أوديب ملكا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أوديب (بالإغريقية: Οἰδίπους)‏
لويس بوميستر بدور أوديب في إنتاج هولندي للمسرحية، عام 1896.

النوع الفني تراجيديا
السلسلة مسرحيات طيبة (سلسلة أوديب)
المؤلف سوفوكليس
أول عرض 429 قبل الميلاد
بلد المنشأ أثينا الكلاسيكية، اليونان القديمة
اللغة الأصلية الإغريقية القديمة
عرضت في مسرح ديونيسيوس، أثينا

أوديب ملكاً، أوديب الملك، الملك أوديب، وتُعرف أيضًا بعنوانها اليوناني أوديب الطاغية[أ] (بالإغريقية: Οἰδίπους Τύραννος)‏، (اللفظ الإغريقي: [oidípoːs týrannos])، هي تراجيديا من الأدب الكلاسيكي اليوناني القديم للكاتب سوفوكليس، تم تمثيلها لأول مرة حوالي 429 قبل الميلاد.[1] بالنسبة إلى الإغريق القدماء، كان عنوان المسرحية في الأصل فقط «أوديب» (Οἰδίπους)، كما أشار إليها أرسطو في فن الشعر. يُعتقد أنه تم تغيير اسمها إلى «أوديب الطاغية» لتمييزها عن مسرحيات سوفوكليس الأخرى (سلسلة أوديب). في العصور القديمة، كان مصطلح «طاغية» يشير إلى الحاكم الذي ليس له حق شرعي في الحكم، أي ليس بالضرورة له دلالة سلبية.[2][3][4]

من بين مسرحيات سوفوكليس الثلاث في ثيفا واللاّتي تحدثن عن قصة أوديب، كانت ترتيب مسرحية الملك أوديب من حيث الكتابة هي الثانية، أما من حيث التسلسل الزمني للأحداث التي تصفها المسرحيات، تأتي هذه المسرحية أولاً، ثم يليها أوديب في كولونوس ثم أنتيغون.

قبل بداية المسرحية، يصبح أوديب ملك ثيفا ويحقق نبوءة بأنه سيقتل والده لايوس بدون قصد، ويتزوج من والدته جوكاستا، والتي اتخذها أوديب كملكته بعد حلّ حكم والده. يتعلق عمل مسرحية سوفوكليس ببحث أوديب عن قاتل والده لايوس من أجل إنهاء وباء يجتاح ثيفا غير مدرك بأنه هو نفسه القاتل. في نهاية المسرحية وبعد ظهور الحقيقة أخيرًا، تشنق جوكاستا نفسها بينما يهلع أوديب من حقيقة قتل والده وسفاح القربى، ويقلع عينيه بيأس وحزن لخطيئته التي قام بها.

المحتوى التاريخي

لعنة لايوس

يُعتقد أن المصائب التي حلّت بطيبة (ثيفا) كانت نتيجة لعنة وُضعت على لايوس لأنه انتهك قوانين الضيافة المقدسة (بالإغريقية: xenia)‏.

استقبل بيلوبس ملك مدينة إيليا الملك لايوس في فترة شبابه كضيف، حيث أصبح مدربًا لكريسيبوس في سباق العربات، كريسيبوس هو ابن الملك بيلوبس الأصغر. يغوي لايوس ابن الملك ويختطفه ومن ثم يغتصبه. وفقًا لبعض الروايات، يقتل كريسيبوس نفسه خزيًا. يلقي هذا العمل الرهيب اللعنة بالهلاك على لايوس وكل من ينحدر منه.

مولد أوديب

عندما وُلِد أوديب ابن لايوس، ذهب والده لايوس ليستشير عرّافة في معبد دلفي بشأن ثروته، كان اليونان يستطلعون من المعبد النبوءات معتقدين أنه فيه أسرار العالم. كشفت العرّافة حينها أن لايوس «محكوم عليه بالفناء على يد ابنه»، غضب وانزعج لايوس لهذه النبوءة، فيذهب ويربط قدم الرضيع بدبوس، ويأمر زوجته جوكاستا بقتله، لكن لم تستطع جوكاستا قتل فلذة كبدها، فتأمر جوكاستا خادمًا لقتله بدلاً منها. يضع الخادم الطفل الرضيع على قمة جبل، ثم يعثر عليه راعي وينقذه. (في إصدارات أخرى، يعطي الخادم الطفل للراعي).

يطلق الراعي على الطفل اسم «أوديب»، والذي معناه باليونانية القديمة المُصفَّد بالأغلال أو الأقدام المتورمة، فقدميه كانت مقيدة بإحكام من قبل لايوس. يقوم الراعي بإحضار الرضيع إلى كورنث، ويقدمه إلى الملك بيلوبس الذي لم ينجب أطفالًا، والذي قام بتربية أوديب ليكون ابنه.

أوديب والعرّافة

بينما كبر أوديب وأصبح في مرحلة الشباب، يسمع شائعة مفادها أنه ليس بالفعل ابن بيلوبس وزوجته ميروب، يذهب إلى عرّافة دلفي ليسأل عن والديه الحقيقيين. تتجاهل العرّافة السؤال، وتخبره بدلاً من ذلك أنه مقدر له أن «يتزوج من والدته ويسفك بيده دماء أبيه.» في محاولة يائسة لتجنب هذا المصير الرهيب، يترك أوديب كورينث ويذهب إلى طيبة، ما زال يعتقد أن بيلوبس وميروب هما والديه الحقيقيان.

النبوءة

الرجل العجوز

أوديب يعترض موكب الملك ويقتل والده.

في الطريق إلى طيبة، واجه أوديب شيخًا وحاشيته. يبدأ الطرفان في الشجار حول من يحق لمركبته المرور. بينما يتحرك الرجل العجوز لضرب الشاب الوقح بصولجانته، يدفع أوديب الرجل الكبير من عربته ويقتله، وهكذا تتحق نبوءة قتل أوديب لوالده، حيث أن الرجل العجوز - كما اكتشف أوديب لاحقًا - كان لايوس، ملك طيبة والأب الحقيقي لأوديب.

لغز أبو الهول

عند وصوله إلى ثيفا، وهي معروفة بأنها مدينة مضطربة، يواجه أوديب أبو الهول (المعروف باسم سفنكس)، وهو وحش أسطوري بوجه امرأة وجسم حيوان وصدر وأرجل أسد وأجنحة نسر. كان مقر سفنكس على تلة، يلتهم فيها سكان ثيفا والمسافرين واحدًا تلو الآخر إذا لم يتمكنوا من حل لغزه.

لم يتم تحديد اللغز الذي طرحه سفنكس (أبو الهول) على وجه الدقة وتنوع سرده في الحكايات المبكرة، ولم يتم ذكره صراحة في مسرحية أوديب لأن الحدث سبق المسرحية. وفقًا للنسخة الأكثر انتشارًا من اللغز، فإن أبو الهول كان يسأل «ما هو المخلوق الذي يمشي بأربعة أرجل في الصباح، وبرجلين عند الظهر، وبثلاثة في المساء؟» أجاب أوديب بذكاء بشكل صحيح: «الرجل» (باليونانية: anthrôpose) يزحف على أربع كطفل رضيع؛ ويمشي منتصبًا برجلين في النضج، ويتكئ على عصا في الشيخوخة.[5]:463

وبفضل الأمير أوديب، يلقي سفنكس بنفسه بالهاوية، وبذلك تنتهي اللعنة.[6] كانت مكافأة أوديب لتحرير طيبة من أبو الهول هي ملكيته للمدينة ويد الملكة الأرملة جوكاستا. لم يكن أحد يعلم في تلك المرحلة أن جوكاستا هي الأم الحقيقية لأوديب.[7] وهكذا فقد تحققت النبوءة المتبقية دون علم أي منهما.

القصة

تدور أحداث المسرحية في مدينة ثيفا (طيبة)، فملك طيبة الآن هو أوديب، ومدينة طيبة في مشكلة شاقّة، اجتاح الطاعون البلاد وسادت الفوضى والدمار، أصاب الوباء الحرث والنسل، وامتلأت الأرض بالجثث. يرسل الملك صهره كريون إلى عرّافة[ب] في معبد دلفي للاستفسار عن الطاعون. يعود كريون ليبلغ الملك أن الطاعون هو نتيجة ذَنبٍ تجاه الآلهة، حيث لم يتم القبض على القاتل، كان ملكهم السابق، لايوس، قد قُتل على يد شخص ما، ولم يُقبض على القاتل. يمتعض أوديب للخبر ويبدأ بالشتم واللعن على القاتل، يتعهد بالعثور عليه ويوعد أهل المدينة باستقصاء خبره ليضع حدًا للطاعون القاتل.

يقترح عَليه عِليَة القوم أن يأتوا بعرّافٍ أعمى اسمه تيريسياس ليكشف لهم من هو القاتل، فيستدعيه أوديب للإعانة. عندما يصل تيريسياس، يدّعي أنه يعرف إجابات أسئلة أوديب، لكنه يرفض الإجابة ويطلب منه بدلاً من ذلك التخلي عن بحثه، أخذ يناقشه أوديب في مقطوعة نادرة، حيث كان لكل حرف رمز وإسقاط ومعنى وهدف، ظل يسأله ليعرف ولكن تهرّب تيريسياس بلباقة وخفّة، نصحه ألا يصب لعناته على القاتل فوصفه بالجهل وعدم المعرفة، وما كان إلا أن قال أوديب له أنه أعمى، فرد العرّاف تيريسياس بالقول أنه أعمى البصر وليس البصيرة، أنبَأه أنه عندما يدرك من أباه ومن أمه، سيبصر الحقيقة الغائبة، غضب أوديب حينها، فاتهمه شفهيًا بالتواطؤ في قتل لايوس، بلغ السيل الزبى ونفذ صبر تيريسياس، أخبره تيريسياس أنه هو نفسه القاتل «أنت نفسك المجرم الذي تبحث عنه»، ولأن أوديب دائمًا يتجبر بثقته ويختال بذكائه ويغتر بنفسه فما كان عليه إلا أنه تصور أنه يوجد مؤامرة بين العرّاف تيريسياس وكريون شقيق زوجته، فأمر باحتجازهما.

يصل كريون لمواجهة اتهامات أوديب، فيطالب الملك بإعدام كريون؛ ولكنه تقنعه الجوقة[ج] بالسماح له بالعيش. تدخل جوكاستا، زوجة لايوس قديماً وأوديب حالياً، إلى أوديب، تحاول مواساته، فتخبره بأنه لا ينبغي أن ينصت للعرّافين. وكدليل للموضوع، تروي له نبوءة تلقتها قديماً وزوجها لايوس ما زال حيًا، حيث أتى على ذكِرِ النبوءة أن لايوس سيُقتل على يد ابنه؛ ومع ذلك، أكدت له أنها لم تتحقق أبدًا، طمأنت أوديب بالقول إن لايوس قُتل على يد قطاع طرق في رحلته وعند مفترق الطرق إلى دلفي بالتحديد.

تتسبب ذكر جملة «مفترق الطرق» هذه في برقة أوديب وطلب المزيد من التفاصيل. سأل جوكاستا كيف كان شكل لايوس، إِضطرب أوديب وأصبح قلقًا فجأة، توجّس خطرًا إن كانت اتهامات تيريسياس صحيحة. بعد ذلك، يطلب أوديب لرؤية الشاهد الناجي الوحيد من عراك مفترق الطرق، يستدعيه ليتم إحضاره إلى القصر من الحقول حيث يعمل الآن كراعٍ.

يسأل أوديب جوكاستا عن الأمر مرتبكًا ويخبرها بأنه قبل عدة سنوات في كورنث اتهمه رجلاً مخموراً بأنه ليس ابن والده قال له أنه يحمل له خبراً مفرحاً وآخراً محزناً، المحزن هو موت أبيه والمفرح أنه سيتولى العرش من بعده، ذهب أوديب إلى دلفي وسأل العرّافة عن نسبه، وبدلاً من الإجابة، أُعطي نبوءة بأنه سيقتل والده يومًا ما وينام مع والدته، وعند سماع ذلك قرر مغادرة كورنث وعدم العودة أبدًا، حيث أعتقد أن والديه الحقيقيين يعيشون هناك. أثناء السفر، واجه عربة حاولت إبعاده عن الطريق، كانت العربة على مفترق طرق، تبعها عراك كبير بين أوديب وراكب العربة وحاشيته. كان راكب العربة هو الملك، حاول الملك قتله بعصاه، لكن أوديب قتله في النهاية بدون قصد. كانت مواصفات الملك تطابق وصف جوكاستا لزوجها لايوس. رغم الاحتمالية المخفية إلا أن كان لدى أوديب أمل، لأنه سمع أن القصة كانت أن لايوس قد قُتل على يد عدة لصوص. إذا أكد الراعي الناجي أن لايوس قد تعرض لهجوم من قبل عدة رجال، فسيكون أوديب في موقفٍ واضح.

يصل رجل من كورنث برسالة مفادها أن والد أوديب قد مات.[د] تفاجأ أوديب بهذا الخبر، لأن بها يُثبَت أن نصف النبوءة كانت كاذبة، فهو الآن لا يستطيع قتل والده لأنه قد مات. ومع ذلك، ارتعب إن كان بطريقة ما قد ارتكب سفاح القربى مع والدته. كان الرسول حريصًا على تهدئته، أخبره ألا يقلق، لأن ميروب لم تكن في أمه الحقيقية.

يتضح فيما بعد أن هذا الرسول كان في السابق راعياً على جبل كورينث وأنه أعطى طفلاً للملك بيلوبس ليتبناه. قال الراعي أن الرضيع أُعطي له من قبل راعٍ آخر من أسرة لايوس، حيث طُلب منه التخلص من الطفل. يسأل أوديب الجوقة عما إذا كان أي شخص يعرف من كان هذا الرجل أو أين هو الآن، ردوا عليه بأنه هو «الراعي نفسه»، الشاهد الوحيد الباقي على مقتل لايوس والذي أرسله أوديب بالفعل. أدركت جوكاستا الآن الحقيقة، قامت تتوسل وتناشد أوديب يائسة للتوقف عن طرح الأسئلة، لكنه يرفض ويدخل جوكاستا إلى القصر. استقصى أوديب خبر الراعي رغم تحذيرات زوجته ونصائحها، ولكن حبه للمعرفة وللحقيقة جعله يأتي بالرسول.

عندما يصل الراعي يسأله أوديب، حاول الراعي ألا يخبره ويتوسل للسماح له بالمغادرة دون إجابات، يضغط عليه أوديب ويهدده في النهاية بالتعذيب أو الإعدام. في نهاية الأمر، يخبره أنه بالفعل أعطى طفلاً وليداً ذى قدم متورمة لرجل من كورنث، ولم ينفذ كلامه بأن قتل لايوس إذ استفسر حتى عن الطريق الذي مات فيه لايوس فكان الطريق على مفترق طرق ذى ثلاث شعب، وهنا ظهرت الحقيقة، لقد قتل أوديب أباه جاهلًا وتزوج من أمه، بل وأنجب منها.

تم الكشف عن كل شيء أخيرًا، يلعن أوديب نفسه والقدر، وينهار تماماً. تندب الجوقة كيف يمكن حتى لرجل عظيم أن يسقط هكذا من القدر، يخرج خادم من القصر ليتحدث عما حدث في الداخل. عندما تدخل جوكاستا المنزل، تركض نحو غرفة نوم القصر. يدخل أوديب بعد ذلك بوقت قصير ثائراً بحالة هلعٍ داعياً خدمه لإحضار سيف له حتى يقطع رحم زوجته/أمه، يهتاج في المنزل حتى وصل إلى غرفة النوم، بدأ أوديب بالصراخ، حيث شاهد زوجته/أمه قد شنقت نفسها، وجد الحبل ما زال يدور بالجثة الهامدة، فذهب مسرعًا ليفك الحبل من أعلى لتسقط الجثة، فأخذ دبوس من فستانها على الأرض، فصار يخلع المشابك الذهبية التي تتخذها الملكة زينة لشعرها ليدفعهم إلى عينه وهو يصيح في حالة من اليأس أنه لن يرى شقاءه وجرائمه بعد ذلك. يتحدث أوديب إلى عينيه قائلاً:

أوديب ملكا "ستظلان في الظلمة، فلا تريان من كان يجب ألا ترياه، ولا تعرفان من لا أريد أن أعرف بعد اليوم، حتى لا ترى الشمس المقدسة إنساناً دنساً فعل أكثر الجرائم بشاعة." أوديب ملكا
أوديب يودع ابنتيه بعدما قلع عينيه.

وفي موقف مؤثر سالت الدماء على لحيته البيضاء وبللت وجهه وهو يلعن سوء حظه وجهله القاتل، نقطة التحول لدى أوديب هي الحقيقة التي أصرّ أن يعرفها، قال:

أوديب ملكا "واحسرتاه. واحسرتاه. لقد أستبان كل شي. أيها الضوء لعلي أراك الآن للمرة الأخيرة. لقد أصبح الناس جميعًا يعلمون. لقد كان محظورًا أن أولد لمن وُلِدت له. وأن أحيا مع من أحيا معه. وقد قتلت من لم يكن لي أن أقتله." أوديب ملكا

يخرج أوديب الأعمى الآن من القصر ويتوسل ليتم نفيه في أسرع وقت ممكن. يدخل كريون قائلاً إن أوديب سيؤخذ إلى المنزل حتى يتمكن من استشارة العرّاف بشأن ما هو الأفضل القيام به. يطلب أوديب من كريون أن يعتني بابنتيه/شقيقتيه أنتيجون وإيسميني، يأسف لكونهما ولدن في مثل هذه العائلة الملعونة، كما طلب منه أن توضع الملكة في قبر مناسب، وفي الأخير يطلب من صديقة أن يقذفة بعيداً حيث لا يراه أحد بعد اليوم. نفى نفسه من الأرض حتى ينتهى الوباء، وعاش طريداً من الأرض والسماء.[8]

وعلى خشبة المسرح الفارغة، تُكرر الجوقة المثل اليوناني القديم القائل بأنه لا ينبغي اعتبار أي شخص محظوظًا حتى يموت.[9]

إصدارات أوديب:

وقد طرق كتاب كثيرون موضوع مأساة أوديب من نواح عدة، فعالجه أوربيدس[ر] Euripides في إحدى مسرحياته، وكذلك سينيكا[ر] Seneca، كما عولج في مسرحياتٍ لكورني[ر] (1656) Corneille، ودرايدن[ر] (1679) Dryden، وفولتير[ر] (1718) Voltaire، وهوغو فون هوفمانستال[ر] (1906) Hugo Von Hofmannstahl، وأندريه جيد[ر] (1931) Andre Gide، وجان كوكتو[ر] (1934) Jean Cocteau. ولعل أهم صياغة حديثة للقصة هي مسرحية أندريه جيد التي يركز فيها على الصراع بين «أوديب» الجاحد للآلهة والمعتد بنفسه حتى الغرور والكهنة الذين يريدون بسط سلطان الدين على كل شيء وعلى كل إنسان حتى الملك نفسه. وقد كان للأدباء العرب أيضاً نصيبهم في طرق هذا الموضوع، ولعل أول من عني بقصة أوديب منهم ترجمة ودراسة هو طه حسين[ر] الذي ترجم مسرحيتي أندريه جيد: «أوديب» و«ثيسيوس» عام 1946 وقدّم لهما بمقدمة ضافية ماتزال من أحسن ماكتب بالعربية عن الموضوع،  ثم اتبعهما ترجمة لمسرحيتي سوفوكليس نشرهما مع «أوديب» جيد في سلسلة مطبوعات «كتابي». وفي عام 1949 ظهرت مسرحيتان عن أوديب كتب إحداهما توفيق الحكيم[ر] وثانيتهما علي أحمد باكثير[ر]. وبعد ذلك نشر علي سالم «أنت اللي قتلت الوحش» (1970) ونشر وليد إخلاصي مسرحية «أوديب: مأساة عصرية» (1981). وأعاد علي حافظ ترجمة مسرحيتي سوفوكليس، وكتب للترجمة مقدمة جديدة. وكان لويس عوض[ر] قد لخّص مسرحية «أوديب ملكاً» في كتابه «المسرح العالمي» (1964). أما الدراسات العربية فتشمل كتاب عز الدين إسماعيل «التفسير النفسي للأدب» (1962)، وكتاب مصطفى عبد الله «أسطورة أوديب في المسرح المعاصر» (1983). وربما كانت دراسة عز الدين إسماعيل أول دراسة تطبيقية أفادت من المنهج الفرويدي وطبقته تطبيقاً ناجحاً على رواية «السراب» لنجيب محفوظ[ر].[10]

مراجع

ملاحظات

  1. ^ لها أكثر من عنوان، أشهرهم Oedipus Rex، كلمة "Oedipus" هي اسم و"Rex" في اليونانية تعني ملك، ظهرت عدة ترجمات أشهرها "أوديب ملكا" و"الملك أوديب" كما ترجمها توفيق الحكيم، عنوانها بالإغريقية القديمة Oedipus Tyrannus وتعني "أوديب الطاغية".
  2. ^ وسيط الوحي والكاهن عند الإغريق.
  3. ^ الجوقة، في سياق التراجيديا اليونانية القديمة، والكوميديا، والمسرحيات الهجائية، والأعمال الحديثة المستوحاة منهم، هي مجموعة متجانسة من المؤدين والذين يعلقون على العمل الدرامي بصوت جماعي، تتألف الجوقة من ما بين 12 إلى 50 شخصاً، يرقصون ويغنون وينطقون في انسجام تام، ويرتدون أقنعة.
  4. ^ المقصود والده بيلوبس، الذي تبناه في كورنث، والذي يعتقد أنه والده الحقيقي.

مراجع

  1. ^ Although Sophocles won second prize with the group of plays that included Oedipus Rex, its date of production is uncertain. The prominence of the Theban طاعون at the play's opening suggests to many scholars a reference to the plague that devastated Athens in 430 BC, and hence a production date shortly thereafter. See, for example, Knox، Bernard (1956). "The Date of the Oedipus Tyrannus of Sophocles". American Journal of Philology. ج. 77 ع. 2: 133–147. JSTOR:292475.
  2. ^ Bridgewater, William, ed. "tyrant". The Columbia Encyclopedia. Columbia University Press. (1963) p. 2188
  3. ^ Lloyd-Jones, Hugh. Introduction and trans. Sophocles: Ajax, Electra, Oedipus Tyrannus. By Sophocles. Loeb Classical Library ser. vol. 20. Harvard University Press. (ردمك 978-0674995574).
  4. ^ Mulroy, David. trans. “Introduction”. Sophocles, Oedipus Rex. Univ of Wisconsin Press, (2011) (ردمك 9780299282530). p. xxviii
  5. ^ Powell، Barry B. (2015). Classical Myth. with translations by Herbert M. Howe (ط. 8th). Boston: Pearson. ISBN:978-0-321-96704-6.
  6. ^ Ahl, Frederick. Two Faces of Oedipus: Sophocles' Oedipus Tyrannus and Seneca's Oedipus. Cornell University Press, 2008. page 1. (ردمك 9780801473975).
  7. ^ Johnston, Ian. "Background Notes", Vancouver Island University نسخة محفوظة 6 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Belfiore، Elizabeth (1992). Tragic Pleasures: Aristotle on Plot and Emotion. Princeton. ص. 176.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  9. ^ هيرودوت, in his تاريخ هيرودوتس (Book 1.32), attributes this maxim to the 6th-century أثينا statesman سولون.
  10. ^ "الموسوعة العربية | أوديب". arab-ency.com.sy. مؤرشف من الأصل في 2023-07-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-07-30.