الإسلام في ألبانيا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الإسلام في ألبانيا وصل خلال الفترة العثمانية، ومع مرور الوقت تحول غالبية الألبان إلى الإسلام ولا سيما اثنين من الطوائف: السني والبكتاشي. بعد الصحوة الوطنية الألبانية (Rilindja) خلال القرن 20، الحكومات الديمقراطية، الملكية وفي وقت لاحق الشيوعية قامت باتباع منهجية جعل الأمة الألبانية والثقافة الوطنية علمانية. بسبب هذه السياسة، خضع الإسلام مع كل الديانات الأخرى في البلاد لتغييرات جذرية. سببت عقود من إلحاد الدولة التي انتهت في عام 1991 إلى انخفاض في الممارسة الدينية لجميع الأديان. بعد انتهاء الفترة الشيوعية ورفع القيود القانونية وغيرها من القيود التي تفرضها الحكومة على الدين سمح ذلك بإحياء الإسلام خلال المؤسسات التي ولدت بنية تحتية جديدة وأدب مرافق وأنشطة اجتماعية أخرى.

وفقا لتعداد عام 2011، 82.1% من سكان ألبانيا ينتمون إلى الإسلام، مما يجعله أكبر دين في البلاد.[1] تميل الممارسات الدينية في ألبانيا إلى التدني نسبيا. ما تبقى من السكان إما ينتمي إلى المسيحية، وهو ثاني أكبر ديانة في البلاد وينتمي إليها 16.99% من السكان، أو الإلحادية.[2]

التاريخ

العهد العثماني

جاء الإسلام إلى ألبانيا خلال الحكم العثماني في القرن الرابع عشر ليكون في مواجهة مع الديانة المسيحية. كان انتشار الإسلام بطيء بسبب مقاومة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والتضاريس الجبلية التي كبحت نفوذ المسلمين. ومع ذلك فبحلول نهاية القرن السابع عشر فإن سكان وسط وجنوب البلاد الذي يعيش حياة حضرية اعتنق الديانة الإسلامية. وجود فئة مسلمة من طبقة البشوات وحسنين والبهوات تمارس دور مهم في الحياة السياسية والاقتصادية أدى إلى جذب الكثير من الألبان إلى اعتناق الإسلام.

تم تقسيم المسلمين في ألبانيا إلى طائفتين رئيسيتين وهما السنة والبكتاشية أما بالنسبة إلى الصوفيين والدراويش فقد جاءوا إلى ألبانيا خلال الحكم العثماني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. تاريخيا فإن السنة يتواجدون بكثرة في الشمال والوسط بينما يتواجد الشيعة بكثرة في الجنوب.

الاستقلال

مسجد أدهم باي في العاصمة تيرانا الذي يعتبر أقدم المساجد في ألبانيا

حصلت ألبانيا على استقلالها عن الدولة العثمانية في 1912. بسبب النقص العام في المعتقدات الدينية[3] فإن الأنظمة الشمولية استطاعت الاستحواذ على الحكم الذي قرر إخضاع الإسلام لبعض التغييرات.

في سنة 1923 دعت الحكومة إلى عقد مؤتمر للمسلمين الألبان في العاصمة تيرانا من أجل مقاطعة الخلافة الإسلامية وإنشاء طريقة جديدة للصلاة (بطريقة واقفة بدلا من الطريقة المعروفة) ومنع تعدد الزوجات وحظر استخدام الحجاب من قبل النساء المسلمات وجميع الممارسات القسرية التي كانوا العثمانيون يقومون بها باسم الإسلام.[4]

في عهد الشيوعية تم القضاء على رجال الدين المسلمين بالإضافة إلى نظرائهم الكاثوليك والأرثوذكس وبعدها أعلن أنور خوجة أن ألبانيا هي الدولة الوحيدة غير الدينية في العالم التي تحظر جميع أشكال الممارسة الدينية في القطاع العام في سنة 1967.

اليوم ألبانيا العضو الأوروبي الوحيد في منظمة المؤتمر الإسلامي.[5]

ألبانيا بعد سقوط الشيوعية

توزيع المسلمين في ألبانيا (2011)[6]

بعد سقوط الشيوعية العالمية تنفس المسلمون الألبانيون الصعداء، ونعموا بالراحة وعملوا على النهوض بمرافق البلاد، ببناء المدارس والمساجد، ولكن الشعب الألباني المسلم في حاجة إلى مساعدة البلاد العربية والإسلامية بتقديم المال والكتب العلمية والمدرسين لشرح تعاليم الإسلام.[7]

في الآونة الأخيرة، مع انتشار وسائل الإعلام، وخصوصًا مع زيادة طلاب العلم الشرعي الذين درسوا في الجامعات في الدول الإسلامية؛ مثل: المملكة العربية السعودية، والأردن، وسوريا... إلخ، أصبح هناك صحوة واهتمام أكبر بالإسلام.[8]

انظر أيضًا

المصادر

  1. ^ Elbasani 2015، صفحة 340. "Another crucial dimension of the post-Communist format of secularism is the imprint of decades of Communist-style propaganda in the perceptions and practices of Muslim believers. Almost everywhere in the post-Communist world, forced Communist-style modernization and eviction of religion from the public arena, has led to a certain secularization of the society and a sharp decline in religious practice. Post-Communist citizens seem to embrace religion more as an aspect of ethnic and social identity rather than a belief in the doctrines of a particular organized spiritual community. This is reflected in the gap between the great number of Albanians who choose to identify with religion and the few who attend religious services and serve religious commandments: 98% of Albanians respond that they belong to one of the religious communities; but only 5.5% attend weekly religious services and 50% only celebrate religious ceremonies during poignant moments in life such as birth, marriage and death (University of Oslo 2013). Additionally, post-Communist Albanians appear strongly committed to institutional arrangements that confine religion strictly within the private sphere—away from state institutions, schools, the arts and the public sphere more generally (ibid). Such secular attitudes show that post-Communist citizens are in general little receptive to concepts of religion as a coherent corpus of beliefs and dogmas collectively managed by a body of legitimate holders of knowledge, and even less receptive to rigid orthodox prescriptions thereof."
  2. ^ Jazexhi 2013، صفحات 21–24.
  3. ^ John Hutchinson, Anthony D. Smith, "Nationalism: Critical Concepts in Political Science"
  4. ^ Albania dispatch, تايم (مجلة), April 14, 1923 نسخة محفوظة 17 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  5. ^ Official website of the OICنسخة محفوظة 29 سبتمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ "1.1.14 Resident population by religious affiliation by Religious affiliation, Type and Year". Instituti i Statistikave. مؤرشف من الأصل في 2023-04-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-24.
  7. ^ "الإسلام في ألبانيا - إسلام ويب". مؤرشف من الأصل في 2022-09-22.
  8. ^ "الإسلام في ألبانيا - الألوكة". مؤرشف من الأصل في 2022-09-22.

وصلات خارجية