فيلهلم الثاني
فيلهلم الثاني أو ولهلم الثاني (بالألمانية: Wilhelm II) ويسمى في المصادر العربية بـ غليوم الثاني (1859-1941م) كان قيصرا للرايخ الثاني الألماني، إلى جانب كونه ملكا لبروسيا. وهو ينحدر من أسرة هوهنتسولرن، التي حكمت مملكة بروسيا ابتداء من سنة 1701. وهو ابن القيصر فريدريش الثالث، توِّج قيصرا بعد وفاته سنة 1888، وأجبر على التنازل عن العرش في سنة 1918 بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى و نُفي إلى هولندا.
فيلهلم الثاني | |
---|---|
قيصر ألمانيا | |
إنتهاء الحكم الملكي وإنشاء جمهورية فايمار
|
|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 27 يناير 1859 برلين، ألمانيا |
الوفاة | 4 يونيو 1941 (82 سنة) دورن، هولندا |
تعديل مصدري - تعديل |
وبه سقط الرايخ الثاني الألماني، حيث أسست جمهورية فايمار في ألمانيا بعد سقوطه. وهو آخر ملوك أسرة هوهنتسولرن الذين حكموا بروسيا ابتداء من سنة 1701، وعند قيام الوحدة الألمانية وولادة الرايخ الثاني الألماني في سنة 1871 على يد بسمارك كان جده فيلهلم الأول ملكا لبروسيا فتوِّج قيصرا للرايخ أو القيصرية الجديدة، وجمع بين لقب ملك بروسيا ولقب القيصر الألماني. وتوارث هذين اللقبين ابنه القيصر فريدريش الثالث، الذي حكم بعده، ثم جاء فيلهلم الثاني ابن فريدريش الثالث، وظلَّ على العرش حتى سنة 1918، حين قامت ثورة نوفمبر في ألمانيا والتي أعلنت قيام جمهورية فايمار.
تحالف معه السلطان عبد الحميد الثاني، وكان قد دعاه لزيارة القدس ولبّى الإمبراطور الدعوة سنة 1898.
حياته
ولادته الأليمة
قبل منتصف الليل بقليل في 26 يناير سنة 1859، عانت فيكي والدة فيلهلم من آلام المخاض، تلاها تمزق السلى (نزول ماء الولادة)، استدعي على إثر ذلك الطبيب أوغست ويغنر، طبيب العائلة. عند فحصه فيكي، أدرك ويغنر أن الرضيع كان في وضع المجيء المقعدي (مجيء المولود عند الولادة بالمقعدة متجهة إلى فرج الأم)؛ استدعى بعدها طبيب أمراض النساء إدوارد أرنولد مارتن، ووصل إلى القصر في الساعة العاشرة صباحًا يوم 27 يناير. بعد إعطائها شراب عرق الذهب (نوع دواء) ووصف جرعة خفيفة من الكلوروفورم، الذي كان يقدمه الطبيب الشخصي للملكة فيكتوريا السير جيمس كلارك، أشار فريتز بأن حياة الجنين مهددة بالخطر. نظرًا لأن التخدير الخفيف لم يخفف آلام المخاض الشديدة التي كانت تعاني منها فيكي، ما تسبب «في صراخ وعويل رهيبين»، أعطاها كلارك أخيرًا تخديرًا كاملًا. لاحظ مارتن أن تقلصات فيكي لم تكن قوية كفاية، لذا قدم جرعة من مستخلص فطر العاكوب، وفي تمام الساعة 2:45 مساءً، بدت له أرداف الرضيع خارجة من قناة الولادة، لكنه لاحظ أن النبض في الحبل السري كان ضعيفًا ومتقطعًا. رغم خطورة تلك العلامة، طلب مارتن جرعة إضافية كبيرة من الكلوروفورم ليتمكن من إخراج الطفل على نحو أفضل. لاحظ مارتن أقدام الطفل مرفوعة لأعلى وذراعه اليسرى مرفوعة على نحو مماثل خلف رأسه، «أخرج مارتن أقدام الأمير الصغير بلطف». نظرًا «لضيق قناة الولادة»، سحب الذراع اليسرى إلى الأسفل ممزقًا الضفيرة العضدية واستمر في الإمساك بالذراع اليسرى لتدوير جذع الطفل وتحرير ذراعه اليمنى، من المحتمل تسبب ذلك بتفاقم الإصابة. بعد الانتهاء من الولادة، ورغم إدراكه معاناة الوليد من نقص في التنفس، حول مارتن انتباهه إلى الأميرة فيكتوريا التي كانت في حالة من اللاوعي. بعد ملاحظتهم بعد بضع دقائق أن المولود الجديد لا زال صامتًا، عمل مارتن والقابلة فرولين شتال باهتياج لإحياء الأمير؛ أخيرًا، رغم حالة من رفض الحاضرين، ضربت شتال المولود بقوة حتى «خرجت صرخة واهية من شفتيه الشاحبتين».[1][2]
خلصت التخمينات الطبية الحديثة إلى أن معاناة فيلهلم من نقص التنفس عند الولادة، كانت بسبب حالة المجيء المقعدي والجرعة الثقيلة من الكلوروفورم، تسببت له في حالة من الضرر الدماغي الخفيف، تجلى ذلك لاحقًا في سلوك من الطيش وفرط النشاط، وحدودية الانتباه، وضعف القدرات الاجتماعية. أدت إصابة الضفيرة العضدية إلى إصابته بشلل إيرب (الحثل العضلي الضخامي الكاذب) الذي ترك فيلهلم بذراع يسرى ضعيفة أقصر 15 سنتسمترًا من نظيرتها اليمنى. حاول بقدر من النجاح إخفاء ذلك؛ إذ تظهر عديد من الصور التي التقطت له وهو يحمل قفازين أبيضين في يده اليسرى ليبدو ذراعه أطول. في حالات أخرى، كان يمسك ذراعه اليسرى بيمينه، ويضع ذراعه المشلولة على قبضة السيف، أو يحمل عصًا ليضفي وهم امتلاكه طرفًا صالحًا بزاوية رصينة. يشير المؤرخون أن إعاقته تلك أثرت في نموه العاطفي.[3]
زيارته للدولة العثمانية
في عام 1898 قرر الإمبراطور الألماني غليوم الثاني ( ويليام الثاني ) أن يقوم بزيارة تاريخية للسلطنة العثمانية بناء على دعوة من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
فبدأت الترتيبات والتجهيزات لهذا الحدث الكبير في جميع أرجاء السلطنة العثمانية بما فيها ولاية الشام وسنجق القدس ومتصرفية لبنان، بناءاً على الفرمان الصادر من الباب العالي للسلطان عبد الحميد خان الثاني.
قرر وجهاء دمشق أن يبيت الإمبراطور الألماني غليوم الثاني في منزل وجيه دمشق وصدرها أحمد باشا الشمعة فقام الباشا ـ الشمعة بتجهيز قصره في باب الجابية، هذا القصر كان يمتد من حي القنوات إلى حي باب السريجة وباب الجابية واشتهر بحديقته الواسعة.
وذكر الشيخ على الطنطاوي أن أحمد باشا الشمعة استعد لإنزاله في داره، وبنى جناحًا لذلك، فيه قاعات كبيرة واستقدم له الثريات والفوانيس من أجمل الأنواع.. قيل أنها عشرة آلاف، كما بنى لذلك جناحًا خاصًا فيه قاعات كبيرة، وله درج فخم، وقد زرته، فوجدت القاعة تتسع لأكثر من عشرة ( طقوم كنبات ) وأخبرني حفيده السيد / بديع الشمعة، أنه لا يزال عندهم آلاف الفوانيس التي أعدها، ليزين بها القصر وحدائقه ليلًا.
ومما رويَ أن الإمبراطور تناول طعام الغذاء في قصر الشمعة داخل قاعة الطعام وسط الحديقة الواسعة للقصر ، وأن المنطقة الممتده بين الحميدية وباب سريجة فرشت بالسجاد استعدادا لوصول الإمبراطور للقصر. ولهذا القصر أبواب عدة وقد أحاط به من كل الجهات خمسة بيوت لأخوة أحمد باشا الخمس بحيث يقابل كل باب للقصر بابًا لبيت آل الشمعة ( نقلًا عن موقع آل الشمعة)،
لكن الخلاف الذي وقع بين صدر دمشق أحمد باشا الشمعة وبين أمير الحج الوجيه الكبير عبد الرحمن باشا اليوسف حول أحقية كل منهما باستضافة الإمبراطور جعل والي الشام حسين ناظم باشا يقرر استضافة الإمبراطور في فندق دمشق ( داماسكوس بلاس ) منعًا للخلاف.
على فوره تحرك والي الشام المصلح حسين ناظم باشا بإجراءات التحضيرات لهذه الزيارة خاصة أن زوجة الإمبراطور ستكون برفقته.
فأسرع الوالي ناظم باشا بهدم السجن المركزي الوارد ذكره في الأبحاث السابقة ومهّد الأرض وسواها فصار المكان مكانا فسيحا لاستقبال الإمبراطور، وهدم مبنى سراي البوليس وأنشأ مكانها مبنى ضخمًا جعله مجمعا تجاريا ومسرحا وسينما ومقهىً رفيع المستوى.
ويذكر المهندس الدكتور طلال العقيلي في دراسة هامة له حول هذه الزيارة التي حصلت بتاريخ 7 تشرين الثاني عام 1898، أن إمبراطور ألمانيا ويليام الثاني عندما زار دمشق، أقيم له حفل استقبال ضخم جدًا في ساحة المرجة.
وقد امتطى عربة مجللة بالذهب الخالص تجرها أربعة أحصنة، وخلفها مركبة زوجته ومائة مركبة أخرى للحاشية. وقد زينت ساحة وأبنية المرجة كلها بالمصابيح والأعلام.
وقدّر عدد مصابيح الزيت المتقدة في تلك الليلة بمليون مصباح، و 50 ألف شمعة. وغرقت الساحة بالأضواء، وغصت بالسكان والمستقبلين.
وقد كتب غليوم الثاني إلى أحد الأمراء الألمان يصف استقباله في دمشق بالقول:
إن استقبالي في دمشق كان باهرًا ومدهشًا... وتمنيت لو أخذ عن دمشق كيف تستقبل الملوك!.
وقبل أن يتوجه الإمبراطور في اليوم الثاني لزيارة ضريح صلاح الدين الأيوبي، ألقى كلمة بالمحتشدين الذين استقبلوه بحفاوة كبيرة لكونه أول قائد غربي دخل دمشق سلما.
واصطف جمهور عريض مهول من الناس لاستقبال هذا القيصر ومشاهدة إكليل البرونز المصنوع في برلين والذي حمله معه من ألمانيا إلى دمشق ليضعه على قبر صلاح الدين اعترافًا منه بأعماله الكبيرة وسياسته العسكرية في تحرير بلاده وطرد الغزاة.
بقي إكليل البرونز فوق الضريح حتى دخول القوات الإنكليزية مع الأمير فيصل لدمشق، فاستولى عليه الكولونيل (لورانس العرب) قائد القوات الإنكليزية بحجة أنه من الغنائم الحربية فسرقه ونقله إلى بلاده.
بهذه المناسبة صدر في برلين بطاقة بريدية عن دمشق والزيارة التاريخية التي قام بها هذا القيصر لهذه المدينة الخالدة وجاء فيها :
Nice litho postcard of the Damascus Mosque used in Hamburg, Germany in 1898 and sent to Tabor Sudetenland Czechoslovakia. In series issued to commemorate the 1898 trip of the German Royal Couple (Kaiser Wilhelm II) to Damascus ، ومعناها باللغة العربية هو : بطاقة بريدية حجرية لطيفة لمسجد دمشق استخدمت في هامبورغ بألمانيا عام 1898 وأرسلت إلى تابور سوديتنلاند تشيكوسلوفاكيا. في سلسلة صدرت لإحياء ذكرى رحلة الزوجين الملكيين الألمان عام 1898 (القيصر فيلهلم)،
توجه موكب الإمبراطور ويليام الثاني من ساحة المرجة مودعا الجمهور، فعبر محلة الفنادق المنتشرة على طرفي جادة السنجقدار بتلك الآونة وصولا إلى سوق القميلة مقابل القلعة.
ثم تحرك الركب مخترقا سوق الحميدية وصولا إلى ساحة المسكية، حيث تم استعراض المبارزة التقليدية بالسيف والترس من قبل فرقة الهجانة في سوق المسكية وأمام مدخل الجامع الأموي.
ثم دخل الإمبراطور إلى حرم الجامع الأموي، فلم يخفِ الإمبراطور إعجابه الشديد والقوي في هيكلة الجامع وبناء الجملونات، وعظمة غارب قبة النسر.
في الحقيقة، كان الإمبراطور في عجلة من أمره للوصول إلى ضريح السلطان صلاح الدين الأيوبي، وبعد زيارة سريعة للجامع، توجه إلى ضريح السلطان، وأطال الوقوف هناك، وهو يتفحص ويتمحص جداران الضريح ثم خلع غطاء رأسه وقد انحنى إجلالا وتعظيما لهذا القائد الفذ الراقد في قبره، وقد سجّل التاريخ والمرافقون له هذا الانحناء تعظيما لصلاح الدين. ثم انتصب ووضع الإكليل على ضريح صلاح الدين، ثم وقف باحترام أمام هذا القائد محرر القدس من الصليبين
حفظ أهل الشام وكذلك أمير الشعراء أحمد شوقي هذا الصنيع للإمبراطور الألماني غليوم الثاني.. وخلده في واحدة من أروع قصائده، وفيها قوله:
رعاك الله من ملك همام...
تعهد في الثرى ملكا هماما
وقفـت بــه تذكره ملوكا...
تعــــود أن يـلاقوه قيامــا
تساءلت البرية وهي كلمى...
أحبًا كـان ذاك أم انتقامــا
النسب
وصلات خارجية
في كومنز صور وملفات عن: فيلهلم الثاني |
- مقالات تستعمل روابط فنية بلا صلة مع ويكي بيانات
مراجع
- ^ Putnam، William L. (2001). The Kaiser's Merchant Ships in World War I. Flagstaff, Arizona: Light Technology Publishing. ص. 33. ISBN:978-1622336999.
- ^ Cosmos Greek Documentaries (9 أكتوبر 2016). "Queen Victoria and the Crippled Kaiser – Ντοκιμαντερ". مؤرشف من الأصل في 2021-12-11.
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير المعروف|بواسطة=
تم تجاهله يقترح استخدام|via=
(مساعدة) - ^ Massie 1991، صفحة 28.