إضاءة التصوير الفوتوغرافي، أو الإضاءة الفوتوغرافية، هي إضاءة المشاهد التي سيتم تصويرها. الصورة عبارة عن تسجيل لأنماط الضوء واللون والظل، والإضاءة مهمة جدًا للتحكم في الصورة. تُستخدم الإضاءة في حالات كثيرة لإيصال المشهد بدقة، ومن الممكن تغيير اتجاه الضوء وسطوعه ولونه لتحقيق ذلك. تعد الإضاءة مهمة جدًا في التصوير أحادي اللون (التصوير الأبيض والأسود)، إذ لا توجد معلومات لونية، ويكون التناغم بين النقاط البارزة والظلال مهمًا. وتُستخدم الإضاءة والتعريض الضوئي لإضفاء تأثيرات مثل مشاهد الإضاءة الخافتة والإضاءة الساطعة.

الإضاءة على عارضة الأزياء من اليسار، كما تم إضافة دفء برتقالي للضوء ليتماشى مع غروب الشمس

المصادر الرئيسة

المصادر الرئيسة للإضاءة الفوتوغرافية هي:

  • ضوء النهار، والذي يختلف وفقًا للطقس والتوقيت اليومي. توجد تقنيات مختلفة للاستفادة من أشعة الشمس أو المساء الغائم بأفضل صورة ممكنة.
  • الضوء الاصطناعي المستمر، والذي قد يكون ضوءًا عاديًا، أو ناتجًا عن أجهزة الضوء الغامر. تختلف خصائص مصادر الضوء، فالإضاءة بالمصابيح المنزلية المتوهجة والإضاءة الفلورية ومصابيح بخار الصوديوم في الشوارع وغيرها من المصابيح مختلفة تمامًا، وتؤدي إلى نتائج مختلفة، وتتطلب تصحيحًا مختلفًا عند الحاجة إلى ألوان محايدة نسبيًا.
  • فلاش تصوير ساطع لمدة قصيرة من موقع واحد (يكون عادةً قريبًا جدًا من الكاميرا) أو من عدة مواقع في استوديوهات التصوير.
  • يُستخدم ضوء البرق أو الشرارات الكهربائية أو الألعاب النارية أو ضوء القمر أو مصادر الإضاءة الأخرى لأغراض معينة.

إدراك السبب والنتيجة

تنتج الإضاءة نمط تباين ثنائي الأبعاد، ويستطيع الدماغ تفسيره لإدراك الأجسام ثلاثية الأبعاد في الصور الفوتوغرافية. وعند مشاهدة شيء بصورة مباشرة، يعتمد المخ على الرؤية المجسمة واختلاف المنظر وفقًا لزاوية الرؤية والبعد البؤري والمؤشرات المختلفة التي تكونها أنماط النقاط البارزة والظلال التي يخلفها الضوء على الأشياء. وعند النظر إلى صورة، يحاول الدماغ مطابقة أنماط التباين واللون التي يراها مع الذكريات الحسية الأخرى.

ويقرر الدماغ إن كان المنظر في الصورة «طبيعيًا» من ناحية الإضاءة وفقًا لاتجاه المصادر الطبيعية والاصطناعية وطبيعتها والسياق الذي توفره المؤشرات الأخرى. ففي المثال، أضاف المصور مرشحًا لونيًا دافئًا على الفلاش المسلط على امرأة تقف في حقل عند غروب الشمس. ويعرف المشاهد الوقت من زاوية الظلال، واستخدام توازن لوني محايد (دون مرشح لوني) قد يبدو غريبًا في هذا السياق. ولكن عند استخراج صورة المرأة لوحدها من الخلفية (في الصورة الملتقطة بمرشح لوني) ووضعها على خلفية بيضاء أو رمادية محايدة، ستبدو المرأة صفراء بصورة غير طبيعية.

لا تهدف كل الصور إلى تكوين انطباع بأنها طبيعية. وبطريقة مشابهة لعروض السحر وألعاب الخفة، فمعرفة ما يتوقع الجمهور رؤيته ضروري لتحديد إستراتيجية الإضاءة المناسبة لخداع الدماغ وتكوين انطباع غير حقيقي. وقد يجعل اتجاه الضوء بالنسبة إلى الكاميرا كرة مستديرة تبدو إما كقرص مسطح أو ككرة. ويوفر موضع النقاط البارزة واتجاه الظلال وطولها مؤشرات أخرى تساعد على تحديد الشكل والتوقيت الذي التُقطت فيه الصورة. وتوفر درجة الظلال على جسم معين أدلة تساعد على تحديد توقيت التقاط الصورة أو البيئة، ويعتمد هذا الاستنتاج على التجربة الشخصية ومزاج الشخص.

يستطيع المصور المتمرس التأثير في تفاعل المشاهد مع محتوى الصورة عبر التحكم في الإضاءة. وقد يتطلب ذلك تغيير موقع التصوير عندما يكون في الهواء الطلق، أو انتظار الوقت المثالي من اليوم أو السنة لإعطاء الانطباع المطلوب في الصورة، أو التلاعب بالإضاءة الطبيعية باستخدام العاكسات أو الفلاش. والخيارات في الاستوديو لا تحصى، إذ يمكن التلاعب بالضوء لجعل الأشياء تبدو طبيعية أو سريالية، وفقًا لما يريده المصور. ويحدد الدماغ غالبًا ما إذا كانت إضاءة عنصر معين في الصورة طبيعية أم لا بمقارنته مع العناصر الأخرى في الصورة. ويقع المصور غير المتمرس غالبًا في أخطاء ناجمة عن الخلط بين الفلاش والإضاءة الطبيعية دون الانتباه إلى الموازنة بين العنصر المضاء بالفلاش وإضاءة النقاط البارزة والظلال في الخلفية. فإذا كانت الخلفية مضاءة بشمس الغروب، وكانت إضاءة الوجه في المقدمة توحي بأن الصورة مُلتقطة عند الظهيرة، فلن تبدو الصورة طبيعية لأن المؤشرات غير متطابقة.