أرابيكا:ويكيميديا بلاد الشام/دليل أرابيكا

دليل أرابيكا هو مشروع لبناء دليل سهل ومبسّط ومختصر للقادمين الجُدد، والذي يبدأ بافتراض أنه لا يعرفون شيئاً عن أرابيكا ويقودهم لفهم طريقة عمل الموسوعة وكيفية التحرير وإضافة المقالات بكفاءة خطوة بخطوة. سيترافق مع دليل التحرير دليل ثانٍ يتخصّص بشرح سياسات وقوانين أرابيكا، كما سيكون هذا المشروع الصغير جزءاً من مبادرة أكبر تعملُ عليها ويكيميديا بلاد الشام لجذب المزيد من المساهمين إلى أرابيكا العربية و(على ما نأمل) لتسهيل الطريق أمامهم لخوض غمار الموسوعة والاندماج فيها، بما في ذلك زيادة تقبّل الجدد في المجتمع وتليينُ السياسات لتكون أكثر تسامحاً معهم بصفتهم ذخر أرابيكا ومستقبلها.

فلسفة المشروع

دليل تحرير أرابيكا هو مشروعٌ تعمل عليه ويكيميديا بلاد الشام عملاً بنصائح استراتيجية ويكيميديا 2030 الجديدة وبما أنتجته من أبحاث ودراسات تشيرُ إلى أن أحد أكبر العوائق التي تواجهها الموسوعة هو صعوبة دخولها للقادمين الجُدد. يوفّر هذا الدليل مقدّمة شاملة، خطوة بخطوة، للمساهمين الجدد لاكتشاف أرابيكا، بدءاً من نظام عملها وسياساتها الأساسية، ووصولاً إلى كيفية التحرير وإضافة مقالتهم الأولى، وإلى كيفيّة تجنب ردود الفعل السلبية المعتادة من المجتمع نحو الملحوظية والمصادر والسياسات.

استراتيجية ويكيميديا 2030

تشيرُ الكثير من التوجيهات والأبحاث التي أنتجتها مجموعات ويكيميديا الاستراتيجية، وخصوصاً في مجموعتي "سلامة المجتمع" و"التنوّع"، إلى أن استقطاب القادمين الجُدد والترحيب بهم هو إحدى أكبر المشكلات التي تواجهها مجتمعات الويكي الآن، والتي قد تعيقُ نموّها وتقدمها حتى عام 2030.

تقترح التوجيهات الاستراتيجية أن القادمين الجدد هم من أهمّ العلامات التي يجبُ أن نرجع إليها لقياس نجاح أرابيكا، فبدلاً من إحصاء عدد المقالات الجديدة التي أضيفت إلى أرابيكا (والتي يضافُ معظمها -بأي حال- بالبوتات الآلية في هذه الأيام)، فمن الأدهى بنا أن نحصي عدد المستخدمين الجُدد الذي ينضمّون إلى أرابيكا العربية كلّ شهر، فهُم المقياس الحقيقي لنموّ الموسوعة ونجاحها ومستقبلها.

من الواضح، كما تخبرنا الاستراتيجية، أن نظام العمل في أرابيكا صعبٌ ومعقّد جداً لمن لا يعرفه بحيث أنه سيكون عنق زجاجة أساسي أمام نمونا. اعتاد معظم المحرّرين الحاليين في أرابيكا على طريقة ذاتية في التعلّم أساسُها هو المبادرة الشخصية و"التجربة والخطأ"، فقد دفعهم فضولهم الشخصي للتعمّق بصفحات الموسوعة وقراءة سياساتها والخوض في صفحات النقاش والمجتمع، ولكن طريقة التعلّم هذه عشوائية وغير منظّمة ولا تناسبُ معظم الأشخاص "العاديّين". فعادةً ما يتوقّع الشخص نوعاً من الإرشاد أو التوجيه بعد تسجيل حساب في موسوعة إلكترونية، إلا أنّهُ لا يجد دوراً أو عملاً يقومُ به، إذ على كلّ شخص أن يجد عمله بنفسه، وهذا أمرٌ لا يناسبُ الجميع. فليس من المنطقي أن نتوقّع من مصوّر سجل حساباً في الموسوعة قبل دقائق أن يعرف شيئاً عن ويكيميديا كومنز وعن كيفية التوجّه إليها وربط حسابه فيها بحساب أرابيكا ومن ثم رفع الصور وتوثيقها لدى فريق الملفات والحقوق برسالة إلكترونية معقّدة وبلغة أجنبية.

فضلاً عن ذلك، يواجه هؤلاء الأشخاص صعوبات جمّة في اكتشاف المجتمع الهائل القائم وراء الموسوعة والانخراط فيه (والحصول على قبوله)، عدا عن المعرفة بالفعاليات والنشاطات الواقعية خارج الموسوعة. في الواقع، صُمّمت نظام المساهمة في أرابيكا -بمعظمه- لأشخاصٍ لديهم خلفية تقنية ممَّن لا يعاملون التعامل مع لغة HTML في تنسيق الويكي ومع برنامج IRC للشات، ولكن هذه الوسائل القادمة صارت عقبات صعبة تمنعُ الجدد من الانضمام وتعيق طريقهم.

نقص المساهمين الجُدد

يعتبر نقص المساهمين الجدد مشكلة قديمة في أرابيكا، فقد وصلت أرابيكا الإنكليزية ذروة استقطابها للمحرّرين في سنة 2007 (بشهر مارس) ومنذ ذلك الحين وعدد المساهمين فيها بتناقصٍ بطيء مستمر، إلى يومنا هذا. وأما أرابيكا العربية فقد وصلت ذروة استقطابها للمحرّرين في سنة 2015، وبدأ عدد القادمين الجدد بعدها بالانخفاض بوتيرة بطيئة مقلقة ومماثلة لما حدثَ للنسخة الإنكليزية. حتى الآن، هبطَ عدد القادمين الجدد من 250 شهرياً (قبل أربع سنوات) إلى أقلّ من مائتين، وإذا لم نتدارك الأمر ونقُم بجهدٍ معاكسٍ للترحيب بهؤلاء فقد نسيرُ على خطى النسخة الإنكليزية، إلا أن الفارق -في حالتنا- هو أن موسوعتنا لم تصل من الاكتمال والنمو عشر ما وصلته تلك النسخة.

رؤية جديدة

من السهل دوماً الإقرار بالأمر الواقع أو الادّعاء بأنه أفضل نتيجة ممكنة، وبأنه ما من حاجة للتغيير أو التعديل، ولكنّ كل ما وردَ أعلاه من حقائق واستشهادات يشيرُ إلى أن الالتزام بالأمر الواقع في مجتمع أرابيكا أصبح له أثرٌ رجعيّ لن يؤدّي بنا إلى مكان سوى أن نكون مجتمعاً مغلقاً من المحرّرين القدامى الذين يصيبهم الإرهاق أو الملل أو الإحباط بالتدريج حتى تبدأ الموسوعة بالانحدار بدلاً من النزول، وهي المرحلة التي وصلتها أرابيكا الإنكليزية منذ سنوات، والتي قد تكون أرابيكا العربية دخلتها مؤخراً.

لا شك بأن التغيير صعب، وخصوصاً وأن المجتمع العربي وصلَ إلى مرحلة عالية من النضج والاستقرار الآن، ولكن الخوف من التغيير قد يقودنا -تحديداً- إلى ما نخشاه، وهو أن نفشل في بناء موسوعة عربية موثوقة يسفيدُ منها الجميع.

لن يكون لهذا المشروع، وهو "دليل تحرير" لا أكثر، أي دور يذكرُ في تغيير حال المجتمع العربي، فهو مبادرة بسيطة تهدفُ إلى توفير مواد تعليمية وليس إلى فتح نقاشات مطوّلة في سياسات الموسوعة وإدارتها. ولكن ما نأمله هو أن يساعد مشروعنا في لفت الأنظار إلى ما وصل إليه المجتمع من الفتور والجمود، وإلى الصعوبات والحواجز والتحديات التي صرنا نفرضها على كلّ من لديه شغف بالانضمام إلى موسوعتنا وإثراء محتواها.