أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/74

بطاقة ستالين التعريفية من ملفات الشرطة السرية القيصرية في سانت بطرسبرغ عام 1911.
بطاقة ستالين التعريفية من ملفات الشرطة السرية القيصرية في سانت بطرسبرغ عام 1911.

سرقة بنك تفليس 1907، وتُعرف أيضاً باسم المُصادرة المالية بميدان يريفان، كانت حادثة سطو مسلح في 26 يونيو 1907 وفق التقويم الجورجي الجديد، أو 13 يونيو وفق التقويم اليولياني القديم المستخدم في ذلك الوقت، وقعت في مدينة تفليس بمحافظة تفليس بالتاج الملكي القوقازي بالإمبراطورية الروسية، حيث مدينة تبليسي هي عاصمة جورجيا حالياً. قام البلاشفة بسرقة شحنة من النقود التابعة للبنك لتمويل نشاطاتهم الثورية. هاجم اللصوص عربة نقل الأموال التابعة للبنك وحاصروا الشرطة والجيش باستخدام القنابل والأسلحة، فيما كانت العربة تُقوم بنقل المال عبر ميدان يريفان، الذي يُسمى في الوقت الحالي باسم ميدان الحرية، بين مكتب البريد وفرع البنك المركزي التابع للإمبراطورية الروسية في تفليس. ووفقاً للوثائق الرسمية، أسفر الهجوم عن مقتل أربعين شخصاً وإصابة خمسين آخرين، فيما هرب اللصوص وبحوزتهم 341,000 روبل روسي، أي ما يعادل حوالي 3.86 مليون دولار أمريكي في عام 2017. قام عدد من أبرز البلاشفة بتخطيط عملية السرقة ومنهم فلاديمير لينين وجوزيف ستالين وماكسيم ليتفينوف وليونيد كراسين وألكسندر بوجدانوف، ونفّذها عدد من الثوريين بقيادة مساعد ستالين تير-بيتروسيان، المُلقب بكامو. ولأن مثل هذه الأعمال كانت ممنوعة بشكل صريح تبعاً للمؤتمر الخامس لحزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي، فقد تسببت السرقة والقتل بظهور حالة من الغضب داخل الحزب ضد البلاشفة الذين هم جزء من الحزب. وكنتيجة لذلك، حاول كل من لينين وستالين إبعاد الشبهات عن أنفسهما فيما يتعلق بحادث السرقة. وانقسمت القيادة البلشيفية بسبب الأحداث المُحيطة بالحادث وبعض عمليات السطو المشابهة، حيث أصبح الخلاف بين لينين ضد بوجدانوف وكراسين. وعلى الرغم من نجاح عملية السرقة والحصول على كل تلك الأموال، إلا أن البلاشفة لم يستطيعوا استخدام معظم الأموال، نظراً لأن أرقامها المُتسلسلة كانت معروفة للشرطة. وفكّر لينين بخطة لحل المشكلة بأن يقوم عدد كبير من الأفراد بإنفاق النقود مرة واحدة في مناطق متفرقة عبر أوروبا في يناير عام 1908، إلا أن هذه الخطة باءت بالفشل وتسببت في عدد كبير من الاعتقالات وانتشار الخبر عبر العالم، كما نتج عنها رد فعل سلبي من قبل الديمقراطيين الاشتراكيين الأوروبيين. تم القبض على كامو في ألمانيا بعد فترة وجيزة من حادث السرقة، ولكنه تجنب المحاكمة الجنائية بنجاح حيث أدعى الجنون لأكثر من ثلاثة أعوام. وتمكن من الهرب من المصحة العقلية، إلا أنه قبض عليه بعدها بعامين بينما كان يُخطط لعملية سرقة أخرى. وحُكم عليه بالإعدام على جرائمه، بما فيهم حادث السرقة عام 1907، ولكن تم تخفيف الحكم للسجن مدى الحياة؛ إلا أنه أطُلق سراحه بعد ثورة 1917، ولم تتم مُحاكمة أي من المشاركين والمُخططين الكبار للسرقة.

تابع القراءة