العباس بن المأمون
اَلعَبَّاس بنُ عَبدُ الله اَلمأمُون بن هارُون الرَّشيد العَبَّاسي الهاشِمي القُرشيّ (توفي في 223 هـ / 838 م) هو أميرٌ عَبَّاسي، كان واليًا على الجَزيِرة والثُّغور والعَواصِم[1]، وقائد عَسْكريّ شُجاع في عَهد أبيه الخليفةُ المأْمُون، حيث شارك في حَمَلات والِدِه الجِهاديَّة النَّاجِحة في أواخر أيَّامِه على الإمْبَراطوريَّة البيزَنطيَّة، وبعد وفاة أبيه، بايَعَ عَمِّه اَلْمُعْتَصِم بِالله، وفي فترةٍ بعد فَتْحَ عَموُريَّة من نفس العام، أنَّبهُ القائد العسكري العبَّاسي عُجَيف بنُ عَنبسة على عدم تولّيه الخِلافة بسبب خِلافٍ لهُ مع الخليفة، وقيل أنَّهُ بُويع بولاية العَهد وصُكَّت عُملات بإسمه[2]، إلا أنَّهُ حينما علِم اَلمُعْتَصِم بالأمر، قرر حبسُه ثُمَّ قتلُه مع جُملة من قتلهم آنذاك، فدُفن في مَنْبِج وصلَّى عليهِ إخوَتِه.
العَبَّاس بنُ المأمون | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الوفاة | 223 هـ / 838 م منبج، جند قنسرين، الخلافة العباسية |
مكان الدفن | منبج، سوريا |
مواطنة | الخلافة العباسية |
العرق | عربي |
الديانة | الإسلام |
الأولاد | الفضل |
الأب | عبد الله المأمون |
الحياة العملية | |
المهنة | أمير، قائد عسكري، والٍ |
الخدمة العسكرية | |
في الخدمة 838-828 |
|
المعارك والحروب | الحروب الإسلامية البيزنطية |
تعديل مصدري - تعديل |
وفاته
كان العباس مع عمه المعتصم في غزوة عمورية، وكان عجيف بن عنبسة قد ندّمه إذ لم يأخذ الخلافة بعد أبيه المأمون بطرسوس حين مات بها، ولامه على مبايعته عمه المعتصم، ولم يزل به حتى أجابه إلى الفتك بعمه وأخذ البيعة من الأمراء له، وجهز رجلا يقال له: الحارث السمرقندي، وكان نديما للعباس، فأخذ له البيعة من جماعة من الأمراء في الباطن، واستوثق منهم وتقدم إليهم أنه يلي الفتك بعمه، فلما كانوا بدرب الروم وهم قاصدون إلى أنقرة ومنها إلى عمورية، أشار عجيف على العباس أن يقتل عمه في هذا المضيق ويأخذ له البيعة ويرجع إلى بغداد، فقال العباس: إني أكره أن أعطل على الناس هذه الغزوة.
فلما فتحوا عمورية واشتغل الناس بالمغانم أشار عليه أن يقتله فوعده مضيق الدرب إذا رجعوا.
فلما رجعوا فطن المعتصم بالخبر فأمر بالاحتفاظ وقوة الحرس وأخذ بالحزم واجتهد بالعزم، واستدعى بالحارث السمرقندي فاستقره فأقر له بجملة الأمر، وأخذ البيعة للعباس بن المأمون من جماعة من الأمراء أسماهم له، فاستكثرهم المعتصم واستدعى بابن أخيه العباس فقيَّده وغضب عليه وأهانه.
ثم أظهر له أنه قد رضي عنه وعفا عنه، فأرسله من القيد وأطلق سراحه، فلما كان من الليل استدعاه إلى حضرته في مجلس شرابه واستخلى به حتى سقاه واستحكاه عن الذي كان قد دبره من الأمر، فشرح له القضية، وذكر له القصة، فإذا الأمر كما ذكر الحارث السمرقندي.
فلما أصبح استدعى بالحارث فأخلاه وسأله عن القضية ثانيا فذكرها له كما ذكرها أول مرة، فقال: ويحك! إني كنت حريصا على ذلك فلم أجد إلى ذلك سبيلا بصدقك إياي في هذه القصة.
ثم أمر المعتصم حينئذ بابن أخيه العباس فقيِّد وسلم إلى الأفشين، وأمر بعجيف وبقية الأمراء الذين ذكرهم فاحتفظ عليهم، ثم أخذهم بأنواع النقمات التي اقترحها لهم، فقتل كل واحد منهم بنوع لم يقتل به الآخر.
ومات العباس بن المأمون بمنبج فدفن هناك، وكان سبب موته أنه أجاعه جوعا شديدا، ثم جيء بأكل كثير فأكل منه وطلب الماء فمنع منه حتى مات في السَّجن عام 838، وصلَّى عليه إخوَتُه.[3]
مراجع
- ^ تاريخ ابن خلدون، وفي سنة اثنتي عشرة
- ^ دور المسكوكات في التوثيق للصراع بين العباس بن المأمون وعمه أبي إسحاق المعتصم بالله، مجلة مركز المسكوكات الإسلامية - مصر، د.محمود أحمد محمود زرازير، العدد الخامس (2022)، ص: 111-144
- ^ الكامل في التاريخ، ابن الأثير الجزري، سنة أربع وعشرين ومائتين