دلهي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من دهلي)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دلهي
تقسيم إداري

دلهي هي ثاني أكبر مدينة هندية بعد مومباي والثامنة عالميا من حيث الكثافة السكانية وهي العاصمة السياسية للدولة. تقع دلهي في شمال الهند على ضفاف نهر يمنا ويقطنها حوالي 13 مليون نسمة وهي مقر جامعة دلهي. تتمتع دلهي باستقلال ذاتي ولها برلمان منذ سنة 1991.

أصل التسمية

سماها الفرس ومن ثم العرب دهلي،[1] ولكنها الآن تعرف كما سماها الإنكليز، دلهي، ولا يعرف حاليًا وبصفة قاطعة أصل اسم دلهي وتوجد عدة احتمالات. أحد الاحتمالات يقول أن دلهي سميت على اسم الملك (موريان راجا ديلو)ولكن هذا الافتراض لا يحظى بموافقة الجميع. يفترض بعض المؤرخين أن اسم دلهي مشتق من الكلمة الفارسية دهليز والتي تعني حد، بينما يعتبر البعض أن الكلمة مشتقة من كلمة ديلي أو دهالي الهندوسية والتي تعني حد أيضا وتعتبر دلهي على حد الهند أو على عتبتها.

تاريخ

يوجد في دلهي مزيج من العصرين القديم والحديث، في كل تيارات الحياة. يعود تاريخ مدينة دلهي إلى أيام ماهابهاراتا، عندما كانت تعرف باسم (إندرابراستها) وظلت هذه المدينة عاصمة للبلاد منذ ذلك العهد. حكمت نيودلهي دائما، وتقع بالقرب من سلسة جبال أرافلي وعلى ضفاف نهر يامونا الكبير. تعتز مدينة دلهي بحصونها ومبانيها الرائعة من زمن المغول وما قبل المغول والأبنية الضخمة من عصر راج. فقد كانت مدينة دلهي دائما مقرا للسلطة، واليوم تبرز بسرعة كمركز اقتصادي مهم، لشركات الطاقة خاصة. ولم يضف الطابع العالمي الحديث للمدينة إلا جمالا ومجد جديدا. الحدائق الكبيرة والطرق الواسعة والمباني القديمة والسلطة السياسية هي كل ما تتحدث عن مدينة دهلي.

جغرافيا

تمتد مدينة دلهي على مساحة 1483 كيلو متر مربع تقريباً وسط شبه القارة الهندية بين نطاقات جبلي الهيمالايا وأرافالي وتقع تحديدا في شمال الهند بين خطي عرض 23:38 شمالا وخط طول 77:13 شرقا وتشترك في حدودها مع ولايتي هاريانا في الغرب وأوتار براديش من جهة الشرق. تنقسم مدينة دلهي جغرافيا إلى ثلاثة أجزاء وهي: 1- تلال دلهي 2-سهول فيضان نهر يامونا 3-ضفاف نهر يامونا وتتميز منطقة نهر يامونا بخصوبة التربة العالية جدا نظرا لغمرها بطمي النهر طوال العام وأهم ما يميز مدينة دلهي هو امتدادات سلسلة جبال أرافالي الممتدة عبر المدينة بمظهرها الخلاب.

مناخ

يستمر موسم الصيف من منتصف شهر مارس وحتى نهاية شهر حزيران-يونيو مع معدل أقصى درجات الحرارة وأدناها تتراوح بين 36 درجة مئوية و 25 درجة مئوية. يستمر موسم الرياح الموسمية بعد فصل الصيف الحار إلى نهاية شهر سبتمبر مع متوسط سقوط الأمطار حوالي 26 بوصة. يمتد فصل الشتاء من أواخر شهر نوفمبر وحتى منتصف شهر فبراير. وأبرد الشهر هو يناير، عندما كل من متوسط الحرارة القصوى ومتوسط الحرارة الأدنى تصل إلى أدنى مستوياتها بين 21 درجة مئوية و 7 درجة مئوية على التوالي.

الحكومة

مقر الحكومة في دلهي

على عكس المقاطعات الهندية الأخرى فإن دلهي تتمتع ببرلمان لها حاكم ومجلس وزراء ورئيس وزراء يتم تعيينه من قبل رئيس الهند. يتم تعيين باقي الوزراء من قبل الرئيس أيضا ولكن بعد استشارات مع رئيس وزراء دلهي. يتم تعيين أعضاء برلمان المدينة عن طريق انتخابات مباشرة في جميع تقسيمات دلهي ويبلغ عدد مقاعد البرلمان 70 مقعدا. تقوم كلا من الحكومة الهندية وحكومة دلهي بإدارة نيو دلهي التي هي مقر الحكومة الهندية وحكومة دلهي.

اقتصاد

تعتبر دلهي أكبر مركز تجاري في شمال الهند وتعد واحدة من أكثر المدن ملائمة للعيش في البلد بسبب كونها مدينة غنية. تملك مدينة دلهي واحدًا من أكبر وأسرع صناعات التجزئة نموًا في الهند. فالبناء والطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات المجتمع والصحة والعقارات جزء لا يتجزأ من اقتصاد دلهي. احتلت نيودلهى عام 2011 المركز 39 في النشاط الاقتصادي حسب تقرير الثروة العالمية، لكن إجمالاً احتلت العاصمة المركز 37. وانخفض معدل البطالة من 12.57% في 1999-2000 إلى 4.63% في 2003 م.[2]

التوزيع السكاني

دلهي هي مدينة متعددة الأعراق. فهي المركز السياسي للهند ومركز تجاري كبير مما يجعلها تجذب الهنود من جميع أرجاء البلد. كما يوجد في دلهي عدد من المغتربين الأجانب فدلهي هي مركز 160 سفارة.

حسب تعداد 2001 فإن عدد سكان دلهي يصل تقريبا إلى 976 782 13 نسمة بكثافة سكانية مساوية ل9294 ساكن في الكيلومتر المربع. أمّا من حيث الجنس فلكل 1000 شخص من الذكور يقابلهم 821 من الإناث ويصل نسبة التعليم في المدينة 82.82 %. حسب إحصاء 2003 فإن عدد سكان دلهي يفوق 14 مليون نسمة.

يدين أغلب سكان دلهي بالهندوسية وتصل نسبتهم إلى 82 % يليها الإسلام بنسبة 11.7% وبعده السيخية بسبة 4% ومن ثم الجينية بنسبة 1.1 % ومن ثم المسيحية 0.9 % كما يوجد في المدينة أقلية يهودية وبوذية. في سنة 2005 بلغت نسبة الجرمية في المدينة إلى 16.2 % وهي أعلى نسبة بين 32 مدينة التي يفوق عدد سكانها مليون نسمة.....

المعالم السياحية في دلهي

القلعة الحمراء

القلعة الحمراء

القلعة الحمراء هي واحدة من أروع الهياكل في دلهي، تتكامل مع الحجر الرملي الأحمر، وأيضا إحدى العجائب المعمارية التي بناها الإمبراطور المغولي والمهندس المعماري العظيم شاه جيهان. تفتخر مدينة دلهي بالنصب التذكاري القديم، الذي قد مضى عليه أربعة قرون، وتقف شاهدا صامتا على التحولات التاريخية والثورات التي وقعت في الهند. بدأ بناء القلعة الحمراء، كما هي معروفة لدى الناس، في سنة 1640 م واستغرق نحو ثماني سنوات لاستكمال البنية. قرر الإمبراطور لبناء هذا المبنى الرائع على ضفاف نهر يامونا عندما تقرر تحويل العاصمة من آغرا إلى دلهي. من الخندق الكبير والبوابات الهائلة في القلعة، كل قطعة من فن العمارة هي أعجوبة. تسكن جدران القلعة المرتفعة 110 أقدام مدينة جميلة في داخلها. تتكون الديكورات الداخلية من الرخام مع الديوان العام (مجلس الجمهور العام) والديوان الخاص (مجلس الجمهور الخاص). كان وقع عرش الطاووس الأكثر شهرة في هذه القلعة، وإنها تقف اليوم مجدا مثيرا للذكريات وسيادة للمغول. لا تتحدث الحمامات الجميلة أو غرف الاستحمام وكذلك غرف السيدات الجميلة على حد السواء إلا عن حكايات الملوك الذين عاشوا داخل أسوار هذه المباني الضخمة. والنوافير والممرات المائية الرائعة مستمرة العمل في حالة ممتازة تعطي نظرة معمارية للإمبراطور نفسه. ومسجد موتي الجميل، الذي بناه الملك أورنجزيب- ابن شاهجهان- بالرخام أبيض اللون، يعد أكثر جاذبية ويعطي جوا من السكينة والهدوء للقلعة العملاقة. والقلعة الحمراء هي واحدة من أفضل القلاع المحفوظة في الهند وشهدت أيضا كثيرا من الاضطرابات الداخلية. وكانت مركزا للحركة السياسية في عهد الامبراطورية المغولية. وقام البريطانيون بسجن الإمبراطور الأخير بهادور شاه ظفر في هذه القلعة. استخدم البريطانيون القلاع لبناء بعض المباني وذلك للعسكري الاحتياطي لهم. وكان قائما على هذه الأسوار بالذات من هذه القلعة أعلن أول رئيس الوزراء في الهند- جواهر لال نهرو- حرية الهند. وحتى الآن، يرفع رئيس وزراء الهندي العلم الوطني بمناسبة عيد الاستقلال كل عام في القلعة الحمراء.

قطب منار وعمود دلهي الحديدي

قطب منار

منارة قطب (أو قطب منار) هي إحدى المعالم الكبيرة في الهند وكذلك إحدى أروع الأمثلة في فن العمارة الإسلامية التي تتميز بها مدينة دلهي. قام قطب الدين آيبك ببناء أطول مبنى في الهند في القرن الثاني عشر، إما كنصر البرج أو كبرج بسيط بجوار المسجد المجاور. هذا هو أطول برج الحجر في الهند مع ارتفاع 72.5 مترا. يتكون هذا البرج الجميل من الحجر الرملي الأحمر ويملأ بآيات القرآن الكريم المنقوشة عليه. ونقوش الزواحف والزهور الجميلة والهندسة المعمارية الفريدة تجعل منارة قطب واحدة من الأبراج الأكثر مثالية في العالم، وكانت ذات يوم محورا لمدينة دلهي الامبراطورية. يقع المسجد والعمود الحديدي الأكثر شهرة في محيط هذه البنية القديمة. يحمل هذا العمود الغامض نقوشا من عهد جوبتا، لكنه قاوم المطر والريح والشمس بدون أي صدأ

ضريح همايون

ضريح همايون

ومن المفترض أن قبر والد الملك أكبر العظيم (همايون) يعتبر أول المباني الإسلامية الهندية في الهند. ويعرف أيضا هذا الهيكل الجميل كمصدر إلهام لتاج محل، الذي يعد واحدا من عجائب الدنيا السبع في العالم. قامت أرملة همايون وحجي بيغم (واحدة من زوجات الملك أكبر) ببناء هذا الضريح في القرن السادس عشر. وهذا الهيكل الحجري الرملي الأحمر يتمتع بروح همايون، التي تستريح في سلام. ويقدم المبنى المتناسق المثالي منظرا رائعا من الحدائق والنوافير الموضوعة بشكل جيد.

فسيحة بوابة الهند

بوابة الهند وضواحيها هي واحدة من أهم المباني الواقعة في مدينة نيودلهي أو دلهي لوتينس (سميت نيو دلهي على اسم المهندس المعماري البريطاني البارز ادوين لوتينس) والمتصفة بالانطباع البريطاني الواضح. بوابة الهند تعتبر إحدى أشكال أقواس النصر وبنيت لتخليد ذكرى عديد من الجنود الذين قتيلوا خلال الحرب العالمية الأولى. ترتفع البوابة 160 قدما مع القوس يبلغ مقاسه 138 قدما. يسكن أيضا القوس شعلة خالدة كإشارة ذكرى الجنود الهنود الذين خسروا أرواحهم في الحرب الواقعة في سنة 1971 م مع باكستان. بيت رئيس الجمهورية أو راشبتي بهون الواقع في التناظر مع بوابة الهند في تلال رايسينا يعد هيكلا رائعا، يدل على أيام راج وبداية دلهي لوتينس. كما بني فيما مضى كمقر إقامة نائب الملك في الهند، عندما نقل البريطانيون عاصمتهم من كلكتا إلى دلهي، وحاليا هذا مقر للإقامة الرسميية لرئيس جمهورية الهند. الطريق الموجه إلى بيت الرئيس يبدأ من بوابة الهند ويسمى بمسار راج. وعلى كلا الجانبين من طريق راج، توجد المباني الرسمية لكبار الشخصيات المنتسبين للحكومة الهندية. آخر المبنى، الذي بناه البريطانيون خلال نفس الوقت، هو البرلمان أو سنسد بهون. يتميز البرلمان بكل صفات البناء الهندسية مع 144 عمودا وأعلى الطوابق الصغيرة. وهذا قاعة الاجتماع الرسمية لمجلسي البرلمان لدى الحكومة الهندية.

معالم سياحية أخرى

معبد اللوتس

مدينة دلهي بصفتها قديمة تتمتع بعديد من المعالم وأهم المباني الأثرية والمعمارية. ينتشر عديد من المقابر الصغيرة والكبيرة في المدينة جنبا إلى جنب مع الحدائق والمتاحف الجميلة. بعض المعالم الهامة الأخرى الواقعة في المدينة هي: القلعة القديمة وقلعة تغلق آباد وضريح صفدرجنج وجانتار مانتار وغيرها الكثير. والمدينة أيضا حافلة بالأماكن الجميلة الروحية مثل معبد لاكشمي نارايان الهائل أو المسجد الجامع الرائع ومعبد لوتس الجميل أو معبد هاري راما هاري كريشنا. توجد في المدينة عدة الشخصيات السياسية الهامة الذين تستريح فيها نفوسهم في سلام مثل راج غات للمهاتما غاندي وشانتي فإن لجواهر لال نهرو وشاكتي استهل لإنديرا غاندي وغيرهم الكثير.

وسائل الإعلام

الصحافة المكتوبة

تعتبر الصحافة المكتوبة أحد أهم المصادر لنقل الأخبار في مدينة دلهي. ففي سنة 2004 تم إحصاء 1029 جريدة تنطق بثلاثة عشر لغة. تنطق 429 صحيفة بالهندي مثل Dainik Hindustan و Punjab Kesri و Dainik Jagran و Dainik Bhaskar و Navbharat Times. من أهم الجرائد الناطقة بالغة النجليزية هناك The Hindustan Times والتي تباع بأكثر من مليون نسخة يوميا.

الإذاعة

تعتبر الإذاعة أقل الوسائل الإعلام شعبية في دلهي بالرغم من كونها مقر عدة محطات اف ام رأى عدد كبير منها النور سنة 2006. يوجد في المدينة محطات خاصة وغير خاصة من أبرزها إذاعة ميرشي وإذاعة كل الهند

الرياضة

كباقي المدن الهندية فإن الكريكيت هي الرياضة الشعبية في المدينة. يوجد في المدينة عدة ملاعب كريكت ويطلق عليها اسم ميدان من أبرزها ميدان فروز شاه كولتا وهو من أقدم ملاعب الكريكت في الهند تجرى فيه مقابلات دولية في الكريكت.

استضافت دلهي عدة تظاهرات رياضية دولية ومحلية كالألعاب الآسيوية التاسعة واحتضنت سنة 2010 ألعاب دول الكومنولث. المدينة هي كذلك أحد المدن المرشحة لإستضافة الألعاب الآسيوية لسنة 2014 والألعاب الأولمبية لسنة 2016.

مراجع

وصلات خارجية