أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/459

رسم من نسخة عربية لكتاب «كليلة ودمنة» تعود لسنة 1220م، يصوّر كلاً من «كَلِيلَة» و«دِمْنَة»، وهما اسمان أطلقا على اثنين من بنات آوى وقد ظهرا في عدد من قصص الكتاب
رسم من نسخة عربية لكتاب «كليلة ودمنة» تعود لسنة 1220م، يصوّر كلاً من «كَلِيلَة» و«دِمْنَة»، وهما اسمان أطلقا على اثنين من بنات آوى وقد ظهرا في عدد من قصص الكتاب

كَلِيلَة ودِمْنَة هو كتاب يتضمّن مجموعة من القصص، وقد تمت ترجمته ونقله إلى اللغة العربية في العصر العباسي وتحديداً في القرن الثاني الهجري الموافق للقرن الثامن الميلادي على يد عبد الله بن المقفع متصرفاً فيه بأسلوبه عن الكتاب الأصلي الفصول الخمسة (بالسنسكريتية: पञ्चतन्त्र؛ پنچاتنترا)‏. أجمع العديد من الباحثين على أن الكتاب يعود لأصول هندية، وتمت كتابته باللغة السنسكريتية في القرن الرابع الميلادي، ومن ثم تمت ترجمته إلى اللغة الفهلوية في أوائل القرن السادس الميلادي بأمر من كسرى الأول. تذكر مقدمة الكتاب أن الحكيم الهندي «بيدبا» قد ألّفه لملك الهند «دبشليم»، وقد استخدم المؤلف الحيوانات والطيور كشخصيات رئيسية فيه، وهي ترمز في الأساس إلى شخصيات بشرية وتتضمن القصص عدة مواضيع من أبرزها العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بالإضافة إلى عدد من الحِكم والمواعظ. حينما علم كسرى فارس «أنوشيروان» بأمر الكتاب وما يحتويه من المواعظ، أمر الطبيب «برزويه» بالذهاب إلى بلاد الهند ونسخ ما جاء في ذلك الكتاب ونقله إلى الفهلوية الفارسية. يحتوي الكتاب على خمسة عشر باباً رئيسياً تضم العديد من القصص، حيث أن أبطالها من الحيوانات، ومن أبرز شخصيات الحيوانات التي يتضمّنها الكتاب، الأسد الذي يلعب دور الملك، وخادمه الثور الذي يُدعى «شتربه»، بالإضافة إلى اثنين من بنات آوى وهما «كليلة» و«دمنة». كما يتضمن أربعة أبواب أخرى جاءت في أولى صفحات الكتاب، وهي: باب مقدمة الكتاب، وباب بعثة برزويه إلى بلاد الهند، وباب عرض الكتاب ترجمة عبد الله بن المقفع، وباب بروزيه ترجمة بزرجمهر بن البختكان. وقد لعبت النسخة العربية من الكتاب دوراً رئيسياً مهماً في انتشاره ونقله إلى لغات العالم إما عن طريق النص العربي مباشرة أو عن طريق لغات وسيطة أُخِذت عن النص العربي.

تابع القراءة