أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/288

لوحة فنية للفنان هنري باين رسمها في عام 1908 تصور الملحمة التاريخية لإحدى مسرحيات شكسبير والتي تدعى: «هنري السادس، الجزء الأول»، تبين اللوحة الفنية أنصار حرب الوردتين (عائلة لانكاستر وعائلة يورك).
لوحة فنية للفنان هنري باين رسمها في عام 1908 تصور الملحمة التاريخية لإحدى مسرحيات شكسبير والتي تدعى: «هنري السادس، الجزء الأول»، تبين اللوحة الفنية أنصار حرب الوردتين (عائلة لانكاستر وعائلة يورك).

حرب الوردتين هي حرب أهلية دارت معاركها على مدار ثلاثة عقود (1455م-1485م)، حول الأحق بكرسي العرش في إنجلترا بين أنصار كل من عائلة لانكاستر وعائلة يورك المنتميتين إلى عائلة بلانتاجانت بسبب نسبهما إلى الملك إدوراد الثالث، وقد كان شعارهما الوردتين المختلفتين في اللون (الأبيض والأحمر) فكان أول من أطلق على هذه الحرب مسمى "حرب الوردتين" هو ويليام شكسبير في مسرحيته الشهيرة هنري السادس، وبسبب ذلك سُميت بحرب الوردتين؛ حيث كانت الوردة الحمراء شعار أسرة لانكاستر والوردة البيضاء شعار أسرة يورك. كانت نتيجة هذه الحرب الأهلية بين الطرفين المنتميين لعائلة بلانتاجانت بفوز هنري تيودور من أسرة لانكاستر على آخر خصومه من أسرة يورك وهو الملك ريتشارد الثالث وتزوجه من الأميرة إليزابيث ابنة الملك إدوارد الرابع لوضع نهاية لحرب الوردتين. يُذكر أن أسرة تيودور حكمت إنجلترا وويلز لمدة 118 سنة (1485-1603). لا يزال المؤرخون في نقاش حول مدى تأثير هذه الحرب على الحياة الإنجليزية في العصور الوسطى، فقد أشار أحد المراجعين وهو مؤرخ إكسفورد كينيث بروس ماكفرلين أنه تمت المبالغة في هذه الصراعات بشكل كبير كما أنه لا يعتقد بحدوث الحرب من الأساس فكل ما حصل هو نوع من المبالغة بين الطرفين. فالعديد من المناطق لم تتأثر كثيراً من هذه الحروب ولاسيما في الجزء الشرقي من إنجلترا مثل شرق أنجليا. مع كثرة عدد قتلاهم من النبلاء يعتقد المؤرخون أن هذه الحروب أسهمت في حدوث تغيرات في مجتمع الإقطاع الإنجليزي بسبب الآثار التي سببها وباء الموت الأسود، فقد ضعُفت السلطة الإقطاعية من النبلاء وتعزز الانسجام بين طبقة التجار، ونمت ملكية مركزية قوية تحت إمرة أسرة تيودور التي من وراء هذا كله بشرت بنهاية العصور الوسطى في إنجلترا وأسهمت في بناء عصر نهضة جديد. وقد اقتُرح أيضا أن تأثير الصدمة من الحروب التي أتت من قِبل هنري السابع كان مبالغاً فيه وكانت هذه الغاية من المبالغة هو لتعظيم إنجازاته في قمع الثورات وإحلال السلام.

تابع القراءة