تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أغاني البراءة والخبرة
أغاني البراءة والخبرة |
أغاني البراءة والخبرة [1] هي مجموعة من القصائد المصورة من قبل وليام بليك. ظهر على مرحلتين. طبع وليام بليك نفسه في عام 1789 بعض النسخ الأولى وأضاءها. بعد خمس سنوات، ربط بين هذه القصائد ومجموعة من القصائد الجديدة في مجلد بعنوان أغاني البراءة والخبرة المتمثلة في الدولتين المتناقضتين للروح البشرية. كان ويليام بليك أيضًا رسامًا قبل أغاني البراءة والخبرة وقام بصنع لوحات مثل أوبيرون وتيتانيا والرقص مع الجنيات.
كما يعد الديوان من أشهر دواوين الشاعر الإنجليزي الكبير "وليم بليك" الذي يعد واحدا من أهم شعراء "المدرسة الرومانتيكية" في الفنون والأدب قاطبة؛ وترجمه للعربية د. حاتم الجوهري، ويعد الشاعر من الذين ينظر لهم كنموذج للتعريف بتجربة هذه المدرسة الرومانتيكة، التي ظهرت في أواخر القرن 18 في أوربا ظهرت هذه المدرسة على أنقاض "المدرسة الكلاسيكية"، وأحدثت انقلابًا مركزيًّا في الفكر الأوربي الحديث، وقدمت رافعةً محوريةً له، حيث "تعد المدرسة الرومانتيكية أهم حركة أدبية في تاريخ الآداب الأوربية، لأنها- بما اشتملت عليه من مبادئ، وبما مهد لها من اتجاهات في القرن الثامن عشر- قد يسرت للإنسان الحصول على حقوقه؛ إذ مهدت للثورات وعاصرتها، ثم كانت خطوة في سبيل نشأة المذاهب الأدبية المختلفة فيما بعد"[2]
أغاني البراءة
كانت أغاني البراءة في الأصل عبارة عن عمل كامل تم طباعته لأول مرة عام 1789. وهو عبارة عن مجموعة مفاهيمية تتألف من 19 قصيدة منقوشة بالأعمال الفنية. تُظهر هذه المجموعة بشكل رئيسي الإدراك البريء السعيد في الوئام الرعوي، ولكن في بعض الأحيان، كما في "The Chimney Sweeper" و "The Little Black Boy"، تظهر بمهارة.
أغاني الخبرة
أغاني الخبرة هي مجموعة شعرية من 26 قصيدة تشكل الجزء الثاني من أغاني البراءة وليام بليك والخبرة. نُشرت القصائد في 1794 (انظر 1794 في الشعر ). تم نقل بعض القصائد، مثل «الطفلة المفقودة» و «الطفلة الصغيرة»، من قبل بليك إلى أغاني البراءة وكثيرا ما تم نقلها بين الكتابين.
حيث في عام 1794م- ألحق بمجموعة قصائد "البراءة" مجموعة قصائد "التجربة"، ونشرهما معًا في ديوان: أغاني البراءة والخبرة أو أغنيات البراءة والتجربة (كما في الترجمة العربية لحاتم الجوهري). تتكون مجموعة أشعار "البراءة" من 19 قصيدة، ومجموعة أشعار "التجربة" من 28 قصيدة. وثمة قصيدتان يبدو أن الشاعر قد احتار في أمرهما؛ من حيث انتمائهما لحالة: البراءة أم لحالة: التجربة؛ فتارةً يضعهما مع هذه، وتارة يضعهما مع تلك؛ وهما قصيدتا: "ضياع الولد الصغير"، و"العثور على الولد الصغير"، حيث "تكرر نقلهما بين المجموعتين"[3]
وقد قارن بعض النقاد بين ديوان "أغنيات البراءة والتجربة" وبين ملحمة "جون ميلتون" الشعرية: "الفردوس المفقود"، من ناحية معالجة فكرة الأزمة والسقوط الإنساني، ما بين: الجنة والحماية الإلهية، وبين: الأرض والسقوط في الغواية والعذاب والضياع، مع وضع الاختلاف بين روح الشاعرين والإطار والسياق التاريخي لكل منهما في الاعتبار. فذلك كان في القرن 17، وهذا كان في الـ18 (يزيد الفارق الزمني بين العملين الشعريين عن 100 عام). وفيما نجد "المدرسة الكلاسيكية"- التي تحاول استلهام ومحاكاة نماذج الفنون القديمة في اليونان- حاضرةً عند "ميلتون"، الذي كتب ملحمته في حوالي 10565 بيت، وأصدرها- بادئ الأمر- في 10 أجزاء، ثم بعد ذلك في 12 جزءًا، محاكيًا "الإنياده" لـ"ڤرجيل"، التي كانت تحاكي بدورها "الإلياذة" لـ"هوميروس" الملحمة الإغريقية الشهيرة. فـ"الفردوس المفقود" استحضارٌ لأشكال الفن القديمة.
وهذا ما كسره "بليك". ففيما يتسم جميع الأبطال- في "الفردوس المفقود"- بالأسطورية الرمزية، يمثل البطل- عند "بليك"- الفرد العادي الذي يخضع للعاطفة وتقلبات الحال والتجربة والآراء الشخصية. بل يصل الاختلاف في العملين إلى البطل "السلبي- العدو"؛ فهو- لدى "بليك"- القهر والعنصرية والتسلط والاستبداد الديني والقسوة، فيما نجده- عند "ميلتون"- الشيطان وأتباعه، مع الصراع الكلي الملحمي المستمد من النموذج الإغريقي القديم. "وخلاف ذلك هو الحال في الشعر الرومانسي. فبقدر ما يهتم هذا الشعر بأشياء هذا العالم، لا بالأناجيل وحدها، تراه يقلد أبطاله فضائل ويعين لهم أهدافًا ما هي بفضائل الأبطال الإغريق وأهدافهم"[4]
وعندما نقارن محتويات المجموعتين الشعريتين- من خلال عناوين القصائد- نجد التالي: اتفقت المجموعتان في 5 عناوين، اتفاقًا شبه كامل، وهي: "الخميس المقدس"، "مُنظف المدخنة"، "أغنية مربية"، "أغنية للمهد"، "الصورة الإلهية"، وإن كان ثمة اختلافات في قصيدة "الصورة الإلهية"، حيث جاءت هكذا معرفة في مجموعة "البراءة"، وجاءت منكرة بدون "الألف واللام" في مجموعة "التجربة". ودلالة التعريف والتنكير واضحة للتمييز بين اليقين المطلق واليقين النسبى.
وجاءت بعض القصائد- فيما بين المجموعتين- حاملة دلالة مناقضة ومعاكسة للأخرى، مثل: "فرحة طفل" في مجموعة "البراءة"، و"حزن طفل" في مجموعة "التجربة"؛ وقصيدة "الزهرة" في مجموعة "البراءة" وقصيدة "الوردة المريضة" في مجموعة "التجربة". كما اشتركت المجموعتان في فكرة الضياع (ضياع الطفل أو البنت الصغيرة)، وفى العثور عليهما أيضا، وإن يكن بتناول مختلف لفكرة العثور- وما تحمله من دلالات- بين المجموعتين.
وقد تم افتتاح كل مجموعة شعرية بقصيدة بعنوان: "مدخل". وكان هذا المدخل بمثابة افتتاحية للحالة التي يريد الشاعر التعبير عنها في كل مجموعة؛ بين حالة عازف المزمار الذي يجلب السعادة في مجموعة "البراءة"، وحالة الشاعر النبي الذي يتحسر على الحال، وواقع الأمر في مجموعة "التجربة"؛ حائرًا ما بين روح الرؤية والنبوة وبين عجز الواقع وقهره وتسلطه وفرضياته.
كما شكلت الطبيعة الرحبة ومفرداتها وعوالمها المسرح الخلفي لجريان أحداث الصراع في الديوان، وتحولاته في حالة "البراءة" وفي حالة "التجربة". فثمة مفردات: الخضرة، الأزهار، الطيور، الحيوانات، التي تتكرر مع مرادفاتها كثيرًا. وثمة أيضًا مفردات : الطفل، الولد، الرضيع، الشباب، البنت، حاضرةً ممثلةً لعالم البراءة والطُّهر والحرية والانطلاق. وأبرز ممثلي العالم الخارجي، القاهر للذات الإنسانية، عند الشاعر، هو نموذج الكنيسة السلطوية، بمفردات: الكتاب المقدس، القس، الكنيسة. وفي ملاحظة هامة، نجد أن الشاعر قد فصل بشكل واضح نمط التدين الذي تقدمه الكنيسة، عن فكرة الدين والخالق، وأحيانًا ما قدم- في دلالة مهمة-
مصادر
- ^ "Songs of Innocence and of Experience, copy C, 1789, 1794 (Library of Congress): electronic edition". www.blakearchive.org. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2015-11-05.
- ^ محمد غنيمى هلال، الرومانتيكية، دار نهضة مصر، القاهرة، دون تاريخ، ص 8
- ^ "Songs_of_Innocence_and_of_Experience". مؤرشف من الأصل في 2023-10-21.
- ^ هيجل، الفن الرومانسى،دار الطليعة- بيروت.، ص 56، ط1، سنة 1979م
في كومنز صور وملفات عن: أغاني البراءة والخبرة |