هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

العلاقات بين الإمبراطورية الرومانية والهند

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

بدأت العلاقات بين الإمبراطورية الرومانية والهند خلال عهد أغسطس قيصر (16 يناير، 27 قبل الميلاد-19 أغسطس، 14 بعد الميلاد)، وهو أول إمبراطور للإمبراطورية الرومانية. يُعد وجود الرومان في سيثيا (الباكستان حاليًا) والهند والعلاقات بينهما خلال فترة الإمبراطورية الرومانية موثق بشكل سيئ. لم تتبقى أي رواية من روايات المعاصرين أو شبه المعاصرين لفترة ما قبل فتوحات الإسكندر الأكبر في الهند؛ لذلك يعتمد الفهم الحديث على أدلة أدبية ونقدية (علم النقود والعملات) وأثرية أكثر وفرة، ويتعلق ذلك بشكل أساسي بالتجارة بينهما.

الرحمانية (كتاب الطريق)

يعود تاريخ كتاب رحمانيات بحر اريترا، الذي كتبه قبطان مجهول باليونانية، بشكل موثوق إلى الفترة منذ عام 40 حتى عام 70 وربما بين عامي 40 و50 بعد الميلاد.[1][2]

يسرد مؤلف الرحمانيات الموانئ بدءًا من ميناء بارباريكون من عند مصب نهر السند في الغرب بالقرب من كراتشي الحديثة؛ وذلك حول الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة الهندية والشمال حتى مصب نهر الغانج بالقرب من كلكتة الحديثة (كلكتا). لم يقدم المؤلف أي معلومات سياسية عن الموانئ الواقعة على الساحل الشرقي للهند، وذلك على عكس المعلومات الغنية عن بعض موانئ الساحل الغربي، وربما يشير إلى أنه لم يزرها شخصيًا. يبدو في الواقع أن النص يشير إلى أن السفن الغربية لم تسافر عادة إلى ما وراء طرف شبه الجزيرة الهندية؛ مما يمكن أن يترك التجارة اللاحقة إلى القوارب المحلية لأن الممر بين الهند والطرف الشمالي من بلايساموندو أو تابروباني (سريلانكا) كان ضحلًا جدًا لعبور سفن المحيطات؛ وكان الطريق حول الجزيرة طويلًا وربما أجبر الربابنة على قضاء موسم آخر في المنطقة قبل أن تصبح الرياح مناسبة للعودة إلى مصر.[3][4]

تراجان

عاد الإمبراطور الروماني تراجان إلى روما بعد هزيمة الداقيون، وضم عرب الأنباط المتمركزين في البتراء حوالي عام 105 بعد الميلاد. «عند عودة الإمبراطور تراجان إلى روما، أُرسِلت إليه وفود دبلوماسية من مختلف الشعوب البربرية، بما في ذلك السِّنديون (شعب حوض السند)، فأقام بمناسبة ذلك بطولة ضخمة دامت 123 يومًا، وذُبِح خلالها 11 ألف حيوان بري ومُروَّض، وتبارز 10 آلاف مجالد».[5]

هزم تراجان فيما بعد فرثيا وأبحر عبر نهر دجلة (115-116)، ووصل إلى الشواطئ الشمالية للخليج العربي. «هزمت القوات الرومانية جبروت فرثيا من ميدان القتال ووصلت إلى الخليج العربي؛ وحلم إمبراطورهم المنتصر تراجان بتكرار مسيرة الإسكندر إلى شبه القارة الشمالية الغربية، ولكن فرض عليه تقدمه بالسن التوقف عن متابعة تحقيق حلمه».[6][7]

مراجع لاحقة

تُظهر اللوحة البويتينغرية، وهي نسخة من العصور الوسطى لخريطة العالم من القرن الرابع أو أوائل الخامس، «معبدًا لأغسطس» في موزيريس، أحد الموانئ الرئيسية للتجارة إلى الإمبراطورية الرومانية على الساحل الجنوبي الغربي للهند. يبدو ذلك بالإضافة إلى الدليل على اتفاقيات القروض بين الوكلاء، الذين عاش أحدهم على الأرجح في موزيريس، بالإضافة إلى إشارة غير مباشرة إلى حد ما في الرحمانية، بأنها تشير جميعها إلى تسوية الرعايا الرومان الذين يعيشون في المنطقة.[8][9]

ذُكِرت الوفود الدبلوماسية على أنها قادمة من «هنود الشرق» في بلاط قسطنطين الكبير (272-337):

«جلبت الوفود الدبلوماسية من هنود الشرق الهدايا، وقدموها للملك (قسطنطين الكبير) كاعتراف بامتداد سيادته إلى محيطهم؛ وأخبروه أيضًا كيف خص أمراء الهند صورًا وتماثيل تكريمًا له واعترافًا به باعتباره المستبد والملك».[10] -كتاب دي فيتا كونستانت ليوسابيوس القيصري (حوالي 263-339)، الفصل الرابع، صفحة 50.

ذُكِر المزيد من زيارات الوفود الدبلوماسية القادمة من «الأمم الهندية» في عام 361 بعد الميلاد:

«توافد عليه السفراء من جميع الجهات (الإمبراطور يوليان في عام 361 بعد الميلاد)، وتنافست الأمم الهندية بحماس شديد في إرسال رجالها الأوائل محملين بالهدايا، حتى من (جزر المالديف) ديفي و(سيلوني) سيرينديفي». -كتاب التاريخ لأميانوس مارسيليانوس، رقم 22، الفصل 8، الصفحة 10.[11]

وأخيرًا، المؤرخ يوحنا مالالا أو يوحنا مالالاس (بين حوالي عامي 491-578)، صفحة 477، الذي ذكر أنه في عام 530 بعد الميلاد «إرسال سفير للهنود إلى القسطنطينية».[10]

سجل أثري

يمكن العثور على أفضل سجل أثري للوجود الروماني في جنوب الهند، وتحديدًا في موقع أريكاميدو الأثري.

كان موقع أريكاميدو قرية صيد في أرض التاميل التي كانت في السابق ميناء تشولا الرئيسي المخصص لصنع الخرز والتجارة مع التجار الرومان. ازدهرت المنطقة لقرون حتى مغادرة الرومان منها في القرن الخامس الميلادي.

عُثِر في الموقع على العديد من القطع الأثرية الرومانية، بما في ذلك عدد كبير من الأمفورات التي تحمل علامة مدارس الفخار الروماني مثل في آي بي آي آي، وسي إيه إم يو أر آي وآي تي تي إيه، ودعم ذلك وجهة النظر حول التجارة القديمة الضخمة بين روما ودولة التاميل القديمة، والتي تشمل اليوم تاميل نادو ومناطق من سريلانكا.

تُعد مدينة موزيريس، في منطقة كيرلا، من الأماكن الأخرى المليئة بالسجلات الأثرية. كانت موزيريس مركزًا رئيسيًا للتجارة في دولة التاميل القديمة بين إمبراطورية تشيرا والإمبراطورية الرومانية. أثارت أعداد كبيرة من العملات المعدنية وقطع من الأمفورات التي عُثِر عليها في مدينة باتانام اهتمامًا أثريًا حديثًا في العثور على موقع محتمل لهذه المدينة الساحلية.[12]

السجل النقدي

اكتُشِف العديد من كنوز العملات الذهبية الرومانية من زمن أغسطس وأباطرة القرنين الأول والثاني بعد الميلاد في الهند، إذ وُجِد معظمها ولكن ليس بشكل حصري في جنوب الهند. يمكن لفت الانتباه إلى العدد الكبير من عملة الأوريوس الرومانية وديناريوس أغسطس التي أرسلها إلى الإمبراطور نيرون، والتي امتد وجودها على مدى 120 عامًا تقريبًا، والتي وُجِدت على طول الطريق من مانغلور تقريبًا عبر منطقة موزيريس وحول الطرف الجنوبي للهند حتى موانئ جنوب شرق الهند.

انخفض المحتوى الفضي في الديناريوس إلى 3.9 غرام تحت حكم أغسطس (63 قبل الميلاد- 14 بعد الميلاد)؛ وبقيت بهذا الوزن تقريبًا حتى وصول نيرون إلى الحكم (37-68 بعد الميلاد). يمكن أن يشير هذا أيضًا إلى أن الطريق البري من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي عبر ممر بالغات في غاتس الغربية كان أكثر شهرة من الطريق البحري الخطر أو الملتوي الذي يحيط بالرأس (الكيب) أو سريلانكا.[13][13][14]

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ Casson (1989) p. 7.
  2. ^ Fussman (1991), pp. 37–38.
  3. ^ Casson (1989), p. 47.
  4. ^ Casson (1989), pp. 24, 83, 89.
  5. ^ كاسيوس ديو, Roman History Bk. 68 [1] نسخة محفوظة 2023-04-16 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Carey (1954), p. 646.
  7. ^ Narain (1968), p. 233.
  8. ^ Ball (2000), p. 123
  9. ^ Casson (1989), p. 24.
  10. ^ أ ب Majumdar (1960), p. 453.
  11. ^ Majumdar (1960), p. 452.
  12. ^ BBC News: Search for Muziris نسخة محفوظة 2021-03-22 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ أ ب George Menachery, 'Kodungallur...' (1987, repr. 2000)
  14. ^ http://www.indianchristianity.com/html/Books.htm نسخة محفوظة 2021-02-23 على موقع واي باك مشين.