أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/317

تركيبة النورإبينفرين
تركيبة النورإبينفرين

نُورإِبينِفْرِين أو نُورأدرينالين مادّةٌ كيميائية عضوية من عائلة الكاتيكولامينات، والتي يصنّف دورها الوظيفي ضمن الهرمونات والناقلات العصبية في الدماغ والجسم. يُعتَبر نورإبينفرين أيضًا اسم دواءٍ دوليٍ غيرُ مسجّل الملكية. بعيدًا عن الاسم المُستعمل للمادّة نفسها، إلّا أنّهُ يُشار إلى أجزاء الجسم التي تُنتجها أو تتأثّر بها باسم "نُورأَدْريني". تُعتَبر الوظيفة العامّة للنورإبينفرين هي استنفارُ الدماغ والجسم للعمل. يكون إفرازُ النورإبينفرين مُنخفضًا أثناء النوم، ويرتفعُ أثناء اليقظة، ويصل إلى مستوياتٍ أعلى بكثيرٍ أثناء حالات التوتّر أو الخطر، في ما يُعرف باستجابة الكرّ أو الفرّ. يعمل النورإبينفرين في الدماغ على زيادة اليقظة والتنبيه، ويُعزّزُ التيقّظ وتكوين واسترجاع الذاكرة، ويُركّز الانتباه، كما يزيدُ من القلق والتململ. أمّا في باقي أجزاء الجسم، فإنَّ النورإبينفرين يزيدُ من معدّل سرعة القلب وضغط الدم، ويُحفّز إفراز الجلوكوز من مخازن الطاقة، كما يزيدُ من تدفّق الدم إلى العضلات الهيكلية، ويُقلّل من تدفّق الدم إلى الجهاز الهضمي، ويُثبّط إفراغ المثانة وحركة الجهاز الهضمي. يُنتَج النورإبينفرين في الدماغ في أنويةٍ صغيرةٍ ذات تأثيرٍ قويٍّ على مناطق أخرى من الدماغ، والأهمّ من هذه الأنوية هو الموضع الأزرق الموجود في الجسر. يُستعمَل النورإبينفرين خارج الدماغ كناقلٍ عصبيٍ بواسطة العقد الودّية الموجودة بالقرب من النخاع الشوكيّ أو في البطن، كما يُفرَز مباشرةً إلى مجرى الدم بواسطة الغدد الكظرية. بغضّ النظر عن كيفية ومكان إفرازه، فإنَّ النورإبينفرين يعملُ على الخلايا المُستهدَفة عبر ربط وتفعيل مستقبلات الأدرينالية الموجودة على سطح الخلية. تُوجد مجموعةٌ متنوّعةٌ من الأدوية المُهمّة طبيًا والتي تعمل عبر تغيير أفعال أنظمة النُورأدرينالين. يستخدَم النورإبينفرين على نطاقٍ واسعٍ كدواءٍ قابلٍ للحقن لعلاج انخفاض ضغط الدمّ الحادّ. تستخدَم مُحصِرات بيتّا في علاج الماء الأزرق والصداع النصفي وبعض مشاكل القلب والأوعية الدموية، حيثُ تقاوم محصرات بيتا بمعارضة آثار النُورأدرينالين. تُستعمَل مُحصِرات ألفا لعلاج مجموعةٍ من مشاكل القلب والأوعية الدموية وعددٍ من الحالات النفسية، حيثُ تقاوم مُحصِرات ألفا مجموعةً من تأثيرات النُورأدرينالين. غالبًا ما يكون لناهضات ألفا-2 تأثيرٌ مُهدّئ، وتستخدَم بشكلٍ شائعٍ في تحسين التخدير أثناء الجراحة، بالإضافة إلى استعمالها في علاج إدمان المخدّرات أو الكحول. تُسبّب العديد من الأدوية النفسية الهامّة تأثيراتٍ قويّةٍ على أنظمة النُورأدرينالين في الدماغ، ممّا يؤدّي إلى آثارٍ جانبيةٍ قد تكون مفيدةً أو ضارّةً.

تابع القراءة