أرابيكا:طلب عدم شطب/سليمان المشيني
- أعزائي في الأرابيكا،
تحية طيبة وبعد،
أنا نادرة سليمان المشّيني ابنة الشاعر الأردني سليمان المشّيني، أود لفت نظركم إلى أنكم قد نشرتم معلومات خاطئة عن والدي الذي والحمد لله لا يزال حياً يرزق حتى هذا التاريخ (2 حزيران 2010) وحيث أنني مؤلفة السيرة الذاتية لوالدي وهو أشرف شخصياً عليها، فإنني أرجو عدم نشر أي معلومات غير مستقاة مني. أما المعلومات التي أرجو نشرها حول والدي فهي كالآتي:
سليمان المشيني
السيرة الذاتية للأستاذ الشاعر سليمان المشّيني ُولِد سليمان إبراهيم المشيني في مدينة السلط أول شهر نيسان عام 1928، وتلقّى تعليمه الابتدائي ثم الثانوي في مسقط رأسه. إلتحق بالعمل الإذاعي في الإذاعة الأردنية عام 1957 وتدرّج في المناصب إلى أن أصبح مديراً عاماً لها عام 1985. وبعد إحالته إلى التّقاعد، انضمّ إلى اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين عضواً في الهيئة الإدارية لدورات عديدة. وهو عضو فعّال في الاتحاد وقد ألقى عشرات المحاضرات الأدبية وساهم في إغناء نشاطات الاتحاد الثقافية الأردنية والعربية. وحينما زار الملك عبد الله الأول مدينة السلط عام 1949، أُتيح للشاعر سليمان المشيني أن يلقي بين يديه قصيدة نالت إعجابه واستحسانه فقال الملك عندها وبالحرف الواحد: "أنتَ شاعرنا يا مشّيني، ولكَ مستقبل في دنيا الشعر فلا تقعد عن ممارسته وطلبه وإبداعه والشعر موهبة وثقافة". وقد كتب عنه عدد من كبار الأدباء والشعراء وتناولوا أدبه وشعره بالتحليل. وكُتِبت عنه دراسة موسّعة في "قاموس أعلام الفكر والأدب في الأردن" للأديب المؤرّخ "محمد أبو صوفة". وقد صدر حديثاً عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان "سليمان إبراهيم المشيني .. شاعراً، وأديباً وإنساناً"، تأليف الدكتور أسامة يوسف شهاب. ويقع الكتاب في 316 صفحة من القطع الكبير، تناول فيه الكاتب نشأة الشاعر وبداياته في السلط، مسقط رأسه، وعرض نماذج شعرية وقصصية وروائية ونثرية له لم تُدرس سابقاً وتُعرَض لأول مرة. وفي الفصل الأول، تناولت الدراسة سليمان المشيني شاعراً وعشقه الوطن وتعلقه به، وتغنيه بجماله وقدسيته، وتمسكه بالعروبة وارتباطه بفلسطين، فلم يترك مدينة أردنية إلا وكتب فيها شعراً ولم ينس الشهيد والعامل والفلاح والطالب والراعي والمرأة الأردنية والطفل، ، ثم تطرق الكاتب إلى روايات المشيني مثل رواية "سبيل الخلاص"، و"زاهي وعنود"، و"الشارع المعبّد بالذهب"، وكتب عنه قاصاً، وأورد نماذج من مقاماته مثل "مقامات لسان حال الزمان"، والمقامة المانشيتية"، و"المقامة العبدونية"، والمقامة الخبزية"، وجزءاً من مشروع دراسته عن الموشحات الأندلسية. وأخيراً تناولت الدراسة سليمان المشيني ناثراً وموجزاً عن كتابه "مع العبقريات".
وقد حصل الشاعر على مجموعة من الأوسمة الملكية الرفيعة كان آخرها "وسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الاولى" الذين أنعم به عليه جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني حفظه الله.
وللشاعر سليمان المشيني رأي في الشعر فهو يقول: "في البدء كانت الكلمة ... وفي البدء كان الشعر، وللشعر العربي الخالد مقوّمات في طليعتها التمكّن من اللغة، والبلاغة والسيطرة على أصول الشعر وقوافيه، والموهبة الشعرية، لأن هذا الفن الرفيع ليس علماً ولا حرفة وإنما هو شعور وإحساس وفيض عاطفة ووجدان خيال، واللغة العربية بأصولها وقواعدها هي قوام الشعر الذي يستمد منه الشاعر قضيته تعبيراً وتصويراً وبلاغة وبيان، لأن الشاعر محتاج إلى حسن الاختيار لألفاظه وكلماته ليحسن التعبير عن مشاعره ووجدانه وخلجات نفسه دونما إبهام. إن النغم والإيقاع هما ميّزتا شعرنا العربي، كما أن الصور الشعرية والرؤى الفكرية تضيع في دروب من التعبير ملتوية. وإذا قيل هذا تجديد فردّنا أن التجديد في المعاني من خلال الالتزام بالوزن والقافية. فما الذي يبقى من أصول الشعر العربي وما يميزه إذن عن النثر عند فقدانهما". تزوّج سليمان المشيني في 23/4/1950 من السيدة الفضلى والمثلى "دمية" كريمة الأديب الفلسطيني الكبير المؤرخ "عيسى روفا السفري" وأنجاله "الدكتور إبراهيم" و"ليلى" و"فريال" و"فاتنة" و"نادرة" والشهيدة الصيدلانية "دينا". وللشاعر المشيني الكتب المطبوعة والمخطوطة التالية: "صبا من الأردن": إثنا عشر جزءاً تحمل نفس الإسم، طُبع منها حتى الآن عشرة أجزاء كان آخرها: "الأردن جلال وجمال"، "يا حياة المجد عودي – سلسلة من الأناشيد الوطنية"، "بطاقة حب إلى فلسطين الخالدة" و"الإخوانيات". ومن رواياته: "سبيل الخلاص"، "زاهي وعنود" (مطبوعتان)، و"الشارع المعبّد بالذهب" (مخطوطة). ومن مسرحياته التي ألّفها: "بطل من أوراس" (مطبوعة)، و"أميرة جرش"، و"عودة قراقوش"، ومسرحيات أخرى (مخطوطة)، و"مع العبقريات"، و"شموس لا تغيب" (مطبوعة)، و"موعد في القدس" و"من روائع القصص العالمية (موضوعة ومترجمة ومطبوعة). مؤلفات الشاعر: الرقم عنوان المؤلف مجاله الأدبي دار النشر ومكانها سنة الصدور 1- صبا من الأردن / الجزء الأول شعر مكتبة عمان 1970 2- صبا من الأردن / الجزء الثاني شعر المكتبة الوطنية 1970 3- صبا من الأردن / الجزء الثالث شعر دائرة الثقافة والفنون 1983 4- صبا من الأردن / الجزء الرابع/ إلى ابنتنا الصيلانية الشهيدة دينا شعر المركز الأردني للطباعة الفنية 1997 5- صبا من الأردن / الجزء الخامس/ العيون الساهرة شعر مطبعة الأمن العام 2001 6- صبا من الأردن / الجزء السادس شعر دار الكندي للنشر والتوزيع/ منشورات أمانة عمان الكبرى 2002 7- صبا من الأردن / الجزء السابع/ بطاقة حب إلى فلسطين الخالدة شعر دار ورد للنشر والتوزيع- عمان بدعم من اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين 2005 8- صبا من الأردن / الجزء الثامن/ الأردن جلال وجمال شعر دار رؤى للنشر والتوزيع/ عمّان- العبدلي 2007 9- صبا من الأردن / الجزء التاسع/ يا حياة المجد عودي شعر دار رؤى للنشر والتوزيع/ عمّان- العبدلي 2007 10- صبا من الأردن / الجزء العاشر/ الإخوانيّات شعر دار رؤى للنشر والتوزيع/ عمّان- العبدلي 2007 11- سبيل الخلاص/ مطبوعة رواية دار النجاح - عمان 1953 12- زاهي وعنود/ مطبوعة رواية المطبعة الوطنية 1970 13- بطل من أوراس/ مطبوعة مسرحية البعثة الجزائرية 1956 14- مع العبقريات دراسات أدبية المطبعة الكاثوليكية/ جبل اللويبدة 1970 15- موعد في القدس مجموعة قصص قصيرة من وضع المؤلف وقصص مترجمة مطبعة القوات المسلحة الأردنية 1970 16- من روائع القصص العالمية/ موضوعة ومترجمة ومطبوعة 17- شموس لا تغيب دار يافا العلمية للنشر والتوزيع 2008 أما المخطوطات: "مساكب شمس"، "أولئك آبائي"، "شخصيات ومواقف"، "نحو البناء"، "صبا من المهجر"، "الموشحات الأندلسية"، "سطور وأمجاد"، "أَرِج البيان"، "في البدء كان الكلمة"، "محاضرات في الأدب العربي"، ابنة الأردن وزهرته الفريدة". وله أكثر من ألفي برنامج اذاعي واكثر من مئتي سكتش واوبريت واهزوجة والف حلقة من برنامج اذاعي بعنوان "صبا من الاندلس" وله أكثر من خمسين مسلسلا اذاعيا ولعل اشهرها: "لقاء عند الغروب"، "وادي العقيق"، "رفقاً بقلبي"، "ماذا جنيت"، "المرابي"، "رحلة عبر المجهول"، "الثورة العربية الكبرى"، "الحب والسيف"، "أمير سجلماسة"، "لقاء وذكرى"، "زهرة البنفسج"، "غادة الأندلس"، "لقاء عند الأصيل"، "عبقريات عربية"، "سوق عكاظ"، " قال الراوي" و"صفحات وضّاءة". ناهيك عن تأليفه الكثير من الأهازيج الأردنية منها: "فدوى لعيونك يا أردن" والتي غنتها سميرة توفيق، و"أنا الأردن"، و"أردن شو ما بدّك منّا ... أُطلب علينا واتمنّى" غناء إسماعيل خضر، و"النشامى" غناء المجموعة، و"أردن يا أحلى الأوطان" غناء نجاح سلام، و"ربع الكفاف الحمر" غناء توفيق النمري، و"حيّوا الأردن أردنّا" غناء هيام يونس، و"هذه أرضي وهذا بلدي" غناء محمد غازي، و"وطني الأردن أعمّره" غناء إسماعيل شبانة، و"عالميدان يا ابن الأردن" غناء فؤاد حجازي، و"موطن الصمود" غناء صبري محمود .. وللشاعر باع في مجال أدب الأطفال والفتيان الشعريّ .. وذلك من مساهماته المتعددة في أشعار مجلة (وسام) والمجلات والصحف الأخرى ذات الاهتمام بجيل الغد.. وهو في الجزء الرابع من (صبا من الأردن) قد ضمّنه مجموعة جيدة من الأناشيد الوطنية الموجهة للأطفال والفتيان.. وجيل الشباب مثل قصيدة "رسالة من سمير إلى أصدقائه الأطفال والفتيان" و" بطاقة حب إلى كلّ طفل يحتفل بعيد ميلاده " ... و "حداء راعي" و" نشيد الرياضة "و" أمنية طفل "و" إشارة المرور" ...وقصائد (تأملات). العضوية في الهيئات والمجالس: الرقم الهيئة أو المجلس الدولة صفة العضوية 1- اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين الأردن عضو هيئة إدارية 2- جمعية محبّي الخط العربي الأردن نائب 3- اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين الأردن رئيس مستشاري مجلة الكاتب الأردني 4- نادي السلط الرياضي الثقافي الأردن رئيس 5- الأمن العام الأردن مدير تحرير مجلة الشرطة لخمس سنوات 7- الجوائز والأوسمة: الرقم اسم الجائزة/ الوسام الجهة المانحة السنة 1- وسام الاستقلال من الدرجة الرابعة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيّبَ الله ثراه 1956 2- وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيّبَ الله ثراه 1974 3- وسام الاستقلال من الدرجة الثانية المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيّبَ الله ثراه 1984 4- ميدالية الحسين للتفوُّق من الفئة الأولى بمناسبة احتفالات وزارة الثقافة بتسليم جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2000 جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله 2000 5- وسام الحسين للعطاء المميَّز من الدرجة الأولى بمناسبة احتفالات مملكتنا الزاهرة بمرور ستين عاماً على الاستقلال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله (25/5/2006) بالإضافة إلى 30 درعا من الجمعيات الخيرية والثقافية والإعلامية والعسكرية والتعليمية. مصادر السيرة ومراجعها: أعلام الفكر والأدب في الأردن للمؤلف محمد أبو صوفة 1984، مكتبة الأقصى. و" سليمان إبراهيم المشّيني: شاعراً وأديباً وإنساناً "، تأليف الأستاذ الدكتور أسامة يوسف شهاب، نشر دار يافا العلمية، 2009. الأستاذ يوسف حمدان، الأستاذ محمود الخطيب، الأستاذ جريس سميرات ومراجع أخرى لا أذكرها، الحفل الذي أقامته الفعاليات الثقافية في السلط بمناسبة تكريمي في 1/9/2007 وشارك فيه الدكتور محمد العطيات والدكتور جلال فاخوري والدكتور سمير قطامي والدكتور هاني العمد والأستاذ هاشم القضاة. 9- رقم الهاتف: 5921357/ خلوي 0795638003
العنوان البريدي : ص. ب. 910111 عمان 11191 مكان الإقامة الحالي: الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية/ المدينة: عمّان نماذج من شعر سليمان المشيني: أنا شاعر الأردن من غنّى له أسمى ملاحمه على مزماره غنّيتُ للأردن عذب قصائدي زيّنتها بالسحر من نوّاره وفخرتُ في صحرائه ورماله وشدوتُ في أرباضه وقفاره مجد العروبة صيغ في أردننا بمعارك اليرموك في ذي قاره إن ذلّ ذل الضاد في أقطاره وهوت معالم عزّه وفخاره سأظل أشدو باسمه المحبوب ما فتنت زهور الروض في أياره العصماء في تحيّة الأردن
أوقف الرّكب... وسلّم وانثرِ في حِمى الأردن ... عقد الجوهرِ والثمِ السّاحَ التي قد خُضِّبَتْ بدم الأبطال عبر الأعصرِ واخفضِ الهامةَ إجلالاً له ولماضيه العريق العطِرِ فالحضارات ارتدت من بُردِهِ وبه التاريخ زاهي الصورِ كلُّ شبرٍ فيه يروي قصة عن بطولات وفتحٍ أكبرِ وابْدأ التطوافَ في أرباضهِ مَنْ حَوَتْ أبهى ربيع مزهرِ فهواها مثقل بالعنبرِ ومياه عذبة كالكوثرِ قد تناهى الحسن في أرجائها فتراءَتْ كالصباح المسفرِ بورك الأردن ترباً وسما وَلْيَعِشْ رغمَ صروف العُصُرِ يا حبيبي هذه أمسية تتجلّى من أماسي العُمرِ فارسل اللحن رقيقاً ناعما يتحاكى ورنين الوترِ وأدِرها بوعاء مرمري قد توشّى ببهيِّ الدُّرَرِ وأعِدْ للذهن عهداً سالفاً كان ملء السمع ملء البصرِ وتَغَنَّ باسم ماض شامخٍ في ظلال الأمسِ حلو الذكرِ حين كان العمر في إبّانهِ يتباهى بالأماني الخضرِ ها هنا يستحضر الفكر رؤى أعذب الذكرى لعهد نضِرِ ها هنا منبع وحْيي مُلهمي ها هنا من أفتدي بالبصرِ ها هنا جدي وأمي وَأَبِي هنا مَنْ أحببتُ منذ الصِّغَرِ قسماً بالحق بالعلياءِ .. بالوطن الغالي بربّ البشرِ قسماً بالحب والأحبابِ .. والحسن والحسنا وعيني جُؤْذُرِ عن فدى أردننا لا أنثني قاذفاً بالمعتدي في سقَرِ فهو يدري عن مضائي أنني حينما ألْقاهُ فتّاكٌ جري وبِسَمْعي هاتفٌ يحفزني لغدٍ منتصرٍ منتظرِ لِغَدٍ فيه نرى أردنَّنا رافعاً راي العُلى والظَّفَرِ إن تمنى البعض قصراً وارفاً أو مقاماً فيه قد يُمسي ثَري فأنا أمنيتي يا إخوتي بالدّما عزّة شعبي أشتري وحدة العرب بقلبي أبداً فيها تحقيق أسمى وَطرِ يا بني أردنّنا الصّيد لكم في جبين المجد أعلى منبرِ أسطر التاريخ قد أغنيتُمُ بتفانٍ وبجهدٍ خيِّرِ إن تسل في العرب عن مأثرة فهي في الأردن لم تندثر أو مروءات ونبل ووفا لم يزل منها جليّ الأثرِ وإذا ما الضّاد لاقى خطراً كنتم الدرع لِدَرْءِ الخطرِ يا بني الأردن قد أثقلتُمُ كاهل الجلّى بما لم تقدِرِ
إنْ تَسَلْ عَنّي ... شعر سليمان المشّيني قصيدة فخر واعتزاز من وحي أعيادنا الوطنية المجيدة التي يحتفل بها الأردن هذه الأيام.
إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أُرْدُنِيُّ ... لِبَنيْ غسّانَ أُنْمَى عَرَبِيُّ وَجُدودي طاوَلَتْ راياتُهُمْ ... ذِرْوَةَ الجوزاءِ والدّهْرُ فَتِيُّ وبلادي أيْنَعَ المجدُ بها ... والحضاراتُ تسامَتْ والرُّقِيُّ ولقدْ طابَتْ سماءً وثرىً ... ماؤُها كَوْثَرُ والجوُّ شَذِيُّ فَلْتَعِشْ في عِزَّةٍ شامِخَةً ... يَفْتَديها دَمُ أبْطالٍ زَكِيُّ هيَ فِرْدَوْسُ الدُّنَى للأصدِقا ... وَجَحيمٌ للأعاديْ أَبَدِيُّ شَعْبُنا الجبّارُ خَوّاضُ الرَّدى ... في مُثارِ النَّقْعِ مِقْدامٌ أَبِيُّ وإذا الواجِبُ نادى أُسْدَهُ ... كي يخوضوا الرَّوْعَ لَبَّوْا وَتَهَيُّوا وَمَضَوْا للسّاحِ لمْ يَخْشَوْا رَدَىً ... فالعَسيرُ الصَّعْبُ هَيْنٌ وَرَخِيُّ شَعْبُنا كلُّ الوَرى يعرفهُ ... أنّهُ حُرٌّ على الغازيْ عَصِيُّ غابَةَ الأبْطالِ يا أرْدُنَّنا ... أيّها الرُّمحُ الرُّدَيْني السَّمْهَرِيُّ دَمُنا مَرْهونُ لاسْتِقلالِهِ ... وهوَ للرِّفْعَةِ صَرْحٌ أَزَلِيُّ أَيُّ بُلْدانٍ تُحاكيْ بَلَديْ ... إنَّهُ مُتْحَفُ آثارٍ ثَرِيُّ ليسَ في العالَمِ آثارٌ كما ... هي في الأردنِّ والأمْرُ جَلِيُّ كُلُّ شِبْرٍ فيهِ يَرْوي قِصَّةً ... عَنْ عَلاءٍ شادَهُ عَزْمٌ فَتِيُّ هذهِ البتراْ بناها شعْبنا ... قاهِرُ الصَّعْبِ العظيمُ النَّبَطِيُّ مِنْ رُبوعِيْ مِنْ سَنَى آفاقِها ... مِنْ سَماها شَعَّ نورٌ سَرْمَدِيُّ أنْبِياءُ اللهِ جاءوا قِدَماً ... يَنْشُرونَ الْهَدْيَ والكَوْنُ دَجِيُّ أنْبِياءُ اللهِ عاشوا ها هُنا ... ظِلَّ زَيْتونِ بِلاديْ قَدْ تَفَيُّوا والمسيحُ الهاديْ قَدْ عُمِّدَ في ... نَهْرِنا الخالِدِ والفَجْرُ نَدِيُّ ها هُنا اليَرْموكُ هَذيْ مُؤْتَةٌ ... ها هُنا الفَتْحُ العَظيمُ العَرَبِيُّ مَوْطِنُ الأمْجادِ مُنْذُ المُبْتَدَاْ ... بِالتُّقَى والعِلْمِ والخُلْقِ غَنِيُّ مَنْبِتُ العِرْفانِ والفَنِّ مَعاً ... والدُّنَى في جَهْلِها بَحْرٌ طَمِيُّ وَسُفوكْليسُ على مَسْرَحِهِ ... جاءَ بالإعْجازِ وَهْوَ الألْمَعِيُّ مَوْطِني الأردنُّ عُنوانُ الوفا ... نُصْرَةُ الضّادِ وَمِعْوانٌ قَوِيُّ وَحْدَةُ العُرْبِ ذُرَى أهْدافِهِ ... فَبِها الرِّفْعَةُ والعِزُّ البَهِيُّ وهوَ للأضْيافِ صيْوانُ نَدىً ... مُشْرِعُ الأبوابِ مِعْطاءٌ سَخِيُّ فإذا الضَّيْفُ أتى مَنْزِلَنا ... رَحَّبَ الشَّيْخُ وَحَيّاهُ الصَّبِيُّ وإذا مَسَّ دَخيلٌ حَوْضَنا ... يَتَلَقّاهُ حُسامٌ مَشْرَفِيُّ وطني المَحْبوبَ يا دُنْيا الرُّوا ... أيُّها الرَّوْضُ الرَّبيعِيُّ العَذِيُّ كُلُّ شِبْرٍ فيكَ يَثْوي فارسٌ ... وَشَهيدٌ عَزَّ أصْلاً وَسَرِيُّ أنتَ دَوْماً مِلْءُ سَمْعيْ نَغَمٌ ... وعلى ثَغْريْ نَشيدٌ وَطَنِيُّ لكَ كَرَّسْتُ كِفاحيْ وَدَميْ ... وَحياتيْ يَشْهَدُ اللهُ العَلِيُّ أنا لَوْ لَمْ أَكُ مِنْ هذا الحِمَى ... لَتَمَنَّيْتُ بأَنّيْ أُرْدُنِيُّ فَمَليكيْ بَطَلٌ بَلْ قَسْوَرٌ ... جَدُّهُ طَهَ النّبيُّ القُرَشِيُّ هوَ عبدُ اللهِ عنوانُ المَضا ... صاحِبُ الإقْدامِ فَذٌّ عَبْقَرِيُّ وارِثُ الثّورةِ يُعْليْ رايَهَا ... لِمَباديْها مَدى الدَّهْرِ وَفِيُّ عاشَ للمجدِ المليكُ المُفْتَدى ... صانِعُ الجُلَّى الحُسامُ الهاشِمِيُّ
شعر سليمان المشّيني
في رثاء ابنته الشهيدة الصيدلانية "دينا"
مَن قال ودّعتِ الدُّنى ... ما زلتِ يا دينا هنا تَحْيَيْنَ ملءَ جوانحي ... وتَخِذتِ قلبي مَسْكِنا فأراكِ إن هلّ الضيا ... عن بدءِ يومٍ معلِنا تتناولين القهوة السادا بشرفة بيتنا نبراتُ صوتك صنو موسيقى تُهَدْهِدُ سمعنا وإذا مرَرْتُ بروضةٍ غنّا لمحتُكِ سوسنا أنّى أسيرُ أرى مُحيّاكِ المتوّج بالسّنا يا كنزنا، يا حبّ أردنّنا العزيز وحبّنا ما كان من قبل الشّذى ... دمهُ يُراقُ بحوْضِنا
مَن قال غادرتِ الحمى ... أتغيبُ عنّا شمسنا مَن قال هذا واهمٌ ... ما زلتِ نجمةَ أُفْقنا كَمْ قد ملكتِ من المحاسن يا قلادةَ جيدنا خُلُقٌ رفيعٌ كامل ... والعقل بالفكر اغتنى والمبدأ السامي لكِ الحادي وكان الدّيْدَنا
دينا فَدَيْتُكِ لم أكُنْ أدري المصيرَ المُحْزِنا لَقَطَعْتُ أيديَ المجرم الجاني بِعَزْمٍ ما وَنى لكنّه أمر العليّ ... والله يبلو المؤمنا فاستبشري في جنّةٍ ... لا حزن فيها أو عَنَا أنتِ الشهيدةُ لا مِرا ... روّى نجيعُكِ أرضَنا كنتِ النّقية كالنّدى ... ما كفّها ذنباً جنى يا زهرة الزهرات قد أدمى اغتيالكِ أعيُنا في ذمّة الأردن مَنْ طابت بأصلِ معدِنا
كم قد رثيتُ من الجهابذةِ الألى من صَحْبِنا كان القريضُ يُطيعني ... ويجيء سهلاً هيّنا لكنّه أمسى العصيّ ولم يعُدْ لي مُذْعِنا
يا موتُ قاسٍ أنتَ ... لا تختار إلاّ الأحسَنا قد غِلْتَ بابنتنا المميَّزة الأماني والمُنى شُلَّت يدُ الجاني فقد أبكى المُصابُ الأُردُنا مَن يصرع الوردً الشَّذيّ ... كان الأخسَّ الأجبنا
أردنّ يا طودَ العدالةِ سيفُ عدْلكَ ما انثنى حِصنُ الشهامة والمروءةِ للنّزيل المأمنا إنّا نُباهي دائماً ... كلّ البلادِ بأمْنِنا ما كنتَ يوماً دار إجرامٍ وشرٍّ أو خَنا فاسحَقْ بحُكْمكَ مجرماً ... فظّاً لئيماً أرعنا كي تبقى للحقّ الصُّراح وللسلامة موطنا
يا موطني هذي فتاتُكَ قطعةٌ من نفسنا فاجعل جفونك للحبيبةِ والبريئةِ مَدْفَنا واعْقِدْ من الأزهار إكليلاً بهيّاً مُتقَنا ليكون مثواها المطهَّر بالزّهور مزَيّنا وليشْدُ طيرُكَ في الرُّبى ... لحنَ الوداع مُؤبِّنا دينا الفريدةُ والعزيرةُ والأثيرةُ عندَنا سيظلُّ ذكْرُكِ خالداً ... أرِجاً بآياتِ الثَّنا نصغي لصوتكِ كلّما ... غنّى الهُزارُ بروْضنا
قصيدة للشاعر الأديب سليمان المشيني ألقاها لأول مرة بمناسبة تكريمه في مسقط رأسه بتاريخ 1/9/2007: السّلط
وقافيةٍ فذّةٍ حرّةٍ من الشعر..ما صُغْتُ أمثالَها شَرودٍ تَلمّعُ في الخافِقََيْنِ إذا ذُكِرَتْ..قيلَ مَنْ قالها بأغلى اللآلىءَ زيّنْتُها إلى ربّةِ الحُسْنِ تُهْدَى لها فقدْ تُوِّجَتْ بالجمال الذي يَشعُّ الحياةَ وَسَيّالَها لها طَلْعَةٌ كانبثاقِ الصّباحِ يُزيلُ عن الرّوحِ أثقالَها وَعَيْناها عَيْنا رشا فاتنٍ وأُمُّ البها طَرّزَتْ شالَها إذا بَسَمَتْ هَلَّ وجهُ الرّبيعِ وأَنْشَدَتِ الطّيْرُ مَوّالَها وَإِنْ لامَسَتْ صخرَةً كُهْرِبَتْ وَأَجْرَتْ من الصخرِ سَلْسَالَها فَمِلْكُ يديها الرّواء الذي يعيشُ يُقَبِّلُ أظْلالَها عَشِقْتُ صَباها وأجواءَها كَذاكَ ضُحاها وآصالَها وأروعُ شعري غنّيتُها وأبذُلُ روحيَ "كُرْمالَها" تُرَى هَلْ عرفتُم فيمَنْ أَهيمُ ومَنْ تعشقُ الرّوحُ صُنْواً لَها هي السّلطُ دار الخلودِ المقيمِ وحقُّ الوفا يَقْضي إجلالَها فَما أَنْجَبَتْ غير شُمِّ الأُنوفِ كما تُنْجِب الأسْدُ أشْبالَها إذا ما المعالي دَعَتْ ولْدَها تنادَوْا يُلَبّونَ تَسْآلَهَا ووحدَةُ أمّتِنا همُّها لِتَحْيا وتُصْلِح أحْوالَها
تَسامَتْ بأمْسٍ شَذيّ السّنا وكان النّدى أبَداً خالَها وتبقى من الأرْدُنِ المُفْتَدَى مَعينَ الحياةِ وشَلالَهَا وطابَتْ ثَرَىً بالليوثِ الأُلى دِماهُم تُعَطّر صَلْصَالَها فماذا أقولُ بها مِنْ ثَنا ويستبِقُ الفعلُ أقوالَها عليها من الخُلْدِ تعويذَةُ ألَحّ الزّمانُ فما زالَها وعطّرَها العِلْمُ في عِطْرِهِ وحَلّى يديْها وأحْجالَها فدارُ المعارِفِ كانت بها ولا يُنْكِرُ العلمُ أفْضالَها وقلْعتُها عنْ بطولاتِها تُحَدّثُ بالفخر أجْيالَها وكيف الحُماةُ استماتوا فِدىً فقد خلّدَ الدّهْرُ أبْطالَها وواديها للفنّ فردوسُهُ وللنفسِ يبعثُ آمالَها وللشعر يوحي القوافي التي تجيء تجرجرُ أذيالَها وقد حَمَلَت طيّ أحشائها نديّ المعاني وإخْضالَها
فيا سلطُ عفوَكِ ماذا أقولُ بِمَنْ طرّزَ المجدُ سِرْبالَها وقد أصبحَتْ موئلاً للعلاءِ على النجمِ تسحبُ أذيالَها ولو لم تكوني أعزَّ حمى لَزُلْزِلَت الأرضُ زِلْزالَها
شعارات رفعها سليمان المشيني:
إنما المرء حديث بَعده، والذكر للإنسان عمر ثانٍ. إنما أنتم أخبار، فطيّبوا أخباركم. الخط المستقيم أقصر المسافة بين نقطتين. طوبى لمن تجاوز القشر إلى اللباب والضّحضاح إلى العباب.
نادرة سليمان المشيني (نقاش) 04:38، 2 يونيو 2010 (ت ع م)
أعزائي في الأرابيكا،
تحية طيبة وبعد،
أنا نادرة سليمان المشّيني ابنة الشاعر الأردني سليمان المشّيني، أود لفت نظركم إلى أنكم قد نشرتم معلومات خاطئة عن والدي الذي والحمد لله لا يزال حياً يرزق حتى هذا التاريخ (2 حزيران 2010) وحيث أنني مؤلفة السيرة الذاتية لوالدي وهو أشرف شخصياً عليها، فإنني أرجو عدم نشر أي معلومات غير مستقاة مني. أما المعلومات التي أرجو نشرها حول والدي فهي كما ورد اعلاه نادرة سليمان المشيني (نقاش) 03:50، 18 يونيو 2010 (ت ع م)