أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/186

صورة تُظهر عبور الزُهرة أمام الشمس سنة 2012
صورة تُظهر عبور الزُهرة أمام الشمس سنة 2012

عبور الزهرة هي الظاهرة الفلكية التي يسببها مرور كوكب الزهرة بين الشمس والأرض، فيبدو كنقطة سوداء صغيرة عابرة قرص الشمس. يقاس هذا العبور وأمثاله عادة بالساعات، وقد بلغ طول العبور الذي جرى عام 2004م وكذلك الذي جرى في 2012م حوالي ست ساعات. يشبه العبور الكسوف الذي يسببه مرور القمر بين الأرض والشمس، ومع أن كوكب الزهرة أكبر من القمر بأربع مرات تقريباً إلا أن المسافة التي تفصله عن الأرض تجعله يبدو صغيراً للعيان. لقد ساهمت عمليات الرصد التي تابعت عبور الزهرة في حساب المسافة بين الشمس والأرض باستخدام قانون اختلاف المنظر. يحدث كثيراً عبور آخر مشابه لعبور الزهرة هو عبور عطارد، لكنه صعب الرصد لأنّ عطارد أصغر حجماً من الزهرة وأقرب منه إلى الشمس، ومن ثم أبعد عن الأرض. يعتبر عبور الزهرة أحد أكثر الظواهر الفلكية الدورية نُدرة، إذ يتكرر في دورة مدتها 243 سنة، بزوج من عبورين يفصل بينهما 8 سنوات ثم زوج آخر بعد 121.5 سنة، يليه آخر بعد 105.5 سنوات. جرى أول رصد معروف في التاريخ لعبور الزهرة قرب بريستون في إنكلترا على يد الفلكي جيرمي هوروكس من منزله هناك، في 4 ديسمبر 1639م، كما أن صديقه وليام كريباتري رصد العبور نفسه من سالفورد قرب مانشستر في الآن ذاته. وبعد أن استمر هوروكس في رصد السماء معظم النهار من دون جدوى، حالفه الحظ حين انقشعت الغيوم قليلاً وكشفت الشمس ليتمكن من رصد العبور مدة نصف ساعة إبان الغروب، ولم تنشر نتائج رصده حتى عام 1666، بعد مدة من وفاته. في العام 1761 توقَّع ميخائيل لومونسوف بناءً على نتائج رصده لعبورٍ ذلك العام، أنَّ لكوكب الزهرة غلافاً جوياً. وفي ذلك الوقت تقدَّم العالم الفلكي إدموند هالي باقتراح فذّ للاستفادة من العبور في حساب بعد الشمس عن الأرض وحجهما. وتمَّ رصد العبور من مختلف مناطق العالم. لكن لم يكن من الممكن تحديد اللحظة التي يُلامِس فيها ظلّ الزّهرة قرصَ الشَّمس أو يغادره، وذلك بسبب تأثير ظاهرة الدمعة السوداء.

تابع القراءة