأن المسلمين في دولة الإسلام لا يدفعون إلا الزكاة، <ref>[http://www.siraje.net/index.php/ثقافة-وأدب/أعلام-ومشاهير/122-2011-07-30-08-37-52 سيف الدين قُطُز: قهر المغول، وطعنه الرفاق] سراج {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200408013352/http://siraje.net/ |date=8 أبريل 2020}}</ref> عندها أفتى [[العز بن عبد السلام]] وقال: {{اقتباس مضمن|إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على العالم كله قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وتبيعوا مالكم من الحوائص - وهي حزام الرجل وحزام الدابة- المذَهَّبة والآلات النفيسة، ويقتصر كل الجند على مركوبه وسلاحه، ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ الأموال من العامة، مع بقايا في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا}}.<ref>[https://www.islamweb.net/ar/ramadan/index.php عين جالوت 658 هـ] إسلام ويب {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305011801/http://www.islamweb.net/ramadan/index.php?page=article&id=135228 |date=05 مارس 2016}}</ref> وقد بيَّن العز بن عبد السلام بأنه لا يجوز فرض ضرائب إلا بعد أن يتساوى الوزراء والأمراء مع العامة في الممتلكات، ويجهز الجيش بأموال الأمراء والوزراء، فإن لم تكفِ هذه الأموال جاز هنا فرض الضرائب على الشعب بالقدر الذي يكفي لتجهيز الجيش، قبِل سيف الدين قطز فتوى [[العز بن عبد السلام]] وبدأ بنفسه وباع كل ما يملك وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك، فانصاع الجميع وامتثلوا أمره، فقد أحضر الأمراء كافة ما يملكون من مال وحلي نسائهم وأقسم كل واحد منهم أنه لا يملك شيئاً في الباطن، ولما جمعت هذه الأموال ضربت سكاً ونقداً وأنفقت في تجهيز الجيش،<ref>قصة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني، صفحة 284</ref> ولكن لم تكفِ هذه الأموال في تغطية نفقة الجيش، فقرر قطز إقرار ضربية على كل رأس من أهل [[مصر]] و[[القاهرة]] من كبير وصغير ديناراً واحداً، وأَخذ من أجرة الأملاك شهراً واحداً، وأَخذ من أغنياء الناس والتجار [[زكاة]] أموالهم معجلاً، وأَخذ من الترك الأهلية ثلث المال، وأَخذ من الإيطان والسواقي أجرة شهر واحد، وبلغ جملة ما جمعه من الأموال أكثر من ستمائة ألف دينار.<ref>السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 113</ref>


=== رسالة هولاكو لقطز ===
=== رسالة هولاكو لقطز ===
سطر 97: سطر 97:


=== معاهدة عكا ===
=== معاهدة عكا ===
اجتمع قطز مع مجلسه العسكري لبحث أفضل طريقة لحرب التتار، وعبَّر عن عزمه الخروج بجيش مصر لملاقاة التتار في [[فلسطين]] بدلاً من أن ينتظرهم في [[مصر]]، وبعد نقاش طويل دار في المجلس العسكري، أُقرت خطة سيف الدين قطز في السير إلى فلسطين، وفي أثناء تجهيز الجيش قام قطز بجهود حثيثة لتمهيد طريق الجيش للقاء [[تتار|التتار]]، فقد كانت هناك أجزاء من [[فلسطين]] وساحل [[البحر الأبيض المتوسط]] محتلة من قبل الإمارات الصليبية، ومنها إمارات [[عكا]] و[[حيفا]] وصور وصيدا واللاذفية وأنطاكية، وكانت أقوى هذه الإمارات الصليبية هي إمارة [[عكا]]، وهذه الإمارة تقع على طريق قطز وجيشه إذا أراد أن يحارب التتار في [[فلسطين]]، كان التفكير في أن قتال الصليبيين في عكا سيؤثر سلباً على جيش الإسلام في [[مصر]] المتوجه ل[[فلسطين]]، وفي نفس الوقت لا يستطيع قطز أن يحارب التتار في [[فلسطين]] دون الانتهاء من مشكلة [[حملات صليبية|الصليبيين]] في [[عكا]]، وجد قطز أن أفضل الحلول هو الإسراع بعقد معاهدة مع الصليبيين في عكا قبل أن يتحالف التتار معهم،<ref name="قصة الإسلام1">[http://islamstory.com/ar/الهدنة-بين-قطز-والصليبيين-في-عكا الهدنة بين قطز والصليبيين في عكا] قصة الإسلام {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161220204006/http://islamstory.com/ar/الهدنة-بين-قطز-والصليبيين-في-عكا |date=20 ديسمبر 2016}}</ref> قام قطز بإرسال سفارة إلى [[عكا]] للتباحث حول إمكانية عقد معاهدة سلام مؤقتة بين المسلمين والصليبيين، كان الهدف من المعاهدة هي تحييد جيش الصليبيين من جهه، وتأمين ظهر جيش مصر من جهة أخرى، جلس وفد قطز مع الأمراء الصليبيين للتباحث في أمر الهدنة، كان الصليبيين يخافون ألاّ يظفروا من المسلمين بعهد فينقلب عليهم المسلمين، ولذلك تقبلوا فكرة الهدنة بسرعة، وقبِل الطرفان فكرة الهدنة المؤقتة،<ref name="قصة الإسلام1"/> وأصر الوفد المسلم على أن تكون هذه الهدنة هدنة مؤقتة تنتهي بانتهاء حرب التتار، ومما اتفق عليه في الهدنة أن أي خيانة تحصل من قبل الصليبيين فسيترك المسلمين قتال التتار ويتوجهون إلى [[عكا]] لتحريرها، وأنه في حال انتصار المسلمين في قتال التتار فسيبيع المسلمون خيول التتار من أهل عكا بأسعار زهيدة، في حين تعهد الصليبيين في عكا بأن يسهموا في إمداد جيش المسلمين بالمؤن والطعام أثناء تواجده في فلسطين.<ref name="قصة الإسلام1"/>
اجتمع قطز مع مجلسه العسكري لبحث أفضل طريقة لحرب التتار، وعبَّر عن عزمه الخروج بجيش مصر لملاقاة التتار في [[فلسطين]] بدلاً من أن ينتظرهم في [[مصر]]، وبعد نقاش طويل دار في المجلس العسكري، أُقرت خطة سيف الدين قطز في السير إلى فلسطين، وفي أثناء تجهيز الجيش قام قطز بجهود حثيثة لتمهيد طريق الجيش للقاء [[تتار|التتار]]، فقد كانت هناك أجزاء من [[فلسطين]] وساحل [[البحر الأبيض المتوسط]] محتلة من قبل الإمارات الصليبية، ومنها إمارات [[عكا]] و[[حيفا]] وصور وصيدا واللاذفية وأنطاكية، وكانت أقوى هذه الإمارات الصليبية هي إمارة [[عكا]]، وهذه الإمارة تقع على طريق قطز وجيشه إذا أراد أن يحارب التتار في [[فلسطين]]، كان التفكير في أن قتال الصليبيين في عكا سيؤثر سلباً على جيش الإسلام في [[مصر]] المتوجه ل[[فلسطين]]، وفي نفس الوقت لا يستطيع قطز أن يحارب التتار في [[فلسطين]] دون الانتهاء من مشكلة [[حملات صليبية|الصليبيين]] في [[عكا]]، وجد قطز أن أفضل الحلول هو الإسراع بعقد معاهدة مع الصليبيين في عكا قبل أن يتحالف التتار معهم،<ref name="قصة الإسلام1">[http://islamstory.com/ar/الهدنة-بين-قطز-والصليبيين-في-عكا الهدنة بين قطز والصليبيين في عكا] قصة الإسلام {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161220204006/http://islamstory.com/ar/الهدنة-بين-قطز-والصليبيين-في-عكا |date=20 ديسمبر 2016}}</ref> قام قطز بإرسال سفارة إلى [[عكا]] للتباحث حول إمكانية عقد معاهدة سلام مؤقتة بين المسلمين والصليبيين، كان الهدف من المعاهدة هي تحييد جيش الصليبيين من جهة، وتأمين ظهر جيش مصر من جهة أخرى، جلس وفد قطز مع الأمراء الصليبيين للتباحث في أمر الهدنة، كان الصليبيين يخافون ألاّ يظفروا من المسلمين بعهد فينقلب عليهم المسلمين، ولذلك تقبلوا فكرة الهدنة بسرعة، وقبِل الطرفان فكرة الهدنة المؤقتة،<ref name="قصة الإسلام1"/> وأصر الوفد المسلم على أن تكون هذه الهدنة هدنة مؤقتة تنتهي بانتهاء حرب التتار، ومما اتفق عليه في الهدنة أن أي خيانة تحصل من قبل الصليبيين فسيترك المسلمين قتال التتار ويتوجهون إلى [[عكا]] لتحريرها، وأنه في حال انتصار المسلمين في قتال التتار فسيبيع المسلمون خيول التتار من أهل عكا بأسعار زهيدة، في حين تعهد الصليبيين في عكا بأن يسهموا في إمداد جيش المسلمين بالمؤن والطعام أثناء تواجده في فلسطين.<ref name="قصة الإسلام1"/>


=== معركة غزة ===
=== معركة غزة ===


بدأ جيش المسلمين في مصر بالتجمع في منطقة [[الصالحية (الشرقية)|الصالحية]] (تقع الآن في [[محافظة الشرقية]])، وهي منطقة صحراوية واسعة تستوعب الفرق العسكرية المختلفة، ثم توجه قطز بجيشه إلى [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]]، ثم سلك طريق الساحل الشمالي لسيناء بمحاذاة [[البحر الأبيض المتوسط]]، كان هذا التحرّك في أوائل شعبان 658 هـ / يوليو 1260م، كان قطز يتحرك على شكل الخطة التي سيواجه التتار بها، حيث أنه لا يتحرك إلاّ وقد رتّب جيشه بالترتيب الذي سيقاتل به العدو لو حدث قتال، وقد وضع على مقدمة جيشه ركن الدين بيبرس ليكون أول من يصطدم بالتتار، وكان سيف الدين قطز قد سلك في ترتيب جيشه خطةً جديدة، حيث كون في مقدمة الجيش فرقة كبيرة نسبياً على رأسها بيبرس، وجعل هذه الفرقة تتقدم كثيراً عن بقية الجيش التي تسير خلفها، وتظهر نفسها في تحركاتها، بينما يتخفي بقية الجيش في تحركاته، فإذا كان هناك جواسيس للتتار اعتقدوا أن مقدمة الجيش هي كل الجيش، فيكون استعدادهم على هذا الأساس، ثم يظهر بعد ذلك قطز على رأس الجيش الأساسي، وقد فاجأ التتار الذين لم يستعدوا له،<ref name="قصة الإسلام2"/> اجتاز بيبرس سيناء في 15 رجب 658 هـ / 26 يوليو 1260م، ودخل فلسطين وتبعه قطز بعد ذلك في سيره، واجتازوا [[رفح (توضيح)|رفح]] و[[خان يونس]] و[[دير البلح]] واقتربوا من [[غزة]] التي احتلها التتار في اجتياحهم للشام، اكتشفت عيون التتار مقدمة الجيش الإسلامي، واعتقدوا أن هذا هو جيش المسلمين كله، ونُقلت الأخبار إلى حامية غزة التترية، وأسرعت الحامية التترية للقاء بيبرس، وتم بينهما قتال سريع، جرى هذا القتال وجيش قطز الرئيسي ما زال يعبر حدود سيناء متوجهاً إلى غزة، وكانت مقدمة الجيش بقيادة [[الظاهر بيبرس]] مقدمة قوية وقائدها قائد بارع، والحامية التترية في غزة صغيرة نسبياً، وجيش المغول الرئيسي بقيادة [[كتبغا]] على مسافة كبيرة من [[غزة]] حيث يربض في [[وادي البقاع (لبنان)|سهل البقاع]]، فتم اللقاء في غزة بمعزل عن الجيوش الرئيسية للمسلمين والتتار، واستطاعت مقدمة جيش المسلمين أن تنتصر في هذه الموقعة الصغيرة، التي قُتل فيها بعض جنود الحامية التترية، وفرّ الباقون في اتجاه الشمال لينقلوا الأخبار إلى [[كتبغا]].<ref name="قصة الإسلام2"/><ref>السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 120</ref><ref>السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 114</ref>
بدأ جيش المسلمين في مصر بالتجمع في منطقة [[الصالحية (الشرقية)|الصالحية]] (تقع الآن في [[محافظة الشرقية]])، وهي منطقة صحراوية واسعة تستوعب الفرق العسكرية المختلفة، ثم توجه قطز بجيشه إلى [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]]، ثم سلك طريق الساحل الشمالي لسيناء بمحاذاة [[البحر الأبيض المتوسط]]، كان هذا التحرّك في أوائل شعبان 658 هـ / يوليو 1260م، كان قطز يتحرك على شكل الخطة التي سيواجه التتار بها، حيث أنه لا يتحرك إلاّ وقد رتّب جيشه بالترتيب الذي سيقاتل به العدو لو حدث قتال، وقد وضع على مقدمة جيشه ركن الدين بيبرس ليكون أول من يصطدم بالتتار، وكان سيف الدين قطز قد سلك في ترتيب جيشه خطةً جديدة، حيث كون في مقدمة الجيش فرقة كبيرة نسبياً على رأسها بيبرس، وجعل هذه الفرقة تتقدم كثيراً عن بقية الجيش التي تسير خلفها، وتظهر نفسها في تحركاتها، بينما يتخفى بقية الجيش في تحركاته، فإذا كان هناك جواسيس للتتار اعتقدوا أن مقدمة الجيش هي كل الجيش، فيكون استعدادهم على هذا الأساس، ثم يظهر بعد ذلك قطز على رأس الجيش الأساسي، وقد فاجأ التتار الذين لم يستعدوا له،<ref name="قصة الإسلام2"/> اجتاز بيبرس سيناء في 15 رجب 658 هـ / 26 يوليو 1260م، ودخل فلسطين وتبعه قطز بعد ذلك في سيره، واجتازوا [[رفح (توضيح)|رفح]] و[[خان يونس]] و[[دير البلح]] واقتربوا من [[غزة]] التي احتلها التتار في اجتياحهم للشام، اكتشفت عيون التتار مقدمة الجيش الإسلامي، واعتقدوا أن هذا هو جيش المسلمين كله، ونُقلت الأخبار إلى حامية غزة التترية، وأسرعت الحامية التترية للقاء بيبرس، وتم بينهما قتال سريع، جرى هذا القتال وجيش قطز الرئيسي ما زال يعبر حدود سيناء متوجهاً إلى غزة، وكانت مقدمة الجيش بقيادة [[الظاهر بيبرس]] مقدمة قوية وقائدها قائد بارع، والحامية التترية في غزة صغيرة نسبياً، وجيش المغول الرئيسي بقيادة [[كتبغا]] على مسافة كبيرة من [[غزة]] حيث يربض في [[وادي البقاع (لبنان)|سهل البقاع]]، فتم اللقاء في غزة بمعزل عن الجيوش الرئيسية للمسلمين والتتار، واستطاعت مقدمة جيش المسلمين أن تنتصر في هذه الموقعة الصغيرة، التي قُتل فيها بعض جنود الحامية التترية، وفرّ الباقون في اتجاه الشمال لينقلوا الأخبار إلى [[كتبغا]].<ref name="قصة الإسلام2"/><ref>السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 120</ref><ref>السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 114</ref>


=== معركة عين جالوت ===
=== معركة عين جالوت ===
سطر 133: سطر 133:
== مقتله ==
== مقتله ==
[[ملف:Baibar the first lion-01.svg|180px|تصغير|يسار|الأسد شعار الظاهر بيبرس.]]
[[ملف:Baibar the first lion-01.svg|180px|تصغير|يسار|الأسد شعار الظاهر بيبرس.]]
كانت نهاية سيف الدين قطز بعد معركة عين جالوت بخمسين يوم فقط،<ref name="السرجاني 366">قصة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني صفحة 366</ref> اتفق المؤرخون على أن قطز قتل وهو في طريق عودته من [[دمشق]] إلى [[القاهرة]] في منطقة تسمى [[الصالحية (الشرقية)|الصالحية]] . ولكنهم اختلفوا في من قتله، ومنهم من يقول أن مقتله كان على يد القائد المملوكي [[الظاهر بيبرس]]،<ref name="روي ابن خلدون في كتاب تاريخ ابن خلدون قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز">[http://www.siraje.net/index.php/%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1/122-2011-07-30-08-37-52 كتاب تاريخ ابن خلدون: قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز]، سراج نت، اطلع عليه في 13 مارس 2015. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140823051842/http://www.siraje.net:80/index.php/%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1/122-2011-07-30-08-37-52 |date=23 أغسطس 2014}}</ref><ref name="البداية والنهاية جزء 13 صفحة 222">البداية والنهاية، جزء 13، صفحة 222.</ref><ref name="تاريخ الخلفاء الجزء الأول صفحة 403">تاريخ الخلفاء، الجزء الأول، صفحة 403.</ref><ref>عين جالوت بقيادة الملك المظر قطز، الدكتور شوقي أبو خليل، صفحة 85.</ref><ref>السلطان قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصّلاّبي، مؤسسة إقرأ، صفحة 129.</ref> واختلف المؤرخون في سبب إقدام [[الظاهر بيبرس|بيبرس]] على قتل السلطان قطز، ف[[ابن خلدون]] في مقدمته يروي أن المماليك البحرية بقيادة بيبرس كانت تتحين الفرصة لقتل قطز لأخذ الثأر لمقتل أميرهم [[فارس الدين أقطاي الجمدار|فارس الدين أقطاي]]، الذي تولى قطز قتله في عهد السلطان [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]]، فلما غادر قطز [[دمشق]] وقرب من [[مصر]]، ذهب في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه المماليك وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً،<ref name="روي ابن خلدون في كتاب تاريخ ابن خلدون قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز" /> في حين يقول [[جلال الدين السيوطي]] في [[تاريخ الخلفاء (كتاب)|تاريخ الخلفاء]] أن قطز وعد بيبرس بإعطائه إمارة [[حلب]] ثم رجع قطز عن وعده، فتأثر بيبرس بذلك، ولما رجع قطز إلى [[مصر]] كان بيبرس قد أضمر الشر وأسر ذلك في نفسه، ثم اتفق بيبرس وجماعة من الأمراء على قتل المظفر فقتلوه في الطريق،<ref name="تاريخ الخلفاء الجزء الأول صفحة 403" /> أما المؤرخ [[قاسم عبده قاسم]] فقال أن بيبرس ظن أنه أحق بالعرش من قطز، لا سيما وأنه صاحب دور كبير في هزيمة [[الحملة الصليبية السابعة]] بقيادة الملك [[لويس التاسع]] قبل عشر سنوات في المنصورة، كما أنه لعب دوراً كبيراً في هزيمة المغول في عين جالوت، وأنه كان أول من ألحق بهم هزيمة عندما دمر طليعة الجيش المغولي، ثم طارد فلوله المنسحبة حتى أعالي بلاد الشام، وكان بيبرس ابن عصره، وكانت تلك هي الأفكار السياسية السائدة آنذاك، ولم تكن هناك مؤسسات شورية قوية في اختيار الحاكم، وغاب الفقه السياسي في الإسلام المتعلق باختيار السلطان أو الملك أو الحاكم، فأدى ذلك لقتل قطز،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-36512/page-127 السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت الطريق إلى عرش المماليك] المكتبة الشاملة {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304205857/http://shamela.ws/browse.php/book-36512/page-127 |date=04 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> يروي [[ابن خلدون]] في كتابه [[العبر وديوان المبتدأ والخبر|تاريخ ابن خلدون]] قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز:<ref name="روي ابن خلدون في كتاب تاريخ ابن خلدون قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز" />
كانت نهاية سيف الدين قطز بعد معركة عين جالوت بخمسين يوم فقط،<ref name="السرجاني 366">قصة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني صفحة 366</ref> اتفق المؤرخون على أن قطز قتل وهو في طريق عودته من [[دمشق]] إلى [[القاهرة]] في منطقة تسمى [[الصالحية (الشرقية)|الصالحية]]. ولكنهم اختلفوا في من قتله، ومنهم من يقول أن مقتله كان على يد القائد المملوكي [[الظاهر بيبرس]]،<ref name="روي ابن خلدون في كتاب تاريخ ابن خلدون قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز">[http://www.siraje.net/index.php/%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1/122-2011-07-30-08-37-52 كتاب تاريخ ابن خلدون: قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز]، سراج نت، اطلع عليه في 13 مارس 2015. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140823051842/http://www.siraje.net:80/index.php/%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1/122-2011-07-30-08-37-52 |date=23 أغسطس 2014}}</ref><ref name="البداية والنهاية جزء 13 صفحة 222">البداية والنهاية، جزء 13، صفحة 222.</ref><ref name="تاريخ الخلفاء الجزء الأول صفحة 403">تاريخ الخلفاء، الجزء الأول، صفحة 403.</ref><ref>عين جالوت بقيادة الملك المظر قطز، الدكتور شوقي أبو خليل، صفحة 85.</ref><ref>السلطان قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصّلاّبي، مؤسسة إقرأ، صفحة 129.</ref> واختلف المؤرخون في سبب إقدام [[الظاهر بيبرس|بيبرس]] على قتل السلطان قطز، ف[[ابن خلدون]] في مقدمته يروي أن المماليك البحرية بقيادة بيبرس كانت تتحين الفرصة لقتل قطز لأخذ الثأر لمقتل أميرهم [[فارس الدين أقطاي الجمدار|فارس الدين أقطاي]]، الذي تولى قطز قتله في عهد السلطان [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]]، فلما غادر قطز [[دمشق]] وقرب من [[مصر]]، ذهب في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه المماليك وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً،<ref name="روي ابن خلدون في كتاب تاريخ ابن خلدون قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز" /> في حين يقول [[جلال الدين السيوطي]] في [[تاريخ الخلفاء (كتاب)|تاريخ الخلفاء]] أن قطز وعد بيبرس بإعطائه إمارة [[حلب]] ثم رجع قطز عن وعده، فتأثر بيبرس بذلك، ولما رجع قطز إلى [[مصر]] كان بيبرس قد أضمر الشر وأسر ذلك في نفسه، ثم اتفق بيبرس وجماعة من الأمراء على قتل المظفر فقتلوه في الطريق،<ref name="تاريخ الخلفاء الجزء الأول صفحة 403" /> أما المؤرخ [[قاسم عبده قاسم]] فقال أن بيبرس ظن أنه أحق بالعرش من قطز، لا سيما وأنه صاحب دور كبير في هزيمة [[الحملة الصليبية السابعة]] بقيادة الملك [[لويس التاسع]] قبل عشر سنوات في المنصورة، كما أنه لعب دوراً كبيراً في هزيمة المغول في عين جالوت، وأنه كان أول من ألحق بهم هزيمة عندما دمر طليعة الجيش المغولي، ثم طارد فلوله المنسحبة حتى أعالي بلاد الشام، وكان بيبرس ابن عصره، وكانت تلك هي الأفكار السياسية السائدة آنذاك، ولم تكن هناك مؤسسات شورية قوية في اختيار الحاكم، وغاب الفقه السياسي في الإسلام المتعلق باختيار السلطان أو الملك أو الحاكم، فأدى ذلك لقتل قطز،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-36512/page-127 السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت الطريق إلى عرش المماليك] المكتبة الشاملة {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304205857/http://shamela.ws/browse.php/book-36512/page-127 |date=04 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> يروي [[ابن خلدون]] في كتابه [[العبر وديوان المبتدأ والخبر|تاريخ ابن خلدون]] قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز:<ref name="روي ابن خلدون في كتاب تاريخ ابن خلدون قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز" />


{{اقتباس مضمن|كان البحرية من حين مقتل أميرهم أقطاي الجامدار يتحينون لأخذ ثأره وكان قطز هو الذي تولى قتله، ولما سار إلى التتر ذهل كل منهم عن شأنه، وجاء البحرية من القفر هاربين من المغيث صاحب الكرك فوثقوا لأنفسهم من السلطان قطز أحوج ما كان إلى أمثالهم من المدافعة عن الإسلام وأهله فأمنهم واشتمل عليهم وشهدوا معه واقعة التتر على عين جالوت وأبلغوا فيها والمقدمون فيهم يومئذ بيبرس البندقداري وأنز الأصبهاني وبلبان الرشيدي وبكتون الجوكنداري وبندوغز التركي. فلما انهزم التتر من الشام واستولوا عليه وحسر ذلك المدّ وأفرج عن الخائفين الروع عاد هؤلاء البحرية إلى ديدنهم من الترصد لثأر أقطاي، فلما قفل قطز من دمشق سنة ثمان وخمسين (سنة 658 هـ) أجمعوا أن يبرزوا به في طريقهم، فلما قارب مصر ذهب في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه وتقدم إليه أنز شفيعاً في بعض أصحابه، فشفعه فأهوى يقبل يده فأمسكها، وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً لليدين والفم، ورشقه الآخرون بالسهام فقتلوه وتبادروا إلى المخيم، وقام دون فارس الدين أقطاي على ابن المعزّ أيبك وسأل من تولى قتله منكم فقالوا بيبرس فبايع له واتبعه أهل المعسكر ولقبوه بـالقاهر، وبعثوا بالخبر إلى القلعة بمصر فأخذ له البيعة على من هناك، ووصل القاهر منتصف ذي القعدة من السنة فجلس على كرسيه ولكنه غير لقبه الي الظاهر خوفاً من شؤم لقب القاهر واستخلف الناس على طبقاتهم وكتب إلى الأقطار بذلك. ورتب الوظائف وولى الأمراء.}}
{{اقتباس مضمن|كان البحرية من حين مقتل أميرهم أقطاي الجامدار يتحينون لأخذ ثأره وكان قطز هو الذي تولى قتله، ولما سار إلى التتر ذهل كل منهم عن شأنه، وجاء البحرية من القفر هاربين من المغيث صاحب الكرك فوثقوا لأنفسهم من السلطان قطز أحوج ما كان إلى أمثالهم من المدافعة عن الإسلام وأهله فأمنهم واشتمل عليهم وشهدوا معه واقعة التتر على عين جالوت وأبلغوا فيها والمقدمون فيهم يومئذ بيبرس البندقداري وأنز الأصبهاني وبلبان الرشيدي وبكتون الجوكنداري وبندوغز التركي. فلما انهزم التتر من الشام واستولوا عليه وحسر ذلك المدّ وأفرج عن الخائفين الروع عاد هؤلاء البحرية إلى ديدنهم من الترصد لثأر أقطاي، فلما قفل قطز من دمشق سنة ثمان وخمسين (سنة 658 هـ) أجمعوا أن يبرزوا به في طريقهم، فلما قارب مصر ذهب في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه وتقدم إليه أنز شفيعاً في بعض أصحابه، فشفعه فأهوى يقبل يده فأمسكها، وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً لليدين والفم، ورشقه الآخرون بالسهام فقتلوه وتبادروا إلى المخيم، وقام دون فارس الدين أقطاي على ابن المعزّ أيبك وسأل من تولى قتله منكم فقالوا بيبرس فبايع له واتبعه أهل المعسكر ولقبوه بـالقاهر، وبعثوا بالخبر إلى القلعة بمصر فأخذ له البيعة على من هناك، ووصل القاهر منتصف ذي القعدة من السنة فجلس على كرسيه ولكنه غير لقبه الي الظاهر خوفاً من شؤم لقب القاهر واستخلف الناس على طبقاتهم وكتب إلى الأقطار بذلك. ورتب الوظائف وولى الأمراء.}}
سطر 155: سطر 155:
== دينار قطز ==
== دينار قطز ==


وُجد دينار من [[ذهب|الذهب]] بكتابة نسخية باسم المظفر قطز، عليه كتابة على كل من الوجه والظهر تحمل اسم السلطان المظفر سيف الدنيا والدين قطز، ضرب هذا الدينار في [[الإسكندرية]] التي كانت مركزًا تجاريًا هامًا في [[الدولة الفاطمية|العصر الفاطمي]] و[[الدولة المملوكية|العصر المملوكي]]، يوجد الدينار الآن في متحف الفن الإسلامى في [[القاهرة]] عاصمة [[مصر]]، ويحمل الدينار رقم 16412.<ref>[http://prototype.memoryarabworld.net/Artifacts/SearchByArtifact.aspx?Artifact_ID=126 دينار قطز] ذاكرة العالم العربي {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150722172308/http://prototype.memoryarabworld.net/Artifacts/SearchByArtifact.aspx?Artifact_ID=126 |date=22 يوليو 2015}}</ref>
وُجد دينار من [[ذهب|الذهب]] بكتابة نسخية باسم المظفر قطز، عليه كتابة على كل من الوجه والظهر تحمل اسم السلطان المظفر سيف الدنيا والدين قطز، ضرب هذا الدينار في [[الإسكندرية]] التي كانت مركزًا تجاريًا هامًا في [[الدولة الفاطمية|العصر الفاطمي]] و[[الدولة المملوكية|العصر المملوكي]]، يوجد الدينار الآن في متحف الفن الإسلامي في [[القاهرة]] عاصمة [[مصر]]، ويحمل الدينار رقم 16412.<ref>[http://prototype.memoryarabworld.net/Artifacts/SearchByArtifact.aspx?Artifact_ID=126 دينار قطز] ذاكرة العالم العربي {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150722172308/http://prototype.memoryarabworld.net/Artifacts/SearchByArtifact.aspx?Artifact_ID=126 |date=22 يوليو 2015}}</ref>


== قطز في الأدب والسينما والتلفزيون ==
== قطز في الأدب والسينما والتلفزيون ==
سطر 167: سطر 167:
=== في السينما والتلفزيون ===
=== في السينما والتلفزيون ===


* [[وا إسلاماه (فيلم)|وا إسلاماه]]: عام 1962 فيلم سينمائي من إنتاج مشترك بين مصر وإيطاليا، يحكي أحداث معركة عين جالوت، قام بدور قطز الممثل المصري [[أحمد مظهر]] .
* [[وا إسلاماه (فيلم)|وا إسلاماه]]: عام 1962 فيلم سينمائي من إنتاج مشترك بين مصر وإيطاليا، يحكي أحداث معركة عين جالوت، قام بدور قطز الممثل المصري [[أحمد مظهر]].
* [[الفرسان (مسلسل)|الفرسان]]: عام 1995 مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول مصر أثناء فترة هجوم التتار عليها، كما يتناول المسلسل هزيمة التتار في عين جالوت، قام بدور قطز [[أحمد عبد العزيز (ممثل)|أحمد عبد العزيز]] .
* [[الفرسان (مسلسل)|الفرسان]]: عام 1995 مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول مصر أثناء فترة هجوم التتار عليها، كما يتناول المسلسل هزيمة التتار في عين جالوت، قام بدور قطز [[أحمد عبد العزيز (ممثل)|أحمد عبد العزيز]].
* [[الظاهر بيبرس (مسلسل)|الظاهر بيبرس]]: عام 2005 مسلسل يحكي قصة حياة بيبرس، وما دار من أحداث في معركة عين جالوت، قام بدور قطز الممثل [[باسل خياط]].
* [[الظاهر بيبرس (مسلسل)|الظاهر بيبرس]]: عام 2005 مسلسل يحكي قصة حياة بيبرس، وما دار من أحداث في معركة عين جالوت، قام بدور قطز الممثل [[باسل خياط]].
* [[على باب مصر (مسلسل)|على باب مصر]]:عام 2006 مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول مصر أثناء فترة هجوم التتار عليها، كما يتناول المسلسل هزيمة التتار في عين جالوت، قام بدور قطز [[حسام فارس]].
* [[على باب مصر (مسلسل)|على باب مصر]]:عام 2006 مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول مصر أثناء فترة هجوم التتار عليها، كما يتناول المسلسل هزيمة التتار في عين جالوت، قام بدور قطز [[حسام فارس]].

قائمة التصفح