أن اباهم يقال له باقم، وهم بطن من الأزد من عامر بن حوالة، وسبب تسميتهم البقوم لأن منزعهم من باقم الوادي المشهور بين صعدةونجران[4]
وقبل أنهيار السد بفترة «قبل سيل العرم بقليل»، هاجر أبناء عامر بن حوالة مع الأزد إلى جبال السراة وبقوا مجاورين أبناء عمومتهم من بني حوالة بن الهنوء البلاد.
ذهب بعض علماء النسب إلى أن قحطان هو قحطان بن عابر وهناك من ذهب بنسب قحطان إلى قحطان بن الهيمع، يقول في ذلك ابن السائب الكلبي:
قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح هم قوم قد انقرضوا، وهم قحطان الأولى، أما قحطان الثانية فهم قحطان بن الهيمع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل.[5]
وولد قحطانيعرب بن قحطان وولد يعرب يشجب وولد يشجب ولدين أحدهما عبد سمش وهو سبأ بن يشجب وإنما سمي سبأ لسبيه السبايا فولد سبأحمير وكهلان ابني سبأ والثاني لم يعقب وإنما العقب من ولد هذين وهما حمير وكهلان فهذا المتفق عليه عند أهل الخبرة بهما والمتيقن لديهم وولد من كهلان زيد وغيره وولد من زيد مالك وغيره وولد من مالك نبت وغيره وولد من نبت الغوث وغيره وهذا ما أجمع عليه النسابون.[6]
وقد قسّم المؤرخون والنسابون قبيلة الأزد إلى أربعة أقسام بعد هجرتهم من مأرب منهم أزد السراة وهم القسم الذي تنتمي له قبيلة البقوم، وهم من نزلوا جبال السراة ويتمثلون في عدة قبائل، ذكر ذلك الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب): اما من سكن السروات فالحجر بن الهنوء ولهب وناه وغامد ومن دوس وشكر وبارق السوداء وحاء وعلي بن عثمان والنمر وحوالة وثمالة وسلامان والبقوم وشمران وعمر.
وبالنسبة لبطون الأزد فهناك سبعة بطون أساسية منها بنو الهنوء بن الأزد وقال ابن السائب الكلبي: «أبناء الهنوء ثمانية». ومنهم حوالة بن الهنوء بن الأزد أبو عامر الملقب (باقم) جد قبيلة البقوم.
حوالة
حوالة حي من العرب [7]، وبنو حوالة بطن من الهنوء من الأزد من القحطانية.[8] وكان لحوالة عدد من الأولاد منهم باقم والذي تنتسب إليه قبيلة البقوم والتي كانت قديما تسكن السراة مع غامد وزهران وحوالة وشكر وغيرهم، وبذلك فإن البقوم بطن من الأزد من ولد باقم بن حوالة بن الهنوء بن الأزد.[9] وكانت حوالة في العهد القديم بحسب أقوال السابقين أكثر إتساعاً ومتصلة جغرافياً بفرعها البقوم ولعدة أسباب من ظروف الحياة إنحسرت ديارها وانفصلت عن البقوم ولكنهم استطاعوا أن يحافظوا على ما تبقى من ديارهم في السراة بعد انحسارها وتمكنت من البقاء خلافاً عن غيرها من قبائل أخرى اندمجت وانصهرت في قبائل أكبر منها.[10]
معنى الحوالي
الحوالي لغة: الجيد الرأي والكثير الحيلة [11]، قال عمرو بن احمر الأزدي:
أكثر الأدلة تشير إلى أن هذا الاسم مأخوذ من جبل باقم باليمن وما هو إلا لقب لمن سكن ذلك الجبل وواديه وهو عامر بن حوالة بن الهنوء بن الأزد الجد الأعلى لقبيلة البقوم، [13] واللقب هو (البقم) في صيغة الجمع وذلك بضم الباء وفتح القاف أو بضم الحرفين، ومفرده والنسبة إليه البقمي، وأيضا مفرده باقم على لقب الجد من دون النسبة له بياء في اخره فيقال مثلا: «هذا فلان من بني باقم» أو «هؤلاء بنو باقم» فلو كان (باقم) ونسب له بياء في آخره لكان الباقمي، وهذا الرأي خاطيء واتفق على خطأه علماء النسب والنقاد.
شيوخ قبيلة رحمان ====
أول من كمل شروط الامارة في قبيلة رحمان. الأمير قانان ابن شيخ وكان الفارس والامير القبيلة. وبعد مقتلة استلم الامارة رحمان اخوة الأمير متلف ابن شيخ وات بعد ه ابنه الأمير الفارس نهار ابن شيخ وقتل غدرنا من مجهول وقبل وفاتة اوصا الفارس ثنيان الغرمول علي عياله وهم محسن ومشعل وهم في سن طفوله وبعد فترة قليلة مات الابن الكبير محسن عن عمر16 عام وباقي مشعل وكان عمرة 13 سنة الوراث الوحيد الامارة
واستلم الامارة الأمير ثنيان الغرمول وات من بعده الأمير طرخيم الغرمول. وبعد الشيخ مناحي الغرمول والشيخ فيصل الغرمول شيوخ الشاوي من وحمان. الأمير ناشر والأمير فهيد والشيخ جازع بن فهيد والشيخ فهاد جازع. ولم يكمل شروط الامارة بعد الأمير الفارس قانان ابن شيخ الشيخ شباب ابن مسعد ولم يستلم امارة قبيلة رحمان. مفردها (الرّحماني) وعددها يقارب 6 آلاف نسمة وفروعها:
تذكر كتب التاريخ أن قبيلة البقوم سكنت جبل باقم[4] «قبل هجرتهم مع قبائل الأزد من اليمن تلك الهجرة التي كانت قبل انهيار سد مأرب بقليل؛ ولذلك أطلق على عامر بن حوالة بن الهنوء بن الأزد جد القبيلة لقب باقم» وبقت في جبل باقم وواديه فترة من الزمن، ثم هاجروا مع أبناء عمومتهم الأزد إلى جبال السراة ومن ثم نزحوا شرقا إلى شبه السراة ونزلوا في وادي تربة وحرة نجد وشاركوا قبيلة بني هلال الديار.
من أكبر أودية الجزيرة العربية، ويمتد من أعالي جبال السراة غربا حتى عروق سبيع في جنوب نجد شرقا بطــــول أكثر من (400) كم، ويصل عرضـــه في بعض الأماكن إلى (1) كم، وتقع على ضفافه أغلب القرى والديار العامرة بالسكان وأيضا الكثير من المعالم الأثرية. وبه سد وادي تربةوسد تربة الجوفي.
هو من أهم معالم الجزيرة العربية وذلك لأنه الحد ما بين نجدوالحجاز شرقي مكةوالطائفولأنه أعلى منطقة في إقليم نجد كله، إذ يصل ارتفاعه عند أعلى نقطة 1656 متر فوق سطح البحر ويصل طوله من الجنوب للشمال إلى 100 كم وعرضه من الشرق للغرب إلى 40 كم تقريبا ويحتوي على كثير من القرى والهجر وموارد المياه ومن الكهوف والمعالم. وقد ذكروهـ كثير من الشعراء منذ العصر الجاهلي وإلى عصرنا هذا.
سُميت قديما (حرة نجد) أو (حرة بني هلال) وهي من المعالم المهمة في الجزيرة العربية وبها كثير من القرى السكنية والمعالم الأثرية ومنها طريق الفيل.
الحدود مع القبائل المجاورة
هناك حدود لديار قبيلة البقوم مع القبائل المجاورة وهي حدود متعارف عليها بين القبائل، وهي غير الحدود الإدارية، فالتقسيم الإداري للمحافظات «المقصود محافظة تربة» لا يشمل ديار البقوم كاملة، فديار البقوم تتسع للمحافظات المجاورة مثل محافظة الطائف شمالا وغربا ومحافظة الخرمةومحافظة رنية شرقا وتتداخل مع حدود منطقة الباحة جنوباً وهي كالتالي:
'اشتهروا البقوم بامتلاكهم مرابط من أفضل مرابط الخيل الأصيلة في الجزيرة العربية والتي كانت محط أنظار القبائل الأخرى وذلك لأصالتها وندرتها وجمالها وحسن صهيلها وخلافه.
يوجد العديد من المواقع الأثرية في ديار البقوم منها:
سوق رمادان (رمدان)
رمادان هو سوق تربة البقوم وهو تاريخ وحضارة قديمة، وأقدم ذكر له كان قبل أكثر من 800 عام في كتاب معجم البلدان، وقد كان محطة حط الرحال للقوافل القادمة من الحجاز إلى نجد أو العكس
تاريخ بناءه
كان أول بناء للسوق في الجاهلية، وكان مبنياً من عدة اسوار طينية وأكواخ وعشاش مكونة من جذوع النخل والسعف، ثم جدد بناءه قبيلة البدارا البقوم بالطين والحجر قبل حوالي 600 عام وقاموا بتوسعته، وفي عام 1341 قام عبد الله بن معمر أمير تربة في ذلك الوقت من قبل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بتجديد الأسوار إثر الحملات والهجمات التي تعرضت لها تربة، وساهم الأهالي في ذلك بجهد كبير، وأخذ رمادان يفقد نشاطه التجاري في عام 1390 وكان عدد أسماء ملاكه 230 فرداً ما بين مالك مسكن ومحل تجاري حسب الكشف الذي اعدته بلدية تربة، وفي عام 1412 قامت البلدية بهدم مبانيه بعد توسع العمران ونزوح السكان إلى مبانٍ حديثة حيث إن هذا السوق قد بني من (اللّبن) وأوشك على الانهيار ولم يبق منه الا مسجده الذي يُعد من أقدم المساجد بتربة.
موقعة
يقع سوق رمادان على أرض مرتفعة تشرف على وادي تربة من الغرب وعن شماله مجموعة من الأكمات المتتالية نحو الشمال يقع على ادناها حي بني محي وعلى اقصاها حي القويعية وتمتد في غربه الحزوم التي تصل إلى وادي ريحان غرباً وفي جنوبه حي وقصر منيف.
وصفه وابعاده
يشكل رمادان مساحة شبه دائرة لا يتجاوز قطرها 600 متر وجميع دوره مبنية من الطين وأساساتها من الأحجار المجلوبة من حرة البقوم شرق وادي تربة وبعضها مكون من دورين، وفي وسط السوق ساحة طولها 50 متر وعرضها حوالي 30 متر أي بمساحة 1500 متر تقريبا، وتحيط بها الدكاكين والمساكن من خلفها والمسجد في الشمال ويمكن الوصول له من مدخلين أحدهما شمالي عرضه من مترين إلى أربعة أمتار ومدخل جنوبي ينقسم إلى ممرين داخل السوق ويتخلل مبانيه بعض السراديب.
نشاطاته
من تجارته قديماً السمن والتمور والإقط والحبال والأواني الخشبية والمنسوجات التي تدخل في بيوت الشعر كالطرايق والفلجان والغداير وتعرض به بضائع مجلوبة من مدن الحجاز كالأقمشة والقهوة والحبوب وما يشابهها وتعرض به عدة الحرب من بنادق وسيوف ورماح وبارود وأنواع العمائم والعبي والزل وكان هذا يجلب من القصيم بكميات تجارية كبيرة.
سبب التسمية
يقال أنه سمي بهذا الاسم لتعرضه لحريق هائل قديماً، والأرجح أن سبب تسمية هو كثرة الرماد في مناطق معينه بالسوق بسبب القوافل المارة بالسوق وما يصنعون من طعام في أنحاءه لأنفسهم، وأيضا لان قبائل البقوم الخارجين عن مدينة تربة يعودون ويقيظون فترة الصيف في مدينة تربة واهلها يذبحون الإبلوالغنم إكراما لضيوفهم ولذلك كثر الرماد في السوق فسمي رمادان.
و ذكره ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان عام 621 هجرية 1224 ميلادية وقد قال: رمادان بالفتح والضم وجاء عليه بشواهد منها قول النميري:
بناه قبيلة البدارا البقوم قبل أكثر من 600 عام، ويقال له قصر الخربة وذلك بعد اندلاع حريق كبير فيه إثر نشوب عدةحروب به وحوله فتدمر وهُجر قبل حوالي 360عام، وكان أمير القصر رجل اسمه فايز البدري، والآن هو على هيئة أطلال قديمة في مكان يسمى المبرك في وسط منطقة مساعيدات التابعة لمحافظة تربة.
حي وقصر منيف
يعود هذا الحي وقصوره إلى قبيلة البدارا البقوم وهو اليوم في تعداد الآثار، وقد بني بقربه (مركز التنمية الاجتماعية بتربة).[17]
موقعه
يحد هذا الحي وادي تربة من الشرق ومن الغرب بعض الحزوم المتتالية، ويحده من الشمال سوق رمادان ومساكنه ومن الجنوب المحيجر الذي هو من أراضي قبيلة البدارا البقوم.
وصفه
قصر مساحته كبيرة وكانت تحيط به المساكن الصغيرة من ثلاث جهات ويحده من الجهة الشرقية بعض مزارع النخيل المطلة على وادي تربة، كان يعتبر هذا القصر وما حوله من المساكن والمزارع قرية مستقلة إذ أن تلك البقعة من الأرض كانت جميعها محاطة بسور واحد كبير.
بنائه
كان بنائه من الطين الحر، ويذكر أن أسواره كانت عالية البناء ومنيعة وله بوابة شمالية كبيرة وأخرى شرقية صغيرة ويعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 500 عام.
الخراب الأول
تهدم أجزاء كثيرة منه إثر إرسال الشريف طائرة حربية لتقصف تربة من قبل قوات بريطانية في بدايات القرن العشرين الميلادي، وذلك بسبب عدم طاعة معظم البقوم له والدخول تحت حكمه في خضم أحداث الثورة العربية الكبرى، وأدى ذلك الأمر إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
الخراب الثاني
وفي عام 1337 هجري حدثت حوله وفيه معركة تربة الشهيرة بين قوات الملك عبد العزيز (الإخوان) وقوات عبد الله الأول بن الحسين وهدم الإخوان بقايا القصر على من فيه وذلك بوضع جذوع النخل على اسواره والتسلق عليها وعلى سقفه حتى إنهدم على من بداخله وكان عددهم أكثر من 400 مقاتل.
هي قلعة حصينة تعود ملكيتها إلى قبيلة البدارا البقوم، مبنية في قرية اللبط على منحدر تل صخري ومطلة على وادي تربة من الجهة الشرقية، وعمرها قارب 250 عام، كانت هذه القلعة بمثابة محكمة عامة للبقوم يحكم فيها بالقضاء العرفي القبلي من قِبل شيخ البدارا. تبلغ مساحتها 3000 م2 وارتفاع أسوارها ما بين 6 إلى 7 أمتار، فيها أربعة حصون دائرية ويتبع لها حصن مربع يسمى المربعة مكون من دورين «ولكن الدور العلوي متهدم» موقعه خلف القلعة في أعلى ضلع الصُبُر وذلك للمراقبة وإعطاء الإنذارات بإشعال النار في أعلى الحصن في حالة اقتراب عدو أو وقوع حدث مهم لإخبار القبائل الأخرى من البقوم.
وللقلعة بوابة واحدة من الجهة الشمالية، وبها حوالي ثلاثين غرفة تشمل مجلس قضاء وغرف سكن ومسجد وسجن ومخازن سلاح ومؤونة وباحة صغيرة، وبها مربط صغير للخيل، بنيت قواعدها وأجزائها السفلية من الحجر والأجزاء العلوية من اللبن وسقفها من أعواد الأثل والسعف وجذوع النخل.
قصر الحزم
قصر كبير قديم للأمير حمد بن عبد الله بن محي البقمي منصوب الدولة السعودية الأولى وزوج الأميرة غالية البقمية، بناه على قمة تل شمالي تربة عام 1212 للهجرة.
يحده شرقاً وادي تربة وبعض المزارع، وغرباً وادي السليم (وادي ريحان)، مبني من الطين الحر واسقفه من جذوع النخل والأثل ويتكون هذا القصر من 43 غرفة وبه مسجد وبوسطه ساحة كبيرة بها مربط للخيل ومخازن للمؤونة.
ويحيط بهذا القصر سور مرتفع له بوابة شرقية تجاه المزارع، وبه مواضع خاصة للمدافع القديمة التي أرسلها الإمام عبد الله بن سعود آل سعود دعماً للبقوم في ذلك الزمان، وقد تعاقب سكن القصر بعد الأمير حمد عدة أمراء من آل محي وهم: هندي وجاسر ومقعد وحسين وعبد الله.
قصور غالية البقمية
كان لغالية أعمال حضارية في تربة، كانت بذلك ناهجة لطابع قبيلتها (البدارا) في الإعمار والبناء، وذلك مما ورثت من ابيها وزوجها من أموال ساعدتها في بناء عدة قلاع وقصور، وقد تهدم أغلب اعمالها عن طريق محمد علي باشا وأيضاً حملة الشريف عبد الله بن الحسين، ومن اعمالها:
الحناتيش وهم أبناء حنتوش أخو دغفل (جد قبيلة الدغافلة) وكليهما أبناء دحل بن بدر بن فضل الشامي الكلبي وقد حكموا تربة البقوموبيشة وغيرها وعدد من القبائل المجاورة لتلك المناطق وذلك في نهاية الدولة الأموية وبعد سقوطها ومن أشهر أمرائهم :
الأمير حنتوش بن دحل الكلبي.
الأمير فايز بن مطرف الحنتوشي.
الأمير حنش بن مدرك بن يحيى الحنتوشي.
وهذا الأمير الأخير قد ضم أيضا تحت امارته قبائل شيبان بن روق بن جحدر بن سنحان.[19]
تصدت قبيلة البقوم للحملات العثمانية (الأتراك) واضطرت حاكم مصر في حينه محمد علي باشا للقدوم لقيادة القوات بنفسه بعد أن غضب على قائد الجيش (مصطفى بك) وأعادهـ مع ركب الحجاج وعزل أمير مكة غالب الشريف وتفشت الفوضى في الجيش بعد هزيمته بقيادة طوسون باشا في تربة البقوم.
غالية وامارة البقوم
كان الأمير حمد بن عبد الله بن محمد بن محي الموركي شيخاً للمحاميد البقوم واميراً منصباً من الدولة السعودية الأولى على تربة البقوم وزوجته هي الأميرة غالية البقمية ابنة الشيخ عبد الرحمن بن سلطان البدري، وكانت غالية امرأة ذكية حكيمة وكانت قد ورثت من أبيها ثروة طائلة وأموالاً كثيرة دعمت بها جيش البقوم وذلك للدفاع عن ديار قومها ومعتقدهم الديني.
وكان الأمير حمد بن محي متعرضاً لاصابة خلال حروب الحجاز اقعدته لعدة سنوات، فجعل زوجته وصية على ابنه الصغير قبل وفاته، وقد توفي قبل المعركة الأولى بعدة سنوات.
بايع البقوم قائد الجيش هندي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محي أميراً عليهم بعد وفاة عمه، ولما حانت المعركة الأولى، قامت غالية بالمشاركة في المعركة وقامت قبل ذلك بفتح مخازن الأسلحة والموؤنة للبقوم وقامت توزع ذلك المال وتحمس الشباب على مقاتلة الأتراك «فرأها على هذا الحال جواسيس ارسلهم الاتراك ليتقصوا الآخبار في تربة فظنوا أنها أميرة القوم وبني على كلامهم ما كتب في التاريخ» ولم يقتربوا من قصور آل محي ليروا في مجلس الأمير هندي بن محي شيوخ البقوم وفرسانهم.
وقعت بعد ذلك المعركة الثانية وقتل فيها أمير البقوم هندي بن محي واستكمل قيادة الجيش في المعركة الثالثة الفارس رشيد بن جرشان شيخ الكرزان البقوم، وهو الذي قاد البقوم أيضاً في معركة بسل الكبرى، وبعد نهاية المعركة الثالثة انتقلت الامارة إلى أبناء دغيم بن عبد الله بن محمد بن محي.
موقع المعركة
وقعت هذه المعارك في وادي السليم الذي أطلق عليه اسم (ريحان) «بكسر الراء وتشديد الياء» وذلك لامتلاء الوادي بالجثث وفوح رائحتها وسماع جلجلة الأظافر من هب الرياح مدة طويلة، ويقع وادي ريحان شمال مدينة تربة وجنوب جبل حضن.
المعركة الأولى
في شهر ذي الحجة من عام 1228 للهجرة، سافر طوسون من الطائف إلى تربة البقوم ومعه 2000 ألفا مقاتل، فحافظ البقوم على أسوار تربة بشجاعة واستطاعوا صد طوسون وعساكره، واضطروهم إلى ترك خيامهم واسلحتهم، وقتل منهم في ارتدادهم نحو 700 سبعمائة نفس، ومات غيرهم جوعاً وعطشاً، وكانت النتيجة المتوقعة لهذا الفشل أن يقتل الجيش كاملاً لولا أن توماس كيث [20] مع بعض الخيالة استردوا مدفعاً حافظوا به على خط الرجعة.[21][22]
المعركة الثانية
في شهر صفر من عام 1229 للهجرة، ذهب مصطفى بك بعساكره وعساكر الشريف من الطائف إلى تربة البقوم فهاجمها بجيوشه العظيمة المدربة والمجهزة بالسلاح الفتاك من رشاشات ومدافع وذخائر أخرى وخيالة من بدو ليبيا ومرتزقه من بقايا جيش نابليون ومن أوروبا فحاصر تربة لمدة اثنا عشر يوماً تقريباً فحال البقوم عن دخولـه اياها وهزموه وغنموا منه غنائم كثيرة وقتلوا أكثر جنده البالغ عددهم ما يقارب 5000 خـمسة آلاف مقاتل.[23][24]
المعركة الثالثة
في شهر جمادى الأولى من عام 1229 للهجرة، جهز محمد علي باشا (حاكم مصر) جيشاً بقيادة ابنه طوسون باشا ومعه عابدين بك وزوده بالسلاح الفتاك من مدافع ورشاشات ومعه 6000 ستة آلاف مقاتل ووجهه إلى تربة فحاصرها ثمانية أيام فهزمه البقوم وقتلوا من جيشه 1800 ألف وثمانمائه قتيل، وغنموا ذخائره وخيامه وجميع أمتعته وهرب هو ومن بقي من جنده إلى الطائف.[25][26][27][28][29]
كان أهل تربة أسبق أهل الحجاز إلى موالاة نجد واتبعوا مذهب الحنابلة الذين سماهم الترك ثم الافرنج بـ(الوهابية)، ولأهل تربة مواقف معروفة فيما كان من الحروب بين النجديين والترك والهاشميين
كتب المستشرق عبد الله فيلبي في كتاب (العربية السعودية من سنوات القحط إلى بوادر الرخاء):
أن انضمام البقوم إلى المعسكر السعودي جاء بمثابة صفعة عنيفة على وجه الشريف غالب
هناك عوامل كثيرة ساعدت بل غيرت مواقف كل من الطرفين المتحاربين واتخذت قوات الدرعية طبقاً لها خطه الهجوم لا الدفاع ومن بين هذه العوامل انضمام بعض القبائل في تربة إلى الدعوة السلفية
تقام العرضة في مناسبات عديدة مثل الأعياد والزواجات وقديماً في المعارك والطهار (ختان المواليد)، وتتكون العرضة من عدة شعراء وصفين متقابلين عادة ما يكونون معتصبين الرؤوس بالعمائم (مع وجود الزير أحياناً)، ويكون كل أفراد الصف متداخلون بالسواعد حتى مفاصل الأكواع، وآلية سير العرضة رفع القدم اليمنى ثم اليسرى مع رفع الأيادي المتداخلة إلى مستوى الكتف أو أقل كل ما ارتفعت الأقدام، ولكل صف قائد أو اثنين يرتبون تحرك أفراد الصف الواحد ويتبعهم الصف في تحركاتهم، ويتخلل هذا النسق رجفة في الأرض تسمى (ردحة) بكلا القدمين ثلاث مرات يفصل بينها رفعتين سريعة بالقدم اليمنى تليها اليسرى ويفعلها الصف تبعاً لقائده. وعادة ما يحمل القادة في ايديهم سيوف أو يكونون محتزمون بجنابي والجنابي جمع جنبية وهي خنجر وعند البقوم نوع يسمى (الذريع) وهو الشائع، ويكون أفراد الصفين محتزمون بجنابي أو بمحازم الرصاص.
^توماس كيث: يشغل رتبة ضابط في الفرقة الاسكتلندية، وهو من بقايا حملة نابليون على مصر. وكان توماس كيث خبيراً في ادارة المعارك، ويتصف بالذكاء وحسن التدبير، رحلات الغربيين إلى الحجاز، جريدة الرياض