هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

القمع السياسي في جنوب أفريقيا في فترة ما بعد الفصل العنصري

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يحمي دستور جنوب أفريقيا جميع الحريات السياسية الأساسية. إلا أن هنالك العديد من حالات القمع السياسي، يعود تاريخها على الأقل إلى عام 2002، بالإضافة إلى تهديدات بحدوث قمع مستقبلي مخالف لهذا الدستور، مما دفع ببعض المحللين والمنظمات في المجتمع المدني والحركات الشعبية إلى الاستدلال بوجود ميل جديد نحو القمع السياسي، أو تدنٍ في التسامح السياسي.[1][2][3]

يُقال إن القمع وصل إلى ذروته خلال فترة رئاسة جاكوب زوما، إذ ربط بعض المحللين بين الزيادة في القمع وتأثير ما يسمى «مجموعة الأمن» خلال فترة رئاسة جاكوب زوما.[4] أشير إلى ان زوما «عزز جبروت للدولة» وأنه ركز على «بناء دولة أساسها الخوف». أشير أيضًا إلى أن القمع أثر بشكل خطير على الأشخاص الفقراء، الأمر الذي حال النظام دون تغطيته إعلاميًا.[5]

تم التعبير عن قلق جدي بشأن قمع الشرطة في جنوب أفريقيا.[6][7] ذكر سيبو هلونغواني في مقال بصحيفة «بيزنس داي» أن «جنوب أفريقيا دولة شرطة وحشية». وفقًا لجريج مارينوفيتش «تتصرف الشرطة دون خوف من عقاب؛ كما الحال مع سادتهم السياسيين. في جنوب أفريقيا عام 2012، إذا كنت فقيرًا وبدون نفوذ سياسي، فأنت وحيد».[8][9] عبّرت منظمة العفو الدولية عن قلقها الجدي بشأن الوحشية، بما في ذلك التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء، على يد الشرطة في جنوب أفريقيا. أُشير إلى أن روني كاسريلس ادعى أنه هناك «انحدارًا باتجاه فساد الشرطة» تحت حكم جاكوب زوما.[10] لُوحظ أن «التعذيب يعد ممارسة روتينية في مراكز وسجون الشرطة في جنوب أفريقيا».[11]

هناك أيضًا مشكلة خطيرة في الاغتيالات السياسية في البلاد.[12]

ادعي بأن كبار سياسيي المؤتمر الوطني الإفريقي الكبير مسؤولون عن قمع نشطاء الحركة الشعبية.[13] في عام 2012، قال الأسقف روبن فيليب: «ظلمة سوداء تنزل على بلادنا بينما يتلاشى نور فجرنا الديمقراطي».[14]

تهديدات تطال حرية الإعلام

تحت حكم جاكوب زوما، عبر المؤتمر الوطني الإفريقي عن معارضة مفتوحة لحرية الإعلام. تم التعبير عن قلق جدي بشأن مقترح المحكمة الإعلامية ومشروع قانون حماية المعلومات، اللذين، إذا مُرِّرا، سيقلصان بشكل كبير من حرية الصحافة.[15][16][17]

تفيد تقارير عدة بوجود ترهيب خطير للصحفيين. في عام 2007، أفاد معهد حرية التعبير وصحيفة «ذا ميركوري» بتهديد بالقتل لصحفي في دوربان من قبل ريكي جوفيندر، رجل الأعمال المثير للجدل المدعي صلته القريبة بجاكوب زوما. في دوربان في عام 2009، رفع فيلاني ماكهانيا، رئيس تحرير صحيفة «ذا ميركوري» شكوى بالترهيب ضد سبو مبيساني، مقاول متصل سياسيًا بقسم الإسكان في تلك المدينة الذي ادعى أنه هدد الصحيفة بسبب تحقيقاتها في نشاطاته.[18] في بورت إليزابيث، دعا رئيس فرع المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم نسيبا فاكو، أنصار الحزب إلى حرق مكاتب الصحيفة المحلية «ديلي ديسباتش» في عام 2011.[19] في عام 2012، تعرض بيت رامبيدي وأدريان باسون، صحفيان في «سيتي بريس» لتهديدات متنوعة وأشكال من الترهيب أثناء تغطية قصة عن فساد يتعلق بجوليوس ماليما. في نفس العام 2012، حرق أنصار المؤتمر الوطني الإفريقي نسخ من صحيفة «سيتي بريس» علنًا في دوربان.[20]

تهديدات تطال حرية الإبداع

زعم الشاعر مبونغيني خومالو «أن شعره الذي يكتبه دون سقف وحدود جذب انتباه أجهزة الأمن الدولية».[21]

في عام 2012، طالب قادة بارزون في الحزب الحاكم بتدمير لوحة فنية بعنوان «الرمح» وأيدوا علانية تشويه اللوحة.

حظر الدولة غير الشرعي للمظاهرات

هناك عدة حالات مستقلة موثقة لم تحترم فيها الدولة الحق الدستوري المحمي للتظاهر. وقعت إحدى الحالات الموثقة في دوربان في عام 2006، وحالة أخرى في كيب تاون في عام 2012، مع الإشارة إلى أن حق التظاهر منع تمامًا عن سكان المساكن البسيطة في إيست راند. يشار إلى أن البلديات التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني الإفريقي ليست الوحيدة التي تمارس الحظر غير القانوني على حق التظاهر، بل أيضًا البلديات التي يديرها حزب التحالف الديمقراطي المعارض. أشير أيضًا إلى أن التدخلات القضائية الأخيرة تشكل تقييدًا فعليًا لحق التظاهر. يحاج إلى أن هناك زيادة في حظر التظاهر غير القانوني بعد مجزرة ماريكانا عام 2012، وأن الموضوع اتخذ شكل «حالة طوارئ» فعلية.[22][23]

قمع الشرطة

حشد الشرطة

أعيد تجييش الشرطة التي تخلصت من الطابع العسكري بعد نهاية نظام الفصل العنصري. حث بعض السياسيين الشرطة على «إطلاق النار بنية القتل». في رأي بعض المحللين، ساهم هذا في تصاعد القمع. أُعرب عن قلق أيضًا بسبب استخدام فرق الاستجابة التكتيكية لاحتواء الاحتجاجات الشعبية، وبفكرة أن يقوم الجيش بدعم الشرطة في احتواء الاحتجاجات الشعبية.[24]

مضايقة الشرطة للصحفيين

في عام 2010، اعتقل الصحفي مزيليكازي وافريكا في مكتب صحيفة «سنداي تايمز». أسقطت عنه التهم لاحقًا. تنصت الشرطة بصورة غير قانونية على هاتف وافريكا. في يوليو 2012، استجوبت الشرطة كل من نيك دوس، وسام سول، وستيفانس برومر، صحفيون في صحيفة «ميل أند غارديان» بعد نشر قصة تزعم فسادًا من قبل كبير قادة المؤتمر الوطني الإفريقي ماك ماهاراج.[25]

مضايقة الشرطة للناشطين

وثقت العديد من حالات القمع ضد حركات المجتمع الشعبي، وأشار النشطاء إلى اعتقالهم بتهم ملفقة واعتداء الشرطة عليهم. مثلًا، أبلغ عن اعتداء الشرطة على أشرف كاسيم من حملة مكافحة الطرد في كيب الغربية عام 2000 أثناء مقاومته للطرد، وأن سبو زيكودي وفيلاني زونغو من أباهالي باسيمجوندولو اعتقلوا واعتدي عليهما أثناء ذهابهما إلى مقابلة إذاعية في عام 2006. في سبتمبر 2010، أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي على أربعة سكان من هانجبيرغ في هاوت باي بالقرب من كيب تاون إصابات قريبة على الوجه أدت إلى فقدانهم البصر. في فبراير 2011، قتل اثنان من المحتجين على يد الشرطة وتعرض عدد منهم للتعذيب في إيرميلو. في يناير 2012. أبلغ عن اعتداء على أياندا كوتا في مركز شرطة غراهامستاون. في أغسطس وسبتمبر 2012، تعرض المضربون والنشطاء في ماريكانا لمضايقات مستمرة من الشرطة، نتج عنها عدد كبير من الوفيات. في أكتوبر 2012، أفاد نشطاء في ماكاوز بشرق راند بتلقي تهديدات بالقتل من قبل الشرطة. في ديسمبر 2012، أبلغ عن مضايقة جماعية مستمرة اتسمت بالعنف أحيانًا على يد الشرطة في ويسيلتون بمبومالانجا لمجتمع محلي.[26][27]

تعذيب الشرطة للنشطاء

هناك قلق عام حول التعذيب من قبل الشرطة في جنوب أفريقيا، وُصِف هذا الأمر «بالجماعي» وأنه «يتفاقم خارج السيطرة». في عام 1996، عذبت الشرطة كيفن كونين، الرئيس المؤسس لجمعية كوامبونامبي للبيئة. وثقت منظمات مثل حركة «شعب بلا أرض» حالات تعرض فيها النشطاء والمحتجون للتعذيب. قدمت تقارير إعلامية عن تعذيب الشرطة للنشطاء في ويسيلتون بإيرميلو في عام 2011، وفي ماريكانا في عام 2012.[28]

أناس قتلتهم الشرطة خلال الاحتجاجات

أسوأ حالة من العنف الذي انتهي بالقتل من قبل الشرطة ردًا على الاحتجاجات منذ نهاية عصر الفصل العنصري في جنوب أفريقيا هي إطلاق النار على 34 من عمال المناجم الذين كانوا في إضراب في ماريكانا بالقرب من روستنبورغ، والذي أصبح يُعرف باسم «مجزرة ماريكانا»، خلال إضراب عمال المناجم في 16 أغسطس 2012.[29]

المراجع

  1. ^ The Return of State Repression نسخة محفوظة 24 March 2019 على موقع واي باك مشين., Professor J. Duncan, South African Civil Society Information Services, 31 May 2010
  2. ^ قالب:Usurped, Freedom of Expression Institute, 2006
  3. ^ Activists decry talk of 'third force' at Marikana, by Niren Tolsi, Mail & Guardian, 2012 نسخة محفوظة 2023-05-17 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Electing for lesser evil will not get us very far, Palessa Morudu, Business Day, 11 September 2012 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Media underplaying police, state brutality, Jane Duncan, Sunday Independent, 26 August 2012 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ No end in sight for police brutality in South Africa, Justice Malala, The Guardian, 21 February 2013 نسخة محفوظة 2023-05-17 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ The lang-arm of the law is a deadly dance, Jane Duncan, Mail & Guardian, 8 August 2013 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Police brutality comes as a surprise? Really?, Pierre de Vos, Daily Maverick, 1 March 2012 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Amnesty International South Africa Report, 2012 نسخة محفوظة 2023-06-04 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Mr President, arrest this descent into police state depravity, Ronnie Kasrils, Mail & Guardian, 6 March 2013 نسخة محفوظة 2023-11-07 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ [1], Fish rot from the head, Carolyne Raphaely, Open Democracy, 20 March 2014 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ The Business of Killing: Assassinations in South Africa, Rumbi Matamba, Global Initiative Against Transnational Organized Crime, April 2023, Geneva نسخة محفوظة 2023-10-22 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Protestors Are Killed On Instructions Of Politicians In KZN And Society Turns A Blind Eye – Inquiry, Marc Davis, The Huffington Post, 2017 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Biko: A bright guiding light in dark times, Bishop Rubin Phillip, 19 September 2012 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Jacob Zuma and the second transition: The print media, Mandy de Waal, The Daily Maverick, 18 June 2012 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ "Countries". Amnesty International. مؤرشف من الأصل في 2023-10-10.
  17. ^ The Secrecy Bill: Speak Now or Forever be Gagged نسخة محفوظة 9 July 2018 على موقع واي باك مشين., by Dale T. McKinley, SACSIS, 8 June 2011
  18. ^ ANC ratchets up its anti-media campaign in provinces نسخة محفوظة 9 July 2011 على موقع واي باك مشين., Mandy de Waal, The Daily Maverick, 6 July 2011
  19. ^ Faku: Burn down the press, LUYOLO MKENTANE, The Daily Dispatch, 20 May 2011 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ 'Spear' fury shatters Haffajee, Shain Germaner, IOL, 28 May 2012 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ Poetry must reflect South Africa today, GOODENOUGH MASHEGO, The Sowetan, 18 January 2013 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ Marikana, the Farlam Commission, and the Undeclared State of Emergency, by Jane Duncan, SACSIS, 8 October 2012 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  23. ^ SA's banned gatherings: Goodbye Constitution, we hardly knew you, by Mandy de Waal, The Daily Maverick, 28 September 2012 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ A template for Marikana was made in Ermelo a year ago, by David Bruce, Business Day, 5 November 2012 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ M&G journalists warned of criminal charges, Phillip de Wet, Mail & Guardian, 26 July 2012 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ Outcry over 'savage assault', ADRIENNE CARLISLE and DAVID MACGREGOR, The Daily Dispatch, 14 January 2012 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ Grahamstown activist arrested for book theft FARANAAZ PARKER, Mail & Guardian, 13 January 2012 نسخة محفوظة 2023-11-12 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ Marikana: Police torturing their way to intimidation, Greg Marinovich, The Daily Maverick, 2 November 2012 نسخة محفوظة 2023-11-11 على موقع واي باك مشين.
  29. ^ "South African police open fire as striking miners charge, killing and wounding workers". The Washington Post. Associated Press. 16 أغسطس 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-08-17. اطلع عليه بتاريخ 2012-08-16.