فتح القسطنطينية: الفرق بين النسختين

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
لا يوجد ملخص تحرير
(الرجوع عن تعديل معلق واحد من 92.99.201.100 إلى نسخة 64981906 من InternetArchiveBot.)
 
طلا ملخص تعديل
 
سطر 183: سطر 183:
=== 18 جمادى الأولى 857هـ \ 26 أيَّار (مايو) 1453م ===
=== 18 جمادى الأولى 857هـ \ 26 أيَّار (مايو) 1453م ===
[[ملف:Eyupsultan5.JPG|تصغير|يمين|[[جامع أيوب سلطان|تُربة (ضريح) الصَّحابي أبو أيّوب الأنصاري]] كما تبدو اليوم. اكتشف السُلطان مُحمَّد والشيخ آق شمس الدين هذا القبر أثناء حصار القسطنطينيَّة.]]
[[ملف:Eyupsultan5.JPG|تصغير|يمين|[[جامع أيوب سلطان|تُربة (ضريح) الصَّحابي أبو أيّوب الأنصاري]] كما تبدو اليوم. اكتشف السُلطان مُحمَّد والشيخ آق شمس الدين هذا القبر أثناء حصار القسطنطينيَّة.]]
في هذا اليوم حضر من المجر وفدٌ كبير يحملُ رسالةً إلى السُلطان مُحمَّد باسم العالم المسيحيّ، وهدَّد بأنَّ أُسطول البُندقيَّة (الذي كان سيِّد [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المُتوسّط]] في ذلك الزمن) مُعززًا بأساطيل أوروپَّا المُختلفة، على وشك اجتياز مضيق [[جنق قلعة|چنق قلعة]]، وأنَّ جيشًا مسيحيًّا كبيرًا أكمل استعداداته الأخيرة لاجتياز الطونة (الدانوب) نحو الجنوب. وفي الوقت نفسه، كان أمير القرمان إبراهيم بك قد اتفق مع البنادقة على ضرب العُثمانيين ضربةً خلفيَّةً من الأناضول حالما يعترض الجيش المسيحيّ من الشمال. بناءً على هذه المُعطيات عقد السُلطان مُحمَّد مجلسه الحربي للمرَّة الأخيرة للاستماع لرأي القادة والوزراء والمُستشارين، فكرر الصدر الأعظم خليل جندرلي باشا نصيحته للسُلطان بأنَّهُ يرى فرض شروطه ورفع الحصار. عارض الشيخ آق شمسُ الدين ذلك بشدَّة مُعلنًا أنَّه رأى في منامه بشارة فتح القسطنطينيَّة على يد السُلطان، وتلا عليه حديث الرسول مُحمَّد الخاص بالفتح: {{اقتباس مضمن|لتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ}}.<ref name="يلماز5"/> وزاد قائلًا: {{اقتباس مضمن|يَجِبُ الاسْتِمْرَارِ فِي الحَرْبِ، وبِالغَايَةِ الصَّمَدَانِيَّةِ سيَكُونُ لنا النَّصرُ والظَّفرُ}}.<ref>{{استشهاد بكتاب | الأخير = الرشيدي| الأول = سالم| سنة = [[1989]] | عنوان =مُحمَّد الفاتح| ناشر = مكتبة الإرشاد| مكان = [[جدة|جدَّة]]-[[السعودية]]| طبعة= الثالثة|صفحة=122}}</ref> كما قال أنَّه رأى الصَّحابي [[أبو أيوب الأنصاري|أبا أيّوب الأنصاري]] في منامه يُخبره عن [[جامع أيوب سلطان|موضع قبره]]، وسواء كانت هذه النُقطة الأخيرة صحيحة أم بالغ فيها المؤرخون العُثمانيّون، فإنَّ السُلطان والشيخ آق شمسُ الدين عثرا فعلًا على قبر الصحابي سالف الذِكر، وكانت معالمه قد طُمست وانهارت القبَّة التي بناها فوقه قيصر الروم طيباريوس{{للهامش|3}}،<ref>[http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/posts/119240 الموقع الرسمي للأستاذ الدكتور سيِّد علي إسماعيل، أستاذ الأدب والنقد الحديث بقسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب جامعة حلوان: الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري: التاريخ والمسجد والمعتقد.] نقلًا عن مجلَّة تُراث الإماراتيَّة، عدد 127 – مارس 2010 – ص 134 – 141 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170503061128/http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/posts/119240 |date=03 مايو 2017}}</ref> فأمر السُلطان بتنظيم الحراسة على القبر بعد أن تذكّر حديث الرسول مُحمَّد لأبي أيّوب: {{اقتباس مضمن|حَرَسَكَ اللهُ حَياًّ وَمَيِّتاً}}.<ref>[https://www.dr-mahmoud.com/content/view/298/39/ الموقع الرسمي للدكتور محمود السيَّد الدُغيم]: الأيوبيّون، وأبو أيوب الأنصاري{{رضي الله عنه}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171023230538/http://www.dr-mahmoud.com/content/view/298/39/ |date=23 أكتوبر 2017}}</ref>
في هذا اليوم حضر من المجر وفدٌ كبير يحملُ رسالةً إلى السُلطان مُحمَّد باسم العالم المسيحيّ، وهدَّد بأنَّ أُسطول البُندقيَّة (الذي كان سيِّد [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المُتوسّط]] في ذلك الزمن) مُعززًا بأساطيل أوروپَّا المُختلفة، على وشك اجتياز مضيق [[جنق قلعة|چنق قلعة]]، وأنَّ جيشًا مسيحيًّا كبيرًا أكمل استعداداته الأخيرة لاجتياز الطونة (الدانوب) نحو الجنوب. وفي الوقت نفسه، كان أمير القرمان إبراهيم بك قد اتفق مع البنادقة على ضرب العُثمانيين ضربةً خلفيَّةً من الأناضول حالما يعترض الجيش المسيحيّ من الشمال. بناءً على هذه المُعطيات عقد السُلطان مُحمَّد مجلسه الحربي للمرَّة الأخيرة للاستماع لرأي القادة والوزراء والمُستشارين، فكرر الصدر الأعظم خليل جندرلي باشا نصيحته للسُلطان بأنَّهُ يرى فرض شروطه ورفع الحصار. عارض الشيخ آق شمسُ الدين ذلك بشدَّة مُعلنًا أنَّه رأى في منامه بشارة فتح القسطنطينيَّة على يد السُلطان، وتلا عليه حديث الرسول مُحمَّد الخاص بالفتح: {{اقتباس مضمن|لتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ}}.<ref name="يلماز5"/> وزاد قائلًا: {{اقتباس مضمن|يَجِبُ الاسْتِمْرَارِ فِي الحَرْبِ، وبِالغَايَةِ الصَّمَدَانِيَّةِ سيَكُونُ لنا النَّصرُ والظَّفرُ}}.<ref>{{استشهاد بكتاب | الأخير = الرشيدي| الأول = سالم| سنة = [[1989]] | عنوان =مُحمَّد الفاتح| ناشر = مكتبة الإرشاد| مكان = [[جدة|جدَّة]]-[[السعودية]]| طبعة= الثالثة|صفحة=122}}</ref> كما قال أنَّه رأى الصَّحابي [[أبو أيوب الأنصاري|أبا أيّوب الأنصاري]] في منامه يُخبره عن [[جامع أيوب سلطان|موضع قبره]]، وسواء كانت هذه النُقطة الأخيرة صحيحة أم بالغ فيها المؤرخون العُثمانيّون، فإنَّ السُلطان والشيخ آق شمسُ الدين عثرا فعلًا على قبر الصحابي سالف الذِكر، وكانت معالمه قد طُمست وانهارت القبَّة التي بناها فوقه قيصر الروم طيباريوس{{للهامش|3}}،<ref>[http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/posts/119240 الموقع الرسمي للأستاذ الدكتور سيِّد علي إسماعيل، أستاذ الأدب والنقد الحديث بقسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب جامعة حلوان: الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري: التاريخ والمسجد والمعتقد.] نقلًا عن مجلَّة تُراث الإماراتيَّة، عدد 127 – مارس 2010 – ص 134 – 141 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170503061128/http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/posts/119240 |date=03 مايو 2017}}</ref> فأمر السُلطان بتنظيم الحراسة على القبر بعد أن تذكّر حديث الرسول مُحمَّد لأبي أيّأرابيكا: {{اقتباس مضمن|حَرَسَكَ اللهُ حَياًّ وَمَيِّتاً}}.<ref>[https://www.dr-mahmoud.com/content/view/298/39/ الموقع الرسمي للدكتور محمود السيَّد الدُغيم]: الأيوبيّون، وأبو أيوب الأنصاري{{رضي الله عنه}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171023230538/http://www.dr-mahmoud.com/content/view/298/39/ |date=23 أكتوبر 2017}}</ref>


=== 19 جمادى الأولى 857هـ \ 27 أيَّار (مايو) 1453م ===
=== 19 جمادى الأولى 857هـ \ 27 أيَّار (مايو) 1453م ===
سطر 274: سطر 274:
|صحيفة = in The Patriarchate of Constantinople in Context and Comparisoncommunications and Data networks: Analysis and design
|صحيفة = in The Patriarchate of Constantinople in Context and Comparisoncommunications and Data networks: Analysis and design
|عنوان= The Patriarch of Constantinople and the last days of Byzantium
|عنوان= The Patriarch of Constantinople and the last days of Byzantium
|سنة= 2017
|شهر= 11
|صفحة= 9-16
|صفحة= 9-16
| ناشر = Verlag der Österreichischen Akademie der Wissenschaften
| ناشر = Verlag der Österreichischen Akademie der Wissenschaften
| isbn = 9783700179733
| isbn = 9783700179733
}}</ref>
|تاريخ=11-2017}}</ref>
* {{هامش|8}} جاء في فرمان السُلطان مُحمَّد الفاتح المُوجَّه إلى اليهود والنصارى من أبناء المدينة: {{اقتباس مضمن|لِيَعش اليهودُ فيها وليأكلوا من أرضها، ويستوطنوا أفضل أماكنها، وينعموا بثروة البلاد من أنعام وفضَّة وذهب، وليرتقوا منزلة العرش العالي}}. رحَّب السُلطان مُحمَّد باليهود في القُسطنطينيَّة، وسمح لهم بالهجرة من مناطق أُخرى غيرها إليها، فجاء اليهود من [[إسكوبية|اسكوب]]، و[[سالونيك]]، و[[بورصة (مدينة)|بروسة]]، وخاص كوي - وكُلَّها مُدن وبلدات عُثمانيَّة - وتأججت المدينة بعدد كبير من اليهود. كانت قوانين الدولة العُثمانيَّة - بصفتها إسلاميَّة - تُحرِّم وضع صور على جُدران دور العبادة، ولكن الفاتح لم يجد حرجًا من ذلك ولا مُعارضة مع نصوص الشريعة الإسلاميَّة، فأباح لليهود وضع الصور في الكُنس وعلى جُدرانها وفي بيوتهم. وأن يقرؤوا [[التوراة|توراتهم]] في الطُرقات بشكلٍ علنيّ كما يفعل المُسلمون في مساجدهم وطُرقاتهم.<ref>{{استشهاد بكتاب| الأخير = النعيمي | الأول = أحمد نوري | سنة = 1995 | عنوان = اليهود والدولة العُثمانيَّة | ناشر = مؤسسة الرسالة| مكان = بيروت - لبنان | صفحات= 27-28، و33، 35، 37}}</ref>
* {{هامش|8}} جاء في فرمان السُلطان مُحمَّد الفاتح المُوجَّه إلى اليهود والنصارى من أبناء المدينة: {{اقتباس مضمن|لِيَعش اليهودُ فيها وليأكلوا من أرضها، ويستوطنوا أفضل أماكنها، وينعموا بثروة البلاد من أنعام وفضَّة وذهب، وليرتقوا منزلة العرش العالي}}. رحَّب السُلطان مُحمَّد باليهود في القُسطنطينيَّة، وسمح لهم بالهجرة من مناطق أُخرى غيرها إليها، فجاء اليهود من [[إسكوبية|اسكوب]]، و[[سالونيك]]، و[[بورصة (مدينة)|بروسة]]، وخاص كوي - وكُلَّها مُدن وبلدات عُثمانيَّة - وتأججت المدينة بعدد كبير من اليهود. كانت قوانين الدولة العُثمانيَّة - بصفتها إسلاميَّة - تُحرِّم وضع صور على جُدران دور العبادة، ولكن الفاتح لم يجد حرجًا من ذلك ولا مُعارضة مع نصوص الشريعة الإسلاميَّة، فأباح لليهود وضع الصور في الكُنس وعلى جُدرانها وفي بيوتهم. وأن يقرؤوا [[التوراة|توراتهم]] في الطُرقات بشكلٍ علنيّ كما يفعل المُسلمون في مساجدهم وطُرقاتهم.<ref>{{استشهاد بكتاب| الأخير = النعيمي | الأول = أحمد نوري | سنة = 1995 | عنوان = اليهود والدولة العُثمانيَّة | ناشر = مؤسسة الرسالة| مكان = بيروت - لبنان | صفحات= 27-28، و33، 35، 37}}</ref>
* {{هامش|9}} جرجس ديتريبيزوندي هو مُفكّر وفيلسوف يوناني من مواليد جزيرة [[كريت]]. سافر إلى [[إيطاليا]] وتعلَّم هُناك واعتنق المذهب الكاثوليكي، لكنَّه اختلف مع المسؤولين في الدوائر البابويَّة وزُجَّ به في السجن، ثُمَّ فرَّ إلى [[نابولي|ناپولي]] حيثُ حظي بحماية أميرها. وبعد قلقٍ وحيرة واضحين عقب سُقوط القسطنطينيَّة اختمرت في رأسه فكرة دعوة السُلطان العُثماني إلى تحقيق الوحدة الإسلاميَّة - المسيحيَّة، فأرسل إليه كتابًا عنوانه «في حقيقة إيمان المسيحيين».
* {{هامش|9}} جرجس ديتريبيزوندي هو مُفكّر وفيلسوف يوناني من مواليد جزيرة [[كريت]]. سافر إلى [[إيطاليا]] وتعلَّم هُناك واعتنق المذهب الكاثوليكي، لكنَّه اختلف مع المسؤولين في الدوائر البابويَّة وزُجَّ به في السجن، ثُمَّ فرَّ إلى [[نابولي|ناپولي]] حيثُ حظي بحماية أميرها. وبعد قلقٍ وحيرة واضحين عقب سُقوط القسطنطينيَّة اختمرت في رأسه فكرة دعوة السُلطان العُثماني إلى تحقيق الوحدة الإسلاميَّة - المسيحيَّة، فأرسل إليه كتابًا عنوانه «في حقيقة إيمان المسيحيين».

قائمة التصفح