بوابة:الدولة العثمانية/مقالة مختارة

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

[1]مُقدمة

إنَّ قسم مقالة مُختارة من هذه البوَّابة يسعى إلى تسليط الضوء على شخصيَّة مُعينة أو موضوع ما يتعلَّق بالدولة العثمانيَّة وذلك بشكلٍ عشوائي. لإضافة مقالة جديدة إلى القائمة الموجودة، يُرجى اتباع الخطوات التالية:

  1. أضف رقمًا جديدًا للمقالة الجديدة يزيد بمقدار واحد عن الرقم الأخير ( 3 ⇐ 4... وهكذا).
  2. أنشأ الصفحة الفرعيَّة حاملة الرقم الجديد. (بوابة:الدولة العثمانية/مقالة مختارة/<# كذا>)
  3. اكتب مُلخّص للمقالة باستخدام القالب بوابة:الدولة العثمانية/مقالة مميزة/قالب
  4. أضف المقالة الجديدة إلى قائمة المقالات الحاليَّة (في هذه الصفحة).
  5. إذهب إلى الصفحة الرئيسيَّة للبوَّابة واعثر على بوابة:الدولة العثمانية/مقالة مختارة/{{rand|1|X}} واستبدل قيمة X بعدد المقالات الموجودة في هذه الصفحة.

[2]المقالة 0

السلطان الغازي عُثمان خان الأوَّل
السلطان الغازي عُثمان خان الأوَّل بن أرطغرل، المُلقَّب قره أي الأسود حرفيًا، والشُجاع مجازيًّا، هو أوَّل سلاطين بني عثمان، ومؤسس هذه السُلالة الإسلاميَّة التركيَّة، التي حملت اسمه وحكمت إقسامًا كبيرة من العالم القديم طيلة ستَّة قرون تقريبًا.

كان عثمان يتبع سلطنة سلاجقة الروم، ويعمل في خدمة سلاطينها بوصفه أمير وحارس منطقة حدوديَّة مُجاورة للروم، وعندما انقضت السلطنة السلجوقيَّة، أعلن عثمان استقلاله عنها، وكان ذلك سنة 1299م. كانت غزوات المغول في الشرق قد دفعت الكثير من قبائل التركمان إلى الهجرة ناحية الغرب، فانتقل قسمٌ عظيم إلى الإمارة العثمانيَّة بالأناضول، فكانوا نواة القوَّة البشريَّة التي اعتمد عليها عثمان في غزواته وفتوحاته. ساهم عثمان في القضاء على آخر معاقل البيزنطيين في آسيا الصغرى حتى استحالت إمبراطوريتهم مقصورة في أواخر عهده على مدينة القسطنطينية وبعض النواحي الثانويَّة.


[3]المقالة 1

قصر الباب العالي أو سراي طوپقپو
قصر الباب العالي أو سراي طوپقپو هو قصرٌ ضخم يقع في مدينة إسطنبول بتركيَّا. كان هذا القصر مسكن السلاطين العثمانيين طيلة ما يقرب من 400 سنة (1465-1856م) من أصل 624 سنة من عمر الدولة العثمانيَّة، وبالإضافة إلى ذلك، كان القصر يستضيف المؤتمرات الدوليَّة وتُقام فيه المهرجانات والاحتفالات الدينيَّة والوطنيَّة.

يُشكِّلُ القصر اليوم أحد أبرز المعالم السياحيَّة في تركيا عامّةً واسطنبول خاصَّةً، ويُحتفظ فيه بالآثار النبويَّة الإسلاميَّة، من شاكلة عباءة النبي محمد (البردة الشريفة) وسيوفه وبعضٌ من شعر لحيته ومقتنياته الأخرى، بالإضافة إلى سيوف الخلفاء الراشدين وعدد من الصحابة. هذا القصر هو أحد الآثار القائمة في "المناطق التاريخيَّة من اسطنبول"، وقد أصبح معها أحد مواقع التراث العالمي في سنة 1985م.


[4]المقالة 2

ثلَّة من الإنكشاريَّة يُرافقون السلطان مُراد الرابع
الإنكشاريَّة هو اسمٌ مُعرَّب لكلمة "يڭيچرى" التركيَّة العثمانيَّة والتي تعني "الجيش الجديد". والإنكشاريَّة هم الجنود المُشاة وكانوا نُخبة الفرق العسكريَّة العثمانيَّة لفترة طويلة قبل أن يدب فيهم الفساد. تأسست هذه الفرقة العسكريَّة على يد السلطان أورخان الأوَّل بن عثمان لتكون أوَّل فرقة نظاميَّة في التاريخ العثماني، واُطلق عليها هذا الاسم من قِبل الشيخ محمد بن إبراهيم أتا الشهير بالحاج بكطاش، شيخ الطريقة البكداشيَّة (البكطاشيَّة أو البشكطاشيَّة).

أثبت الإنكشاريّون كفائتهم في الحروب والقتال، حيث لم يكن لهم حرفة ولا مهنة غير الحرب، وحققوا للدولة العثمانيَّة انتصارات باهرة في أوروبا، لكن الغرور والفساد ما لبث أن أخذ ينتشر في صفوفهم وبين آغاواتهم، فأخذوا يعزلون السلاطين وينصبوهم وفق أهوائهم، وأصبحوا من أهم عوامل تخلّف الدولة، إلى أن استطاع السلطان محمود الثاني القضاء عليهم وإبادتهم سنة 1826م.


[5]المقالة 3

السلطان الغازي محمد خان الثاني أبو الفتوح
السلطان الغازي محمد خان الثاني الفاتح، المُلقب أيضًا بأبو الفتوح وأبو الخيرات وصاحب النبوءة، هو سابع سلاطين الدولة العثمانيَّة، وأوَّل من اتخذ لقب "قيصر الروم" من آل عثمان. يشتهر بقضائه على الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة نهائيًّا بعد أن استمرَّت أحد عشر قرنًا ونيفًا. تمكن هذا السلطان من فتح مدينة القسطنطينيَّة وهو لم يبلغ من العمر أكثر من 21 سنة، مُحققًا بذلك نبوءة النبي محمد وفق الإيمان الإسلامي، ونقل مركز العاصمة العثمانيَّة إليها من مدينة أدرنة، فاستمرت عاصمةً لدولته حتى انهيارها في الحرب العالمية الأولى سنة 1918م.

حقق محمد الثاني عدَّة انتصارات في أوروبا وفتح عدَّة قلاع وحصون مدن في البلقان، فبلغت الجيوش العثمانيَّة في عهده بلاد البشناق (البوسنة والهرسك) وكرواتيا، وإليه يُنسب إدخال الإسلام إلى تلك النواحي من العالم، كما كان له فضل إعادة توحيد الأناضول تحت الراية العثمانيَّة عبر قضائه على ما تبقى من الإمارات التركمانية وإمبراطوريَّة طرابزون الروميَّة.


[6]المقالة 4

العلَّامة الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن درويش الحوت البيروتي الشافعي العَلَوي
العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت هو أحد أبرز العُلماء المُسلمين في بيروت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر والعقد الأوَّل من القرن العشرين. يرجع بنسبه إلى أهل بيت الرسول محمد، وتحديدًا إلى الإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين. اشتهر بزهده وتواضعه وحبّه لأعمال الخير، حيث قضى حياته مهتمًا بأعباء التعليم والدعوة إلى الإسلام والعمل الإجتماعي. عمِلَ إمامًا للجامع العمري الكبير، وتولّى منصب نقيب السادة الأشراف، كما كان رئيسًا لجمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة لمرتين، وأيضًا قام بمقام مفتي الولاية بعد وفاة المفتي السابق الشيخ عبد الباسط الفاخوري عام 1905م. ساهم الشيخ عبد الرحمن الحوت ببناء وترميم غالبيَّة مساجد وجوامع وزوايا وتكايا بيروت خلال فترة حياته، وعُرف عنه أنه أنفق أغلب ماله في ذلك، وتنازل عن كُل ما قُدِّم له على الصعيد الشخصي لصالح المسلمين في بيروت، حتّى لقَّبه البيارتة بالوليّ واعتبروه من أولياء الله الصالحين.


[7]المقالة 5

خريطة مُتصرِّيَّة جبل لبنان أو لبنان الصغير
مُتصرِّفيَّة جبل لُبنان هو نظام حكم أقرته الدولة العثمانية وعُمل به من عام 1860 وحتى عام 1918، وقد جعل هذا النظام جبل لبنان منفصلاً من الناحية الإدارية عن باقي بلاد الشام، تحت حكم متصرف أجنبي مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني تعينه الدولة العثمانية بموافقة الدول الأوروبية العظمى الست: بريطانيا وفرنسا وبروسيا وروسيا والنمسا وإيطاليا. وقد استمر هذا النظام حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وإعلان الانتداب الفرنسي. جاء هذا النظام في عهد التنظيمات الإدارية التي بدأها السلطان عبد المجيد الأول في محاولة لانتشال الدولة العثمانية مما كانت تتخبط فيه من المشاكل الداخلية، وقد أٌقرّ بعد الفتنة الطائفية الكبرى لعام 1860 وما نجم عنها من مذابح مؤلمة في جبل لبنان ودمشق وسهل البقاع وجبل عامل بين المسلمين والمسيحيين عمومًا، والدروز والموارنة خصوصًا.


[8]المقالة 6

رسم للسُلطان عبدُ العزيز الأوَّل
السُلطان عبد العزيز خان الأول هو خليفة المسلمين الرابع بعد المئة وسلطان العثمانيين الثاني والثلاثين والرابع والعشرين من آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. استوى على تخت المُلك بعد وفاة شقيقه عبد المجيد الأول في يونيو 1861، ومكث في السلطة خمس عشرة عامًا حتى خلعه وزراؤه وسائر رجال الدولة في آخر مايو 1876 وتوفي بعدها بأربعة أيام وقيل انتحر وقيل أيضًا قد قتل. امتاز عهده بغنى الدولة بالرجال وبكثير من الإصلاحات التي تمت على يد صدريه محمد أمين عالي باشا وفؤاد باشا، الذين كسبا شهرة في التاريخ العثماني، ولم تبدأ مشاكل السلطنة بالتفاقم -والذي توّج بإعلان إفلاس الدولة عام 1875 - إلا بعد وفاتهما؛ كما أنه السلطان العثماني الوحيد الذي قام بزيارات خارجية سياسية إلى مصر وإلى كلٍ من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولم يشهد عهده أي حروب خارجية للدولة.


[9]المقالة 7

جداريَّة تُمثِّلُ معركة چالديران
معركة چالديران هي معركة وقعت في 23 أغسطس 1514م في چالديران بين قوات الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم ياوز الأول ضد قوات الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الصفوي الأول. انتهت بانتصار القوات العثمانية واحتلالها مدينة تبريز عاصمة الدولة الصفوية، وأدت إلى وقف التوسع الصفوي لمدة قرن من الزمان وجعلت العثمانيين سادة الموقف، وأنهت ثورات العلويين داخل الإمبراطورية. وترتب على المعركة بالإضافة إلى الاستيلاء على تبريز عاصمة الدولة الصفوية، سيطرة السلطان العثماني على مناطق من عراق العجم وأذربيجان وبلاد الأكراد وشمال عراق العرب، ثم توجهه صوب الشام حيث أكمل انتصاراته على المماليك حلفاء الصفويين بمعركة مرج دابق. كانت كفة المعركة منذ البداية لصالح الجيش العثماني فقد كانوا أكثر عددًا وأفضل تسليحًا من الصفويين، وقد أصيب الشاه إسماعيل حتى كاد أن يقضى عليه لولا فراره من المعركة تاركًا كل ما يملكه لقمة سائغة لسليم وجنده


[10]المقالة 8

خارطة رقمية للأراضي التي كانت تُشكل سوريا العثمانية والتي ضُمت فيما بعد لتُشكل المملكة العربية السورية
سوريا العثمانية أو سوريا في العهد العثماني تشير إلى سوريا تحت حكم الدولة العثمانية، وقد دامت هذه الفترة سحابة أربعة قرون منذ أن سحق السلطان سليم الأول جيش المماليك في معركة مرج دابق شمال حلب يوم 24 أغسطس 1516، ومنها ملك مدن البلاد سلمًا وعلى رأسها دمشق في 26 سبتمبر 1516، وحتى انسحاب العثمانيين منها في أعقاب الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1918. في بداية عهدهم، أبقى العثمانيون بلاد الشام ضمن تقسيم إداري واحد، وحتى مع تتالي تعقيد التقسيم الإداري ظلّت الإيالات والولايات تشمل مناطق جغرافيّة هي اليوم بمعظمها تتبع مختلف أقطار بلاد الشام، أي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، إضافة إلى قسم ضمته تركيا على دفعتين. لذلك فإن الحديث عن سوريا العثمانية يشمل في عديد من المفاصل جميع دول الشام حسب التقسيم الحالي.


[11]المقالة 9

رسم للسُلطان سليم الأوَّل
السلطان الغازي سليم خان الأوّل القاطع هو تاسع سلاطين الدولة العثمانية وخليفة المسلمين الرابع والسبعين، وأوّل من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان. حكم الدولة العثمانية من سنة 1512 حتى سنة 1520. وصل سليم إلى تخت السلطنة بعد انقلاب قام به على والده، "بايزيد الثاني"، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح بمؤازرتهم بمطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع في الحكم. وفي عهده ظهرت السلالة الصفوية الشيعية في إيران وأذربيجان، ونشبت بينها وبين العثمانيين حرب ضروس انتصر فيها السلطان سليم، ومن ثمّ حوّل أنظاره نحو السلطنة المملوكية فغزا أراضيها وقضى عليها نهائيًا بعد أن استمرت 267 سنة.


[12]المقالة 10

لوحة لمحمد علي باشا، بريشة السير دايڤيد ولكي
محمد علي باشا، المُلقب بالعزيز أو عزيز مصر، هو مؤسس مصر الحديثة وحاكمها ما بين عامي 1805 إلى 1848. استطاع أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها. خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز إلى أن خضعت له مصر بالكليّة، ثم خاض حروبًا بالوكالة عن الدولة العلية في جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني في المورة، كما وسع دولته جنوبًا بضمه للسودان. وبعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقط الدولة العثمانية، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت محمد علي وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها.


[13]المقالة 11

خريطة توضح مواقع مذابح سيفو
مذابح سيفو وتعرف كذلك بالمذابح الآشورية أو مذابح السريان، تطلق على سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية استهدفت مدنيين آشوريين/سريان/كلدان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى. أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات الآلاف منهم كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران. لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للضحايا غير أن الدارسون يقدرون أعداد الضحايا السريان/الآشوريين بما بين 250,000 إلى 500,000. كما يضاف إلى هذا العدد حوالي مليوني أرمني ويوناني بنطي قتلوا في مذابح مشابهة، لكن على عكسهما، لم يكن هناك اهتمام دولي بمجازر سيفو، ويعود السبب إلى عدم تكوين كيان سياسي يمثل الآشوريين في المحافل الدولية. كما لا تعترف تركيا رسميا بحدوث عمليات إبادة مخطط لها.


[14]المقالة 12

مجموعة صُور لِسلاطين الدولة العُثمانيَّة حَّتى السُلطان مُحمَّد الخامس (ما قبل الأخير)
سلاطين الدولة العُثمانيَّة هُم مجموعةٌ من السلاطين التُرك المُسلمين السُنَّة من آل عُثمان حكموا إمبراطوريَّة مُترامية الأطراف امتدَّت أراضيها على ثلاث قارَّات، وقد جمعوا بين الخِلافة الإسلاميَّة والسلطنة بدايةً من عام 1517م، ودام مُلكُهم من عام 1299م إلى عام 1922م. امتدَّت دولتهم عندما بلغت أوج عظمتها وقوَّتها من المجر شمالًا إلى الحبشة جنوبًا (ما يُعرف بالصومال حاليًّا)، ومن المغرب الأوسط (الجزائر حاليًّا) غربًا إلى أذربيجان شرقًا (بعض أنحاء مُحافظة أذربيجان الشرقيَّة في إيران حاليًّا). كانت شؤون الدولة تُدار في البداية من مدينة بورصة (بروسة) بالأناضول، وفي عام 1366م نُقل مركز العاصمة منها إلى أدرنة في الروملّي ثُمَّ إلى القسطنطينيَّة (إسطنبول حاليًّا) عام 1453م.


[15]المقالة 13

صورة للأسطول العثماني داخل مضيق القرن الذهبي على بطاقة بريدية ألمانية تعود للسنوات الأولى من الحرب العالمية الأولى.
البحرية العثمانية أو الأسطول الهمايوني أو الدونامة الهمايونية هي القوات البحرية للدولة العثمانية، تأسست في القرن الرابع عشر الميلادي، لتكون الفرع العسكري البحري للدولة. قامت الدولة العثمانية سنة 1323م ميلاديًا ببضعة فتوحات بحرية تحت قيادة القبطان (القبودان) قره مرسل، وفي سنة 1327م، تأسِّسَت أول ترسانة بحرية عثمانية وأصبح قره مرسل أمير البحار أي قائد الأسطول. استولى العثمانيون علي كوكالي في سنة 1337م، ثم على الروملّي في سنة 1353م. كان مركز الأسطول في بادئ الأمر بمدينة "أزميت"، ثم انتقل إلى "غاليبولي"، وأخيراً أصبح المركز في العاصمة الآستانة (القسطنطينية). شارك الأسطول العثماني في عدَّة معارك بحريَّة حاسمة خلال عصر الدولة الذهبي، وبالأخص زمن القائد خير الدين بربروس.


[16]المقالة 14

مُقدِّمة قصر دُلمة ‌باغچة
قصر دُلمة ‌باغچة أو سرايَ ضولمة بهجة أو سرايَ طولمه باغچة، هو قصر يقع في منطقة بشكطاش بإسطنبول في تركيا على الساحل الأوروبي من مضيق البوسفور، وكان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للدولة العثمانية منذ سنة 1856م حتى 1922م، عدا فترة 20 سنة (1887–1909م) من سلطنة عبد الحميد الثاني، عندما نُقل المركز إلى قصر يلدز. يقع هذا القصر على جزء من الشريط الساحلي الذي يمتد من قره كوي وحتى ساري ير بين منطقتي قباطاش وبشكطاش، وهو مواز لمنطقة أسكُدار على الساحل الغربي بالمنفذ البحري الممتد من بحر مرمرة حتى بوغازچي. شُيِّد هذا القصر بأمر من السُلطان عبدُ المجيد الأوَّل.


[17]المقالة 15

رسم لمجموعة من اليهود العُثمانيّون
يُقصد بتاريخ اليهود في الدولة العُثمانيَّة تاريخ هؤلاء اليهود الذين عاشوا على الأراضي العثمانية. غالبًا ما يظهر حكمين خاطئين لدى الأشخاص غير المكترثين بالتاريخ عن قرب، يُفسران وجود اليهود بالدولة العُثمانيَّة، وهما: هجرة اليهود من الأندلس إلى الدولة العثمانية سنة 1492م، وأنَّ أوّل مقابلة جمعت بين اليهود والتُرك العثمانيّون كانت بعد فتح القسطنطينية سنة 1453م. غير أنه وفقًا لتاريخ اليهود في الإمبراطورية البيزنطية يتضح أنهم كانوا موجودين في الأناضول منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وقد استمرّ وجودهم حتّى قيام الدولة العُثمانيَّة وبعد انهيارها. ومن الملاحظ أن أوضاع اليهود كانت تسير بالتوازي مع أوضاع الدولة العثمانيَّة صعودًا وهبوطًا.


[18]المقالة 16

نِقولا سوبيك زرنسكي يُهاجم العُثمانيين
حصار سيكتوار أو معركة سيكتوار هو حصارٌ فرضه العثمانيون على حصن سيكتوار الذي شكّل عقبةً في طريق السلطان سليمان القانوني نحو فتح فيينا سنة 1566 ميلادية. وقعت المعركة بين قوات ملكية هابسبورغ المُدافعة عن حصنها بقيادة الكرواتي نِقولا سوبيك زرنسكي والقوات العثمانية الغازية بقيادة اسمية من السلطان سليمان. وقع حصار سيكتوار في الفترة ما بين الخامس من أغسطس والثامن من سبتمبر من سنة 1566، وعلى الرغم من أنّه أسفر عن انتصار عثماني إلا أنّ كلا الطرفين عانا من خسائر ثقيلة. توفي القائدان خلال الحصار: زرنسكي خلال المعركة الأخيرة، أمّا سليمان فتوفي في خيمته لأسباب طبيعية. قُتل خلال هذا الحصار أكثر من عشرين ألفاً من الجيش العثماني، بينما أُبيد الجنود المجريين عن بكرة أبيهم ولم ينجُ منهم إلا القليل


[19]المقالة 17

اشتباك الأسطول البندقي مع الأسطول العثماني عام 1649، بريشة أبراهام بيرستاتن (1656)
حرب كريت أو حرب كانديا وتُعرف أيضاً بالحرب العثمانية البندقية الخامسة، وهي صراعٌ نشب بين جمهورية البندقية بمُساندة حلفائها (أهمّهم فرسان الإسبتارية، والولايات البابوية، وفرنسا) من جهة، والدولة العثمانية والساحل البربري من جهة أخرى حول جزيرة كريت أكبر وأغنى مُمتلكات البندقية في البحار. استمرت الحرب من سنة 1645 إلى سنة 1669، ودارت رحاها في كريت، بالإضافة إلى العديد من الاشتباكات البحرية التي وقعت في بحر إيجة وكذلك العديد من الغارات حول البحر ذاته. كما أنّ دالماسيا كانت مسرحاً ثانياً للعمليات. على الرغم من نجاح العثمانيين في الاستيلاء على مُعظم أجزاء كريت في سنوات الحرب الأولى، إلا أنّ حصن العاصمة كاندية قاوم العثمانيين بنجاح. واضطر حصار كاندية الطويل - شبيه حصار طروادة كما وصفه جورج بايرون


[20]المقالة 18

دخول البريطانيين إلى بغداد بعد الانسحاب العُثماني منها
تاريخ بغداد بعد سقوط المماليك يراد به الفترة الزمنية الممتدة من سقوط حكم المماليك في سنة 1831 حتى تولي علي رضا باشا منصب الوالي بعد عزل داود باشا من منصبه والذي كان يعد آخر حكام المماليك في العراق إلى سقوطها في يوم 11 أذار - مارس من سنة 1917 من قبل الإمبراطورية البريطانية وهروب خليل باشا ومن معه من قادة الجيش العثماني والذي كان آخر والي عليها خلال الحرب العالمية الأولى. وقد دامت هذه الحقبة الزمنية حوالي 86 سنة وخلال هذه الفترة الزمنية تولى بغداد عددا من الولاة العثمانيين شهدت بغداد خلالها العديد من الأحداث والوقائع الهامة في تاريخها حيث قدم إليها في سنة 1853 الميرزا حسين نوري والذي عرف لاحقا باسم بهاء الله ومكث في المدينة إلى غاية سنة 1863 حيث قام بتأسيس الدين البهائي في المدينة. شهدت بغداد تطورا كبيرا في عهد اثنين من ولاتها وهما مدحت باشا ونامق باشا (الصغير) كانت سنين ولاية مدحت باشا الممتدة ما بين سنتي 1869 إلى سنة 1872 تعد من أفضل الفترات التي شهدت فيها بغداد نموا اقتصاديا وعمرانيا كبيرا.


[21]المقالة 19

المُسلمون يدخلون القسطنطينيَّة بقيادة السُلطان مُحمَّد الثاني
فَتحُ القُسطَنطينِيَّة أو سُقُوطُ القُسطَنطينِيَّة أو غزوُ القُسطَنطينِيَّة، هو الاسمُ الذي يُطلق على أحد أبرز الأحداث في التاريخ، وهو سُقوط مدينة القسطنطينيَّة عاصمة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة (أو الرومانيَّة الشرقيَّة، أو الروم) في يد المُسلمين مُمثلين بالدولة العُثمانيَّة، بعد حصارٍ دام عدَّة أسابيع، قاده السُلطان الشَّاب ذو الأحد وعشرين (21) ربيعًا، مُحمَّد الثاني بن مُراد العُثماني، ضدَّ حلفٍ مُكوَّن من البيزنطيين والبنادقة والجنويين بقيادة قيصر الروم الإمبراطور قسطنطين پاليولوگ الحادي عشر. شكَّل فتح القسطنطينيَّة خاتمة المُحاولات الإسلاميَّة لضم هذه المدينة لحظيرة الخلافة، والتي بدأت مُنذ أوائل العهد الأُمويّ خلال خلافة مُعاوية بن أبي سُفيان واستمرَّت خلال العهد العبَّاسي، إلى أن تكللت بالنجاح في العهد العُثماني. شكَّل فتح القسطنطينيَّة خاتمة المُحاولات الإسلاميَّة لضم هذه المدينة لحظيرة الخلافة كما شكَّل هذا الحدث (إضافةً إلى فتح منطقتين روميَّتين أُخريين لاحقًا) نهاية الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة.


[22]المقالة 20

صورة قديمة لفرنسيس مرَّاش
فرنسيس بن فتح الله بن نصر الله مرّاش، المعروف أيضاً باسم فرنسيس المرّاش أو فرنسيس مرّاش الحلبي، هو أحد كتاب و شعراء النهضة العربية من السوريين، بالإضافة إلى كونه طبيباً. معظم أعماله تدور حول العلوم و الدين و التاريخ، حيث أن أعماله محللة تحت ضوء نظرية المعرفة. سافر في أنحاء الشرق الأوسط و فرنسا في شبابه، و بعد القليل من التدريب الطبي وممارسته للطب لمدة عام في مدينته حلب، كان خلالها قد كتب العديد من المؤلفات، إلتحق بكلية الطب في باريس. إلَّا أن تراجع صحته و فقدان البصر المتزايد أجبراه على العودة إلى مدينة حلب، حيث أنتج العديد من الأعمال الأدبية حتى وفاته في وقت مبكر.


[23]المقالة 21

منازل احرقها أرمن عام 1918 في أرضروم و هى مليئة بالأتراك
تُشير الاضطهادات التي ارتكبت ضد مسلمي الدولة العثمانية إلى المذابح وأعمال النفي التي ارتُكبت في عهد انقسام الدولة العثمانية ضد الرعايا المسلمين والأتراك. ووصفت قى بعض المصادر بالتطهير العرقي. يرجح البعض أن خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1821 و1922 ما يقرب من خمسة و نصف مليون مسلم نفوا من أوروبا وأن أكثر من خمسة مليون قُتلو أو لقوا مصرعهم بسبب المرض و الجوع أثناء فرارهم. وقعت عمليات التطهير العرقي عند حصول صربيا واليونان على استقلالها (1820-1830 ) ونشوب الحرب الروسية العثمانية (1878-1877 ) وحروب البلقان (1912-1913) والحرب العالمية الأولى وما تلاها من عصيان الأرمن وعصاباته وحرب الاستقلال التركية واحتلال اليونان للأناضول


[24]المقالة 22

الأمير بشير الثاني الشهابي الكبير
الأمير بشير الثاني الشهابي الكبير هو أحد أمراء لبنان من آل شهاب، الذين حكموا البلاد من سنة 1697 حتى 1842. يُعتبر أحد أشهر الأمراء في تاريخ لبنان وبلاد الشام عموما، وأحد أبرز ولاة الشرق العربي في العصور الحديثة، كما إنه أخر الأمراء الفعليين للبنان، إذ أن الأمير الذي تلاه كان مجرد أمير صوري تمّ تعيينه من قبل العثمانيين على عكس الأمراء السابقين الذين كان أعيان الشعب يختاروهم. حكم الأمير بشير الثاني لبنان خلال الربع الأخير من القرن الثامن عشر وصولا حتى منتصف القرن التاسع عشر، وبهذا كان الأمير الثاني الذي حكم لفترة طويلة كهذه، بعد الأمير فخر الدين المعني الثاني. عاصر بشير الثاني فترة ضعف وعجز الدولة العثمانية وازدياد الأطماع الأوروبية فيها والتدخل في شؤونها. ومن أبرز الأحداث التي شهدها لبنان في عهده: الحملة الفرنسية على مصر وفلسطين خلال عهد الوالي أحمد باشا الجزار، والحملة المصرية على بلاد الشام والمعارك العديدة التي خاضها الجيش المصري مع الجيش العثماني للسيطرة على بلاد الشام.


[25]المقالة 23

الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير
الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير هو أحد أمراء جبل لبنان من آل معن الذين حكموا إمارة الشوف من حوالي سنة 1120م حتى سنة 1623م عندما وحد فخر الدين جميع الإمارات اللبنانية. يعد فخر الدين الثاني أعظم وأشهر أمراء بلاد الشام عموما ولبنان خصوصًا، إذ أنه حكم المناطق الممتدة بين يافا وطرابلس باعتراف ورضا الدولة العثمانية، وينظر إليه العديد من المؤرخين على أنه أعظم شخصية وطنية عرفها لبنان في ذلك العهد وأكبر ولاة الشرق العربي في القرنين السادس عشر والسابع عشر. يُعتبر فخر الدين الثاني الأمير الفعلي الأول للبنان، إذ أنه هو الذي ضمّ جميع المناطق التي تُشكل لبنان المعاصر تحت لوائه، بعد أن كان يحكمها قبل عهده أمراء متعددون، وبهذا، فإنه يُعتبر "مؤسس لبنان الحديث". كان فخر الدين سياسيّا داهية، فقد استطاع أن يمد إمارته لتشمل معظم سوريا الكبرى، ويحصل على اعتراف الدولة العثمانية بسيادته على كل هذه الأراضي.


[26]المقالة 24

رسم للسُلطان سُليمان خان القانوني
السلطان سليمان خان الأول هو عاشر السلاطين العثمانيين، وخليفة المسلمين الثمانون، وثاني من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان. وصاحب أطول فترة حكم في تاريخ بني عُثمان، إذ امتد سُلطانه من 6 نوفمبر سنة 1520 حتى وفاته في 5 سبتمبر سنة 1566. عرف عند الغرب باسم سليمان العظيم وفي الشرق باسم سليمان القانوني لما قام به من إصلاح في النظام القضائي العثماني. أصبح سليمان حاكمًا بارزًا في أوروبا في القرن السادس عشر، يتزعم قمة سلطة الدولة الإسلامية العسكرية والسياسية والاقتصادية. قاد سليمان الجيوش العثمانية لغزو المعاقل والحصون المسيحية في بلغراد ورودوس وأغلب أراضي مملكة المجر قبل أن يتوقف في حصار فيينا في سنة 1529م. ضم أغلب مناطق الشرق الأوسط في صراعه مع الصفويين ومناطق شاسعة من شمال أفريقيا حتى الجزائر. تحت حكمه، سيطرت الأساطيل العثمانية على بحار المنطقة من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر حتى الخليج العربي. في خضم توسيع الإمبراطورية، أدخل سليمان إصلاحات قضائية تهم المجتمع والتعليم والجباية والقانون الجنائي. حدد قانونه شكل الإمبراطورية لقرون عدة بعد وفاته. لم يكن سليمان شاعراً وصائغاً فقط بل أصبح أيضاً راعياً كبيراً للثقافة ومشرفاً على تطور الفنون والأدب والعمارة في العصر الذهبي للإمبراطورية العثمانية. تكلم الخليفة أربع لغات إلى جانب اللغة التركية، هي: العربية والفارسية والصربية والجغائية (لغة من مجموعة اللغات التركية مرتبطة بالأوزبكية والأويغورية).


[27]المقالة 25

خارطة توضح مسار خط حديد الحجاز
سكة حديد الحجاز أو خط حديد الحجاز أو الخط الحديدي الحجازي (بالتركية العثمانية: حجاز تيمور يولى، وبالتركية المعاصرة: Hicaz Demiryolu) عبارة عن سكة حديد ضيقة (بعرض 1050 ملم)، تصل بين دمشق والمدينة المنورة، وكانت قد أسست في فترة ولاية السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لغرض خدمة الحجاج المسلمين وربط أقاليم الدولة العثمانية وإحكام السيطرة عليها. بدأ العمل في السكة سنة 1900م وتم افتتاحها سنة 1908م، واستمر تشغيلها إلى أن دُمِّر الخط سنة 1916م خلال الحرب العالمية الأولى، إذ تعرضت للتخريب بسبب الثورة العربية الكبرى وسقوط الدولة العثمانية بعد الحرب. قدرت تكلفة الخط بنحو 3.5 ملايين ليرة عثمانية لكنها زادت عن ذلك، وقدمت مساعدات شعبية من داخل السلطنة العثمانية وبلدان إسلامية أخرى. بوشر بالعمل في بناء خط سكة حديد الحجاز سنة 1900م من منطقة المزيريب في حوران في سوريا، واعتمد في مساره على طريق الحج البري من دمشق عبر مدينة درعا وصولاً إلى المدينة المنورة، وقد استطاع الحجاج في كل من الشام وآسيا والأناضول قطع المسافة من دمشق إلى المدينة المنورة في مدة خمسة أيام فقط بدلاً من أربعين يوماً، وكان والي دمشق هو أمير الحج باستثناء فترة بسيطة تولى فيها حاكم نابلس تلك المهمة.


[28]المقالة 26

معركة ليبانت
الحرب العثمانية - البندقية الرابعة، وتُعرف أيضاً بحرب قبرص (بالإيطالية: Guerra di Cipro)، هي حرب بدأت عام 1570 وانتهت عام 1573 بين الدولة العثمانية من جهة، وجمهورية البندقية من جهة أخرى مدعومةً بالعصبة المقدسة، وهي حلف يتألف من دول مسيحية تشكّل برعاية البابا. حيث ضمّ هذا الحلف كُلاً من إسبانيا (مع نابولي وصقليةوجمهورية جنوة، ودوقية سافوي، وفرسان مالطة، ودوقية توسكانا الكبرى، بالإضافة إلى دول إيطالية أخرى. بدأت الحربُ بالغزو العثماني لجزيرة قبرص التي كانت تقبع تحت حكم البنادقة. سقطت العاصمة نيقوسيا وعدة مُدن أخرى سريعاً في قبضة الجيش العثماني الأكثر عُدةً وعتاداً، ولم يبقَ في أيدي البنادقة سوى مدينة فاماغوستا الواقعة على الساحل الشرقيّ للجزيرة. ونتيجة تأخر التعزيزات المسيحية، سقطت فاماغوستا في أيدي العثمانيين في أغسطس 1571 بعد حصارٍ دام أحد عشر شهراً. وبعد شهرين من انتهاء الحصار وقعت معركة ليبانت التي دمّر فيها الأسطول المسيحي المُشترك الأسطول العثماني، لكنّهم لم يتمكنوا من الاستفادة من هذا الانتصار، وأعاد العثمانيون بناء قواتهم البحرية سريعاً. اضطرت البندقية في النهاية إلى طلب السلام مُتخليةً عن قبرص لصالح الدولة العثمانية، بالإضافة إلى جزيةٍ تدفعها للعثمانيين مقدارها 300,000 دوقت.


[29]المقالة 27

مسيرة السلطان سليم حتى وصوله أرض المعركة بجالديران
معركة جالديران هي معركة وقعت في 23 أغسطس 1514 في جالديران بين قوات الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم ياوز الأول ضد قوات الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الأول. انتهت بانتصار القوات العثمانية واحتلالها مدينة تبريز عاصمة الدولة الصفوية، وأدت إلى وقف التوسع الصفوي لمدة قرن من الزمان وجعلت العثمانيين سادة الموقف، وأنهت ثورات العلويين داخل الإمبراطورية. وترتب على المعركة بالإضافة إلى الاستيلاء على تبريز عاصمة الدولة الصفوية، سيطرة السلطان العثماني على مناطق من عراق العجم وأذربيجان ومناطق الأكراد وشمال عراق العرب، ثم توجهه صوب الشام حيث أكمل انتصاراته على المماليك حلفاء الصفويين بمعركة مرج دابق. كانت كفة المعركة منذ البداية لصالح الجيش العثماني فقد كانوا أكثر عددا وأفضل تسليحا من الصفويين، وقد أصيب الشاه إسماعيل حتى كاد أن يقضى عليه لولا فراره من المعركة تاركا كل ما يملكه لقمة سائغة لسليم وجنده، كما وقعت زوجته في أسر القوات العثمانية ولم يقبل السلطان أن يردها لزوجها بل زوجها لأحد كاتبي يده انتقاما من الشاه


[30]المقالة 28

صُورة فوتوغرافيَّة مُلونة للسُلطان عبد الحميد الثاني
عبد الحميد الثاني هو خليفة المسلمين الثاني بعد المئة والسلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرين من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم. تقسم فترة حكمه إلى قسمين: الدور الأول وقد دام مدة سنة ونصف ولم تكن له سلطة فعلية، والدور الثاني وحكم خلاله حكماً فردياً، يسميه معارضوه "دور الاستبداد" وقد دام مدة ثلاثين سنة. تولى السلطان عبد الحميد الحكم في (10 شعبان 1293 هـ - 31 أغسطس 1876)، وخُلع بانقلابٍ سنة (6 ربيع الآخر 1327هـ - 27 أبريل 1909)، فوُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في 10 فبراير 1918م. وخلفه أخوه السلطان محمد الخامس. أطلقت عليه عدة ألقاب منها "السُلطان المظلوم"، و"السُلطان الأحمر"، ويضاف إلى اسمه أحياناً لقب "غازي". وهو شقيق كلٍ من: السلطان مراد الخامس والسلطان محمد الخامس والسلطان محمد السادس. وصل عبد الحميد إلى تخت المُلك خلفاً لأخيه السلطان مراد الخامس الذي مكث في السلطة ثلاثة أشهر فقط وأنزله وزراؤه بعد أن أصيب بالجنون. شهدت خلافته عدداً من الأحداث الهامة، مثل مد خط حديد الحجاز الذي ربط دمشق بالمدينة المنورة، وسكة حديد بغداد وسكة حديد الروملي، كما فقدت الدولة أجزاءً من أراضيها في البلقان خلال حكمه، وكذلك قبرص ومصر وتونس، وانفصلت بلغاريا والبوسنة والهرسك في 1908م.


[31]المقالة 29

عروج بربروس
عروج بن أبي يوسف يعقوب التركي (879 هـ - 924 هـ الموافق 1474م - 1518م) أو عروج بربروس، ويشتهر أيضاً بلقب بابا عروج وعروج ريس (بالتركية: Oruç Reis)، قبطان وأمير مسلم اشتهر هو وأخوه خير الدين بجهادهما البحري في شمال إفريقيا وسواحل البحر المتوسط إبان القرن العاشر الهجري الموافق للقرن السادس عشر الميلادي، ولد في جزيرة ميديلي العثمانية، وعمل في شبابه في التجارة بين سلانيك وأغريبوز. وأُسر من قبل فرسان رودس لمدة. وبعد هروبه من الأسر اتصل بالسُلطان المملوكي قنصوه الغوري وجعله قائداً على الأسطول الذي قام بإنشائه لمحاربة البرتغاليين، إلا أنه تعرض لغارة كبيرة من فرسان رودس أدت إلى إنتهاء هذا الأسطول قبل أن يكتمل. واتصل بالأمير العثماني كركود بن بايزيد الثاني وساعده الأخير بعد أن أهدى له سفينة ليبدأ من جديد. واتفق بعد هذا مع السلطان الحفصي أبو عبد الله محمد المتوكل على أن يقيم في ميناء حلق الوادي مقابل أن يدفع له ثُمن الغنائم التي يحوزها هو وبحارته من غزواته البحرية، حيث كان يقوم بالاستيلاء على السفن الأوروبية ويغنم ما بها من بضائع. وعمل عروج بجانب أخيه خير الدين أثناء تواجده بالغرب على إنقاذ عدد كبير من اللاجئين الأندلسيين الذين فروا من محاكم التفتيش الإسبانية، وخلال هذه الفترة اكتسب اسمه الذي أطلقه عليه هؤلاء: "بابا عروج".


[32]المقالة 30

ضريح سليمان شاه
قبر سليمان شاه أو ضريح سليمان شاه (بالتركية المعاصرة: Süleyman Şah Türbesi؛ بالتركية العثمانية: سُليمان شاه تُربه سى) هو جيب ذو سيادة تركية يقع في سوريا في محافظة حلب في قرية أشمة. وهو محاط كلياً بالأراضي السورية. وهو مكان دفن سليمان شاه جد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية ووالد أرطغرل غازي، ويوجد لسليمان شاه قبرين عسكريين. وكان الضريح قد وضع تحت السيطرة التركية بموجب معاهدة أنقرة التي وقعت عام 1921 بين تركيا وفرنسا دولة الانتداب على سوريا. ويعتقد أن الذي في قبر سليمان شاه ليس سليمان شاه جد عثمان غازي، بل توجد أراء مختلفة تقول بأنه والد قلج أرسلان الأول سليمان بن قتلمش. سنة 1973، وعندما أصدرت الحكومة السورية قرارًا بغمر كامل المنطقة المحيطة بقلعة جعبر بالمياه تمهيدًا لإنشاء بحيرة الأسد، تم توقيع اتفاق بين سوريا وتركيا لنقل القبر مسافة 85 كيلومتر شمالًا على طول نهر الفرات، ليبق بذلك ضمن نطاق الأراضي السورية على بعد 27 كيلومتر من الحدود التركية. في أوائل سنة 2015، وبينما كانت نيران الحرب في سوريا مستعرة، قامت تركيا من تلقاء نفسها بنقل الضريح إلى موضع آخر ضمن الأراضي السورية على بعد 180 مترًا من الحدود التركية، و22 كيلومترًا غرب قرية عين العرب، شمال قرية أشمة، وأخلته من حوالي 40 جنديًا تركيًا كانوا يحرسونه. وقد أشارت الحكومة التركية إلى أن نقل الضريح مؤقت فقط، للحيلولة دون خرابه، وأن هذه الخطوة لن تؤثر شيئًا على وضعه والاتفاقيات المبرمة مع سوريا بشأنه.


[33]المقالة 31

تخطيط لاسم أبي السُعود أفندي
محمد أبو السعود أفندي بن محيي الدين محمد بن مصلح الدين مصطفى عماد الدين العمادي الأسكليبي الحنفي أو أبو السعود بن محمد العمادي ويشتهر باسم "أبو السعود أفندي"، هو فقيه وقاضي مسلم وُلد في قصبة أسكليب العُثمانية في نهايات القرن التاسع الهجري، عمل في بداية حياته في التدريس حتى بلغ القضاء، ثم ترقى في القضاء حتى أصبح قاضي العسكر ويحضر الديوان العثماني، ثم أصبح مفتياً للعاصمة وشيخاً للإسلام. كان أول من شكل هيئة للمُفتين تشرف على نواحي الوعظ والخطابة والإفتاء، وما شابه في العاصمة والولايات والمدن الرئيسة وتربع هو على رأسها. أمضى ثلاثين عاماً في منصب مفتي القسطنطينية وهي مدة لم يبلغها أحد لا من قبله ولا من بعده. وساهم أبو السعود في جملة التشريعات القانونية التي سنّها السُلطان سليمان القانوني بشكل مباشر وغير مباشر، وأهمها "قانونامة" الذي صادق عليه. وله تفسير للقرآن الكريم يسمى إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ودُعي بعده بلقب "خطيب المفسرين"، وهو أيضاً شاعر باللغات العربية والتركية والفارسية. وله فتاوى أعتبرها البعض فتاوى خطيرة، منها فتواه لسُليمان القانوني بقتل ابنه شاهزاده مصطفى، وكذلك فتواه لسليم الثاني بقتل أخيه شاهزاده بايزيد. عُين أبو السعود كمفتي للعاصمة في عهد سليمان القانوني، فأصبح مفتياً لأحد أعظم سلاطين الدولة العثمانية، وعايش مرحلتين من مراحلها. توفي أبو السعود وهو على الإفتاء، في الثلث الأخير من ليلة الأحد في تاريخ 5 جمادى الأولى 982 هـ/23 أغسطس 1574م.


[34]المقالة 32

ولايات الدولة العُثمانيَّة في سنة 1900م.
ولايات الدولة العثمانية اعتمدت الدولة العُثمانيَّة في العُقُود الأخيرة من حياتها نظامًا إداريًّا من أربعة مُستويات، وجعلت التقسيم الإداري الأعلى فيها هو «الولاية» وجمعُها «ولايات»، مُستبدلةً التقسيم القديم الذي كان يجعل المُستوى الإداري الأوَّل هو «الإيالة» وجمعُها «إيالات»، وكان الخطاب الرسمي العُثماني يُسمِّي ولايات الدولة «ولايات الممالك المحروسة الشاهانيَّة» واختصارًا «الممالك المحروسة» أو «الولايات المحروسة». استُبدل نظام الإيالات بِنظام الولايات خِلال عهد التنظيمات في السلطنة العُثمانيَّة، وتحديدًا خِلال عهد السُلطان عبدُ العزيز خان بن محمود، الذي أصدر بِتاريخ 16 رمضان 1283هـ المُوافق فيه 21 كانون الثاني (يناير) 1867م «قانون نظام تشكيل الولايات». شُكِّلت أولى الولايات، وهي ولاية الطونة، بِموجب هذا القانون لِلتأكُّد من أنَّ تطبيقه مُمكن ويسير، وذلك بِرعاية المُصلح الكبير مدحت باشا الذي عُيِّن واليًا على تلك الناحية من الدولة. عُمِّم نظام الولايات على كافَّة أنحاء الدولة العُثمانيَّة تدريجيًّا حتَّى كانت سنة 1884م عندما حلَّ مكان نظام الإيالات بِشكلٍ كامل. كانت الدولة العُثمانيَّة هي الدولة الإسلاميَّة الأولى في التاريخ التي تجعل لِولاياتها حُدودًا جُغرافيَّة واضحة ومرسومة، إذ أنَّ الدُول السابقة عليها كانت تستخدم مُصطلح «ولاية» لِوصف أي مدينةٍ أو إقليمٍ يُولَّى عليه شخص لِإدارة أُموره والنظر في أوضاع الأهالي ورفع تقاريره إلى الخليفة أو السُلطان أو الأمير. أمَّا الدولة العُثمانيَّة فجعلت الولاية هي التقسيم الإداري الأكبر حصرًا. قسَّم العُثمانيُّون كُل ولاية إلى أقسامٍ إداريَّةٍ أًصغر يُعرف كُلٌ منها بالـ«سنجق» وعلى رأسه «سنجقدار» أو «مُتصرِّف»، وكُل سنجق قُسِّم إلى «أقضية» على رأس كُلٌ منها «قائممقام»، وكُل قضاء يُقسم إلى نواحٍ على رأس كُلٍ منها مُدير.


[35]المقالة 33

رسم لِأورخان غازي
السُلطانُ الغازي شُجاعُ الدين والدُنيا أُورخان خان بن عُثمان بن أرطُغرُل القايوي التُركماني، ويُعرف كذلك باسم أورخان بك؛ هو ثاني سلاطين آل عُثمان والابن الثاني لِمُؤسس هذه السُلالة الملكيَّة عُثمان الأوَّل. وُلد في مدينة سُكود عاصمة إمارة والده سنة 687هـ المُوافقة لِسنة 1281م، والدتُه هي مال خاتون بنت الشيخ «إده بالي»، وجدُّه لِأبيه هو الأمير الغازي أرطُغرُل بن سُليمان شاه، وجدَّتُه لِأبيه هي حليمة خاتون. تولَّى السُلطة سنة 726هـ المُوافقة لِسنة 1326م بعد وفاة والده، وبعد أن تنازل لهُ أخاه علاءُ الدين عن العرش طوعًا، وقد امتدَّ حكمه حوالي 35 سنة. شهد عهده توسُّع الإمارة العُثمانيَّة وضمِّها لِلعديد من الأراضي والبِلاد المُجاورة وتصفية آخر مراكز النُفوذ والقُوَّة البيزنطيَّة في آسيا الصُغرى، فهزمت الجُيُوش العُثمانيَّة الروم بِقيادة الإمبراطور أندرونيقوس الثالث پاليولوگ في معركة پيليكانون، وفتحت ما تبقَّى من قِلاعٍ وحُصونٍ بيزنطيَّةٍ في غرب وشمال غرب الأناضول، ثُمَّ حوَّل أورخان أنظاره ناحية جيرانه المُسلمين ففتح أراضي إمارة قره سي وضمَّها إلى مُمتلكاته. تكمُنُ قيمة أورخان في التاريخ الإسلامي أنَّهُ شهد أوَّل استقرارٍ لِلمُسلمين في أوروپَّا الشرقيَّة، كما شهد ظُهور نظامٍ عسكريٍّ جديدٍ وأوَّل جيشٍ نظاميٍّ في القارَّة العجوز هو جيش الإنكشاريَّة، الذي قُدِّر لهُ أن يكون أعظم جيشٍ في العالمين الإسلاميّ والمسيحيّ لِفترةٍ طويلةٍ من الزمن، وأن يُلقي الرُعب في قُلوب المُلوك والأباطرة والأُمراء الأوروپيين لِمُدَّة أربعة قُرونٍ مُتتالية، بِالإضافة إلى ظُهور الإمارة العُثمانيَّة التي أصبحت تمتد من أنقرة إلى تراقيا، بعد أن ضاعف الأراضي التي ورثها عن والده ست مرَّات، وأرسى أوَّل تنظيمٍ لِلدولة. وكما كان حالُ والده، عاش أورخان حياةً زاهدةً أقرب إلى حياة المُتصوفين، ولم يُلقَّب بِالسُلطان رُغم شُيُوع ذلك اللقب في المُؤلَّفات التي تتحدث عنه، بل عُرف بِلقب «بك» أي «أمير».


[36]المقالة 34

طانيوس شاهين
طانيوس شاهين سعادة الريفوني (1815-1895) مُكارِي وزعيم الفلاحين الموارنة في جبل لبنان. قاد ثورة الفلاحين في منطقة كسروان عامي 1858 و1860، ضد آل الخازن الإقطاعيين في المنطقة. ثم أعلن بدعم من الفلاحين إنشاء الجمهورية في كسروان. وقد اُعتبر على نطاق واسع من قبل الإكليروس المارونيين والقناصل الأوربيين بأنه شخص همجي وذو سمعة سيئة، بينما نظر له عوام المسيحيين على أنه شخصية شعبية واعتبروه وصياً على مصالحهم. وهي النظرة التي روج لها شاهين نفسه. في أعقاب انتصاره في كسروان، أطلق شاهين ومقاتليه غارات متقطعة ضد القرى في المناطق المجاورة، مثل جبيل والمتن، رافعاً عنوان الدفاع عن حقوق المسيحيين المحليين. وقد قادت هذه الغارات المتعددة في النهاية إلى اندلاع الحرب الأهلية في جبل لبنان عام 1861، لا سيما في معركة بيت مري بين الموارنة والدروز المحليين، والتي كان شاهين المحارب الرئيسي فيها. وعلى الرغم من ادعائه أن بإمكانه جمع جيش من 50.000 للقضاء على قوات الإقطاعيين الدروز، إلا أنه صرح بأنه لن يوسع مشاركته في الحرب. وبعد انتهاء الحرب، خسر شاهين الصراع على النفوذ في الشؤون المارونية لمصلحة يوسف بك كرم. ليتخلى شاهين لاحقاً عن جمهوريته، ثم عمل في سلك القضاء في قريته، ريفون، وهناك توفي عام 1895 في غموض نسبي، حيث أنه لم يترك أي مذكرات عن دوره في الحرب الأهلية. وفقاً للمؤرخة إليزابيث تومبسون، فهناك معلومات قليلة متاحة حول السيرة الذاتية لشاهين. وتذكر هذه المعلومات أنه وُلِد لعائلة مسيحية مارونية في قرية ريفون في قضاء كسروان في جبل لبنان في عام 1815. وفقاً لتومبسون، فإن شاهين قد يكون متعلماً كما يتبين من بداية حياته المهنية كونه قد يكون حرفياً أو قام ببعض الأعمال، في حين يصفه المؤرخ اللبناني كمال الصليبي بأنه كان "شبه متعلم". وقبل قيام ثورة 1859 وقيادته للفلاحين في كسروان، عمل في البيطرة ومُكارياً كوالده شاهين سعادة الذي امتلك الخيل والبغال التي كانت تنقل البضائع عبر كسروان، كما امتهن الحدادة التي اشتهر بها في سوق الزوق.


[37]المقالة 35

مراد الأول
الملكُ العادل والسُلطانُ الغازي الخُداوندگار أبو الفتح غيَّاثُ الدُنيا والدين مُراد خان الأوَّل بن أورخان بن عُثمان القايوي التُركماني، ويُعرف اختصارًا باسم مُراد الأوَّل أو مُراد الخُداوندگار؛ و«خُداوندگار» كلمة فارسيَّة يُقصد بها الإشارة إلى حاملها بِأنَّهُ حاكمٌ بِأمر الله أو بِفضل الله، لِذا اشتهر هذا السُلطان بِأنَّهُ «مُرادُ الله». هو ثالث سلاطين آل عُثمان وأوَّل من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم، بعد أن كان والده أورخان وجدِّه عُثمان يحملان لقب «أمير» أو «بك» فقط. والدته هي نيلوفر خاتون ابنة صاحب يني حصار البيزنطي، فهو بهذا أوَّلُ سُلطانٍ عُثمانيٍّ صاحب جُذورٍ تُركمانيَّة - بيزنطيَّة. تولَّى الحُكم بعد وفاة أبيه السُلطان أورخان سنة 1360م، وكان عُمره 36 عامًا وقتها، واستمرَّ حُكمه 31 سنة تمكَّن خلاها من توسيع نطاق إمارته حتَّى أصبحت قوَّة إقليميَّة كبيرة. كانت باكورة أعماله فتح مدينة أدرنة في تراقيا ونقل مركز العاصمة إليها من بورصة، ثُمَّ تابع فُتوحاته وتوسُعاته في جنوب شرق أوروپَّا، فضمَّ الكثير من البلاد إلى مُمتلكاته وإلى ديار الإسلام، وأجبر أُمراء الصرب والبلغار وحتَّى الإمبراطور البيزنطي يُوحنَّا الخامس پاليولوگ على الخُضوع له ودفع جزية سنويَّة لِلدولة العُثمانيَّة. ولمَّا بلغت الأخيرة مبلغًا كبيرًا من القُوَّة والازدهار خضعت لها الإمارات التُركمانيَّة في الأناضول بعد أن تبيَّن لها عدم جدوى مُقاومتها وصحَّة مُحالفتها. وسَّع مُراد الأوَّل غزواته وفُتوحاته في شبه جزيرة البلقان التي كانت في ذلك الحين مسرحًا لِتناحُرٍ دائمٍ بين مجموعةٍ من الأُمراء المسيحيين الثانويين. فاستولى سنة 1383م على مدينة صوفيا في بلغاريا، ثُمَّ سالونيك في مقدونيا، وشنَّ عدَّة غارات على عديدٍ من القلاع والحُصُون في شمال بلاد اليونان، فاضطَّرب لِذلك المُلوك المسيحيُّون المُجاورون وطلبوا من البابا أوربان الخامس أن يتوسَّط لدى مُلوك أوروپَّا الغربيين لِيُساعدوهم على مُحاربة المُسلمين وإخراجهم من أوروپَّا. وفي 19 جُمادى الآخرة 791هـ المُوافق فيه 12 حُزيران (يونيو) 1389م، التقت الجُيُوش العُثمانيَّة بِالقوى الصربيَّة - تُساندُها قوىٍ من المجر والبلغار والأرناؤوط (الألبانيين) - في سهل قوصوه (كوسوڤو)، فدارت بين الفريقين معركةٌ عنيفة قُتل فيها السُلطان مُراد غدرًا على يد جُندي صربي تظاهر بِالموت.


[38]المقالة 36

الإيالات الشرقيَّة لِلدولة العُثمانيَّة سنة 1803م
اعتمدت الدولة العُثمانيَّة بدايةً من فتح القُسطنطينيَّة سنة 1453م تقسيمًا إداريًّا من خمس مُستويات، وجعلت التقسيم الإداري الأعلى فيها هو «الإيالة» وجمعُها «إيالات»، وقد اشتهرت هذه أيضًا خِلال فترةٍ من الفترات باسم «البكلربكيَّات» ومُفردها «بكلربكيَّة» أو «البشالك» ومُفردها «بشلك»، وكان الخطاب الرسمي العُثماني يُسمِّي إيالات الدولة «إيالات الممالك المحروسة» واختصارًا «الإيالات المحروسة» أو «الممالك المحروسة»، وعُرفت كذلك باسم «إيالات الدولة العليَّة». اقتبس العُثمانيُّون تسمية «الإيالة» من اللُغة الفارسيَّة، التي تأثَّر بها التُرك نتيجة احتكاكهم مع الفُرس مُنذ أن اعتنقوا الإسلام، وكتبوا بها أغلب مؤلفاتهم الأدبيَّة والشعريَّة، على أنَّ الكلمة نفسها مُشتقَّة من العربيَّة من مصدر «آلَ». قسَّم العُثمانيُّون كُل إيالة إلى أقسامٍ إداريَّةٍ أًصغر يُعرف كُلٌ منها بِالـ«سنجق» وعلى رأسه «سنجق بك» أو «أمير لواء» أو «أميرالآي»، وكُل سنجق قُسِّم إلى «أقضية» على رأس كُلٌ منها «قائممقام»، وكُل قضاء يُقسم إلى نواحٍ على رأس كُلٍ منها مُدير، والنواحي إلى قُرى وبلدات ومُدن. وكان كُل والٍ يُلقَّب بِـ«الباشا»، ويجمع بين يديه السُلتطين التنفيذيَّة والقضائيَّة، فكان هو حاكم الإيالة باسم السُلطان الذي هو خليفة المُسلمين، وكان أيضًا ناظر ماليَّة الإيالة، وصاحبُ شُرطتها، وناظرُ قضائها، وأميرُ الجيش المُرابط فيها. وكان لِبعض الإيالات منصب أميرُ بحارٍ نظرًا لِأهميَّة ثُغُورها ودورها في صناعة الأساطيل والجهاد البحري، وكان هذا الأمير يُعرف باسم «القُبطان باشا أو قُبطان البحار». ولقد حلَّت بعض الإيالات في المرتبة الأولى من حيثُ الأهميَّة عند الدوائر الحاكمة في إستانبول نظرًا لِأهميَّتها الاستراتيجيَّة أو السُكَّانيَّة أو الدينيَّة أو الاقتصاديَّة، مثل مصر وبغداد والحبشة والأناضول والروملِّي، ثُمَّ تلتها في الترتيب سائر الولايات مُرتبة بِحسب أقدميَّة فتحها. ثم استُبدل نظام الإيالات بِنظام «الولايات» خِلال عهد السُلطان عبدُ العزيز خان بن محمود، في الفترة التي اشتهرت باسم «عهد التنظيمات في السلطنة العُثمانيَّة».


[39]المقالة 37

مسجد محمد علي
مسجد محمد علي أو مسجد الألبستر أو مسجد المرمر هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة. أنشأه محمد علي باشا ما بين الفترة من 1830م إلى 1848م على الطراز العثماني، على غرار مسجد السلطان أحمد بإسطنبول. ويدعى أحياناً بمسجد المرمر أو الألبستر لكثرة استخدام هذا النوع من الرخام في تكسية جدرانه. اهتم خلفاء محمد علي باشا بالمسجد فأتموا البناء وأضافوا إليه بعض الإضافات البسيطة، كما جعلوه مقراً للاحتفال بالمناسبات الدينية السنوية، وكانوا على الترتيب عباس حلمي باشا الأول، محمد سعيد باشا، إسماعيل باشا، توفيق باشا. إلا أن أضخم عملية ترميم كانت في عهد فؤاد الأول الذي أمر بإعادة المسجد إلى رونقه القديم بعد أن أصابت جدرانه التشققات بفعل خلل هندسي، كما اهتم ابنه فاروق الأول من بعده بالمسجد أيضاً وافتتحه للصلاة من جديد بعد إتمام عملية ترميمه. شُيد المسجد في قسم من أرض قصر الأبلق داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وهو حالياً من آثار حي الخليفة التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، ويجاوره داخل القلعة مسجد الناصر قلاوون، أما خارجها وبالقرب من سور القلعة تقع عدة مساجد أثرية أخرى تتمثل في مسجد السلطان حسن، مسجد الرفاعي، مسجد المحمودية، مسجد قاني باي الرماح، مسجد جوهر اللالا. المسجد في مجموعه مستطيل البناء، ينقسم إلى قسم شرقي معد للصلاة، وقسم غربي وهو الصحن الذي تتوسطه فسقية الوضوء، ولكل من القسمين بابين متقابلين أحدهما قبلي والآخر بحري. بالنسبة للقسم الشرقي فهو مربع الشكل طول ضلعه من الداخل 41 متر، تتوسطه قبة مرتفعة قطرها 21 متر، وارتفاعها 52 متر، عن مستوى أرضية المسجد، وهي محمولة على أربعة عقود كبيرة وتتكئ أطرافها على أربعة أكتاف مربعة، ومن حولها توجد أربعة أنصاف قباب، ونصف خامس يغطي بروز المحراب، بخلاف أربعة قباب صغيرة موزعة بأركان المسجد. شُرع في إنشاء المسجد سنة 1246هـ/1830م، ووضع أساسه على الصخر، واختيرت الحجارة الضخمة لبناؤه، وكانت تربط بكانات من الحديد يسبك حول أطرافها بالرصاص، واستمر العمل به حتى وفاة محمد علي باشا سنة 1265هـ/1848م فدفن في المقبرة التي أعدها لنفسه بالمسجد.


[40]المقالة 38

أرطغرل
الأميرُ الغازي أرطُغرُل بك بن سُليمان شاه القايوي التُركماني، أو اختصارًا أرطغرل (بالتركية: Ertuğrul)‏، (باللغة التركية العثمانية: ارطغرل، إضافة إلى لقب غازي) (بالتركية: Ertuğrul Gazi)‏ أو أرطغرل بك (بالتركية: Ertuğrul Bey)‏ (ومعنى الاسم: بالتركية "ار er" تعني "رجل أو جندي أو بطل"، و"طغرل tuğrul" تعني "طائر العقاب أو طير جارح" - ومعنى اسم أرطغرل قد يكون: الرجل العقاب أو الطير الجارح البطل، والمعلوم أن العقاب لا يأكل إلا من صيد مخالبه فلعل اسمه كان تيمنا بقوته على أعدائه) المولود حوالي عام 1191م – والمتوَفي عام 1281م بمدينة سكود، بالأناضول. هو والد السلطان عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، وهو أيضا قائد قبيلة قايى من أتراك الأوغوز. من المعلومات المؤكدة أن أرطغرل ينحدر من القبيلة الأولى من قبائل الأوغوز البالغة 24 قبيلة، ومن عائلة بكوات عشيرة قايى التي تُعتبر سلالة خاقانية، ومن المعلومات المؤكدة أيضا أن أباه وأجداده هم بكوات (أمراء) هذه العشيرة، ومذهب القبيلة والأسرة هو المذهب السنّي الحنفي. على الرغم من ثبوت وجود أرطغرل تاريخياً عن طريق العملات المسكوكة من قِبَل ابنه عثمان الأول، والتي تحدد اسم والده بأرطغرل، إلا أنه لا يوجد أي شيء آخر معروف على وجه اليقين بخصوص حياته أو أنشطته. ولكن وفقا للتراث العثماني، فإن أرطغرل كان ابن سليمان شاه التركماني (شاه معناه ملِك وإذا جاء بعد الاسم فإنه يعني السيد من أتراك الأوغوز الذين نزحوا من شرق إيران إلى الأناضول هرباً من الغزو المغولي. وهناك نسب افتراضي آخر لأرطغرل هو: أرطغرل بن كندز آلب بن قايا آلب بن كوك آلب بن صارقوق آلب بن قايى آلب الذي اكتسبت القبيلة منه اسمها. وفقا لرواية التراث العثماني، فإن أرطغرل وأتباعه دخلوا في خدمة سلاجقة الروم بعد وفاة والده، وكوفىء بالسيادة على بلدة سكود (تُلفظ سوغوت، ومعناها شجر الصفصاف) (بالتركية: Söğüt)‏ الواقعة على الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية في ذاك الوقت.


[41]المقالة 39

رسم للسُلطان الغازي بايزيد خان الأوَّل المُلقب بِيلدرم
صاعقةُ الإسلام سُلطانُ إقليم الرُّوم الغازي جلالُ الدين يلدرم بايزيد خان الأوَّل بن مُراد بن أورخان العُثماني، ويُعرف اختصارًا باسم بايزيد الأوَّل أو يلدرم بايزيد؛ و«يلدرم» كلمة تُركيَّة تعني «البرق» أو «الصاعقة»، وهو لقب أطلقهُ السُلطان مُراد الأوَّل على ابنه بايزيد لِسُرعة تحرُّكه وتنقُله بِرفقة الجُند، لِذلك كثيرًا ما يُعرف هذا السُلطان في المصادر العربيَّة باسم «بايزيد الصاعقة» أو «بايزيد البرق». هو رابع سلاطين آل عُثمان وثاني من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُراد، وهو أيضًا ثاني سُلطانٍ عُثمانيٍّ صاحب جُذورٍ تُركمانيَّة - بيزنطيَّة. والدته هي گُلچيچك خاتون. تولَّى بايزيد عرش الدولة العُثمانيَّة بعد مقتل والده مُراد في معركة قوصوه، وأثبت كفاءته العسكريَّة وقُدراته التنظيميَّة لمَّا تمكَّن من قيادة الجُيُوش العُثمانيَّة إلى النصر على الصليبيين في المعركة المذكورة. ورث بايزيد عن أبيه دولةً واسعةً، فانصرف إلى تدعيمها بِكُل ما يملك من وسائل. ثُمَّ إنهُ انتزع من البيزنطيين مدينة فيلادلفية، وكانت آخر مُمتلكاتهم في آسيا الصُغرى، وأخضع البُلغار سنة 1393م إخضاعًا تامًا. وجزع الغرب عندما سمع بِأنباء هذا التوسُّع الإسلامي في أوروپَّا الشرقيَّة، فدعا البابا بونيفاس التاسع إلى شن حربٍ صليبيَّةٍ جديدةٍ ضدَّ العُثمانيين. وقد لبَّى النداء عدد من مُلُوك أوروپَّا كان في مُقدمتهم سيگيسموند اللوكسمبورغي ملك المجر بعد أن أنشأ جيشًا من المُتطوعين المُنتسبين إلى مُختلف بُلدان أوروپَّا الغربيَّة. ولكنَّ بايزيد هزم جُنُود سيگيسموند في معركة نيقوپولس وردَّهم على أعقابهم. وقد حاصر بايزيد القُسطنطينيَّة مرَّتين مُتواليتين، ولكنَّ حُصُونها المنيعة ثبتت في وجه هجماته العنيفة، فارتدَّ عنها خائبًا. وفي ربيع سنة 1402م، تقدَّم تيمورلنك نحو سهل أنقرة لِقتال بايزيد، فالتقى الجمعان عند «چُبُق آباد» ودارت معركةٌ طاحنةٌ انهزم فيها العُثمانيُّون، وحاول السُلطان بايزيد الهرب، فأسرهُ المغول وحملوه معهم في قفصٍ من حديد كما تُشير العديد من الروايات التاريخيَّة. وتُوفي بايزيد في الأسر سنة 1403م.


[42]المقالة 40

أولو جامع ومن خلفه جزء من جبل أولو داغ
مسجد أُولُو جامع ببورصة، ومعناه «الجَامِعٌ الأَعْظَمُ» ببورصة وفي التسمية الأجنبية: «جامع بورصة الكبير» هو مسجد كبير بناه السلطان العثماني بايزيد الأول أواخر القرن الرابع عشر الميلادي بمدينة بورصة، بتركيا. اسم الجامع مأخوذ من اسم جبل «أُولو» الشاهق ببورصة. بُني الجامع على الطريقة المعمارية السلجوقية بين عامي 1396م و1399م. وللجامع 20 قُبّة بحسب النذر الذي نذره السلطان بايزيد الأول، ومئذنتان. كان مسجد أُولُو جامع أحد أهم خمسة مساجد في العالم الإسلامي في زمن بنائه. وهو يُعتبر بداية انطلاقة العمارة العثمانية. يوجد بالجامع كسوة باب الكعبة الشريفة التي أعدها المماليك في مصر عام 1516م، وقد أُحضرت الكسوة من مكة بعد استبدالها بأخرى جديدة في أول حج بعد الفتح العثماني لمصر والحجاز، وأُعطيت لخليفة المسلمين السلطان سليم الأول (ولقبه: ياووز سليم) عام 1517م فأودعها أولو جامع ببورصة. تلك الكسوة هي وثيقة سياسية هامة تمثل انتقال الخلافة من العباسيين المقيمين في مصر إلى الدولة العثمانية، وهي أقدم كسوة كاملة لباب الكعبة معروفة حالياً في العالم. يُشير المنبر الخشبي بالجامع الذي صُنع عام 1399م إلى تقدّم العلوم والفنون الإسلامية، إذ توجد على جانبي منبر الجامع تراكيب خشبية دقيقة عن النظام الشمسي وعن المجرة مُشكّلة بفن تعشيق الخشب، توضح الحركات المدارية لكواكب المجموعة الشمسية وبُعدها عن الشمس وفرق الحجم بينهما. بنى السلطان بايزيد الأول المئذنة الأولى في الزاوية الشمالية الغربية للجامع. وبنى ابنه السلطان محمد الأول لاحقًا المئذنة الشرقية في الركن الشمالي الشرقي للجامع. أُضيف إلى الجامع في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي لوحات فنية للخط العربي مكتوبة بخط ذهبيّ على مخمل أخضر غامق اللون، أو على جدران وأعمدة الجامع المربعة، اجتمع لها أبرع الخطاطين في ذلك العصر بأمر الخليفة، مما يُعَدُّ ميزة متفردة للجامع في العصر الحديث. يقع الجامع الآن في وسط مدينة بورصة بتركيا ضمن ما يُعرف بالسوق المسقوف أو السوق الكبير (البازار)، ويطل على شارع أتاتورك.


[43]المقالة 41

صورة لمريانا مرّاش من كتاب «تاريخ الصحافة العربيّة» لمؤلفه فيليب دي طرازي
مَريَانَا بنت فَتح الله بن نَصر الله مَرَّاش (1848-1919) تُعرف أيضاً باسم مَريَانَا المَرَّاش أو مَريَانَا مَرَّاش الحَلبيّة، كاتبةٌ وشاعرة سوريّة، ولدت في مدينة حلب لعائلة تتبع الطائفة الملكانيّة وتوفيت في مسقط رأسها. برزت مريانا مرَّاش خلال حركة النهضة العربيّة، إذ تُعتبر من أوائل النساء اللواتي كتبن في الصحف العربيّة، كما كانت أول كاتبة سوريّة تقوم بنشر مجموعة شعريّة. أعادت مريانا مرَّاش إحياء تقليد الصالونات الأدبيّة في الشرق الأوسط. كانت عائلتها تعمل في التجارة وكان لها اهتماماتٌ أدبيّة. اهتمّ فتح الله المرّاش والد مريانا بالقراءة، فجمع خلال حياته مكتبةً كبيرةً خاصّة به ليُعلِّم من خلالها أولاده الثلاثة فرنسيس وعبد الله ومريانا مراش، ولاسيّما في مجال اللغة العربيّة والأدب. قالت الكاتبة والباحثة الغربيّة في الأدب العربيّ مارلين بوث أن والدة مريانا مراش تنحدر من "عائلة الأنطاكي الشهيرة"، وقد كانت إحدى أقارب رئيس الأساقفة ديمتريوس أنطاكي. تعلّمت مريانا مراش في وقت لم تتلقين النساء في الشرق الأوسط تعليماً بشكل كبير، إذ مثَّل تعليم والدي مريانا مراش لمريانا تحدياً للاعتقاد السائد آنذاك بأنه لا يجب تعليم الفتيات، وقد قالت مارلين بوث عن تلك الفترة بأن الوضع وصل آنذاك إلى حد أنه «لا ينبغي على الفتاة أن تجلس في غرفة استقبال [الضيوف] الرجال». وهكذا، سجّل فتح الله المرّاش ابنته ذات الأعوام الخمس في مدرسة مارونيّة. وتلقَّت أيضاً التعليم على يد راهبات القديس يوسف في حلب. أخيراً، ذهبت مريانا مراش إلى المدرسة الإنجليزيّة في بيروت. وإضافةً إلى التعليم الرسميّ في المدارس السابقة، فقد احتكّت مريانا مراش بالثقافات الفرنسيّة والأنجلوساكسونيّة، ودرست على يد والدها وإخوتها، لاسيّما مادة الأدب العربيّ. ذكرت أول سيرة ذاتيّة لمريانا مراش أنها تفوّقت في مواد اللغة الفرنسيّة والعربيّة والرياضيّات، وأنها كانت تعزف على آلة البيانو والقانون وتغني بشكل جميل. بدأت مرّاش أوائل سبعينات القرن التاسع عشر بكتابة مقالات وقصائد للجرائد الدوريّة، ولاسيّما «الجنان» و«لسان الحال» في بيروت.


[44]المقالة 42

السُلطان مُحمَّد خان الأوَّل
السُلطان الغازي الغيَّاثي مُمهِّد الدولة والدين چلبي مُحمَّد خان الأوَّل بن بايزيد بن مُراد العُثماني، ويُعرف اختصارًا باسم مُحمَّد الأوَّل أو مُحمَّد چلبي، هو خامس سلاطين آل عُثمان وثالث من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده بايزيد وجدُّه مُراد، ولم يُراعِ بعض المُؤرخين هذا الترتيب بل اعتبروا باقي أبناء السُلطان بايزيد الأوَّل سلاطينًا على البلاد التي تنازعوا مُلكها بعد هزيمة أنقرة ووفاة والدهم، لكنَّ المُتفق عليه هو عدم اعتبار من نازع السُلطان مُحمَّد چلبي في المُلك من إخوته، وعدِّه هو خامس سلاطين الدولة العُثمانيَّة، لِكون إخوته لم يلبثوا في المُلك مُدَّة طويلة. تولَّى مُحمَّد چلبي عرش الدولة العُثمانيَّة بعد فترة صراعٍ بينه وبين إخوته دامت نحو 11 سنة (804 - 816هـ \ 1402 - 1413م)، عُرفت باسم «عهد الفترة»، وهي فترة عقيمة في التاريخ العُثماني، إذ لم تحصل فيها توسُّعات وفُتُوحات ولم يعمل العُثمانيُّون على استرداد ما سلبهم إيَّاه تيمورلنك بعد أن هزمهم في واقعة أنقرة، بل ادَّعى كُلُّ ابنٍ من أبناء بايزيد الأوَّل: سُليمان وعيسى وموسى ومُحمَّد، الأحقيَّة لِنفسه في خِلافة أبيه، وتنازعوا بينهم أشلاء الدولة المُمزقة رُغم تربُّص الأعداء بهم من كُل جانب، إلَّا أنَّ النصر كان من نصيب مُحمَّد في نهاية المطاف، فانفرد بِمُلك ما تبقَّى من بلاد آل عُثمان، وكانت مُدَّة حُكمه كُلُّها حُروبًا داخليَّةً لِإرجاع الإمارات التي استقلَّت في مُدَّة الفوضى التي أعقبت موت السُلطان بايزيد في الأسر. دام مُلك هذا السُلطان حوالي 8 سنوات أعاد لِلسلطنة خِلالها الرونق الذي كادت تخسره بِحرب تيمورلنك، وكان شُجاعًا محبوبًا ذا سياسة، فأرجع لِإمبراطور الروم عمانوئيل الثاني البلاد التي كان أبوه قد ضمَّها إلى دولته، وهو أوَّل من شرع بِتعليم العساكر البحريَّة في الدولة العُثمانيَّة. ولمَّا قضى سنيّ حُكمه في إعادة بناء الدولة وتوطيد أركانها فقد اعتبره بعض المُؤرخين المُؤسس الثاني لِلدولة العُثمانيَّة.


[45]المقالة 43

قصر العظم
قصر العظم هو قصر شُيد في القرن الثامن عشر الميلادي، ويقع في النهاية الشمالية لسوق البزورية بدمشق القديمة، سوريا، وعلى شماله يقع الجامع الأموي الكبير، وتبلغ مساحته الاجمالية 6400 متر مربع، وهو من بناء والي دمشق الوزير أسعد العظم عام 1749م، ويعد القصر نموذجاً للفن المعماري العربي الإسلامي المتطور، فتخطيطه ونمط بنائه وزخارفة في الحجر والرخام والخشب والمعدن تمثل صورة عن مباني دمشق في العهد العثماني. ويعزوا بعض المؤرخين إلى أن هنالك جناح في القصر يرجع تاريخه لعهود سابقة قبل أن يبني أسعد القصر الحالي، ويقع هذا الجناح القديم في الزاوية الجنوبية الشرقية من القصر. وللقصر بوابة ضخمة وضمنها باب صغير يسمى بباب خوخة.تم ترميم قصر العظم في عام 1954م ليصبح من أجمل وأروع القصور ونماذج العمارة الدمشقية، وتحول إلى متحف للتقاليد الشعبية، ورمم القصر بجميع أقسامه الداخلية والخارجية وقاعاته وتم تجهيز قاعات عديدة تعرض الكثير من العادات والتقاليد وتمثل الفلكلور السوري. يعد من أحد أهم معالم دمشق القديمة في سوريا ومن أروع وأجمل المباني الإسلامية. كما أنه يعد نموذجًا للبناء الشامي - الدمشقي القديم بحجارته الملونة وأقسامه وقاعاته وحدائقه الداخلية ونوافير الماء وقاعاته الدمشقية المميزة الرائعة وأقسامه العديدة، وهو من أهم مقاصد السياح في مدينة دمشق القديمة وقد اختير كواحد من أجمل الأبنية الإسلامية. جميع واجهات المبنى تتكون من الحجر، تتألف من رضم بيضاء معاً مع رضم زهراء صهباء وسوداء اللون، ويوجد باب فخم يمكن الوصول إليه من سلمين متناظرين وتتزين جبهة قوس الباب بحجارة بيضاء وصهباء متعاشقة، تكتنفها من الأعلى خيوط وزخارف هندسية متشابكة تؤلف اطراً وتاجاً مستطيلاً، مرصوعة بالرخام والصدف اللامع. وتظهر فوق تاج الباب لوحة زينة كبيرة ذات اطار من أحجار ألوانها بيضاء وصهباء، تُحد بخيط رخامي أسود اللون، وفي الوسط إطار داخلي مزين بزخارف بارزة.


[46]المقالة 44

السُلطان مُراد خان الثاني
خيرُ المُلُوك السُلطان الغازي أبي الخيرات مُعز الدين وسياج المُسلمين مُراد خان الثاني بن مُحمَّد بن بايزيد العُثماني، ويُعرف اختصارًا باسم مُراد الثاني أو خُوجة مُراد هو سادس سلاطين آل عُثمان ورابع من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُحمَّد وجدُّه بايزيد وجد والده مُراد، وأوَّل من لُقِّب بِالـ«ثاني» من سلاطين آل عُثمان، وأوَّل من قُلِّد سيف عُثمان الغازي عند البيعة. تولَّى مُراد الثاني عرش الدولة العُثمانيَّة بعد وفاة والده مُحمَّد، واشتهر بين مُعاصريه بِلُجوئه إلى مُسايسة أعدائه كُلَّما كان بِوسعه ذلك، وكان - على الرُغم من ذلك - مُغرماً بِالفُتُوحات، على أنَّهُ لم يشن حربًا إلَّا وهو واثق من النصر، وكان ذا حزمٍ وعزمٍ، وهو وإن لم يُضارع أسلافه في الفُتُوح إلَّا أنَّهُ كان جديرًا بِأن يشترك مع والده بِحمل لقب الباني الثاني لِلدولة العُثمانيَّة، وذلك لِأنَّ السُلطانين توصَّلا بِجُهُودهما الكبيرة إلى إعادة الشأن لِلدولة العُثمانيَّة كما كان لها قبل نكسة أنقرة على يد المغول بِقيادة تيمورلنك. حاصر مُراد الثاني القُسطنطينيَّة بِجيشٍ عظيم لكنَّهُ لم يُوفَّق إلى فتحها، وكان حصارها عقابًا لِلرُّوم على إطلاقهم سراح الشاهزاده مُصطفى بن بايزيد، عم السُلطان مُراد المُدِّعي بِالحق في عرش آل عُثمان، وإثارة الأخير بلبلة في وجه ابن أخيه. وتمكَّن السُلطان مُراد من إخضاع جميع الإمارات التُركمانيَّة في الأناضول التي كان جدُّه بايزيد قد ضمَّها إلى الدولة العُثمانيَّة ثُمَّ أقامها تيمورلنك مُجددًا لمَّا تغلَّب على العُثمانيين في معركة أنقرة، كما أجبر الإمبراطور البيزنطي على الخُضُوع لِلدولة العُثمانيَّة ودفع جزية معلومة، واستطاع الاستيلاء على كُل الحُصُون والقلاع التي كانت لم تزل تحت تصرُّف الرُّوم في سواحل الروملِّي وبلاد مقدونيا وتساليا. واستخلص كُل المُدن الواقعة وراء برزخ كورنثة حتَّى باطن المورة. كان مُراد الثاني شاعرًا ينظم القصائد بِالفارسيَّة والعربيَّة والتُركيَّة، وشهد عهده أهم الخُطُوات على صعيد الحياة الثقافيَّة العُثمانيَّة؛ وخاصَّةً على صعيد الفلسفة السياسيَّة.


[47]المقالة 45

تحركات القوات المتحاربة أثناء المعركة
معركة ڤارنا (باللغة التركية العثمانية: وارنه محاربه سى) (بالتركية: Varna Muharebesi)‏، آخر الحملات الصليبية ضد الدولة العثمانية في العصور الوسطى، وآخر معركة في حملة ڤارنا الصليبية، وإحدى الحروب التي غيرت مجرى التاريخ في المنطقة ووطدت مستقبل العثمانيين لأكثر من أربعة قرون بعدها في منطقة البلقان. وقعت "معركة ڤارنا" يوم "الخميس" (هناك اختلافات في التقاويم لحساب اسم هذا اليوم من الأسبوع) بتاريخ 28 رجب 848هـ الموافق في 10 نوڤمبر 1444م، بالقرب من مدينة ڤارنا البلغارية الواقعة غرب البحر الأسود، بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان مراد الثاني، وقوات الحملة الصليبية الأوروپيَّة بقيادة القائد السياسي والعسكري المُحنَّك يوحنا هونياد أكبر الولاة والنبلاء في المملكة المجرية والذي كان قائداً لكل القوات المسيحية المشتركة. أُختير ملك بولونيا والمجر ڤلاديسلاڤ الثالث قائدا شرفياً على الجيوش الأوروپية في تلك المعركة التي انتهت بمقتله، كما شارك فيها "ميرچه الثاني" حاكم "الأفلاق"، والمندوب البابوي الكاردينال "يوليان سيزاريني" وأساقفة محاربون آخرون. وقَّع السلطان مراد الثاني هُدنة لمدة عشر سنوات مع المجر، وأقسم ملك المجر على الإنجيل والسُلطان مراد الثاني على القُرآن الكريم على عدم مُخالفتهما شُرُوط هذا الصُلح ما داما على قيد الحياة. نقض الصليبيون والبابا عهد الصلح الذي عقدوه مع العثمانيين خلال أيام بعد أن نفّذ العثمانيون شروط العهد من جانبهم وسلَّموا عدة بلاد ومدن للصليبيين، فحنث الملك الصليبي باليمين الذي أقسمه على الإنجيل ولم يُنفذ بنود معاهدة الصلح وغدَرَت الدول الصليبية بأن حشدوا جيوشهم بدون إعلان حرب أو إلغاء للمعاهدة وساروا قاصدين مدينة ڤارنا الواقعة على ساحل البحر الأسود في بلغاريا يُذبِّحون في طريقهم المسلمين الآمنين بالصلح في المدن والقُرى الواقعة على مسار الجيش، كي يلتقوا بالسفن الصليبية عند ڤارنا ويستقلوها ثم يباغتوا أدرنة عاصمة الدولة العثمانية


[48]المقالة 46

جنود محمد علي باشا وقد أحاطوا بالمماليك من كل جانب وأمطروهم بوابل من الرصاص. بريشة إميل جان هوراس فيرنيه
مذبحة القلعة، أو مذبحة المماليك هي حادثة تاريخيَّة وقعت في ولاية مصر العثمانية دبرها محمد علي باشا للتخلص من أعدائه المماليك يوم الجمعة 5 صفر سنة 1226 هـ الموافق 1 مارس لعام 1811م. حيث جهز حفلًا ضحمًا بمناسبة تولي ابنه أحمد طوسون باشا قيادة الجيش الخارج إلى الحجاز للقضاء على حركة محمد بن عبد الوهاب في نجد، ودعا رجال الدولة وأعيانها وكبار الموظفين العسكريين والمدنيين وزعماء المماليك لشهود هذا الحفل. فلبى 470 مملوك الدعوة، وحضروا إلى القلعة في أزهى الملابس والزينة. وعند تقليد الأمير طوسون خلعة القيادة، سار الجميع خلف الموكب للاحتفال، واستُدرِجَ المماليك إلى باب العزب، وفتح الجنود عليهم وابل الرصاص، وساد الهرج والمرج، وحاول المماليك الفرار، لكن قُتِل أغلبهم بالرصاص، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ومن نجا منهم من الرصاص، ذُبِحَ على أيدي الجنود. ولم ينج منهم سوى مملوك واحد يدعى "أمين بك" تمكن من الهرب إلى الشام. وبعدما ذاع الخبر؛ انتشرت الفوضى في البلاد لمدة ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف السلب والنهب إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الانضباط. انقسمت الآراء حول مذبحة القلعة، فمنهم من رأى أنها حادثة غدر أساءت لسمعة محمد علي، ووصمة عار في تاريخ مصر، ومنهم من وصفها بحادثة أدخلت الرعب في قلوب المصريين لعقود. ومنهم من رأى أنها كانت خيرًا لمصر، وخلّصت مصر من شر المماليك، ومنهم من رأى أن محمد علي كان مضطرًا لذلك للدفاع عن نفسه وحكمه من المماليك الذين كانوا لا ينفكون للسعي إلى السلطة.


[49]المقالة 47

بايزيد الثاني
بايزيد الثاني هو ثامن سلاطين آل عُثمان وسادس من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُحمَّد الفاتح وأجداده من مُراد الثاني إلى مُرادٍ الأوَّل، وثالث من لُقِّب بِالـ«ثاني» من سلاطين آل عُثمان، وثاني من حمل لقب «قيصر الروم» من الحُكَّام المُسلمين عُمومًا والسلاطين العُثمانيين خُصوصًا بعد والده الفاتح. والدته هي أمينة گُلبهار خاتون، وقيل مُكرَّمة خاتون، وكان مولده سنة 851هـ المُوافقة لِسنة 1447م، وهو بِكر أولاد السُلطان مُحمَّد الفاتح، وخلفهُ على عرش آل عُثمان بعد وفاته سنة 886هـ المُوافقة لِسنة 1481م. كان السُلطان بايزيد الثاني ميَّالًا لِلسِّلم أكثر منهُ إلى الحرب، مُحبًّا لِلعُلُوم والآداب مُشتغلًا بها، ولِذلك سمَّاهُ بعض المُؤرخين العُثمانيين «بايزيد الصُّوفيّ». لكن دعتهُ سياسة الدولة والمُستجدَّات الخارجيَّة الخطيرة التي ظهرت في أيَّامه إلى ترك أشغاله السلميَّة المحضة والاشتغال بِالحرب، وكانت أوَّل حُرُوبه داخليَّة، ذلك أنَّ أخاه جَمًّا أشهر العصيان في وجهه وحاول بدايةً ادعاء الأحقيَّة لِنفسه بِالعرش، ولمَّا فشل في ذلك عرض على أخيه اقتسام الدولة بينهما، فيختصُّ جَمّ بِالبلاد الآسيويَّة وبايزيد بِالبلاد الأوروپيَّة، فلم يقبل بايزيد، بل حارب أخاه وقهره حتَّى أجبره إلى الالتجاء لِلدولة المملوكيَّة، وقد عاد جَمّ فيما بعد إلى الأناضول وحاول مُجددًا التربُّع على العرش فهُزم مرَّة أُخرى، واضطرَّ إلى الهُرُوب مُجددًا وعاش بقيَّة حياته منفيًّا في أوروپَّا الغربيَّة. ولم تحدث في عهد هذا السُلطان فُتُوحاتٌ ذات أهميَّة كبيرة في أوروپَّا، بل اقتصرت نشاطاته العسكريَّة على المناطق الحُدُوديَّة لِصدِّ الاعتداءات الخارجيَّة، فلم تتوسَّع الدولة بِشكلٍ كبير.


[50]المقالة 48

الحسين بن علي شريف مكة
الشريف حسين بن علي بن محمد الهاشمي (1853 -4 يونيو 1931)، مُؤسِّس المملكة الحجازية الهاشمية، قائدُ الثورة العربية الكبرى في مطلع القرن العشرين، وأوَّل من نادى باستقلال العرب من حكم الدولة العثمانية. ينتسِب إلى الأشراف من بني هاشم ولقّب بـ «ملك العرب». وُلد في الأستانة عام 1853 أثناء وجود والده هناك، وتلقّى علومه الأولى فيها ثم عاد إلى مكة وعاش في كنف عمه الذي قرَّبه إليه وأسند إليه بعض المهام. برزت توجُّهاته التي تدعو إلى التخلص من الحكم الأجنبي وتحقيق الاستقلال العربي فقاد الثورات المسلحة ضد الدولة العثمانية من أجل استقلال العرب. نُفي إلى الأستانة سنة 1893 بعد خلافه مع عمه عون الرفيق، ومكث فيها لفترة إلى أنْ عاد سنة 1908 أميرًا على مكة ليدير شؤون البلاد وهو يتطلّع إلى الاستقلال العربي التام الذي كان يعمل من أجله. تزوّج الشريف الحسين بن علي ثلاث مرات: الأولى من ابنة عمه «عابدية» التي أنجبت له ثلاث أبناء ذكور وهم بالترتيب: عليّ وعبد الله وفيصل. ثم تزوّج في المرة الثانية من فتاة شركسية أنجبت له ابنة واحدة ولكن هذا الزواج لم يدم طويلًا، وفي المرة الثالثة تزوّج من «عادلة خانم» حفيدة رشيد باشا الكبير فولدت له ابنه الرابع زيد وابنتين: فاطمة وسّرَّةَ. عمل الشريف الحسين على استعادة مكانة الإمارة الحجازية إلى سابق عهدها وإصلاح ما أفسده عمه الذي أهمل شؤون الأمن وابتز أموال الحجاج وتقاعس عن الضرب على أيدي العابثين، أدى هذا الأمر إلى خلافه مع الولاة العثمانيين الذين كانوا متواطئين مع عمه. سعى الشريف الحسين إلى المحافظة على سلامة الحج والحجاج باعتباره أحد أهم مسؤوليات شريف مكة، وكان من المعارضين بشدة لسياسة جمعية الاتحاد الترقي التي تولَّت الحكم في الدولة العثمانية.


[51]المقالة 49

مُنمنمة عُثمانية تُصوِّر معركة نيقوبوليس
معركة نيقوپوليس أو معركة نيكوبلي [(بالتركية العثمانية: نيكوبلى مُحاربەسى)‏ و(بالتركية: Niğbolu Muharebesi أو Niğbolu Haçlı Seferi)‏] أو حملة نيقوپوليس الصليبية، وقعت على الضفة اليُمنى الجنوبية لنهر الدانوب يوم 25 سبتمبر 1396م / 22 ذو الحجة 798 هـ، وفي بعض المصادر يوم 28 سبتمبر، وأسفرت عن انتصار ساحق حاسم للجيش العثماني بقيادة السلطان «يلدرم» بايزيد الأول (لقبه «يلدرم» ومعناه بالتركية: «الصاعقة»، لسرعة انقضاضه في الحرب كالصاعقة)، وهزيمة جيش التحالف المجري الكرواتي البلغاري الأفلاقي الفرنسي البُرغُوني الألماني وقوات متنوعة وبمساعدة أسطول بحري من البندقية على يد جيوش الدولة العثمانية، ونهاية الإمبراطورية البلغارية الثانية. وغالباً ما يُشار إليها باسم واقعة الحملة الصليبية عند مدينة نيقوپوليس في بلغاريا بقيادة سيغيسموند ملك المجر. بعد انتصار العثمانيين الساحق على الصليبيين في معركة قوصوه عام 1389م لم تعد هناك قوة صليبية أخرى قادرة على الوقوف أمامهم، وانساحت جيوشهم يفتحون معظم بلاد البلقان حتى تقلّصَت الإمبراطورية البيزنطية إلى المنطقة المحيطة بعاصمتها القسطنطينية، فضرب السلطان العثماني بايزيد الأول عليها حصاراً دائماً بدءاً من عام 1394م، ولذلك تحركت حملة صليبية جرارة لردع العثمانيين عام 1396م، إلا أن السلطان خرج لهم بجيشه وقطع عليهم تقدمهم وفاجأهم في نيقوپوليس، فأبادهم بعد معركةٍ حامية الوطيس، وأحرز العثمانيون مرةً أخرى نصراً حاسماً على الصليبيين في ذلك العام. يُشار إلى تلك المعركة بأنها آخر الحملات الصليبية واسعة النطاق في العصور الوسطى، هي و‌حملة ڤارنا الصليبية (1443م-1444م) التي تلتها، والتي انتهت أيضاً بانتصار العثمانيين ومهَّدت لفتح القسطنطينية بعدها بإحدى عشرة سنةً (1453م).