أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/281

الدولة الأمويَّة في الأندلس (باللون الأخضر)، سنة 1000م.
الدولة الأمويَّة في الأندلس (باللون الأخضر)، سنة 1000م.

الدولة الأموية في الأندلس إمارة إسلامية أسسها عبد الرحمن الداخل سنة 138 هـ/756 م في الأندلس وأجزاء من شمال أفريقيا وكانت عاصمتها قرطبة، وتحولت إلى خلافة بإعلان عبد الرحمن الناصر لدين الله نفسه في ذي الحجة 316 هـ/يناير 929م خليفة قرطبة بدلاً من لقبه السابق أمير قرطبة، وهو اللقب الذي حمله الأمراء الأمويون منذ أن استقلّ عبد الرحمن الداخل بالأندلس. تميزت الدولة الأموية في الأندلس بنشاط تجاري وثقافي وعمراني ملحوظ، حتى أصبحت قرطبة أكثر مدن العالم اتساعًا بحلول سنة 323 هـ/935م، كما شهدت تشييد الكثير من روائع العمارة الإسلامية في الأندلس ومنها الجامع الكبير في قرطبة. كما شهدت فترة حكم الأمويين نهضة في التعليم العام، جعلت عامة الشعب يجيدون القراءة والكتابة في الوقت الذي كان فيه علية القوم في أوروبا لا يستطيعون ذلك. وقد استمرت الدولة الأموية في الأندلس رسميًا حتى سنة 422 هـ/1031م، حيث سقطت الخلافة وتفككت إلى عدد من الممالك بعد حرب أهلية بين الأمراء الأمويين الذين تنازعوا الخلافة فيما بينهم، مما أدى بعد سنوات من الاقتتال، إلى تفكك الخلافة إلى عدد من الممالك المستقلة. اهتم الأمويون بالعمارة في الأندلس، فبنوا القصبات والحصون والأسوار والأبواب وأسسوا المدن، كما اهتموا ببناء المساجد والقصور والحمامات والقباب والقناطر المائية التي زينوها بالزخارف والنقوش. استفاد الأندلسيون مما حملوه معهم من فن العمارة الإسلامية من الشرق، ومزجوه مع ما وجدوه في الأندلس من عمارة رومانية وقوطية، فأنتجوا خليطًا متميزًا ميّز فن العمارة الأندلسي، وجعله فنًا مستقلاً له خصائصه الخاصة التي تميزه. ورغم مرور نحو ألف عام منذ سقوط الدولة الأموية في الأندلس، إلا أنه ما زالت هناك العديد من الآثار الخالدة التي تشهد على عظمة فن العمارة الأندلسي في عصر الدولة الأموية في الأندلس. وكما اهتم الأمويون بالعمارة الدينية، اهتموا أيضًا بالعمارة المدنية، فقد اعتنوا ببناء القصور كقصور الخلافة والرصافة والمؤنس في قرطبة، وشيّدوا المدن لتكون مراكز للحكم والإدارة كالزهراء التي أسسها عبد الرحمن الناصر لدين الله عام 325 هـ/936م.

تابع القراءة