تطويق

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبد العزيز (نقاش | مساهمات) في 05:01، 22 ديسمبر 2022 (بوت: إصلاح التحويلات). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تطويق القوات اليابانية للجزر الكورية أثناء الغزو الياباني لكوريا

التطويق مصطلح عسكري يرمز لفصل هدف أو وحدة عسكرية عن باقي القوات الصديقة وحصارها من كافة الجهات من قِبل القوات المعادية، ويرادفه مصطلح Encirclement في الإنكليزية وKesselschlacht في الألمانية وОкружение في الروسية.

وهو وضع بالغ الخطورة بالنسبة للقوات المُحاصرة؛ فعلى الجانب الإستراتيجي لا تستطيع تلك القوات تلقّي الدعم أو التعزيزات، في حين يصبح موقفها التكتيكي أكثر حرجًا لاحتمال تعرضها للهجوم من مختلف الجهات كما أنها لا تمتلك القدرة على الانسحاب وعليه تصبح أمام خيارين فقط؛ إما القتال حتى تُباد بأكملها أو الاستسلام للقوات المعادية.

استُخدم التطويق على مدار القرون المتعاقبة من جانب العديد من القادة العسكريين لعل أبرزهم رمسيس الثاني والإسكندر الأكبر وخالد بن الوليد وحنبعل وسون وو وشكا زولو وفالنشتاين ونابليون ومولتكه وغوديريان ورونتشتيت ومانشتاين وجوكوف وباتون، من جانبه اقترح سون وو في كتابه فن الحرب ضرورة عدم تطويق الجيش بأكمله بل يتعين إعطاء مساحة لتلك القوات المُحاصرة للهروب وذلك لعدة عوامل نفسية أهمها إيمان تلك القوات المُحاصرة بمصيرها المحتوم ومن ثمّ تستميت في القتال والدفاع عن نفسها مما يُكبّد القوات المُهاجمة خسائر في غنى عنها وهو ما يتغيّر للنقيض إذا ما أُتيحت لتلك القوات المُحاصرة فرصة للهرب أو الانسحاب،[1] ولعل أبرز الأمثلة على هذه النظرية معركتي دونكيرك عام 1940 وجيب فاليز عام 1944.

التكتيك

تُعد الكماشة المزدوجة أحد أساليب التطويق الرئيسية والتي تقوم أساسًا على مهاجمة أجنحة الجيش أثناء المعركة، فيما تقوم القوات المتحركة سواء كانت مشاة خفيفة أو فرسان أو دبابات أو ناقلات جنود مدرّعة بمحاولة اقتحام الصفوف باستخدام سرعتها الفائقة وقدرتها القتالية وبالتالي تتمركز وراء الخطوط الخلفية للعدو لتغلق الحلقة حول القوات المعادية التي تصبح محاصرة من كافة الجهات، ويُعد تطويق الجيش الألماني السادس أثناء معركة ستالينغراد عام 1942 خير مثال تكتيكي على ذلك.

ويختلف الأمر حال وجود عائق طبيعي كالمحيطات والجبال على أحد جوانب أرض المعركة بحيث تصبح الكماشة الفردية كافية بتطويق القوات المعادية وذلك لقيام العائق الطبيعي بعمل الضلع الأخر من الكماشة، وكان الاجتياح الألماني لفرنسا والبلدان المنخفضة عام 1940 أشهر الأمثلة على ذلك.

التكتيك الثالث والذي يُعد الأقل شيوعًا للتطويق هو قيام قوات متحركة باقتحام إحدى جبهات العدو العسكرية ثم الانتشار في اتجاهين مختلفين كحد أدنى خلف خطوط العدو، بعدها يتم إتمام التطويق بالكامل، وهو أقل التكتيكات المُستخدمة حيث يتيح فرصة للقوات المُدافعة لتدمير الوحدات المعادية التي قامت بتنفيذ الاقتحام كما يعرّض الوحدات المهاجمة نفسها للتطويق إذا سمحت كفائة القوات المدافعة بذلك، وعليه لا يصلح هذا التكتيك إلا في عمليات الحرب الخاطفة والتي لا يتم اللجوء إليها إلا في حالة تسيّد القوات المهاجمة للموقف بأكمله علاوة على الأفضلية الكاملة سواء من الناحية العددية أو النوعية فيما يخص التفوق التكنولوجي والتنظيمي وقد تضمنت المراحل الأولى للهجوم الألماني على الاتحاد السوفيتي أمثلة متعددة على ذلك.

ويعد الحصار إحدى صور التطويق الخاصة والتي تُتيح فيه القوات المُحاصرة الفرصة لمهاجميها بالالتفاف حولها شريطة تواجد تلك القوات المُحاصرة داخل حصون حيث تتوافر الإمدادات والدفاعات القوية التي يصعُب اختراقها مما يمنحها القدرة على صد الهجمات المتتالية وبالتالي تفقد القوات المُهاجمة قدرتها على الاستمرار وتضطر للانسحاب، ويضم التاريخ العديد من الأمثلة على ذلك منها حصاري المسلمين الأول والثاني للقسطنطينية.

المخاطر

تتلخ مخاطر محاولة تطويق القوات المعادية في بُعدها عن قواعدها وانقطاع الدعم اللوجيستي عنها إذا لم تتمكن من الصمود في مواجهة الإمدادات المحدودة نسبيًا أو فشلت في إرساء خط إمداد وتموين بينها وبين القاعدة الرئيسية مما يعرّضها للانهيار وإضطرارها لفك الحصار وهو ما واجهه إرفين رومل بعدما أُجبر على التراجع حتى الحدود المصرية عام 1941 أو قد يصبح الأمر أكثر تعقيدًا ويعرضها للإبادة بالكامل مثلما حدث للقوات اليابانية خلال معركة أدمن بوكس عام 1944.

أشهر معارك التطويق

كان التطويق من أسباب نهاية العديد من المعرك والحروب بانتصار أحد طرفي النزاع، من أهم هذه المعارك:

طالع أيضًا

المراجع