نقاش المستخدم:وليد محمد العمري

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

* الْعَلامَة الأديب النابغ مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْرِي *

رقم التَّرْجَمَة: ( )

تاريخ الميلاد: 1300هـ / 1883م

تاريخ الوفاة: 1330هـ / 1912م

القرن: 14 هـ / 20م

التخصصات: قاضٍ، أديب، مؤلف

الصفات: عالمٌ، شاعر

نسبه ومكانته:

مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله العَمْري، يُكنى بـ (عز الدين) العَمْري، ويعود نسبه إلى هِجْرَة (العَمَّارِيَة) في مخلاف العابسية ببلاد الحدا بمحافظة ذمار. وقد كانت (هِجْرَة العَمَّارِيَة)، آنذاك إحدى أبرز (هِجَرِ الْعلمِ ومعاقله في اليمن)، وشكّلت مهدًا لعائلة (آل العَمْري) التي تميزت بالْعِلْمِ، وكان لأبنائها دور بارز في تولي مناصب رفيعة في الْقَضَاء وادارة الحُكْم.

نشأته وتكوينه العلمي:

وُلِدَ مُحَمَّد (الكبير) في مدينة صَنْعَاء حين كان والده، الْقَاضِي الْعَلامَة المولى الحجة (حُسَيْن بن عَليّ العَمْري)، في الخامسة والثلاثين من عمره. نشأ في كنفه، وتلقى تربيةً علميّة ودينية صالحة، حيث أظهر تفوقًا على أقرانه في الْعلمِ، وتحصّل في سنوات عمره القليلة ما يعجز عن تحقيقه الآخرون في عمر طويل.

دراسته وتلقيه للْعُلُوم:

درس النحو والصرف والْفِقْه والحديث والتفسير والتاريخ وكتب السيرة والشمائل على يد والده شيخ الْإِسْلَام الْقَاضِي الْعَلامَة الحجة (حُسَيْن بن عَليّ العَمْري)، بالإضافة إلى كبار العُلَمَاء في عَصْرُه، مثل الْعَلامَة (عَليّ بن أَحْمَد السدمي)، والْعَلامَة (عبد الكريم بن أَحْمَد الطير)، والْعَلامَة (أَحْمَد بن عَليّ الطير)، والْقَاضِي (عَليّ بن حُسَيْن المغربي).

تميزه العلمي وتلاميذه:

عرف (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْري) بنبوغه العلمي، فنهل من مختلف الْعُلُوم، وأتقنها. وقد كتب بخطه الحسن فوائد نفيسة، وتأثر به عدد من طلاب الْعلمِ، من بينهم الْإِمَامُ (يَحْيَى بن مُحَمَّد حميد الدين) (الْإِمَامُ المتوكل) وغيره.

مكانته وصفاته الشخصية:

كان الْقَاضِي (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْري) عالماً فاضلاً ورعًا، زاهدًا، عفيفًا، متواضعًا، ومنقطعًا عن الدنيا، منكبًا على العبادة والتقوى والتلاوة. وقد أبدع في الشعر والنثر، وله مطارحات أدبية مع أقران عَصْرُه، مثل الْقَاضِي (لطف بن مُحَمَّد الزبيري)، والْقَاضِي (عبد الكريم بن أَحْمَد مطهر).

أدبه وشعره:

كتب الْقَاضِي الْعَلامَة (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْري) الشعر الجميل والرقيق، وتبادل مع الأدباء والشعراء شعرًا رقيقًا. ومن شعره قصيدة كتبها إلى والده (شَّيْخ الْإِسْلَام) الْقَاضِي الحجة (حُسَيْن بن عَليّ العَمْري) في خريف 1325هـ / 1907م، يقول فيها: "هذي الرياض إلى رباها تندبُ تشكو الجفاء من الذين تغيبوا ولسان هذا الحال منها قائل: وعبيدكم يبدي الكلام ويكتب هل صد واش من وصالي ساعة ونمى العذول مثالباً كي يلعبوا"

تأثيره وإسهاماته في الإصلاح:

كان الْقَاضِي الْعَلامَة (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْري) رفيقًا للْإِمَامُ (مُحَمَّد بن يَحْيَى حميد الدين)، المعروف بـ (البدر)، ومن المقربين إليه، وقد ساهم في التأثير على الْإِمَام لتقبل فكرة الإصلاح والانفتاح، خصوصًا بعد زيارة الأخير إلى مصر وعدد من الأقطار الأخرى.

زُهده وتجنب المناصب:

عُرف الْقَاضِي الْعَلامَة (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْري) بتجنبه لتولي المناصب، حيث اعتذر عن قبولها مرارًا، مفضلاً العكوف على الْعِلْمِ والعبادة، مما أكسبه احترامًا كبيرًا بين أبناء عَصْرُه.

مؤلفاته:

ألف الْقَاضِي الْعَلامَة (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْرِي) كتاب "مجموع الإجازات"، جمع فيه إجازات والده في مجموع لطيف.

إتقانه للشعر التركي وترجمته للأدب العثماني:

أتقن الْقَاضِي (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْرِي) اللغة التركية كأبنائها، وقد عُرف بهذا في عَصْرُه، وورد ذكر ذلك في كتابات المؤرخ الْقَاضِي (مُحَمَّد بن أَحْمَد الحجري)، الذي أشار إلى أن المشير (عزت باشا)، حين قدم إلى صنعاء سنة 1329هـ / 1911م، عرض على الْقَاضِي الْعَلامَة (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْرِي) قصيدة تركية للسلطان، وطلب منه ترجمتها إلى شعر عربي. فاستجاب الْقَاضِي العَمْري ونظم قصيدة بالعربية تتكون من تسعة عشر بيتًا، منها: "هذا المقال لمن تاجت به الدولُ مخاطبًا لمليك ماله مثلُ مقدماً لوسيلات إليه كما قد جاء نصاً لمن حقًا له سألوا" وأختتمها بالبيت: "وكثرن أهله ياربنا كرماً ومنك أرجو ختامًا دونه الأملُ"

إسهاماته الأدبية وتبادل الشعر مع عُلَمَاء عَصْرُه:

توسع المؤرخ زبارة في الحديث عن إسهامات الْقَاضِي (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْرِي) الأدبية، مستشهدًا بمطالع من قصائده التي نظمها بمناسبات عدة. كتب قصائد إجازة لوالد الْقَاضِي الْعَلامَة الحجة (حُسَيْن بن عَليّ العَمْري) لعددٍ من العُلَمَاء، وتبادل القصائد مع الْفِقْيه المفلق (عَليّ بن عبد الله العمراني)، وكان كلاهما من أعلام الأدب في عصرهما.

وفاته ورثاؤه:

توفي الْقَاضِي الْعَلامَة (مُحَمَّد بن حُسَيْن العَمْرِي) وفاة مفاجئة يوم الأحد الخامس من رمضان سنة 1330هـ / 1912م عن عمر ناهز الثلاثين بعد ستة أشهر من تعيين والده رئيسًا للمحكمة الشرعية الاستئنافية بصَنْعَاء، في فترة كان قد تبوأ فيها مكانة علميّة وأدبية عالية، مما شكل خسارة كبيرة للمجتمع اليمني، وخاصة لوالده وللعُلَمَاء الذين رافقوه وتلاميذه الذين تأثروا به.

رثاه عددٍ كبير من الشعراء والأدباء في عَصْرُه، مِنْهُم الْإِمَامُ (يَحْيَى بن مُحَمَّد حميد الدين)، الذي قال: "أمحمّدا ما الصبر بعدك مسعدا هيهات لكن سوف يعرف من صبر أنــا قهرنـــا وهـــو أشـد مـــا نلقى لفقدك يا محمد في البشر"

كما رثاه السيد (يَحْيَى بن مُحَمَّد بن الهادي) بقصيدة فصيحة طويلة، مطلعها: خَطْبٌ أَلَمَّ وَحادِثٌ وَمُصابُ

وَرَزِيَّةٌ خَرِسَتْ لَها الأَلْبابُ

أَفَلَتْ لَهُ شَمْسُ الْعُلُومِ وَكَدَّرَتْ

وَغَدَتْ عَلَيْهِ دُجْنَةٌ وَحِجابُ

وَتَزَلْزَلَتْ شُمُّ الْهَدايَةِ إِذْ هَوَى

بَدْرٌ وَهالَ عَلى سَناهُ تُرابُ

عَزَّ الْهُدى نَجْلُ الْحُسَيْنِ فَقِيدُنا

وَبَكى لِهَوْلِ فِراقِهِ الْمِحْرابُ

لا غَرْوَ أَنْ تَبْكِيَ الْفُنونُ لِفَقْدِهِ

وَيُطِيلَ حُزْناً مُصْحَفٌ وَكِتابُ

هُوَ زَيْنُ كُلِّ العابِدينَ بِعَصْرِنا

هُوَ ذاكَ الْفَذُّ الْفَتِيُّ الأَوّابُ

وَحَبيبُ رَبِّ الْعالَمِينَ وَعَبْدُهُ

ما فارَقَتْهُ سَكِينَةٌ وَصَوابُ

 وَلِذا دَعاهُ لِقُرْبِهِ ما جَبَهْ

ضَيْفٌ مُجيبٌ قَدْ دَعاهُ مُجابُ

هَذا هُوَ الشَّرَفُ الْعَريضُ وَهذِهِ

الْمَناقِبُ لا يُحْصيها الْكِتابُ

هَذا هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ وَلَيْتَنِي

مَعَهُ شَرابي مِنَ الْجِنانِ رِضابُ

قَدْ فازَ قَوْمٌ جاوَرُوهُ فَكُرِّموا

عَجَباً لِقَوْمٍ لَمْ يَرَوْهُ فَخابوا

أَحُسَيْنُ يا شَرَفَ الْمَعالِي لا تَكُنْ

جَزِعاً فَنَجْلُكَ بِالنَّعيمِ يُتابُ

وَعَلَيْهِ أَنا قادِمُونَ جَمِيعُنا

وَغَداً لَعَمْرِي تَجْمَعُ الْأَحْبابُ

يا رَبِّ فارْحَمْنا لِيَوْمِ وُقُوفِنا

وَيَقومُ بَيْنَ الْعالَمِينَ حِسابُ


المراجع:

- أئمة اليمن في القرن الرابع عشر (ج1، ص 275). - أعلام المؤلفين الزيدية (ج3، ص172). - تحفة الإخوان (ص111). - موسوعة أعلام اليمن (9384 ر). - نزهة النظر في رجال القرن الرابع عشر (ص524). - مؤلفات الزيدية (ج2، ص427، ط1). - هِجَرِ الْعلمِ (ج3، ص1460، ط1). - سفينة الأدب والتاريخ (ص1012-1014). - اليمن بين عهدين (ص43-48). - جهد ذاتي للصحفي (وَلِيدِ بن مُحَمَّد العَمْري).

[1] .--وليد محمد العمري (نقاش) 03:53، 30 نوفمبر 2024 (+04)

  1. ^ #أعلام_آل_العَمْري #شخصيات_ذمارية #أعلام_الحدا #أعلام_صنعاء #أعلام_اليمن #وجوه_يمنية #هِجْرَة_العَمَّارِيَة #العَمْري #العَمَّارِيَة #الحدا #ذمار #صنعاء #اليمن