تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أنانية أخلاقية (فلسفة)
الأنانية الأخلاقية أو الأثرة الاخلاقية (ويقابلها: إيثار اخلاقي) هي الموقف الأخلاقي المعياري الذي ينبغي معه على الممثلين الأخلاقيين فعل ما يحقق مصلحتهم الشخصية. وتختلف الأنانية الأخلاقية عن الأنانية النفسية، التي تشير إلى أن الناس لا يمكنهم التصرف سوى بما يحقق مصلحتهم الشخصية. وتختلف، كذلك، عن الأثرة العقلانية، التي ترى أنه من العقلانية التصرف بما يتفق مع مصلحة المرء الشخصية.[1]
تتناقض الأثرة الأخلاقية مع الإيثار، وهو المبدأ القائل بأن الممثلين الأخلاقيين ملتزمون بمساعدة الآخرين. على الجانب الآخر، يتناقض كلٌ من الأثرة والإيثار مع النفعية الأخلاقية، التي ترى أن الممثل الأخلاقي يجب ألا ينظر لنفسه (المعروفة أيضًا في الفلسفة باسم الكيان) على أنها في مكانة أعلى من الآخرين (كما هو الحال مع الأثرة، عن طريق رفع المصالح الشخصية و«الذات» إلى وضع لا يتمتع به الآخرون)، لكنه لا يجب في الوقت نفسه (كما هو الحال مع الإيثار) أن يضحي بمصالحه الشخصية لتعزيز مصالح الآخرين، طالما أن هذه المصالح الشخصية (أي الرغبات أو الرفاهية الشخصية) تتساوى فعليًا مع مصالح الآخرين ورفاهيتهم. وتُعَد الأثرة والنفعية والإيثار جميعًا صورًا من العواقبية، لكن الأثرة والإيثار متناقضان مع النفعية من حيث أن كلاً منهما من صور العواقبية التي تركز على الممثلين (أي التي تركز على الكيان أو الذاتية). أما النفعية، فتتسم بحيادية الممثل الأخلاقي (أي الموضوعية وعدم الانحياز)، فلا تنظر إلى مصالح الكيان (أي الذات أو الممثل الأخلاقي) الشخصية على أنها أقل أو أكثر أهمية من مصالح الآخرين أو رغباتهم أو رفاهيتهم. بالرغم من ذلك، يمكن اعتبار المفهوم النفعي للمصلحة الذاتية المستنيرة نوعًا من الفلسفة التي ترتكز على الممثل الأخلاقي.
لكن الأثرة لا تدفع الممثلين الأخلاقيين إلى الإضرار بمصالح الآخرين أو رفاهيتهم عند الدراسة الأخلاقية المتأنية. فيمكن، مثلاً، أن تكون المصلحة الذاتية للمرء ضارة أو نافعة في أثرها على الآخرين، أو بلا أثر على الإطلاق. وتسمح الفردية بتجاهل مصالح الآخرين ورفاهيتهم، أو عدم تجاهلها، طالما أن ما يتم اختياره مؤثر في إرضاء المصلحة الذاتية للممثل الأخلاقي. كما لا تقتضي الأثرة الأخلاقية بالضرورة أن المرء يلزم عليه دائمًا - في سعيه لتحقيق المصلحة الذاتية - أن يفعل ما يرغب في فعله؛ على سبيل المثال، قد تؤدي تلبية الرغبات قصيرة المدى إلى الإضرار بالذات على المدى الطويل. وبذلك، يكون للمتعة الزائلة قدر أقل من الأهمية مقارنةً بالسعادة طويلة المدى. ويشير جيمس راتشيلز إلى ذلك بقوله: «تؤيد الأثرة الأخلاقية [...] الأنانية، لكنها لا تؤيد الحمق.»[2]