تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
قالب:قائمة اليوم المختارة/2020-05-25
خلفاء الدولة الفاطمية هم خلفاء إحدى دول الخلافة الإسلامية، والوحيدةُ من بينها التي اتخذت من المذهب الإسماعيلي الشيعي مذهباً لها، ويدعي خلفاؤها الانتساب إلى علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء وإليها يعود اسم "الفاطمية". قامت هذه الدولة في بلاد المغرب، ثم ضمت مناطق وأقاليم واسعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فامتد نطاقها من المغرب إلى مصر، ثم توسعت فضمت جزيرة صقلية والشام والحجاز، فأصبحت أكبر دولة استقلَت عن الدولة العباسية. انقسم الشيعة بعد موت الإمام جعفر الصادق إلى فرق كثيرة أهمها وأكبرها فرقتان، الأولى هي الإمامية "الإثني عشر" وهم الذين جعلوا الإمامة في ابنه موسى الكاظم، ثم في الأئمة من بنيه إلى الإمام الثاني عشر الحسن العسكري، والثانية هي الإسماعيلية "الباطنية" وهم الذين جعلوا الإمامة في ابنه إسماعيل، ثم في الأئمة من بنيه، وإلى الفرقة الثانية ينتسب خلفاء الفاطميين. نشط الإسماعيلية في بث دعوتهم أكثر من غيرهم خاصة في الأنحاء القاصية مثل اليمن وبلاد المغرب، ففي النصف الثاني من القرن الثالث الهجري كان في بلاد المغرب داعيان هما الحلواني وأبو سفيان، وفي اليمن داعيان هما ابن حوشب وأبو عبد الله الشيعي، ولما علم ابن حوشب بموت الحلواني وأبو سفيان، أوفد عبد الله الشيعي إلى بلاد المغرب، فأصبح المؤسس الحقيقي للدولة الفاطمية في المغرب، فبعد ثلاث سنوات من وصوله إليها سنة 291هـ/903م بدأ جهوده الحربية، وأرسل إلى عبيد الله المهدي الإمام الإسماعيلي صاحب الدعوة يستدعيه من الشام، ولكن قبض عليه قبل أن يصل إليه. وفي سنة 296هـ تم لأبى عبد الله الشيعي النصر النهائي على الولايات القائمة في شمال أفريقيا (دولة بني مدرار في سجلماسة، دولة بني رستم في تاهرت، دولة الأغالبة في أفريقية "تونس")، وأطلق سراح عبيد الله المهدي، فقاد الجيش بنفسه ودخل مدينة رقادة سنة 297هـ، وخطب باسمه على منابر رقادة والقيروان بعد أن قضى نهائياً على ملك الأغالبة، ولقب بأمير المؤمنين.