عرض مصدر سورة الفلق

{{عن|سورة الفلق||فلق (توضيح)}}
{{صندوق معلومات سورة
| اسم السورة = الفَلَق
| لقطة_شاشة_للسورة = Surah Al-Falaq.png
| التعليق = تخطيط لاسم سورة لفلق مُلحقًا به في الأسفل ترتيب السورة من بين سور القرآن الكريم
| التصنيف = [[آية مكية|مكيَّة]]، ويُقال [[آية مدنية|مدنيَّة]]
| رقم_السورة = 113
| عدد الآيات = 5
| عدد الكلمات = 23
| عدد الحروف = 71
| السجدات = صفر
| ترتيب نزولها = 20
| السورة السابقة في النزول = سورة الفيل
| السورة اللاحقة في النزول = سورة الناس
| عدد_الآيات_حول_المواضيع_الخاصة = * [[استعاذة|الاستعاذة]] بالله من شر المخلوقات.
| السورة السابقة في المصحف = سورة الإخلاص
| السورة اللاحقة في المصحف = سورة الناس
| الصوت          = Chapter 113, Al-Falaq (Mujawwad) - Recitation of the Holy Qur'an.mp3
| عنوان_الصوت    = تلاوة لسورة الفلق
}}

'''سُورَةُ الفَلَقِ''' هي [[سورة]] [[آية مكية|مكية]] من [[القرآن]]، في قسم [[مفصل (قرآن)|المفصل]]، آياتها 5، وترتيبها في ال[[مصحف]] 113، في [[جزء عم|الجزء الثلاثين]]، بدأت ب[[فعل أمر]] {{قرآن|الفلق|1}}، نزلت بعد [[سورة الفيل]]، ويُطلق عليها وعلى [[سورة الناس]] اسم '''[[المعوذتان|المعوذتين]]'''.

سُمّيت بأسماء عدة، منها: سورة «قلْ أعوذ بربّ الفلق»، و«سورةُ الْمعوّذةِ الأولى»، ومع [[سورة الناس]] تسمّيان «[[المعوذتان|بالْمعوّذتيْن]]» أو «المشقشقتين» أو «المقشقشتين»، وتسميتُها في [[مصحف|المصاحف]] [[علم التفسير|وكتب التفسير]] «سُورَةُ الفلق».<ref name=":0" /> لا اختلاف تقريبًا في [[القراءات العشر]] للسورة، إلا في [[رواية ورش عن نافع|قراءة ورش عن نافع]] لـ «قُلْ أَعُوذُ» بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها وحذف الهمزة.<ref name=":19" />

تتحدث السورة عن أمر الله للنبي بأن [[استعاذة|يتعوذ بالله]] ربِّهِ من شر ما يُتّقى شره من المخلوقات الشريرة، والأوقات التي يكثر فيها حدوث الشر، والأحوال التي تستتر أفعال الشر من ورائها؛ لئلا يرمى فاعلوها بتبعاتها، فعلَّم الله النبي هذه المعوذة ليتعوذ بها.<ref name=":7" /> فاشتملت السورة [[فعل أمر|بالأمر]] بال[[استعاذة]] من كل شر، ومن الليل إذا أظلم ومن شر الساحرات اللواتي ينفخن في العُقد، ومن شر حسد الحاسدين. وورد العديد من [[الحديث النبوي|الأحاديث النبوية]] في فضلها، فكان النبي يقرأ هاتين المعوذتين إذا أوى إلى فراشه وينفث في يديه ويمسح بهما ما أقبل وأدبر من بدنه، ويأمر بقراءتهما دُبُرَ كل صلاة، كما حثَّ النبي على قراءتهما ثلاثًا في [[أذكار الصباح والمساء|الصباح والمساء]] مع [[سورة الإخلاص]].

== نص السورة ==
نص سورة الفلق برواية [[رواية حفص عن عاصم|حفص عن عاصم]] كما في [[مصحف المدينة النبوية]]:
{{وسط|{{قرآن|الفلق|1|4|لا تخريج=1|الرسم=عثماني}}}}

ولا اختلافَ تقريبًا في [[القراءات العشر]] للسورة، إلا في [[رواية ورش عن نافع|قراءة ورش عن نافع]] لـ «قُلْ أَعُوذُ» بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها وحذف الهمزة.<ref name=":19">{{استشهاد مختصر|القاضي|1981|ص=349}}</ref>

=== تعدادها ===
عدد آيات سورة الفلق خمس آيات بالاتفاق، ولا اختلاف في عدّها.<ref name=":11">{{استشهاد مختصر|ابن عاشور|1984|ج=30|ص=624}}</ref> أما عدد كلماتها فثلاث وعشرون كلمة، قال [[أبو عمرو الداني]]: «وكلمها ثَلَاث وَعِشْرُونَ كلمة ككلم [[سورة الفيل|الْفِيل]] [[سورة المسد|والمسد]]». وحروفها المرسومة 71 حرفًا حسب [[الخط العثماني|الرسم العثماني]]، بينما اختلف أهل العدد في عدد الحروف على قولين حسب اختلاف مناهجهم في العدّ. فقال [[أبو عمرو الداني]]: «وحروفها تِسْعَة وَسَبْعُونَ حرفًا كحروف [[سورة الناس|الناس]]».<ref name=":8">{{استشهاد مختصر|الداني|1994|ص=297}}</ref> وقالَ [[أبو إسحاق الثعلبي]]: «وهي أربع وسبعون حرفًا»،<ref name=":9">{{استشهاد مختصر|الثعلبي|ج=10|ص=337}}</ref> وكذلك قالَ [[الخطيب الشربيني]]: «أربع وتسعون حرفًا».<ref name="ReferenceB">{{استشهاد مختصر|الشربيني|1868|ج=4|ص=611}}</ref>

== التسمية ==
سمى [[محمد|النبي]] سورة الفلق بـ «قلْ أعوذ بربّ الفلق»، وهي و[[سورة الناس]] تسمّيان «[[المعوذتان|الْمعوّذتيْن]]»،<ref name=":0">{{استشهاد مختصر|القرطبي|1935|ج=20|ص=252}}</ref> ذلك لأنهما تبتدئان بعبارة ﴿قُلْ اَعوذُ﴾. فقد روى [[أبو داود]] [[أبو عيسى محمد الترمذي|والترمذي]] [[أحمد بن حنبل|وأحمد بن حنبل]] عن [[عقبة بن عامر الجهني|عقبةَ بن عامر]] قال: أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذات (أي: آيات السورتين)، وفي روايةٍ بالمعوذتين في دبر كل صلاة، ولم يذكر أحد من المفسرين أن الواحدة منهما تسمى المعوذة بالإفراد،<ref name="ReferenceA">{{استشهاد مختصر|ابن عاشور|1973|ج=31|ص=623: 625}}</ref> وسماها [[ابن عطية الأندلسي]] في «[[المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز]]» «سورة الْمعوّذة الأولى»، وعنْونهما [[أبو عيسى محمد الترمذي]] في [[سنن الترمذي|سننه]] «الْمعوّذتيْن»، وتسميتها في [[مصحف|المصاحف]] و[[علم التفسير|كتب التفسير]] «سُورَةُ الفلق».<ref>{{استشهاد مختصر|ابن عاشور|1984|ج=30|ص=631}}</ref>

كما تُسمى مع سورة الناس «المشقشقتين» بتقْديم الشينين على الْقافيْن، كقولهم خطيب مُشَقشق، أي مسترسل القول تشبيهًا له بالفَحل الكريم من الإِبل يَهْدِر بشِقْشَقَةٍ وهي كاللحم يبرز من فيهِ إذا غضب.<ref>{{استشهاد مختصر|السيوطي|1999|ج=1|ص=193: 204}}</ref>

== سبب نزول السورة ==
[[ملف:Alfalaq.jpg|يمين|تصغير|سورة الفلق من [[مصحف]] [[اللغة الفارسية|فارسي]] يعود إلى نهاية عصر [[الدولة الصفوية]] سنة [[1117 هـ]].]]
ذكر [[علم التفسير|المفسرون]] أن المعوذتين نزلتا بسبب أن [[لبيد بن الأعصم]] [[سحر (إسلام)|سَحَرَ]] [[محمد|النبيَّ]]، وبالرغم من أن قصة لبيد بن الأعصم وردت في [[الصحيحان|الصحيحين]] إلا أن الربط بينها وبين نزول السورتين لم يرد في [[الكتب الستة]]، وقد قيل إن سبب نزولهما أن [[قريش]]ًا ندبوا من اشتهر بينهم أن يصيب النبي بعينه -أي بال[[حسد]]-، فنزلت المعوذتان ليتعوذ منهم بهما؛ لكن السبب الأول أشهر.<ref name="ReferenceA"/>

ورد في [[أسباب النزول (علم)|سبب نزول]] سورتي المعوذتين ما ذكره [[جلال الدين السيوطي]] في كتابه [[لباب النقول في أسباب النزول]]، وأخرجه [[أبو بكر البيهقي|البيهقي]] في [[دلائل النبوة للبيهقي|دلائل النبوة]] عن [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] قال: مرض رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} مرضًا شديدًا، فأتاه مَلَكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: طُبَّ، قال: وما طُبَّ؟ قال: سُحِرَ، قال: ومَنْ سَحَره؟ قال: [[لبيد بن الأعصم]] اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلانٍ تحت صخرةٍ في رَكِيَّة، فَأْتوا الرَّكِيَّة، فانزحوا ماءها، وارفعوا الصخرة، ثم خذوا الكُدْية وأحرقوها، فلما أصبح رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} بعث [[عمار بن ياسر]] في نفر، فَأَتَوا الرَّكِيَّةَ، فإذا ماؤها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء، ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الكُدْيَةَ، وأحرقوها، فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدةً، وأُنزلت عليه هاتان السورتان، فَجَعل كلما قرأ آيةً انحلت عقدة: {{قرآن|الفلق|1}} و{{قرآن|الناس|1}}. وفي ذات السبب أخرج [[أبو نعيم الأصبهاني|أبو نعيم]] في دلائل النبوة عن [[أنس بن مالك]] قال: صنعت اليهود لرسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} شيئًا، فأصابه من ذلك وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لُمَّ به، فأتاه [[جبريل]] [[المعوذتان|بالمعوذتين]]، فعوَّذوه بهما، فخرج إلى أصحابه صحيحًا.<ref name=":4">{{استشهاد مختصر|السيوطي|2006|ج=1|ص=269، 270}}</ref>

قال [[البغوي]]: {{اقتباس مضمن|وقيل: كانت مغروزة بالإبر، فأنزل الله عز وجل هاتين السورتين، وهما إحدى عشرة آية: سورة الفلق خمس آيات، وسورة الناس ست آيات، فكلما قرأ آية انحلت عقدة، حتى انحلتِ العقد كلها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عِقال، قال: وروي أنه لبث فيه ستة أشهر، واشتد عليه ثلاثة أيام، فنزلت المعوذتان.}}.<ref>{{استشهاد مختصر|ابن القيم|ج=3|ص=414}}</ref> وجاء في كتاب «[[البرهان في تفسير القرآن]]»: {{اقتباس مضمن|[[علي بن إبراهيم القمي|عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ]] قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ [[جعفر الصادق|أَبِي عَبْدِ اللَّهِ]] {{عليه السلام}}، قَالَ: «كَانَ سَبَبُ نُزُولِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ أَنَّهُ وُعِكَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وآله وسلم}} فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ {{عليه السلام}} بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فَعَوَّذَهُ بِهِمَا»}}.<ref>{{استشهاد مختصر|البحراني|ج=5|ص=819}}</ref>
{{-}}

== زمن النزول ==
اختُلف في زمن نزول سورة الفلق، فقيل [[آية مكية|مكية]]، وقيل [[آية مدنية|مدنية]]، والأشهر أنها مكيّة؛ فقد نزلت سورة الفلق بعد نزول [[سورة الفيل]] وقبل نزول [[سورة الناس]]، فتكون على ذلك السورة العشرين من سور القرآن نزولًا. وبالرغم من عدم وجود خلاف في مكيّة [[سورة الفيل]]، إلا أن الخلاف في زمن نزول المعوذتين يأتي من ربط بعض المُفسِّرين بين نزولهما وقصة [[لبيد بن الأعصم]] التي حدثت في [[المدينة المنورة|المدينة]]. لذا أنكر عدد من المُفسِّرين العلاقة بينهما مثل [[الواحدي]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الواحدي|1992|ص=473}}</ref> [[محمد الطاهر بن عاشور|ومحمد الطاهر بن عاشور]]، وقالا بأنها مكية،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن عاشور|1973|ج=31|ص=631}}</ref> بينما رجح [[ابن كثير الدمشقي]]،<ref name=":5">{{استشهاد مختصر|ابن كثير|1998|ج=8|ص=499: 507}}</ref> [[جلال الدين السيوطي|والسيوطي]] أنها مدنية.<ref name=":4" />

== فضلها ==
[[ملف:سور المعوذات.jpg|تصغير|يسار|[[سورة الإخلاص]] وسورة الفلق و[[سورة الناس]].]]
ورد العديد من [[الحديث النبوي|الأحاديث النبوية]] في فضل سورة الفلق مع سورة الناس، فقد كان النبي يقرأ هاتين المعوذتين إذا آوى إلى فراشه وينفث في يديه ويمسح بهما ما أقبل وأدبر من بدنه، ويأمر بقراءتهما دبر كل صلاة، كما حث النبي على قراءتهما ثلاثًا في [[أذكار الصباح والمساء|الصباح والمساء]] مع [[سورة الإخلاص]] وأن قراءتهن تكفي المرء من كل شيء.<ref>{{استشهاد مختصر|ابن عبد الوهاب|1994|ص=51}}</ref> ومن الأحاديث التي وردت في فضلها:
* عن [[عقبة بن عامر الجهني|عقبة بن عامر]] قال: بينا أنا أقود برسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} في نقب من تلك النقاب، إذ قال لي: "يا عقب، ألا تركب؟" قال: فأجللت رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} أن أركب مركبه، ثم قال: "يا عقب، ألا تركب؟" قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} وركبت هنيهة، ثم ركب، ثم قال: "يا عقب، ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟" قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: فأقرأني: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فقرأ بهما، ثم مر بي، قال: " كيف رأيت يا عقب؟ اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت.<ref>{{استشهاد مختصر|ابن حنبل|2008|ج=10|ص=180}}</ref>
* وروى [[مسلم بن الحجاج]] في [[صحيح مسلم|صحيحه]] عن [[قيس بن أبي حازم]]، عن [[عقبة بن عامر الجهني|عقبة بن عامر]] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تر [[آية|آياتٍ]] أنزلت هذه الليلة لم يُرَ مثلهن قط: "قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس".<ref>{{استشهاد مختصر|النووي|1996|ج=6|ص=420}}</ref>
* وعن عبد الله بن خبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي {{صلى الله عليه وسلم}} ليصلي لنا، فأدركناه فقال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.<ref name=":1">{{استشهاد مختصر|إسلام ويب|291535}}</ref><ref name=":2">{{استشهاد مختصر|الإسلام سؤال وجواب|115073}}</ref>
* وعَنْ [[عقبة بن عامر الجهني|عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ]] قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ.<ref name=":3">{{استشهاد مختصر|إسلام ويب|326251}}</ref>
* عن [[عائشة بنت أبي بكر]] قالت: كان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِهِ بالمعوِّذاتِ وينفثُ، فلما اشتد وجعُه كنتُ أقرأ عليه وأمسحُ عليه بيمينِه رجاءَ بركتِها.<ref>{{استشهاد مختصر|الزرقاني|2003|ج=4|ص=517}}</ref>
* عَنْ [[عائشة بنت أبي بكر]] أَنَّ النَّبِيَّ {{صلى الله عليه وسلم}} كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.<ref>{{استشهاد مختصر|الإسلام سؤال وجواب|174571}}</ref>
* وعن ابْنِ عَابِسٍ الْجُهَنِيِّ عن النبي أنه قال: يَا ابْنَ عَابِسٍ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا يَتَعَوَّذُ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ.<ref>{{استشهاد مختصر|السيوطي|1986|ج=8|ص=250}}</ref>
* وعَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} فِي سَفَرٍ، وَالنَّاسُ يَعْتَقِبُونَ، وَفِي الظَّهْرِ قِلَّةٌ، فَحَانَتْ نَزْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَنَزْلَتِي، فَلَحِقَنِي فَضَرَبَ مَنْكِبِيَّ، فَقَالَ: «قُلْ أَعُوَذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَقَرَأْتُهَا مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ أَعُوَذُ بِرَبِّ النَّاسِ»، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَقَرَأْتُهَا مَعَهُ، فَقَالَ: «إِذَا صَلَّيْتَ فَاقْرَأْ بِهِمَا».<ref name=":5" />
* وعَنْ [[أبو سعيد الخدري|أَبِي سَعِيدٍ الخُدري]] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَعْيُنِ [[جن|الْجَانِّ]] [[حسد|وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ]]، فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا.<ref name=":5" />
* عَنْ [[عقبة بن عامر الجهني|عقبة بن عامر]] قَالَ: {{اقتباس مضمن|اتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمِهِ، فَقُلْتُ: أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ سُورَةَ هُودٍ وَسُورَةَ يُوسُفَ، فَقَالَ: لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}}.<ref>{{استشهاد مختصر|النسائي|1994|ج=18|ص=158}}</ref>
واستنادًا على هذه الأحاديث فقد استحب العلماء قراءة الإخلاص والفلق والناس بعد [[صلاة الفجر|صلاتي الفجر]] [[صلاة المغرب|والمغرب]] ثلاث مراتٍ، فهما صلاتا الصباح والمساء، وأما بعد باقي [[الصلاة في الإسلام|الصلوات]] فمرة واحدة دبر كل صلاة. وجاء في فتاوى [[الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء|اللجنة الدائمة]]: {{اقتباس مضمن|ورد قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين دبر كل صلاة، لما رواه [[أبو داود]] في [[سنن أبي داود|سننه]] عن عقبة بن عامر قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة)، وفي رواية الترمذي: (بالمعوذتين) بدل المعوذات. فينبغي أن يقرأ: (قل هو الله أحد)، و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس) دبر كل صلاة، وأن تكرر عقب صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات، يقرؤها كل إنسانٍ وحده بقدْر ما يُسمع نفسه.}}.<ref name=":2" /> وقيل بأن تكرارها ثلاثَ مراتٍ هو في الصباح والمساء، فأما دبر [[صلاة الفجر|صلاتي الفجر]] [[صلاة المغرب|والمغرب]] فواحدة مثل باقي الصلوات.<ref name=":3" />

واستدل العلماء على أنهما تكفيان من كل شر، قال [[شرف الدين الطيبي|الطيبي]]: {{اقتباس مضمن|أي تدفع عنك كل سوء، فمن زائدة في الإثبات على مذهب جماعة وعلى مذهب الجمهور أيضا، لأن يكفيك مُتضمّنَةٌ للنفي كما يُعلَمُ من تفسيرها بـ"تدفع"، ويصح أن تكون لابتداء الغاية، أي تدفع عنك من أول مراتب السوء إلى آخرها، أو تبعيضية، أي بعض كل نوعٍ من أنواع السوء، ويحتمل أن يكون المعنى: تغنيك عما سواها، ويَنْصُرُ المعنى الثاني ما في الحديث الأول وهو حديث عقبة لقوله: فما تعوّذ مُتعوِّذ بمثلها.}}.<ref name=":1" />

== المحتوى العام للسورة ==
محتوى السورة هو أمر الله للنبي بأن [[استعاذة|يتعوذ بالله]] ربِّهِ من شر ما يتقى شره من المخلوقات الشريرة، والأوقات التي يكثر فيها حدوث الشر، والأحوال التي تستتر أفعال الشر من ورائها؛ لئلا يرمى فاعلوها بتبعاتها، فعلَّم الله النبي هذه المعوذة ليتعوذ بها.<ref name=":7">{{استشهاد مختصر|ابن عاشور|1973|ج=31|ص=611}}</ref> وقد جاء ترتيب سورة الفلق في [[مصحف|المصحف]] السورة قبل الأخيرة في المصحف، وجاءت بعدها سورة الناس، يقول في ذلك [[جلال الدين السيوطي]]: {{اقتباس مضمن|قُدّمت الفلق على الناس -وإن كانت أقصرَ منها- لمناسبة مقطعها في الوزن لفواصل الإخلاص مع مقطع تبّتْ.}} وعلَّق [[فخر الدين الرازي]] على مناسبة السورة لما قبلها من السور فقال: {{اقتباس مضمن|بدأ بذكر صفات الله، وشرْح جلالِهِ في سورة «الإخلاص»، ثم أتبعه بذكر مراتب مخلوقاته في «الفلق»، ثم ختم بذكر مراتب النفس الإنسانية في «الناس»، وعند ذلك ختم الكتاب.}} ثم فصّل ذلك بعد تفصيله سورة الفلق فقال:<ref name=":6">{{استشهاد مختصر|السيوطي|1978|ص=162: 167}}</ref> {{اقتباس خاص|لما شرح الله سبحانه أمر الإلهية في سورة "الإخلاص"، ذكر هاتين السورتين عقبها في شرح مراتب الخلق على ما قال: ألا له الخلق والأمر.

فعالم الأمر كله خيرات محضة، بريئة عن الشرور والآفات، وأما عالم الخلق فهو الأجسام الكثيفة، والجثمانيات، فلا جرم قال في المطلع: قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق. ثم من الظاهر أن الأجسام إما أثيرية أو عنصرية، والأجسام كلها خيرات محضة; لأنها بريئة عن الاختلال والفطور، على ما قال: ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور". وإما عنصرية، فهي إما جمادات، فهي خالية عن جميع القوى النفسانية، فالظلمات فيها خالصة، والأنوار عنها زائلة، وهو المراد من قوله: ومن شر غاسق إذا وقب. وإما نبات، والقوة العادلة هي التي تزيد في الطول والعمق معا، فهذه القوة النباتية كأنها تنفث في العقد. وإما حيوان، وهو محل القوى التي تمنع الروح الإنسانية عن الانصباب إلى عالم الغيب، والاشتغال بقدس جلال الله، وهو المراد بقوله: ومن شر حاسد إذا حسد.

ثم إنه لم يبق من السفليات بعد هذه المرتبة سوى النفس الإنسانية، وهى المستعيذة، فلا يكون مستعاذا منها فلا جرم قطع هذه السورة، وذكر بعدها في سورة "الناس" مراتب ودرجات النفس الإنسانية.}}

== تفسيرها ==
=== الآية الأولى ===
[[ملف:Surah Al Falaq.png|تصغير|نص سورة الفلق بالرسم العثماني ب[[رواية حفص عن عاصم]].]]
ابتدأت السورة ب[[فعل أمر]] بال[[استعاذة]]، بخطاب مُوَّجه إلى [[محمد|النبي]]، والعوذ: اللجأ إلى شيءٍ يقي من يلجأ إليه ما يخافُه، يقال: عاذ بفلان، وعاذ بحصن، ويقال: استعاذ، إذا سأل غيره أن يعيذه، قال تعالى: {{قرآن|فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}} ([[سورة الأعراف]]: 200) وعاذ من كذا، إذا صار إلى ما يعيذه منه، قال تعالى: {{قرآن|فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}} ([[سورة النحل]]: 98). والفلق: الصبح، وأصل الفلق: الانشقاق عن باطن شيء، واستعير لظهور الصبح بعد ظلمة الليل.<ref name=":70">{{استشهاد مختصر|ابن عاشور|1984|ج=30|ص=626}}</ref>

وقيل في معنى الفلق معانٍ أخرى، فقيل: «سجن في [[جهنم]]» قاله [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]]. وقال [[أبي بن كعب]]: «بيت في جهنم إذا فتح صاح أهل النار من حره». وقال الحبلي أبو عبد الرحمن: «هو اسم من أسماء جهنم». وقال [[محمد بن السائب الكلبي|الكلبي]]: «وادِ في جهنم». وقال [[عبد الله بن عمر بن الخطاب]]: «شجرة في النار». ورُوي عن [[سعيد بن جبير]]: «جب في النار». وعن [[جابر بن عبد الله الأنصاري]] و[[الحسن البصري]] و[[سعيد بن جبير]] و[[مجاهد بن جبر]] و[[قتادة بن دعامة]] و[[محمد بن كعب القرظي]] و[[عبد الرحمن بن زيد بن أسلم]]: «الفلق: الصبح». فقيل: فكل ما انفلق عن شيءٍ من حيوان وصبح وحب ونوى وماء فهو فلق، قال الله تعالى: {{قرآن|الأنعام|96|لا تخريج=1}}، وقال: {{قرآن|الأنعام|95}}. وتقول العرب: {{اقتباس مضمن|هو أبين من فلق الصبح وفرق الصبح}}. وقال الشاعر:<ref name=":14">{{استشهاد مختصر|القرطبي|1935|ج=20|ص=254: 255}}</ref>
{{أبيات|
يا ليلة لم أنمها بت مرتفقا\\أرعى النجوم إلى أن نور الفلق}}
وقيل: الفلق: الجبال والصخور تنفلق بالمياه، أي تتشقق. وقيل: هو التفليق بين الجبال والصخور، لأنها تتشقق من خوف الله عز وجل. قال [[زهير بن أبي سلمى]]:
{{أبيات|
ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت\\أيدي الركاب بهم من راكس فلقًا}}
قال [[الضحاك بن مزاحم]]: «الفلق الخلق كله»، قال:
{{أبيات|
وسوس يدعو مخلصًا رب الفلق\\سرًا وقد أون تأوين العقق}}

=== الآية الثانية ===
* أي قل: أستعيذ برب المخلوقات، ومبدع الكائنات، من كل أذى وشر من مخلوق من مخلوقاته طرّا. ثم خصص من بعض ما خلق أصنافًا يكثر وقوع الأذى منهم فطلب إليه التعوذ من شرهم ودفع أذاهم، قال [[فخر الدين الرازي]]:<ref>{{استشهاد مختصر|الرازي|2004|ج=32|ص=177}}</ref>
{{اقتباس خاص|في تفسير هذه الآية وجوه:
* أحدها: قال عطاء عن ابن عباس: يريد إبليس خاصة؛ لأن الله تعالى لم يخلق خلقًا هو شر منه؛ ولأن السورة إنما نزلت في الاستعاذة من السحر، وذلك إنما يتم بإبليس وبأعوانه وجنوده.
* وثانيها: يريد جهنم كأنه يقول: قل أعوذ برب جهنم ومن شدائد ما خلق فيها.
* وثالثها: (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) يريد من شر أصناف الحيوانات المؤذيات كالسباع والهوام وغيرهما، ويجوز أن يدخل فيه من يؤذيني من الجن والإنس أيضا، ووصف أفعالها بأنها شر، وإنما جاز إدخال الجن والإنسان تحت لفظة "ما"؛ لأن الغلبة لمّا حصلت في جانب غير العقلاء حسُن استعمال لفظة "ما" فيه؛ لأن العبرة بالأغلب أيضًا، ويدخل فيه شرور الأطعمة الممرضة وشرور الماء والنار، فإن قيل: الآلام الحاصلة عقيب الماء والنار، ولدغ الحية والعقرب حاصلة بخلق الله تعالى ابتداءً على قول أكثر المتكلمين، أو متولدة من قوىً خلقها الله تعالى في هذه الأجرام على ما هو قول جمهور الحكماء وبعض المتكلمين، وعلى التقديرين فيصير حاصل الآية أنه تعالى أمر الرسول عليه السلام بأن يستعيذ بالله من الله، فما معناه؟ قلنا: وأي بأسٍ بذلك، ولقد صرح عليه السلام بذلك، فقال: وأعوذ بك منك.
* ورابعها: أراد به ما خلق من الأمراض والأسقام والقحط وأنواع المحن والآفات.}}

=== الآية الثالثة ===
الغسق هو الليل، وقيل: أول ظلمة الليل، وقيل هو القمر، ووقب أي دخل في الِاسْوِدَادِ وانمحى نوره. لِمَا رُوي عن [[عائشة بنت أبي بكر]]: {{حديث|أَنَّهُ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهَا وَأَشَارَ إِلَى [[القمر|الْقَمَرِ]]، وَقَالَ: اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا فَإِنَّهُ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ}}.<ref>{{استشهاد مختصر|المباركفوري|ج=9|ص=213}}</ref>
ومعنى إذا وقب القمر أي إذا دخل في ساهوره، وهو كالغلاف له، وذلك إذا خُسِفَ به. وكل شيءٍ أسود فهو غسق.<ref>{{استشهاد مختصر|القرطبي|1935|ج=20|ص=257}}</ref> {{اقتباس|الْغَاسِقُ الْقَمَرُ سُمِّيَ بِهِ؛ لِأَنَّهُ يُكْسَفُ فَيُغْسَقُ، أَيْ يَذْهَبُ ضَوْءُهُ وَيَسْوَدُّ، وَوُقُوبُهُ دُخُولُهُ فِي ذَلِكَ الِاسْوِدَادِ.. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: تَعَوَّذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ إِذَا وَقَبَ أَيْ إِذَا دَخَلَ فِي [[خسوف|الْكُسُوفِ]]، وَعِنْدِي فِيهِ وَجْهٌ آخَرُ: وَهُوَ أَنَّهُ صَحَّ أَنَّ الْقَمَرَ فِي جِرْمِهِ غَيْرُ مُسْتَنِيرٍ بَلْ هُوَ مُظْلِمٌ، فَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ كَوْنِهِ غَاسِقًا، وَأَمَّا وُقُوبُهُ فَهُوَ انْمِحَاءُ نُورِهِ فِي آخِرِ الشَّهْرِ، وَالْمُنَجِّمُونَ يَقُولُونَ: إِنَّهُ فِي آخِرِ الشَّهْرِ يَكُونُ مَنْحُوسًا قَلِيلَ الْقُوَّةِ لِأَنَّهُ لَا يَزَالُ يَنْتَقِصُ نُورُهُ فَبِسَبَبِ ذَلِكَ تَزْدَادُ نُحُوسَتُهُ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ السَّحَرَةَ إِنَّمَا يَشْتَغِلُونَ بِالسِّحْرِ الْمُوَرِّثِ لِلتَّمْرِيضِ فِي هَذَا الْوَقْتِ، وَهَذَا مُنَاسِبٌ لِسَبَبِ نُزُولِ السُّورَةِ فَإِنَّهَا إِنَّمَا نَزَلَتْ لِأَجْلِ أَنَّهُمْ سَحَرُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَجْلِ التَّمْرِيضِ.}}

=== الآية الرابعة ===
[[ملف:Closing page from the Mamluk Qur'an (DK Masahif Rasid 81).jpg|تصغير|الصفحة الختامية من مخطوطة القرآن تعود [[الدولة المملوكية|للعصر المملوكي]] لأحمد بن كمال بن يحيى الأنصاري.]]
النفث: نفخ مع تحريك [[لسان|اللسان]] بدون إخراج ريق فهو أقل من التفل يفعله [[سحر (خارق للطبيعة)|السحرة]]. فالنفاثات في العقد هن «النساء الساحرات»، وإنما جيء بصفة المؤنث لأن الغالب عند العرب أن يتعاطى السحرَ النساء لأن نساءهم لا شغل لهن بعد تهيئة لوازم الطعام والماء والنظافة، فلذلك يكثر انكبابهن على مثل هذه الأعمال من السحر والتكهن ونحو ذلك. وقيل جيء بصفة المؤنث نسبة إلى «النُّفُوسُ»، وقيل «الجماعات».<ref>{{استشهاد مختصر|الرازي|2004|ج=32|ص=179: 180}}</ref>
<ref name=":10">{{استشهاد مختصر|ابن عاشور|1984|ج=30|ص=628}}</ref>

والعُقد: جمع عقدة وهي ربط في خيط أو وتر يزعم السحرة أن سحر المسحور يستمر ما دامت تلك العقد معقودة، ولذلك يخافون من حلها فيدفنونها أو يخبئونها في محل لا يُهتدى إليه. وقد جاء في [[الحديث النبوي|الحديث]] عَنْ [[أبو هريرة|أَبِي هُرَيْرَةَ]] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{ص}}: {{حديث|مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ}}.<ref>{{استشهاد مختصر|النسائي|1994|ج=7|ص=121}}</ref> بينما قال [[معمر بن المثنى|أَبُو عُبَيْدَةَ]]: {{اقتباس مضمن|"النَّفَّاثَاتِ" هُنَّ بَنَاتُ [[لبيد بن الأعصم|لَبِيدِ بْنِ أَعْصَمَ الْيَهُودِيِّ]] سَحَرْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}}، ومجيء النفاثات مُعرَّفةً باللام إشارةٌ إلى أنهن كن مَعلوماتٍ بين العرب. وعطف شر النفاثات في العقد على شر الليل لأن الليل وقت يتحين فيه السحرة إجراء السحر لئلا يطّلع عليهم أحد. قال [[محمد الطاهر بن عاشور]]:<ref name=":10" />

{{اقتباس|وإنما جعلت الاستعاذة من النفاثات لا من النفث، فلم يقل: إذا نفثن في العقد، للإشارة إلى أن نفثهن في العقد ليس بشيءٍ يجلب ضرًّا بذاته وإنما يجلب الضر النافثات وهن متعاطيات السحر، لأن الساحر يحرص على أن لا يترك شيئًا مما يحقق له ما يعمله لأجله إلا احتال على إيصاله إليه، فربما وضع له في طعامه أو شرابه عناصر مفسدة للعقل أو مهلكة بقصد أو بغير قصد، أو قاذورات يفسد اختلاطها بالجسد بعض عناصر انتظام الجسم يختل بها نشاط أعصابه أو إرادته، وربما أغرى به من يغتاله أو من يتجسس على أحواله ليُري لمن يسألونه السحرَ أن سحره لا يَتخلف ولا يُخطىء.}}

=== الآية الخامسة ===
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، قال [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] [[عطاء بن أبي رباح|وعطاء]]: «من نفس ابن آدم وعينه». [[حسد|الحسد]] هو تمني زوال نعمة المحسود؛ وإن لم يَصِرْ للحاسد مثلُها. والمنافسة هي تمني مثلُها وإن لم تَزِلْ. فالحسد شر مذموم. والمنافسة مباحة وهي [[غبطة|الغبطة]].<ref name=":12">
{{استشهاد مختصر|القرطبي|1935|ج=20|ص=259}}</ref> وقد روي أن النبي قال: إنَّ الْمُؤْمِنَ يَغْبِطُ وَالْمُنَافِقَ يَحْسُدُ.<ref>{{استشهاد مختصر|الزبيدي|1987|ص=1842}}</ref> وقال العلماء: الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعلٍ أو قولٍ، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، فيتبع مساوئه، ويطلب عثراته. وعُطف شر الحاسد على شر الساحر المعطوف على شر الليل حيث يدعو الحاسد إلى أذى المحسود أن يتطلب حصول أذاه لتوهم أن السحر يزيل النعمة التي حسده عليها ولأن ثوران وجدان الجسد يكثر في وقت الليل، لأن الليل وقت الخلوة وخطور الخواطر النفسية والتفكر في الأحوال الحافة بالحاسد وبالمحسود.<ref name=":10" />

واستدل العلماء بالآية على أن العين حق، واستحباب التعوذ من الحسد والعين.<ref name=":12" /> وروى [[أحمد بن حنبل|أحمد]] [[مسلم بن الحجاج|ومسلم]] أن النبي قال: «العين حق، ولو كان شيء سابقٌ القدرَ لسبقته العين».<ref>{{استشهاد مختصر|إسلام ويب|16755}}</ref> وقال [[الحسين بن الفضل]]: إنَّ الله جمع الشرور في هذه الآية وختمها بالحسد ليُعلم أنه أخسُّ الطبائع.<ref name=":13">{{استشهاد مختصر|الدرر السنية|2032}}</ref>

قال [[القرطبي]] في تفسير هذه الآية: «والحسد مذموم، وصاحبه مغموم، وهو يأكل [[الخير والشر|الحسنات]] كما تأكل النار الحطب. ويقال: الحسد أول ذنب عُصيَ الله به في السماء، وأول ذنب عصي به في الأرض، فأما في السماء فحسد [[إبليس]] [[آدم|لآدم]]، وأما في الأرض فحسد [[قابيل وهابيل|قابيل لهابيل]]».<ref name=":12" /> وقال [[أبو إسحاق الزجاج|الزجّاج]]: {{اقتباس مضمن|قيل: لا ينبغي أن يتمنى الرجل مال غيره ومنزل غيره، فإِن ذلك هو الحسد}}، وقال [[محمد بن صالح العثيمين|ابن عثيمين]]: {{اقتباس مضمن|والآية تدلُّ على تحريم الحسد؛ لأنَّ مشابهة الكفار بأخلاقهم محرمة. والحاسد لا يزداد بحسده إلا نارًا تتلظى في جوفه؛ وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة؛ فهو مع كونه كارهًا لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه؛ لأنَّه يكره أن يًنعم الله على هذا المحسود، ثم إنَّ الحاسد أو الحسود مهما أعطاه الله من نعمةٍ لا يرى لله فضلًا فيها؛ لأنَّه لابدَّ أن يرى في غيره نعمة أكثر مما أنعم الله به عليه، فيحتقرَ النعمة}}.<ref name=":13" />

== إعراب السورة ==
{| class="wikitable " width="100%" style="text-align:center" border="1" style="background-color:white"
|- bgcolor="#cccccc"
|-
! bgcolor="#cccccc" colspan=6 align="center"|إعراب سورة الفلق<ref name="إعراب">{{استشهاد مختصر|سلامة|2006|ص=225، 226}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|درويش|1992|ج=10|ص=623}}</ref>
[[Список об'єктів Світової спадщини ЮНЕСКО в Алжирі|<span style="font-family:chiller;color:blue;size:3;"></span>]]
|-
| bgcolor="#cccccc" colspan=6 align="center"| {{قرآن|الفلق|1}} [[Список об'єктів Світової спадщини ЮНЕСКО в Алжирі|<span style="font-family:chiller;color:blue;size:3;"></span>]]
|-
| قُلْ
| [[فعل أمر]] مبني على السّكون، والفاعل [[ضمير مستتر]] تقديره أنت، والجملة ابتدائية لا محل لها.<ref name="إعراب2">{{استشهاد مختصر|الدعاس|2004|ج=3|ص=476}}</ref>
|-
| أَعُوذُ
| [[فعل مضارع]] مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل [[ضمير مستتر|ضميرٌ مُستتر]] تقديرهُ أنا.
|-
| بِرَبِّ
| الباء: [[حرف جر]] مبني على الكسر. رَبِّ: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة، وهو مُضاف.
|-
| الْفَلَقِ
| [[إضافة (العربية)|مُضافٌ إليه]] مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
|-
| bgcolor="#cccccc" colspan=6 align="center"| {{قرآن|الفلق|2}} [[Список об'єктів Світової спадщини ЮНЕСКО в Алжирі|<span style="font-family:chiller;color:blue;size:3;"></span>]]
|-
| [[من (حرف)|مِنْ]]
| [[حرف جر|حرفُ جرٍّ]] مبني على السّكون.
|-
| شَرِّ
| اسمٌ مجرور وعلامة جرّه الكسرة، وهو مُضاف.
|-
| مَا
| اسمٌ موصولٌ مبني على السّكون في محلِّ جرٍّ مُضافٍ إليه.
|-
| خَلَقَ
| فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل: ضميرٌ مُستتر تقديره هو. والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.<ref name="إعراب2"/>
|-
| bgcolor="#cccccc" colspan=6 align="center"| {{قرآن|الفلق|3}} [[Список об'єктів Світової спадщини ЮНЕСКО в Алжирі|<span style="font-family:chiller;color:blue;size:3;"></span>]]
|-
| و[[من (حرف)|مِنْ]]
| الواو: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح، مِنْ: [[حرف جر|حرفُ جرٍّ]] مبني على السّكون.
|-
| شَرِّ
| اسمٌ مجرور وعلامة جرّه الكسرة، وهو مُضاف.
|-
| غَاسِقٍ
| مُضافٌ إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
|-
| إِذَا
| [[ظرف (نحو)|ظرفُ زمانٍ]] لما يستقبل مبني على السّكون.
|-
| وَقَبَ
| فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل: ضميرٌ مُستتر تقديره هو. والجملة في محل جر بالإضافة.<ref name="إعراب2"/>
|-
| bgcolor="#cccccc" colspan=6 align="center"| {{قرآن|الفلق|4}} [[Список об'єктів Світової спадщини ЮНЕСКО в Алжирі|<span style="font-family:chiller;color:blue;size:3;"></span>]]
|-
| و[[من (حرف)|مِنْ]]
| الواو: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح، مِنْ: [[حرف جر|حرفُ جرٍّ]] مبني على السّكون.
|-
| شَرِّ
| اسمٌ مجرور وعلامة جرّه الكسرة، وهو مُضاف.
|-
| النَّفَّاثَاتِ
| مُضافٌ إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
|-
| فِي
| [[حرف جر|حرفُ جرٍّ]] مبني على السّكون.
|-
| الْعُقَدِ
| اسمٌ مجرور وعلامة جرّه الكسرة، وهو مُضاف.
|-
| bgcolor="#cccccc" colspan=6 align="center"| {{قرآن|الفلق|5}} [[Список об'єктів Світової спадщини ЮНЕСКО в Алжирі|<span style="font-family:chiller;color:blue;size:3;"></span>]]
|-
| و[[من (حرف)|مِنْ]]
| الواو: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح، مِنْ: [[حرف جر|حرفُ جرٍّ]] مبني على السّكون.
|-
| شَرِّ
| اسمٌ مجرور وعلامة جرّه الكسرة، وهو مُضاف.
|-
| حَاسِدٍ
| مُضافٌ إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
|-
| إِذَا
| [[ظرف (نحو)|ظرفُ زمانٍ]] لما يستقبل مبني على السّكون.
|-
| حَسَدَ
| فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل: ضميرٌ مُستتر تقديره هو. والجملة في محل جر بالإضافة،<ref name="إعراب2"/> وجملة مقول القول (أعوذ برب الفلق … ومن شر حاسد إذا حسد) في محل نصب مفعول به لفعل الأمر (قُلْ).
|}

== انظر أيضًا ==
* [[سورة الناس]]
* [[المعوذتان]]

== المراجع ==
{{مراجع}}

=== معلومات المراجع المُفصَّلة ===
;الكتب <small>مرتبة حسب تاريخ النشر</small>
{{بداية المراجع|2}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115641715|مرجع=الشربيني1868}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115683910|مرجع=القرطبي1935}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q116452785|مرجع=ابن عاشور1973}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115732199|مرجع=السيوطي1978}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115641917|مرجع=القاضي1981}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115641984|مرجع=ابن عاشور1984}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115640897|مرجع=درويش1992}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115754123|مرجع=الواحدي1992}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115651867|مرجع=الداني1994}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115701544|مرجع=ابن كثير1998}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115728353|مرجع=السيوطي1999}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q116459741|مرجع=الرازي2004}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q97221368|مرجع=الطبري2001}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115484580|مرجع=أحمد2001}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115640158|مرجع=الدعاس2004}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115683765|مرجع=سلامة2006}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q116459801|مرجع=النسائي1994}}
* {{استشهاد ويب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/32514/1843
| عنوان = تخريج أحاديث إحياء علوم الدين، قد قال صلى الله عليه وسلم المؤمن يغبط والمنافق يحسد، المكتبة الشاملة الحديثة
| سنة = 1408 هـ - 1987 م
| موقع = المكتبة الشاملة
| ناشر = دار العاصمة للنشر - الرياض
| صفحة = 1842
| تاريخ الوصول = 2022-07-15
| الأخير = الزبيدي
| الأول = مرتضى
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220715200843/https://al-maktaba.org/book/32514/1843
| تاريخ أرشيف = 15 يوليو 2022
|مرجع= CITEREFالزبيدي1987
}}
* {{استشهاد بكتاب
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=56&ID=6499
| عنوان = تحفة الأحوذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة المعوذتين، الجزء رقم9
| ناشر = دار الكتب العلمية
| صفحة = 213
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2022-07-15
| الأخير = المباركفوري
| الأول = محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201112003447/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents
| تاريخ أرشيف = 12 نوفمبر 2020
|مرجع= CITEREFالمباركفوري
}}
* {{استشهاد بكتاب
| مسار = http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/2538_تفسير-الثعلبي-الثعلبي-ج-١٠/الصفحة_333#top
| عنوان = الكشف والبيان (تفسير الثعلبي)، جـ 10
| تاريخ الوصول = 2021-06-20
| الأول = أبو إسحاق أحمد بن محمد
| صفحة = 337
| الأخير = الثعلبي
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210627222227/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/2538_تفسير-الثعلبي-الثعلبي-ج-١٠/الصفحة_333 | تاريخ أرشيف = 27 يونيو 2021
|مرجع= CITEREFالثعلبي
}}
* {{استشهاد بكتاب
|عنوان=لباب النقول في أسباب النزول
|ناشر=دار الكتاب العربي
|مؤلف1=جلال الدين السيوطي
|محرر1=عبد الرزاق المهدي
|مكان=بيروت - لبنان
|سنة=1426 هـ - 2006
|ISBN=9953271348
|صفحة=269، 270
|مسار= https://books.islamway.net/1/792/549_lubab_alnukul_alsiwty.pdf
|مؤلف-وصلة=جلال الدين السيوطي
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210213112256/https://books.islamway.net/1/792/549_lubab_alnukul_alsiwty.pdf
|تاريخ أرشيف=2021-02-13
|مرجع= CITEREFالسيوطي2006
}}
* {{استشهاد بكتاب
|عنوان=بدائع التفسير، الجامع لما فسره الإمام ابن قيم الجوزية
|ناشر=دار ابن الجوزي
|مؤلف1=يسري السيد محمد
|مؤلف2=صالح أحمد الشامي
|مكان=الرياض
|مسار=https://books.google.com.eg/books?id=lQxKCwAAQBAJ&lpg=PT413&ots=S210t8rGyw&dq=البغوي%20كانت%20مغروزة%20بالإبر،%20فأنزل%20الله%20عز%20وجل%20هاتين%20السورتين&hl=ar&pg=PP1#v=onepage&q&f=false|سنة=1427 هـ
|طبعة=الأولى
|المجلد=3
|صفحة=414
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210213113752/https://books.google.com.eg/books?id=lQxKCwAAQBAJ&lpg=PT413&ots=S210t8rGyw&dq=البغوي+كانت+مغروزة+بالإبر،+فأنزل+الله+عز+وجل+هاتين+السورتين&hl=ar&pg=PP1#v=onepage&q&f=false | تاريخ أرشيف = 13 فبراير 2021
|مرجع= CITEREFابن القيم
}}
* {{استشهاد بكتاب
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=57&ID=6470
| عنوان = شرح السيوطي لسنن النسائي، كتاب الاستعاذة، الجزء رقم8
| سنة = 1406هـ / 1986م
| ناشر = دار البشائر الإسلامية
| صفحة = 250
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-02-13
| الأخير = السيوطي
| الأول = جلال الدين
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210213212843/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=57&ID=6470 | تاريخ أرشيف = 13 فبراير 2021
|مرجع= CITEREFالسيوطي1986
}}
* {{استشهاد بكتاب
| عنوان = البرهان في تفسير القرآن
| مؤلف-وصلة = هاشم البحراني
| المجلد = الجُزء الخامس
| صفحة = 819
| مسار = http://ar.lib.eshia.ir/71664/5/5
| ناشر = مؤسسة البعثة
| مؤلف1 = البحراني، السيد هاشم
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210820112711/http://ar.lib.eshia.ir/71664/5/5
| تاريخ أرشيف = 20 أغسطس 2021
|مرجع= CITEREFالبحراني
}}
* {{استشهاد بكتاب
|عنوان=تفسير سورة الناس
|ناشر=مؤسسة الرسالة
|مؤلف1=ابن عبد الوهاب
|محرر1=فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي
|مكان=الرياض
|الأول=محمد
|سنة=1414 هـ - 1994م
|طبعة=الثانية
|صفحة=51
|مؤلف-وصلة=محمد بن عبد الوهاب
|مسار= https://d1.islamhouse.com/data/pdf-viewer/web/viewer.html?file=https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single5/ar_Interpretation_of_Surat_Annas.pdf
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210213150335/https://d1.islamhouse.com/data/pdf-viewer/web/viewer.html?file=https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single5/ar_Interpretation_of_Surat_Annas.pdf
|تاريخ أرشيف=2021-02-13
|مرجع= CITEREFابن عبد الوهاب1994
}}
* {{استشهاد بكتاب
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=308&ID=15672
| عنوان = حاشية مسند الإمام أحمد بن حنبل، مسانيد المقلين، عقبة بن عام، الجزء رقم10
| تاريخ =
| سنة = 1428هـ / 2008م
| ناشر = وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر
| صفحة = 180
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-02-13
| الأخير = السندي
| الأول = نور الدين محمد بن عبد الهادي
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210213153535/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=308&ID=15672
|تاريخ أرشيف=2021-02-13
|مرجع= CITEREFابن حنبل2008
}}
* {{استشهاد بكتاب
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&ID=2289&bk_no=53&bookhad=
| عنوان = شرح النووي على مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة المعوذتين، الجزء رقم6
| تاريخ =
| سنة = 1416هـ / 1996م
| ناشر = دار الخير
| صفحة = 420
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-02-13
| الأخير = النووي
| الأول = محيي الدين
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210213152746/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&ID=2289&bk_no=53&bookhad=
|تاريخ أرشيف=2021-02-13
|مرجع= CITEREFالنووي1996
}}
* {{استشهاد بكتاب
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=77&ID=3641
| عنوان = شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، كتاب الجامع، باب العين والمرض، التعوذ والرقية من المرض، الجزء رقم4
| تاريخ =
| سنة = 1424هـ / 2003م
| ناشر = مكتبة الثقافة الدينية
| صفحة = 517
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-02-13
| الأخير = الزرقاني
| الأول = محمد بن عبد الباقي
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210213155025/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=77&ID=3641
|تاريخ أرشيف=2021-02-13
|مرجع= CITEREFالزرقاني2003
}}
{{نهاية المراجع}}

; الفتاوى <small>مرتبة حسب رقم الفتوى</small>
<u>إسلام ويب (مركز الفتاوي):</u>
{{بداية المراجع}}
* {{استشهاد ويب
| مسار = https://www.islamweb.net/ar/fatwa/326251/مشروعية-وعدد-قراءة-المعوذات-دبر-الصلوات-والصباح-والمساء
| عنوان = 326251 - مشروعية وعدد قراءة المعوذات دبر الصلوات والصباح والمساء
| تاريخ = 4 أبريل 2016
| تاريخ الوصول = 13 فبراير 2021
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190227002937/http://www.islamweb.net:80/ar/fatwa/326251/مشروعية-وعدد-قراءة-المعوذات-دبر-الصلوات-والصباح-والمساء
| تاريخ أرشيف = 27 فبراير 2019
|مرجع= CITEREFإسلام ويب326251
}}
* {{استشهاد ويب
| مسار = https://www.islamweb.net/ar/fatwa/16755/الأدلة-من-القرآن-والسنة-على-تأثير-العين
| عنوان = 16755 - الأدلة من القرآن والسنة على تأثير العين
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2022-07-15
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201029100444/https://www.islamweb.net/ar/fatwa/16755/الأدلة-من-القرآن-والسنة-على-تأثير-العين | تاريخ أرشيف = 29 أكتوبر 2020
|مرجع= CITEREFإسلام ويب16755
}}
* {{استشهاد ويب
| مسار = https://www.islamweb.net/ar/fatwa/291535/معنى-قل-هو-الله-أحد-والمعوذتين-حين-تمسي-تكفيك-من-كل-شيء،-وهل-تجزئ-عن-غيرها
| عنوان = 291535 - معنى قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي تكفيك من كل شيء وهل تجزئ عن غيرها
| تاريخ الوصول = 2021-02-13
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200811042352/https://www.islamweb.net/ar/fatwa/291535/معنى-قل-هو-الله-أحد-والمعوذتين-حين-تمسي-تكفيك-من-كل-شيء،-وهل-تجزئ-عن-غيرها
|تاريخ أرشيف=2020-08-11
|مرجع= CITEREFإسلام ويب291535
}}
{{نهاية المراجع}}

<u>الإسلام سؤال وجواب:</u>
{{بداية المراجع}}
* {{استشهاد ويب
| مسار = https://islamqa.info/ar/answers/115073/استحباب-قراة-المعوذات-بعد-كل-صلاة-مرة-وفي-الصباح-والمساء-ثلاث-مرات
| عنوان = 115073 - استحباب قراة المعوذات بعد كل صلاة مرة، وفي الصباح والمساء ثلاث مرات
| تاريخ = 17 مارس 2008
| تاريخ الوصول = 13 فبراير 2021
| لغة = ar
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210213154258/https://islamqa.info/ar/answers/115073/استحباب-قراة-المعوذات-بعد-كل-صلاة-مرة-وفي-الصباح-والمساء-ثلاث-مرات
| تاريخ أرشيف = 13 فبراير 2021
|مرجع= CITEREFالإسلام سؤال وجواب115073
}}
* {{استشهاد ويب
| مسار = https://islamqa.info/ar/answers/174571/هل-النفث-يكون-قبل-القراءة-او-بعدها
| عنوان = 174571 - هل النفث يكون قبل القراءة أو بعدها ؟
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-02-13
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210213160428/https://islamqa.info/ar/answers/174571/هل-النفث-يكون-قبل-القراءة-او-بعدها
| تاريخ أرشيف = 13 فبراير 2021
|مرجع= CITEREFالإسلام سؤال وجواب174571
}}
{{نهاية المراجع}}

<u>الدرر السنية:</u>
{{بداية المراجع}}
* {{استشهاد ويب
| مسار = https://dorar.net/akhlaq/2032
| عنوان = موسوعة الأخلاق، الأخلاق المذمومة، أولًا: ذم الحسد والنهي عنه في القرآن الكريم
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2022-07-15
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171124075022/http://www.dorar.net/akhlaq/2032
| تاريخ أرشيف = 24 نوفمبر 2017
|مرجع= CITEREFالدرر السنية2032
}}
{{نهاية المراجع}}

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* {{يوتيوب|dVJ4LJ1UH-Q|سورة الفلق بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد.}}
* {{يوتيوب|RpyonrFOHrg|سورة الفلق بصوت القارئ ماهر المعيقلي.}}
* [http://www.altafsir.com/Quran.asp?SoraNo=113&Ayah=1&NewPage=1&LanguageID=1 سورة الفلق: تَجويدًا وتَفسيرًا]، موقع التفسير.
{{فهرس سور القرآن}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الإسلام|القرآن}}
{{شريط محتوى متميز|1=جيدة|التاريخ=9 أكتوبر 2022|النسخة=|تاريخ مراجعة الزملاء=6 أغسطس 2022}}

[[تصنيف:سور مكية|فلق]]
[[تصنيف:سور|فلق]]