اللغة السريانية: الفرق بين النسختين

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
لا يوجد ملخص تحرير
ط (بوت: إصلاح أخطاء فحص أرابيكا من 1 إلى 104)
 
طلا ملخص تعديل
 
سطر 12: سطر 12:
[[ملف:Shem, Ham and Japheth.jpg|يسار|250بك|تصغير|أبناء [[نوح]]: [[سام]] <small>(اليسار)</small>، [[حام]] <small>(وسط)</small> و[[يافث]] <small>(يمين)</small>: اشتقت [[بلاد الشام]] اسمها من [[سام]] في حين اشتقت [[اللغة الآرامية|الآرامية]] اسمها من ابنه آرام. بريشة جيمس تيسوت، [[1904]].]]
[[ملف:Shem, Ham and Japheth.jpg|يسار|250بك|تصغير|أبناء [[نوح]]: [[سام]] <small>(اليسار)</small>، [[حام]] <small>(وسط)</small> و[[يافث]] <small>(يمين)</small>: اشتقت [[بلاد الشام]] اسمها من [[سام]] في حين اشتقت [[اللغة الآرامية|الآرامية]] اسمها من ابنه آرام. بريشة جيمس تيسوت، [[1904]].]]


يتفق أغلب الأكاديميين أن لفظتي سرياني ({{ط|ܣܘܪܝܐ}} وهي نفسها {{ط|سوري}}) أطلقها الإغريق القدماء على الآشوريين<ref name="ttaasa">[http://www.aina.org/articles/ttaasa.pdf THE TERMS “ASSYRIA” AND “SYRIA” AGAIN]، ROBERT ROLLINGER, Leopold-Franzens-Universität, Innsbruck {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171010105118/http://www.aina.org/articles/ttaasa.pdf |date=10 أكتوبر 2017}}</ref><ref>{{استشهاد ويب |الأول=John |الأخير=Joseph |مؤلف-وصلة= |مؤلف= |المؤلفون= |عنوان=Assyria and Syria: Synonyms?|مسار=http://www.jaas.org/edocs/v11n2/JohnJoseph.pdf |صيغة=PDF |عمل= |ناشر= |المعرف= |صفحات= |تاريخ=2008 |تاريخ الوصول= |اقتباس=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190412150226/http://www.jaas.org/edocs/v11n2/JohnJoseph.pdf | تاريخ أرشيف = 12 أبريل 2019 }}</ref><ref name="Richard Nelson Frye Syria and Assyria">{{استشهاد بدورية محكمة
يتفق أغلب الأكاديميين أن لفظتي سرياني ({{ط|ܣܘܪܝܐ}} وهي نفسها {{ط|سوري}}) أطلقها الإغريق القدماء على الآشوريين<ref name="ttaasa">[http://www.aina.org/articles/ttaasa.pdf THE TERMS “ASSYRIA” AND “SYRIA” AGAIN]، ROBERT ROLLINGER, Leopold-Franzens-Universität, Innsbruck {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171010105118/http://www.aina.org/articles/ttaasa.pdf |date=10 أكتوبر 2017}}</ref><ref>{{استشهاد ويب |الأول=John |الأخير=Joseph |عنوان=Assyria and Syria: Synonyms?|مسار=http://www.jaas.org/edocs/v11n2/JohnJoseph.pdf |صيغة=PDF |تاريخ=2008 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190412150226/http://www.jaas.org/edocs/v11n2/JohnJoseph.pdf | تاريخ أرشيف = 12 أبريل 2019 }}</ref><ref name="Richard Nelson Frye Syria and Assyria">{{استشهاد بدورية محكمة
| quotes =
  | مؤلف = Frye, R. N.
  | مؤلف = Frye, R. N.
| تاريخ =
| سنة = 1992
| شهر = October
  | عنوان = Assyria and Syria: Synonyms
  | عنوان = Assyria and Syria: Synonyms
  | صحيفة = Journal of Near Eastern Studies
  | صحيفة = Journal of Near Eastern Studies
سطر 24: سطر 20:
  | صفحات = 281–285
  | صفحات = 281–285
  | ناشر = <!-- reprinted in Journal of the Assyrian Academic Studies 1997, Vol. 11, No. 2, pp. 30-36 -->
  | ناشر = <!-- reprinted in Journal of the Assyrian Academic Studies 1997, Vol. 11, No. 2, pp. 30-36 -->
| مكان =
| issn =
  | doi = 10.1086/373570
  | doi = 10.1086/373570
| bibcode =
| oclc =
| المعرف =
  | مسار = http://www.jaas.org/edocs/v11n2/frye.pdf
  | مسار = http://www.jaas.org/edocs/v11n2/frye.pdf
  | صيغة = PDF
  | صيغة = PDF
  | تاريخ الوصول =
  |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20171010103659/http://www.jaas.org/edocs/v11n2/frye.pdf|تاريخ أرشيف=2017-10-10|تاريخ=October-1992}} pp. 281-285</ref> حيث أسقطوا الألف في آشور (Ασσυρία، {{نسخ|el|ar|أسّوريا}}) لتصبح سوريا (Συρία، {{نسخ|el|ar|سوريا}}) واستعمل [[هيرودوت|هيرودتوس]] لفظة سوريا أو «سيريا» في كتاباته للإشارة إلى الأجزاء الغربية من [[آشور|الإمبراطورية الآشورية]]<ref name="Herodotus VII.63">{{استشهاد ويب |مؤلف=Herodotus |عنوان=Herodotus VII.63 |مسار=https://sourcebooks.fordham.edu/ancient/greek-babylon.asp |اقتباس=VII.63: The Assyrians went to war with helmets upon their heads made of brass, and plaited in a strange fashion which is not easy to describe. They carried shields, lances, and daggers very like the Egyptian; but in addition they had wooden clubs knotted with iron, and linen corselets. This people, whom the Hellenes call Syrians, are called Assyrians by the barbarians. The Chaldeans served in their ranks, and they had for commander Otaspes, the son of Artachaeus.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20141011132556/http://www.fordham.edu/halsall/ancient/greek-babylon.html | تاريخ أرشيف = 11 أكتوبر 2014 }}</ref> ثم امتدت التسمية لاحقا لتشمل جميع مناطق أعالي [[بلاد الرافدين|بلاد ما بين النهرين]]. كان عالم [[لغات سامية|الساميات]] الألماني [[ثيودور نولدكه]] أول من أشار إلى رجوع السريان إلى الآشوريين سنة [[1881]] حيث استشهد كذلك بأعمال [[جون سلدن|جون سلدون]] سنة [[1617]]<ref name="ttaasa"/> تم إثبات هذه النظرية بشكل قاطع بعد اكتشاف [[نقوش جينكوي]] الثنائية اللغة بجنوب تركيا والتي تظهر فيها ترجمة لفظة «آشور» [[اللغة الفينيقية|بالفينيقية]] إلى «سوريا» [[اللوية (توضيح)|باللوية]].<ref>[http://www.huyodo.com/index.php?area=1&p=news&newsid=105&high=2800 Neue Entdeckung erhöht Verbindung zwischen Suroye und Asuroye]، موقع حويودو (بالألمانية) {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120208131832/http://www.huyodo.com/index.php?area=1&p=news&newsid=105&high=2800 |date=08 فبراير 2012}}</ref>
| laysummary =
| اقتباس =
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20171010103659/http://www.jaas.org/edocs/v11n2/frye.pdf|تاريخ أرشيف=2017-10-10}} pp. 281-285</ref> حيث أسقطوا الألف في آشور (Ασσυρία، {{نسخ|el|ar|أسّوريا}}) لتصبح سوريا (Συρία، {{نسخ|el|ar|سوريا}}) واستعمل [[هيرودوت|هيرودتوس]] لفظة سوريا أو «سيريا» في كتاباته للإشارة إلى الأجزاء الغربية من [[آشور|الإمبراطورية الآشورية]]<ref name="Herodotus VII.63">{{استشهاد ويب |الأول= |الأخير= |مؤلف-وصلة= |مؤلف=Herodotus |المؤلفون= |عنوان=Herodotus VII.63 |مسار=https://sourcebooks.fordham.edu/ancient/greek-babylon.asp |عمل= |ناشر= |المعرف= |صفحات= |تاريخ= |تاريخ الوصول= |اقتباس=VII.63: The Assyrians went to war with helmets upon their heads made of brass, and plaited in a strange fashion which is not easy to describe. They carried shields, lances, and daggers very like the Egyptian; but in addition they had wooden clubs knotted with iron, and linen corselets. This people, whom the Hellenes call Syrians, are called Assyrians by the barbarians. The Chaldeans served in their ranks, and they had for commander Otaspes, the son of Artachaeus.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20141011132556/http://www.fordham.edu/halsall/ancient/greek-babylon.html | تاريخ أرشيف = 11 أكتوبر 2014 }}</ref> ثم امتدت التسمية لاحقا لتشمل جميع مناطق أعالي [[بلاد الرافدين|بلاد ما بين النهرين]]. كان عالم [[لغات سامية|الساميات]] الألماني [[ثيودور نولدكه]] أول من أشار إلى رجوع السريان إلى الآشوريين سنة [[1881]] حيث استشهد كذلك بأعمال [[جون سلدن|جون سلدون]] سنة [[1617]]<ref name="ttaasa"/> تم إثبات هذه النظرية بشكل قاطع بعد اكتشاف [[نقوش جينكوي]] الثنائية اللغة بجنوب تركيا والتي تظهر فيها ترجمة لفظة «آشور» [[اللغة الفينيقية|بالفينيقية]] إلى «سوريا» [[اللوية (توضيح)|باللوية]].<ref>[http://www.huyodo.com/index.php?area=1&p=news&newsid=105&high=2800 Neue Entdeckung erhöht Verbindung zwischen Suroye und Asuroye]، موقع حويودو (بالألمانية) {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120208131832/http://www.huyodo.com/index.php?area=1&p=news&newsid=105&high=2800 |date=08 فبراير 2012}}</ref>


وبالعودة إلى النظرة التقليدية حسب [[العهد القديم]] الذي أخذ به عدد من الباحثين في بدايات [[عصر التنوير]] لإثبات أصل مصطلح [[اللغة الآرامية]]، فإن هذا يعود لآرام بن [[سام]] بن [[نوح]]<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.7</ref> الذي إثر [[حادثة الطوفان|الطوفان]] استقر وإخوته أولاد [[سام]] عمومًا في [[بلاد الشام]] ومنه أخذت اسمها.{{للهامش|3}} أما مصطلح «سريانية» فاختلف الأولون في تحديد أصله، البعض من المؤرخين افترضوا أنه مصطلح [[اللغة اليونانية|يوناني]] نعت به [[يونانيون|الإغريق]] سكان [[سوريا]] عمومًا ومنه اشتقت اللغة اسمها تحديدًا عندما فتح [[الإسكندر الأكبر|الإسكندر المقدوني]] حوض [[البحر الأبيض المتوسط]]، في القرن الرابع قبل الميلاد.<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8</ref> حسب هذه النظرية، فإن «سريان» و«سيريا» تعني «بلاد الشمس» أو «البلاد التي تعبد فيها الشمس». يقيم هؤلاء دليلاً على صحة رأيهم بأن لفظة «سريانية» لا ترد أبدًا في [[العهد القديم]]، وإنّ ما يشار عوضًا عنها هو [[آراميون]] و[[اللغة الآرامية|لغة آرامية]]، ما يدل أن اللفظ لم يكن معروفًا عند تدوين [[العهد القديم]] و[[الترجمة السبعينية|ترجمته إلى اليونانية]]، ولو كان لقبًا أطلقه السريان على أنفسهم لكان حريًا بأن يذكر في [[العهد القديم]].<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.9-10</ref> هذا الدليل لم يعد يعتبر دليلاً ساطعًا بعد الأخذ بأن السريانية وإن اكتسبت اسمها [[قبل الميلاد]] غير أنها لم تشتهر به إلا في [[القرن الأول|القرن الأول الميلادي]]، أي إنها لم تشتهر بهذا الاسم خلال فترة تدوين [[العهد القديم]] ولا [[الترجمة السبعينية|الترجمة السبعونية]] في القرن الثاني [[قبل الميلاد]]. عدد آخر من الباحثين القدماء الذين انتقدوا كون [[يونانيون|الإغريق]] من أطلق تسمية السريان على سكان [[سوريا]] ولغتهم، ومنهم المطران إقليمس يوسف داود مؤلف كتاب: ”{{ط|اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية}}“ عام [[1896]]، استبعدوا أن يسمي قوم على جانب كبير من القوّة، كما كان السريان حينها، اسم لغتهم أو بلادهم باسم «أعجمي غريب».<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8-11 إضافة إلى الحواشي الملحقة.</ref> يقول المطران داود ومعه عدد آخر من الباحثين القدامى والمعاصرين: {{اقتباس مضمن|حينما تسمى الآراميون ولغتهم، سريانًا، في لغة ووثائق الآخرين [[يونان (توضيح)|كاليونان]] و[[كرد|الأكراد]] فإن هذا يعود لأنهم سمعوا الاسم من الآراميين السريان أنفسهم، إثر مخالطتهم إياهم بنتيجة العلاقات التجارية القوية بين [[سوريا]] و[[اليونان]] في ذلك الوقت.}}<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8-9</ref>
وبالعودة إلى النظرة التقليدية حسب [[العهد القديم]] الذي أخذ به عدد من الباحثين في بدايات [[عصر التنوير]] لإثبات أصل مصطلح [[اللغة الآرامية]]، فإن هذا يعود لآرام بن [[سام]] بن [[نوح]]<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.7</ref> الذي إثر [[حادثة الطوفان|الطوفان]] استقر وإخوته أولاد [[سام]] عمومًا في [[بلاد الشام]] ومنه أخذت اسمها.{{للهامش|3}} أما مصطلح «سريانية» فاختلف الأولون في تحديد أصله، البعض من المؤرخين افترضوا أنه مصطلح [[اللغة اليونانية|يوناني]] نعت به [[يونانيون|الإغريق]] سكان [[سوريا]] عمومًا ومنه اشتقت اللغة اسمها تحديدًا عندما فتح [[الإسكندر الأكبر|الإسكندر المقدوني]] حوض [[البحر الأبيض المتوسط]]، في القرن الرابع قبل الميلاد.<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8</ref> حسب هذه النظرية، فإن «سريان» و«سيريا» تعني «بلاد الشمس» أو «البلاد التي تعبد فيها الشمس». يقيم هؤلاء دليلاً على صحة رأيهم بأن لفظة «سريانية» لا ترد أبدًا في [[العهد القديم]]، وإنّ ما يشار عوضًا عنها هو [[آراميون]] و[[اللغة الآرامية|لغة آرامية]]، ما يدل أن اللفظ لم يكن معروفًا عند تدوين [[العهد القديم]] و[[الترجمة السبعينية|ترجمته إلى اليونانية]]، ولو كان لقبًا أطلقه السريان على أنفسهم لكان حريًا بأن يذكر في [[العهد القديم]].<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.9-10</ref> هذا الدليل لم يعد يعتبر دليلاً ساطعًا بعد الأخذ بأن السريانية وإن اكتسبت اسمها [[قبل الميلاد]] غير أنها لم تشتهر به إلا في [[القرن الأول|القرن الأول الميلادي]]، أي إنها لم تشتهر بهذا الاسم خلال فترة تدوين [[العهد القديم]] ولا [[الترجمة السبعينية|الترجمة السبعونية]] في القرن الثاني [[قبل الميلاد]]. عدد آخر من الباحثين القدماء الذين انتقدوا كون [[يونانيون|الإغريق]] من أطلق تسمية السريان على سكان [[سوريا]] ولغتهم، ومنهم المطران إقليمس يوسف داود مؤلف كتاب: ”{{ط|اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية}}“ عام [[1896]]، استبعدوا أن يسمي قوم على جانب كبير من القوّة، كما كان السريان حينها، اسم لغتهم أو بلادهم باسم «أعجمي غريب».<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8-11 إضافة إلى الحواشي الملحقة.</ref> يقول المطران داود ومعه عدد آخر من الباحثين القدامى والمعاصرين: {{اقتباس مضمن|حينما تسمى الآراميون ولغتهم، سريانًا، في لغة ووثائق الآخرين [[يونان (توضيح)|كاليونان]] و[[كرد|الأكراد]] فإن هذا يعود لأنهم سمعوا الاسم من الآراميين السريان أنفسهم، إثر مخالطتهم إياهم بنتيجة العلاقات التجارية القوية بين [[سوريا]] و[[اليونان]] في ذلك الوقت.}}<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8-9</ref>
سطر 120: سطر 108:
=== أفـول اللغة ===
=== أفـول اللغة ===
[[ملف:Estephane-Douaihi.jpg|يمين|250بك|تصغير|[[بطريرك|البطريرك]] [[الكنيسة المارونية|الماروني]] اسطفان بطرس الدويهي ([[1670]]-[[1704]]) استخدم في مؤلفاته الغزيرة الخط الكرشوني، لأن السريان حينها، وإن أجادوا [[اللغة العربية|العربية]] غير أنهم لم يجيدوا [[أبجدية عربية|أبجديتها]] بعد.]]
[[ملف:Estephane-Douaihi.jpg|يمين|250بك|تصغير|[[بطريرك|البطريرك]] [[الكنيسة المارونية|الماروني]] اسطفان بطرس الدويهي ([[1670]]-[[1704]]) استخدم في مؤلفاته الغزيرة الخط الكرشوني، لأن السريان حينها، وإن أجادوا [[اللغة العربية|العربية]] غير أنهم لم يجيدوا [[أبجدية عربية|أبجديتها]] بعد.]]
أصيبت [[الدولة العباسية]] بالضعف والقنوط بدءًا من [[القرن 8|القرن الثامن]] وظلت على هذه الحالة حتى سقوطها بيد [[مغول|المغول]] في [[القرن 13|القرن الثالث عشر]]، إحدى مظاهر ضعف الدولة تمثل باضطهاد [[أقلية|الأقليات الدينية]] فيها وعلى رأسها [[المسيحية]]،<ref>{{استشهاد بخبر |مؤلف =  |مسار= https://al-akhbar.com/Politics/105837  |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20101123235804/http://www.al-akhbar.com/ar/node/207591  |تاريخ أرشيف=  23-11-2010 |عنوان= المسيحيون: حالهم ومآلهم |العدد = 1226 |صفحات= 4-7 |صفحة= |صحيفة= [[الأخبار (لبنان)|الأخبار اللبنانية]] |تاريخ= 24-09-2010 |تاريخ الوصول= 27-03-2018 |لغة= ar}}. يذكر التاريخ أن الخليفة التاسع [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] اضطهد كل من يخالف [[شافعية|المذهب الشافعي]]، ويعتبر كثير من المؤرخين، عهد المتوكل بداية عهد أفول الدولة.</ref> ما أثر سلبًا وبشكل مباشر على اللغة السريانية. ضعف الاقتصاد والأوبئة الطبيعية والفوضى السياسية فضلاً عن انقسام الدولة إلى عدد كبير من الدول الشبه مستقلة عن المركز إضافة [[حملات صليبية|للحملات الصليبية]] أدوا إلى انهيار الوضع الاقتصادي، ما أدى إلى اختفاء اهتمام [[خليفة|الخلفاء]] بالعلوم والآداب والتراجم، فكان العامل الثاني في تراجع اللغة السريانية وأفول نجمها. يسع القول أنه بحلول [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] بدأ الموارنة في [[سوريا]] و[[لبنان]] باستخدام العربية بدلا من السريانية في تعاملاتهم، هناك دليل ناصع ممثلاً بكتابي «الهدى» و«الفصول العشرة» لمترجمهما ”توما أسقف [[كفرطاب|كفر طاب]] [[الكنيسة المارونية|الماروني]]“ قرب [[معرة النعمان]]، فالكتابان وضعا بالسريانية في [[القرن 10|القرن العاشر]] ثم نقلهما الأسقف إلى [[اللغة العربية]]، على شكل رسالة موجهة إلى أهل [[جبيل]] بناءً على طلب [[أسقف|مطرانها]]، مبررًا ذلك بأن السكان حديثًا باتوا يستعملون [[اللغة العربية]] في تعاملاتهم اليومية، بدلاً من السريانية. إحدى المظاهر الأخرى لانتشار العربية بدلاً من السريانية هو ظهور «الخط الكرشوني» أو «الكتابة الكرشونية»،<ref>[https://alazmenah.com/print_details.php?page=show_det&id=459 السريان، نقلة حضارات وجسر بين العالمين اليوناني الغربي والعربي الشرقي]، موقع الأزمنة، 16 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170702204932/http://alazmenah.com/print_details.php?page=show_det&id=459 |date=02 يوليو 2017}}</ref> والذي ظل سائدًا حتى [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] في بعض مناطق [[لبنان]] واستعمله البطريرك الماروني اسطفان الدويهي في مؤلفاته. يتمثل الخط الكرشوني بكتابة اللغة العربية بأحرف سريانية، ذلك لأن السريان وإن أتقنوا العربية غير أنهم لم يتقنوا [[أبجدية عربية|أبجديتها]]. عمومًا، يمكن القول أنه بحلول [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] أصبح معظم السريان ملمين بالعربية، غير أنهم احتفظوا باللغة السريانية أيضًا خصوصًا كلغة طقوس، ونادرًا ما لم يوجد سرياني غير ملم وناطق بها. إن المجازر التي ارتكبها [[مغول|المغول]] خلال اجتياحهم [[العراق]] و[[سوريا]] في [[القرن 13|القرن الثالث عشر]] ساهم في دمار اللغة السريانية واندثار آدابها، ما ساهم أيضًا في تراجع حظوتها لدى السريان أنفسهم، لذلك يحدد عدد من الباحثين، تاريخ الغزوات المغولية موعدًا لانتشار العربية بشكل كبير بين سريان المدن على وجه الخصوص.<ref>[http://www.a-olaf.com/~olaf/researches/althat/althat.htm بحوث ودراسات سريانية - بحث في تاريخ السريان وحقوقهم]، موقع أولاف، 16 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160313201210/http://a-olaf.com/~olaf/researches/althat/althat.htm |date=13 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> يمكن القول أنه على الرغم من ذلك، فقد بقيت اللغة حية بفعل عاملان خلال [[الدولة المملوكية|العهد المملوكي]] و[[الدولة العثمانية|العهد العثماني]]، يتمثل أولهما [[مسيحية سريانية|بالكنائس المسيحية السريانية]] التي حافظت على اللغة بين [[رهبانية|رهبانها]] و[[قس|كهنتها]]، إلى جانب الإبقاء عليها كلغة طقوس، والثاني بانقطاع الصلة بين بعض مناطق الريف والمدن ما ساهم في نشوء مجتمعات قروية منغلقة على نفسها ومحافظة على لغتها وتقاليدها. حتى في المناطق التي انتشرت في [[اللغة العربية|العربية]] بشكل نهائي بين السكان، لم يقتصر التأثير على نشوء «الخط الكرشوني» كمرحلة وسيطة، وإنما طبعت [[اللغة العربية|العربية]] بألفاظ ومصطلحات سريانية لتتشكل بذلك [[لهجات شامية|اللهجات الشامية]]، خصوصًا في [[سوريا]] و[[لبنان]].عمومًا فإن البعض، يعيد تأثير السريانية على العربية إلى مرحلة [[الدولة العباسية]]، حين دخل عدد من المصطلحات وقواعد الصرف والنحو إلى [[العربية الفصحى|اللغة العربية الفصحى]].
أصيبت [[الدولة العباسية]] بالضعف والقنوط بدءًا من [[القرن 8|القرن الثامن]] وظلت على هذه الحالة حتى سقوطها بيد [[مغول|المغول]] في [[القرن 13|القرن الثالث عشر]]، إحدى مظاهر ضعف الدولة تمثل باضطهاد [[أقلية|الأقليات الدينية]] فيها وعلى رأسها [[المسيحية]]،<ref>{{استشهاد بخبر |مسار= https://al-akhbar.com/Politics/105837  |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20101123235804/http://www.al-akhbar.com/ar/node/207591  |تاريخ أرشيف=  23-11-2010 |عنوان= المسيحيون: حالهم ومآلهم |العدد = 1226 |صفحات= 4-7 |صحيفة= [[الأخبار (لبنان)|الأخبار اللبنانية]] |تاريخ= 24-09-2010 |تاريخ الوصول= 27-03-2018 |لغة= ar}}. يذكر التاريخ أن الخليفة التاسع [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] اضطهد كل من يخالف [[شافعية|المذهب الشافعي]]، ويعتبر كثير من المؤرخين، عهد المتوكل بداية عهد أفول الدولة.</ref> ما أثر سلبًا وبشكل مباشر على اللغة السريانية. ضعف الاقتصاد والأوبئة الطبيعية والفوضى السياسية فضلاً عن انقسام الدولة إلى عدد كبير من الدول الشبه مستقلة عن المركز إضافة [[حملات صليبية|للحملات الصليبية]] أدوا إلى انهيار الوضع الاقتصادي، ما أدى إلى اختفاء اهتمام [[خليفة|الخلفاء]] بالعلوم والآداب والتراجم، فكان العامل الثاني في تراجع اللغة السريانية وأفول نجمها. يسع القول أنه بحلول [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] بدأ الموارنة في [[سوريا]] و[[لبنان]] باستخدام العربية بدلا من السريانية في تعاملاتهم، هناك دليل ناصع ممثلاً بكتابي «الهدى» و«الفصول العشرة» لمترجمهما ”توما أسقف [[كفرطاب|كفر طاب]] [[الكنيسة المارونية|الماروني]]“ قرب [[معرة النعمان]]، فالكتابان وضعا بالسريانية في [[القرن 10|القرن العاشر]] ثم نقلهما الأسقف إلى [[اللغة العربية]]، على شكل رسالة موجهة إلى أهل [[جبيل]] بناءً على طلب [[أسقف|مطرانها]]، مبررًا ذلك بأن السكان حديثًا باتوا يستعملون [[اللغة العربية]] في تعاملاتهم اليومية، بدلاً من السريانية. إحدى المظاهر الأخرى لانتشار العربية بدلاً من السريانية هو ظهور «الخط الكرشوني» أو «الكتابة الكرشونية»،<ref>[https://alazmenah.com/print_details.php?page=show_det&id=459 السريان، نقلة حضارات وجسر بين العالمين اليوناني الغربي والعربي الشرقي]، موقع الأزمنة، 16 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170702204932/http://alazmenah.com/print_details.php?page=show_det&id=459 |date=02 يوليو 2017}}</ref> والذي ظل سائدًا حتى [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] في بعض مناطق [[لبنان]] واستعمله البطريرك الماروني اسطفان الدويهي في مؤلفاته. يتمثل الخط الكرشوني بكتابة اللغة العربية بأحرف سريانية، ذلك لأن السريان وإن أتقنوا العربية غير أنهم لم يتقنوا [[أبجدية عربية|أبجديتها]]. عمومًا، يمكن القول أنه بحلول [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] أصبح معظم السريان ملمين بالعربية، غير أنهم احتفظوا باللغة السريانية أيضًا خصوصًا كلغة طقوس، ونادرًا ما لم يوجد سرياني غير ملم وناطق بها. إن المجازر التي ارتكبها [[مغول|المغول]] خلال اجتياحهم [[العراق]] و[[سوريا]] في [[القرن 13|القرن الثالث عشر]] ساهم في دمار اللغة السريانية واندثار آدابها، ما ساهم أيضًا في تراجع حظوتها لدى السريان أنفسهم، لذلك يحدد عدد من الباحثين، تاريخ الغزوات المغولية موعدًا لانتشار العربية بشكل كبير بين سريان المدن على وجه الخصوص.<ref>[http://www.a-olaf.com/~olaf/researches/althat/althat.htm بحوث ودراسات سريانية - بحث في تاريخ السريان وحقوقهم]، موقع أولاف، 16 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160313201210/http://a-olaf.com/~olaf/researches/althat/althat.htm |date=13 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> يمكن القول أنه على الرغم من ذلك، فقد بقيت اللغة حية بفعل عاملان خلال [[الدولة المملوكية|العهد المملوكي]] و[[الدولة العثمانية|العهد العثماني]]، يتمثل أولهما [[مسيحية سريانية|بالكنائس المسيحية السريانية]] التي حافظت على اللغة بين [[رهبانية|رهبانها]] و[[قس|كهنتها]]، إلى جانب الإبقاء عليها كلغة طقوس، والثاني بانقطاع الصلة بين بعض مناطق الريف والمدن ما ساهم في نشوء مجتمعات قروية منغلقة على نفسها ومحافظة على لغتها وتقاليدها. حتى في المناطق التي انتشرت في [[اللغة العربية|العربية]] بشكل نهائي بين السكان، لم يقتصر التأثير على نشوء «الخط الكرشوني» كمرحلة وسيطة، وإنما طبعت [[اللغة العربية|العربية]] بألفاظ ومصطلحات سريانية لتتشكل بذلك [[لهجات شامية|اللهجات الشامية]]، خصوصًا في [[سوريا]] و[[لبنان]].عمومًا فإن البعض، يعيد تأثير السريانية على العربية إلى مرحلة [[الدولة العباسية]]، حين دخل عدد من المصطلحات وقواعد الصرف والنحو إلى [[العربية الفصحى|اللغة العربية الفصحى]].
[[ملف:Assyrianmassacres.jpg|يسار|170بك|تصغير|عناوين [[صحيفة]] [[واشنطن بوست|الواشنطن بوست]] عام [[1915]] تذكر بها خبر [[مذابح سيفو|المجازر بحق السريان]]، والتي ساهمت بشكل بليغ في تقليص عدد الناطقين باللغة.]]
[[ملف:Assyrianmassacres.jpg|يسار|170بك|تصغير|عناوين [[صحيفة]] [[واشنطن بوست|الواشنطن بوست]] عام [[1915]] تذكر بها خبر [[مذابح سيفو|المجازر بحق السريان]]، والتي ساهمت بشكل بليغ في تقليص عدد الناطقين باللغة.]]
شهدت المرحلة المبكرة من [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] أيضًا تكريس الانفصال بين اللهجتين السريانية الغربية والسريانية الشرقية؛ إذ أنه على الرغم من أن الانقسام يعود [[القرن 6|للقرن السادس]] وكانت [[نصيبين]] عاصمة فرعه الشرقي بينما [[أورفة|الرها]] عاصمة فرعه الغربي، غير أن القسمة باتت أعمق في أعقاب [[الدولة المملوكية|العهد المملوكي]]، بما فيها قواعد النحو، إذ تخلت اللهجة الغربية عن [[شدة (لغة)|الشدة]] وحصلت تغييرات في طريقة نطق الحركات القصيرة والطويلة، ما أدى ليس فقط إلى ابتعاد هذه اللهجة عن اللهجة الشرقية بل أيضًا عن السريانية الكلاسيكية التي كانت سائدة في [[مملكة الرها]] قبلهما.<ref name="زيدل">[http://www.zaidal.com/229/Syria_Homs/topic/8797-السريان-واللغة-السريانية.html السريان واللغة السريانية- الدكتور أسعد صوما أسعد]، زيدل، 21 كانون الأول 2010. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111105173513/http://www.zaidal.com/229/Syria_Homs/topic/8797-السريان-واللغة-السريانية.html |date=05 نوفمبر 2011}}</ref>
شهدت المرحلة المبكرة من [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] أيضًا تكريس الانفصال بين اللهجتين السريانية الغربية والسريانية الشرقية؛ إذ أنه على الرغم من أن الانقسام يعود [[القرن 6|للقرن السادس]] وكانت [[نصيبين]] عاصمة فرعه الشرقي بينما [[أورفة|الرها]] عاصمة فرعه الغربي، غير أن القسمة باتت أعمق في أعقاب [[الدولة المملوكية|العهد المملوكي]]، بما فيها قواعد النحو، إذ تخلت اللهجة الغربية عن [[شدة (لغة)|الشدة]] وحصلت تغييرات في طريقة نطق الحركات القصيرة والطويلة، ما أدى ليس فقط إلى ابتعاد هذه اللهجة عن اللهجة الشرقية بل أيضًا عن السريانية الكلاسيكية التي كانت سائدة في [[مملكة الرها]] قبلهما.<ref name="زيدل">[http://www.zaidal.com/229/Syria_Homs/topic/8797-السريان-واللغة-السريانية.html السريان واللغة السريانية- الدكتور أسعد صوما أسعد]، زيدل، 21 كانون الأول 2010. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111105173513/http://www.zaidal.com/229/Syria_Homs/topic/8797-السريان-واللغة-السريانية.html |date=05 نوفمبر 2011}}</ref>

قائمة التصفح