أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/226

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مجتمع العبيد: الحياة في مَزارع الجنوب فيما قبل الحرب الأهلية، هو كتاب ألفه المؤرخ الأمريكي جون ويزلي بلاسينجيم. نُشر الكتاب في عام 1972؛ ويعد من أوائل الدراسات التاريخية عن العبودية في الولايات المتحدة التي تُكتب من وجهة نظر المسُتَعبَد. وتتعارض الآراء المذكورة بالكِتاب مع تلك الخاصة بالمؤرخين والتي فسرت التاريخ بشكل يوحي بأن العبيد الأمريكيين من أصل أفريقي كانوا طيّعين وخاضعين، أو ما يطلق عليهم اسم سامبو، وأنهم كانوا يستمتعون بمزايا العلاقة الأبوية المسيطرة التي تجمع بين السيد والعبد في مزارع الجنوب، مُشيرًا إلى أنها كانت علاقة هيمنة وسيطرة ونزوع لتفوّق العنصر الأبيض على الأسود. استخدم بلاسينجيم علم النفس في تحليل مذكرات العبيد الهاربين، والتي نُشرت في القرن التاسع عشر، وخلص إلى أنه ثمة ثقافة مستقلة نشأت فيما بين المستعبَدين، وأنه ثمة تنوع في أنماط شخصياتهم. وقد أشاد بعض الكُتَّاب بما خرج به بلاسينجيم من استنتاجات، فقال الكاتب رالف أليسون: «لم يكن البيض الجنوبيين قادرين على المشي، أو الحكي، أو صياغة القوانين وتطبيق العدالة، أو الغناء، أو التفكير بالجنس، أو الحب، أو العائلة، أو الحريَّة، دون مُراعاة وجود الزنوج في حياتهم». حصد الكتاب إعجاب طائفة واسعة من المؤرخين والكتَّاب نظرًا لأنه كان أول كتاب يتناول حياة العبيد الأفارقة الأمريكيين من وجهة نظرهم هم كفئة من المجتمع الأمريكي، وتجلت أهميته في أنه أثار الآراء النقدية لمدة أربع سنوات بعد نشره. وعلى الرغم من إشادة علماء تاريخ العبودية في الولايات المتحدة بأهمية كتاب مجتمع العبيد، فقد لاقى الكتاب انتقادات حادة فيما يتعلق بالنتائج التي خرج بها بلاسينجيم ومنهجيته ومصادره، فقيل أن الكتاب لا يبدو متوازياً من حيث عمقه في بعض الأحيان، ويبدو أنه منعدم التوازن والترابط في مواضع أخرى، كما قيل أن منطقه يتلاءم مع الاستنتاجات التي أوردها، في حين أنه يبدو غامضاً أو غير مفهوماً في مواضع أخرى. وأضيف أن بلاسينجيم فشل في مقارنة المستعمرات و/أو المناطق التي شاعت فيها العبودية ببعضها البعض. بالإضافة إلى ذلك، اعترض المؤرخون على الاستعانة بمذكرات العبيد لأنها لم تُعتبر مصادر موثوقة أو حيادية. وتساءلوا عن سبب عدم استعانة بلاسينجيم بأكثر من 2,000 مقابلة تقريبا أُجريت مع أمريكيين أفارقة كانوا عبيدًا في الماضي، وذلك في إطار مشروع الكتّاب الفيدراليين التابع لإدارة مشروعات العمل. وقد علق المؤرخون أيضًا على أن تطبيق بلاسينجيم للنظرية النفسية لم يعُد يتماشى مع تفسيراته في الكتاب؛ فقيل بأنَّه عمم كلامه عن حياة العبيد واستئصال ثقافتهم بشكلٍ مُبالغ فيه، وأنَّه استخدم نظريَّات فلسفيَّة مُرتبطة بعلم النفس ما تزال موضع جدال كبير. وفي المقابل، دافع بلاسينجيم عن النتائج التي أوردها في كتابه في اجتماع عقدته رابطة دراسة حياة الأمريكيين الأفارقة في عام 1976. وفي عام 1979، نشر بلاسينجيم نسخة منقحة ومزيدة من كتابه مجتمع العبيد. وبغض النظر عن الانتقادات الموجهة للكتاب، يظل مجتمع العبيد من الكتب المرجعية الأساسية لدراسة العبيد في جنوب البلاد قبل الحرب الأهلية وثقافتهم.

تابع القراءة