عرض مصدر حصار عكا (1104)

{{وضح|3=حصار عكا (توضيح)}}
{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع = حصار عكا 
| حالة =
| نتيجة = انتصار الصليبيين
| جزء_من = [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]]
| صورة = Assaut.courtine.avec.beffroi.png
| تعليق = برج الحصار خلال الهجوم؛ رسم فرنسي من القرن التاسع عشر
| البلد =
| مكان = [[عكا]]، [[الدولة الفاطمية|الخلافة الفاطمية]]
| إحداثيات =
| التغييرات_الحدودية =
|خصم1  =[[ملف:Armoiries de Jérusalem.svg|18px]] [[مملكة بيت المقدس]]<br />[[ملف:Armoiries Gênes.svg|حدود|18px]] [[جمهورية جنوة]]
|خصم2  =[[ملف:Rectangular green flag.svg|حدود|18px]] [[الدولة الفاطمية|الفاطميون]]
|قائد1  = [[بالدوين الأول]]
|قائد2  = زهر الدولة الجيوشى
|قوة1   = مجهول
|قوة2   = مجهول
|خسائر1 = مجهول
|خسائر2 = حوالي 4000 قتيل بحسب المصادر المسيحية خلال نهب المدينة فقط
| ملاحظات =
| نوع_الخريطة =
| تعليق_الخريطة =
| حجم_العلامة =
| حجم_الخريطة =
| تاريخ = 6 مايو 1104 – 25 مايو 1104
| خريطة_تضاريس =
| خط_عرض =
| خط_طول =
| عنوان_الخريطة =
| صندوق_حملة = {{معارك الحروب الصليبية}}
}}
{{حروب فاطمية - صليبية}}
وقع '''حصار عكا''' في مايو 1104. وكان له أهمية بالغة في توطيد [[مملكة بيت المقدس]]، التي تأسست قبل سنوات قليلة فقط. فقد أجبر الملك [[بالدوين الأول]] (حكم من 1100 إلى 1118) وبمساعدة أسطول [[جمهورية جنوة|جنوة]]، المدينة الساحلية البارزة على الاستسلام بعد حصار استمر عشرين يوماً فقط. وعلى الرغم من تأكيد الملك لجميع المدافعين والسكان الراغبين في مغادرة [[عكا]] أنهم سيكونون أحراراً عند رحيلهم، مع أخذ ممتلكاتهم معهم، فقد تعرض العديد منهم للذبح على يد الجنويين أثناء مغادرتهم المدينة. علاوة على ذلك، نهب المهاجمون المدينة نفسها.

== خلفية تاريخية ==
اضطر [[حملات صليبية|الصليبيون]] بعد [[حصار القدس (1099)|حصار القدس]] الناجح، نتيجة الاحتياجات الاستراتيجية والاقتصادية، إلى تركيز اهتمامهم الرئيسي على غزو وتأمين المدن الساحلية في [[بلاد الشام]] والمناطق النائية. كان جزء صغير فقط يقع تحت سيطرتهم الفعلية في هذا الوقت والذي أصبح فيما بعد أراضي مملكة بيت المقدس كان تحت سيطرتهم الفعلية. ولم يكن [[القدس|للقدس]]، عاصمة المملكة، منفذ على البحر إلا من خلال ممر ضيق يمر عبر [[الرملة]] و[[اللد]] إلى [[يافا]]. ومع ذلك، كان مثل معظم المناطق الأخرى من البلاد، لا يمكن المرور عبره إلا تحت حماية عسكرية كافية.{{ملاحظة مفهرسة|كان {{وإو|سي-ولف|Sæwulf}}، وهو حاج سافر عبر مملكة بيت المقدس في أوائل القرن الثاني عشر، وألف عملاً بعنوان «تقرير رحلة الحج إلى القدس»، مرعوباً من مدى خطورة الرحلة من ساحل البحر المتوسط حتى القدس.}}

كان المغيروون من المدن التي لا تزال تحت سيطرة [[الدولة الفاطمية|الفاطميين]] في [[مصر]] واللاجئون المسلمون المتحصنون في الجبال والبدو القادمون من الصحراء يتجولون في كل مكان، ومثلوا تهديداً مستمراً لطرق التجارة والإمداد؛ كما هددت السفن المتمركزة في المدن الساحلية الإسلامية بدورها الطرق البحرية، وقطعت أو عطلت إمدادات الرجال والعتاد من الغرب الضروري لدوام المملكة سياسياً وعسكرياً.

أورثت الوفاة المبكرة ل[[جودفري|جودفري دي بولون]] (حكم من 1099 إلى 1100)، أول حاكم لمملكة بيت المقدس، هذه الصعوبات لخليفته الملك بالدوين الأول ليحلها. لم يكن لدى الحاكم الجديد قوات بحرية وكانت قواته البرية محدودة للغاية.{{ملاحظة مفهرسة|من المقدر أن بالدوين الأول ربما لم يكن لديه أكثر من 200 فارس و1000 من المشاة تحت إمرته عندما وصل إلى السلطة، بما أن معظم الصليبيين قد عادوا إلى ديارهم بعد غزو القدس.{{sfn|Rogers|1997|p=66}}}} ومن ثم، اتبع سياسة غزو نشطة لتأمين مملكته منذ البداية، وانتزع [[أرسوف]] و[[قيسارية]] من المسلمين في وقت مبكر من 1101. كان لا بد من صد الهجمات الفاطمية المضادة التي انطلقت من مصر، مما قاد إلى معركتي الرملة في [[معركة الرملة (1101)|سبتمبر 1101]] و[[معركة الرملة (1102)|مايو 1102]]. لم يتمكن الملك بلدوين الأول من استئناف هجومه للاستيلاء على المدن الساحلية، إلا بعد هزيمة الفاطميون هزيمة ساحقة في نهاية مايو 1102، خلال [[معركة يافا (1102)|معركة يافا]]، بجانب فشل حملتهم الأخيرة في العام التالي بقيادة تاج العجم وابن قادوس.{{sfn|Runciman|1952|p=87}}

== الحصار الأول في 1103 ==
كان هدف بالدوين التالي للغزو هو عكا. وبدأ حصار المدينة التي تقع على رأس على الحافة الشمالية ل[[خليج حيفا]] في ربيع 1103. وقد ساعده باقي أفراد الأطقم والركاب من أسطول الحجاج الذين ساهم ظهورهم بشكل حاسم في الانتصار في معركة يافا في العام السابق.

نصب المحاصرون، الذين قيل إن عددهم حوالي 5000 رجل، [[منجنيق|المجانيق]] و[[ضبر (آلة حرب)|أبراج الحصار]]، الأمر الذي دفع المدافعين في النهاية، بعد قتال طويل، إلى بدء المفاوضات حول شروط الاستسلام. ولكن قبل وقت قصير من استسلام عكا، دخل 12 [[قادس (سفينة)|قادوساً]] إسلامياً قادماً من [[صور (لبنان)|صور]] و[[صيدا]] وسفينة نقل كبيرة تحمل رجالاً ومعدات حربية إلى ميناء المدينة، حيث أشعلت هذه التعزيزات الرغبة في القتال. لم يتمكن المدافعون من ضرب العديد من معدات الحصار فحسب، بل ألحقوا أضراراً أيضاً ببرج الحصار الصليبي. هنا قرر الملك بالدوين رفع الحصار. دمر الصليبيون المنسحبون ما تبقى من معدات الحصار، وكذلك الكثير من بساتين عكا.

اختار الملك بالدوين هدف آخر نحو [[جبل الكرمل]] بعد الفشل في معركة عكا، لتطهيره من جماعات قطاع الطرق الذين ما زالوا يهددون أمن طرق المرور حول حيفا من هناك. ومع ذلك، فقد أصيب خلال إحدى المناوشات، وبعد ذلك كان لا بد من إنهاء هذا المسعى مبكراً.{{sfn|Runciman|1952|p=87}}

== الحصار الثاني في 1104 ==
وصل أسطول جنوي مكون من 70 سفينة إلى [[حيفا]] في مايو 1104. لقد سبق ل[[جمهورية جنوة|جنوة]] مؤازرة [[ريمون تولوز]] في احتلال [[جبيل]]. رأى بالدوين الفرصة سانحة أمامه، فدخل في مفاوضات مع الجنويين، انتهت بموافقتهم على دعمه إذا حصلوا، بعد الاستيلاء على عكا، على ثلث الغنائم والامتيازات التجارية والاستيطان في الحي التجاري بالمدينة.

بدأ هذا التحالف في حصار عكا في 6 مايو 1104. حاصر جيش بالدوين المدينة من البر، بينما غطى الأسطول الجنوي الجانب البحري. أبدت حامية عكا في البداية مقاومة شرسة. لكن نظراً لنقص المساعدات من مصر، عرض والي عكا الفاطمي، المملوك بنا، المعروف باسم زهر الدولة الجيوشي، الاستسلام للمحاصرين، بنفس شروط استسلام أرسوف.{{sfn|Runciman|1952|p=88}}

حيث اشتُرط السماح لجميع السكان الراغبين في مغادرة عكا إلى [[عسقلان]] مع ممتلكاتهم، ولكن يمكن للبقية البقاء كرعايا إفرنجيين وحتى يمكنهم الاحتفاظ بمساجدهم. قبل بلدوين الشروط، واستسلمت المدينة أخيراً إلى الصليبيين بعد عشرين يوماً من بدء الحصار.{{ملاحظة مفهرسة|ذكر [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]] أن الوالي زهر الدولة الجيوشي «رحل [بعد الاستسلام]». فذهب إلى دمشق أولاً حيث مكث لفترة، ثم عاد إلى مصر واعتذر للوزير الفاطمي [[الأفضل شاهنشاه]] عن تسليم عكا. فقبل اعتذاره.{{sfn|Gabrieli|1976|p=56}}}} «ولما رأى الجنويون كيف خرج [المسلمون] بكل متاعهم آخذين كنوزهم معهم، أعماهم الجشع والطمع، واقتحموا المدينة، وقتلوا أهلها، وسلبوا منهم الذهب والفضة والأقمشة الأرجوانية وغيرها من الأشياء الثمينة»،{{sfn|Milger|1988|p=162}} أفاد المؤرخ {{وإو|ألبرت دي إيكس|Albert of Aix}} أن «شعب الفرنجة»، أي رجال الجيش الملكي، «تملكهم سعار الجشع» وشاركوا في ممارسات النهب، التي يقال إنها كلفت حياة حوالي 4000 من السكان والمدافعين عن عكا، فغضب بلدوين من سوء سلوك الجنويين، وقرر معاقبتهم، لولا توفيق البطريرك {{وإو|إيفريمار|Evremar}} بين الطرفين، فاضطر بعد ذلك إلى منح ثلث المدينة لهم.{{sfn|Runciman|1952|p=88}}

== النتائج ==
أصبحت عكا المركز التجاري والميناء الرئيسي لمملكة بيت المقدس بعد فترة وجيزة من احتلالها، بحيث يمكن نقل البضائع من [[دمشق]] إلى أوروبا.{{sfn|Runciman|1952|p=88}} أصبح لدى المملكة حينها ميناء آمن في جميع الأحوال الجوية مع تحصين عكا بشكل كبير. على الرغم من أن ميناء يافا كان أقرب بكثير إلى القدس، فقد كان مجرد مرسى مفتوح وضحل للغاية بالنسبة للسفن الكبيرة. مع صعوبة نقل الركاب والبضائع إلى الشاطئ أو تفريغ حمولتهم عليه إلا بمساعدة قوارب العبارات الصغيرة، وهو ما يعتبر مهمة خطرة خاصة في البحار العاصفة.{{ملاحظة مفهرسة|شهد سي-ولف كيف حطمت العاصفة أكثر من 20 سفينة من الأسطول الذي حمله وغرق العديد من الحجاج.}}} أما ميناء حيفا فعلى الرغم من أنه كان أعمق ومحمياً من الرياح الجنوبية والغربية بجبل الكرمل، فقد كان معرضاً للرياح الشمالية بالخصوص.

== الملاحظات ==
{{ثبت ملاحظة}}

== المصادر ==
{{مراجع}}

== المراجع ==
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Gabrieli|الأول=Francesco|مؤلف-وصلة=Francesco Gabrieli|عنوان= The Crusades from an Arab Perspective. Selected and translated from the Arabic sources|ناشر= Dtv|مكان=Munich|سنة= 1976|isbn=3-423-04172-2}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Milger|الأول=Peter|عنوان=Die Kreuzzüge. Krieg im Namen Gottes|ناشر=C. Bertelsmann|مكان=Munich|سنة=1988|لغة=de|isbn=3-570-07356-4}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Runciman|الأول=Steven|عنوان=A History of the Crusades, Volume Two: The Kingdom of Jerusalem and the Frankish East, 1100-1187|سنة=1952|ناشر=Cambridge University Press|مسار= https://books.google.com/books?id=QL88AAAAIAAJ|isbn=9780521347716|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230523142538/https://books.google.com/books?id=QL88AAAAIAAJ|تاريخ أرشيف=2023-05-23}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Rogers|الأول=Randall|عنوان=Latin Siege Warfare in the Twelfth Century|ناشر=Clarendon Press|سنة=1997|isbn=0-19-820689-5}}

{{الحملات الصليبية}}
{{مواضيع الدولة الفاطمية}}
{{شريط بوابات|التاريخ|التاريخ الإسلامي|الحرب|الدولة الفاطمية|العصور الوسطى}}
{{ضبط استنادي}}

[[تصنيف:آسيا في 1104]]
[[تصنيف:الدولة الفاطمية في القرن 12]]
[[تصنيف:تاريخ عكا]]
[[تصنيف:حصارات الحملات الصليبية]]
[[تصنيف:حصارات الدولة الفاطمية]]
[[تصنيف:حصارات مملكة بيت المقدس]]
[[تصنيف:حملات صليبية في القرن 12]]
[[تصنيف:عسقلان]]
[[تصنيف:فلسطين تحت الدولة الفاطمية]]
[[تصنيف:معارك الخلافة الفاطمية]]
[[تصنيف:معارك مصر]]
[[تصنيف:مملكة بيت المقدس في عقد 1110]]
[[تصنيف:نزاعات في 1104]]