تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
الأرض المسطحة
الأَرْضُ المُسَطَحَة هو مفهوم قديم لشكل الأرض كسطح مستوٍ أو قرص. اشتركت العديد من الثقافات القديمة في فكرة الأرض المسطحة في علم أوصاف الكون، بما في ذلك اليونان حتى الفترة الكلاسيكية (323 قبل الميلاد)، الحضارات في العصر البرونزي والعصر الحديدي في الشرق الأدنى حتى الفترة الهلنستية (31 قبل الميلاد)، والهند حتى فترة جوبتا (القرون الأولى بعد الميلاد) والصين حتى القرن السابع عشر.
ظهرت فكرة الأرض الكروية في الفلسفة اليونانية القديمة بداية مع فيثاغورس (القرن السادس قبل الميلاد)، على الرغم من أن معظم الفلاسفة قبل سقراط (القرنين السادس والخامس قبل الميلاد) احتفظوا بنموذج للأرض المسطحة. في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، كتب أفلاطون عن الأرض الكروية، وبحلول عام 330 قبل الميلاد، قدم تلميذه السابق أرسطو أدلة تجريبية قوية على ذلك. ثم بدأت معرفة الشكل الكروي للأرض تنتشر تدريجياً خارج العالم الهلنستي.
على الرغم من الحقيقة العلمية المتمثلة في كروية الأرض، إلا أن نظريات مؤامرة الأرض المسطحة المبنية على العلم الزائف[1] تتبناها مجتمعات الأرض المسطحة الحديثة، وبشكل متزايد من قبل أفراد يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.[2][3][4]
الأرض المسطحة
كَان الاعتقاد القَديم السَاري عن شكل الأرض هو أنها مُسطحة أو مُدورة، وقَد كان مفهوم الأرض المُسطحة موجود في الكثير من الحضارات القَديمة. ومنها اليونانية حتى الفترة الكلاسيكية، وخلال فترة العصور البرونزية والحديدية في حضارات الشرق الأدنى حتى العصر الهيلينستي، وفي الهند حتى عهد إمبراطورية جوبتا، وفي الصين حتى القرن السابع عشر، وهذا التصور متأصل في ثقافات السكان الأصليين للأمريكتين، فشكل الأرض المسطحة المحاطة بقبة من السماء على شكل وعاء مقلوب هو تصور شائع في المجتمعات قبل انتشار الحضارة العلمية.
لقد طور عِلم الفَلك اليوناني نَموذج الأرض الكُروية، أبتداءً من فيثاغورس في القرن السادس قبل الميلاد، مَع أن مُعظم فلاسفة ما قبل سُقراط أحتفظوا بنموذج الأرض المسطحة. وافق أرسطو على الشَكل الكُروي للأرض على أسس تَجريبية حَوالي عام 330 قبل الميلاد، وانتشر هذا المَفهوم تَدريجيا خارج العالَم الهِلنستي منذ ذلك الحين. أما الاعتقاد الخاطئ للمثقفين الأوروبيين في وَقت كولومبوس هو أن الأرض مُسطحة، ورحلاته البَحرية التي فَندّت هذا الاعتقاد لمعتنقي وجهة أتباع الكرة الأرضية صَار يُطلق عليها اُسطورة الأرض المُسطحة، وفي عام 1945 قامت الجَمعية التاريخية لبريطانيا بإدراج هذا الاعتقاد الخاطئ من منظورهم كثاني خطأ في كتيب «أكثر عشرون خطأ شائِع على مر التاريخ».
التطور التاريخي
الشرق الأوسط القديم
وُجد المفهوم اليهودي بأن الأرض مسطحة منذ عصر التوراة قديماً وما بعد الكتاب المقدس. في أوائل العصر المصري وبلاد ما بين النهرين كان يعتقد العالم أن الأرض كقرص مسطح عائم في المحيط.
عثر على نموذج مماثل في الحساب الهومريوسي في القرن الثامن قبل الميلاد في هيئة أوكينوس التي جسّدت المياه المحيطة على شكل سطح دائري من الأرض، بأنه هو الذي أنجب جميع أشكال الحياة، والأرض في الكتاب المقدس عبارة عن قرص مسطح يطفو على الماء. إن نصوص الأهرام والتوابيت تكشف أن المصريين القدماء يعتقدون أن «نُونْ» (المحيط) كان جسما دائريا يحيط به «نبوت» (مصطلح يطلق على «الأراضي الجافة» أو «الجزر») وبالتالي، يعتقد القدماء في الشرق الأدنى القديم بدائرية الأرض الكوزموغرافية والتي تحيط بها المياه.
البحر الأبيض المتوسط القديم
الشعراء
وصف كل من هوميروس وهيسيود الكوزموغرافيا (علم الفضاء والفلك): قرص مسطح على درع أخيل. وهذا التقليد الشعري لتطويق الأرض التي تحيط (غايا خوس) بالبحر (أوقيانوس) ويظهر قرص مسطح أيضا في ستاسينس قبرص، ميمينرموس، أريستوفانيس، وأبولونيوس روديس.
وصف هوميروس للكوزموغرافيا قرص مسطح على درع أخيل يحيط بالمحيط ويتكرر الوصف كثيرا في وقت لاحق في كوينتس سميرنيوس بوسثيمريكا (القرن 4 م)، التي يستمر فيها السرد من حرب طروادة.
الفلاسفة
يعتقد العديد من الفلاسفة قبل سقراط أن العالم مسطح: * طاليس (550 قبل الميلاد) وفقا لعدة مصادر، وليوكيبوس (440 قبل الميلاد) وديموقريطس (460-370 قبل الميلاد) وفقا لأرسطو يعتقد طاليس أن الأرض مسطحة وتطفو على الماء مثل الحطب.
- أناكسيماندر (550 قبل الميلاد) يعتقد أن الأرض اسطوانة قصيرة وأعلاها دائري مسطح وأنها ظلت مستقرة لأنها كانت على مسافة ثابتة من جميع الأشياء.
- أناكسيمينس من ميليتوس يعتقد أن «الأرض مسطحة ومعلقة في الهواء كالشمس والقمر وباقي الأجرام السماوية الأخرى النارية وأنهم معلقون في الهواء لانها مسطحة».
- كزينوفانيس من كولفون (500 قبل الميلاد) أعتقد أن الأرض مسطحة، والجانب العلوي منها يلامس الهواء، بينما الجانب السفلي يمتد دون حدود.
واصلت الاعتقادات في أن الأرض مسطحة في القرن الثامن قبل الميلاد.
اتفق أناكساغوراس (450 قبل الميلاد) أن الأرض مسطحة، وتلميذه أرخيلوس أعتقد أن الأرض المسطحة كانت منخفضة في المنتصف مثل الصحن، للسماح لحقيقة أن الشمس لا تشرق ولا تغرب في الوقت نفسه على الجميع.
المؤرخون
اعتقد هيكاتيوس الميليتي أن الأرض مسطحة ومحاطة بالمياه. وقد سخر هيرودوت في كتابه «تواريخ هيرودوت» من فكرة أن المياه تحيط بالأرض من كل الجهات، ولكن بالرغم من ذلك يعتقد المختصون في الحضارة اليونانية والإغريقية أنه لازال يؤمن بأن الأرض مسطحة ويظهر ذلك الاعتقاد في وصفه واستخدامه الحرفي لكلمة أطراف أو حواف اليابسة.[5]
الهند القديمة
ذكر ديك تيريسي في كتابهِ أن الفيدا - وهو الكتاب المقدس لدى الهندوس - كان قد سبق أرسطو منذ آلاف السنين في اعتقاده بأن الأرض كروية الشكل وتدور حول الشمس، كما يقول في كتابهِ أن الفيدا سبق اسحق نيوتن أيضا بأربعة وعشرين قرنا باكتشافه أن الجاذبية هي ما يجمع الكون بعضه ببعض. وأعتقد الأريانيون المتحدثين باللغة السنسكراتية أن الأرض كروية الشكل في حين أعتقد اليونانيين في ذلك الوقت أنها مسطحة. وقد قدر الهنود في القرن الخامس للميلاد عمر الأرض ب 4.3 مليار سنة بينما اعتقد العلماء في القرن 19 في إنجلترا أن عمر الأرض يتعدى 100 مليون سنة. وفي العصور القديمة ساد الاعتقاد في علم الكون في الهند بأن الأرض تشبه القرص وتحوي على أربع قارات تتجمع حول جبل ميرو مثلها مثل بتلات الزهرة وتحيط المياه بهذه القارات. وقد شُرح ووُضح هذا الاعتقاد في العلم الكوني عند الديانة الجينية -وتسمى أيضاً (الجانستية)-وهي ديانة مشتقة عن الديانة الهندوسية، وفي البوذية أيضا حيث ُتصوّران الأرض على أنها قرص مسطح ضخم يتكون غالبه من المحيطات (وبحجم نظام كوكبي صغير) تحده الجبال بحيث تظهر القارات كجزر صغيرة.
الشعوب الإسكندنافية والألمانية
اعتقدت الشعوب الإسكندنافية والألمانية القديمة بأن الأرض مسطحة ومحاطة بالمحيطات وفقا لعلم تركيب الكون، مع وجود محور العالم (شجرة العالم: إغدراسيل، أو عمود: ايرمينسول) في المنتصف. ويعتقد الإسكندنافيون بأن العالم محاط بالمحيطات مثل جلسة ثعبان يسمى يورمونغاند (Jormungandr). وفي رواية نشأة الخلق الإسكندنافية المحفوظة في مجموعة الأساطير الإسكندنافية والتي جاء فيها أنه خلال خلق الأرض، قد ‘وضِع البحر جيلفينينغ الثامن الذي لا يمكن العبور من خلاله حول الأرض مثل حلقة.
...وقال جافينهار: «من الدماء - التي نزفت بغزارة من جروحه - ‘كون البحر- وعندما كونت هذه الدماء الأرض وأرستها معا، وُضِع البحر على شكل حلقة حولها؛ وبالنسبة للأرض قد يبدو هذا شيء جدا صعب على معظم الرجال ليعبروا من خلاله.»
اليابان القديمة
يصف الفصل الأول من نيهونجي (Nihongi) («السجلات اليابانية») الاعتقادات اليابانية القديمة بأن العالم كان مسطحا وأن اليابسة تطفو «مثلما يطفو الزيت» على سطح الماء. ومن هنا يقال إنه عندما نشأ العالم فإن تربة الأراضي كانت تطفو بطريقة قد تشابه الطريقة التي تطفو بها الأسماك على سطح الماء منذ القدم، عندما كانت الأراضي وكوكب الأرض صغيران طافا كما يطفو الزيت على سطح الماء. وفي هذا الوقت نتج شيء ما داخل الأرض على شكل برعم نبات القصب عندما ينمو. أيضا يصف الفلكلور الكوجيكي والاينو الأرض بأنها مسطحة حيث أن الأرض «تطفو» على سطح الماء.
الصين القديمة
كان الاعتقاد السائد في الصين القديمة أن الأرض مربعة الشكل ومسطحة، بينما السماء ذات شكل كروي. في الواقع لم يكن ذلك الاعتقاد محلاً للشك إلى أن جاء علم الفلك الغربي وطرح اعتقاداته وأفكاره في القرن 18. ويشدد الإنجليزي كولن -المتخصص في دراسة الحضارة الصينية -على فكرة أنه لم يكن هناك أي اعتقاد أو تصور في الصين بأن الأرض كروية الشكل نهائياً. فقد بقي الاعتقاد السائد مهيمناً ولم يتغير منذ ذلك الحين وحتى الاتصال الأول مع الحضارة الحديثة عن طريق المبشرين النصارى في القرن السابع عشر.
وعلى عكس ذلك فقد كانت السماء توصف بتصورات مختلفة في علم الفلك الصيني. فقد وصفت بأنها تغطي الأرض بأكملها كالمظلة في شكلها (فرضية كاي تيان) أو أنها كالكرة تحيط بالأرض (فرضية هان تيان) أو أنها لا تحتوي على أية مادة وأن الأجسام السماوية تعوم فيها بحرية (فرضية سوان ييه) ولكن مع ذلك يبقى شكل الأرض مسطحا حتى وإن كان سطحها يرتفع قليلاً في بعض المناطق. وقد انتشر تشبيه السماء بالبيضة في شكلها الكروي في أوساط علماء الفلك الصينيين مثل زانق هينغ (78-139 م) فالسماء مثل بيضة الدجاج كروية ولكنها مقوسة أيضاً والأرض مثل صفار البيضة تقع في مركزها.
هذا التشبيه بالبيضة المقوسة قاد بعض علماء التاريخ المعاصرين، وعلى وجه الخصوص العالم جوزيف نيدام للتخمين بأن علماء الفلك الصينيون كانوا مدركين لكروية الأرض. وبالرغم من ذلك، فإن التشبيه بالبيضة كان يقصد به الموقع النسبي للأرض المسطحة بالنسبة للسماوات: وذكر تشانغ هانق في نشأة الكون -لم يقم بترجتمه نيدام- : " تأخذ السماء هيئتها من ليانغ، ولهذا فهي مكورة وفي حركة مستمرة، وتأخذ الأرض هيئتها من ينغ، ولهذا فهي مسطحة وساكنة. والغرض ببساطة من التشبيه بالبيضة هو لإظهار بأن الأرض محاطة بالسماء، وليست مغطاة من فوق كما وصفها الكاي تيان. علماء الفلك الصينين، كثير منهم رجال أذكياء بكل المقاييس، واستمروا بالاعتقاد بأن الأرض مسطحة حتى القرن السابع عشر؛ وهذه الحقيقة العجيبة قد تكون نقطة البداية لإعادة النظر بفكرة كروية الأرض التي كانت مقبولة عند اليونانيون في القرن الخامس ما قبل الميلاد.
وهناك أمثلة أخرى استشهد بها نيدام من المفترض أن تظهر أصوات منشقة عما أجمع عليه الصينيون القدامى وهي فعلا تشير بدون أي استثناء إلى أن الأرض مربعة وليست مسطحة. ووفقاً لذلك، فإن المفكر لي يي من القرن الثالث عشر ميلادي قد جادل بأن حركات السماء المكورة قد تكون أعيقت بالأرض المربعة، ولم يؤيد كروية الأرض ولكن بدلًا من ذلك ذكر بأن أطرافها لابد أنه تم تقريبها لتصبح دائرية. وكما هو ملاحظ في كتاب هاوي نان زو في القرن الثاني قبل الميلاد، فإن علماء الفلك الصينيون قاموا باقتباس حساب اراتوستينس لحساب ارتفاع الشمس فوق الأرض. وبافتراض أن الأرض مسطحة وصلوا لمسافة 100,000 لي (ميل صيني). - لي: وحدة صينية تقليدية لقياس المسافة، واحد ميل صيني يساوي 500 م - , قيمة قصيرة بـ 3 أوس عشرة
رفض تأييد أن الأرض مسطحة
البحر الأبيض المتوسط القديم
بعد أن اعترف الفيلسوفان اليونانيان فيثاغورث في القرن السادس ق.م، وبارمنيدس في القرن الخامس ق.م بكروية الأرض انتشرت هذه النظرية بشكل سريع في العالم اليوناني. حوالي 330 قبل الميلاد واصل أرسطو الاكتشاف على أساس النظرية الفيزيائية وعلى أساس الدليل المسجل والملحوظ لكروية الأرض. وكان المحيط الدائري هو أول ما تم اكتشافه في 240 قبل الميلاد بواسطة إراتوستينس. وفي القرن الثاني الميلادي قام بطليموس بإنشاء خريطته للكرة المنحنية وقام بتطوير نظام خط العرض (خط الاستواء) وخط الطول والمناخ. وكتابه المجسطي الذي كتب باليونانية وترجم للاتينية فقط في القرن الحادي عشر الميلادي من الترجمات العربية، وفي القرن الثاني اكتشف كراتس المالوسي الكرة الأرضية وقسمها إلى أربع قارات مفصولة بأنهار أو محيطات شاسعة مع افتراض أشخاص تسكن هذه المناطق الأربعة. مقابل ذلك الأكيومن -العالم المستوطن- حيث الأجزاء الواقعة على الجهة المقابلة من الكرة الأرضية غير قابلة للوصول على حد سواء نظرا لوجود منطقه حارة متداخلة مع (خط الاستواء) والمحيط وقد كان هذا مأخذ على عقلية القرون الوسطى.
عارض لكريتيوس (في القرن الأول قبل الميلاد) مفهوم كروية الأرض؛ لأنه يعتبر أن الكون لانهائي وليس لديه مركز، وبافتراض أن لديه مركز فالأجسام الثقيلة سوف تميل نتيجة لذلك. وبالتالي كان يعتقد أن فكرة كون الحيوانات تمشي رأسًا على عقب تحت الأرض فكرة سخيفة. وبحلول القرن الأول الميلادي كان بليني الأكبر في وضع يسمح له أن يدعي أن الجميع متفق على أن الأرض كروية على الرغم من الخلافات التي استمرت بشأن طبيعة حدود الكرة الأرضية وكيف أنه من الممكن الحفاظ على المحيطات في الشكل المنحني. أيضًا أخذ بليني بعين الاعتبار احتمال أن تكون الكرة الأرضية ناقصة أو غير كاملة (على شكل كوز الصنوبر). في أواخر العصور القديمة كانت القراءة بشكل موسع مثل قراءة الموسوعات للقديسين ماكروبيس ومارتيانوس كابيلا (القرن الخامس) الذين ناقشوا محيط مجال الأرض باعتبار أن لها وضع مركزي في الكون، واختلاف فصول السنة بين نصف الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، والكثير من التفاصيل الجغرافية الأخرى. وفي تعليقه على حلم شيشرون من سكيبو وصف ماكروبيس الأرض باعتبارها جزء صغير من العالم بالمقارنة مع ما تبقى من الكون.
بدايات عصر الكنيسة المسيحية
في بدايات عصر الكنيسة مع بعض الاستثناءات، كان لدى الأغلبية اعتقاد بكروية الأرض كأوقستين وجيروم وامبروز على سبيل المثال لا الحصر. ففي الكتاب الثالث من المعاهد المقدسة لاكتانتيوس سخرية من هذا الاعتقاد والذي يعني إمكانية وجود كائنات بشرية في أطراف الكرة الأرضية «فتكون خطوات أقدامهم أعلى من رؤوسهم» بعد تقديم بعض الحجج مناصراً بها نظرية كروية الأرض، ثم كتب:
«لكن إذا سألت هؤلاء المدافعين عن هذه الخرافات العجيبة، لماذا لا تسقط الأشياء في الجزء الأسفل من السماء، سيردون بأن هذه طبيعة الأشياء وأن الأجساد الثقيلة خلقت لتكون بالوسط وأن الجميع متصلين معاً ليكونوا بالوسط كما نرى الأسلاك في عجلة الدراجة متماسكة بالوسط؛ لكن الأجسام الخفيفة كالغبار والدخان والنار وجدت لتكون بعيدة عن الوسط ولذلك تراها تبحث عن السماء. أنا في حيرة من أمري ولا أدري ماذا أقول بخصوص هؤلاء والذين عندما أخطئوا ذات مرة ثابروا باستمرار بفكرتهم الحمقاء، ودافعوا عن شيء تافه بشيء آخر»".
أخذ القديس اوغستين (354-430) منحى أكثر تحفظاً في النقاش ضد من زعم بسكن البشر في أطراف الأرض:
ولكن كما تقول الخرافة بأن هناك أطراف للأرض الكروية أقول، فالبشر على الجهة المقابلة من الأرض حيث تشرق الشمس عندما تغرب عندنا، والبشر الذين يمشون وأقدامهم باتجاهنا فذلك لا أساس له من المصداقية! : منذ أن انحدر هؤلاء الناس من سلالة آدم، فإنهم اضطروا للسفر إلى الجانب الآخر من الأرض في مرحلة ما، توصل أغسطينوس ومن غير المعقول جدا القول أن بعض الرجال قد أخذوا السفينة، واجتازوا المحيط بأسره، وعبروا عن هذا الجانب من العالم إلى الجانب الآخر، وبالتالي ينحدر حتى سكان تلك المنطقة البعيدة من ذلك الرجل الأول فعلماء العمل لدى أوغستين قد فهموا تقليديا أن لهم أن يقاسموه وجهة النظر الشائعة من معاصريه المتعلمين أن الأرض كروية، وذلك تمشيا مع الاقتباس أعلاه، ومع تأييد أوغسطين De Genesi ad litteram [72]في كتابه الشهير للعلوم (المعنى الحرفي لسفر التكوين) فقد تم مؤخرا تحدي هذا التقليد من قبل ليو فيراري، الذي خلص إلى أن العديد من مراجع اوغستين العابرة تنطوي على الاعتقاد في أن الكون المادي يثبت أن الأرض مسطحة أساسا في الجزء السفلي من الكون. برهن ديودوروس الطرطوسي (Diodorus of Tarsus) على أن الأرض مسطحة مستمداً رأيه من الكتب المقدسة، إلا أن رأي ديودوروس بشأن هذه المسألة قد قوبل بالانتقاد من قبل فوتيوس (Photius). أما سيفريان أسقف الجبلة (Severian) فقد كتب أن الأرض مسطحة والشمس لا تمر من تحتها خلال الليل، ولكنها تسافر من خلال الجزء الشمالي منها كما لو أنها كانت مخفية بواسطة جدار. أما الراهب المصري قزماس إنديكوبليستس (Cosmas ndicopleustes)-سمّي أيضاً بالبحار الهندي-، فقد ناقش في كتابه التوبوغرافيا المسيحية (Topographia Christiana) حيث من المفترض أن يمثل «تابوت العهد» كامل الكون، أن الأرض مسطحة متوازية الأضلاع ومحاطة بالمحيطات الأربعة، مستنداً بذلك على أسس لاهوتية. القديس جون كريسوستوم (John Chrysostom) تبنى الفكرة بوضوح في «مواعظه المتعلقة بالأسس» استناداً إلى قراءته للكتاب المقدس وذلك عندما طفت الأرض على المياه التي تجمعت تحت السماء، وكذلك كان القديس اثناسيوس (St. Athanasius) الذي قدّم آراء مشابهة في كتابه «ضد الوثنية». في مقالة حديثة لـ ليون مونتقنني (Leone Montagnini) ناقشت فيها جميع التساؤلات حول شكل الأرض منذ نشأتها إلى العصور القديمة والتي أظهرت اختلاف وجهات نظر كهنة الكنيسة والتي تتماثل مع نظرتهم الفلسفية والروحية في هذا الشأن. هؤلاء القريبون من نظرة أفلاطون مثل أوريجن بمشاركتهم في القول بنظرية الجيوفراسيم. الاعتقاد الثاني، ومن ضمنهم باسيل (Basil) أمبروسو (Ambrose) وأوغسطين (Augustine) وأيضاً فليبونس (Philoponus) قبلوا بفكرة أن الأرض كروية ولها جاذبية مشعة، ولكن بطريقة حرجة. أما بخصوص ما أشاروا إليه بوجود جاذبية مشعة فقد كان لديهم شكوك حول الأسباب الفيزيائية لهذا المجال، وترددوا حول القبول بالمبررات الفيزيائية المقدمة من أرسطو أو الرواقيين. مع ذلك ظل منهج من يرى بأن الأرض مسطحة يقل أو يزيد مشاركة من قبل الكهنة والقساوسة القادمين من الأراضي السريالية والذين كانوا أكثر تبعية لما ورد في العهد القديم. ديودوروس وسيفيريان وقزماس إنديكوبليستس وكذلك يوحنا فم الذهب كانوا ينتمون إلى التقليد المتأخر . وكان أحد أوائل الكتاب المسيحيين باسيل (329-379) يعتقد بأن المسألة ليست ذات بعد ديني.
في عصر الإسلام
إختلف المسلمون بتفسيرهم عن شكل الأرض، ففي العصر الحديث تأثرت أغلب الآراء بالأخذ بما يقول به العلم الحديث، وبدى هذا التأثر بوضوح منذ عام 700 للهجرة عندما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حزم بكروية الأرض وقد نقل العديد من فقهاء المسلمين الإجماع على أن الأرض كروية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:[6][7] «وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة. قال: ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب». وقال الإمام ابن حزم الأندلسي:[8][9] «إنّ أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض، ولا يحفظ لأحد منهم في دفعهِ كلمة، بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها»، أما بالنسبة للعصور السابقة فإن الأخذ بظاهر القرآن الذي يصف شكل الأرض وكيفية خلقها وصف دقيق هو الطريق الذي بنى عليهِ أغلب علماء السلف فقال ابن عباس أن الأرض مبسوطة على وجه الماء[10]، وظاهر كلامه يوحي أن الأرض مسطحة، وكذلك قال السيوطي أنها مسطحة وليست كرة [11]، ابن عطية الذي صرح بعدم كرويتها [12] والكثير من علماء المسلمين[13]، إلا أن السيوطي وابن عطية من المتأخرين.
بناء على الوصف الظاهري لآيات القرآن الكريم في شكل الأرض، فالأرض تتكون من سبع أراضين، وفسر بعض المفسرين القدامى وجهة نظرهم بخلاف منهج تفسير القرآن الشائع فقالوا أنه يعيش البشر على أول أرض فيهن، وهي الصغرى التي يتم فيها التسطح[14]، وهي مدحوة من الأطراف[15][16].. ثم تطور علم الفلك الاسلامي على أسس كروية الأرض.[17] ولقد اعتمدت الأعمال الإسلامية النظرية بشكل كبير على مبادئ أرسطو وبطليموس، وكلاهما بنى أفكاره على أساس كروية الأرض ومركزيتها للكون (نموذج مركزية الأرض). وأتفق علماء المسلمين في علم الهيئة في عهد الخليفة المأمون على كروية الأرض، ولذلك طلب المامون منهم قياس محيطها وقطرها وتم حساب ذلك بشكل قريب من القياس الحالي ودونه المؤرخون وذكره علماء الفلك المعاصرين، ولقد لجأ العلماء العرب المسلمين لعدة طرق للقياس ومنهم أبو الريحان البيروني حيث توصل لطريقة جديدة لحساب محيط الأرض، وكانت طريقته في القياس أقرب إلى قيمة قريبة من القيمة الحالية لمحيط الأرض.[18][19] ولكن لا يمكن ان يكون للقرآن وجهين وهو كلام الله عز وجل الفارق بين الحق والباطل وبينت الآيات ان الأرض كروية بما لايدع مجالاً للشك كما ذكر ذلك معظم علماء الإسلام، بل إن كتاب القرآن يذكر إن معظم الأفلاك السماوية تدور في أفلاك خاصة بها في حركة مستمرة ومن المفسرين القدامى الذي كتب عن شكل الأرض ودورانها حول الشمس فخر الدين الرزاي حيث كتب في كتابه المرجعي التفسير الكبير عن كروية الأرض ودلالاتها في القرآن قبل 840 سنة بقولهِ « إنه على الرغم من أن الأرض قد وصفت في آية بأنها مستقر فهي توصف في آية أخرى باعتبارها كوكباً وكرة سماوية، كرة أرضية تدور حول الشمس، وإذا ما سئلت كيف يعيش الناس على أرض مستديرة في الوقت الذي تدور فيهِ حول الشمس فإن إجابتي ستكون: أن الكوكب من الكبر بحيث أن المساحات المنبسطة عليهِ ممهدة بما يكفي لكي تستوعب حياة الكائنات كلها فوقه»[20]، هذا وعي علمي فلكي وتفسير منطقي لعالم مسلم متوافق مع منهجهِ العقلي في التفكر وتفسير القرآن وفهم متقدم بقرون على ما تبع عصرهِ من جهالة وتخلف علمي. إن الرازي له مقام كبير في العلوم الكونية من علم الهيئة والفلك وغيرها. وهذا العلم قد أهمله معظم المفسرين القدماء، ولذلك أكثر الرازي الكلام فيهِ واهتم به اهتماماً بالغاً في تفسيره، فيقول الرازي مدافعاً عن مسلكه هذا: «وربما جاء بعض الجهال والحمقى وقال: إنك أكثرت في تفسير كتاب الله من علم الهيئة والنجوم، وذلك على خلاف المعتاد. فيقال لهذا المسكين: إنك لو تأملت في كتاب الله حق التأمل لعرفت فساد ما ذكرته».[21] ثم بيّن تفسيره للظواهر الكونية ومنها حركة الأجرام وكروية الأرض من عدة وجوه مستدلاً بالآيات القرآنية، وهدفه من ذلك إثبات عظمة الخالق وقدرته، فالظواهر الكونية وما يجري فيها من قوانين هي من آثار قدرة الله. يقول رشيد الصالحي (ج3، ص167): «من الآراء التي يستفاد منها في دراسة أمور الحياة – التربوية وغيرها – أن الرازي يهتم بالمسائل العلمية والأمور الكونية ويوسع معاني الاستدلالات القرآنية حسب المستوى الحضاري في عصره، واتبع قاعدة تربوية ثابتة اتبعها القرآن الكريم في الاستدلال بالأثر على المؤثر.»
بداية العصور الوسطى
شعر الكتاب المسيحيون في بداية القرون الوسطى بدافع ضئيل نحو افتراض سطحية الأرض، بالرغم من انطباعاتهم غير الواضحة حول كتابات بطليموس وأرسطو، واعتمدوا أكثر على بليني. ومع نهاية الحضارة الرومانية، دخلت أوروبا الغربية في العصور الوسطى على صعوبات جمة أثرت على الإنتاج الفكري للقارة. ولم تكن معظم البحوث العلمية للعصور القديمة الكلاسيكية (في اليونان) متوفرة، حيث اقتصرت على ملخصات وتصنيفات مبسطة. كما أيدت عدة كتب من العصور الوسطى لكروية الأرض. مثل احتواء بعض المخطوطات لماكروبيوس من بدايات القرون الوسطى على خرائط للأرض، وتشمل الأجزاء الواقعة على الجهة المقابلة من الكرة الأرضية، وخرائط للمناطق تظهر المناخات البطلمية المشتقة من فرضية كروية الأرض، ورسم يظهر الأرض (معنونة بـ globus terrae ، أو كرة الأرض) في وسط الكواكب السيارة (الكروية) والمرتبة ترتيبا هرميا. وهناك أمثلة أخرى على رسومات كهذه من القرون الوسطى وجدت في مخطوطات حلم سكيبيو. وفي العصر الكارولنجي، ناقش العلماء نظرة ماكروبيوس للأجزاء المتقابلة من الكرة الأرضية. حيث أكد الراهب الإيرلندي دونغال، على أن الفراغ المداري بين منطقتنا وباقي المناطق الصالحة للسكن في الجنوب، أصغر مما كان ماكروبيوس يعتقد.
وقد كانت نظرة أوروبا حول شكل الأرض في العصور القديمة وأوائل العصور الوسطى أفضل ما عبر عنها بكتابات العلماء المسيح: كتب بوذيس أيضا دراسة لاهوتية عن الثالوث أعاد فيها نموذج ماكروبيان للأرض في وسط الكون الذي أثر على حياته وتمت ترجمته على نطاق واسع. كانت هناك آراء مختلفة مثل «الأرض كالعجلة» كما تشابه اناكسيماندر في اللغة والخريطة التي قدمها ايزيدور التي تم تفسيرها على نطاق واسع بأنها تُشير إلى قرص منبسط. وتوضيحا من ايزيدور في دي ناترو أن المناطق الخمس للأرض كدوائر متجاورة، ولخص بعض الأشخاص بأن القطب الشمالي والجنوبي منطقتين متقاربتين لبعضهما بعضا، وقال أنه لا يعترف بإمكانية وجود أجزاء واقعة من الجهة المقابلة للكرة الأرضية، وما كان يعنيه أن الأشخاص يستقرون في الجانب الآخر من الأرض معتبرا ذلك خرافة وأشار بأنه لا يوجد أي دليل على وجودهم، وكانت خريطة ايزدورT و O والتي تمثل جزءا صغيرا من كروية الأرض قد استخدمت من قبل المؤلفين في العصور الوسطى، على سبيل المثال ففي القرن التاسع قارن رابينوس ماروس الجزء الصالح للسكن من نصف الكرة الأرضية الشمالي (بالجو المعتدل شمال أرسطو) بالعجلة. وفي الوقت نفسه فقد قدمت أعمال ايزدور وجهات نظر كروية، مثلا: في الفصل 28 من دي ناترو ريروم، يدعي ايزيدور أن الشمس تدور حول الأرض ويضيء الجانب الآخر عندما يحل الليل في هذا الجانب. (انظر إلى الترجمة الفرنسية لدى ناتورا ريروم في كتابه علم أصول الكلام)، فهناك تأكيدات أيضا بأن السماء بها أرض بوسطها وتتساوى مسافات السماء من جميع الجهات. وجادل باحثون آخرون هذه النقاط أيضا. وظلت هناك أعمال متعثرة حتى القرن الثالث عشر حيث اعتبر قرن الذروة من جميع المعارف، وأصبح جزءا أساسيا من ثقافة القرون الأوروبية الوسطى، وبعد مرور فترة من اختراع الطابعة ظهرت عدة نسخ مطبوعة، ومع ذلك فإن المترجمين العرب ساعدوا الفلاسفة واللاهوتية والعلماء لكن بالكاد استطاعوا النضال ضد إرث الأرض المستوية من العصور الوسطى الأولى (500 – 1500).
وكان لدى كتَاب القرون الوسطى انطباعات غامضة غير دقيقة لكلا من بطليموس وآرسطو تعتمد أكثر على بليني، ولكنهم شعروا (مع استثناء واحد) للانتباه على فرضية التسطيح•
كتب الراهب بيدي (ولد في العام 677م– وتوفي في 735م) في أطروحته المؤثرة حول الحساب - وقت الحساب - أن الأرض كانت مستديرة (وليست دائرية تماما كالدرع أو منبسطة مثل عجلة القيادة، ولكنها تشبه أكثر شكل الكرة) وهذا يفسر الطول غير المتساوي للنهار بسبب " كروية الأرض، وعدم وجود سبب والذي يطلق عليه الجٍرْم السماوي لهذا العالم الموجود في صفحات الكتاب المقدس والأدب العادي. وهو في الحقيقة موضوع مثل الكرة في منتصف الكون كله (De temporum ratione, 32). ونسخت أعدادا كبيرة من مخطوطات وقت الحساب الباقية ؛ لتلبية المتطلبات الكارولنجية التي ينبغي على جميع الكهنة دراستها. ويشير هذا إلى أن العديد - إن لم يكن الأغلبية - من الكهنة تعرضوا لفكرة كروية الأرض. وأعاد ألفريك إنشاء صياغة أطروحة بيدي إلى الإنجليزية القديمة، قائلا: " تشكل استدارة الأرض ومدار الشمس الآن عقبة أمام تساوي طول الأيام في جميع أنحاء العالم ".
ناقش سانت فرجيل سالزبورغ (الذي ولد في عام 700م وتوفي في 784م) – في منتصف القرن الثامن الميلادي - أو علّم بعض الأفكار الجغرافية التي وجدها سانت بونيفاس مرفوضة بما فيه الكفاية، حيث إنه اشتكى منها إلى البابا زاكاري. والسجل الباقي الوحيد على هذه الحادثة والذي يحتوي على رد زاكاري- والمؤرخ في 748م-
حيث كتب زاكاري: «أما بالنسبة للعقيدة المحفوظة والخاطئة التي كان (فرجيل) معاديا الإله بها (تنزه الله) وبما لفظته روحه، التي ينبغي أن تحدد بوضوح أنه يعلن إيمانه بوجود عالم آخر ووجود رجال آخرين تحت الأرض، أو بوجود شمس وقمر آخرين، وأنت هنا لتسيطر على المجمع الكَنَسِيّ، وتحرمه من مكانته الكهنوتية، وتطرده من الكنيسة»
اقترحت بعض السلطات أن كروية الأرض كانت ضمن تعاليم فيرجل التي اعتبرها كل من بونيفاس وزاكري غير مقبولة. واعتبرها آخرون بعيدة الاحتمال، فصيغة رد زاكري توحي باعتراض شديد لوجود أي بشر يعيشون على الجانب المعاكس في الأرض. على أية حال، لا يوجد ما يُثبت اتخاذ أي ردود فعل ضد فيرجل. وتم تعيينه لاحقا أُسقفاً لسالزبورغ وفي القرن الثالث عشر الميلادي تم اعتباره قديساً.
هناك احتمال غير أدبي بل تصويري باعتقاد الناس في العصور الوسطى بأن الأرض كانت كروية (وربما الكون)، فرمز السلطة (the orb) الذي استخدمه المسيحيون لزيهم في عدة ممالك وفي الإمبراطورية الرومانية المقدسة كان عبارة عن كرة وفوقها صليب. وقد وُثِق منذ زمن الإمبراطور المسيحي الروماني ثيودوسيوس الثاني Theodosius II وخلال العصور الوسطى. في عام 1191م اُستخدِمت الكرة التي فوقها صليب (Reichsapfel) في مراسم تتويج الإمبراطور هنري السادس Emperor Henry VI.
وعلى الرغم من ذلك، فإن كلمة orb تعني الدائرة ومنذ العصور القديمة في الغرب لم يوجد أي سجل يُمثل الأرض ككرة، حتى عام 1492م عندما قام مارتن بهيام Martin Behaim بتجسيم الأرض ككرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا المجسم يمكن اعتباره تمثيلا للكون بأكمله. وأشارت دراسة حديثة لمفاهيم العصور الوسطى فيما يتعلق بكروية الأرض بأنه منذ القرن الثامن، لم يُوجد أي كوزموغرافي -عالم مختص برسم خرائط الكون أو الأرض- جدير بالذكر قد دعا للتشكيك بكروية الأرض. وبالرغم من ذلك، فمن المحتمل أن أعمال هؤلاء المفكرين لم تحظ بالقبول بين العامة، فقد كان من الصعب تخمين تصوراتهم عن شكل الأرض من قبل أغلبية السكان، هذا لو وضع هذا السؤال بعين الاعتبار.
منتصف العصور الوسطى ونهايتها
مع حلول القرن الحادي عشر، علمت أوروبا بعلم الفلك الإسلامي. أنشئت النهضة في القرن الثاني عشر منذ حوالى عام 1070 م تنشيطاً فكرياً في أوروبا ذي جذور فلسفية وعلمية، واهتماماً متزايداً بالفلسفة الطبيعية.
كان هيرمانوس كونتراكتوس (1013-1054) من أوائل العلماء المسيحيين الذين قاموا بتقدير محيط الأرض باستعمال طريقة أراتوستينس. اعتقد توما الأكويني (1225-1274)، وهو من أهم وأكثر علماء اللاهوت في العصور الوسطى دراسة بكروية الأرض، حتى أنه اعتبر أن معرفة قرائه بكروية الأرض هو أمر مفروغ منه. [ن ب 1] عادة ما قدمت المحاضرات في جامعات العصور الوسطى أدلة لإثبات كروية الأرض. أيضا في كتاب (مجال العالم) أكثر الكتب تأثيرا في علم الفلك في القرن الثالث عشر وأكثرها قراءةً من جميع طلاب جامعات شرق أوروبا، وصف الكرة الأرضية بالكروية.
كتب في خلاصة كتابه «أثبت علماء الفيزياء أن الأرض دائرية بوسيلة وعلماء الفلك بوسيلة أخرى ويثبت علماء الفلك ذلك عن طريق الرياضيات على سبيل المثال بواسطة أشكال الكسوف، أو شيء من هذا القبيل، بينما أثبت علماء الفيزياء ذلك عن طريق حركة الأجسام الثقيلة نحو المركز وهكذا دواليك». لم يُناقش موضوع شكل الأرض في الأعمال العلمية المكتوبة باللغة اللاتينية فقط؛ بل عولج أيضا في الأعمال المكتوبة بلغات ولهجات مختلفة التي كانت موجهة لجمهور أوسع.
الكتاب النرويجي (Konungs Skuggsjá)، المؤلف حوالي عام 1250 م ، ينص بوضوح على أن الأرض مستديرة وأن هناك ليل على الجانب الآخر من الأرض عندما يحل النهار في النرويج. يناقش المؤلف أيضا وجود سكان في الجهات المقابلة للكرة الأرضية ويذكر أنهم (في حال وجودهم) يرون الشمس في الشمال في منتصف النهار، وأنهم في النرويج يعيشون فصولاً معاكسة لتلك التي يعيشها الناس في الجهات المقابلة لنصف الكرة الشمالي.
ومع ذلك أوضح تاترسال أن النظرة إلى شكل الأرض في النصوص العامية والفرنسية التي ظهرت في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر وصفتها بالمستديرة كالمنضدة وليست كالتفاحة. وفي الواقع فإنه في جميع الأمثلة المنقولة من الملاحم أو الأعمال الرومانسية غير ' التاريخية ' التي تحمل الطابع غير التعليمي فقد تم استخدام كلمات تحمل دلالات واضحة على أن شكل الأرض دائرية وليست كروية. وقد قدمت رحلات الاستكشاف البرتغالية إلى أفريقيا وآسيا، ورحلة كولومبوس إلى الأميركتين عام (1492 م)، وأخيرا رحلة فرديناند ماجلان بغرض الدوران حول الأرض (1519-1521م) البراهين العملية النهائية لشكل الأرض النهائي.
مينغ الصين
في وقت متأخر من عام 1595م، بكرت الحملات التبشيرية اليسوعية إلى الصين، ماتيو ريتشي، سجلت أن الصينيون يقولون: «إن الأرض مسطحة ومربعة، والسماء هي المظلة المستديرة، بل لم تنجح في تصور إمكانية أقصى حدود الكرة الأرضية.» ومما يؤكد الاعتقاد العالمي في أن الأرض مسطحة بواسطة الموسوعة الصينية المعاصرة من عام 1609م التي توضح الأرض مسطحة ممتدة على سطح مستوي قطرها الأفقي من السماء كروية. في القرن السابع عشر، انتشرت فكرة كروية الأرض في الصين نظرا لتأثير اليسوعيون، الذين تولوا مناصب عالية كفلكيين في البلاط الإمبراطوري
«أسطورة الأرض المسطحة» في علم التاريخ الحديث
خلال القرن التاسع عشر، أعطى المفهوم الرومانسي للعصور المظلمة الأوربية أهمية لـنموذج الأرض المسطحة أكثر من أي فترة مضت في التاريخ. وفي عام 1945م رتبت الجمعية التاريخية «مفهوم كولومبوس والأرض المسطحة» في المركز الثاني من أصل عشرين خطأ، في كتيب نُشر لأول مرة يعرض أشهر الأخطاء التاريخية الشائعة. وقد أعيد تكرار هذا الاعتقاد في بعض الكتب المدرسية على نطاق واسع فكانت الطبعة السابقة لـكتاب الموكب الأمريكي للكاتب طوماس بيلي ينص على أن «البحارة الخرافيين -من طاقم كولومبوس-أنتجت المتمردين على نحو متزايد. وذلك لخوفهم من الإبحار على حافة العالم» ولكن لا يوجد أي دليل تاريخي يثبت ذلك في الحقيقة ربما كان البحارة هم أول من عرف انحناء الأرض لملاحظتهم اليومية لذلك فـعلى سبيل المثال رؤية كيفية اختفاء الجبال تحت الأفق عند الإبحار بعيدًا عن الشاطئ.
الاعتراض الوحيد الذي نشر جاء من زكريا ليليو، الكاهن بكنيسة القديس يوحنا لاتران في روما عام 1496، وفي قسم عنوانه «الأرض ليست مستديرة» يوضح ليليو بأنه لا يتفق مع بطليموس وبليني على دائرية الأرض دون وجود دليل لأنهم من وجهة نظره يعتمدون على التخمين أكثر من المنطق. والجدير بالذكر أن كوبرنيكوس في عام 1514م بعد عشرين عامًا من كولومبوس كتب أنه يرفض فكرة الأرض المسطحة، ويعتقد بأن عليه العودة إلى اليونانيين لإيجاد مؤيد لنظريته. على الرغم من ذلك، فقد بذل الكثير من الجهد لإظهار أن الأفكار الحالية عن شكل الأرض مغلوطة. وفي الواقع، في عام 1490م كانت المشكلة ليست في شكل الأرض فحسب بل في حجمها وكذلك موقع الساحل الشرقي لآسيا.
القائلون بسطحية الأرض في العصر الحديث
حديثا انحصر الاعتقاد بسطحية الأرض من جماعات وأشخاص منعزلين، لكن لم يكن منهم علماء ذوو شأن.
- في عام 1849، قام الكاتب الإنجليزي صامويل روبوثام (1816 - 1885)، وتحت اسمه المستعار "Parallax"، بإصدار كتيب بعنوان "Zetetic Astronomy" أو (الفلك الزيتي، من الحرف اليوناني زيتا)، يدافع فيه عن نظرية سطحية الأرض وقام فيه بنشر نتائج عدة تجارب والتي تختبر انحناءات الماء في حفر تصريف طويلة، وأتبع هذا الكتيب بآخر معنون بـ «عدم ثبات الفلك الحديث ومعارضته للكتاب المقدس». أحد مؤيدي صامويل، يدعى جون هامبدن، خسر رهانا لصالح ألفريد راسل والاس في تجربة نهر بدفورد الشهيرة، والتي كانت تهدف لإثبات سطحية الأرض.
- في عام 1718، قام هامبدن بإصدار كتاب بعنوان «الكتيب الجديد في الكوزموغرافيا الإنجيلية».
- أصدر روبوثام أيضا دراسات توهم بأن تأثيرات اختفاء السفن عند الأفق يمكن أن تفسر بقوانين المنظور بالنسبة للعين البشرية.
- في عام 1883، قام صامويل بتأسيس الجمعيات الزيتية (Zetetic Societies) في إنجلترا ونيويورك، حيث شحن إليهم آلاف النسخ من كتابه (الفلك الزيتي). عرضت تحديات نُشِرت في نيويورك دايلي جرافكس (New York Daily Graphics) عشرة آلاف دولار لأي شخص يثبت أن الأرض تدور حول محور.
- كان وليام كاربنتر، ويعمل كعامل في مطبعة وموطنه الأصلي بجرينتش في إنكلترا، يؤيد روبوثام وقد نشر كتاب علم الفلك النظري مع الكشف والفحص مثبتاً أن الأرض ليست كروية في ثمانية أجزاء منذ عام 1864 تحت مسمى المنطق العام.
ثم هاجر بعد ذلك إلى بالتيمور حيث نشر مئات البراهين عدم صحة كروية الأرض في 1885.
فهو يزعم أن: «هناك أنهار تتدفق لمئات الأميال نحو مستوى البحر دون الانخفاض لما يزيد عن عدة أقدام – والجدير بالذكر أن نهر النيل والذي في آلاف الأميال ينخفض مستوى الماء بمقدار قدم. ومستوى الامتداد لهذا الحد لا يتوافق إلى حد ما مع فكرة تحدّب الأرض. فيكون بالتالي دليلا معقولاً أن الأرض ليست كروية الشكل.» «إذا كانت الأرض كروية الشكل، فإن أفضل ما يمكن للملاح أخذه معه عند إبحاره –لأن هذا هو الأصحّ بحد ذاته– هو نموذج مصغّر ذو شكل كروي. ولكن القيام بذلك لايزال غير معروفاً: باستخدام لعبة مثلها كدليل للإبحار، فسيحطّم البحّار سفينته بلا شك! وهذا دليل على أن الأرض ليست كروية.»
- وقال جون جاسبر، وهو شخص واعظ كان يلقي خطباً لأعداد كبيرة من الناس أكثر من أي رجل دين جنوبي من جيله، ويردّد كلامه متأثراً بصديقه النجّار في خطبته الشهيرة «تدور الشمس والأرض مسطّحة»، ألقى هذه الخطبة لأكثر من 250 مرة وكان دائماً ما يتم دعوته لإلقائها.
- في عام 1887، في قرية براكبورت في مقاطعة مونرو كونتي بنيويورك، تجادل فلاندرز مع اثنين من العلماء حول أن الأرض مسطّحة لثلاث ليال مؤيداً كروية الأرض. واختير خمسة من سكان القرية كقضاة، وصوّتوا بالإجماع على أن الأرض مسطّحة في النهاية. وقد قام بتسجيل هذا الأمر عضو في الحزب الديموقراطي الأمريكي ببروكبورت.
- ألقى البروفسور جوزيف دبليو هولدن، وهو قاضي صلحٍ سابق، العديد من المحاضرات في بريطانيا الجديدة عن نظرية أن الأرض مسطّحة في المعرض الكولومبي بشيكاغو. وامتدت شهرته إلى شمال كارولينا حيث نشرت جريدة لاندمارك النصف أسبوعية في ستاتسفيل حين وفاته عام 1900: «نحن بنفسنا نحمل المذهب القائل بأن الأرض مسطحة الشكل ونأسف بشدة لمعرفتنا أن أحداً من أعضائنا قد توفي».
ألقى ’البروفسور’ جوزيف دبليو هولدن، وهو قاضي صلحٍ سابق، العديد من المحاضرات في بريطانيا الجديدة عن نظرية أن الأرض مسطّحة في المعرض الكولومبي بشيكاغو. وامتدت شهرته إلى شمال كارولينا حيث نشرت جريدة لاندمارك النصف أسبوعية في ستاتسفيل حين وفاته عام 1900: ’نحن بنفسنا نحمل المذهب القائل بأن الأرض مسطحة الشكل ونأسف بشدة لمعرفتنا أن أحداً من أعضائنا قد توفي’.
- بعد وفاة روبثام، انشأت الليدي اليزابيث بلونت جمعية الأرض المسطحة العالمية بعام 1893 بإنجلترا وأطلقت صحيفة تدعى بالأرض ليست كروية وبيعت ببنسين فقط كما وخرجت مجلة أخرى تسمى بالأرض والتي ظلت من عام 1901 حتى 1904.
- كانت إليزابيث تعتبر أن الإنجيل هو السلطة غير القابلة للمساءلة على الطبيعة وأن الشخص لا يمكن أن يكون مسيحياً ويؤمن بأن الأرض كروية. ومن بين أعضائها المشهورين: إي دبليو بيلنقر من جمعية الثالوث الأنجيلي، وإدوارد هيوتن كبير المشرفين بالعلوم الطبيعية في كلية الثالوث بدبلن وكذلك رئيس الأساقفة. حيث قامت بإعادة تجارب روبوثام مما أدى إلى ظهور بعض التجارب المضادة ولكن قل الاهتمام بها بعد الحرب العالمية الأولى. فساهمت هذه الحركة في إعلاء شأن العديد من الكتب تناقش أن الأرض مسطحة وثابتة، من ضمنها كتاب ديفيد والردلو سكوت «تيرا فيرما».
- في عام 1898، وذلك أثناء رحلته وحيداً حول العالم، قابل جاشوا سلوكم مجموعة من المؤيدين للأرض المسطحة في دوربن، جنوب أفريقيا. حيث قام ثلاثة بوريين – ما يطلق على المستعمرين الهولنديين لقارة أفريقيا وكان أحدهم قسيساً، بإعطاء سلوكم كتيباً حرروه لإثبات أن الأرض مسطحة. وأيد «باول كروقر»، رئيس جمهورية ترنسفال في أفريقيا نفس النظرية بقوله عن رحلة جاشوا سلوكم: «أنت لا تعني دوران العالم، هذا مستحيل! تعني في العالم. مستحيل!»
- دعا ويبلر جلين فوليفا الذي تولى الكنيسة المسيحية الكاثوليكية عام 1906م، وهي أحد قطاعات العنصرة التي أَنشئت مجتمعاً مثاليًا في (صهيون، ولاية إلينوي), إلى الاعتقاد بأن الأرض مسطحة الشكل منذ عام 1915م فصاعدًا، واستخدم ليثبت وجهة نظره صورة للخط الساحلي لبحيرة نيباغو الواقعة في ولاية ويسكونسن وهو يمتد لاثني عشرة ميلًا، وهذه الصورة مأخوذة على ارتفاع ثلاثة أقدام من سطح الماء، وعندما اختفى المنطاد (إيطاليا) خلال رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي عام 1928م حذَّر ويبلر الصحافة حول العالم بأن المنطاد قد ذهب إلى حافة العالم، كما عرض 5000 دولارًا لمن يثبت أن الأرض غير مسطحة وذلك وفقًا لشروطه، وقد مُنع تدريس الاعتقاد بكروية الأرض في المدارس الصهيونية كما أٌذيعت الرسالة على محطته الإذاعية WCBD.
- وقد صرَّح محمد يوسف الذي أسس جماعة إسلامية متشددة في نيجيريا تسمى بـبوكو حرام باعتقاده أن الأرض مسطحة الشكل.
مجتمع الأرض المسطحة
في عام 1956، قام سامويل شينتون بتأسيس الجمعية الدولية للأرض المسطحة من منزله في مدينة دوفر في بريطانيا. وحين أطلق الاتحاد السوفيتي سبوتنيك، أول قمر صناعي؛ علق شينتون: «هل الإبحار حول جزيرة وايت سيثبت أنها كروية؟ نفس الشيء بالنسبة لهذه الأقمار الصناعية.» كان هدف شينتون الرئيسي بأن يصل للأطفال قبل أن يقتنعوا بكروية الأرض. وعلى الرغم من كثرة الدعايات، تراجع دعم شينتون في بريطانيا بسبب سباق الفضاء، حتى عام 1967 حين بدأ يصبح مشهورًا بسبب برنامج أبولو، عندما أظهرت صور الأقمار الصناعية كروية الأرض؛ كان رده: «من السهل أن نرى كيف أن صورة من هذا القبيل يمكن أن تخدع العين غير المدربة».
بعد وفاة شينتون عام 1971، أصبح تشارلز ك. جونسون رئيس الجمعية الدولية للأرض المسطحة، وعلى مدى العقود الثلاثة التالية، تبنى العضوية حوالي 3500 شخص وفقًا لجونسون.
أمضى جونسون سنوات في تحليل دراسات نظريات الأرض المسطحة والكروية واقترح أدلة على مؤامرة ضد الأرض المسطحة: "إن فكرة الأرض المستديرة هي مجرد مؤامرة من الأخطاء حاربها كل من موسى وكولومبوس وفرانكلين روزفلت ..." نُشرت مقالته في مجلة ساينس دايجست عام 1980. ويستطرد فيها قائلًا: "إذا كانت الأرض كروية، فلا بد أن يكون مسطح جسم كبير من الماء منحنيًا. وقامت عائلة جونسون بفحص مسطحات بحيرة تاهو وبحر سالتون دون الكشف عن أي انحناء".
بدأت عضوية الجمعية بالانخفاض بعد حريق شب في منزل جونسون عام 1997 أدى إلى تدمير جميع سجلات واتصالات أعضاء الجمعية. توفيت زوجة جونسون، التي ساعدت في إدارة قاعدة بيانات العضوية، وتبع ذلك بفترة قصيرة وفاة تشارلز جونسون في 19 مارس 2001.
في عام 2004، أعاد دانيال شينتون (لا علاقة له بسامويل) إحياء جمعية الأرض المسطحة، حيث أسسها حول منتدى مناقشة على شبكة الإنترنت. وهو يعتقد أنه لم يقدم أحد دليلًا على أن العالم ليس مسطحًا.
في عام 2004، أعاد دانيال شينتون (لا علاقة له بسامويل) إحياء جمعية الأرض المسطحة، حيث أسسها حول منتدى مناقشة على شبكة الإنترنت. وهو يعتقد أنه لم يقدم أحد دليلًا على أن العالم ليس مسطحًا.
المراجع الثقافية
نظرية وجود الأرض المسطحة على مدى الحياة في جميع الأحوال وتتضمن المراجع غير المباشرة للنظرية لغة تستخدم على نطاق واسع في كافة زوايا الأرض الأربعة. غالبا ما يستخدم مصطلح الأرض المسطحة لأي شخص يحمل وجهات نظر قديمة وساخرة . يذكر في أوائل أدب لودميج هوليرغ في كوميديا ايراسموس مونتانوس عام 1723. تلقي ايراسموس مونتانس معارضه كبيرة عندما ادعى أن الأرض كروية في حين أن جميع الفلاحين صدقوا بتسطحها. لم يسمح له بالزواج من خطيبة حتى بدأ بالصراخ بأن الأرض مسطحة في قرية روديارد كيبلينغ التي صوتت أن الأرض مسطحة وانتشرت الإشاعات بأن مجلس أبرشية قد أيدو ان الأرض مسطحة .فيلم سنة 1980 (The God Must Be crazy) يتعلق برجل من الكلهاري يقرر السفر إلى «حافة العالم» للتخلص من زجاجة كوكا كولا يعتقد أن لديها قوى شر.
كان أول تدوين من قبل قاموس أكسفورد الإنجليزي لاستخدام مصطلح "فلات-إرثِ" (ويطلق على ذوي العقلية المتحجرة، تيمنًا بمن كان يؤمن بنظرية "الأرض المسطحة" في الماضي) في عام 1934م، وذلك في مجلة "بنش": "لعدم تعنته أو اقتناعه بنظرية "الأرض المسطحة"، سعى ميركايتور في استكشاف الكرة الأرضية بهدف اكتشاف البحور الجنوبية". أما مصطلح "فلات-إرث-مان" (ويطلق على الرجل المؤمن بنظرية "الأرض المسطحة")، فدون استعمالهُ في عام 1908م: "..حصولهم على عدد أصوات تقل عن الحد الأدنى المتوقع لأي مرشح، حتى وإن كان "فلات-إرث-مان". القصص الخيالية تعم بذكر العوالم المسطحة. ففي رواية «رحلة عابر الفجر» للروائي ك.س. لويس، وصف عالم نارنيا الخيالي بـ «الدائري كالطاولة» (أي مسطح)، بدل وصفه بـ «الدائري كالكرة». كما وصف إبحار شخصيات الرواية إلى حافة العالم (على الرغم من التدوين والقبول بكروية الأرض، تم وصف انبهار ملك نارنيا، الملك كاسبيان العاشر، بهذه المعلومة). كما تدور أحداث روايات «العالم الاسطواني» للروائي تيري براتشت (التي بدأ اصدارها عام 1983م) على عالم ذي أرضٍ مسطحة، اسطواني الشكل، حيث وصف ارتكاز هذه العالم على ظهور أربعة فيلة ضخمة، والتي بدورها تقف على ظهر سلحفاة ضخمة. ووصف مفارقة العديد من المستكشفين للحياة بسقوطهم من حافة هذا العالم الأسطواني خلال سعيهم لإثبات بطلان كونه اسطواني.[22]
السخرية العلمية
نُشِر مقال ساخر في عام 1996م لـ ألبرت أي بارتليت، وهو أستاذ فخري لعلوم الفيزياء في جامعة كولورادو في مدينة بولدر، حيث استخدم علم الحساب لإثبات أن النمو المستدام أمر مستحيل على أرض كروية لأن مواردها فانية. يشرح البروفسور بارتليت بأنه لا تتحقق الاستدامة في الموارد اللازمة لسد احتياجات النمو السكاني المستمر، إلا من خلال نموذج أرض مسطحة، تمتد بلا نهاية في كل من الابعاد أفقيا وأيضا عاموديًا باتجاه الأسفل. بالإشارة إلى كتاب "المَورِد المثالي" للكاتب جوليان سيمون، يطرح بارتليت التالي: "لنسمي الأفراد الذين يعتقدون بفكرة " إمكانية تنمية الحدود" بـ "مجتمع الأرض المسطحة الجديد". كما تتضح الطبيعة الساخرة للمقال من خلال مقارنتها مع مطبوعات بارتليت الأخرى، والتي تدعو بشكل أساسي إلى ضرورة الحد من النمو السكاني.
ملاحظات
عندما كتب أكواينس مُلخصه في البداية [23]، استَعمل مثال كروية الأرض للاستدلال على أن العلوم تَتميز بأساليبها العلمية، لا بمواضيعها، حيثُ كَتب " تُميز العُلوم بناء على النهج والوسائل المُختلفة التي تتبعها، فعُلماء الفلك والفيزياء يستطيعان إثبات نفس النَتيجة ـ وهي كَروية الأرض على سبيل المثال - لكن الفَلكي يُثبتها باستخدام الرياضيات وأما الفِيزيائي يبرهن ذلك بطبيعة المَادة.[24]
المراجع
- ^ MacDougall، Robert. "Strange enthusiasms: a brief history of American pseudoscience". جامعة كولومبيا. مؤرشف من الأصل في 2019-02-12. اطلع عليه بتاريخ 2016-07-05.
- ^ 10 أدلة سهلة لدحض خرافة "الأرض المسطحة" - فتبينوا نسخة محفوظة 18 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ Ambrose، Graham (7 يوليو 2017). "These Coloradans say Earth is flat. And gravity's a hoax. Now, they're being persecuted". The Denver Post. مؤرشف من الأصل في 2018-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2017-08-19.
- ^ Dure، Beau (20 يناير 2016). "Flat-Earthers are back: 'It's almost like the beginning of a new religion'". الغارديان. مؤرشف من الأصل في 2019-08-27. اطلع عليه بتاريخ 2017-08-19.
- ^ De Pythéas à Jules Verne, Variations sur le mythe de Thulé نسخة محفوظة 9 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.، dans sa «Géographie» (L.I, chap.1). Il sera repris par Claude Ptolémée (vers 100-170 de notre ère) dans l'« Almageste ». On pense qu'Ératosthène de Cyrène (273–192 av. J.-C.) pourrait être à l'origine de cet argument, qui serait donc postérieur à Aristote.. "نسخة مؤرشفة" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-05-09. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-18.
- ^ "مجموع الفتاوى" (25/195)
- ^ تقي الدين أبي العباس أحمد الحراني، ابن تيمية (1 يناير 2011). مجموع الفتاوى لابن تيمية 1-21 مع الفهارس ج15. دار الكتب العلمية. ج. 15. ص. 87. مؤرشف من الأصل في 2022-07-10.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link) - ^ "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/78)
- ^ ابن حزم (1996). الفصل في الملل والأهواء والنحل (ط. الثانية). بيروت: دار الجيل. ج. 2. ص. 241. مؤرشف من الأصل في 2022-04-28.
- ^ Mohanna, Mohammed (23 Apr 2019). "ترجمان القرآن يقول الأرض مسطحة". Mohammed Mohanna (بEnglish). Archived from the original on 2019-12-10. Retrieved 2019-08-16.
- ^ "الباحث القرآني". furqan.co. مؤرشف من الأصل في 2019-08-16. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-16.
- ^ "الباحث القرآني". furqan.co. مؤرشف من الأصل في 2019-08-16. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-16.
- ^ Mohanna, Mohammed (25 Feb 2019). "الأرض المسطحة وعلماء الإسلام". Mohammed Mohanna (بEnglish). Archived from the original on 2019-06-30. Retrieved 2019-08-16.
- ^ Mohanna, Mohammed (7 Aug 2019). "#السبع_أراضين". Mohammed Mohanna (بEnglish). Archived from the original on 2019-12-10. Retrieved 2019-08-16.
- ^ Mohanna, Mohammed (8 Nov 2018). "#الارض المسطحة". Mohammed Mohanna (بEnglish). Archived from the original on 2019-06-28. Retrieved 2019-08-16.
- ^ Mohanna, Mohammed (4 Apr 2019). "دَحَاهَا". Mohammed Mohanna (بEnglish). Archived from the original on 2019-12-10. Retrieved 2019-08-16.
- ^ Ragep, F. Jamil: "Astronomy", in: Krämer, Gudrun (ed.) et al.: Encyclopaedia of Islam, THREE, Brill 2010, without page numbers
- ^ Lenn Evan Goodman (1992), Avicenna, p. 31, روتليدج، ISBN 0-415-01929-X.
- ^ Behnaz Savizi (2007). "Applicable Problems in History of Mathematics: Practical Examples for the Classroom". Teaching Mathematics and Its Applications. دار نشر جامعة أكسفورد. ج. 26 ع. 1: 45–50. DOI:10.1093/teamat/hrl009. مؤرشف من الأصل في 2011-10-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-15.
- ^ التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) - فخر الدين الرازي
- ^ التفسير الكبير (مفاتيح الغيب)، ج14، ص99.
- ^ A. Tihon, Théon d'Alexandrie et les « Tables Faciles » de Ptolémée, Archives internationales d'histoire des sciences, 1985 (35), n° 1124-115, p. 106-123. ISSN 0003-9810.
- ^ (الخلاصة في دراسة الدين Ia, q. 1, a. 1؛. انظر أيضاً الخلاصة في دراسة الدين IIa Iae, q. 54, a. 2)
- ^ تاريخ العلم: شَكل الأرض: العُصور الوسطى: أكواينس"
- بوابة الأساطير
- بوابة الإنجيل
- بوابة العصور الوسطى
- بوابة الفضاء
- بوابة تاريخ العلوم
- بوابة جغرافيا
- بوابة حضارات قديمة
- بوابة علم الاجتماع
- بوابة علم الفلك
- بوابة علم طبيعة الأرض
- بوابة فلسفة العلوم
الأرض المسطحة في المشاريع الشقيقة: | |