انسحاب إسرائيل من لبنان 2000
احتلت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ضمن سلسلة أمنية بعيدة المدى. وأنشأت فيه ميليشيا من المتعاونين معها بقيادة سعد حداد ثم أنطوان لحد، وفي عام 1982 دخلت إسرائيل إلى بيروت ثم انسحبت وبقيت في الجنوب حتى عام 2000.[1] حيث أعلن إيهود باراك - والذي كان رئيس الوزراء آنذاك - في هذا العام الانسحاب التام من الجنوب دون أي اتفاق مع لبنان. وتبع انسحاب الجيش الإسرائيلي جميع القوى اللبنانية المساندة له. فيما عدا مزارع شبعا والتي لا تزال محتلة حتى الآن.[2]
تفاصيل الحدث
كانت قد قامت إسرائيل عام 1978 باجتياح لبنان، لأهداف أمنية خاصة بها،[2] وجعلت ذلك على عدة مراحل. ففي المرحلة الأولى من هذا الاجتياح كانت إسرائيل تحتل منطقة امتدت من الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى حدود طرابلس في الشمال اللبناني بما في ذلك الجبال اللبنانية و بيروت العاصمة، لكنها اضطرت للانسحاب من معظم هذه الأراضي تحت ضغط هجمات المقاومة اللبنانية الناجحة. ونتيجة لذلك اقتصر احتلال إسرائيل على قرى الجنوب اللبناني وغرب البقاع التي تم تحريرها في 25 مايو عام 2000، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها مخلفا مليشيا جيش لبنان الجنوبي المتعاونة معه بقيادة أنطوان لحد تواجه مصيرها بنفسها.[1] وكان ذلك باستثناء مزارع شبعا، وهي منطقة تصل مساحتها إلى ما يقارب 250 كم.[3]
أسباب الانسحاب
كان للمقاومة الوطنية والإسلامية وعلى رأسها حزب الله في لبنان دورا كبيرا في استنزاف قوات الاحتلال وجعل بقاءه في لبنان عبئا عسكريا واقتصاديا وأخلاقيا، وتهيأت لها ظروف معقولة تساعدها على الاستمرار والقوة، دعم لوجستي وسياسي وإعلامي من الدولة اللبنانية، وتأييد سوري و إيراني، وتمويل شعبي ورسمي، وشعبية كبيرة بين اللبنانيين و العرب، .[1]
لم تقع المقاومة اللبنانية في التعصب أو الفساد والغرور والاعتداء على الناس والمؤسسات الرسمية والشعبية، كما أظهرت المقاومة مسؤولية وانضباطية عالية بحيث عومل سكان المناطق الجنوبية باحترام وإنسانية بخلاف ما كان متوقع مما اكسبها احترام اللبنانيين وبخاصة المسيحيين. ولم تحاول استغلال شعبيتها في مكاسب تتجاوز الخدمة المباشرة للمقاومة. ويمكن اعتبارها حالة نموذجية في تاريخ المقاومة الشعبية.[1]
الأراضي المحررة
ويبلغ عدد القرى المحررة التي كانت واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر 125 قرية، بالإضافة إلى 33 قرية أخرى كانت تحتلها المليشيات العميلة لإسرائيل أو ما كان يسمى بجيش لبنان الجنوبي.[3]
تتبع القرى المحررة إداريا سبعة أقضية هي: صور، بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا، البقاع الغربي، النبطية، جزين.[3]
ردود فعل ما بعد الانسحاب
اعتبر لبنان و العرب الانسحاب نصرا كبيرا فقد حُررت أرض محتلة، وأعاد الانسحاب الاعتبار للمقاومة في الوقت الذي فشلت التسوية السياسية في تحقيق شيء يذكر، وتأكد دور العقيدة في حياة الشعوب وتحررها، وحققت الحركات الشعبية مكاسب سياسية ومعنوية وأكدت قدرتها على العمل والتعاون برغم الاختلاف المذهبي و العقائدي و السياسي وهي تجربة كبيرة للعمل الشعبي والأهلي العربي. ويشجع هذا الانسحاب المسئولين والسياسيين العرب على مزيد من الجرأة والتحرر وجعل الهيمنة الإسرائيلية و الأمريكية أمرا يمكن مواجهته. وكان الانسحاب الإسرائيلي المتعجل والتخلي عن الميليشيات المتعاونة ذا تأثير كبير سواء على العرب أو الإسرائيليين.[1]
انظر أيضا
مصادر
- ^ أ ب ت ث ج موقع: الجزيرة نت قسم المعرفة/ عام على الانسحاب الإسرائيلي من لبنان. نسخة محفوظة 08 يوليو 2009 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب موقع: الجزيرة نت قسم المعرفة/ لبنان.. سنوات الحرب والسلام. نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب ت موقع: الجزيرة نت قسم المعرفة/ الخريطة الجغرافية للقرى المحررة. نسخة محفوظة 09 يوليو 2009 على موقع واي باك مشين.