هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
يرجى مراجعة هذه المقالة وإزالة وسم المقالات غير المراجعة، ووسمها بوسوم الصيانة المناسبة.

اختلافات طبقية اجتماعية في استهلاك الغذاء

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تُشير الاختلافات الطبقية الاجتماعية في استهلاك الغذاء إلى اختلاف كمية ونوعية الطعام المُستهلك وفقًا للحالة الاجتماعية للشخص أو وضعه في التسلسل الهرمي الاجتماعي. دُرِسَ هذا الموضوع في تخصصات مختلفة، متضمنةً العلوم الاجتماعية، والنفسية، والغذائية، وعلوم الصحة العامة. يمكن فحص الطبقة الاجتماعية وفقًا لعوامل محددة، هي: التعليم، أو الدخل، أو الحالة المهنية، أو العوامل الشخصية، مثل المرتبة الاجتماعية.

يعد سلوك الأكل فعلًا مترابطًا،[1] لذا فإن الطعام الذي يأكله المرء مرتبط ارتباطًا وثيقًا بطبقته الاجتماعية عبر التاريخ.[2]

تتبِّع الطبقات الاجتماعية نمطًا عامًا في استهلاك الغذاء في المجتمع الغربي المعاصر، إذ تستهلك مجموعات الطبقة العليا الأطعمة التي تدل على التفرد والوصول إلى السلع النادرة،[2] [3] في حين تستهلك مجموعات الطبقة الدُنيا الأطعمة المتوفرة بسهولة.

حمية الطبقة العليا

التفرد

ترمز بعض الأطعمة إلى الشعور بالتميز والتفرد مثل أي منتج فاخر.[4] وفقًا لعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، فإن الطعام الذي تستهلكه مجموعات الطبقة العليا يعكس «أذواق النقاء»،[5] وقيمته الملموسة في المجتمع.[5] تاريخيًا، كانت هذه المواد الغذائية حصرية جدًا،[4]إذ تميزت بارتفاع الطلب وانخفاض العرض.[2][3][6][7]


أحد الأمثلة الواضحة على هذه الظاهرة هو إدخال التوابل في النظام الغذائي الأوروبي.[2][3][6][7] في أوروبا الغربية في العصور الوسطى، ميزت كمية اللحوم المستهلكة الطبقة العليا من الطبقة الدنيا، إذ إن مجموعات الطبقة العليا فقط هي التي تستطيع تناول اللحوم بكميات كبيرة،[6] في حين أن النظام الغذائي للفئات الدنيا، الذين يتناولون القليل من اللحوم، يتألف غالبًا من الحبوب (مثل الشعير والجاودار)[8] والخضروات (مثل الكرنب والجزر). قُدِمت التوابل، مثل الفلفل الأسود،[9]بصفتها توابل للحوم -وإن بكميات صغيرة- بعد الاتصال الأولي مع آسيا. التكلفة العالية لنقل هذه البهارات حدت من وصولها إلى الأغنياء؛ وبذلك أصبح كل من كمية ونوع اللحوم المستهلكة إشارة إلى الحالة.

النهمة

هو مصطلح مخصص لأولئك الذين يستهلكون مجموعة متنوعة غير مقيدة من المنتجات الغذائية،[10] قد يشير أيضًا إلى استهلاك الأطعمة النادرة أو الأجنبية.[2][3] إن استهلاك الأطعمة غير المألوفة، وخاصة الأطعمة من ثقافات مختلفة؛ يدل على إحساس بالسعادة لا يمكن الحصول عليها إلا من طريق رأس المال الاجتماعي والاقتصادي.[2][3] هنالك بعض الأدلة الموثقة على هذا الادعاء: كانت مجموعات الطبقة العليا، أكثر ميلًا من مجموعات الطبقة الدنيا لتأييد تناول الأطعمة التي كانت خارج ثقافتهم الأصلية [11][12][13]وإظهار الانشغال بالأصالة المتصورة من المأكولات الأجنبية،[14] وتفضيل المطاعم على سلاسل مطاعم الوجبات السريعة.[15]

الجودة الغذائية

أخيرًا، فإن الجودة الغذائية لأنظمة الطبقة العليا الغربية تكون أفضل من تلك الخاصة بالطبقة الدنيا. وَجدت العديد من الدراسات أنه مع زيادة التعليم والدخل، تتحسن جودة النظام الغذائي. حتى المقاييس الذاتية للوضع الاجتماعي، مثل مقياس ماك آرثر للحالة الاجتماعية الذاتية،[16] وجد أنها تمارس تأثيرًا مشابهًا في سلوك الأكل بين الأقليات. أولئك الذين يرون أنفسهم بأنهم يحتلون مكانة أعلى في المجتمع، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن صحة أفضل.[17]

وصول أفضل إلى الأطعمة الصحية

يلعب الدخل الأكبر دورًا مهمًا في الوصول إلى الأطعمة الصحية. هذا صحيح خصوصًا في الولايات المتحدة مقارنة بالدول الأُخَر ذات الدخل المرتفع.[18] تتوفر معظم متاجر الأغذية الصحية ومحلات السوبر ماركت، التي تحتوي على منتجات طازجة، بسهولة أكبر في المناطق ذات الدخل المرتفع، مقارنة بالمناطق ذات الدخل المنخفض.[19] لاحظ توريل وزملاؤه[20] أن الدخل، على عكس التعليم والوضع المهني، كان المؤشر الوحيد المهم لفئات الدخل المنخفض، التي تشتري الأطعمة التي تلبي الإرشادات الغذائية الموصى بها. وبصورة مختلفة، كان المال -وليس المزيد من سنوات التعليم ولا مكانة الوظيفة- هو الذي سمح للفئات ذات الدخل المنخفض بالحصول على نظام غذائي صحي.

تُظهِر مجموعة كبيرة من الأدلة أن الأطعمة الصحية تُكلف أكثر من الأطعمة غير الصحية.[21] [22] ومع ذلك، لم يتمكن العلماء من تحديد العناصر الغذائية الدقيقة (مثل الفيتامينات والمعادن) والعناصر الغذائية الكبيرة (مثل الكربوهيدرات والدهون) التي تساهم باستمرار في تضخم سعر النظام الغذائي الصحي.[23][24][25] أظهر أحد تحليلات الإنفاق على الغذاء في الولايات المتحدة أن العلاقة بين سعر عنصر غذائي وجودته الغذائية تتفاوت، وفقًا لكيفية قياس سعر الغذاء. سعر الخضار، مثلًا، يكلف نحو ضعف التكلفة عند قياسه بأنه (السعر لكل 100 سعرة حرارية)، مقارنة بما كان عليه عندما قِيسَ بأنه (السعر لكل جرام صالح للأكل)، أو (متوسط سعر الجزء)؛ (نحو 3.75 دولارًا أمريكيًا، أو 100 سعرة حرارية مقابل 1.60 دولارًا أمريكيًا و1.40 دولار على التوالي).[26] لاحظ آخرون أن أسعار بعض الفواكه والخضروات تنخفض بمعدل انخفاض أسعار الأطعمة الخفيفة الشعبية نفسه، مثل رقائق البطاطس والبسكويت.[27]

المراجع

  1. ^ Higgs، Suzanne (1 مارس 2015). "Social norms and their influence on eating behaviours" (PDF). Appetite. Social Influences on Eating. ج. 86: 38–44. DOI:10.1016/j.appet.2014.10.021. ISSN:0195-6663. PMID:25451578. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-11-03.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Fox, R. (2014). Food and eating: An anthropological perspective. Social Issues Research Centre, 1–22.
  3. ^ أ ب ت ث ج Tierney, R. K., & Ohnuki-Tierney, E. (2012). Anthropology of Food. In J. M. Pilcher (Ed.), The Oxford Handbook of Food History. New York: Oxford University Press.
  4. ^ أ ب Berg, M. (2012). Luxury, the luxury trades, and the roots of industrial growth: A global perspective. (F. Trentman, Ed.), Oxford Handbook of the History of Consumption. Oxford University Press.
  5. ^ أ ب Bourdieu, Pierre, 1930-2002. (1986). Distinction : a social critique of the judgement of taste. London: Routledge & Kegan Paul. ISBN:0-415-04546-0. OCLC:16921682.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  6. ^ أ ب ت Mennell, Stephen. (1996). All manners of food : eating and taste in England and France from the Middle Ages to the present (ط. 2nd ed., Illini books). Urbana: University of Illinois Press. ISBN:0-631-13244-9. OCLC:32014474.
  7. ^ أ ب Burnett, S. C., & Krishnendu, R. (2012). Sociology of Food. In J. Pilcher (Ed.), Oxford Handbook of Food History. New York: Oxford University Press.
  8. ^ "Medieval Food and Drink | Facts, Diet, Preparation & Preservation". School History. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-20.
  9. ^ The appetite and the eye : visual aspects of food and its presentation within their historic context ; [papers from the second Leeds Symposium on Food History and Traditions ; april 1987 ; with additional papers]. Wilson, Constance Anne., Leeds Symposium on Food History and Traditions. <2, 1987>. Edinburgh: Edinburgh Univ. Pr. 1991. ISBN:0-7486-0101-5. OCLC:311328173.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: آخرون (link)
  10. ^ Dictionary of science and technology. Collocott, T. C.,, Dobson, A. B. (Alan Binaloss) (ط. Revised). Edinburgh: W. and R. Chambers. 1974. ISBN:0-550-13202-3. OCLC:1077670.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: آخرون (link)
  11. ^ Wills، Wendy؛ Backett-Milburn، Kathryn؛ Roberts، Mei-Li؛ Lawton، Julia (نوفمبر 2011). "The Framing of Social Class Distinctions through Family Food and Eating Practices". The Sociological Review. ج. 59 ع. 4: 725–740. DOI:10.1111/j.1467-954x.2011.02035.x. ISSN:0038-0261.
  12. ^ Skeggs، Beverley (أكتوبر 2004). "Exchange, Value and Affect: Bourdieu and 'The Self'". The Sociological Review. ج. 52 ع. 2_suppl: 75–95. DOI:10.1111/j.1467-954x.2005.00525.x. ISSN:0038-0261.
  13. ^ Bell، David؛ Hollows، Joanne (فبراير 2007). "Mobile Homes". Space and Culture. ج. 10 ع. 1: 22–39. DOI:10.1177/1206331206296380. ISSN:1206-3312.
  14. ^ FerdmanBioBio، Roberto A. Ferdman closeRoberto A. "How Americans pretend to love 'ethnic food'". Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2021-11-30. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-21.
  15. ^ "Linguistic Markers of Status in Food Culture: Bourdieu's Distinction in a Menu Corpus « CA: Journal of Cultural Analytics". culturalanalytics.org. مؤرشف من الأصل في 2019-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-21.
  16. ^ Adler, N. E., & Epel, E. S. (2000). Relationship of subjective and objective social status with psychological and physiological functioning: Preliminary data in healthy white women. Health Psychology, 19(6), 586–592. https://doi.org/10.1037//0278-6133.19.6.586 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2023-02-10. اطلع عليه بتاريخ 2023-02-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  17. ^ Reitzel, L. R., Nguyen, N., Strong, L. L., Wetter, D. W., & McNeill, L. H. (2013). Subjective social status and health behaviors among African Americans. American Journal of Health Behavior. https://doi.org/10.5993/AJHB.37.1.12 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2022-08-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-02-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  18. ^ Posner، SF (ديسمبر 2011). "Advancing and Improving Preventing Chronic Disease: Public Health Research, Practice, and Policy". Preventing Chronic Disease. ج. 9: E32. DOI:10.5888/pcd9.110291. ISSN:1545-1151. PMC:3277408. S2CID:26413213.
  19. ^ Krukowski، Rebecca A.؛ West، Delia Smith؛ Harvey-Berino، Jean؛ Elaine Prewitt، T. (يونيو 2010). "Neighborhood Impact on Healthy Food Availability and Pricing in Food Stores". Journal of Community Health. ج. 35 ع. 3: 315–320. DOI:10.1007/s10900-010-9224-y. ISSN:0094-5145. PMC:3071013. PMID:20127506. S2CID:25985245.
  20. ^ Turrell، Gavin؛ Hewitt، Belinda؛ Patterson، Carla؛ Oldenburg، Brian (أبريل 2003). "Measuring socio-economic position in dietary research: is choice of socio-economic indicator important?". Public Health Nutrition. ج. 6 ع. 2: 191–200. DOI:10.1079/phn2002416. ISSN:1368-9800. PMID:12675962.
  21. ^ Drewnowski، Adam؛ Eichelsdoerfer، Petra (نوفمبر 2010). "Can Low-Income Americans Afford a Healthy Diet?". Nutrition Today. ج. 44 ع. 6: 246–249. DOI:10.1097/NT.0b013e3181c29f79. ISSN:0029-666X. PMC:2847733. PMID:20368762.
  22. ^ "'Know Me Come Eat With Me': What Food Says about Leopold Bloom"، ‘Tickling the Palate’، Peter Lang، 2014، DOI:10.3726/978-3-0353-0598-2/14، ISBN:978-3-0343-1769-6
  23. ^ Darmon، Nicole؛ Drewnowski، Adam (مايو 2008). "Does social class predict diet quality?". The American Journal of Clinical Nutrition. ج. 87 ع. 5: 1107–1117. DOI:10.1093/ajcn/87.5.1107. ISSN:1938-3207. PMID:18469226.
  24. ^ Ricciuto، Laurie E.؛ Tarasuk، Valerie S. (يناير 2007). "An examination of income-related disparities in the nutritional quality of food selections among Canadian households from 1986–2001". Social Science & Medicine. ج. 64 ع. 1: 186–198. DOI:10.1016/j.socscimed.2006.08.020. ISSN:0277-9536. PMID:17030372.
  25. ^ Aggarwal، Anju؛ Monsivais، Pablo؛ Drewnowski، Adam (25 مايو 2012). "Nutrient Intakes Linked to Better Health Outcomes Are Associated with Higher Diet Costs in the US". PLOS ONE. ج. 7 ع. 5: e37533. Bibcode:2012PLoSO...737533A. DOI:10.1371/journal.pone.0037533. ISSN:1932-6203. PMID:22662168. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  26. ^ Carlson، Andrea؛ Frazão، Elizabeth (يوليو 2014). "Food costs, diet quality and energy balance in the United States". Physiology & Behavior. ج. 134: 20–31. DOI:10.1016/j.physbeh.2014.03.001. ISSN:0031-9384. PMID:24631301. S2CID:38167467. مؤرشف من الأصل في 2021-09-29.
  27. ^ Drewnowski، Adam؛ Eichelsdoerfer، Petra (نوفمبر 2009). "Can Low-Income Americans Afford a Healthy Diet?". Nutrition Today. ج. 44 ع. 6: 246–249. DOI:10.1097/nt.0b013e3181c29f79. ISSN:0029-666X. PMC:2847733. PMID:20368762.