هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

تكيف زمني

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

التكيّف الزمني، والمعروف أيضاً باسم التكيّف البيئي الدقيق،[1] هو نوع من تكيفية النمط الظاهري التي تنطوي على تغير النمط الظاهري للكائنات الحية استجابةً للتغيرات في البيئة بمرور الوقت. يمكن للحيوانات الاستجابة للتغيرات البيئية قصيرة الأجل مع التغيرات الفسيولوجية (القابلة للعكس) والتغيرات السلوكية، أما النباتات المستقرة، تستجيب للتغيرات البيئية قصيرة الأجل مع كلٍ من التغيرات الفسيولوجية والتنموية (غير القابلة للعكس).[2]

يحدث هذا التكيف على نطاق زمني يتفاوت من دقائق إلى أيامٍ وفصول، في البيئات المتغيرة والتي يمكن التنبؤ بها خلال عمر الفرد. حيث يعتبر الفرد قابلاً للتكيف إذا أدت الاستجابة المظهرية لديه إلى زيادة اللياقة البدنية.[3] يمكن ملاحظة التغيرات المظهرية غير القابلة للعكس في الكائنات الميتاميرية مثل النباتات التي تعتمد على الحالة (الحالات) البيئية التي تطور كل ميتامر بناءً عليها.[1] في ظل بعض الظروف، يمكن أن يؤثر التعرض المبكر لضغوطات محددة على كيفية قدرة النبات الفردية على الاستجابة للتغيرات البيئية المستقبلية (الميتابلاستيكية).[4]

التكيّف القابل للعكس

يعرَّف التكيّف القابل للعكس على أنه التغير الذي يحدث استجابة لضغوط بيئية، ولكنه يعود إلى حالته الطبيعية عندما لا يكون الضغط موجوداً.[5] من المرجح أن تكون التغييرات القابلة للعكس قابلة للتكيّف مع الكائن الحي عندما يكون الضغط الذي يسبب هذا التغيير مؤقتاً، ومن المرجح أيضاً أن يتعرض له الكائن الحي مرة أخرى خلال حياته.[6] غالباً مايتضمن التكيف القابل للعكس تغييرات في علم وظائف الأعضاء أو السلوك. فالنباتات المعمرة، التي غالباً ما تعاني من ضغوط متكررة في بيئتها بسبب نقص التنقل، حيث تستفيد بشكل كبير من التكيّف الفسيولوجي القابل للعكس مثل التغيرات في امتصاص الموارد وتخصيصها.[7] عندما تكون العناصر الغذائية الأساسية منخفضة، يمكن أن تزداد معدلات امتصاص الجذور والأوراق، وتستمر بمعدل مرتفع حتى يكون هناك المزيد من العناصر الغذائية المتاحة في التربة ويمكن أن تعود معدلات الامتصاص بعدها إلى حالتها الطبيعية.[8]

التكيّف الذي لا رجعة فيه

توصف التكيّفات التي لا رجعة فيها بأنها تغييرات يبقى أثرها في الكائن الحي بعد توقف الضغط البيئي.[5] تميل التحولات البيئية في التكيّفات التي لا رجعة فيها في الكائن الحي إلى التغير بسرعة قليلة، مثل زيادة درجات الحرارة تدريجياً. غالبا ما يؤدي ذلك إلى تغييرات دائمة في الشكل أو في العملية التنموية للكائن الحي (التكيّفات التنموية).[9] النباتات متكيفة للغاية وتميل إلى اظهار العديد من التغيرات التنموية التي لا رجعة فيها، مثل التحولات في توقيت نمو البراعم والزهور.[10]

في الحيوانات، تستفيد العديد من الكائنات الحية من وجود أشكال متعددة في السكن تنشأ أثناء تطور الاستجابة للظروف البيئية. على سبيل المثال، ستشكل قواقع المياه العذبة المزيد من الأصداف الكروية عند وجود حيوان مفترس (سمك شمسي بلوجيل) وأصداف مخروطية عندما تكون الحيوانات المفترسة غائبة.[11] أشكال القشرة هذه دائمة ولا يمكن إعادتها، حتى لو تغيرت الحالة للحيوانات المفترسة في بيئة الحلزون.

أمثلة

يمكن عكس السمات التكيفية الشكلية والتنموية في بعض الحالات، وهناك بعض الاستجابات الفسيولوجية التي يمكن أن تكون لا رجعة فيها، والتي تختلف عن الاتجاه النموذجي. أحد الأمثلة على السمات التكيّفية التنموية التي يمكن عكسها هو التحول في شكل الفم في الدودة المستديرة( نوع من الديدان آكلة اللحوم )، عند التعرض لتغيرات في نوع الطعام وتوافره.[12]

مثال ثان على السمات التكييفية التنموية القابلة للعكس هو طول الإغوانا البحرية في غالاباغوس، حيث ينخفض استجابةً لظروف الطقس في إل نينيو؛ لأن الإمدادات الغذائية للطحالب تقل في تلك الظروف، ولكنها تزداد خلال مواسم النينيا. يتزامن هذا التغيير في توافر الطعام مع التغيرات في حجم الإغوانا خلال الموسم.[13]

مثال فريد ومعقد على السمات التكييفية هو التمويه، وهو تكيف يسمح للحيوانات بتجنب الحيوانات المفترسة عن طريق الاختباء على مرأى من الجميع.[14] الآليات الكامنة وراء التمويه ليست هي نفسها في جميع الأنواع - يمكن أن تكون شكلية أو فسيولوجية أو سلوكية أو حتى مجموعة من السمات.[15] يمكن أن يكون التمويه أيضاً لا رجعة فيه أو عكسه؛ اعتماداً على نوع الحيوان. يمكن أن يكون التمويه لا رجعة فيه عند تعيين أنماط الألوان أو السمات الشكلية الأخرى أثناء التطور. ومع ذلك، يمكن أيضاً عكس التمويه، مع اللون والملمس والتغيرات السلوكية استجابةً للتهديدات الفورية (على سبيل المثال، الأخطبوط المقلد).

في بعض الحالات، يمكن عكس نفس التغيير الدقيق في النمط الظاهري في نوع معين من الكائنات ولا رجعة فيه فيرنوع آخر. على سبيل المثال، تعبر كل من نباتات البازلاء والقمح عن تغيرات في نمو الجذور بسبب الإشارات البيئية، ولكن التغييرات دائمة فقط للقمح.[16]

في بعض الأحيان يمكن أن يحدث هذا حتى داخل نفس النوع، بسبب النتائج التي لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير للتفاعلات بين التركيب الجيني للفرد وتجاربه البيئية المحددة.[17]

تطوير الأوراق

أوراق دييسراندرا الخطية التي تزرع في بداية تطورها في محيط درجة حرارته منخفضة، تكون أكثر سمكاً وأوسع، وتمتلك ثغوراً أقل من تلك التي نمت في وقت لاحق من نفس العام.[1]

كثافة الجذر

في أوقات توافر المغذيات المتفرقة، تزداد كثافة الجذور الدقيقة من أجل امتصاص العناصر الغذائية بشكل أكثر كفاءة. في أوقات غمر المياه، ستزيد النباتات كتلة الجذر استجابة للاستفادة من المياه الزائدة في البيئة.[4]

امتصاص المغذيات

النباتات قادرة على ضبط درجة امتصاص العناصر الغذائية من خلال أوراقها. يميل الامتصاص إلى أن يكون غير مكتمل في البيئات الغنية بالمغذيات، وعلى العكس من ذلك، غالباً ما تؤدي البيئات الفقيرة بالمغذيات إلى امتصاص كامل في النباتات.[8]

شكل الأوراق

تختلف أشكال الأوراق المزروعة خلال موسم الجفاف عن تلك التي تزرع في المواسم الرطبة. حيث كانت الأوراق المزروعة خلال موسم الجفاف أطول وأضيق مقارنة بتلك التي تزرع خلال موسم الأمطار، وتمتلك كثافة تريشوم أعلى، ومستويات أقل من الأنثوسيانين.[18]

مراجع

  1. ^ أ ب ت Winn، Alice A. (1996). "Adaptation to Fine-Grained Environmental Variation: An Analysis of Within-Individual Leaf Variation in an Annual Plant". Evolution. ج. 50 ع. 3: 1111–1118. DOI:10.2307/2410651. ISSN:0014-3820. مؤرشف من الأصل في 2023-01-04.
  2. ^ Gruntman, M; Segev, U; Tielbörger, K (2020-02). Gange, Alan (ed.). "Shade‐induced plasticity in invasive Impatiens glandulifera populations". Weed Research (بEnglish). 60 (1): 16–25. DOI:10.1111/wre.12394. ISSN:0043-1737. Archived from the original on 2023-01-05. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  3. ^ Alpert, Peter; Simms, Ellen L. (1 May 2002). "The relative advantages of plasticity and fixity in different environments: when is it good for a plant to adjust?". Evolutionary Ecology (بEnglish). 16 (3): 285–297. DOI:10.1023/A:1019684612767. ISSN:1573-8477. Archived from the original on 2023-03-14.
  4. ^ أ ب Wang, Shu; Callaway, Ragan M.; Zhou, Dao‐Wei; Weiner, Jacob (2017-01). Cahill, James (ed.). "Experience of inundation or drought alters the responses of plants to subsequent water conditions". Journal of Ecology (بEnglish). 105 (1): 176–187. DOI:10.1111/1365-2745.12649. ISSN:0022-0477. Archived from the original on 2023-01-23. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  5. ^ أ ب Schneider، Hannah M (30 يونيو 2022). "Characterization, costs, cues and future perspectives of phenotypic plasticity". Annals of Botany. ج. 130 ع. 2: 131–148. DOI:10.1093/aob/mcac087. ISSN:0305-7364. PMID:35771883. مؤرشف من الأصل في 2022-11-04. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  6. ^ Gabriel, W. (2005-07). "How stress selects for reversible phenotypic plasticity". Journal of Evolutionary Biology (بEnglish). 18 (4): 873–883. DOI:10.1111/j.1420-9101.2005.00959.x. ISSN:1010-061X. Archived from the original on 2023-01-10. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  7. ^ Magyar, Gabriella; Kun, Ádám; Oborny, Beáta; Stuefer, Josef F. (2007-04). "Importance of plasticity and decision‐making strategies for plant resource acquisition in spatio‐temporally variable environments". New Phytologist (بEnglish). 174 (1): 182–193. DOI:10.1111/j.1469-8137.2007.01969.x. ISSN:0028-646X. Archived from the original on 2022-10-19. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  8. ^ أ ب Drenovsky, Rebecca E.; Pietrasiak, Nicole; Short, Thomas H. (2019-06). Silva, Thiago (ed.). "Global temporal patterns in plant nutrient resorption plasticity". Global Ecology and Biogeography (بEnglish). 28 (6): 728–743. DOI:10.1111/geb.12885. ISSN:1466-822X. Archived from the original on 2022-10-19. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  9. ^ Moczek, Armin P.; Sultan, Sonia; Foster, Susan; Ledón-Rettig, Cris; Dworkin, Ian; Nijhout, H. Fred; Abouheif, Ehab; Pfennig, David W. (22 Sep 2011). "The role of developmental plasticity in evolutionary innovation". Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences (بEnglish). 278 (1719): 2705–2713. DOI:10.1098/rspb.2011.0971. ISSN:0962-8452. PMID:21676977. Archived from the original on 2022-12-06. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (help)
  10. ^ Jong, M. de; Leyser, O. (1 Jan 2012). "Developmental Plasticity in Plants". Cold Spring Harbor Symposia on Quantitative Biology (بEnglish). 77: 63–73. DOI:10.1101/sqb.2012.77.014720. ISSN:0091-7451. PMID:23250989. Archived from the original on 2022-11-04.
  11. ^ Goeppner, Scott R.; Roberts, Maggie E.; Beaty, Lynne E.; Luttbeg, Barney (1 Mar 2020). "Freshwater snail responses to fish predation integrate phenotypic plasticity and local adaptation". Aquatic Ecology (بEnglish). 54 (1): 309–322. DOI:10.1007/s10452-019-09744-x. ISSN:1573-5125. Archived from the original on 2022-12-05.
  12. ^ Werner, Michael S.; Sieriebriennikov, Bogdan; Loschko, Tobias; Namdeo, Suryesh; Lenuzzi, Masa; Dardiry, Mohannad; Renahan, Tess; Sharma, Devansh Raj; Sommer, Ralf J. (3 Aug 2017). "Environmental influence on Pristionchus pacificus mouth form through different culture methods". Scientific Reports (بEnglish). 7 (1): 7207. DOI:10.1038/s41598-017-07455-7. ISSN:2045-2322. PMID:28775277. Archived from the original on 2022-12-05. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (help)
  13. ^ Wikelski, Martin; Thom, Corinna (2000-01). "Marine iguanas shrink to survive El Niño". Nature (بEnglish). 403 (6765): 37–38. DOI:10.1038/47396. ISSN:1476-4687. Archived from the original on 2023-02-04. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  14. ^ Pembury Smith, Matilda Q. R.; Ruxton, Graeme D. (2020-10). "Camouflage in predators". Biological Reviews (بEnglish). 95 (5): 1325–1340. DOI:10.1111/brv.12612. ISSN:1464-7931. Archived from the original on 2022-11-04. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  15. ^ Duarte, Rafael C.; Flores, Augusto A. V.; Stevens, Martin (5 Jul 2017). "Camouflage through colour change: mechanisms, adaptive value and ecological significance". Philosophical Transactions of the Royal Society B: Biological Sciences (بEnglish). 372 (1724): 20160342. DOI:10.1098/rstb.2016.0342. ISSN:0962-8436. PMID:28533459. Archived from the original on 2022-10-17. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (help)
  16. ^ Sjulgård, Hanna; Iseskog, Daniel; Kirchgessner, Norbert; Bengough, A. Glyn; Keller, Thomas; Colombi, Tino (1 Aug 2021). "Reversible and irreversible root phenotypic plasticity under fluctuating soil physical conditions". Environmental and Experimental Botany (بEnglish). 188: 104494. DOI:10.1016/j.envexpbot.2021.104494. ISSN:0098-8472. Archived from the original on 2022-11-04.
  17. ^ Peltier، Emilien؛ Sharma، Vikas؛ Martí Raga، Maria؛ Roncoroni، Miguel؛ Bernard، Margaux؛ Jiranek، Vladimir؛ Gibon، Yves؛ Marullo، Philippe (9 نوفمبر 2018). "Dissection of the molecular bases of genotype x environment interactions: a study of phenotypic plasticity of Saccharomyces cerevisiae in grape juices". BMC Genomics. ج. 19 ع. 1: 772. DOI:10.1186/s12864-018-5145-4. ISSN:1471-2164. PMID:30409183. مؤرشف من الأصل في 2022-11-04. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  18. ^ Picotte, Joshua J.; Rosenthal, David M.; Rhode, Jennifer M.; Cruzan, Mitchell B. (1 Oct 2007). "Plastic responses to temporal variation in moisture availability: consequences for water use efficiency and plant performance". Oecologia (بEnglish). 153 (4): 821–832. DOI:10.1007/s00442-007-0794-z. ISSN:1432-1939. Archived from the original on 2023-01-05.